حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
اللغة والواقع - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: اللغة والواقع (/showthread.php?tid=28082)



اللغة والواقع - زياد - 05-31-2005

لاشك أن ما يخطر في بالنا الآن عندما نسمع كلمة شمس أو أرض أو سماء مختلف تماماً عما كان يخطر في بال الناس قبل ألف سنة عندما كانوا يسمعون هذه الكلمات وغيرها. إن معاني هذه الكلمات تتغير مع تنامي المعرفة البشرية، فنحن نعرف الآن موقع الشمس بالنسبة للمجرة وأنها كتلة ملتهبة, ونعرف شكل الأرض وموقعها بالنسبة للشمس وأنها تدور أمامها وحولها, ونعرف أن السماء ليس قبة مطبقة على الأرض. إن الكلمة ظلت ثابتة (شمس , أرض, سماء , رعد , برق .. ) ولكن المعنى الذي تعكسه هذه الكلمة تغير عبر الزمن. فالكلمة رمز نُحمِّله ما نشاء من معنى. وليس النص مشعاً للمعنى بل هو عاكس له, وهذا ما يجعل معناه متغيراً . إن لسانك لا يحترق عندما تلفظ كلمة نار, ولا ترتوي بمجرد أن تقول ماء. هذه مجرد رموز, موجات صوتية, اهتزازات فيزيائية تركب الهواء, لا تحمل من الدلالة إلا بقدر ما نحمّلها, إنها كلمات تظل فارغة ما لم نتفق على ما ترمز إليه.

ويمكن أن نقول: إن أي شيء في الوجودِ أدلُّ على ذاته من أي كلام أو رمز يصفه ويعرفه, فلو أننا قرأنا ألف كتاب عن الشجرة أو الصخرة فستبقى كل من الصخرة والشجرة أدل على ذاتها من أي كتاب يكتب حولها, وأي شرح لطبيعة الأشجار والصخور دون العودة إلى الواقع الحقيقي لهذه المخلوقات يظل هائماً وعديم الفائدة.

وتظل الشجرة أدل على ذاتها من أي كلام يكتب عنها ولو كان هذا الكلام كلام الله, لأن الله يستخدم لغة البشر عندما يخاطبهم, ولكن لغته الحقيقية هي الواقع الأصلي الخارجي، أي الشجرة نفسها هي لغة الله التي لا نقص فيها ولا زيادة. وإذا كانت الكتابة رمزاً على الصوت، وكان الصوت رمزاً على الكون، فإن هذا الكون بمخلوقاته وسننه وقوانينه هو رمز على الله تبارك وتعالى.

لهذا فإن فهم النص القرآني وتدبره, يعتمد على فهمنا وبحثنا في الواقع الذي يتحدث عنه هذا النص, فإذا سلمنا بهذا الكلام أمكن لنا أن نفهم بوضوح معنى قوله تعالى: ((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)), فإذا رجعنا إلى آيات الآفاق والأنفس ـ أي الواقع ـ عندها ستشهد بصدق مفاهيمنا عن الكتاب وخطئها. وهذا ما يجعلني أكرر وأقول كثيراً: إن مرجع القرآن هو التاريخ هو الواقع, وليست المفاهيمُ هي التي يُرجع إليها عند حدوث خطأ, بل الواقع.

إن الشمس لم تتبع أهواء الناس عندما ظنوا أنها تدور حول الأرض بل ظلت سابحة في مسارها المحدد, والأرض لم تصر مركز الكون عندما ظننا أنها كذلك, فالأفكار والكلمات لا تغير الواقع بل الواقع هو الذي يصحح الكلمات والمفاهيم عن الله وعن القرآن وعن الكون.

ولم يكن بمقدور أحد أن يفهم أن الأرض هي التي تدور أمام الشمس وحولها بالاستشهاد بالنصوص بل إن الذي حسم الأمر في هذا الشأن هو الواقع, ولو ظللنا نتجادل حول من الذي يدور، ومن المركز اعتماداً على النص الإلهي لما وصلنا إلى نتيجة أبداً, لأن فهم الواقع إنما يكون بالسير والنظر في الأرض وليس في النص ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)) وبعد ذلك سيتبين أن الذي في الكتاب هو الصحيح, وليس الأمر بالعكس في أن نقرأ النص ليتبين صدق الواقع, بل نبحث في الواقع فيتبين صدق فهمنا للنص.

إن معرفة كيف بدأ الخلق تُغير وتُجلي معنى النص, وهذا ما حصل في فهمنا لكلمة شمس وقمر وأرض وسماء وغيرها, وهذا لا يقف عند حد معين لأن معرفة كيف بدا الخلق في تطور مستمر. هذه الكلمات (شمس قمر أرض سماء..) هي من آيات الآفاق, أما آيات الأنفس فإن مفاهيمها من مثل ((تعالوا إلى كلمة سواء)), ((لا إله إلا الله)), (( وأمرهم شورى بينهم)) ((ادفع بالتي هي أحسن)) أصبحت أيضاً لها تجليات أبرزتها معرفة كيف بدأ الخلق, وأبرزَها تطور التاريخ, فصارت أبعادُ (الكلمة السواء) و(العدل) تبرز مع تراكم الخبرات البشرية, كما صارت الديمقراطية تجلياً ناضجاً للشورى, وإن كان البعض يرى في الديمقراطية بضاعة فاسدة يكفيه ليرمي بها أن مصدرها غربي؛ فقد كان الأجدر به أن يقول هذه بضاعتنا التي أضعناها منذ أن فقدنا الرشد قد ردت إلينا, ونحن أحق بها من أهلها.


جودت سعيد