حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
احلام... واغتيالات! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: احلام... واغتيالات! (/showthread.php?tid=27722) |
احلام... واغتيالات! - Truth - 06-09-2005 احلام... واغتيالات! سلامة نعمات الحياة - 09/06/05// هي العقلية نفسها التي تحكم قتلة اصحاب الرأي والموقف في كل مكان، وما اكثرالقتلة في منطقتنا. انها العقلية التي تقول: إن لم نستطع اقناعك بوجهة نظرنا، وان لم نستطع شراء ذمتك او سجنك او ارهابك، او اقله احتواءك بالوسائل المعروفة، فإننا مضطرون لتصفيتك، وقد أعذر من انذر! وبعدها لا مانع لدينا بأن نندد بالمجرمين - الاشباح، بل سنكون مستعدين لان نمش في جنازتك، امعانا في نفي التهمة... صحيح انه كان بإمكانهم اغتيال الزميل سمير قصير منذ سنوات، إلا انهم لم يروا في حينه خطورة اثره التراكمي الذي وصل ذروته في 14 آذار. فالزميل كان، على مدى العقد الماضي، كمن ينحت في الصخر، صخر القهر والفساد والاستبداد، مقالاً تلو المقال، ليرسم وجه الحرية، فأزعج كثيرين. بيد ان المنزعجين اكتفوا لفترة بتهديده، وكانوا يتمنون ترحيله عن بلده، فحاولوا تجريده من جواز سفره، بحجة ان والديه لا ينتمون الى البلد... وكأن اصحاب الوصاية هم المنتمون! وعندما اقترب سمير من تحقيق حلمه عبر انتفاضة الاستقلال، اصروا على تحويل حلمه الى كابوس، او الى جثمان. فهل يعقل ان يسمحوا لسمير بمجرد الاعتقاد الساذج بأن الحرية ممكنة في بلاد القبور المفتوحة؟ هل هي مصادفة ان انتفاضة الاستقلال لم تجد مكاناً لها إلا في ساحة الشهداء؟ إنها العقلية نفسها: في العراق، تقتل «المقاومة» العراقيين بحجة تحريرهم من الاحتلال. تغتال الاطباء والمفكرين والمدرسين، واصحاب الرأي والموقف، الحالمين بعراق حر، غير عراق صدام وقبوره الجماعية. يصدرون الفتاوى بتحريم الحرية والديموقراطية، ويهددون بقتل من يتجرأ على الادلاء بصوته، فيتباهي بعض العرب ببطولاتهم، ويطبل لهم اعلام يتلذذ بقطع الرؤوس، ويكاد يتمنى على العراقيين، ومعهم الفلسطينيين، بأن ينتحروا جماعياً، الى آخر طفل فلسطيني، وآخر طفل عراقي، ليشبعوا غرائزهم، ويعوضوا عن شعورهم بالعجز والاحباط القومي... إنهم نفسهم الذين يرفضون الاصلاح المفروض من الخارج، وكأنهم يتسابقون للإصلاح من الداخل. هم أنفسهم، لا يختلفون، إلا في اسلوب القتل، وادواته... هل هي مصادفة ان مسؤولاً عربياً واحداً لم يزر بغداد حتى اليوم؟ او ان في بغداد 40 سفيراً ليس بينهم سفيرعربي واحد؟ هل هي مصادفة ان غالبية القتلة الانتحاريين في العراق هم من العرب غير العراقيين، فيما لم نسمع بإنتحاري عربي واحد في فلسطين من غير الفلسطينيين؟ لعلنا سنسمع بفتوى جديدة تعتبر العراقيين، الذين يسعون الى بناء بلدهم وديموقراطيتهم، عدواً اكبر خطراً على مستقبل الامة العربية من المحتلين الاسرائيليين! وإلا فكيف يمكن تبرير هذه القدرة الخارقة على منع تسلل الانتحاريين العرب الى فلسطين من دول الجوار، فيما يتدفقون بسهولة الى بلاد الرافدين؟ ما سر هذا الحماس لقتل العراقيين؟ هل يريدون تحرير الفلسطينيين بقتل العراقيين، تماماً كما غزا صدام الكويت واحتلها بحجة تحرير فلسطين؟ الرسالة للبنانيين والسوريين من وراء اغتيال الزميل قصير هي الرسالة ذاتها التي يحملها القتلة في العراق للعراقيين والعرب من ورائهم: لا تحلموا بالحرية، فقد تقتلكم... هل كان اغتيل سمير وقبله الحريري لو لم يكن لبنان يقترب من تحقيق حلمه؟ هل كان سيتقاطر الانتحاريون على العراق لو لم يكن اقترب من تحقيق الحلم نفسه؟ |