حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الموت ... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الموت ... (/showthread.php?tid=28261) |
الموت ... - Georgioss - 05-27-2005 الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ، لأَنَّهُ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاة ِ. ( يوحنا 5: 24 ) لأن الرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُعْطِي الْحَيَاةَ ، أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئاً . الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ. وَلكِنَّ بَعْضاً مِنْكُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ!» ( يوحنا 6: 63 ) الحياة والموت واحد , كما أن النهر والبحر واحد أيضا ً . ( جبران خليل جبران ) نعم الحياة والموت وجهان لعملة واحدة ... من ينتقل من الحياة إلى الموت هو من ينتقل من الموت إلى الحياة ... الحياة الأبدية الأزلية مع الواحد الكل ... هل الموت ظلم !!! كلا الموت ليس ظلم ولا هو عقاب ... ولا الحياة هي ظلم و لا هي عقاب ... الموت والحياة إخوة الروح وهما ملازمان لها ... فلا الحياة هي نهاية كل الأشياء ... ولا الموت هو نهاية كل الأشياء ... فالموت هو ولادة جديدة بجسم جديد ... والحياة جسم جديد لولادة جديدة بالروح ... الموت هو عدل الحياة وقانونها المحتم ... وهو نهاية العالم عند كل واحد منا ... فلا تحزنوا على موتكم ... بل أحزنوا على حياتكم إن لم تكن في مسارها الصحيح ... الموت هو اشتياق الله لنا ... فلماذا الحزن !!! ولماذا اتهام الموت بالظلم !!! أسرار الموت !!! إنكم تريدون معرفة أسرار الموت . ولكن كيف تجدونها إن لم تسعوا إليها في قلب الحياة !!! البومة لا تفتح عينيها إلا في الظلمة ... والبومة عمياء عن نور النهار ... لا تستطيع أن ترفع الحجاب عن أسرار النور ... فإذا رغبتم بالحقيقة في أن تنظروا روح الموت ... افتحوا أبواب قلوبكم على مصارعيها لنهار الحياة ... ففي أعماق أمالكم ورغباتكم تتكئ معرفتكم الصامتة لما وراء الحياة ... الموت هو الحلم الأبدي الأزلي الذي تغرق به أذهاننا ... والموت هو قمة الجبل الذي تسعى روحنا للوصول إليه من تلقاء ذاتها . الموت هو الغبطة الكاملة التي تبهج نفوسنا ... في بحر من الفرح المطلق ... الموت هو أجمل موسيقة تسعى النفس لعزفها بناي أجسادنا ... ماذا يحصل عند الموت ؟؟؟ نحن البشر أبناء لله النور ومخلوقات العقل الكوني الكامل ... كياننا مؤلف من جسد , نفس , وروح . الروح هي مصدر حياتنا ... هي جوهر ثالوثنا المركب ... هي شرفنا وسمتنا الإلهية ... وهي مركبة النفس الآنية . النفس هي الروح المتجسدة في العقل ... هي المادة المتجلية في الجسد ... وهي حاملة الذات ( الأنا ) ... والنفس منقسمة على نفسها بين روحها وجسدها في حياتها , فتارة تتخبط بين الرغبة والشهوة من جانب ... والغبطة والفرح من جانب أخر . الجسد هو هيكل النفس وموطن الروح ... هو تجلي النفس في تعبيرها عن ذاتها وآنيتها ... وهو الروح المتجسدة في مادة الحياة . فعندما نموت تذوب أجسادنا في رمال هذه الأرض ... ثم تنفصل مراكب أرواحنا عن أنفسنا بعد تطهيرها من كل الأوساخ التي خلفتها آنيتنا الذاتية فيها ... ومن ثم تعود إلى مدارها حيث كانت وتكون وستكون إلى الأبد ... هذا هو الموت ... ماذا في الموت وبعده !!! في الموت نعلو فوق المكان وأيضاً فوق الزمان ... هناك لحظة حاضر أزلية فقط ... زمان بلا تجدد ... صيرورة دون صيرورة ... في الموت لا تعلم أجسادنا أنها ماتت ... ولا أنفسنا ... ولا حتى أرواحنا ... في الموت ينتهي شقاء حياتنا في مجد لامتناهي وغير محدود ... في الموت توزن أرواحنا على ميزان العدل ... وتأخذ نصيبها من الأثمار الصالحة ... في الموت نحيا حياة جديدة ... خالية من الفساد والبؤس والضلال ... حيث النور الأبدي سيشع في أجسامنا وأشكالنا الجديدة الخالدة والأزلية ... في الموت ستكون النعجة بجانب الأسد بسلام ... وستكون كل الأشياء واحد ... ستسبح الروح في الكون الشاسع المطلق من دون أي عائق ... وستصل إلى حيث تشاء من دون أن يوقفها أحد أو يعرقلها حاجز . فلماذا نخاف الموت إذاً !!! بعض من الناس لا يهمهم الموت ولا يخافونه لثلاثة أسباب هي : السبب الأول هو لكثرة إيمانهم ورجائهم بالله .. مؤمنين بأنه منتشل النفوس من الموت وناقلها إلى مثواها الأخير حيث الحياة الأبدية المنزهة عن الشر والازدواجية ... السبب الثاني هو عدم مبالاتهم بأنفسهم أو بما قد يحل بهم بعد الموت .. ويتمسكون بهذا المبدأ عن قناعة تامة .. أو لأنهم غارقين في بدعة مادية .. معتبرين أن الموت هو نهاية الوعي .. السبب الثالث يكمن في البساطة ولدراية , فهؤلاء قلة قليلة من الناس , لا يعلمون شيء لا عن الحياة ولا عن الموت .. يأتون فارغين ويذهبون فارغين .. ولا يدرون أنهم يحملون الموت في أجسادهم .. فتراهم بسيطين فقراء الروح لا يعرفون شيء من شيء .. ومن الناس من يخاف الموت ولثلاثة أسباب أيضا ً : السبب الأول لأنهم يخافون من الله ومن العقاب الأبدي .. وذلك لعدم سلوكهم طريق الخير عالمين كل العلم بأن عليهم تجنب الشر للحصول على الحياة الأبدية , وعلمهم أيضاً بأن هناك اله يحاسب بعد الموت . السبب الثاني لأنهم حريصون على الدنيا وحياة الدنيا .. فهؤلاء إما أصحاب سلطة زمنية وشهرة بالية , وإما أصحاب أملاك وأرزاق وثروات .. وهم يعتبرون أن الموت ألد أعدائهم وهو منتهك لهم ولثرواتهم الفاحشة , ولذلك تتمسك هذه الفئة من الناس بالخلود والشهرة العمياء , والمجد البالي والزمني . السبب الثالث يكمن في محبتهم المطلقة لأشخاص معينين في هذه الحياة كا ( الزوجة , الأطفال الأم , الأخ ... ) , وهؤلاء قلة قليلة يعتبرون أن موتهم سيفرقهم حتما ًعن من يحبون من أقرباء وأصحاب وأولاد ... ومن الناس من يحب الموت ويطمح للوصول إليه وهؤلاء أربعة : الناس الذين يعتبرون أن الموت يضع نهاية لآلامهم النفسية والحياتية ... الناس الذين ينتحرون لسبب ما ... وهذا السبب يطرأ نتيجة لجهلهم وغباوتهم وحماقتهم .. أو أنهم ظُلموا بالسبب الذي ولد نتيجة مأساوية أودت بهم عن غير وعي إلى الانتحار وقتل أنفسهم ... الناس الذين يستشهدون من أجل قضية ( مثل كاميكاز اليبان , شهداء فلسطين ... ) , هؤلاء الذين حوت عقولهم على أفكار أمنوا بها وقدموا حياتهم على مذبحها ... الناس الذين يحبون الله حب أعمى ( مثل بعض المتصوفين ) وينتظرون بشوق لحظة انفصال روحهم عن أجسادهم ... معتبرين أن حياتهم هنا لا طعم لها إذ إن الغبطة والفرح بانتظارهم . هذا الموت كما أعرفه ... وكما سأعرفه ... فهل أنتم معي في هذا الموت !!! أبن الإنسان ... |