حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
قبل أن تصبح «صعدة» دارفور أخرى!..هل يزول العجب إذا طالبنا بتدخل أميركي في اليمن؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: قبل أن تصبح «صعدة» دارفور أخرى!..هل يزول العجب إذا طالبنا بتدخل أميركي في اليمن؟ (/showthread.php?tid=29290) |
قبل أن تصبح «صعدة» دارفور أخرى!..هل يزول العجب إذا طالبنا بتدخل أميركي في اليمن؟ - بسام الخوري - 04-27-2005 هل يزول العجب إذا طالبنا بتدخل أميركي في اليمن؟ ما وجه العجب في طرح تساؤلات من قبيل: إلى متى يظل العالم العربي متفرجاً على ما يحدث في اليمن؟ و.. ما الذي يستطيع العرب أن يفعلوه لكي يتجاوز اليمن أزمته بمختلف تداعياتها واحتمالاتها؟ وما وجه العجب في التذكير بالدور الذي قام به بعض رموز الأمة في حل الأزمة، التي وقعت بين اليمن والسعودية في عام 1934، والدعوة إلى تحرك مماثل للتعامل مع الحرب الدائرة في الشمال بين القوات المسلحة اليمنية وبين بعض قبائل صعدة ومن يسمون بالحوثيين، وترشيح اتحاد علماء المسلمين الوليد لكي يقوم بدور في هذا الصدد، يمتص أسباب الغضب ويعيد الوئام إلى اليمن؟ تلك التساؤلات وهذه الدعوة وردت في مقالتي التي نشرتها «الشرق الأوسط» في هذا المكان يوم الأربعاء قبل الماضي (13/4) تحت عنوان «قبل أن تصبح صعدة دارفور أخرى». وقد فوجئت في الأسبوع الذي يليه، بمقالة للدكتور عبد المنعم سعيد أبدى فيها تعجبه «كثيراً» مما ذكرت، ومن ثم اعترض على ما ذهبت إليه، واعتبر أن ما يجري في اليمن امتداد للظاهرة التي شهدها العالم العربي خلال العقود الثلاثة الأخيرة، التي تمثلت في «خروج الأصولية الدينية الراديكالية والمعتدلة على الدولة المعاصرة، وهز شرعيتها وكيانها بقوة السلاح»، مر الكاتب على الشأن اليمني مروراً عابراً لم يتجاوز ستة أسطر، ثلاثة في المقدمة تضمنت إشارة للتعجب مما ذكرت، وثلاثة في الخاتمة دعا فيها إلى الوقوف «مع الدولة التي لها وحدها الحق الشرعي في حمل السلاح»، بمعنى استمرار الحرب وإبقاء الموقف كما هو، أما صلب المقالة فقد تناول فيه موضوعاً آخر من شقين أولهما التنديد بكل ما هو منسوب إلى العمل الإسلامي، من جانب المعتدلين أو المتطرفين، وتحميل ما أسماه بالأصوليات الدينية الإسلامية مسؤولية كل الكوارث والبلاوي التي حلت بالأمة طيلة العقود الثلاثة الأخيرة. أما الموضوع الثاني، فهو أن الهدف الحقيقي لأولئك «الأبالسة»، هو تدمير الدولة الحديثة في العالم العربي، «مرة باسم إقامة الخلافة في فقه المعتدلين... ومرة بربط شرعية الدولة بتطبيقها للشريعة الإسلامية بأقصى درجات التشدد، ومرة بإنشاء الدولة الجهادية.. التي تقود في النهاية إلى تغيير العرب والمسلمين والعالم». وإذ وضعني زميلنا الفاضل في هذا السياق، فإنه لم يفته أن يغمز في الطريق في جهد المصالحة والحوار، الذي تم في مصر أو كنت طرفاً فيه يوماً ما، قائلا إنه أريد به «اقتسام السلطة (مع الأصوليين) أو تغيير المجتمع على طريقتهم، حتى يتم رفع السيوف عن رقاب العباد ومؤسسات النظام السياسي». وهو غمز ما تمنيت له أن يتورط فيه، لأنه مسكون بالتغليط ويفتقد إلى الأمانة في النقل. ناهيك عن أنه لا يخدم الإدعاء الذي يروج له، المتمثل في إصرار أولئك الأصوليين على تدمير الدولة، باعتبار أن ذلك هدف يتعارض مع محاولة اقتسام السلطة معها!.. وما أعنيه بالتغليط أن الوساطة التي قمنا بها في الثمانينيات استهدفت وقف دوامة العنف الذي لاح آنذاك في مصر وتهدئة الخواطر التي أسهمت في إذكائه، من خلال مطلبين أساسيين لا ثالث لهما هما: وقف التعذيب في السجون والمعتقلات، وإطلاق سراح المتهمين الذين حكم القضاء ببراءتهم، وهما مطلبان لم يكونا بحاجة إلى وساطة أصلاً، ولم يكن لأي منهما علاقة بهيبة الدول وسلطانها. فكيف تأتي لصاحبنا أن يزج بالواقعة في ثنايا مقالته، زاعماً بأن اقتسام السلطة كان هدفاً لتلك الوساطة؟ لقد شغلت فيما كتبت بإثارة اهتمام المحيط العربي بما يجري في قطر عربي عزيز، متمثلا في اشتباك مسلح يجري فوق أراضيه لأكثر من عام، أدى إلى سقوط مئات القتلى وإلى اعتقال ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف من أبناء قبائل صعدة وتشريد حوالي 11 ألفاً، دمرت بيوتهم تحت وقع القنابل والصواريخ التي أطلقت عليهم من الجو والأرض (صحيفة «الشورى» اليمنية، عدد 6/4)، وهو ما أخرج المواجهة عن السيطرة وفتح الأبواب واسعة لثأر قبلي، يعلم الله وحده كيف يمكن احتواؤه وتجاوزه. أما مقالة الكاتب فإنها دعت إلى مساندة موقف السلطة في المسألة، وذلك «مطب» آخر وقع فيه الكاتب، لأنه بذلك أعطى شرعية لما فعله صدام حسين في حلبجة، حين أباد الأكراد بالغاز السام عام 1988، وما فعله الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في «حماة»، حين قصف المدينة من الجو ودمرها على من فيها عام 1982. ومن المفارقات أن ما دعوت إليه من تحرك أهلي عربي، ورشحت لذلك اتحاد علماء المسلمين ـ وهو ما تعجب له الدكتور سعيد ـ لم يكن بعيداً عن الباب الذي طرقته السلطة اليمنية مؤخراً، حين دعت العلماء وشيوخ القبائل للتوسط في الأمر، وحين رتبت لقاء للداعية المعروف عمرو خالد مع مجموعة «الشباب المؤمن» من أنصار الحوثي، المعتقلين في صنعاء. وكان هذا وذاك بطلب من الرئيس علي عبد الله صالح. لم يتعرض الكاتب بالتحليل للوضع في اليمن، وصرف كل جهده في مقالته لتصفية حساباته مع «الأصولية الدينية الإسلامية» بكل أطيافها، دون تفرقة بين معتدلين ومتطرفين، أو بين عقلاء وحمقى، وديمقراطيين وإرهابيين، ومن ثم شغل نفسه بالتحريض على كل دعاة المشروع الإسلامي، والإصرار على أنهم يضمرون العداء للدولة الحديثة. وبدا ذلك استطراداً مفتعلا.. كيف؟ لأن الصراع الحاصل في صعدة بدأ سياسياً ولم يكن له بعد عقيدي أو أصولي، وعلامات الشقاق بدأت بموقف سياسي طرأ بعد أحداث 11 سبتمبر وتفاقم بعد غزو العراق، حين رفع «الشباب المؤمن» هناك شعارات وهتافات الموت لأميركا ولإسرائيل. من ثم فأفكار «الحوثيين»، التي تمثل شذوذاً حتى داخل المذهب الزيدي، لم تكن هي المحرك الأساسي للاشتباك أو التمرد، وإنما صارت عنصراً مساعداً عليه. ومن أسف أن الاشتباك الذي قام على أرضية سياسية مر بأكثر من طور، حتى انتهى الآن ثأراً قبلياً، الأمر الذي يثير أكثر من سؤال حول مبررات إقحام الأصوليات الإسلامية في الموضوع، والتحريض عليها، والتخويف حتى من التحاور معها. (ثمة مفارقة أخرى في هذا الصدد تتمثل في أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أطلقا في الأسابيع الأخيرة دعوات للحوار مع الإسلاميين المعتدلين، في حين أن الكاتب يعمم الاتهام عليهم والدس لهم ومن ثم يدعو إلى إقصائهم وإغلاق الأبواب دونهم). لقد تخلى زميلنا الفاضل عن الحذر والروية اللذين يتسم بهما خطاب الباحث الأكاديمي فاستدعى في تعليقه على ما كتبت موضوعاً خارج السياق، وتبنى فيما كتب موقفاً يجافي الواقع ويتناقض معه، ولا يخدم ادعاءه، وذلك راجع في الأغلب إلى أنه تصدى لملف لم يدرسه جيداً، وتعجل في التحليل وإصدار الأحكام، فزلت قدمه أكثر من مرة، مرة حين تحدث عن الحاصل في شمال اليمن دون إحاطة بخلفياته، ومرة حين قال أن المعتدلين من الناشطين الإسلاميين مهجوسون بمسألة الخلافة الإسلامية، بينما أن الوحيدين الذين يطرحون هذا الموضوع، هم أعضاء حزب التحرير الإسلامي، الذي لا وزن له ولا حضور يذكر في العالم العربي، في حين لا توجد جماعة أخرى معتبرة تضع هذا العنوان على رأس أولوياتها، ومرة ثالثة حين ادعى أن من أسماهم بالأصوليات الدينية الإسلامية لا تعترف بشرعية الدولة، ليس فقط لأن هذه هي الحجة التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية لتصفية معارضيها عبر اتهامهم بمحاولة «قلب نظام الحكم»، ولكن أيضاً لأن بعض تلك الجماعات «الأصولية» شريكة في الأنظمة الموجودة، سواء على صعيد التمثيل النيابي أو الوزاري. وهو الحاصل في اليمن ذاته (الشيخ عبد الله الأحمر رئيس حزب الإصلاح «الأصولي» هو رئيس البرلمان)، وفي الكويت والأردن والمغرب والجزائر ولبنان والسودان ومصر. لقد تعجبت ـ بدوري كثيراً ـ من عجب الدكتور عبد المنعم سعيد لدعوتي إلى إسهام عربي في إعادة الوئام إلى اليمن، وإذ وجدته مرحباً ومحتفياً بالتدخلات والاختراقات الأميركية في العالم العربي، خصوصاً في العراق، فقد خطر لي أن أتساءل: هل كان عجبه يزول وضميره يستريح، لو أنني طالبت بتدخل أميركي في اليمن لحل إشكاله؟! قبل أن تصبح «صعدة» دارفور أخرى!..هل يزول العجب إذا طالبنا بتدخل أميركي في اليمن؟ - بسام الخوري - 04-27-2005 قبل أن تصبح «صعدة» دارفور أخرى! إلى متى يظل العالم العربي متفرجا على ما يحدث في اليمن؟ ليست عندي إجابة على السؤال، لكن أتمنى ألا يظل بلا اجابة، لأنني لا أتصور أن يشهد بلد عربي صراعا دمويا أقرب إلى الحرب الأهلية، يستمر عشرة أشهر، ثم نظل جميعا نتابعه كمتفرجين ومشاهدين، دون أن يحرك ذلك فينا ساكنا، بل نقرأ أخباره وعناوينه في صحف الصباح ونحن نتثاءب، كأن الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد وكأنه شأن «أمة» أخرى، وحاصل في كوكب آخر. خلال الأسبوع الأخير على الأقل كانت أخبار اليمن في الصحف العربية تبث تحت العناوين التالية: اشتباكات ضارية مع «الحوثيين» والجيش يكثف هجماته بالمدفعية والصواريخ ـ حرب شوارع في صعدة والمتمردون يهاجمون منشآت حكومية ـ مائة قتيل خلال 24 ساعة ـ قصف آخر معاقل المتمردين بعد رفض الحوثي عفوا بضمانات ـ تصعيد في صعدة وهجومان انتقاميان في صنعاء ـ السفارة الأميركية تغلق أبوابها بعد البريطانية... الخ. هذه العناوين لا تبدو جديدة للمتابع للشأن اليمني، وانما تكاد تكون استنساخا لعناوين أخرى طالعناها ابتداء من شهر يونيو (حزيران) الماضي، حيث ما زلت احتفظ بقصاصة تضمنت أول خبر في انفجار الصراع في شمال اليمن، نشرته صحيفة «الأهرام» القاهرية في 22/6/2004، كان عنوانه كالتالي: مواجهات دامية بين القوات اليمنية وانصار زعيم ديني بمحافظة صعدة. وفي ثنايا تصريح لمدير أمن محافظة صعدة العميد محمد صالح طريق، قال ان السلطات تصدت لمحاولات التخريب والأفكار الدخيلة التي دعا اليها أنصار عضو مجلس النواب السابق حسين بدر الدين (الحوثي)، الذين دأبوا على إثارة النعرات الطائفية، وحشد المواطنين ضد السياسة اليمنية والأميركية من خلال المساجد. وهو ما أدى إلى قتل ستة عسكريين على الأقل ومقتل عدد غير معروف على الجانب الآخر. هذا الذي نشر في منتصف العام الماضي اصبح خبرا ثابتا تردده الصحف بذات المضمون مع اختلاف في التفاصيل، فدائما ثمة قتال يخوضه الجيش بالطائرات والصواريخ، وبمشاركة من الحرس الجمهوري ضد «متمردين» في صعدة، والقصف مستمر في جانب، والرد لم يتوقف من الجانب الآخر، والقتلى يتساقطون على الجانبين. ورغم ان الصحف نشرت في 11/9 من العام الماضي ان العمليات العسكرية انتهت بمقتل حسين بدر الدين الحوثي، لكن تبين ان القتال تجدد مرة أخرى هذه المرة تحت قيادة بدر الدين الحوثي، الأب البالغ من العمر 80 عاما. ماذا يكون شعور المواطن العربي وهو يتلقى مثل هذه الأخبار كل صباح؟ أقر في هذا الصدد بأن المعلومات شحيحة للغاية عن الحاصل في شمال اليمن، وهو ما يستلفت الانتباه، حتى ليبدو معه أن ثمة تعتيما عما جرى ويجري، وان الأزمة ليست مقصورة على الصدى العربي المفترض للحدث، ولكنها أيضا قائمة فيما يخص المعرفة بالحدث، حيث لا بد أن يستغرب المرء في ظل ثورة الاتصال الحاصلة، وفي أجواء الحديث عن الشفافية والتأكيد على حق الناس في المعرفة، باعتباره من حقوق الإنسان التي يتسابق الجميع في العالم العربي على التمسح فيها والتعلق بها، أن يحدث قتال شرس لمدة عام في بلد عربي مجاور ـ ليس في جواتيمالا ولا بوركينا فاسو ـ ثم لا نعرف عنه إلا النزر اليسير من المعلومات التي تصدر عن المصادر الرسمية دون غيرها. وهي المصادر التي لا تقول لنا سوى أن ثمة متمردين ومخربين في الشمال رفعوا السلاح في وجه السلطة، التي اضطرت إلى قمعهم وتأديبهم حفاظا على الأمن وحرصا على استقرار الجبهة الداخلية.. هل هذا كل شيء؟ في محاولة فهم ما يجري، لم يكن أمامي سوى الاعتماد على المصادر الشفوية، التي تمثلت في روايات من اعرف من بعض الأصدقاء اليمنيين في الداخل. وخلاصة ما قاله هؤلاء أن حسين الحوثي كان عضوا في مجلس النواب، وانه كان مقبولا من القيادة السياسية وليس بعيدا عنها، ولانه كان منخرطا في بعض الأنشطة السياسية المعارضة في صنعاء، فقد أرادت عناصر في القيادة إضعاف تلك القوى وتفتيتها، فشجعته على الانفصال، لإنشاء تنظيمه المستقل ـ الشباب المؤمن ـ وهناك من يذهب إلى أنها قدمت له تمويلا لذلك الغرض. وبعد أن قطع شوطا في تأسيس حركته، اختلف الحوثي مع الحكومة خصوصا في أعقاب احتلال العراق حيث أعلن الرجل معارضته للاحتلال، ومضى هو واتباعه يجهرون بتلك المعارضة بمختلف السبل، حتى اصبحوا يرددون في مختلف المناسبات هتافات تنادي: الموت لأميركا. بمضي الوقت تطور الخلاف السياسي وأدى إلى تباعد المواقف بين جماعة الحوثي والسلطة، وغذى ذلك الخلاف وعمق الاختلاف المذهبي التقليدي في اليمن، بين الشوافع والزيدية الذين يشار إليهم في اليمن باعتبارهم «هاشميين»، وهو اختلاف ظل من قبيل التنوع الذي يثري المجتمع ولا يفتته، لكنه كان يطفو على السطح في فترات الضعف والتوتر. ورغم أن الزيدية يعدون من الناحية الفقهية أقرب إلى أهل السنة، إلا أن الحوثي وجماعته ذهبوا بعيدا حتى اصبحوا اقرب إلى الشيعة الاثني عشرية، وأغلب الظن أن هتافهم الموت لأميركا وإسرائيل كان من أصداء ذلك التقارب، لانه ذات الشعار الذي رفعته الثورة الإسلامية في إيران طيلة ربع القرن الأخير. الخلاف الذي تداخل فيه السياسي مع المذهبي تطور إلى ملاحقة أمنية واشتباك بالسلاح، وكما يحدث في مثل هذه المواجهات فان رفع السلاح شق طريق الدم - شأن طريق الندامة ـ الذي إذا عرف أوله فغالبا ما تتعذر معرفة آخره. ولذلك جرى ما جرى في الصيف الماضي، وانتهى الأمر بقتل حسين الحوثي، لكن القتل جدد النار ولم يطفئها، فقاد الأب العجوز معركة «الشباب المؤمن» ضد السلطة، والتي ما زالت دائرة حتى الآن، وما برحت عجلتها الشهيرة تحصد الأرواح وتخرب الديار وتهلك الزرع والضرع. وفيما فهمت فان الأب كان قد ذهب إلى صنعاء ساعيا إلى الإفراج عن المعتقلين من أبناء صعدة وحركة الشباب المؤمن ولكنه لم يلق تشجيعا أو استجابة ربما لمظنة ان قتل الابن أنهى دور الحركة، فعاد الرجل لكي يقود «التمرد» ويعاود الاشتباك مع السلطة للضغط عليها. قد لا تكون بعض هذه الروايات دقيقة، لكن ما وجدته محل اتفاق بين جميع من رجعت إليهم أن دور السلاح في المسألة كان اكبر بكثير من دور السياسة، وان جهود أجهزة الأمن ظلت مقدمة على مساعي القوى السياسية، كما أنني لا أستطيع أن أتجاهل ملاحظة أحد السياسيين اليمنيين المستقلين الذين حدثتهم في الموضوع، أن الأمر في صعدة إذا لم يتم احتواؤه فقد يتفاقم، ويتحول إلى «دارفور» أخرى. تشد انتباه العالم الخارجي والمنظمات الدولية، وتهدد استقرار اليمن وتفجر فيه صراعات أخرى. ما الذي يستطيع العرب أن يفعلوه لكي يتجاوز اليمن تلك الأزمة بمختلف تداعياتها واحتمالاتها؟ يستحق الأمر تفكيرا متعمقا من كل معنى بالشأن العربي والإسلامي أيضا، غير انني أذكر في هذا الصدد بأن الأزمة التي حدثت بين اليمن والسعودية في عام 1934 اسهم في حلها تدخل عدد من الشخصيات العربية المهجوسة بهم الأمة، من أمثال الأمير شكيب ارسلان من لبنان ومحمد علي علوبة (باشا) من مصر وعبد العزيز الثعالبي من تونس وعلال الفاسي من المغرب وكان ذلك قبل أن تولد الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، وقبل ان يكون لعصبة الأمم دور يذكر في الساحة الدولية، المدهش والمحزن انه حين توفرت تلك المنظمات والآليات أصبحنا نحتار في حل أي مأزق عربي، من قضية الصحراء بالمغرب إلى قضية صعدة في اليمن، مرورا بالحاصل في دارفور وإريتريا ناهيك من العراق. في هذا السياق يخطر لي السؤال التالي: ترى هل يستطيع اتحاد علماء المسلمين الذي لم تصبه شيخوخة بعد، أن يفعل شيئا يعيد الوئام إلى اليمن ويهدئ خواطر الغاضبين في صعدة، قبل أن تتحول إلى «دارفور» أخرى؟ قبل أن تصبح «صعدة» دارفور أخرى!..هل يزول العجب إذا طالبنا بتدخل أميركي في اليمن؟ - بسام الخوري - 04-27-2005 my commentar اشكرك دكتور فهمي على مقالاتك حول اليمن..على المثقفين التنبيه للأخطار قبل وقوعها...وتدبيج المقالات المحذرة والمنبهة...وعدم الانتظار لوقوع الفأس بالرأس وبعدها تكثر المقالات المتباكية على اللبن المسكوب... قبل أن تصبح «صعدة» دارفور أخرى!..هل يزول العجب إذا طالبنا بتدخل أميركي في اليمن؟ - بسام الخوري - 04-28-2005 يحيى الحوثي : حركتنا ثقافية وحل مشكلة التمرد في يد الرئيس لندن: «الشرق الأوسط» قال يحيى نجل بدر الدين الحوثي (الأب) الهارب، الذي تتهمه السلطات اليمنية بقيادة التمرد المسلح الثاني في صعدة، انه لم يطلب اللجوء السياسي في السويد حتى الآن، وسيعود الى بلاده عندما ينتهي من جولته السياحية والكشوف الطبية التي يجريها. وقال انه وصل الى العاصمة استوكهولم منذ نحو اسبوعين. وأشار الى ان ابناء الجالية اليمنية في السويد يقدمون له يد العون. وأضاف النائب البرلماني يحيى، 45 عاما، شقيق حسين الحوثي زعيم تنظيم «الشباب المؤمن» الذي قتل في 10 سبتمبر (ايلول) 2004 أثناء مواجهات بين القوات الحكومية ومناصريه في مناطق جبلية شمال صنعاء، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» من مقر اقامته في السويد، ان حل مشكلة ما تسميه الحكومة بـ«التمرد المسلح» في يد الرئيس اليمني عليا عبد الله صالح وحده. وافاد بأنه لا توجد اتصالات هاتفية بينه وبين والده الهارب، لكنه مطمئن عليه لأنه موجود تحت رعاية إخوة يطمئن اليهم. وقال ان والده موجود في مكان ما بجبال اليمن. ونفى ان يكون والده قاد «تمردا» من أي نوع باليمن. وتساءل: «عندما يهاجم الثعلب او الذئب منزلك فماذا ستفعل؟». ووصف الحوثي جماعة «الشباب المؤمن» التي كان يقودها شقيقه حسين قبل مقتله بأنها حركة «ثقافية لمواجهة ما وصفه بـ«المد السلفي الذي هاجمنا في بيوتنا باليمن وكان مصدره جماعات التكفير». ونفى وجود أي علاقة لوالده أو شقيقه بإيران أو «حزب الله» أو العراق. |