حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
لماذا تتوجس الإنقاذ خيفة ً من لاهاى - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: لماذا تتوجس الإنقاذ خيفة ً من لاهاى (/showthread.php?tid=2893) |
لماذا تتوجس الإنقاذ خيفة ً من لاهاى - عبدالماجد موسى - 10-04-2008 لماذا تتوجس الإنقاذ خيفة ً من لاهاى
بعد صدور مذكرة أوكامبو فى يوليو الماضى بإعتقال الرئيس البشير كان الرد الإنقاذي متوقعاً من الجميع تقريباً ( إلا من أبَى ) ألا وهو رفض المذكرة برمتها وهي ساخنة حتى دون أن يأخذوا نفساً عميقاً لإمتصاص الصدمة الأولى من ناحية ولمزيد ٍ من التروى والعقلانية فى كيفية مواجهة الأزمة من ناحية ٍ أخرى ، هذا ناهيك عن بحثها أو مراجعتها حتى تأخذ الوسائل والوسائط والقنوات الدبلوماسية طريقها المهني لمعالجة الأزمة ، لأنه قد إتضح جلياً أن نملة ً صغيرة ً تستطيع أن تقض مضاجع الإنقاذ ( وتفوّر دمها ) وتقلب كيانها رأساً على عقب ، فمن تصريح ٍ إلى أن السودان ليس عضواً فى نظام روما ومروراً بإتهام أوكامبو بأن له أهدافاً سياسية حقيرة ( كما تقول الحكومة ) من مذكرته المأجورة تلك إلى الرفض المغلظ دون قسم هذه المرة سواءً من البشير أو غيره على عدم التعامل مع المحكمة الجنائية ومدعيها العام أوكامبو وعممت الأمر حولها وحواليها بهذه الصيغة ( نحن لن نتعامل مع المحكمة الجنائية ولا تعنينا قراراتها فى شىء لأن السودان ليس عضواً فيها .... وهنا أسقطت بقية الجملة وبترت الآتى : ( لكننا نخاف منها ونخشى أن يُصدر القضاة أمر الإعتقال ) وما تخشاه الإنقاذ بالضبط هو أن يصبح أمر الإعتقال نافذاً لأن بذلك تنعدم فرصة المناورة أو الإفلات من العقاب سواءً وقفت الصين أو سجدت روسيا أو كبّرت إسرائيل ، لأن صدور هذا الأمر وحده سيعصف بنصف قوة الحكومة وسطوتها ولو بعد حين وليس كما تقول الحكومة إن مذكرة أوكامبو السابقة ساعدت على توحيد الصفوف ولم الشمل ورأب الصدع ، والغريب أنه فى نفس الوقت الذى نرى فيه الحكومة تجرى وتطير وتلهث خلف الدول والمنظمات على ممارسة ممارسات أقرب ما تكون إلى التضرع منها إلى النهج المهني والقانوني لتأجيل أمر إصدار المذكرة عن طريق مجلس الأمن لمدة عام عساها ولعلها تستطيع أن تجد أو يجد لها الآخرون مخرجاً من هذه الورطة الحقيقية مع أن تأجيل أمر الإصدار لمدة إثنتا عشر شهراً يُعد أسوأ من إصدار مذكرة الإعتقال نفسها لو يعلمون ، والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن الآن هو :
إذا كانت الإنقاذ لا تهتم لأوكامبو ومذكرته ولا لنظام روما ولا لقضاة لاهاى وما سيسفر عنه تقليبهم لأدلة المدعى العام وفحصها والتدقيق فى محتواها ، فلماذا إذن ترهق نفسها وتبدد جهدها وتبعثر تركيزها فى أمر التأجيل ؟ لماذا لا تنسى الأمر ( وترقد قفا ) ؟ والإجابة المُرّة هي أن هناك جرائم بالفعل قد تم إرتكابها والجناة مازالوا بعيدين عن مرمى العدالة سواءً فى هذه الفانية أو فى الآخرة . وفى أكرا العاصمة الغانية التى طار إليها البشير لحضور القمة الإفريقية الكاريبية الباسيفيكية بعد أن طمأنه الرئيس الغاني ( جون كوفور ) بأنه لن يُعتقل صرح سعادته بأن إستصدار مذكرة لإعتقاله ستوقف عملية السلام الجارية على قدم ٍ وساق ليس فى دارفور فحسب بل فى كل ربوع السودان !! وأردف أيضاً أن تلك المذكرة فى حال إستصدارها سيكون لها تأثير خطير على المنطقة برمتها ولا يدرى أحدٌ كيف يكون ذلك ؟ اللهم إلا إذا كانت الإنقاذ قد وضعت خطة لإثارة القلاقل فى كافة أرجاء السودان بالتنصل من نيفاشا وإسقاط ( إكراميات ) أسمرا وركل ما تبقى من فتات أبوجا ، وإعادة مقولتها السابقة بإزاحة أفورقى من الخارطة السياسية للمنطقة وتبدأ فى ممارسة ما بدأت به مشروعها الحضاري الفاشل ضد كل دول الجوار وغيرها لتهد المعبد عملاً بقولة شمشون ( عليّ وعلى أعدائى يارب ) . ولكن النقطة الصارخة التى إستوقفتنى فى خطاب البشير فى أكرا هي عندما قال : إن صدور مذكرة الإعتقال هذه ترسل إشارات سالبة للحركات الغير موقعة بعدم التوقيع والمضى فى مناوشاتها وإقلاقها للحكومة ، ولكن الرئيس نسي أو تناسى فى الجهة المقابلة أيضاً أنه فى حالة عدم إستصدار تلك المذكرة ( بغض النظر عن المنطقة التى أقف فيها ) فإن ذلك ما من شأنه أن يرسل إشارات موغلة فى السلبية بل وضوءً أخضراً فيه إبتسام ليس لنظام البشير وحده بل لكل حاكم ٍ ديكتاتوري ونظام ٍ دموي ٍ حول العالم لمزيد ٍ من القتل والترويع والتجويع والتهجير والتشريد والإرهاب الحكومي ضد المواطنين والقفز فوق القوانين والدساتير وخاصة ً فى أفريقيا . أما فيما يختص بالسلام المفترى عليه والذى سيتوقف فى دارفور بصدور أمر الإعتقال من قضاة لاهاى كما تزعم الحكومة الإنقاذية فإنه يثير الدهشة والإستغراب والسخرية ، فالدماء التى سالت فى معسكر كالما وغيره من المناطق لم تجف بعد والطائرات لازالت تمارس هوايتها وساديتها فى الضرب الوحشي ومليشيات ( السجم ) عادت إلى عادتها اللا إنسانية فى الحرق والقتل والتنكيل ورغماً عن كل ذلك تأتى الحكومة وتقول إن العملية السلمية الجارية فى دارفور مهددة بالتوقف بل وتذهب لأبعد من ذلك لتشمل بقية أنحاء السودان ودول الجوار والمنطقة بأسرها ، والإنقاذ بمثل هذه الإشارات التخويفية من أمر المذكرة تعلم جيداً أن المحاكمات فى لاهاى غالباً ما تدفع من يمثل أمامها أو من هو فى الطريق للمثول إلى طريقين إما الجنون أو الإنتحار وفى عملية الإنتحار يمكن للشخص أن ينتحر لوحده كما فعل سلوفان ميلوسوفيتش أو يأخذ معه الآخرون كما يفكر البشير الرئيس وليس الرئيس البشير. |