حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
سورية الدولة العلمانية تزداد اسلامية، أفقياً وعمودياً....ابراهيم حميدي الحياة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25) +---- الموضوع: سورية الدولة العلمانية تزداد اسلامية، أفقياً وعمودياً....ابراهيم حميدي الحياة (/showthread.php?tid=27382) |
سورية الدولة العلمانية تزداد اسلامية، أفقياً وعمودياً....ابراهيم حميدي الحياة - بسام الخوري - 06-18-2005 دمشق تعلن عن خلايا تكفيرية ودعوات الى جهود تنويرية... سورية العلمانية تزداد اسلامية والسلطة الرسمية ترسم خطوطاً حمراء للعلاقة مع الاخوان دمشق - ابراهيم حميدي الحياة - 18/06/05// www.al-hyat.com الاعلان عن تفكيك «خلية ارهابية» تابعة لـ «تنظيم جند الشام للتوحيد والجهاد» الذي يحمل «مشروعاً» عقائدياً وسياسياً وعسكرياً ضد الانظمة السياسية والقوانين الوضعية في «بلاد الشام» بدولها الثلاث: سورية، الاردن، ولبنان، وفي العراق بلاد الرافدين التي يحتلها «الصليبيون»، كان آخر الادلة الملموسة على بدء بؤر متعصبة الخروج من عباءة المجتمع المتأسلم في «سورية العلمانية». وكانت الاشهر الاخيرة شهدت تعبيرات تكفيرية أخرى بينها قيام امام مسجد في محافظة حمص بقتل رجل شرطة، قبل ان يهرب الى الاردن الذي عاد وسلمه الى دمشق. ويضع النائب الاسلامي محمد حبش اغتيال الشيخ المتنور معشوق الخزنوي في هذا السياق. ويقول حبش لـ «الحياة» انه كان تلقى تهديداً بالقتل عبر هاتفه النقال، قبل ايام من خطف الخزنوي على خلفية «الافكار التنويرية والمناهضة للتعصب» التي يحملها ويدعو اليها سواء في كتاباته أو في منشورات «مركز الدراسات الاسلامية» التابع له أو حتى عبر خطب يوم الجمعة في جامع «الزهراء» في احد احياء المزة، جنوب دمشق. ويوضح ان الكشف عن «جند الشام» واغتيال الخزنوي ورجل الشرطة «تقع في السياق نفسه، أي التعصب الديني». وحبش الذي أسس «مركز الدراسات الاسلامية»، واحد من الذين يتابعون التحول في المجتمع السوري نحو التأسلم في بلد طالما اعتبر علمانياً وكافح كي يكون «تقدمياً وعلمانياً». ويقول ان 80 في المئة من السوريين محافظون و20 في المئة اصلاحيون وان واحداً في المئة فقط من المتعصبين. لكنه يحذر من ان «الثمانين في المئة ليس لديهم أي مشروع سياسي، وعندما يفكرون بالسياسة يبحثون عن قائد أو شيخ، ربما يكون من الاصلاحيين أو المتشددين». يعزز هذا الكلام الاعتقاد بأن سورية الدولة العلمانية تزداد اسلامية، أفقياً وعمودياً. ويمكن ملاحظة ذلك بالدلالات الرمزية عبر ارتداء الحجاب وتحول الكثير من المكتبات الى اقتناء الكتب الاسلامية بدلاً من كتب التنظير الشيوعي والروايات «السوفياتية». بل ان المكتبة الكبيرة التي كانت تقوم في مواجهة المركز الثقافي السوفياتي، صارت الآن من اكبر المجمعات المختصة في بيع الكتب الدينية وأحدث وسائل الاتصال لنشر التربية الدينية. ويعززه أيضاً الاقتراب من المجتمع السوري ومن الدوائر الابعد عن المركز. وبينما كلحت الوان الشعار الذي كتب على احد الجدران في مقابل مدينة معرة النعمان على الطريق بين دمشق وحلب «سنسحق عصابة الاخوان المسلمين العميلة للامبريالية والصهونية»، ظهرت شعارات جديدة على الطريق السريع الذي يربط العاصمة بمدينة معرة النعمان التي كانت معقلًا لـ «الاخوان المسلمين» خلال المواجهات المسلحة مع السلطة في بداية الثمانينات. الشعارات الجديدة التي كتبت بألوان زاهية تحمل عبارات اسلامية، وقد كتبت على جدران كان يعيش فيها قبل مئات السنين الفيلسوف المتشكك ابو العلاء المعري، وحلت مكان الشعارات التي تتحدث عن العلمانية والشيوعية والقومية مثل «لا حياة في هذا القطر الا للتقدم والاشتراكية». والى جانب هذه اللافتات الجديدة، تزداد المساجد عدداً في القرى والمدن السورية، بل انها تزداد فخامة وضخامة على جانبي الطريق السريع. والدخول الى احياء القرى والمناطق الريفية يتيح سماع قصص فردية تساعد على فهم ما يحصل. ففي احدى قرى جبال الزاوية الوعرة التي كانت معقلاً لـ «الاخوان» ومسرحاً للمواجهات المسلحة، كان من الممكن للشبان أن يشهروا شيوعيتهم مثلاً، وان يتجرأوا على تحدي العادات والتقاليد. شعائر الصيام مثلاً لم تكن ملزمة، وحجاب الفتيات لم يكن شائعاً. أما الآن، فصار الشاب المتمرد نفسه، شيخاً أو على الاقل رجلاً محافظاً متمسكاً أكثر بالتقاليد، ويعتقد بأن «الاسلام هو الحل – البديل». في السابق، كانت المنافسة والتصدر الاجتماعي، يقومان على الحفر في الجدار المتين للتقاليد والعادات. اما الآن، فبات التسابق عكسياً، وهو باتجاه تدعيم جدار التقاليد والمزيد من المحافظة الدينية. وبالتالي فلإن الشباب «الفاضل» - بحسب تصنيف المجتمع المحلي - هو ذاك الذي يمضي وقتاً اكثر في الجامع الكبير الذي بني في السنوات الاخيرة قرب الطريق السريع ليراه كل من يعبر بسيارته بين اللاذقية الساحلية وحلب، ليحل بدلاً من مسجد قديم كان موجوداً في زاوية بعيدة في القرية، وليقول لملايين البشر الذي يعبرون بسياراتهم: انظروا كم نحن مسلمون. ها هم اطفال «الشيخ» الاربعة لا يغادرون المسجد. الصغار يصومون في رمضان. والفتاتان ارتدتا الحجاب قبل ان تبلغا العاشرة من العمر. وللتذكير فقط، فان هذا الشيخ» كان يخطط في شبابه في ثمانينات القرن الفائت للزواج من»سوفياتية» وانجاب فتيات سافرات أو ليبراليات، تماماً كما حصل مع بضعة آلاف من السوريين درسوا في دول الكتلة الشرقية. ببساطة فإن مسيرة هذا السوري في العقدين السابقين نموذجية لملاحظة التحول الملحوظ في سورية من دولة علمانية مع مساع فوقية لتحويل المجتمع الى مجتمع علماني ثم أدت الى نتائج معاكسة. ولكن لماذا؟ وكيف؟ أسباب التأسلم تتداخل مجموعة من الاسباب الداخلية والخارجية وراء هذا التحول الى الاسلامية والفشل في التحول الجذري الى العلمانية بمعناها الجوهري. فبعد القضاء على»الاخوان المسلمين» الذين قاموا بعمليات اغتيال مثقفين ومدنيين، بدأت الحكومة السورية سياسة تشجيع الاسلام المعتدل لخلق قاعدة شعبية واسعة ضمن المجتمع، فشجعت بناء المساجد التي وصل عددها حالياً الى نحو ثمانية آلاف في جميع انحاء البلاد. كما أوجدت ما يسمى «مدارس الأسد لتحفيظ القرآن» التي وصل عددها الى 120 معهداً في جميع المحافظات والمدن، اضافة الى معاهد عالية لتدريس علوم الدين بحيث بلغ عددها اكثر من 22 معهداً لا تستقطب طلاب الدراسات العليا من سورية وحسب، بل من اكثر من ستين دولة عربية وأجنبية. ويتحدث النائب حبش عن وجود نحو 600 معهد لتحفيظ القرآن موجودة في شكل مستقل أو ملحقة بمساجد. كما ان هناك نحو 40 مدرسة تابعة للشيخة منيرة القبيسي (75 سنة( من أصل نحو 80 مدرسة تنتشر في جميع الاحياء الدمشقية، تدور في فلكها أكثر من 75 الف امرأة ومربية لآلاف الاسر. ويقول حبش: «القبيسيات ينشطن في اطار دعوة البنات الى التزام الشريعة الاسلامية. هن لا يمثلن تياراً، بل عبارة عن مدارس لتعليم الاطفال». يضاف الى ذلك ان كلية الشريعة الاسلامية تضم نحو 7603 طلاب (3337 طالبة) في السنوات الاربع من اصل 48 الف طالب في جامعة دمشق. وتخرج كلية الشريعة سنوياً اكثر من 650 طالباً. ويقول أحد المتابعين: «ان وظيفة التدريس الديني محصورة بالدولة التي لديها نحو مئة شخص «يقومون بدور التدريس الديني من دون اشتراط ان يكونوا بعثيين». وفي موازاة الكلية الجامعية جرى تشجيع وجود مدارس تشريعية مناطقية ففي الجزيرة السورية شمال شرقي البلاد هناك «مدرسة الخزنوي» شقيق الشيخ معشوق، وفي حلب هناك مدارس الشيخ احمد حسون، وفي دمشق هناك «مجمع ابي النور» وحلقات الشيخ العلامة المنفتح محمد سعيد رمضان البوطي الذي يعطي دروساً اسبوعية في جامع «دينكز» وعلى شاشة التلفزيون الرسمي. ونما في ظل هذه التجمعات «مجتمع اهلي» فمن اصل 584 جمعية هناك 290 جمعية خيرية. وقال الدكتور جمعة حجازي ان عدد الاسر المستفيدة من الجمعيات يبلغ نحو 72751 أسرة وان قيمة المساعدات المقدمة لها في العام 2003، بلغت اكثر من 842 مليون ليرة سورية (الدولار يساوي نحو 54 ليرة)، ذلك ان هذه الجمعيات تقدم مساعدات عبر تخصيص رواتب شهرية أو مساعدات علاجية أو غذائية الى الفقراء والمحتاجين. كما انها كانت تقدم خدمات عقائدية سواء عبر الدروس اليومية أو عبر خطبة يوم الجمعة. في المدن والارياف، هناك منبران: المساجد التي يبلغ عددها نحو ثمانية آلاف وتشهد على الاقل نحو 416 الف درس اسبوعي في يوم الجمعة (عدا الدروس الاستثنائية) ويرتادها ملايين المصلين خصوصاً من الشباب، أو المراكز الثقافية البالغ عددها 79 معهداً (بينها 17 في دمشق وريفها و11 في حلب)، واربعة مسارح رسمية قدمت في العام ذاته 27 مسرحية لا يتجاوز عدد مرتاديها بضعة آلاف، ووسائل الاعلام الرسمية التي تشمل بيع نحو 60 الف نسخة من الصحف الرسمية الثلاث وخدمات الاذاعة والتلفزيون المتواضعة مهنياً والتي تقهقرت امام تقدم الفضائيات العربية. ولان الشبيبة لم تجد الكثير من الخيارات البديلة القائمة، اتجهت بكثافة الى المدارس الدينية للدراسة، والى المساجد اما للتعبد أو كرد فعل على السياسات الرسمية أو للهروب من الواقع بمشاكله الاقتصادية والاجتماعية القائمة وبقضايا الفساد والبيروقراطية والترهل الاداري. وتشير الارقام الى ان وتائر النمو السكاني انخفضت من نحو 3.4 في المئة الى نحو 2.4 في المئة. لكن الذين ولدوا في طفرة الزيادة السكانية قبل عقدين، باتوا الآن شباباً، بحيث ان 220 الف شخص يدخلون سنوياً الى سوق العمل، لا تستطيع الحكومة توفير فرص العمل لهم. وبحسب الاحصاءات الرسمية فإن نحو مليون شخص هم من العاطلين عن العمل. وهناك نحو نصف مليون شخص تسجلوا في مكاتب التشغيل التي فتحتها الحكومة. علماً ان 80 في المئة من العاطلين عن العمل هم بين سن الـ15 والـ24 سنة. وما عزز البحث عن «البديل الاسلامي» وجود عوامل خارجية اقليمية ودولية. فكل عقد من العقود الثلاثة الماضية شهد حدثاً عزز تثبيت دعائم التأسلم في الشرق الاوسط والعالم. وتزامن القضاء على «الاخوان المسلمين» مع اندلاع «الثورة الاسلامية» في ايران في نهاية السبعينات ومع تحالف الحكومة السورية معها ضد النظام العراقي الذي يفترض نظرياً أن يكون شريك سورية في بعثيته. وفي نهاية عقد الثمانينات، جاء انهيار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية التي كانت تمثل عقيدتها حليفاً للحكومة السورية، الا ان هذا الانهيار لم يضعف التحالفات الاستراتيجية للحكومة فحسب، بل طرح شكوكاً كبيرة حول العقيدة الاشتراكية وانجازاتها المجتمعية، انعكست في النسيج الاجتماعي لسورية، بحيث ان آلاف الشباب حرموا من فرصة السفر الى اوروبا الشرقية ليذهب عدد كبير منهم الى الخيار الاخر» وهو البحث عن فرص عمل في مجتمعات الخليج المحافظة. وفي مقابل الفشل المريع لهذه الانظمة وسقوط الأنظمة الاشتراكية وعدم تقديم الاحزاب اليسارية حلولاً للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعاتها واصابة الاحزاب الحاكمة بالترهل بفعل البقاء في الحكم فترة طويلة وعدم تحقيق انجازات واسعة القاعدة داخلياً، فان الاحزاب الاسلامية كانت تحقق الانتصارات وتصلّب عود قاعدتها الاجتماعية. وكان الرأي العام السوري والشبيبة الناشئة يراقب الانتصارات التي باتت تحققها المنظمات الاسلامية ضد اسرائيل العدو الاساسي شعبياً. اذ ترك دور»حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) و»الجهاد الاسلامي» في تفجير الانتفاضة الاولى في نهاية الثمانينات ثم الانتفاضة الثانية، اثراً ايجابياً في رفع همة الممارسة الاسلامية وقبول العمليات الفدائية في سبيل الجهاد. كما ان الدور الذي لعبه «حزب الله» بدعم رسمي ورعاية من الحكومة السورية، في اندحار اسرائيل من جنوب لبنان للمرة الأولى امام طرف عربي، كان عاملاً حاسماً في تعزيز القناعة التي كانت تترسخ: الاسلام هو الحل. «الاخوان» خط احمر تفجيرات 11 ايلول (سبتمبر) كانت ارهابية بكل المقاييس بالمعنى السياسي والاخلاقي والانساني. لكن هل هذا هو رأي المواطن العادي؟ كثير من الشباب اعتبر هذه الانفجارات دليلاً على ان «الاسلام هو الحل». ويعتقد كثيرون بأن منظمة صغيرة بامكانات فقيرة واجهت القوة العظمى لانها تبنت العقيدة الاسلامية، بينما عجزت أنظمة عربية من المحيط الى الخليج عن تقديم الكثير من الانتصارات. ويوضح حبش: «هذا جزء من دورة الحياة. تجربة العلمانية منذ 50 سنة لم تتمكن من حل المشاكل. غير ان الاسباب الاساسية (للمد الاسلامي) كانت السياسات الاميركية في الشرق الاوسط. أميركا تسمى الشيطان الاكبر، وشيء طبيعي ان تستخدم خطاباً مختلفاً، أي ان اميركا وحدت الخطابين القومي والاسلامي». واستطراداً، ان ما حصل في العراق في السنتين الاخيرتين عزز هذا الاتجاه. فالرئيس المخلوع صدام حسين، عندما أفلس من «الحزب القائد» لجأ الى الاسلام كعقيدة بديلة وتحالف مع الاسلاميين في نهاية التسعينات لتعزيز قاعدته الشعبية. كما تحالف «البعث» مع القوى الاسلامية كي يقاتل الاميركيين. قدم «البعث» الخبرة القتالية - العسكرية، والاسلاميون قدموا الدعم العقائدي والبشري. لكن المدهش كان مستوى الانتشار الافقي للجذور الاسلامية في العراق، في حين ان النظام العراقي طالما اعتقد بأنه يملك الشارع وان هذا الشارع غير اسلامي. كما ان آلاف المتطوعين الاسلاميين الشباب، اتجهوا الى العراق لـ «الجهاد». أي انه بمجرد فتح الزجاجة خرج «القمقم الاسلامي» الى العلن. وربما كان هذا احد الاسباب في قيام السلطات السورية برسم «خط احمر» كبير يمنع أي علاقة بين «الاخوان المسلمين» في الخارج والشارع السوري المحافظ. في الأسابيع الأخيرة تلاقت ثلاثة عوامل جديدة: اولاً، جهّز «الاخوان المسلمون» أنفسهم لتعديل خطابهم السياسي بـقبول «اللعبة الديموقراطية» لدى صياغتهم ما سموه «المشروع الحضاري الاسلامي لسورية المستقبل» تزامناً مع الضغوطات الاميركية. وبعدما كانوا محاصرين بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر) بحكم اعتبار «الحاضنة» لجميع التظيمات المتطرفة، انتقلوا الى الهجوم بفعل الحديث الاميركي والاوروبي عن قبول الحركات الاسلامية في أي مشروع ديموقراطي لفرز القوى الاسلامية وتقوية الاعتدال. ثانياً، حديث مسؤولين اميركيين من ان «لا مانع من التعامل مع الحركات الاسلامية» في سياق الحديث عن «تغيير النظام». ثالثاً، تجاوب بعض «المعارضين» في الداخل سواء باصدار بيانات تعلق ايجابا على وثيقة «الاخوان» وعبر قراءة كلمة للمراقب العام صدر الدين البيانوني في «منتدى جمال الاتاسي للحوار الديموقراطي». هذا «التزامن الثلاثي»، ادى الى استنفار السلطات السورية لتوجيه رسالة واحدة الى الداخل والخارج فحواها: «الاخوان خط احمر». أي، ممنوع بتاتاً، أي علاقة بين الاخوان» كتنظيم سياسي محظور بموجب القانون 49 للعام 1980 والشارع الاسلامي والمحافظ الذي يبحث عن حاضنة سياسية، وأيضاً بين «الاخوان» وشخصيات «المعارضة» التي تكاد شعبيتها تنحصر في كوادرها الناصرية والشيوعية والقومية المعمرة في السن والقليلة العدد. الا ان رسم «الخط الاحمر»، الذي عززته توجيهات المؤتمر العاشر لحزب «البعث» بضرورة «فضح «تنظيم «الاخوان» الذي يتعامل مع الخارج، لا ينفي زيادة اتجاه السوريين نحو المحافظة ولا يلغي الواقع، بل ان ما يحصل في العراق يزيد هذا التعقيد، اذ ان نزعات طائفية وعرقية ومناطقية ودينية بدأت بالظهور على خلفية اعادة تشكيل النظام السياسي في العراق، لا شك في انها كانت احد اسباب التعبيرات العنفية التي ظهرت في أوساط أكراد واسلاميي سورية في السنتين الاخيرتين. لذلك فإن معالجة «الظاهرة الاسلامية» معقدة ومتشابكة، ويمكن ان تكون وفق النموذج الذي اقترحه الرئيس الاسد في محاضرة في موسكو، ويتضمن ست خطوات: «حل بؤر التوتر في العالم وفي مقدمها قضية الصراع العربي - الاسرائيلي، تحسين الاداء السياسي، الحوار، مكافحة الجهل والتنمية وتحسين الوضع الاقتصادي، العمل الامني الذي يجب ان يتوازى مع المحاور الاخرى». |