حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
وفي عراق الشام رجل متجبر.. وسفياني في إحدى عينيه كسل - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: وفي عراق الشام رجل متجبر.. وسفياني في إحدى عينيه كسل (/showthread.php?tid=28040) |
وفي عراق الشام رجل متجبر.. وسفياني في إحدى عينيه كسل - arfan - 06-01-2005 وفي عراق الشام رجل متجبر.. وسفياني في إحدى عينيه كسل قليل واسمه من الصدام، وهو صدام لمن عارضه، الدنيا جمعت له في كوت صغير دخلها وهو مرهون، ولا خير في السفياني إلا بالإسلام". "هناك تطورات جرت أخيرا في روسيا تنبأ بها النبي حزقيال والتي تشير إلى العودة السريعة إلى المسيح، الإله، إن هؤلاء الشيوعيين هم كارهو الله، إنهم رافضو المسيح، وهدفهم الأبعد هو السيطرة على العالم، ومنذ 2600 سنة تنبأ النبي العبراني حزقيال بأن مثل هذه الأمة ستقوم إلى الشمال من فلسطين قبل وقت قصير من العودة الثانية للمسيح.. وفي حزقيال نقرأ اسم هذه الأرض هوروش. يذكر اسم مدينتين من روش هما ميشش وتوبال. إن الأسماء هنا تبدو مشابهة بشكل مثير لموسكو وتيبولسك، العاصمتين في روسيا اليوم". النصان السابقان هما مثالان من آلاف الأمثلة التي تؤكد أن الحضارة البشرية لم تقطع سرتها مع الخرافة بعد، فالنص الأول مقطع من كتاب بعنوان "هرمجدون.. آخر بيان يا أمة الإسلام" لمؤلف مسلم اسمه أمين محمد جمال الدين. والثاني مقطع من عظة للدكتور جيري فالويل الأميركي المسيحي، نقلته عنه "جريس هالسل" في كتابها "النبوءة والسياسة"، وهما نصان يصرخان بالتأويل الخرافي الذي يحاكم الواقع ويبني المستقبل انطلاقا منه، وكم يطرب لمثل هذا مروجو الخرافة في أسواق نخاسة الوهم ، ممن يعتصرون التيه ترياقا لآلام الضياع، ألا خاب المسعى وضلت البوصلة وتاهَ الدليل. وعلى نفس المنوال مازال لدينا ولدى الغرب من لا يخلعون برقع الحياء حتى يغسلوا وجوههم بالصفاقة إثر كل نبوءة يقسمون عليها فيظهر الزمن أنها كذبة صلعاء. ذات يوم بدأ الإنجيلي "بات روبرتسون" برنامجه التلفزيوني - الذي يتابعه أكثر من ستة عشر مليون عائلة في أميركا- بقوله "إني أؤكد لكم أنه مع نهاية عام 1982 ستكون هناك قيامة على الأرض وأن هذه القيامة ستكون في الاتحاد السوفيتي أساسا"، ولم تقم قيامة ولا هم يحزنون، وبقي يلقي عظاته ويؤكد خرافاته. وقبل "بات روبرتسون" كان جهيمان العتيبي لدينا يبشر بعد اقتحامه الحرم المكي بـ"المهدي المنتظر" الذي سيخسف الله بالجيش الذي سيحاربه، فلم يخسف الله بأحد سواهما وأتباعهما. أعلم أن هذه أمثلة صارخة في تعلقها بالخرافة، وربما ليس مخيفا في المدى المنظور وصول أمثال هؤلاء لمراكز قيادية ليطبقوا خرافاتهم، لكن دون ذلك مستويات من الخرافة وهي وإن كانت أقل حماقة فإنها أشد خطراً لأنها تحاول تسويق الخرافة المغلفة بالعقل والحكمة والإيمان، وتنطلي بذلك على السذج. وليس عنا ببعيد أحاديث الرايات السود التي نزّلها الجيل الجديد من تنظيم "القاعدة" على حركة "طالبان" وراجت على كثير من الشباب، فهرب لأفغانستان ينتظر تنزّل النصر فلم ينزل عليه سوى قذائف الـ "B-52" الأميركية، ليعلم أن الله حق ويكفر بالخرافات ولكن حين كان الأوان قد فات. إن الخرافة ملة واحدة والخرافيون على ضفتي الأرض وجهان لعملة واحدة، فلدى شريحة أخرى لا تقل خرافيتها عمّن سبق إلا بقدر ما تزيد خطورتها، نقرأ على أحد وجهي العملة الفكرية لهؤلاء لـ"فوكوياما" يحدثنا عن نهاية التاريخ، وأحقية النموذج الغربي بصيغته الأميركية تحديداً في إيقاف عجلة التاريخ عند التجربة الأميركية في لحظتنا الراهنة، أو لـ"هنتجتون" ليخبرنا عن حتمية صراع الحضارات، الذي مركزه الدين، وينخرط معهما عدد من مراكز البحوث التي يسيطر عليها اليمين الديني المسيحي أو اليمين المحافظ خصوصا بعد تحالفهما في الفترة الأخيرة. بينما نقرأ على وجه العملة الآخر لخرافيين يناقضون هؤلاء تماما على النتيجة ويملكون نفس مفتاح الخرافة إنما بيقين معاكس، ويمثل هؤلاء بعض المتشددين من الجماعات الإسلامية، وينطق ابن لادن ورموز السلفية الجهادية باسمهم. لقد آثر هؤلاء الهروب للخرافة ليثبتوا مقولاتهم التي يعوزها المنطق والواقع، وقد حدثونا عن سفياني سيخرج وقحطاني سيسوق الناس بعصاه ومهدي سيملأ الدنيا، ولذا فهم ينتظرون هذا ويسخنون العالم لذاك، ونحن نركز النقد هنا على وظيفة التأويل البشري التي عبث بها الخرافيون بعيداً عن النقاش في النصوص الشرعية ذاتها. فابن لادن بقناعته بأن الحرب هي السبيل الوحيد لتقريب قيام الساعة وخروج المهدي، والإنجيليون اليمينيون يعتقدون أن المسيح لن ينزل إلا بعد "هرمجدّون" وضرب الشرق الأوسط بالقنابل النووية التي بسببها "ستنهمر الأمطار وتذوب الصخور وتتساقط النيران وتهتز الأرض وتتساقط الجبال وتنهار الصخور وتتساقط الجدران على الأرض" كما ورد نصا في حزقيال!. والمخيف حقاً أن طرفي العملة الخرافيين - رغم تناقضهما- يلتقيان على العالم ليحرقاه في مبخرة التعالي عليه والهروب منه ويقدمانه قرباناً لنظرة خرافية بلهاء لا تستطيع صدورها أن تحمل أعجازها. الطرفان يبنيان ناطحات سحاب على بيوت عنكبوت، ويسكنان العالم مرغما في بناياتهما المهترئة. إن وظيفة الخرافة الأكبر هي شحن الكراهية وهذه مقدمة المواجهة التي لا يعقبها سوى الصراع الدامي. إن الخرافة هي الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل نحو إحراق العالم في مجامر الإبادة الجماعية، وتسويق مبرراتها الدينية محتم قبل تنفيذها على الأرض، وإلى ذلك تسير ركاب الخرافيين حثيثة إن لم يتنبه لهم العقلاء من العالمين. كنت أحسب أن التعلق بالخرافات سمة الضعفاء من البشر والأمم وحدهم، ذلك أننا نرى ضعفاء البشر كالنساء والمرضى بأمراض مستعصية يتعلقون أكثر من غيرهم بالخرافات كالسحر والشعوذة، أو يتوسعون بشكلٍ مرضيٍ في التعلق بالأحلام والرؤى ومؤوليها، بل وصل الأمر إلى التعلق ببعض العوام باعة الأعشاب !! ، وقل مثل هذا في الأمم الضعيفة. كنت أحسب ذلك حتى قرأت فكر اليمين المسيحي المتشدد ودهشت لسعة انتشار أتباعه والمقتنعين به في أميركا والغرب، ولست أجد لهذا تفسيرا إلا أن يكون خوفهم المرضي من عداء روسيا لهم والإمكانية الدائمة لأن تضربهم بقنابلها النووية وربما لهذا تجد روسيا حاضرة بقوة في أدبياتهم الخرافية، وهو تفسير يؤكد أن الضعف والإحساس به والعجز عن العمل هما محور المشكلة وتفاديهما هو صمام الأمان. والأخطر من ذلك أننا بدأنا مؤخراً نرى البعض تحول من هواية الخرافة إلى احترافها لنكتشف في النهاية أننا نقبع خلف أسوار سجن الخرافة العتيد ننتظر السراب ونلوك الوهم في انتظار قادم لا يجيء وخرافة لا تتحقق وفي عراق الشام رجل متجبر.. وسفياني في إحدى عينيه كسل - arfan - 06-01-2005 http://www.syriamirror.net |