نادي الفكر العربي
من أشعار المروءة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+---- المنتدى: ساحة الأعضاء الجدد (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=18)
+---- الموضوع: من أشعار المروءة (/showthread.php?tid=279)

الصفحات: 1 2


من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-22-2009

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتـب "-" ولا ينال العلا من طبعـه الغضـب
ومن يكن عبـد قـوم لا يخالفهـم "-" اذا جفوه ويسترضـي اذا عتبـوا
قد كنت فيما مضى ارعى جمالهـم "-" واليوم احمي حماهم كلمـا نكبـوا
لله در بنـي عبـس لقـد نسلـوا "-" من الاكارم ما قـد تنسـل العـرب
لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسـب "-" يوم النزال اذا ما فاتنـي النسـب
ان كنت تعلم يا نعمـان ان يـدي "-" قصيـرة عنـك فالايـام تنقـلـب
اليوم تعلـم يـا نعمـان اي فتـى "-" يلقى اخاك الذي قد غره العصـب
ان الافاعي وان لانـت ملامسهـا "-" عند التقلب فـي انيابهـا العطـب
فتى يخوض غمار الحرب مبتسمـا "-" وينثني وسنان الرمـح مختضـب
ان سل صارمه سالـت مضاربـه "-" واشرق الجو وانشقت له الحجـب
والخيل تشهد لـي انـي اكفكفهـا "-" والطعن مثل شرار النـار يلتهـب
اذا التقيت الاعادي يـوم معركـة "-" تركت جمعهـم المغـرور ينتهـب
لي النفوس وللطير اللحـوم "-" ولـلوحش العظـام وللخيالـة السلـب
لا ابعد الله عـن عينـي غطارفـة "-" انسـا اذا نزلـوا جنـا اذا ركبـوا
اسود غاب ولكـن لا نيـوب لهـم "-" الا الاسنـة والهنديـة القـضـب
تحـدو بهـم اعوجيـات مضمـر "-" ةمثل السراحين في اعناقها القبـب
ما زلت القى صدور الخيل مندفقـا "-" بالطعن حتى يضج السرج واللبـب
فالعمي لو كان في اجفانهم نظـروا "-" والخرس لو كان في افواههم خطبوا
والنقع يوم طراد الخيل يشهد لـي "-" والضرب والطعن والاقلام والكتـب
:redrose:


من أشعار المروءة - the special one - 04-22-2009




(( لا يحمل الحقد من تعلو به الرتـب "-" ولا ينال العلا من طبعـه الغضـب ))


اعتقد ان هذه العبارة كانت من ضمن توقيع المرحوم حمد -( المسلم حداثي )- اللذي هو نفسه يوغرطا ابو ليلو

فقط وجب التنويه ..اطلع يا سيستاني , الكي جي بي محتاجك يا كبير .


من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009


وكتيـبـة لبسـتـهـا بكتـيـبـة "-"شهباء،باسلة،يـخـاف رداهـــا
خرساء،ظـاهـرة الأداة كأنـهـا "_"نـار يشـب وقودهـا بلظـاهـا
فيها الكمـاة بنـو الكمـاة كأنهـم"_"والخيل تعثر في الوغـى بقناهـا
شهب بأيـدي القابسيـن،اذا بـدت "-"بأكفهـم بهـر الظـلام سنـاهـا
صبر أعـدوا كـل أجـرد سابـح "-"و نجيبة ذبلـت وخـف حشاهـا
يـعـدون بالمستلئمين،عوابـسـا "-"قودا،تشكـى أينـهـا ووجـاهـا
يحملـن فتيانـا مداعـس بالقـنـا "-"وقرا،اذا ما الحرب خـف لواهـا
وصحابـة شـم الأنـوف بعثتهـم"-" ليلا،وقـد مـال الكـرى بطلاهـا
وسريت في وعث الظلام،أقودهـا"-"حتى رأيت الشمس زال ضحاهـا
ولقيت في قبـل الهجيـر كتيبـة"-"فطعنـت أول فـارس أولاهــا
وضربت قرنـي كبشهـا فتجـدلا"-"وحملت مهري وسطهـا فمضاهـا
حتى رأيت الخيل بعـد سوادهـا"-"حمر الجلود خضبن من جرحاهـا
يعثرن في نقـع النجيـع جوافـلا"-"و يطأن من حمى الوغى صرعاها
فرجعت محمودا بـرأس عظيمهـا"-"وتركتهـا جـزرا لمـن ناواهـا
ما استمت أنثى نفسها في موطـن"-"حتـى أوفـي مهرهـا مـولاهـا
ولما رزأت اخـا حفـاظ سلعـة"-"الا لـه عنـدي بـهـا مثـلاهـا
أغشى فتاة الحـي عنـد حليلهـا"-"واذا غزا في الجيـش لا أغشاهـا
و أغض طرفي ما بدت لي جارتي"-"حتـى يـواري جارتـي مأواهـا
اني امرؤ سمـح الخليقـة ماجـد"-"لا أتبع النفـس اللجـوج هواهـا
ولئن سألت بـذاك عبلـة خبـرت"-"أن لا أريد مـن النسـاء سواهـا
و أجيبهـا امـا دعـت لعظيمـة"-"و اعينهـا و أكـف عمـا ساهـا

<script>doPoetry()</script>


من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009

[FAYR]الشهامة في التراث العربي[/FAYR]

وهي المروءة والتمسك بالحقوق والقيم الإنسانية، وتعتبر من المعالم الأخلاقية والنفسية البارزة لدي الحسين عليه السلام وأنصاره والتي تجسدت في ملحمة عاشوراء، وهذه النفسية التي تجعل الإنسان يشمئز من الطغاة، ويرفض الانصياع لسلطان الظلم، ويحب الحرية والفضيلة، ويتجنب الغدر ونقض العهد وظلم الضعفاء، ويدافع عن الضعفاء، ولا يتعرض للأبرياء، ويقبل العذر، ويقيل العثرة، ويعترف بالحق الإنساني للآخرين (حتى وإن لم يكونوا مسلمين)، ويتحلّى بالشهامة، ويأبى تحمّل هجوم الأجانب على شرف أبناء الأمة، هذه الأمور كلها تعتبر من معالم الشهامة والمروءة التي تجسدت على أرض الطف.

لقد رفض سيد الشهداء عار البيعة ليزيد، ولما واجه جيش الكوفة في طريق كربلاء، رفض اقتراح زهير بن القين الذي أشار عليه بمحاربة هذه الفئة من قبل أن يجتمع إليهم سائر الجيش وقال عليه السلام: "ما كنت لأبدأهم بالقتال" (الإرشاد للشيخ المفيد: 84)، وهذا نموذج من شهامة الحسين، ولما لقي جيش الحر وقد أضرّ بهم العطش أمر بسقيهم الماء هم وخيلهم، على الرغم من أنهم جاءوا لمجابهته وإغلاق الطريق عليه، وكان من بينهم علي بن الطعان المحاربي الذي ما كان قادرا على شرب الماء من فرط عطشه، فقام عليه السلام وأخنث له فم القربة وسقاه هو وفرسه (حياة الإمام الحسين 3: 74، تاريخ الطبري 4: 302)، وهذا مثال آخر على مروءته.

ولما عزم الحر بن يزيد على مفارقة جيش عمر بن سعد والانضمام إلى معسكر الحسين عليه السلام وقف بين يدي الحسين منكسرا معلنا توبته واستعداده للتضحية بنفسه قائلا: هل لي من توبة؟ قال له أبو عبدالله عليه السلام: "نعم يتوب الله عليك، فانزل" (أعيان الشيعة 1: 603)، وهذا نموذج آخر على مروءة الحسين عليه السلام.

كان شعار الحسين عند القتال "الموت أولى من ركوب العار" (حياة الإمام الحسين 3: 277). وفي قيظ يوم عاشوراء واشتداد حر الرمضاء، لما رأى الحسين عليه السلام هجوم الجيش على خيام عياله صاح: "ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إذ كنتم أعرابا" فناداه شمر: "ما تقول يا ابن فاطمة؟" قال: "أقول أنا الذي أقاتلكم وتقاتلوني، والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم من التعرّض لحرمي ما دمت حيا" (بحار الأنوار 45: 51).

وهذا أيضا شاهد آخر على مروءته ونبله، فهو ما دام حيّا لم يكن قادرا على رؤية العدو يهجم على عياله، وقد شوهدت هذه الغيرة وهذه الحمية من الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره في ساحة القتال يوم العاشر من محرم، وهذه السجية قد استقاها من أبيه أمير المؤمنين عليه السلام الذي قال بعد أن غلب العدو وانتزع منه شريعة الفرات، لا تفعلوا فعل العدو ولا تمنعوا عنهم الماء لأجل إرغامهم على الاستسلام: "خلّوا بينهم وبين الماء" (شرح ابن أبي الحديد 3: 319). ولكن لؤم معاوية دعاه إلى منع الماء عن جيش علي عليه السلام في صفين (نهج البلاغة، الخطبة 51(شرح صبحي الصالح))، ومن خسة يزيد أنه منع الماء عن جيش الحسين عليه السلام، فالحسين قد ورث الشهامة عن علي، ويزيد ورث الخسة عن معاوية.



من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009

أروع ما قيل في الفضائل
في الفقر والغنى والمال
بقلم إميل ناصيف

هذا الكتاب يجعل لك لسانا ينطق بالحكمة ويقويك ويشدّ أزرك ويدعم ثقتك بفعل الخير

[صورة: bk_alfadael1.jpg]


من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009

قصص فيها عبر

معك لا اريد شيئاً

يحكى أن ملكا كان بين الحين والآخر يحب أن يتحدث مع شعبه متخفيا...
ذات مرة اتخذ صورة رجل فقير. ارتدى ثيابا بالية جدا وقصد أفقر أحياء مدينته، ثم تجول في أرقتها الضيقة واختار إحدى الحجرات المصنوعة من الصفيح القديم، وقرع على
بابها.
وجد بداخلها رجلا يجلس على الأرض وسط الأتربة... عرف أنه يعمل كناسا، فجلس بجواره وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث...
ولم تنقطع زيارات الملك بعد ذلك... تعلق به الفقير وأحبه... فتح له قلبه وأطلعه على أسراره... وصارا صديقين.
بعد فترة من الزمن، قرر الملك أن يعلن لصديقه عن حقيقته، فقال له: " تظنني فقير... الحقيقة غير ذلك، أنا هو الملك"...
ذهل الفقير لهول المفاجأة، لكنه ظل صامتا، قال له الملك: "ألم تفهم ما أردت أن أقوله لك؟"
تستطيع الآن أن تكون غنيا إنني أستطيع أن أعطيك مدينة، يمكنني أن أصدر قرارا بتعينك في أعظم وظيفة... إنني الملك، أطلب مني ما شئت أيها الصديق".
أجابه الفقير قائلا: "سيدي لقد فهمت، لكن ما هذا الذي فعلته معي؟
أتترك قصرك وتتخلى عن مجدك وتأتي لكي تجلس معي في هذا الموضع المظلم، وتشاركني همومي وتقاسمني أحزاني. سيدي، لقد قدمت لكثيرين عطايا ثمينة، أما أنا فقد وهبت لي ذاتك!
سيدي، طلبتي الوحيدة هي ألا تحرمني أبدا من هذه الهبة، أن تظل صديقي الذي أحبه ويحبني".



من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009

قصص فيها عبر

قد تحتاج الى حجر


تستعمل الحجارة في مجالات عديدة من حياتنا اليومية، ولكن ليس كما جاء في القصة التي استعمل فيها الحجر لايقاظ الضمير من سباته العميق.
بينما كان أحد رجال الأعمال، سائرا بسيارته الجاكوار الجديدة، في إحدى الشوارع، ضُرِبت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن. نزل ذلك الرجل من السيارة بسرعة، ليرى الضرر الذي لحق بسيارته، ومن هو الذي فعل ذلك...
وإذ به يرى ولدا يقف في زاوية الشارع، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق... إقترب الرجل من ذلك الولد، وهو يشتعل غضبا لإصابة سيارته بالحجر الكبير... فقبض عليه دافعا إياه الى الحائط وهو يقول له... يا لك من ولد جاهل، لماذا ضربت هذه السيارة الجديدة بالحجر، إن عملك هذا سيكلفك أنت وابوك مبلغا كبيرا من المال...
إبتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الولد وهو يقول ' أنا متأسف جدا يا سيد ' لكنني لم أدري ما العمل، لقد أصبح لي فترة طويلة من الزمن، وأنا أحاول لفت إنتباه أي شخص كان، لكن لم يقف أحد لمساعدتي... ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بولد مرمى على الأرض...
ثم تابع كلامه قائلا ... إن الولد الذي تراه على الأرض هو أخي، فهو لا يستطيع المشي بتاتا، إذ هو مشلولا بكامله، وبينما كنت أسير معه، وهو جالسا في كرسي المقعدين، أختل توازن الكرسي، وإذ به يهوي في هذه الحفرة... وأنا صغير، ليس بمقدوري أن أرفعه، مع إنني حاولت كثيرا... أتوسل لديك يا سيد، هل لك أن تساعدني عل رفعه، لقد أصبح له فترة من الزمن هكذا، وهو خائف جدا... ثم بعد ذلك تفعل ما تراه مناسبا، بسبب ضربي سيارتك الجديدة بالحجر...
لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، وغص حلقه. فرفع ذلك الولد المشلول من الحفرة وأجلسه في تلك الكرسي، ثم أخذ محرمة من جيبه، وابتداء يضمد بها الجروح، التي أصيب بها الولد المشلول، من جراء سقطته في الحفرة...
بعد إنتهاءه... سأله الولد، والآن، ماذا ستفعل بي من أجل السيارة... ؟ أجابه الرجل... لا شيء يا أبني... لا تأسف على السيارة...
لم يشأ ذلك الرجل أن يصلح سيارته الجديدة، مبقيا تلك الضربة تذكارا... عسى أن لا يضطر شخص أخر أن يرميه بحجر لكي يلفت إنتباهه.
صديقي... إننا نعيش في أيام، كثرت فيها الإنشغالات والهموم، فالجميع يسعى لجمع المقتنيات، ظنا منهم، بإنه كلما ازدادت مقتناياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا...بينما هم ينسون الله كليا... إن الله يكلمنا لعلنا ننتبه... فيكلمنا بالبحبوحة، فلا نسمع، يكلمنا باعطائنا الصحة، فلا نلتفت لنشكره، يكلمنا كثيرا جدا بصوت خفيف وهادئ... لكن ليس من مجيب... فيضطر الله أن يكلمنا بالمرض احيانا، وبالأمور القاسية لعلنا ننتبه... ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.



من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009

من اشعار عنترة قصيد: إذا كشف الزمان

[FAYR]إذا كشف الزمان لك القناعــــــــا @@ ود إليك صرف الدهر باعـــــــا
فلا تخش المنية وألقينهـــــــــــا @@ ودافع ما استطعت لها دفاعــــا
ولا تختر فراشا من حريـــــــــر @@ ولا تبك المنازل والبقاعــــــــــا
وحولك نسوة يندبن حزنـــــــــا @@ ويهتكن البراقع واللفاعــــــــــا
يقول لك الطبيب دواك عنـــــدي @@ إذا ما جس كفك والذراعــــــــا
ولو عرف الطبيـــــب دواء داء ٍ @@ يرد الموت ما قاسى النزاعــــا
وفي يوم المصانع قد تركنـــــــا @@ لنا بفعالنا خبرا مشاعـــــــــــــا
أقمنا بالذوابل سوق حـــــــرب ٍ @@ وصيرنا النفوس لها متاعـــــــا
حصاني كان دلال المنايـــــــــــا @@ فخاض غمارها وشرى وباعـــا
وسيفي كان في الهيجا طبيبــــا @@ يداوي رأس من يشكو الصداعا
أنا العبد الذي خبرت عنـــــــــه @@ وقد عاينتي فدع السماعــــــــــا
ولو أرسلت رمحي مع جبـــان ٍ @@ لكان بهيبتي يلقى السباعـــــــــا
ملات الارض خوفا من حسامي @@ وخصمي لم يجد فيها اتساعــــا
اذا الابطال فرت خوف بأســــي @@ ترى الاقاطار باعا أو ذراعــــــا[/FAYR]



من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009

أخلاق الفرسان : عنترة نموذجا

الدكتور احمد ياسمين يقدنم كتابه في الفروسية

الفروسية وفاء ومحبة وعرفاناً . بهذه العبارات سطّر الدكتور " أحمد ياسمين " ( رئيس قسم اللغة العربية في المعهد العالي للغات جامعة تشرين ) كتابه : قيم الفروسية في أشعار فرسان الجاهلية والذي يعتبر مرجعاً للمكتبة العربية التراثية نظراً لقيمته العلمية والفنية لأنه يرصد مرحلة تاريخية تعود إلى ( 150 ـ 200 ) سنة قبل الميلاد كما ذهب إليها الجاحظ وغيره من علماء العربية ويمكن أن يستفيد منه الطالب الدارس المتخصص بأدب الجاهلية . فهناك دراسة تحليلية فنية لثلاثة دواوين شعرية للفرسان : سلامة بن جندل ـ بشر بن أبي خازم وطفيل الغنوي . إضافة لأحاديث ممتعة عن حرب البسوس ـ حرب داحس والغبراء وأيام العرب وغيرها . الكتاب يضم بين دفتيه ( 370 ) من القطع الكبير دراسة علمية منهجية فنية موفقة نظراً لشمولها لاسيما أن الكاتب لجأ إلى مائة وعشرة مرجعاً في بحثه .
وعن اختيار الكاتب لهذا الموضوع يقول:
٭ بداية ، لماذا اخترت الفروسية موضوعاً في العصر الجاهلي ؟ الفروسية كلمة تحمل معنى كبيراً ، فالفارس هو الإنسان الذي تتجسد فيه القيم العربية الأصيلة بمعانيها المتعددة من بطولة وشهامة وبذل وعطاء وتفان . لأن الفارس يسترخص نفسه وروحه وجسده في سبيل تحقيق النصر على العدو ، والجود بالنفس أغلى أنواع الجود ، فمن هنا ارتبطت هذه الكلمة بهذه المعاني . والكتاب الذي أعددته للنشر كان معداً لدراسة القيم الإنسانية في عصر صدر الإسلام . واخترت موضوع القيم العربية أساساً في الدراسة والبحث ، جاعلاً هذا الموضوع يتمحور في معظمه حول قيم الفروسية في شعر فرسان عرب الجاهلية . هذه القيم التي نجدها بارزة في شعرنا الجاهلي استمرت في تراثنا عبر تاريخه الطويل . وقد أحب العرب القيم العربية الأصيلة وتعلقوا بها . فعاشت في تاريخنا واستمرت فيه إلى أن جاء شهيدنا الباسل فأحيا هذا الإرث الحضاري التليد وشد أبناء جيله إلى رياضة الفروسية رياضة الآباء والأجداد .

وعن رأيه في تكريس الفروسية في عصرنا الحديث اجاب
. أنتم تعرفون أن المجد العربي بني على الحصان ، المجد الذي تغنى به التاريخ العربي ، التطور عندما نقل العرب رسالتهم إلى أوسع مناطق الدنيا كانت وسيلتهم الأهم والأساسية في ذلك هي الحصان ومع الحصان السيف ، وهذا الأمر يتعلق بتاريخه ومن لا يهتم بتاريخه ، وبما مضى من التاريخ لن يكون جديراً بأن يهتم بما يستقبل من التاريخ والفروسية موضوع عربي داخل في تراثنا في تاريخنا وفي نفوسنا ، وله علاقة بكبريائنا " والتي ما تزال تنير طريقنا نحو مستقبل مشرق ،

. قسمت البحث إلى خمسة فصول ،
ضم الفصل الأول التعريف بقيم الفروسية في معاجم اللغة العربية ، والحديث عن قيم الفروسية عند شعراء الجاهلية مع الاحاطة بقيم الفروسية المتنوعة من كرم وشجاعة وقوة !
أما الفصل الثاني فقد ضم الحديث عن فقرات كثيرة حبذا لو تحدثنا عن ذلك.
ضم الفصل الثاني الحديث عن جزيرة العرب وأثرها في نشوء الفروسية ، وطريقة تعامل الفرسان مع طبيعتها ومناخها وحيواناتها
وتحدثت الفقرة الثانية عن الحاجة الماسة للفروسية ضد العدوان الخارجي ( معركة ذي قار )
. أما الفقرة الثالثة فتحدثت عن أيام االعرب مصنع الفروسية وحروبهم المشهورة في تاريخ عرب الجاهلية .
وتناولت الفقرة الرابعة أثر الفروسية في حياة القبيلة حيث تطرقنا إلى مكونات القبيلة ودور سيدها وأهمية الفروسية فيها .
وفي الفقرة الخامسة تحدثنا عن فارس القبيلة وشاعرها . وركزنا على أهمية سيد القبيلة في المعارك والحروب والذود عن الأعراض والشرف وقيم الجاهلية ومناقبها .
وتشير الفقرة السادسة إلى دور المرأة في حياة الفرسان إذ كانت تحارب وتنقل الماء والطعام إلى أرض المعركة وتداوي الجرحى وتحض الرجال على القتال وكانت تزدري الجبن في الرجال والتقاعس عن المعركة
وتحدثت في الفقرة السابعة عن تأثر العرب وتأثيرهم في فروسية الدول المجاورة ( الفرس والروم ) من خلال لباس الفرسان وتسليحهم ومدى الاختلاف فيما بينهم وفي فنون القتال أيضاً .
وقد ضمت الفقرة الثامنة عناية العرب بالخيول وتربيتها والتفنن بأسمائها وبتسميات أعضائها حيث أشرت إلى أهمية الخيول في حياة العرب وبينت أن المال في الجاهلية كان الخيل والإبل وذكرت بعضاً من أسمائها وأسماء فرسانها ، وامتلاك الفارس أحياناً لأكثر من فرس ، وعرجت على عيوب الخيل وما يستحسن من جمالها ، فقادني الحديث إلى مقارنة بين امرئ القيس وعلقمة الفحل في نعتهما للخيل .
وتحدثت في الفقرة التاسعة عن أهمية الإبل في حياة العرب واستخدامها في حروبهم وتنقلاتهم وفي مأكلهم وحياتهم ، مع ذكر نصوص شعرية عنها وعن صفاتها وأسمائها وفوائدها .
أما الفقرة العاشرة فتضم الحديث عن دور السلاح في حياة الفرسان حيث تطرقت إلى أنواع السلاح المختلفة عند العرب بإجراء مقارنة مع بعض أسلحة الشعوب المجاورة للجزيرة العربية لا سيما الفرس .

٭ تحدثت في الفصل الثالث عن قيم الفروسية من خلال الأغراض الشعرية : الفخر ـ الرثاء ـ المديح ماذا تقول بهذا الخصوص ؟ صحيح وكان الغرض الأول الفخر وتحدثت عن موضوعاته ( الشجاعة والفروسية ، الكرم ، وصف المعارك ، الفرسان ، الخيل ) وأشرت في الغرض الثاني إلى الرثاء بأنواعه المختلفة من ( رثاء الأخوة ، رثاء الابن ورثاء الفارس نفسه ) وقد وقفت على عدد من النصوص الشعرية تؤيد ذلك وذكرت أيضاً المديح عند مجموعة من الشعراء الفرسان الذين لم يكثروا من هذا الفن في شعرهم وبينا السبب في ذلك . كما خصصت الفصل بدراسة الحكمة في شعر الفرسان وركزت البحث على اثنين منهما هما : الأخوة الأودي وذو الإصبع العدواني .

٭ تكلمت في الفصل الرابع عن خصائص قيم الفروسية عند ثلاثة شعراء هم : عنترة بن شداد ، عروة بن الورد ، وزيد الخيل الطائي لماذا اخترت هؤلاء الشعراء تحديداً ؟ عنترة بصفته فارساً عبداً ، وعروة فارساً صعلوكاً ، وزيد الخيل بصفته فارساً سيداً من قبيلة طيء .

٭ ضم الفصل الخامس الخصائص الفنية في شعر الفرسان ، وقد بينت في هذا الفصل نقاطاً متعددة أولها : منهج القصيدة عند الفرسان وثانيها : طول هذه القصيدة وقصرها ، وثالثها : المقطوعات أكثر التي الشعراء الفرسان منها . ورابعها الوضع النفسي عند الفرسان مع الحديث عن الصورة الفنية في شعر الفرسان وخصصت البحث بثلاثة من الفرسان هم : سلامة بن جندل وبشر بن أبي حازم وطفيل الغنوي .

لقد وقفت على الخصائص اللغوية من حيث الظوهر الأسلوبية كما قمت بدراسة إحصائية تحليلية لثلاثة دواوين شعرية للفرسان المشار إليهم من ناحية الأوزان الشعرية والبحور وأرقام القصائد وعددها ، وعدد أبياتها . أما شعرهم المنحول فقد استبعدته . أيضاً بينت الفرق فيما بينهم في استخدامهم البحور والقوافي والروي .



من أشعار المروءة - المروءة والشهامة - 04-23-2009

[FAYR]
معلقة الفارس عنترة
[/FAYR]
هل غادر الشعراء من متردم__ أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي __ و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
فوقفت فيها ناقتي و كأنها __فدنٌ لأقضي حاجة المتلوم
و تحل عبلة بالجواء و أهلنا__ بالحزن فالصمان فالمتثلم
حييت من طللٍ تقادم عهده __ أقوى و أقفر بعد أم الهيثم
حلت بأرض الزائرين فأصبحت __ عسراً علي طلابك ابنة محرمٍ
علقتها عرضاً و أقتل قومها __ زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم
و لقد نزلت فلا تظني غيره __ مني بمنزلة المحب المكرم
كيف المزار و قد تربع أهلها__ بعنيزتين و أهلنا بالغيلم
إن كنت أزمعت الفراق فإنما __زمت ركابكم بليلٍ مظلم
ما راعني إلا حمولة أهلها __وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها اثنتان و أربعون حلوبةً __سوداً كخافية الغراب الأسحم
إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ __عذبٍ مقبله لذيذ المطعم
و كأن فارة تاجرٍ بقسيمةٍ سبقت __ عوارضها إليك من الفم
أو روضةً أنفاً تضمن نبتها غيثٌ __قليل الدمن ليس بمعلم
جادت عليه كل بكرٍ حرةٍ __ فتركن كل قرارةٍ كالدرهم
سحاً و تسكاباً فكل عشيةٍ __ يجري عليها الماء لم يتصرم
و خلا الذباب بها فليس ببارحٍ __ غرداً كفعل الشارب المترنم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه قدح المكب على الزناد الأجذم
تمسي و تصبح فوق ظهر حشيةٍ __ و أبيت فوق سراة أدهم ملجم
وحشيتي سرجٌ على عبل الشوى __ نهدٍ مراكله نبيل المخرم
هل تبلغني دارها شدنيةٌ __ لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارةٌ غب السرى زيافةٌ __ تطس الإكام بوخد خفٍ ميتم
و كأنما تطس الإكام عشيةً __ بقريب بين المنسمين مصلم
تأوي له قلص النعام كما __ أوت حذقٌ يمانيةٌ لأعجم طمطم
يتبعن قلة رأسه و كأنه حدجٌ __ على نعشٍ لهن مخيم
صعلٍ يعود بذي العشيرة بيضه __ كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم
شربت بماء الدحرضين فأصبحت__ زوراء تنفر عن حياض الديلم
وكأنما تنأى بجانب دفها الـ __ ـوحشي من هزج العشي مؤوم
هرٍ جنيبٍ كلما عطفت له __ غضبى اتقاها باليدين وبالفم
بركت على جنب الرداع كأنما __ بركت على قصبٍ أجش مهضم
وكأن رباً أو كحيلاً معقداً __ حش الوقود به جوانب قمقم
ينباع من ذفرى غضوبٍ جسرةٍ__ زيافةٍ مثل الفنيق المكدم
إن تغدفي دوني القناع فإنني __ طبٌ بأخذ الفارس المستلئم
أثني علي بما علمت فإنني __ سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم
وإذا ظلمت فإن ظلمي باسلٌ __ مرٌ مذاقه كطعم العلقم
ولقد شربت من المدامة بعدما __ ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجةٍ صفراء ذات أسرةٍ __ قرنت بأزهر في الشمال مفدم
فإذا شربت فإنني مستهلكٌ _ مالي وعرضي وافرٌ لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندىً __ وكما علمت شمائلي وتكرمي
وحليل غانيةٍ تركت مجدلاً __ تمكو فريصته كشدقٍ الأعلم
سبقت له كفي بعاجل طعنةٍ __ ورشاش نافذةٍ كلون العندم
هلا سألت الخيل يا بنة مالكٍ __ إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابحٍ __ نهدٍ تعاوره الكماة مكلم
طوراً يجرد للطعان وتارةً __ يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني __ أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ومدجج كره الكماة نزاله __ لا ممعنٍ هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنةٍ __ بمثقفٍ صدق الكعوب مقوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه __ ليس الكريم على القنا بمحرم
فتركته جزر السباع ينشنه __ يقضمن حسن بنانه والمعصم
ومسك سابغةٍ هتكت فروجها __ بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
ربذ يداه بالقداح إذا شتا __ هتاك غايات التجار ملوم
لما رآني قد نزلت أريده __ أبدى نواجذه لغير تبسم
عهدي به مد النهار كأنما __ خضب البنان ورأسه بالعظلم
فطعنته بالرمح ثم علوته __ بمهندٍ صافي الحديدة مخذم
بطلٍ كأن ثيابه في سرحةٍ __ يحذى نعال السبت ليس بتوءم
يا شاة ما قنصٍ لمن حلت له __ حرمت علي و ليتها لم تحرم
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي__ فتجسسي أخبارها لي و اعلم
قالت رأيت من الأعادي غرةً __و الشاة ممكنةٌ لمن هو مرتم
و كأنما التفتت بجيد جدايةٍ رشأٍ __ من الغزلان حرٍ أرثم
نبئت عمراً غير شاكر نعمتي __ و الكفر مخبثةٌ لنفس المنعم
و لقد حفظت وصاة عمي بالضحا __ إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم
في حومة الحرب التي لا تشتكي __ غمراتها الأبطال غير تغمغم
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم __ عنها و لكني تضايق مقدمي
لما رأيت القوم أقبل جمعهم __ يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر و الرماح كأنها __ أشطان بئرٍ في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره __ و لبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه __ و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى __ و لكان لو علم الكلام مكلمي
و لقد شفى نفسي و أبرأ سقمها __ قبل الفوارس ويك عنتر أقدم
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً __ مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ
ذُلُلٌ رِكابي حَيثُ شِئتُ مُشايِعي __ لُبّي وَأَحفِزُهُ بِأَمرٍ مُبرَمِ
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن أَموتَ وَلَم تَدُر __ لِلحَربِ دائِرَةٌ عَلى اِبنَي ضَمضَمِ
الشاتِمَي عِرضي وَلَم أَشتِمهُما __ وَالناذِرَينِ إِذا لَم اَلقَهُما دَمي
إِن يَفعَلا فَلَقَد تَرَكتُ أَباهُما __ جَزَرَ السِباعِ وَكُلِّ نَسرٍ قَشعَمِ

<script>doPoetry()</script>