حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أمريكا.. ظاهرة أوباما في الانتخابات الرئاسية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: أمريكا.. ظاهرة أوباما في الانتخابات الرئاسية (/showthread.php?tid=2744) |
أمريكا.. ظاهرة أوباما في الانتخابات الرئاسية - Obama - 10-14-2008 أمريكا.. ظاهرة أوباما في الانتخابات الرئاسية بشير عبدالفتاح باحث في العلوم السياسية أما وقد غدا السيناتور باراك أوباما مرشحا عن الحزب الديمقراطي لخوض المرحلة الأخيرة من إنتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع إنطلاق فعالياتها يوم الرابع من شهر نوفمبر المقبل, تطل برأسها علامات إستفهام عديدة محاولة سبر أغوار ذلك المستوي الذي يمكن أن تبلغه سعة صدر النموذج الديمقراطي والحضاري الأمريكي حيال إعتلاء شخص مثل أوباما صهوة المارثون الإنتخابي والمنافسة علي منصب رئيس أكبر وأهم دولة في عالم اليوم. ففي إشارة لافتة إلي أهمية الحدث, وبعد أن ألف المؤرخ الأمريكي ويليام شيك وزوجته آمي كتابا قبل أعوام تناولا خلاله التجربة السياسية لمرسر لانجستون بعنوان' جون مرسر لانجستون والحرب من أجل حرية السود', بوصفه أول مسئول أسود ينتخب كعضو كونجرس عن ولاية فيرجينيا مطلع خمسينيات القرن التاسع عشر, يعكف الزوجان حاليا علي تأليف كتابهما الجديد بعد مرور153 عاما علي تجربة لانجستون, الذي يمثل البداية الرمزية لعملية تمكين السود في الحياة السياسية الأمريكية, عن أمريكي آخر أسود, يريانه قريب الشبه بلانجستون, هو باراك حسين أوباما, الذي يعد أول سيناتور أسود في مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي منذ عام2005, كما ينفرد بكونه أول أمريكي أسود يخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية عن أحد الحزبين الكبيرين, بعد أن أنهي قبل أيام مرحلة الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية والتي استغرقت16 شهرا, بفوزه علي خصميه الرئيسيين جون إدواردز ثم هيلاري كلينتون, وبدء يتأهب للمرحلة الأصعب والنهائية من الانتخابات الرئاسية, التي ستجري يوم4 نوفمبر المقبل, ضد منافسه الجمهوري جون ماكين. وقد ذهب مراقبون أمريكيون إلي الإعتقاد بإمكانية فوز أوباما في تلك الإنتخابات إستنادا إلي إعتبارات عديدة, أهمها سعي الأمريكيين إلي التغيير وطي صفحات مؤلمة سطرها الجمهوريون بسياساتهم الرعناء علي مدي سنوات ثماني, هذا إلي جانب قدرات ومواهب أوباما الخاصة المتمثلة في حسن الخطابة والبلاغة والقدرة علي التواصل مع الجماهير, علاوة علي براعته في حشد الدعم المالي الهائل لتمويل حملته الإنتخابية, فضلا عن نجاحه في مغازلة وإستمالة بعض القوي الفاعلة المؤثرة في حسم المعركة الإنتخابية, كاللوبي اليهودي الموالي لإسرائيل, إلي جانب الإعلام الأمريكي, شركات السلاح, شركات البترول والطاقة, شركات الدواء, شركات تكنولوجيا المعلومات الجبارةIT, مثل ميكروسوفت وجوجل وانتل. ولما كان دور المسيحيين الأنجيليين البيض قد تنامي في حسم الإنتخابات الرئاسية خلال المرحلة الأخيرة, حرص أوباما علي أن يبرز أنجيليته ويظهر إعتزازه بها. وفي معرض حرصه علي إستجداء دعم يهود أمريكا قام أوباما بزيارة إسرائيل, كما ألقي خطابا أمام الاجتماع السنوي لمجموعة الضغط اليهودية الأمريكية' إيباك' أكد خلاله علي دعمه لإسرائيل وإعترافه بأن القدس ستبقي عاصمة' موحدة' لها, مشددا علي أن أمن إسرائيل أمر مقدس وغير قابل للتفاوض. ولم يفته إبراز حرصه علي ضمان استمرار تفوقها العسكري, معتبرا أن الذين يهددون أمنها كإيران وحركة حماس وحزب الله, يهددون أمن الولايات المتحدة ذاتها, وندد بمنكري الهولوكوست وبمن يريدون تدمير إسرائيل ولا يعترفون بوجودها. وفيما أشاد أوباما بالنضال المشترك بين اليهود والسود داخل الولايات المتحدة ودعم اليهود لقضية الحقوق المدنية للسود هناك, حرص علي أن يبريء ذمته من أية خلافات سابقة بين الجانبين علي خلفية مساندة بعد قيادات السود لحقوق الشعب الفلسطيني. ويبدو أن مساعي أوباما هذه قد بدأت تؤتي أكلها, حيث إعتبره بعض رموز اللوبي اليهودي مجددا لأواصر التعاون بين اليهود والسود في الولايات المتحدة. وفي ذات الإطار, يري أنصار هذا التوجه في أوباما وجها جديدا شابا يتبني فكرا غير تقليدي يلامس تطلعات الناخب الأمريكي خصوصا فيما يتصل بإنعاش الحلم الأمريكي وإنعاش النموذج الحضاري الأمريكي, ففي حين لم يتجاوز أوباما الستة وأربعين عاما, يكون ماكين قد أتم عامه الواحد والسبعين ما سيجعله أكبر رئيس أمريكي يخوض الإنتخابات الرئاسية للمرة الأولي. علاوة علي ذلك, أكد أوباما خلال اجتماعاته العامة أنه مرشح التغيير والأمل, ولخص برنامجه الإنتخابي في عنوان كتابه الأخير' جرأة الأمل', الذي أكد خلاله أنه يجسد ولايات متحدة متصالحة مع نفسها, ففي كلمته التي ألقاها في يوليو2004 خلال مؤتمر للحزب الديمقراطي في بوسطن بصفته نائبا محليا يسعي لأن يصبح سيناتورا, أكد أنه' لا وجود لأمريكا يسارية وأخري محافظة, ولا وجود لأمريكا سوداء وأخري بيضاء أو لاتينية أو آسيوية, هناك الولايات المتحدة الأمريكية فقط, نحن واحد'. ومنذ ذلك التوقيت, لفت أوباما الأنظار إليه وبدأ يستحوذ علي إعجاب الكثيرين من السود والبيض علي السواء, حتي أن ساسة أمريكيين لم يتورعوا عن تشبيهه بالرئيس الراحل جون كنيدي, الذي أشار مساعده تيودور سورنسن إلي إلتقائهما في الشباب, الوسامة, القدرة علي الخطابة وإستلاب إعجاب وحماس الجماهير. غير أن تلك المعطيات والمؤشرات, التي لا يمكن إغفال دورها في تدعيم الموقف التنافسي لأوباما, لم تكن لتمنع بروز تحديات عديدة يمكن أن تحول دون وصول ذلك الفتي إلي البيت الأبيض, فلا يزال أوباما بحاجة ماسة لأصوات مؤيدي هيلاري كلينتون من المسنين والنساء البيض والعمال وذوي الأصول اللاتينية, حتي يستطيع التغلب علي منافسه الجمهوري ماكين في إنتخابات الرابع من نوفمبر المقبل, وهي الشرائح التي سبق وأن ضنت عليه بأصواتها في الإنتخابات التمهيدية كما أن دعمها له في الإنتخابات النهائية ليس مؤكدا, بالرغم من مساعي كلينتون لتوحيد صفوف الديمقراطيين ضد المرشح الجمهوري ماكين بعد خروجها من السباق وسعيها لإبرام صفقة مع أوباما لتقلد منصب نائب الرئيس حالة فوزه, ولقد أفادت آخر إستطلاعات للرأي تراجع شعبية أوباما بين صفوف الناخبين المستقلين من63% إلي49% فقط, كما أوضح استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث أن غالبيتهم يؤيدون المعسكر الجمهوري بقوة, حيث أعطي الاستطلاع مكين70% مقابل25% فقط لأوباما. ولا تزال فرص حصد أوباما لأصوات المسيحيين الأمريكيين ضعيفة, فرغم أن المحافظين المتشددين منهم في الحزب الجمهوري غير راضين عن مكين لأسباب عديدة أهمها تقاعسه عن تأييد تعديل دستوري يحظر زواج المثليين وتوجيهه إنتقادات لاذعة لزعمائهم, يميل الإنجيليون الشبان إلي المحافظة ويعارضون حق الإجهاض الذي يؤيده أوباما. ويبدو أن أزمة أوباما في تجميع كتلة مجمعة من الأصوات قد طاولت حتي أبناء جاليته, ففيما لا تتعدي نسبة الناخبين من أصول أفرو أمريكية4% فقط من إجمالي الناخبين الأمريكيين, يشكك قطاع منهم في إمكانية حصد أوباما جميع أصواتهم, مستندين إلي أنه لا يوجد إجماع علي أنه يعبرعنهم, كما يأخذ عليه بعض مسئولي الجالية السوداء أنه ليس أسودا بدرجة كافية, ويعيبون عليه إنتقاده الخطاب السياسي للسود, حينما وصفه بأنه' ما زال متقوقعا في الستينيات من القرن الماضي' فضلا عن إمعانه في إسترضاء القوي المؤثرة في العملية الإنتخابية خصوصا اليهود حتي ولو علي حساب القيم الإنسانية أو مبادئ السود الراسخة. علاوة علي ذلك, غدا شعار التغيير,الذي يرفعه أوباما وجعل منه عنوانا ومقصدا لحملته الإنتخابية أقرب إلي الخيال, الذي برع في تسويقه للأمريكيين طمعا في إستلاب تأييدهم له, حيث تشي قراءة برنامجه الإنتخابي كما التأمل في تصريحاته, التي طفق يطلقها في أعقاب الإعلان عن إعتماده كمرشح رئاسي عن الحزب الديمقراطي, إلي جانب ما أكدته صحيفتا' واشنطن بوست', و'واشنطن تايمز' الأمريكيتين, الأمريكيتين بأن لا تغيير جوهري يمكن أن يطال سياسة الولايات المتحدة الخارجية في عهده حالة فوزه في إنتخابات الرابع من نوفمبر المقبل, ذلك أن النهج الذي سوف ينتهجه في إدارة سياساته الخارجية خصوصا حيال قضايا الشرق الأوسط, كالصراع العربي- الإسرائيلي, إيران, والعراق, لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي درجت علي إتباعه الإدارة الجمهورية بقيادة الرئيس بوش الإبن, أو حتي تلك التي ينوي خصمه المرشح الجمهوري جون ماكين إتباعها حالة فوزه في الإنتخابات. ففيما يخص عملية التسوية بين إسرائيل وكل من سوريا والفلسطينيين, لم يقدم أوباما جديدا بقدر ما عكف علي ترديد ذات الخطاب الذي يتغني به بوش الإبن وماكين, والذي يرمي إلي تحميل الجانب العربي مسئولية تعثر تلك التسوية ومطالبة الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل لتشجيعها علي مواصلة المفاوضات, فضلا عن المطالبة بضرورة عزل حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني, في الوقت الذي يؤكد نيته عدم الضغط علي إسرائيل أو حملها علي تقديم تنازلات لا ترضي هي عنها, إلي جانب الإبقاء علي القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل. وعلي صعيد المسألتين الإيرانية والعراقية, فقد شهد موقف أوباما منهما ردة حقيقية, فبالنسبة للأولي, وبعد أن أعلن غير مرة أن دولة مثل إيران لا يمكن أن تمثل تهديدا خطيرا علي أمن الولايات المتحدة يعاد لذلك الذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي السابق, كما أكد إستعداده للإلتقاء والتفاوض مع المسئولين الإيرانيين من أجل تسوية الأمور الخلافية مع بلادهم سلميا, عاد وأكد بصرامة علي أن إيران تشكل أكبر تهديد حقيقي لأمن إسرائيل وأمريكا ومنطقة الشرق الأوسط برمتها, ومن ثم فإنه سيعمل جاهدا بكل طاقته من أجل إزالة هذا التهديد والحيلولة دون إمتلاك إيران للسلاح النووي. أما بالنسبة لقضية العراق, والتي طالما تفاخر أوباما بمعارضته غزوها منذ البداية كما لم يكف عن تأكيد نيته سحب القوات الأمريكية من هناك فور تقلده الرئاسة, فقد بدأ الرجل تدريجيا في التقهقر, إذ فاجأنا بعد إعلانه مرشحا رئاسيا عن الحزب الديمقراطي بالتأكيد علي أن قوات بلاده لن تمكث في العراق حتي مائة عام قادمة, ما يعني أنه قد يعمل علي إبقائها لسنوات أخري مقبلة, كما خرج علينا أيضا بمحاولاته طمأنة الشعب والحكومة العراقيين بأنه لن يقدم علي أية قرارات متهورة أو غير مسئولة بخصوص مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق, وأنه لن يتخذ خطوات من شأنها أن تؤدي إلي تقويض النجاحات الأمنية والعسكرية التي تحققت هناك, وأنه سوف يتشاور عن كثب وبروية مع الحكومة العراقية والقادة العسكريين الأمريكيين الميدانيين قبل البت في مستقبل وجود القوات الأمريكية في هذا البلد الأمر, الذي ينبيء بإمكانية عدول أوباما عن مسألة سحب القوات الأمريكية من العراق بعد فوزه بالرئاسة تذرعا بإعتبارات أمنية وحسابات إستراتيجية لا تقبل الجدل, وهو ما يوحي بأن شعار' التغيير' البراق لم يكن سوي دعاية إنتخابية ملفتة داعب من خلالها أوباما رغبات الناخبين الأمريكيين وتطلعاتهم نحو التغيير,بغية حشد الأصوات وجمع التبرعات لحملته الرئاسية. ويبقي التحدي الأصعب أمام أوباما متمثلا في سيرته الذاتية, فعلي عكس لانجستون, الذي كان والده أمريكيا أبيض مسيحيا ثريا وأمه من أصول هندية أمريكية, فإن والد أوباما مسلم شيعي أفريقي من كينيا وأمه بيضاء أمريكية من وسط الغرب, فيما جري العرف أن يتحقق في الرئيس الأمريكي شروط ثلاثة لا تقبل الجدل وهي كونه أبيض بروتستانتيا أنجلوساكسونيا,و رغم أن أوباما أكد أنه مسيحي بروتستانتي ولا يمت لإسلام والده بصلة كما بدأ حملته الإنتخابية من كنيسة للميثوديين في إنديانولا جنوب دي موين, إلا أن طيف والده المسلم ولون بشرته الأسود مجتمع يأبيا إلا أن يثيرا ضده حفيظة مجتمع أمريكي بات أقل تسامحا وأدني قدرة علي التخلص من رواسب العنصرية المتجذرة بداخله, إذ لا يزال من الصعب علي الغالبية البيضاء في أمريكا أن تقبل بأن يحكمها رئيس أسود قبل أن تتحرر من أوهام الإسلاموفوبيا والتفوق العرقي وتتطهر من الشعور بالإستعلاء حيال السود. وفي حين تجلي قسط من صعوبة المعركة التي خاضها أوباما ضد هيلاري في تمركز أنصار التفرقة العنصرية واصطفافهم وراءها في مواجهته, ظل أوباما يشكو تلقيه سلسلة من الرسائل الإلكترونية العنصرية عبر بريده الإلكتروني في مجلس الشيوخ. وفيما يغلب الطابع العسكري علي عائلة ماكين البيضاء, يعاني أوباما من جهل الأمريكيين بتاريخ عائلته, فلا يكاد الناخبون يعرفون عنه أكثر من كونه قد ولد نتيجة زواج قصير في ستينيات القرن الماضي بين طالب كيني مسلم شيعي أسود وإمرأة بيضاء أمريكية من كنساس, غير أن الفتي الأفريقي سرعان ما هجر زوجته وإبنه بل وأمريكا كلها وعاد أدراجه من حيث أتي. وحتي نقطة الضعف الجوهرية في ماكين, والمتمثلة في تمثيله للحزب الجمهوري, المثقل بأعباء مثالب وإخفاقات إمتدت لثماني سنوات من السياسات الفاشلة خارجيا والمتخبطة داخليا للرئيس بوش, يحاول ماكين التغلب عليه من خلال إبرازه إختلافه مع إدارة بوش في قضايا عديدة مثل رفضه لظاهرة السجون السرية وتعذيب المعتقلين, وتحفظه علي موقف حكومة حزبه من قضية إرتفاع حرارة الأرض, والإنفاق الوطني وغيرها, ويحاول أن يقدم نفسه للناخبين علي أنه مرشح جمهوري مختلف يرنو إلي مصالحة الأمريكيين وتحسين صورة حزبه وبلاده عالميا. ويبدو أن ماكين يسير في هذا الإتجاه بخطي واثقة, حيث تشير استطلاعات الرأي العام حاليا إنه علي الرغم من أن الحزب الديمقراطي يتفوق في كل القضايا بنسب تتراوح بين11 إلي25% في كل قضية علي الحزب الجمهوري, إلا أن أوباما لا يتفوق علي ماكين إلا بنسبة1.6% فقط, ما يشي بوجود تمييز واضح من قبل الناخبين الأمريكيين إزاء الحزبين من جانب, وموقفهم من مرشحي الحزبين للرئاسة من جانب آخر. ومما يدعم من الموقف التنافسي لماكين في مواجهة أوباما أن مساحة التسامح الأمريكية حيال السود وذوي الجذور الإسلامية لن يكون بمقدورها أن تتيح لأوباما أكثر من كونه مرشحا عن الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة, كما أنه من الصعب علي المساعي الأمريكية الحثيثة لترميم اللحمة الداخلية للولايات المتحدة أن تصل إلي حد إنتخاب شخص أسود يجري في عروقه دماء إسلامية لرئاسة القطب العالمي الأوحد والمهيمن علي عالم ما بعد الحرب الباردة. وفي ذات السياق, يمكن القول إن حصر الحزب الديمقراطي لمرشحيه لخوض الإنتخابات الرئاسية في إمرأة مثل هيلاري كلينتون ورجل أسود مثل أوباما إنما يصب في مصلحة المنافس الجمهوري والرجل الأبيض الكاثوليكي الأنجلوساكسوني جون ماكين, الذي بدا وحده الأوفر حظا بالفوز بعد أن توفرت فيه التركيبة الثلاثية للرئيس الأمريكي, التي فرضتها خصوصية التجربة الأمريكية وألفها الناخب الأمريكي منذ فجر الديمقراطية الأمريكية. |