نادي الفكر العربي
وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! (/showthread.php?tid=28782)



وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! - skeptic - 05-14-2005

[CENTER]يقول شوقي بغدادي :



اعتذار غير متأخر



في غابتي
وأنا أفتش عن غزالي
هبت روائحه
ومن؟ كل الجهات أتت
وحين عجزت أنجدني خيالي
أبصرته يرعى
وحين لمسته فر الحرير
وذاب لحم خائف
فقنعت أن أصابعي مسحورة أبدا
بغمز رشاقة هربت
وذوب نعومة غاضت
وطيف جمال
***
في الليل
غيرت الفراش فلم أنم
فسكوت من أرق جميل كان يلهمني
ولم أعبأ بما في الليل
من طرق ومن ترحال
حاصرت نفسي بالظلام وبالعمى
وغفلت عن قبس أضاء خيالي
وعن الذين تجمعوا لمسرتي
وأنا أبادلهم بسخف مطالي
حتى إذا غبر الزمان وجدتني
لا أستعيد سواهم في بالي
ومن الليالي كلها لم يبق لي
إلا مجالسهم
وبضع ليالي
***
في الحب
لم أبحث عن امرأة
إذا لاقيتها يوما إذن لعرفتها
حتى إذا صادفتها لم أنتبه
فنسبتها لسواي
ثم فقدتها
لفقت أحيانا عيوبا
لم تكن فيها
وحين محوتها أكدتها
ومحاسنا أوهمتها فتشكلت
حتى إذا أنجزتها صدقتها
[B]وبكيت حتى ظن أني عاشق
وهي الدموع جميلة
فعشقتها
آه على دنيا كسرت زجاجها جهلا
ولو خيرت لاسترجعتها
وبنيت من ذاك الحطام مدينة
أو قرية
أو غرفة
وسكنتها

واليوم كل سعادتي في دمية
لا تستجيب
فكيف لو حركتها
والآن، في كل المآدب
في المعارض
في البساتين الثرية
لا أقارن بين فاكهة وفاكهة
إذا اتفقت مواسمها جميعا
واذا عشقت
فلا أسوغ شهوتي
أو عفتي
وإذا امتنعت فلن أجوعا
جسدي ذكي
حين أطلقه يحذرني سريعا
والعقل.. آه منه..
ما أذكاه منطلقا
وما أغباه هيابا جزوعا!
***
فلأعتذر للفجر
لم أنهض على إيقاعه
متجددا، متحولا
والشمس تولد
لم أكن في حفلة الميلاد
طائرها الخفيف الأولا
ولديمة لم أمش تحت رذاذها
متمهلا
ولكل عصفور تبلل
فاحتمى بنوافذ أغلقتها
ولكل أنثى شيّخت قابلتها
لم أعترف بشبابها الباقي
ولا جمّلتها
ولأطلب الغفران
من عشب طري لم أقبله
ومن نبع سخي لم أمجده
ومن طفل وحيد لم ألاعبه
ومن فرخ صأى في عشه ذعرا
ولم أصبح له أما
ومن أغراس لوز
شدها من شعرها وحش
ولم أضرب على يده
ومن بلد أمين
يستبد به
ولم أقرع له جرسا
فهل فات الأوان على اعتذاري؟
أم أن في صلب الحكاية
أن أضل وأهتدي
فأرى الهزيمة في انتصاري
وأرى انتصاري في انكساري
هي فوق إدراكي.. بلى..
لكنني من دون أن أدري
شريك في الحوار
وأنا الذي أضع التفاصيل الصغيرة
والجميلة
في كتاب الانتظار..


[/CENTER]


وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! - coco - 05-28-2005

سوف أحلل الناحية العروضية في هذه القصيدة في مكان آخر وهو شريط دروس بالمجان في الأوزان لصاحبه كوكو فأرجو أن تسمح لي الزميلة بإلقاء الضوء علي القصيدة من الناحية الفنية في هذا الشريط
ورغم اللغط الذي أثير حول الشاعر مؤخرا بسبب بعض العبارات التي قالها في قناة الحرة , إلا أنني سوف أتأمل القصيدة من الناحية الجمالية ربما لأنها تتقاطع مع بعض الجوانب من حياتي الشخصية


أولا: يجب أن نلاحظ الناحية المعمارية في القصيدة . الثلاثة مقاطع الأولي تبدأ بكلمة في , في غابتي , في الليل , في الحب وكأنهما ثلاث مناطق أو ثلاث رؤي يريد الشاعر أن يرينا ما حدث له فيهم من تجربة تستوجب الاعتذار المقطع الرابع وهو الذي يحمل عنوان القصيدة هو الاعتذار ومجيئه بعد ورود تجربته في المناطق الثلاث يشير رغم تعدد ما يعتذر منه الشاعر في هذا المقطع أن تلك المحطات الثلاث كانت هي صلب تجربته في الحياة


المقطع الأول يتحدث عن الرؤية الجمالية والثاني يتحدث عن الآخر وعلاقة الشاعر به والثالث يتحدث عن الحب والمرأة ولو نظرنا في المقاطع الثلاثة الأولي متأملين فيما حدث من الشاعر وللشاعر لرأينا أن الشاعر يعدد لنا المناطق التي لم ينتبه فيها وكان غافلا ولم يبك علي ما فقده فيها وكان في متناول يده بسبب استهانته أو تسرعه أو ربما بسبب عدم نضوجه النضج الكافي لكي يفهم ويقدر ما هو في متناوله وربما بسبب الصراع
الذي كان ينشب في نفسه بين الإرادة والخوف


في المقطع الأول نري ذلك الغزال ( الرؤية الجمالية / القصيدة / الحقيقة/ الحرية ) أطلق عليه ما تشاء واذهب في فهمه ما تشاء فهو الغزال بكل ما يحمله من صفات تراه فيه الذات ما تحلم به من قيم عظيمة في هذه الحياة
الشاعر يبحث عن ذلك الغزال وحين يتراءى له الغزال ويتجسد بين يديه ويبدأ في تلمسه يتلاشي من بين يديه كأي غزال ينفر من الصيد ويطلب منا الجهد فهو ليس سهل المنال فماذا فعل الشاعر ؟ لقد قنع بتلك اللحظة المتوهجة لحظة القبض والانفلات لم يعر اهتماما لما كان يجب أن يمارسه من جهد في سبيل القبض علي ذلك الصيد أبدا وأن يستحوذ عليه واكتفي ببعض القشور التي لا تسمن ولا تغني من جوع التي اعتقد في وقتها أنها هي الكنز الثمين


في المقطع الثاني يتحدث الشاعر عن خيبة أخري
في الليل حيث التوهج والوصال مع من نحب نري الشاعر يلقاهم بالصدود والتجاهل وهم الذين كانوا يريدون له البهجة والمسرة , لماذا ؟ لأنه كان مشغولا بذاته وكان الآخرون أشباحا بالنسبة له لا نصيب لهم منه إلا الجفوة لم يلتفت إلي ما سوف يوفرون له من مشاركة وحميمية ربما تنقذه من تلك الأنانية التي تستولي عليه ومن رؤاه الذاتية التي لم تنفعه , الآخر هو عماد حياتنا والإصغاء إليه والتعلق به هو سر وجودنا وفي النهاية , الآن ماذا يفيد البكاء عليهم , لقد أضحوا مجرد ذكريات يمضغها الشاعر في صمت ربما وجد فيها العزاء


في المقطع الثالث نري الخيبة الثالثة التي مني بها الشاعر , في هذه المرة في الحب وعلاقته مع المرأة أنها هذه المرة مليئة بالمتناقضات والتشابك والجدل , في البداية لم يقصد للبحث عن المرأة التي تحمل تلك الصفات التي يتمناها في المرأة , لم يبذل الجهد وترك الأمر لمحض الصدفة, وإذا وجدها وبتلك الصفات المحددة لم ينتبه لها
بل أنه استهانة بالأمر كان يقنع نفسه أن تلك المرأة ليست له بل لآخر و ليست فيها تلك الصفات التي اصطنعها في الحبيبة وأخذ ينسب إليها عيوبا ليست فيها وما كل ذلك إلا غباء منه ثم ويا للأسي يبدأ في رسم صور موهومة ويعتقد أنها هي الحقيقية وراح إلي عالم نستعذبه أحيانا من العشق الزائف حين تستولي علينا العواطف التي لا حقيقة لها في الخارج وإنما هي من صنع الذات الغافلة الجاهلة ماذا يفيد الندم علي ما ذهب وولي بدون عودة غاية أماني الشاعر أن يستعيد تلك البقايا وأن يظل ساكنا فيها وماذا بقي له الآن كل النساء تتشابه لأنه فقد القدرة علي الحب وعلي الاختيار ولم يعد يشغله أن يكون في علاقة جسدية مع امرأة أو لا يكون صراع بين العقل والإرادة والجسد لا ينتهي


في المقطع الرابع يقدم الشاعر اعتذاره لكل ما سبق وأمور أخري يسردها لنا في هذا المقطع لماذا لم ينتنه للجمال الذي يملأ العالم لماذا لم يعانق العالم ويتداخل فيه لماذا لم يتفاعل مع المرأة لماذا لم يحنو علي المفردات الضعيفة ولم يشملها بحمايته لماذا لم تكن له الشجاعة الكافية لمواجهة الظلم السياسي والاجتماعي
كيف تجاهل كل هؤلاء ؟ ولماذا ؟

لأتركه يسرد لكم



1 -
فلأعتذر للفجر
لم أنهض على إيقاعه
متجددا، متحولا
والشمس تولد
لم أكن في حفلة الميلاد
طائرها الخفيف الأولا

2 -
ولديمة لم أمش تحت رذاذها
متمهلا

3 -
ولكل عصفور تبلل
فاحتمى بنوافذ أغلقتها

4 -
ولكل أنثى شيّخت قابلتها
لم أعترف بشبابها الباقي
ولا جمّلتها

5 – 6- 7 – 8 – 9 – 10 -
ولأطلب الغفران
من عشب طري لم أقبله
ومن نبع سخي لم أمجده
ومن طفل وحيد لم ألاعبه
ومن فرخ صأى في عشه ذعرا
ولم أصبح له أما
ومن أغراس لوز
شدها من شعرها وحش
ولم أضرب على يده
ومن بلد أمين
يستبد به
ولم أقرع له جرسا


إذن لم تكن المقاطع الثلاثة الأولي هي كل ما سوف يعتذر منه فكم تجاهل وكم جبن

وفي النهاية يتسائل الشاعر هل فات أوان الاعتذار أم أن هناك اعتذارا آخر يمكن أن يقدمه وهو أنه إذا كان قد ضل فقد اهتدي الآن وربما كانت القضية أكبر من الضلال والهدي أن هناك اشتباكا خفيا بين الهزائم والانتصارات كان هو الطرف فيها كإنسان وشاعر


فهل فات الأوان على اعتذاري؟
أم أن في صلب الحكاية
أن أضل وأهتدي
فأرى الهزيمة في انتصاري
وأرى انتصاري في انكساري
هي فوق إدراكي.. بلى..
لكنني من دون أن أدري
شريك في الحوار
وأنا الذي أضع التفاصيل الصغيرة
والجميلة
في كتاب الانتظار..


ربما أعود لأحاول تلمس كيف صاغ الشاعر تلك التجربة صياغة فنية جعلت القصيدة كما نقرأها



كوكو












وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! - skeptic - 05-28-2005

اقتباس:coco   كتب/كتبت  
سوف  أحلل الناحية العروضية في هذه القصيدة في مكان آخر وهو شريط دروس بالمجان في الأوزان لصاحبه كوكو فأرجو أن تسمح لي الزميلة بإلقاء الضوء علي القصيدة من الناحية الفنية في هذا الشريط
ورغم اللغط الذي أثير حول الشاعر مؤخرا بسبب بعض العبارات التي قالها في قناة الحرة , إلا أنني سوف أتأمل القصيدة من الناحية الجمالية ربما لأنها تتقاطع مع بعض الجوانب من حياتي الشخصية

يا حول الله!!

زمن ما لوش أمان فعلآ...

ماذا فعل..؟ للأسف لا اعرف شيئآ عن برامج الحرة وماذا قد يكون صرح فيها؟ ولكن أقدر أن اخمن من اسم القناة ومما بين سطورك ان التصريحات مثيرة للجدل..على كل حال اعلن براءتي الان على رؤوس الأشهاد مما قاله إن تفضلت لاحقآ بنشره هنا حتى نتبين الغي من الرشد..

أمازحك طبعآ ولا اعرف للأسف حتى شكله, للأسف إعلامنا لا يلقي بالآ بالشعراء كثيرآ إلأ بمقدار ارتباطهم بوضع سياسي خلافي أ و سلطوي ما..

أحتفظ زميلنا الكريم بهذه القصيدة التي أحب من أربع سنوات تقريبآعلى دفتر قصاصات ,و نشرت في مجلة العربي كما اذكر .. وهي ايضآ عزيزة علي لناحية جمالية وإسقاطات شخصية!

اسمح لي أن ابدي إعجابي بقراءتك الجمالية لها ..أما عروضيآ فاصارحك اني أقرأك عندما تحلله, واعجب ايضآ , وإن كنت لا افهم !!

أسمح لك بإلقاء الضوء؟! بل أتسمح لنا أنت مشكورآ بأن نرى بعض الشذرات من القصائد وقد سلطت عليها من إشراق ذهنك فنراها أفضل...

لك خالص مودتي
:97:




وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! - coco - 05-30-2005

الزميلة الفاضلة / skeptic

تحياتي

أولا : شكرا لك لنقل تلك القصيدة الجميلة

ثانيا : بشأن اللغط الذي ثار حول الشاعر إليك الرابط

http://www.awu-dam.org/alesbouh%20802/919/.../isb919-002.htm

ثالثا : شكرا لك علي هذا الإطراء الذي لا أستحقه

رابعا : يبدو أنني معلم فاشل للعروض والأوزان و كان يجب أن أتناول الموضوع بطريقة أبسط من ذلك
وكثيرا ما سألت نفسي كيف تمكنت من استيعاب تلك المغاليق في مراحل حياتي المبكرة رغم أني
لست شاعرا
أرجو أن تعاودي النظر في الشريط وتنبهيني للمناطق التي تحتاج إلي التوسع في الشرح وسوف
أقوم بذلك مهما كلفني من جهد

دمت صديقة وأختا

:97: :97:
:97:


كوكو








وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! - coco - 06-01-2005

سوف أتعرض في هذه المداخلة لإحدى أدوات الصياغة في هذه القصيدة وهي التصوير
يستعمل الشاعر في هذه القصيدة صيغ كثيرة للتصوير منها الصورة الكلية والصورة الجزئية

بداية لو لاحظنا القصيدة لوجدناها مثل السمفونية المكونة من أربع حركات وتتفاوت الحركات
في السمفونية من ناحية السرعة و البطء أو الحيوية والتمهل وهكذا ولكنها تلتقي في أنها تنويع
علي لحن رئيسي أو لحنين
ولو لاحظنا حسبما سبق وأن حللت ناحية البناء الفني في القصيدة أن المقاطع الثلاث الأولي ما هي
إلا تنويع علي لحن واحد وهو محطات ما يعتذر عنه الشاعر ويأتي المقطع الرابع لكي يأتي بلحن ثان
ويضفر معه اللحن الأول ومع ذلك فيمكن أن نلمح هذا اللحن الثاني بين ثنايا المقاطع الثلاث الأولي
وأن كان خافتا ولكنه في المقطع الرابع يشتعل ويتوهج ويسيطر علي المقطع

في المقاطع الأول والثاني والثالث نجد الشاعر ينحو للتصوير عن طريق الصور الكلية وإن اختلفت
درجتها في كل مقطع كما وضحت بمثال السمفونية
ففي المقطع الأول صورة كلية تتآزر مجموعة من العناصر لتكوينها كلوحة تصوير هذه العناصر هي مجموعة من الألفاظ من بيئة لفظية واحدة ( غابتي , غزالي , يرعي , لحم , رشاقة ) وكذلك فإن الشاعر يتكأ علي حواس كثيرة لمحاولة تجسيم الصورة فيستعين بالشم ( هبت روائحه ) البصر ( أبصرته يرعي ) اللمس ( لمسته ) السمع ( غمز رشاقة ) لكي يجعل الصورة تصل المتلقي ليس عن طريق البصر وحده وإنما عن طريق الحواس الأخري بطريقة تجعلنا شهود عيان للمشهد أو مشاركين في إنتاج الصورة
ليس هذا فقط بل إن الحواس كما تشترك في إنتاج الصورة فإن الخيال يلعب دوره أيضا من ناحيتين
الأولي مباشرة حين يعجز الشاعر عن إيجاد الغزال الحقيقي فيستعين بالخيال لإنتاجه ( وحين عجزت
أنجدني خيالي ) والثانية غير مباشرة وهي تحطيم عناصر الصورة وإعادة إنتاجها مرة أخري ( فر الحرير ) بدلا من ( فر الغزال ) إن استبدال كلمة الغزال بالحرير فوق أنها صورة جزئية داخل الصورة الكلية فإنها ليست من البيئة اللفظية المتجاورة التي سبق توضيحها وكذلك فإن الصور الجزئية الكثيرة تتآزر داخل الصورة الكلية ( ذاب لحم خائف ) ( رشاقة هربت ) ( ذوب نعومة ) مثل اللوحة التي نجد فيها كثير من المفردات التصويرية ولها علاقة مع مضمون اللوحة الكلي سواء كنت هذه العلاقة واضحة أو خفية

إحدى وسائل التصوير الأخرى هي الصورة الجزئية ومثال لها ما نراه في المقطع الرابع وطريقة صياغة
هذه الصور بطريقة مكثفة وعدم وجود فواصل بينها بطريقة تجعل هذه الصور سريعة متلاحقة بحيث
أن المتلقي يكاد يلهث وراء الشاعر لملاحقته
فلأعتذر للفجر
لم أنهض على إيقاعه
متجددا، متحولا
والشمس تولد
لم أكن في حفلة الميلاد
طائرها الخفيف الأولا
ولديمة لم أمش تحت رذاذها
متمهلا
ولكل عصفور تبلل
فاحتمى بنوافذ أغلقتها
ولكل أنثى شيّخت قابلتها
لم أعترف بشبابها الباقي
ولا جمّلتها
ولأطلب الغفران
من عشب طري لم أقبله
ومن نبع سخي لم أمجده
ومن طفل وحيد لم ألاعبه
ومن فرخ صأى في عشه ذعرا
ولم أصبح له أما
ومن أغراس لوز
شدها من شعرها وحش
ولم أضرب على يده
ومن بلد أمين
يستبد به
ولم أقرع له جرسا

والشاعر هنا بتكثيفه كل صورة في سطر أو سطرين ثم الإتيان بصورة أخري يغرس في القارئ
تأكيدا لتلك النزعة التطهيرية التي يهدف لها في المضمون بتجسيمه ذلك شكليا من خلال هذا اللهاث
وراء تعداد الذنوب حتي إذا انتهي المقطع أحس المتلقي – بصفته مشارك في إنتاج الدلالة –
بأنه أفرغ شحنة هائلة مما يثقل علي النفس ويعذب الذات

القصيدة في النهاية ككل صورة للمثقف العربي بكل همومه وإشكالاته وهو يقف إزاء الكون والآخرين
والمجتمع والذات وتوضيح لمدي البؤس الذي يحيق به نتيجة عدم التواصل سواء بسبب عدم القدرة
أو الغباء أو الجهل أو التسرع أو الاستهانة أو الجبن إنها ( بورتريه ) لهذا المثقف الذي كان يجب أن
يكون ملتزما ولكنه لم يفعل فهل نعي نحن الدرس


كوكو









وهي الدموع جميلة ,فعشقتها !!!!!!! - skeptic - 06-07-2005

اقتباس:  coco   كتب/كتبت  
رابعا : يبدو أنني معلم فاشل للعروض والأوزان و كان يجب أن أتناول الموضوع بطريقة أبسط من ذلك
وكثيرا ما سألت نفسي كيف تمكنت من استيعاب تلك المغاليق في مراحل حياتي المبكرة رغم أني
لست شاعرا  
أرجو أن تعاودي النظر في الشريط وتنبهيني للمناطق التي تحتاج إلي التوسع في الشرح وسوف  
أقوم بذلك مهما كلفني من جهد  

كوكو  

 

بل دعني أعترف, أني أنا طالبة ميؤوس منها!, بل لم ولن أحاول الادعاء اني حاولت حتى التعلم..

أما أن يحرمني هذا من الاستمتاع والدهشة أمام جهدك الرائع وانت تخرج لآلء لغتنا من اصدافها... فهذا لم ولن يحدث..واقرأها بنفس الفضول والمتعة التي اشاهد بها برامج السفاري National Geography Channel, التي تكشف لي أسرار الطبيعةوالكائنات...

حتى أني فهمت ولأول مرة معنى التدوير!!!!, كما بينته بحذق وجمال في هذه القصيدة..

لك خالص مودتي واحترامي
:97: