نادي الفكر العربي
بعد إعجاب باراك بأم كلثوم وبن اليعيزر بفريد الأطرش :شارون يقرأ لمحمود درويش .. و يحسده - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: بعد إعجاب باراك بأم كلثوم وبن اليعيزر بفريد الأطرش :شارون يقرأ لمحمود درويش .. و يحسده (/showthread.php?tid=29376)



بعد إعجاب باراك بأم كلثوم وبن اليعيزر بفريد الأطرش :شارون يقرأ لمحمود درويش .. و يحسده - فضل - 04-24-2005

بعد إعجاب باراك بأم كلثوم وبن اليعيزر بفريد الأطرش :شارون يقرأ لمحمود درويش .. و يحسده















كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون انه يقرأ اشعار الشاعر الفلسطيني محمود درويش ويغار منه ويحسده. وكان شارون يتحدث في لقاء صحافي مع الموقع الإلكتروني لصحيفة «معاريف» الاسرائيلية امس، حيث سألوه ان كان يقرأ فعلا للكاتب الاسرائيلي اليساري مئير شليف المعروف بعدائه الشديد لسياسات شارون، فأجاب «نعم اقرأ له وأحب كتاباته. أنا أقرأ حاليا قصته الأخيرة وهي في غاية الروعة. لا دخل للموقف السياسي بالابداع. أنا أقرأ لمحمود درويش أيضا. ديوانه الأخير مثير للاعجاب بشكل خاص، وأنا أحسده وأحسد الفلسطينيين عموما على علاقتهم الوجدانية بالأرض، هذه العلاقة التي يعبر عنها درويش بشكل كبير في قصائده». وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك، قد صرح ذات مرة انه يستمع باستمرار الى الأغاني العربية ويحن بشكل خاص لاغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، بل في احدى المناسبات فاجأ الجمهور حين صعد الى خشبة المسرح وراح يغني لعبد الحليم حافظ. كما يحب وزير البنى التحتية بنيامين (فؤاد) بن اليعيزر، وهو عراقي الأصل، الاستماع الى أغاني فريد الأطرش. يذكر ان عددا كبيرا من دواوين محمود درويش طبعت باللغة العبرية في اسرائيل وتتداول على نطاق واسع وباعجاب كبير، خاصة بين الصفوة الثقافية واليسار الاسرائيلي. كما ترجم الكثير من اعمال المبدعين الفلسطينيين والعرب الى العبرية، مثل اعمال الكاتب الراحل اميل حبيبي والشاعر سميح القاسم، والادباء نجيب محفوظ ويوسف ادريس وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران والياس خوري والشاعر نزار قباني، والكتاب نوال السعداوي ومحمد علي طه وطه محمد علي وسعود الأسد. كما ان قسما من مؤلفات هؤلاء المبدعين تدرس في المدارس الثانوية والجامعات الاسرائيلية. وتقود عملية تعريف اليهود على الأدب العربي عموما والفلسطيني بشكل خاص، مجموعة من اليهود العراقيين، الذين لم يقطعوا صلتهم الرحمية باللغة العربية وآدابها.


http://www.asharqalawsat.com/details.asp?s...5316&issue=9644



بعد إعجاب باراك بأم كلثوم وبن اليعيزر بفريد الأطرش :شارون يقرأ لمحمود درويش .. و يحسده - فضل - 04-26-2005

نقطة ضوء
أرض تُمتلك بالدبابات وتُخسر في الشعر



حسن خضر



أجرت جريدة معاريف الإسرائيلية مقابلة مع شارون، قبل أيام، وردا على سؤال حوّل الكتب التي يقرأها قال شارون بالحرف الواحد: "أنا أقرأ لمحمود درويش، أيضا، ديوانه الأخير مثير للإعجاب بشكل خاص، وأنا احسده، وأحسد الفلسطينيين عموما على علاقتهم الوجدانية بالأرض، التي عبّر عنها درويش بشكل كبير في قصائده".
جريدة الشرق الأوسط، اللندنية، نشرت أقوال شارون على صدر صفحتها الأولى، يوم الأحد الماضي، ويوم أمس نشرت رسما كاريكاتوريا حول الموضوع نفسه، كما تناقلت النبأ أكثر من وكالة للأخبار، ناهيك، طبعا، عن الصفحات الإلكترونية على الإنترنيت، ومن المتوّقع أن نقرأ، في الأيام القادمة، مقالات وتحليلات في الصحافة العربية حول هذا الموضوع.
الموضوع مثير للاهتمام على أكثر من صعيد. فنحن أمام حالة يعترف فيها العدو لعدوه بالجدارة من ناحية، وأمام صورة مفاجئة لشخص يراه الناس في مناطق مختلفة من العالم كقاتل متعطش للدماء، لكنه يكشف عن جانب رقيق وشاعري في شخصيته من ناحية أخرى.
ثمة دلالات إضافية، بالتأكيد. ومع ذلك، فإن المساحة التي أفردتها جريدة الشرق الأوسط لتعقيبات القرّاء على هذا الموضوع، قد فاضت بردود تكاد تنحصر في نقطتين هما معنى ومبنى اعتراف العدو بعدوه، والحيرة المعرفية التي خلقتها صورة قاتل يستمتع بالشعر، حتى وإن جاء من الخندق المقابل.
واللافت للنظر، في هذا الشأن، أن معنى ومبنى اعتراف العدو بعدوه قد نال نصيب الأسد، لكنه لم يتجاوز سقف البلاغة السياسية الحزينة، والمحزنة، المألوفة في العالم العربي. وبالقدر نفسه ظهرت صورة القاتل مستمتعا بالشعر، وكأنها هبطت من عالم الألغاز.
هذه المقالة محاولة لمعالجة معنى ومبنى اعتراف العدو بعدوه، وصورة القاتل وقد تحوّل إلى قوام شفاف، ومتطاير، كماء الكولونيا في حضرة الشعر.
بقدر ما يتعلّق الأمر بمعنى ومبنى اعتراف العدو بعدوه، اتفق قرّاء عرب، من بلدان عربية مختلفة، على حقيقة أن المثل الشاروني الساطع يدل، بما لا يدع مجالا للشك، على اهتمام القادة الإسرائيليين بالثقافة عموما، وحرصهم على معرفة "الآخر"، بينما "يتمايل حكّامنا على أنغام نانسي عجرم، وهيفاء وهبي"، كما ذكر أحد القرّاء.
والواقع أن المعرفة تعتبر جزءا من بضاعة السياسي في إسرائيل، لذلك يحرص حتى الجنرالات على التكلّم في الثقافة والأدب، ولا بد أن بعضهم، على الأقل، يأخذ الأمر على محمل الجد.
بالمقابل، لا تشكل المعرفة جزءا من بضاعة السياسي في العالم العربي، بل أن البلطجة، واحتقار الثقافة، غالبا ما تعتبر صفات إيجابية لدى الحكّام، أو من هم في حكمهم، خاصة إذا وجدوا من يشتغل عندهم باعتبارهم ساسة، وباعتباره مثقفا يحرس قيما استثنائية لا تمكنهم مشاغلهم، أو همومهم اليومية، أو التاريخية (أو ما شئت) من الاهتمام بها.
ومع ذلك، ليس ثمة ما يدعو للاستفاضة في هذا الجانب، إذ ينطوي اعتراف العدو بعدوه، على الطريقة الشارونية، على دلالات تاريخية، وثقافية، وسياسية، ونفسية، تتجاوز شارون نفسه، وتعيدنا إلى مكوّنات أساسية في الخطاب الصهيوني منذ أواخر القرن التاسع عشر، وحتى يوم الناس هذا.
وما يعنينا، في هذا الشأن، أن الموقف من الفلسطيني كان، وما زال، المكوّن الأكثر أهمية في تمكين هوية العبري في فلسطين، قبل قيام الدولة، والإسرائيلي بعد قيامها، واليهودي في العقود الأخيرة، من اكتساب خصوصية تتيح لها زعم وبلورة أصالة خاصة.
حكمت الموقف من الفلسطيني علاقات القوّة، منذ أواخر القرن التاسع عشر، وغالبا ما تماشى منسوب الحسد والإعجاب (وهي مفردات كانت متداولة منذ ذلك الوقت) مع حقيقة موازيين القوى على الأرض. وفي حين أصر العمّاليون على تجريد الفلسطينيين من كل صفة قومية محتملة، أعترف جابوتنسكي، زعيم الجناح اليميني (والأب الروحي لشارون، والليكود) بوجود مشاعر قومية لدى الفلسطينيين، مشاعر بدائية (حسب تعبيره) لكنها تحرّضهم على البقاء في الأرض، والدفاع عنها. لذلك (والفكرة ما زالت لجابوتنسكي) يجب التعامل معهم بمنطق القوّة.
بهذا المعنى، في الإعجاب والحسد الشارونيين ما يعيد التذكير بجابوتنسكي، أكثر مما يحرّض على التمييز بين معرفة الحكّام الإسرائيليين، وجهل حكّام العرب، ورغم أن هذه المعادلة صحيحة، لكنها ليست مربط الفرس.
أخيرا، نصل إلى صورة قاتل يتذوّق الشعر. وليس في الأمر ما يشبه اللغز، لأن الغالبية العظمى من الطغاة، والساديين، سواء في التاريخ الواقعي لبني البشر، أو في الآداب العالمية، تمتاز بصفات خارجية لا تخلو من الرقة، تحب الطبيعة، تميل إلى العزلة، وتبدي ميلا صريحا للاستمتاع بفنون مثل الرسم، والموسيقى، أو الشعر، وحتى الصفات الجسدية الخارجية، غالبا ما تتنافى مع صورة الماتشو الذكرية.
ومع ذلك، فإن مصدر الحيرة التي يعبّر عنها القرّاء العرب ناجم عن ثنائيات أخلاقية، تضع الأخيار، وما يستحقونه من فنون، وآداب، ورهافة ذوق في جانب، والأشرار وما يليق بهم من غلظة القلب، وفقر المخيّلة، ورعونة الجهل، في جانب آخر. وليس في التجربة التاريخية لبني البشر ما يبرهن على وجود، أو صحة، ثنائيات من هذا النوع.
أخيرا، بعد كل ما قيل، وما يمكن أن يُقال، وقبله، وفوقه: كان الأدب الرفيع، في المخيلتين الاستشراقية والكولونيالية ـ وغالبا ما كانتا في تحالف تام ـ حكرا على الشعوب الراقية، وقد تصرّف المستوطنون قبل قيام الدولة، والإسرائيليون، بعد قيامها، وما زالوا، ضمن محددات استشراقية وكولونيالية تنكر على الفلسطينيين، وعلى العرب عموما، كفاءة توليد، أو تذوّق آداب وفنون رفيعة.
لذلك لا يستقيم إعجاب شارون بقصائد محمود درويش دون وجود مشاعر من نوع الحسد: حسد الشاعر، وحسد شعبه، ومصدر الحسد أن الأدب ليس رفيعا وحسب، بل ويبرر علاقة وجدانية بالأرض. أرض تُمتلك بالدبابات، وتُخسر في الشعر.

http://www.al-ayyam.com/znews/site/templat...&Date=4/26/2005