نادي الفكر العربي
نظرية الإطار و استحالة الحوار . - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: نظرية الإطار و استحالة الحوار . (/showthread.php?tid=27324)

الصفحات: 1 2 3 4 5


نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بهجت - 06-20-2005

اقتباس:لا تكشف الآلهة منذ البداية  
كل الأشياء لنا و لكن بمرور الوقت
ومن خلال البحث قد نتعلم و نعرف الأشياء بصورة أفضل
و بالحدس نرى أن هاتيك الأشياء تماثل الحقيقة  
أما عن الحقيقة اليقينية فلا إنسان يعرفها  
ولن يعرفها إنسان ولا أحد من الآلهة  
ولن يعرف كل الأشياء التي نتحدث عنها
و حتى إذا تفوه أحد مصادفة
بالحقيقة النهائية ، فإنه هو نفسه لن يعرف هذا .
الشاعر الإغريقي الجوال ( كسينوفان ) .
الزملاء المحترمون .
أريد من البداية أن أنوه إلى أني أعرض في هذا الموضوع مجموعة من الأفكار التي أرجحها دون أن أؤكد صحتها فهي مجرد تأملات مبدئية لفكرة تراودني منذ فترة ، و قد تأثرت في هذا الطرح بأعمال لمفكرين معروفين في مجال نظرية المعرفة ( الإبستمولوجي ) و ليس في مجال السياسة أو العقائد مثل كارل بوبر و توماس كوهن و بول فييرابند ، وبقدر ما أعلم فلم يسبق أن تبنى أحد من المفكرين العرب هذا المقترب لتفسير الصراع الفكري وحتى المادي بيننا و بين العالم الغربي ، هذا الصراع الذي يوصف بالفعل كونه الحرب العالمية الرابعة على اعتبار أن الحرب الباردة كانت الحرب العالمية الثالثة .إن أخطر ما في هذا الصراع أنه صراع لا تكافؤ فيه ،و أنه أول صراع ينتج عن قطيعة معرفية .. أي أول حرب عالمية ثقافية !.
إن الذي دفعني لطرح هذا الموضوع هو ما يثار عن السبب الذي يجعل الحوار عسيرا و ربما مستحيلا في بعض الأحيان ، فكثيرا ما نشرع في الحوار بحسن نية و صدق ،و لكننا لا نفلح في تحقيق الحد الأدنى من الاتفاق ، ربما حتى لا نتمكن من مجرد وضع قواعد موحدة لإجراء الحوار و أهدافه . إن هذا الفشل قد لا يكون مفهوما لنا لأننا عندما شرعنا في الحوار كنا نبذل غاية جهدنا كي يجرى الحوار بموضوعية و على الوجه الأمثل ، وهذا الفشل كثيرا ما يصيبنا بالإحباط و نبدأ في التشكك في نوايا شركاء الحوار و نتهمهم بشتى الظنون ليس أقلها سوء النية أو افتقاد اللياقة أو تعمد الجور و السخرية .و أحيانا يندفع البعض حانقا فيبدأ في طرح أشرطة يحاول فيها بث غضبه من شركاء الحوار ووصمهم بكل ما يملك من مفردات الشتيمة و الانتقام .
إننا نكتشف بعد تجارب متعددة – أو على الأقل الحكماء منا - أن هناك شيئا حقيقيا لا يمكننا التغلب عليه أو تجاوزه يحيل الحوار إلى تبادل شكلي للكلمات و لكن بلا مدلول ، أو كما يقولون أنه حوار الطرشان ، شيء يجعل الحوار سببا في زيادة الهوة بين المتحاورين و ليس أداة لتجسيرها .هذه الظاهرة لا تحدث فقط بيننا في دوائر الحوار بل هي تحدث على نطاق كبير جدا بين الدول و الحضارات و الثقافات المختلفة ، هذه الظاهرة الثقافية يمكن التعبير عنها بنظرية الإطار Framework.
وفقا لهذه النظرية فإن المناقشة العقلانية المثمرة مستحيلة ما لم يتقاسم المساهمون فيها إطارا مشتركا من الافتراضات الأساسية أو على الأقل ما لم يتفقوا على مثل هذا الإطار لكي تسير المناقشة بشكل مثمر . وهذا الإطار ليس مجرد شروطا أولية pre-requisite للمناقشة من قبيل الرغبة في الوصول إلى الصدق أو الحقيقة أو تفهم مشاكل و أهداف بعضنا البعض و لكنه يعني الاشتراك في مجموعة من المبادئ أو الافتراضات الأساسية conjecturesأي أنه إطار عقلي للمتحاورين ، و من هذا التصور يمكننا القول أنه من المستحيل منطقيا التفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة أو الأجيال المختلفة أو الحقب التاريخية المختلفة ، و طبقا لهذا التصور أيضا تكون الحقيقة أو الصدق فقط بالنسبة للإطار الواحد و لكنه يختلف من إطار إلى آخر ولا يمكن تعميمه بين الأطر المختلفة وهذا يقودنا إلى ما يمكن أن نطلق عليه النسبوية Relativism. إن أنصار هذا الرأي الذي يرقى إلى مستوى النظرية يضعون مجموعة من الشروط المبدئية التي بدونها يصبح التفاهم أو الحوار مستحيلا .إن تلك الأطر يمكن أن تتقاطع في أجزاء منها و لكنها في الحالة القياسية تكون منفصلة تماما و يحول بينها ما يمكن أن نطلق عليه القطيعة المعرفية ( الإبستمولوجية Epistemology) ، إن هذه القطيعة نتيجة التمايز ليس فقط في اللغة أو معاني الكلمات و بعبارة أدق في الصور العقلية التي تستدعيها الكلمات من مخزون الذاكرة و لكن أيضا في المنهج العقلي .
و بالتالي فإن النظم و التقاليد و المفاهيم التي تعود إلى أطر مختلفة تكون غير قابلة للمقايسة أو المفاضلة أو أن نقيس بعضها ببعض و هذه الخاصية يطلق عليها عدم المقايسة incommensurability ،و بالتالي لا يمكننا أن نقول أن مفهوم الحرية في إطار ما هو أفضل من مفهوم الحرية في إطار آخر و هكذا لأن المفاهيم يمكن فقط قياسها مع غيرها داخل نفس الإطار و لكنها تصبح مستحيلة القياس مع مفاهيم تنتمي لإطار آخر . إن أوضح مثال لهذا الطرح هو المواجهة confrontationبين الإطار الأصولي و الإطار الحداثي .
للموضوع تكملة .




نظرية الإطار و استحالة الحوار . - محارب النور - 06-20-2005



بوبر هو رائد المجتمع المفتوح والخالي من الاطر ,تفكيرة فية لمسة فوضوضية واضحة من انكار مصطلح الوطن ونهاية التاريخ مع ان القسم الشيوعي من الفوضوية امن بالنهاية التاريخ ولكن بوبر ضد هذة الفكرة تماما ,ويشبة التاريخ مثل النهر له بداية ولكن لا يعرف له مسير ولا نهاية محددة هو متغير متحرك ولا ينظر خلفة .

بوبر ايضا شدد على قضية لا عنف في اي حوار واعتبر مسالة الحوار مع مجموعة تتبنى العنف في نشر افكارها مضيعة لوقت .وكان بوبر من خلال محاضراتة يشجع الطلاب على حوار ولكن لاحظ الاطر التي تغلف فكر هولاء الطلبة من جميع جنسيات الارض ,اقترح من اجل حوار بناء هو نزع هذة الاطر واعتبرها شي اسطوري يعود الى الماضي وكان لا يخفي كرهة لاي نظام شمولي .

ومن اجمل كلماتة هو ان النقد هو محرك الحضارة الحقيقي .

اشكرك يا بهجت على فتح الحوار الجميل حول الاطر

محارب النور

(f)





نظرية الإطار و استحالة الحوار . - zyadzayed - 06-20-2005

لابد يا اخ بهجت ان يدور الحوار فى اطار
والا اصبح عبثية تجريدية
تعرف ان الكونجرس الامريكى ضاع فى هذه العبثية
لديهم مبدأ انه فى مناقشة موضوع ما وكان الموضوع هو اختيار الرئيس بوش لبعض الشخصيات لملء وظائف شاغرة بالقضاء الاعلى وبوظيفة سفير امريكا بالامم المتحدة قام الديموقراط المعارضين للترشيحات بالحديث بموضوعات وهمية لاتمت للترشيحات بصلة واحدهم غنى بالكونجرس واخر القى اشعارا لتضييع الوقت
ولهذا قام الحكماء من الطرفين 6 من كل طرف واتفقوا على امرار الترشيحات فى ضوء اتفاقية معينة يلتزم بها الطرفان

وهذا اطار جيد نظالب بالعمل به لدينا

حكماء من الطرفين عندما يتعذر الاتفاق

تدرى ايضا ان ابو الغاء الاطارات السيد بوبر
قد وضع بوضوح اطارا محددا وهو عدم التحاور مع متبنيى العنف وهذا اطار جيد ومقبول

واضيف من عندى ان استبعاد وتهميش كل من له مصلحة فى حدود عدم التحاور مع العنف وعدم الاستبعاد واحترام حقوق الانسان الاساسية هو اطار مقبول للتحاور

نصل هنا الى ما اريد تلخيصه

اولا لايمكن لأى حوار ان يستمر بدون اطار مقبول

ثانيا يجب ان يتفق على الية واضحه لحل الاختلافات

وهنا ازعم ان طريقة ستة من حكماء كل من الطرفين المختلفين تعتبر اطارا مقبولا

الانفراد بالسلطات والحلول و توهم ان المختلف سيخرس ويستسلم للامر الواقع هو ضرب من الخيال ويقود الى العنف والثورات وتدمير المصالح العليا

لم يصلح قبلا ولن يصلح الان

والاحسن دائما هو المائدة المستديرة

والمناقشات الهادئه ولجان الحكماء

وهذا ينطبق على اوضاعنا الحالية وفيه حل لكل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية

تحياتى لك وللمساهمين بموضوعك القيم


نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بهجت - 06-21-2005

اقتباس:عندما تصبح كل الأيام متشابهة فمعنى ذلك أن الناس كفوا عن ملاحظة الأشياء الطيبة ،و أن الشمس تعبر إلى سماء أخرى .
باولو كويللو- كاتب برازيلي
من المفيد أن نلقي مزيدا من الضوء على مفهوم الإطار الذي نرشحه كنظرية لتفسير صعوبة و ربما استحالة الحوار بين الثقافات المختلفة ،إن هذه الصعوبة بل ما يشبه الاستحالة التامة نعاينها بوضوح فيما يسمى بحوار الحضارات أو الثقافات . في هذه الحوارات يتصدى رجال الدين المسلمون لحوار الغربيين في مؤتمرات متعددة بدون جدوى ، و لكنهم لا يعترفون بذلك بل يعودون مدعين الظفر و يبشروننا أنهم يفحمون المفكرين الغربيين و يلقمونهم حجرا تلو حجر، دون حتى أن يدركوا أن منطقهم سيكون غير مفهوم لمن يفكر خلال تقاليد ثقافية مغايرة ، و أن هؤلاء الغربيين يفكرون خلال إطار مختلف و بمفاهيم و تصورات مغايرة تماما ، وكل ما يحاوله نظرائهم الغربيون هو البقاء على اتصال بالفكر الأصولي الإسلامي لتجنب خطره أو على الأقل التنبؤ بمخاطره .
بداية أشير إلى أننا ندين بالنتائج الهامة التي أفرزتها هذه النظرية ( الإطار) مثل النسبوية و عدم المقايسة للعالم ( بول فييرابند Feyerabend 1924-1994 ) . حسنا إن الإطار في معناه المباشر يتألف من نظرية سائدة يحيط بها ما يمكن أن نطلق عليه الاتجاهات العقلية mental attitudesالمتوافقة مع تلك النظرية السائدة ، وهذه الاتجاهات هي التي تحدد لنا طريقة النظر إلى العالم و طريقة الحياة ، وفي العمق يمكن أن نفكر في الإطار ليس بوصفه يتألف فقط من ( نظرية سائدة ) ،و لكنه أيضا و بشكل أهم يصبح كيانا سيكولوجيا و سوسيولوجيا و تبعا لهذا يمكن أن نرى الإطار بشكله الأشمل بمثابة رابطة قوية بين اتباعه المتحمسين ، كما هو الحال بين متبعي الأديان و المعتقدات السياسية و الإيديولوجية . و طبقا لهذا المفهوم ستكون المناقشة العقلية مستحيلة إذا كانت ستعبر الإطار و تتحدى مجاله ، و نحن نعبر عن هذه الظاهرة عندما نقول بعدم خضوع الإطار القديم و الجديد للمعايير نفسها (للمقايسة) أو ظاهرة اللامقايسة .
يمكننا أن نلخص هذا الموضوع بالتأكيد في مبدأ النسبوية و التعددية المنهجية و اللامقايسة بمعنى عدم قابلية النظريات العلمية المتتالية للمقارنة و الخضوع للمعايير نفسها و الحكم عليها بنفس المقاييس .فلكل نظرية دورها و سياقها و مجالها في تاريخ العلم ،و الحكم عليها يكون في إطار ظروفها و تحدياتها .
إن نتائج هذه النظرية ستكون بالغة الخطورة لأنها تقودنا إلى التقرير بأن الحوار بين الثقافات ( الأطر ) المختلفة مهمة مستحيلة تماما و بالتالي فإن التصادم أو المواجهة بين هذه الأطر هو قدر إغريقي لا يمكن تفاديه رغم إدراكه مقدما ، و هذا أيضا يفسر ولو جزئيا صحة التنبؤات التي تحدثت عن حتمية صراع الحضارات أو صراع الثقافات ،و بالرغم من الجهود النظرية و العملية التي بذلت لتفادي هذا الصراع إلا أنه تفجر بالفعل بين المجتمعات ذات الثقافة الإسلامية الدوجمائية و المجتمعات التي تنتمي للثقافة الغربية العلمانية البرجماتية .
منتديات الحوار .عندما نحاول تطبيق نظرية الإطار المطروحة على منتديات الحوار أيضا كدراسة حالة ، فسنجد أن أمامنا إطارين على الأقل يمكن توزيع المتحاورين بينهما ، الإطار الأول هو الإطار الديني الدوجمائي و الثاني هو الإطار العقلاني أو المنهجي . وهذا ليس ترجيحا لأحدهما على الآخر و لكنه تقرير لواقع . إن الإطار الديني يدور حول فكرة محورية الدين سواء بالقبول أو حتى بالرفض ، أي أن هناك ملحد مثلا ينتمي للإطار الديني !. فكل من يجعل الدين في بؤرة تفكيره ينتمي لهذا الإطار ،و بالتالي ستجد أن هذا الإطار يشمل حوالي 80 % من مرتادي المنتديات ، سواء من الإسلاميين المتحمسين أو الملحدين في هذا الإطار ، أما الإطار الآخر فيشمل كل من لا يرى الدين محورا فكريا بالأساس حتى لو كان مؤمنا بالخالق ، و يمكن وضع الغربيين مثلا في هذا الإطار فالمؤمن الذي ينتمي للحضارة الغربية هو لاديني حتى لو كان مؤمنا ، بمعنى أنه يقرأ الإيمان خلال ثقافة تحيل الدين إلى موضوع ذاتي نفعي لا يترتب عليه مسئوليات أو نتائج عملية ، وهناك قلة من المتحاورين يمكن إدراجهم في هذا الإطار ، هؤلاء الذين ينشئون على تقاليد فكرية وضعية عقلانية .
هكذا نجد أن الخلاف بين المتحاورين لا يقتصر على موقف سيكولوجي يرفض الاعتراف بالخطأ بعد تبينه ، ولكنه قد يمتد ليكون موقفا لا يدرك الرأي المخالف نهائيا بحكم القطيعة الثقافية ،وهذا ليس نادر الحدوث بل أكثر شيوعا مما نتصور ، خاصة عندما ينتمي طرفي الحوار إلى تقاليد و مناهج فكرية مختلفة .
للموضوع بقية .
الأخوة زياد و محارب النور .
شكرا على مساهمتكما و سيكون لي عودة .



نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بهجت - 06-22-2005

اقتباس:]" إن قيمة الإنسان ليست في توصله إلى الحقيقة ، بل في كفاحه المخلص من أجل الوصول إليها " جاليليو .
أهداف الحوار .
إن الحوار الحقيقي كما أراه لا يهدف إلى الارتداد عن المعتقدات ،و بالتالي فتوقعاتنا يجب أن تكون متواضعة جدا ،و سيكون فوق الكفاية أن نشعر أننا أصبحنا نرى الأشياء في ضوء مستجدات لم تكن معروفة لنا حتى لو رأينا تلك الأشياء نفسها كما عهدناها بلا تغيير ، يكفي أننا نقترب أكثر من الصدق و الحقيقة حتى لو لم نصل إليها .
لا أرى بالفعل أن الوصول إلى نتائج اتفاقية محددة هو الهدف الأساسي من الحوار ،فهذا سيكون سهلا - و أيضا مملا – عندما يكون المتحاورون متقاربين من البداية ، و لكن الهدف الأساسي من الحوار هو أن يستفيد المتحاورون من عرض خلافاتهم و يكتشف كل منهم نقاط الضعف في أفكاره هو ،وهذا ربما كان عسيرا عندما تكون الخلافات حادة ،و لكنه ممكن إذا توخى المتحاورون البحث عن الحقيقة أو الصدق ، و لكن شريطة أن يتوفر إطار ما يحتضن الحوار إذا أريد له أن يكون مثمرا ، و ليس من الضروري أن يكون هذا الإطار ضيقا بل من الأفضل أن يكون متسعا قدر الإمكان .
الانتصار في الحوار .إن المناقشات العقلية الهامة دائما عسيرة ،و دائما ما تتداخل مع عناصر بشرية لا عقلانية من قبيل المشاكل الشخصية ،و أيضا من قبيل رغبة الإنسان البدائية في هزيمة الخصم و الظفر ،و هذا تحديدا ما يجب أن ينساه المحاور الجاد ، أما ما يجب أن يتعلمه فهو أن الانتصار في الحوار لا يعني شيئا له قيمة ، و لكن الهام هو أن ينجح في عرض أفكاره و تفهم أفكار الآخرين بأيسر طريق . إن المناقشة العقلانية بهذا المفهوم أمر نادر الحدوث جدا في كل المجتمعات خاصة مجتمعاتنا العربية القائمة على تقاليد الدوجمائية و النصوص المقدسة . و لكن هذا النموذج العقلاني يظل مثلا أعلى يمكن أن نتعلم منه الاستمتاع بالحوار الذي يوقظ فينا جذوة المعرفة و يستحثنا للإجادة .
التعريف كأداة للحوار .هناك من يثير النظرية القائلة إننا يجب أن نتفق على مفرداتنا قبل المناقشة ،و ذلك عن طريق تعريف المصطلحات . رغم إقراري بمنطقية هذه الفكرة إلا أنني لا أوافق عليها لأسباب عملية ، فلو تمشينا مع هذا المطلب سنجد أنفسنا في مأزق جدلي تقليدي هو أننا بدلا من مناقشة معنى المصطلح تحت البحث سوف نستحدث مشكلة أخرى هي مناقشة تعريف هذا المصطلح ، و نحن نعرف أن مطلب التعريفات هو موضوع شائك إلى درجة هائلة لأنه يسلمنا إلى ارتداد لا نهائي infinite regress فكل تعريف يبنى على تعريف أو مجموعة تعريفات أخرى و هكذا ، ولن يكون أمامنا في النهاية سوى أن نسلم بما يسمى المصطلحات المبدئية أي المصطلحات غير المعرفة أو ذاتية التعريف ، وهذه التعريفات ليست أقل استشكالا من غالبية المصطلحات المعرفة .
إننا لا يمكن أن نتفادى الحقيقة القائلة أن كل مناقشة عقلية لابد أن تبدأ من مبادئ أو بديهيات ،وهذه بدورها يجب أن تكون مقبولة قبولا عقائديا ( دوجمائيا ) ، هذا إذا حاولنا تفادى ارتدادا لا نهائيا . إن هذا يعني ببساطة ( مرعبة ) أن المناقشة العقلانية لابد أن تستند على مقدمات من المبادئ و البديهيات التي يجري التسليم بها من الجميع دون أن نخضعها للنقاش ، و هذا يبقى صحيحا مهما كان منهجنا في الحوار سواء كان التبرير أو البرهان و الإثبات أو الاشتقاق المنطقي ، ربما فقط استثني المناقشات النقدية في العلوم الطبيعية و الرياضية .
إن هذا الشرط المبدئي ( ضرورة البدء من مسلمات ) ليس مجرد شرط نظري فقط بل هو ملموس بالفعل ، ولقد واجهت هذا الموقف تحديدا بشكل يائس مرات عدة ، خاصة عندما أشرع في الاستجابة لمداخلات زملاء من الإسلاميين عند مناقشة موضوع مثل تطبيق الشريعة الإسلامية ، فمع تقديري لهؤلاء الزملاء إلا أنني أدركت أننا نعمل في إطارين مختلفين تماما ،و أتذكر أنني قضيت ربما أكثر من ساعة خلال رياضتي الصباحية أفكر في حل لهذا المأزق ، وكيف أجعل أحدهم يدرك حقيقة أن مثل هذا الحوار بيننا في تلك القضية مستحيل دون أن أسبب له ضيقا أو ألما ؟.إن هذه الاستحالة هي استحالة منهجية و ليست بسبب أنني أدعي تفوق منطقي أو أصمه بالتخلف المنهجي ، و لكن بسبب وجود منهجين مختلفين تماما . المشكلة كانت حتى أعمق من ذلك لأني أدركت أن الزميل الإسلامي من المستحيل أن يقر بفكرة الإطار و اللامقايسة و النسباوية لأنها جميعا و ببساطة لا تعني شيئا في المفاهيم المتداولة داخل إطاره الفكري ،و النتيجة طبعا متوقعة ، فالأمر كله لم يختلف عن حوار الحضارات .. غير ممكن !.



نظرية الإطار و استحالة الحوار . - The English Patient - 06-22-2005

Great Bahgat

As an X islamist, The Meaning you are talking about is Touching, and iam reacting with it vigrouslly
However,
It is kind of strange (4me) language you are using in this article

but at the same time, it is logic, elegant, and High ceiling meanings

Plz tell me how to Make it (Get This kind of knowldg)
Any suggested List of books, names, authors helping me to absorb your dialogue with the others?

:wr::wr::wr:

أن الانتصار في الحوار لا يعني شيئا له قيمة ، و لكن الهام هو أن ينجح في رض أفكاره و تفهم أفكار الآخرين بأيسر طريق


نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بوعائشة - 06-23-2005

اقتباس:إن الذي دفعني لطرح هذا الموضوع هو ما يثار عن السبب الذي يجعل الحوار عسيرا و ربما مستحيلا في بعض الأحيان ، فكثيرا ما نشرع في الحوار بحسن نية و صدق ،و لكننا لا نفلح في تحقيق الحد الأدنى من الاتفاق ، ربما حتى لا نتمكن من مجرد وضع قواعد موحدة لإجراء الحوار و أهدافه . إن هذا الفشل قد لا يكون مفهوما لنا لأننا عندما شرعنا في الحوار كنا نبذل غاية جهدنا كي يجرى الحوار بموضوعية و على الوجه الأمثل ، وهذا الفشل كثيرا ما يصيبنا بالإحباط و نبدأ في التشكك في نوايا شركاء الحوار و نتهمهم بشتى الظنون ليس أقلها سوء النية أو افتقاد اللياقة أو تعمد الجور و السخرية .و أحيانا يندفع البعض حانقا فيبدأ في طرح أشرطة يحاول فيها بث غضبه من شركاء الحوار ووصمهم بكل ما يملك من مفردات الشتيمة و الانتقام .

مقال آخر رائع كما عودتنا يا دكتور ..(f)

وقد أفضت يا أستاذي في طرح المشكلة وبيان أسبابها..

ولكن أين الحل فيمن يغير مجرى المواضيع ، ويجيب على السؤال بسؤال؟! كيف الحل مع من يشخصن الموضوع فبدلاً من الرد على فكرة الموضوع الذي قد يتحدث عن دولة أو موضوع ما ، يجيبك بشخصنة لكاتب الموضوع أو رد عن دول الموز!..

في اعتقادي أن المشكلة لدى الكثير من الناس هي عقدة النقص التي يعانيها بسبب أو لآخر لا علاقة للمنتديات بها ، فلا يستطيع إدراك أن ما يجري في المنتدى هو عبارة عن إبداء رأي في موضوع ما ـ فليس بالضرورة أن يكون رأيي متوافقاً مع أفكارك بل هذا يعد استثناءً وليس قاعدة! ، وعندما أختلف معك جملة وتفصيلاً فأنا لست بالضرورة عدوك أو أضمر لك السوء..

تحياتي لك يا صديقي دكتور بهجت(f)

:97:


نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بهجت - 06-24-2005

الزميل المحترم محارب النور .
أشكرك على إضافاتك القيمة عن كارل بوبر ، فيلسوف الليبرالية المعاصرة ، و يشرفني تواصلك .
الزميل المحترم . zyadzayed.
مساهمة مشكورة و تضيف الكثير للشريط المطروح فشكرا لك ،و مرحبا بكل مساهماتك السابقة و القادمة .
الزميل العزيز . The English Patient.
أشكر لك تقديرك .
لابد أن أعترف أن الموضوع المطروح ليس من الموضوعات المسلية بل ربما لم يكن ملائما لمنتديات الحوار خلال الإجازات الصيفية حيث تغلب الموضوعات الخفيفة ،و لكني أعرف أن هناك العديد من المثقفين بين أعضاء النادي القادرين على إثراء مثل هذه الموضوعات ( الثقيلة ) باستمرار .
أما عن الكتب فهناك موضوع طرحه زميل عزيز هو فولتير عن مكتبة بهجت ،وربما يكون مناسبا لما طلبته .
اضغط هنا
كما أن هناك لقاء مع بهجت ضمن لقاءات نادي الفكر ، ربما أيضا تضيف شيئا لما سألت عنه .
لقاء مع بهجت
ولا يفوتني أن أقدر لك لطفك البالغ ، فدمت لكل خير .
الأخ الكريم بوعائشة .
يسعدني دائما التواصل معك ومع النخبة المتميزة من أعضاء النادي .
اقتباس:إن المناقشات العقلية الهامة دائما عسيرة ،و دائما ما تتداخل مع عناصر بشرية لا عقلانية من قبيل المشاكل الشخصية ،و أيضا من قبيل رغبة الإنسان البدائية في هزيمة الخصم و الظفر ،و هذا تحديدا ما يجب أن ينساه المحاور الجاد ، أما ما يجب أن يتعلمه فهو أن الانتصار في الحوار لا يعني شيئا له قيمة ، و لكن الهام هو أن ينجح في عرض أفكاره و تفهم أفكار الآخرين بأيسر طريق .
إننا لا نستطيع أن نغير الآخرين ، فقط يمكننا أن نغير أنفسنا فلنحاول أن نفعل ذلك ، لنكن أقل حدة و أوسع صدرا و أكثر حبا للآخرين . إن دوائر الحوار هي أشبه بمقاهي المثقفين القديمة حيث نتبادل الأفكار ثم نمضي سويا كل إلى داره ،و لكن كثير منا يراها بديلا للحزب السياسي ، و بالتالي يصبح الحوار مستحيلا . فلتعد مرة أخرى كوفي شوب .
ودمت لخير .



نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بهجت - 06-24-2005

[B]
اقتباس:الأشياء السهلة هي أغرب الأشياء ،و الحكماء وحدهم هم الذين يسعهم  إدراكها .
باولو كويللو- كاتب برازيلي.
السمات العامة للإطار الإسلامي .
عندما ننظر إلى الكون و إلى الخالق أو الإله وإلى أنفسنا داخل الإطار الديني سنجد أن النص الديني المصمت هو الفكر القائد و هو الذي يحدد و يهيمن على كافة الصياغات العقلية ،و لهذا يمكن أن نرى أن هذا الإطار في عمقه هو إطار نصي و نقلي استاتيكي و ليس إطارا عقلانيا ديناميكيا، و أهم خصائص الإطار الإسلامي كما أراه هي :
أولا : العقيدة الراسخة بمستويين في الوجود لا يختلطان ، هما الذات الإلهية الخالقة ،و عالم الكائنات المخلوقة ، فلا يعرف هذا الفكر نموذج وحدة الكون الهندية مثلا .
ثانيا : هذا يستتبعه النظر للإنسان ككائن خلقي مكلف ، كذلك أسبقية المبدأ الخلقي على التجارب الإنسانية ، و ثبات المعايير الأخلاقية .و طبعا غني عن البيان أن تلك العناصر مناقضة كلية للأطر الغربية المعاصرة التي ترى القوانين الأخلاقية وليدة الحياة الواقعية وأنها نسبية ، وهذه الحقيقة تعمل ضد تأصيل قيمة الحرية في البناء القيمي الإسلامي ، لأن هدف الأخلاق الدينية ليس الحرية أو أن تجعل البشر سعداء ، بل تجعلهم خائفين و مطيعين لقادة الدين .
ثالثا : ينشد العقل الديني الخلود قاهرا الفناء و الزمن ، فهو يؤمن بأن هناك جوهر خالد ( الروح ) تستعصي على الفناء ، و أن هناك حياة أخرى سرمدية في عالم الغيب و الشهادة. و ليست هذه النظرة هي ما يذهب إليها الفكر الغربي الذي لا يرى وجود أي شيء ثابت أو جوهر ،و أن الشيء ليس سوى مجموعة من الظواهر المحسوسة ، لهذا يقوم الفكر الغربي على النظرة العلمية الصارمة .
رابعا : بالتالي لا يحفل الإنسان الدينيhomo religious بالتاريخ لأنه متغير و العقلية الدينية تتسامى بطبيعتها على دنيا الحوادث المتغيرة، إن الثقافة الإسلامية تؤمن بوجود الذات الثابتة التي لا تتغير ، فهي تؤمن بالروح التي تتحرر من سجن الجسد و تعود إلى عالم البقاء السرمدي ، عالم بلا تاريخ ولا حوادث . إن الإطار الديني في نظرته ينشد الخلود عن طريق الخروج من العرض الزائل ، يريد أن يقهر الزمن و يقهر الفناء ،وهو يقهر الزمن بالخروج منه إلى اللازمني بطبيعته ، إلى ذاته التي يراها مختلفة عن مفردات وجوده ، لأنها جوهر خالص ( روح ) ، و يسعى حثيثا إلى حياة أخرى هي أيضا لا زمنية ، ولو لم تكن الحياة سوى تلك المتغيرات الفانية التي نراها في التاريخ و الوجود المحيط بنا لكان الكون في نظر الديني عبثا في عبث . إن هذه النظرة المتعالية على الواقع المادي هي التي صاغت رؤية الفكر الإسلامي للتاريخ ، فهو لا يحفل به بشكل عميق أو حقيقي ، ولو فعل لعده مجرد حكايات منعزلة يستمد منها الموعظة و تؤكد ما يعرفه مسبقا من قيم و معايير خلقية .
خامسا : لا يعترف الإطار الإسلامي بسيادة العقل و مضاء القانون الطبيعي ،و لكنه يؤمن بالحدس و الإلهام أيضا ،و أن القانون تكسره المعجزة و الكرامة . إن الإطار الديني يدعونا إلى الاعتقاد أن واجبنا هو التسليم المسبق بمجموعة من المعتقدات الغيبية لا تدعمها الشواهد المادية ، و بهذا ننكر كل الشواهد المادية التي تتعارض مع معتقداتنا ، وهذا الانحياز المبدئي هو بالطبيعة كابح للتفكير العلمي الحقيقي القائم على المنهج النقدي . من جانب آخر نجد أن العقل الديني لا يستسلم للواقع بقوانينه المطلقة فقط ،و لكنه يسعى دائما لتجاوز حتى القانون الطبيعي بالمعجزة التي يؤمن بها كشيء بديهي!.
سادسا: الدور المركزي الذي تلعبه اللغة العربية بأبنيتها المنطقية و البلاغية ، و نظرا لخضوع اللغة العربية -كلغة القرآن المقدس – للمعايير و الأقيسة الدينية التي ترفض التغيير فإنها غدت لغة متحفية بعيدة عن واقع الحياة اليومية الذي تعبر عنه اللغات المحكية ،و لكن تلك اللغات المحكية غير معترف بها –هي بعض من الإثم - و بالتالي فهي لغات عفوية لا تخضع للتأصيل المنهجي .
بينما تقدم لنا الثورات العلمية مجموعة متجددة من الأطر العقلانية ذات طبيعة هيومانية في جوهرها تجعل من الإنسان مركزا للكون ،وهي تتبنى نموذجا لكون ذي أبعاد متعددة لا يخضع لتصور عقلي بل فقط يمكن افتراض نماذجا عقلية ( باراديم ) لمحاكاة سلوكه ، هذا الإطار يعيد رؤية الإنسان كجزء من الطبيعة في صيرورة دائمة ،و أنه صانع قدره و لهذا فواجب الإنسان هو تطوير الأطر الأخلاقية و ليس فقط الخضوع لها ، و تنظر الأطر الغربية المتتالية إلى الإله عادة ليس كونه كائنا مستقلا ولكن للتعبير عن العقل أو التدبير الكامن في المادة فلا وجود لإله خارج المادة أو فوقها .



نظرية الإطار و استحالة الحوار . - The English Patient - 06-24-2005

"لابد أن أعترف أن الموضوع المطروح ليس من الموضوعات المسلية بل ربما لم يكن ملائما لمنتديات الحوار خلال الإجازات الصيفية حيث تغلب الموضوعات الخفيفة ،و لكني أعرف أن هناك العديد من المثقفين بين أعضاء النادي القادرين على إثراء مثل هذه الموضوعات ( الثقيلة ) باستمرار"


thank you for your reply

Let me ask you my question in different way:

What are you reading these days, to support or debate the ideas you are formulating in this Article ??
You may not answer if iam distracting the wonderful contiguity of this subject........may be in more suitable time
:97:

:97::97: