حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مزارات - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: مزارات (/showthread.php?tid=28673) |
مزارات - bassel - 05-16-2005 1 ـ كلمة المسعودي في حقّ قبور أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ هذا هو المسعودي الّذي توفّي عام (345هـ ) ، وقد أدرك خير القرون ، وولد في أواخره ـ إذا كان خير القرون هو القرون الثلاثة الأُولى ـ يقول : وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله مبيد الأُمم ومحيي الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله ـ عليهما السلام ـ سيّدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، وعليّ بن الحسين بن أبي طالب ، ومحمّد بن علي، وجعفر بن محمد(1) . 2 ـ كلمة ابن الجوزي : يقول ابن الجوزي : وهذا هو محمد بن أبي بكر التلمساني يصف المدينة الطيّبة وبقيع الغرقد في القرن الرابع بقوله : وقبر الحسن بن علي عن يمينك إذا خرجت من الدرب ترفع إليه قليلا ، عليه مكتوب : هذا قبر الحسن بن علي ، دفن إلى جنب أُمّه فاطمة رضي الله عنها وعنه(2) . 3 ـ كلمة الحافظ محمد بن محمود بن النجّار : يقول : والقبران (أي قبر العباس بن عبد المطلب، وقبر الحسن بن علي ومعه السجّاد والباقر والصادق ـ عليهم السلام ـ ) في قبّة كبيرة عالية قديمة البناء في أوّل البقيع ، وعليها بابان يفتح أحدهما في ــــــــــــــــــــــــــــ (1) مروج الذهب ومعادن الجوهر 2 : 288 . (2) مجلة العربي : العدد السادس سنة 1393هـ . -------------------------------------------------------------------------------- ( 35 ) كلّ يوم للزيارة رضي الله عنهم(1) . مزارات - bassel - 05-16-2005 ـ الرحّالة ابن جبير والأبنية على المشاهد : هذا هو أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الأندلسي الشاطبي ، أحد علماء الأندلس الأكابر في الفقه والحديث ، يحكي لنا في رحلته عن الأبنية الرفيعة والقباب العالية في المشاهد والمزارات المعروفة يومذاك للأنبياء والصالحين والنبيّ الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأهل بيته وصحابته والتابعين لهم بإحسان . فقد قام برحلات ثلاث ، أهمّها استغرقت أكثر من ثلاث سنوات ، حيث بدأها يوم الاثنين في التاسع عشر من شهر شوال سنة 578 هـ ، و ختمها في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر محرم سنة 581 هـ ، وقد وصف في هذه الرحلة ما مرّ به من مدن وما شاهد من عجائب البلدان . كما وعنى عناية خاصة بوصف النواحي الدينية والمساجد والمشاهد وقبور الأنبياء والأولياء وأهل البيت والصحابة والتابعين ، وصفاً دقيقاً ، يعرب عن أنّ هذه القباب والأبنية الرفيعة شُيّدت من قبل قرون تتّصل إلى عصر الصحابة والتابعين . ولم يكن يومذاك أيُّ معترض على بنائها فوق قبور هؤلاء ، ولم يدر بِخَلَدِ أحد أنّ هذه القباب والأبنية ستبعدنا عن التوحيد ، بل كانوا يتبرّكون بهذا العمل ويبدون ما في مشاعرهم من ودّ وحبّ لأصحابها . وكان التبرّك والتقبيل سنّة رائجة بين المسلمين ، وهم لم يكونوا يقبّلون باباً ويتبرّكون بجدار ، بل يتبرّكون بمن حوتهم ، على حدّ قول مجنون بني عامر : أمرُّ على الديار ديار ليلى * أُقبِّل ذا الجدار وذا الجدارا وما حبّ الديار شغفن قلبي * ولكن حبّ من سكن الديارا ــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخبار مدينة الرسول : 153 تحقيق صالح محمد جمال ـ ط . مكة المكرمة سنة 1401هـ . -------------------------------------------------------------------------------- ( 36 ) وفيما يلي نشير بشكل مقتضب إلى مجمل كلامه : مشهد رأس الحسين بالقاهرة : يقول ابن جبير في ذكر مصر والقاهرة وبعض آثارها العجيبة : فأوّل ما نبدأ بذكره منها الآثار والمشاهد المباركة الّتي ببركتها يمسكها الله عزّ وجلّ ، فمن ذلك المشهد العظيم الشأن الّذي بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهما ، وهو في تابوت فضّة مدفون تحت الأرض قد بُنيَ عليه بنيان حفيل يقصر الوصف عنه ولا يحيط الإدراك به . . . . إلى أن يقول : ومن أعجب ما شاهدناه في دخولنا إلى هذا المسجد المبارك حجر موضوع في الجدار الّذي يستقبله الداخل ، شديد السواد والبصيص ، يصف الأشخاص كلّها ، كأنّه المرآة الهندية الحديثة الصقل . وشاهدنا من استلام الناس للقبر المبارك ، وإحداقهم به ، وانكبابهم عليه ، وتمسّحهم بالكسوة الّتي عليه ، وطوافهم حوله ، مزدحمين داعين باكين متوسّلين إلى الله سبحانه وتعالى ببركة التربة المقدّسة ، ومتضرّعين ما يذيب الأكباد ويصدع الجماد ، والأمر فيه أعظم ، ومرأى الحال أهول ، نفعنا الله ببركة ذلك المشهد الكريم(1) . مزارات - bassel - 05-16-2005 مشاهد الأنبياء وأهل البيت في مصر : يقول ابن جبير عن الجبّانة المعروفة بالقرافة : هي أيضاً إحدى عجائب الدنيا ، لِما تحتوي عليه من مشاهد الأنبياء صلوات الله عليهم ، وأهل البيت رضوان الله عليهم ، والصحابة والتابعين والعلماء والزهّاد والأولياء . . . فمنها قبر ابن النبي صالح ، وقبر روبيل بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليهم أجمعين ، وقبر آسية امرأة فرعون رضي الله عنها ، ومشاهد أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين; مشاهد أربعة عشر من الرجال ، وخمس من النساء(2) . إلى أن يقول : مشهد عليّ بن الحسين بن عليّ.. ، ومشهدان لابنَي جعفر بن محمد الصادق رضي ــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن جبير : ص18 ـ 19 ، ط . بيروت 1986 . (2) المصدر السابق . -------------------------------------------------------------------------------- ( 37 ) الله عنهم ، والقاسم بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد بن علي زين العابدين المذكور ، رضي الله عنهم ، ومشهدان لابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما ، ومشهد ابنه عبد الله بن القاسم .. ، ومشهد ابنه يحيى بن القاسم ، ومشهد عليّ بن عبد الله بن القاسم ، رضي الله عنهم ، ومشهد أخيه عيسى بن عبد الله ، رضي الله عنهما ، ومشهد يحيى بن الحسن بن زيد بن الحسن ، رضي الله عنهم ، ومشهد محمد بن عبد الله بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي ، رضي الله عنهم ، ومشهد جعفر بن محمد من ذريّة عليّ بن الحسين ، رضي الله عنهم . وأمّا عن النساء فيقول ابن جبير : مشهد السيّدة اُمّ كلثوم ابنة القاسم بن محمد ابن جعفر ، رضي الله عنهم ، ومشهد السيّدة زينب ابنة يحيى بن زيد بن علي بن الحسين ، رضي الله عنهم ، ومشهد أُمّ كلثوم ابنة محمد بن جعفر الصادق رضي الله عنهم ، ومشهد السيّدة أُمّ عبد الله بن القاسم بن محمد ، رضي الله عنهم(1) . مشاهد الصحابة في مصر : ويذكر أيضاً من المشاهد في قوله : مشهد معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد عقبة بن عامر الجهني حامل راية رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، مشهد صاحب بردة الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، مشهد أبي الحسن صائغ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، مشهد سارية الجبل ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، مشهد أولاده رضي الله عنهم ، مشهد أحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، مشهد أسماء ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، مشهد ابن الزبير بن العوام رضي الله عنهما ، مشهد عبد الله بن حذافة السهمي صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، مشهد ابن حليمة رضيع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ (2) مزارات - bassel - 05-16-2005 مشاهد الفقهاء الكبار في مصر : وعن مشاهد الأئمة العلماء الزهّاد يقول : مشهد الإمام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ ، وهو من المشاهد العظيمة احتفالا واتّساعاً ، وبُني بإزائه مدرسة لم يُعْمَر بهذه البلاد مثلها ، يخيّل لمن يطوف عليها أنّها بلد مستقل بذاته ، بإزائها الحمّام ، إلى غير ذلك من مرافقها ، والبناء فيها حتّى الساعة ، والنفقة عليها لا تُحصى ، تولّى ذلك بنفسه الشيخ الإمام الزاهد العالم المعروف بنجم الدين الحُبوشاني . وسلطان هذه الجهات صلاح الدين ، يسمح له بذلك كلّه ويقول : زد احتفالا وتأنّقاً وعلينا القيام بمؤونة ذلك كله ، فسبحان الّذي جعله صلاح دينه كاسمه(1) . ثمّ يذكر مشاهد أُخرى ويقول : مشهد المُزَنيّ صاحب الإمام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد أشهب صاحب مالك ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد عبد الرحمن بن القاسم صاحب مالك رضي الله عنهما ، مشهد أصبغ صاحب مالك رضي الله عنهما ، مشهد القاضي عبد الوهاب ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد عبد الله بن عبد الحكم ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم رضي الله عنهما ، مشهد الفقيه الواعظ الزاهد أبي الحسن الدينوري ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد بُنان العابد ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد الرجل الصالح العابد الزاهد المعروف بصاحب الإبريق ، وقصّته عجيبة في الكرامة ، مشهد أبي مُسلم الخَوْلاني ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد المرأة الصالحة المعروفة بالعيناء رضي الله عنها ، مشهد الروذباريّ ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد محمد بن مسعود بن محمد بن هارون الرّشيد المعروف بالسّبتي ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد الرجل الصالح مُقبل الحبشيّ ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد ذي النون ابن إبراهيم المصري ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد القاضي الأنباري ، قبر الناطق الّذي سُمع عند وضعه في لحده يقول : اللّهمّ أنزلني مُنزلا مباركاً وأنت خيرُ المنزلين ـ رضي الله عنه ـ ، مشهد العروس ولها أثر من الكرامة في حال جَلْوَتها على زوجها لم يُسمع أعجب منه ، مشهد الصامت الّذي يُحكى عنه أنّه لم يتكلّم أربعين سنة ، مشهد العصافيري ، مشهد عبد العزيز بن أحمد بن علي بن الحسن الخوارزمي ، مشهد الفقيه الواعظ الأفضل الجوهريّ ومشاهد أصحابه بإزائه رضي الله عنهم أجمعين ، مشهد شُقْران شيخ ذي النّون المصري ، مشهد الرجل الصالح المعروف بالأقطع المغربيّ ، مشهد المقرئ وَرْش ، مشهد الطبري ، مشهد شيبان ــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن جبير : ص18 ـ 19 ، ط . بيروت 1986 . -------------------------------------------------------------------------------- ( 39 ) الراعي . والمشاهد الكريمة بها أكثر من أن تُضبَط بالتقييد أو تتحصّل بالإحصاء ، وإنّما ذكرنا منها ما أمكنَتْنا مشاهدتهُ . وبقبلة القرافة المذكورة بسيط متّسع يُعرف بموضع قبور الشهداء ، وهم الذين استُشهدوا مع سارية رضي الله عن جميعهم ، والبسيط المذكور مُسنّم كلّه للعيان على مثال أسنِمة القبور دون بناء(1) . مزارات - bassel - 05-16-2005 القباب الرفيعة لأهل البيت في مكّة المكرّمة : وعن مشاهد مكّة المكرّمة يقول ابن جبير : فمن مشاهدها الّتي عاينّاها قبّة الوحي; وهي في دار خديجة أُمّ المؤمنين رضي الله عنها ، وبها كان ابتناء النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بها ، وقبّة صغيرة أيضاً في الدار المذكورة فيها كان مولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، وفيها أيضاً ولدت سيديّ شباب أهل الجنّة; الحسن والحسين رضي الله عنهما ، وهذه المواضع المقدّسة المذكورة مغلقة مصونة قد بنيت بناءً يليق بمثلها . ومن مشاهدها الكريمة أيضاً مولد النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، والتربة الطاهرة الّتي هي أوّل تربة مسّت جسمه الطاهر بُني عليها مسجد لم يُر أحفل بناءً منه ، أكثره ذهب منزّل به ، والموضع المقدّس الّذي سقط فيه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ساعة الولادة السعيدة المباركة الّتي جعلها الله رحمةً للأُمّة أجمعين محفوف بالفضة . ثمّ يعد بعض المشاهد فيقول : دار الخيزران; وهي الدار الّتي كان النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يعبد الله فيها سراً مع الطائفة الكريمة المبادرة للإسلام من أصحابه رضي الله عنهم... دار أبي بكر الصديق . . . قبّة بين الصفا والمروة تنسب ــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن جبير : ص21 ـ 22 ، ط . بيروت 1986 . -------------------------------------------------------------------------------- ( 40 ) لعمر ابن الخطاب . . .(1) يقول ابن جبير : دخلنا مولد النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وهو مسجد حفيل البنيان وكان داراً لعبد الله بن عبد المطلب . . . إلى أن يقول : وعلى مقربة منه أيضاً مسجد عليه مكتوب : هذا المسجد هو مولد عليّ بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ، وفيه تربّى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وكان داراً لأبي طالب عمّ النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وكافله(2) . المشاهد المكرّمة ببقيع الغرقد : وفي ذكر المشاهد المكرّمة ببقيع الغرقد يقول ابن جبير : فأوّل ما نذكر من ذلك مسجد حمزة ـ رضي الله عنه ـ ، وهو بقِبْلَي الجبل المذكور ، والجبل جوفيّ المدينة ، وهو على مقدار ثلاثة أميال ، وعلى قبره ـ رضي الله عنه ـ مسجد مبنيّ ، والقبر برحبة جوفي المسجد ، والشهداء رضي الله عنهم بإزائه . . . وحول الشهداء تربة حمراء هي التربة الّتي تنسب إلى حمزة ويتبرّك الناس بها . وبقيع الغرقد شرقي المدينة ، تخرج إليه على باب يعرف بباب البقيع ، وأوّل ما تلقى عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد صفيّة عمّة النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُمّ الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ ، وأمام هذه التربة قبر مالك بن أنس الإمام المدني ـ رضي الله عنه ـ وعليه قبّة صغيرة مختصرة البناء ، وأمامه قبر السلالة الطاهرة إبراهيم ابن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وعليه قبّة بيضاء ، وعلى اليمين منها تربة ابن لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ اسمه عبد الرحمن الأوسط ، وهو المعروف بأبي شَحْمة ، وهو الّذي جَلَده أبوه الحدّ ، فمرض ومات ، رضي الله عنهما ، وبإزائها قبر عقيل بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، وعبد الله بن جعفر الطيار ـ رضي الله عنه ـ ، وبإزائهم روضة فيها أزواج النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وبإزائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، ويليها روضة العبّاس بن عبد المطّلب والحسن بن علي رضي الله عنهما ، وهي قبّة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه ، ورأس الحسن إلى رجلي العبّاس رضي الله عنهما ، وقبراهما مرتفعان عن الأرض متّسعان مُغشّيان بألواح ملصقة أبدَع إلصاق ، مرصّعة بصفائح الصُّفْر ، ومكوكَبة بمساميره على أبدع صفة وأجمل منظر ، وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم ابن النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، ويلي هذه القبّة العبّاسيّة بيت يُنسَب ــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن جبير : ص81 ـ 82 ، ط . بيروت 1986 . (2) لا يخفى على ذي بصيرة أن ولادة أمير المؤمنين عليّ ـ عليه السلام ـ انّما كانت في جوف الكعبة المشرّفة ، وهو من الشهرة والشيوع بحيث لا يحتاج إلى ذكر مصادره . مزارات - bassel - 05-16-2005 ( 41 ) لفاطمة بنت الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، ويعرف ببيت الحُزن ، يقال : إنّه الّذي أوت إليه والتزمت فيه الحزن على موت أبيها المصطفى ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وفي آخر البقيع قبر عثمان الشهيد المظلوم ذي النّورين ـ رضي الله عنه ـ ، وعليه قبّة صغيرة مختصرة ، وعلى مقربة منه مشهد فاطمة ابنة أسد أُمّ عليّ رضي الله عنها وعن بنيها . ومشاهد هذا البقيع أكثر من أن تُحصى; لأنّه مدفن الجمهور الأعظم من الصحابة المهاجرين والأنصار ، رضي الله عنهم أجمعين ، وعلى قبر فاطمة المذكورة مكتوب : ما ضمّ قبر أحد كفاطمة بنت أسد رضي الله عنها وعن بنيها(1) . ــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن جبير : ص154 ـ 156 ، ط . بيروت 1986 . مزارات - bassel - 05-16-2005 مشاهد الكوفة : ويقول ابن جبير عن مسجد الكوفة : وبهذا الجامع المكرّم آثار كريمة : فمنها بيت بإزاء المحراب عن يمين المستقبل القبلة ، يقال : إنّه كان مصلّى إبراهيم الخليل ، وعليه ستر أسود صوناً له ، ومنه خرج الخطيب لابساً ثيابَ السواد للخطبة ، فالناس يزدحمون على هذا الموضع المبارك للصلاة فيه ، وعلى مقربة منه ممّا يلي الجانب الأيمن من القبلة ، محراب محلّق عليه بأعواد الساج مرتفع عن صحن البلاط كأنّه مسجد صغير ، وهو محراب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، وفي ذلك الموضع ضربه الشقيّ اللعين عبد الرحمن ابن ملجم بالسيف ، فالناس يصلّون فيه باكين داعين ، وفي الزاوية من آخر هذا البلاط القبليّ ، المتّصل بآخر البلاط الغربيّ ، شبيه مسجد صغير محلّق عليه أيضاً بأعواد الساج ، هو موضع مَفار التنّور الّذي كان آيةً لنوح ـ عليه السلام ـ ، وفي ظهره ، خارج المسجد ، بيته الّذي كان فيه ، وفي ظهره بيت آخر يقال إنّه كان متعبَّد إدريس ـ عليه السلام ـ ، ويتّصل بهما فضاء متّصل بالجدار القبلي من المسجد ، يقال إنّه مُنشأ السفينة ، ومع آخر هذا الفضاء دار عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، والبيت الّذي غسل فيه ، ويتّصل به بيت يُقال إنّه كان بيت ابنة نوح ـ عليه السلام ـ . وهذه الآثار الكريمة تلقّيناها من ألسنة أشياخ من أهل البلد فأثبتناها حسبما نقلوها إلينا ، والله أعلم بصحّة ذلك كلّه . وفي الجهة الشرقيّة من الجامع بيت صغير يُصعَد إليه فيه قبر مسلم بن عقيل بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، وفي غربي المدينة على مقدار فرسخ منها المشهد الشهير الشأن المنسوب لعليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، وحيث بركت ناقته وهو محمول عليها مسجّى ميتاً على ما يُذكر ، ويقال : إنّ قبره فيه(1) . ــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن جبير : 168 ـ 169 ، ط . بيروت 1986 . -------------------------------------------------------------------------------- ( 43 ) قبور العلماء والأولياء المشيّدة ببغداد : يقول ابن جبير : وبإحدى هذه المحلاّت قبر معروف الكَرخي ، وهو رجل من الصالحين مشهور الذكر في الأولياء ، وفي الطريق إلى باب البصرة مشهد حفيل البنيان داخله قبر متّسع السّنام ، عليه مكتوب : هذا قبر عَون ومَعين ، من أولاد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، وفي الجانب الغربي أيضاً قبر موسى بن جعفر ، رضي الله عنهما . إلى مشاهد كثيرة ممّن لم تحضرنا تسميتُه من الأولياء والصالحين والسلف الكريم ، رضي الله عن جميعهم . وبأعلى الشرقيّة خارج البلد محلّة كبيرة بإزاء محلّة الرّصافة ، وبالرصافة كان باب الطّاق المشهور على الشطّ ، وفي تلك المحلّة مشهد حفيل البنيان; له قبّة بيضاء سامية في الهواء; فيه قبر الإمام أبي حنيفة ـ رضي الله عنه ـ ، وبه تعرف المحلّة ، وبالقرب من تلك المحلّة قبر الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ ، وفي تلك الجهة أيضاً قبر أبي بكر الشبلي (رحمه الله) ، وقبر الحسين بن منصور الحلاّج ، وببغداد من قبور الصالحين كثير ، رضي الله عنهم(1) . مزارات - bassel - 05-16-2005 المشاهد المكرّمة والآثار المعظّمة في الشام : يقول ابن جبير : فأوّلها مشهد رأس يحيى بن زكرياء ـ عليه السلام ـ ، وهو مدفون بالجامع المكرّم في البلاط القبلي قبالة الركن الأيمن من المقصورة الصحابيّة(2) ، رضي الله عنهم ، وعليه تابوت خشب معترض من الأُسطوانة ، وفوقه قنديل كأنّه من بلّور مجوّف ، كأنّه القدح الكبير ، لا يُدرى أمن زجاج عراقيّ أم صُوريّ هو أم من غير ذلك . ومولد إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم وعلى نبيّنا الكريم ، وهو بصفح جبل قاسيون عند قرية ــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن جبير : 168 ـ 169 ، ط . بيروت 1986 . (2) هي أول مقصورة وضعت في الإسلام وضعها معاوية بن أبي سفيان . -------------------------------------------------------------------------------- ( 44 ) تُعرف بِبَرْزَة; وهي من أجمل القرى ، وهذا الجبل مشهور بالبركة في القديم لأنّه مصعد الأنبياء ، صلوات الله عليهم ، ومطلعهم ، وهو في الجهة الشماليّة من البلد وعلى مقدار فرسخ ، وهذا المولد المبارك غار مستطيل ضيّق ، وقد بُني عليه مسجد كبير مرتفع مُقسّم على مساجد كثيرة كالغُرف المطلّة ، وعليه صومعة عالية ، ومن ذلك الغار رأى ـ عليه السلام ـ الكوكب ثمّ القمر ثمّ الشمس ، حسبما ذكره الله تعالى في كتابه عزّ وجلّ(1) ، وفي ظهر الغار مقامه الّذي كان يخرج إليه ، وهذا كلّه ذكره الحافظ محدّث الشام أبو القاسم بن هبة الله بن عساكر الدمشقي في تاريخه في أخبار دمشق ، وهو ينوف على مائة مجلّد . وذكر أيضاً أنّ بين باب الفراديس ، وهو أحد أبواب البلد ، وفي الجهة الشماليّة من الجامع المبارك ، على مقربة منه إلى جبل قاسيون ، مدفن سبعين ألف نبي ، وقيل : سبعون ألف شهيد ، وأنّ الأنبياء المدفونين به سبعمائة نبيّ ، والله أعلم . وخارج هذا البلد الجبّانة العتيقة ، وهي مدفن الأنبياء والصالحين ، وبركتها شهيرة ، وفي طرفها ممّا يلي البساتين وَهْدَة من الأرض متّصلة بالجبّانة ، ذُكر أنّها مدفن سبعين نبيّاً ، وعصمها الله ونزّهها من أن يُدفن فيها أحد ، والقبور محيطة بها ، وهي لا تخلو من الماء حتّى عادت قرارة له ، كلّ ذلك تنزيه من الله تعالى لها . وبجبل قاسيون أيضاً لجهة الغرب ، على مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك ، مغارة تعرف بمغارة الدم; لأنّ فوقها في الجبل دم هابيل قتيل أخيه قابيل ابني آدم ـ عليه السلام ـ ، يتّصل من نحو نصف الجبل إلى المغارة ، وقد أبقى الله منه في الجبل آثاراً حُمراً في الحجارة تُحك فتستَحيل ، وهي كالطريق في الجبل ، وتنقطع عند المغارة ، وليس يوجد في النصف الأعلى من المغارة آثار تشبهها ، فكان يقال : إنّها لون حجارة الجبل ، وإنّما هي من الموضع الّذي جرّ منه القاتل لأخيه حيث قتله حتّى انتهى إلى المغارة; وهي من آيات الله تعالى ، وآياته لا تُحصى . وقرأنا في تاريخ ابن المعلّى الأسدي أنّ تلك المغارة صلّى فيها إبراهيم وموسى وعيسى ولوط وأيوب ، عليهم وعلى نبيّنا الكريم أفضل الصلاة والسلام . ــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأنعام : 76 ـ 78 . -------------------------------------------------------------------------------- ( 45 ) وعليها مسجد قد أُتقن بناؤه ، ويُصعد إليه على أدراج ، وهو كالغرفة المستديرة ، وحولها أعواد مشرجبة مطيفة بها ، وبه بيوت ومرافق للسكنى ، وهو يفتح كلّ يوم خميس ، والسُّرُج من الشمع والفتائل تَقِد في المغارة ، وهي متّسعة . وفي أعلى الجبل كهف منسوب لآدم ـ عليه السلام ـ ، وعليه بناء ، وهو موضع مبارك ، وتحته في حضيض الجبل مغارة تعرف بمغارة الجُوع ، ذُكر أنّ سبعين نبيّاً ماتوا فيها جوعاً ، وكان عندهم رغيف ، فلم يزل كلّ واحد منهم يؤثر به صاحبه ويدور عليه من يد إلى يد ، حتّى لحقتهم المنيّة ، صلوات الله عليهم . وعلى هذه المغارة أيضاً مسجد مبنيّ ، وأبصرنا فيه السُّرُج تَقِد نهاراً . ولكلّ مشهد من هذه المشاهد أوقاف معيّنة من بساتين وأرض بيضاء ورباع ، حتّى إنّ البلد تكاد الأوقاف تستغرق جميع ما فيه . وكلّ مسجد يُستحدث بناؤه أو مدرسة أو خانقة يُعيّن لها السلطان أوقافاً تقوم بها وبساكنيها والملتزمين لها ، وهذه أيضاً من المفاخر المخلّدة . ومن النساء الخواتين ذوات الأقدار من تأمر ببناء مسجد أو رباط أو مدرسة وتُنفِق فيها الأموال الواسعة وتعيّن لها من مالها الأوقاف . ومن الأُمراء من يفعل مثل ذلك ، لهم في هذه الطريقة المباركة مُسارعة مشكورة عند الله عزّ وجلّ . وبآخر هذا الجبل المذكور ، في آخر البسيط البستاني الغربي من هذا البلد ، الربوة المباركة المذكورة في كتاب الله تعالى ، مأوى المسيح وأُمّه ، صلوات الله عليهما ، وهي من أبدع مناظر الدنيا حسناً وجمالا وإشراقاً ، وإتقان بناء واحتفال تشييد وشرف وضع ، هي كالقصر المشيّد ، ويُصعَد إليها على أدراج ، والمأوى المبارك منها مغارة صغيرة في وسطها ، وهي كالبيت الصغير ، وبإزائها بيت يقال : إنّه مصلّى الخضر ـ عليه السلام ـ ، فيبادر الناس للصلاة بهذين الموضعين المباركين ، ولا سيّما المأوى المبارك ، وله باب حديد صغير ينغلق دونه ، والمسجد يطيف بها ، ولها شوارع دائرة ، وفيها مزارات - bassel - 05-16-2005 سقاية لم يُرَ أحسن منها ، قد سِيقَ إليها الماء من علوّ ، وماؤها ينصبّ على شاذَرْوان(1) في الجدار متّصل بحوض من رخام يقع الماء فيه ، لم يُرَ أحسن من منظره ، وخلف ذلك مطاهر يجري الماء في كلّ بيت منها ويستدير بالجانب المتّصل بجدار الشاذروان . وهذه الربوة المباركة رأس بساتين البلد ومَقْسِم مائه ، ينقسم فيها الماء على سبعة أنهار ، يأخذ كلّ نهر طريقه ، وأكبر هذه الأنهار نهر يُعرف بثوار ، وهو يشقّ تحت الربوة ، وقد نُقِر له في الحجر الصلد أسفلها حتّى انفتح له متسرّب واسع كالغار ، وربّما انغمس الجَسُور من سُبّاح الصبيان أو الرجال من أعلى الربوة في النهر واندفع تحت الماء حتّى يشقّ متسرّبه تحت الربوة ويخرج أسفلها ، وهي مخاطرة كبيرة . ويُشرَف من هذه الربوة على جميع البساتين الغربية من البلد ، ولا إشراف كإشرافها حسناً وجمالا واتّساعَ مسرح للأبصار ، وتحتها تلك الأنهار السبعة تتسرّب وتسيح في طرق شتّى ، فتحار الأبصار في حسن اجتماعها وافتراقها واندفاع انصبابها ، وشرفُ موضوع هذه الربوة ومجموع حسنها أعظم من أن يحيط به وصف واصف في غلوّ مدحه ، وشأنها في موضوعات الدّنيا الشريفة خطير كبير(2) . ومن أحفل هذه المشاهد مشهد منسوب لعليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، قد بُني عليه مسجد حفيل رائق البناء ، وبإزائه بستان كلّه نارنج ، والماء يطرد فيه من سقاية معيّنة ، والمسجد كلّه ستور معلّقة في جوانبه صغار وكبار . ومن المشاهد المكرّمة مشهد سعد بن عُبادة رئيس الخزرج ، صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وهو بقرية تعرف بالمَنِيحة شرقي البلد وعلى مقدار أربعة أميال منه ، وعلى قبره مسجد صغير حسن البناء ، والقبر في وسطه ، وعند رأسه مكتوب : هذا قبر سعد بن عبادة رأس الخزرج ، صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ . ومن مشاهد أهل البيت رضي الله عنهم : مشهد أُمّ كلثوم ابنة عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنهما ، ــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشاذروان : حائط صغير بجوار الجدار الأصلي لتقويته . (2) المصدر السابق : ص221 ـ 224 . مزارات - bassel - 05-16-2005 ويقال لها زينب الصغرى ، وأُمّ كلثوم كنية أوقعها عليها النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، لشبهها بابنته أُمّ كلثوم ، رضي الله عنها ، والله أعلم بذلك ، ومشهدها الكريم بقرية قبليّ البلد تعرف بـ «راوية» على مقدار فرسخ ، وعليه مسجد كبير ، وخارجه مساكن ، وله أوقاف ، وأهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الستّ أُمّ كلثوم ، مشَينا إليه وبتنا به وتبرّكنا برؤيته ، نفعنا الله بذلك . وبالجبّانة الّتي بغربي البلد ، من قبور أهل البيت كثير ، رضي الله عنهم ، منها قبران عليهما مسجد يقال إنّهما من ولد الحسن والحسين ، رضي الله عنهما ، ومسجد آخر فيه قبر يقال إنّه لسكينة بنت الحسين ، رضي الله عنهما ، أو لعلّها سُكينة أُخرى من أهل البيت . ومن المشاهد أيضاً قبر بجامع النَيْرب ، في بيت بالجهة الشرقيّة منه ، يقال إنّه لأُمّ مريم ، رضي الله عنها . وبقرية داريّة قبر أبي مسلم الخولاني ـ رضي الله عنه ـ ، وعليه قبّة هي علامة القبر ، وبها أيضاً قبر أبي سليمان الداراني ـ رضي الله عنه ـ . وبين هذه القرية وبين البلد مقدار أربعة أميال ، وهي لجهة الغرب منه . ومن المشاهد الكريمة الّتي لم نعاينها ووصفت لنا قبرا شيث ونوح ـ عليهما السلام ـ ، وهما بالبِقاع ، وهي على يومين من البلد ، وحدّثنا من ذَرَع قبر شيث فألفى فيه أربعين باعاً ، وفي قبر نوح ثلاثين ، وبإزاء قبر نوح قبر ابنة له ، وعلى هذه القبور بناء ، ولها أوقاف كثيرة ، ولها قيّم يلتزمها . ومن المشاهد المباركة أيضاً ، بالجبّانة الغربيّة وبمقربة من باب الجابية ، قبر أُويس القرني ـ رضي الله عنه ـ ، وقبور خلفاء بني أُمية ، يقال : إنّها بإزاء باب الصغير بمقربة من الجبّانة المذكورة ، وعليها اليوم بناء يُسكَن فيه . والمشاهد المباركة في هذه البلدة أكثر من أن تنضبط بالتقييد ، وإنّما رُسِم من ذلك ما هو مشهور ومعلوم . ومن المشاهد الشهيرة أيضاً مسجد الأقدام ، وهو على مقدار ميلين من البلد ممّا يلي القبلة على قارعة الطريق الأعظم الآخذ إلى بلاد الحجاز والساحل وديار مصر ، وفي هذا المسجد بيت صغير فيه |