+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: عاد .......العماد (/showthread.php?tid=28978)
عاد .......العماد - جقل - 05-07-2005
عاد .......العماد
لم تكن ملامح العماد ميشال عون ودودة أبدا و هو يواجه حشدا صاخبا في قاعة تشريفات مطار بيروت.الملامح القاسية المتجهمة التي تطلي وجه العماد ليست بسبب الضجيج الذي منعه من الكلام و لكنها قسمات تميز الوجه العسكري و صرامته و قد تجلت في نبرته الآمره للحشد أن يصمت أن أراد هذا الحشد أن يستمع.حفيدته الصغيره التي تدس ابهاما في فمها ساعدته في أمتلاك الموقف بعد ان أخرجت ابهامها من فمها و قالت له ببراءة صفولية "جدو هادا بعدو عم يحكي",قبلها قبلة حجرية تلائم التعابير الصخرية المحفورة على وجهه و بدأ مؤتمرا صحفيا قصيرا عكس عدم ود آخر تجاه كل الأسماء التي عددت أمامه.وقد يعني هذا أن العماد ما زال يحمل ضغائن قديمة.و ليس بالضروره أبدا أن تكون هذه الضغائن محور سياسته القادمة.
يختلف العماد ميشل عون عن بقية "رجالات " لبنان .لم تنتجه طائفة أو عائلة اقطاعية كاسماء أخرى معروفة بل دفع نفسه الى الواجهة مرة واحدة بعد أن أجبر أمين الجميل على توقيع مرسوم تعيينه على رأس حكومة أنتقالية قوامها ستة من كبار ضباط الجيش موزعين مناصفة بين المسلمين و المسيحيين.الطريف أن أحدا لم يقبل هذه الحكومة لا المسلمين و لا المسيحيين فقد وقف في وجهها بطريرك بكركي صفير و شرع السلاح في وجهها فصيل مسيحي آخر متمثل في سمير جعجع و خاضا "حربا" سميت بحرب "الألغاء" و قد ظن سمير جعجع يومها أن العماد قد دلق في ثيابه مياها باردة.و رفض أعضاء الحكومة المسلمين اياها تسلم مناصبهم ليتم وصمها بالطائفية لأقتصارها على أعضاء من لون واحد ,و من ثم أعتبرها المسلمين أستمرارا للتيار المتمثل بالقوات اللبنانية رغم ان هذه حاولت أن تلغي تلك.
أستشعر العماد بنفسه هذا الأختلاف و سعى شخصيا لتعزيزه عبر سلوكيات متقشفة و "نظيفة" تبدو أصلية في شخصه.فلم تثبت عليه أي من الأتهامات التي كالتها له الحكومة اللبنانية بإيحاء سوري و تحولت هذه الأتهامات أخيرا الى ملفات تحمل عنوانا "يحفظ" و ألقيت في ادراج مسئولي الأمن الذي غادر بعضهم منصبه و بعضهم ما زال ينتظر.ممهدة الطريق لتحط به طائرة الميدل أيست في مطار بيروت في عودة مظفره.ينظر أليها الكثيرون على أنها ستملىء الفراغ الذي تركه السوريون.و العماد قادم و هو لا يحمل شكا في أنه الرئيس اللبناني القادم و أنا شخصيا اشاركه هذا اليقين الذي تدل عليه أكثر من اشاره أهمها أنه " الماروني " الوحيد الذي يعتقد بعض مسلمي لبنان أنه الوطني الوحيد.
لبنان و العماد خارج لبنان سيختلف كثيرا عن لبنان و العماد داخل لبنان ليس لمميزات العماد الذي يحمل الكثير منها و لكن لأعتبارات تخص لبنان نفسه,لبنان و ككل الجوار الذي ما زال يحمل هم العائلة و الطائفة و الشخص. سيتحسس كل أسم و تتحسس كل طائفه "الجره" التي يحملها على رأسه خشية الأنكسار بقدوم شخص من خارج هذه التركيبة و يبدو أنه يريد أن يبني "اسما" جديدا و "طائفة" جديدة تأخذ من الحيز الذي تملكه الطائف الأخرى. و خصوصا هذا الأسم الذي يحمل مغزى طعمتها سني الأبعاد القسري الطويله بأبعاد خيالية تتخللها فكره المخلص و المنقذ الذي ننتظرها جميعا. و ربما كانت هذه "العودة" في نظر البعض "ظهور مهدي" أو "قيامة مسيح" ستهدي كل المراهقين المنتظرين في ساحة الشهدا و تمسح كل أثر ما زال موجودا منذ الحرب الأهليه.
المتأثر الأول و الأكبر سيكون تيار "المستقبل" الذي يصر أن يلبس لبنان حلة سوداء رغم مرور "الأربعين" و يبدو أن مفهوم الأربعين لديه هو أربعين عاما و ليس أربعون يوما.فالشارع اللبناني لديه حدثا "فريش" هو عودة العماد و سيجد سببا "جديدا" ليتجمع غير "الذريعة" التي أصبحت عتيقة و هي ذريعة "الحقيقة" و الجمهور اللبناني المولع بالجديد سيدير بالتأكيد ظهره لمعرفة الحقيقه التي يبدو أنها دفنت مع جثمان الحريري ليستقبل عائدا يحمل له أملا.و قد يضطر تيار المستقبل بعد أن يجد نفسه بلا" شارعه" أن يعود أدراجة للجبة التي خرج من تحتها طالبا المغفرة و ربما "حقيقة" جديدة يريدها هذه المره أن تكون في الجهة المقابلة.
المتأثر الثاني "أيجابيا" هو الشارع المسيحي و يبدو أنه سيتحول الى بمجمله الى "تيار حر" الأمر الذي يذكر بشخص بشير الجميل الذي حاول دمج المسيحيين "شاؤوا أم أبوا" تحت علم القوات اللبنانية و قد نجح في ذلك نجاحاكبيرا و لكن الفرق هنا أن التجمع حول شخص العماد ستكون أختياريه. و هذا بالتأكيد سيزعج رجالات الحرب الأهلية السابقون سمير جعجع و أمين الجميل و حتى البطريرك صفير و التسؤل هو حول كيفية ردود أفعالهم تجاه من يسحب البساط من تحت أرجلهم بهذه الخفه و السرعة . و ربما سيكون أكثر هذه الشخصيات تأثرا سمير جعجع الذي أكل السجن و السمعة السيئة الكثير من رصيده .و ربما من المهم أن اشير هنا الى أن العماد قال في مؤتمره الصحفي أنه سيزو قريبا سمير جعجع و الواضح أنه يقصد أنه سيزوره في السجن فهل هذا يعني أنه سيبقى هناك؟؟!!!
ما لست اشك فيه ابدا أن العماد ميشيل عون رجل و طني حقيقي و أعني أنه "وطني لبناني" و برأيي ليس مطلوب منه أن يكون أكثر من ذلك....