حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! (/showthread.php?tid=29391) |
مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - الراعي - 04-24-2005 مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! ورد اسم المسيح في القرآن بمرادفاته حوالي 35 مرة : (1) فقد ذكر باسم المسيح وحده ثلاث مرات ؛ (النساء:172 والمائدة:72 والتوبة:30) (1): (2) وذكر باسم المسيح عيسى ابن مريم ثلاث مرات (آل عمران:45 والنساء:157و171)(2): (3) وذكر المسيح ابن مريم خمس مرات (المائدة:17و72و75 والتوبة:31)(3): 4 – وذكر باسم " عيسى " وحده عشر مرات (آل عمران: 52و55 و59 والزخرف:63 والبقرة:136 وآل عمران:84 والنساء:163 والمائدة:78 والأنعام:85 والأحزاب:7 والشورى:13)(4): (5) وذكر باسم " ابن مريم " وحده مرتين (المؤمنون: 50والزخرف:57)(5): (6) وذكر باسم " عيسى ابن مريم " ثلاثة عشر مرة (البقرة:87 و253 و المائدة:110و112و114ومريم:34 والصف:6و14و المائدة:46و78 والأحزاب:7)(6): (1) معنى كلمة المسيح : قال الطبري في تفسيره جامع البيان " يعنـي : مسحه الله فطهره من الذنوب ، ولذلك قال إبراهيـم : الـمسيح الصديق 000 وقال آخرون مسح بالبركة 000 إنـما سمي الـمسيح ، لأنه مسح بـالبركة . وقال الزمخشري " ٱلْمَسِيحُ " لقب من الألقاب المشرفة ، كالصدّيق والفاروق ، وأصله مشيحاً بالعبرانية ، ومعناه المبارك ، كقوله : " وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً أَيْنَمَا كُنتُ " . وقال الطبرسي تفسير مجمع البيان في تفسير القران " المسيح : فعيل بمعنى مفعول ، وأصلـه أنه مسح من الأقذار وطهر " . وقال الرازي في تفسير ه الكبير ، مفاتيح الغيب " وأما قوله تعالى : " ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ " ففيه سؤالات : السؤال الأول : المسيح : هل هو اسم مشتق ، أو موضوع ؟. والجواب : فيه قولان الأول : قال أبو عبيدة والليث : أصله بالعبرانية مشيحا ، فعربته العرب وغيروا لفظه 000 والقول الثاني : أنه مشتق وعليه الأكثرون ، ثم ذكروا فيه وجوهاً الأول : قال ابن عباس : إنما سمي عيسى عليه السلام مسيحاً ؛ لأنه ما كان يمسح بيده ذا عاهة ، إلا برئ من مرضه . الثاني : قال أحمد بن يحيـى : سمي مسيحاً لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها ، ومنه مساحة أقسام الأرض ، وعلى هذا المعنى يجوز أن يقال : لعيسى مسيح بالتشديد على المبالغة كما يقال للرجل فسيق وشريب . الثالث : أنه كان مسيحاً ، لأنه كان يمسح رأس اليتامى لله تعالى ، فعلى هذه الأقوال : هو فعيل بمعنى : فاعل، كرحيم بمعنى: راحم . الرابع : أنه مسح من الأوزار والآثام . والخامس : سمي مسيحاً لأنه ما كان في قدمه خمص ، فكان ممسوح القدمين . والسادس : سمي مسيحاً لأنه كان ممسوحاً بدهن طاهر مبارك يمسح به الأنبياء، ولا يمسح به غيرهم . ثم قالوا : وهذا الدهن يجوز أن يكون الله تعالى جعله علامة حتى تعرف الملائكة أن كل من مسح به وقت الولادة فإنه يكون نبياً . السابع : سمي مسيحاً لأنه مسحه جبريل صلى الله عليه وسلم بجناحه وقت ولادته ليكون ذلك صوناً له عن مس الشيطان . الثامن : سمي مسيحاً لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدهن ، وعلى هذه الأقوال يكون المسيح ، بمعنى : الممسوح 00 السؤال الثاني : المسيح كان كاللقب له ، وعيسى كالاسم فلم قدم اللقب على الاسم؟. الجواب : أن المسيح كاللقب الذي يفيد كونه شريفاً رفيع الدرجة ، مثل الصديق والفاروق فذكره الله تعالى أولاً بلقبه ليفيد علو درجته، ثم ذكره باسمه الخاص . وقال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن نفس ما قالوه أعلاه تقريباً " وروِي عن ٱبن عباس أنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برِيء ؛ فكأنه سمي مسيحاً لذلك 000 وقيل : لأنه ممسوح بدهن البركة ، كانت الأنبياء تُمسح به ، طيّبِ الرائحة ؛ فإذا مُسح به عُلم أنه نبيّ . وقيل : لأنه كان ممسوح الأخمصيْن . وقيل : لأن الجمال مسحة ، أي أصابه وظهر عليه . وقيل : إنما سمي بذلك لأنه مسح بالطهر من الذنوب . وقال أبو الهيثم : المسيح ضِد المسيخ؛ يقال: مسحه الله أي خلقه خلقاً حسناً مباركاً، 00 " . وقال البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل وأسرار التأويل " المسيح لقبه وهو من الألقاب المشرفة كالصديق وأصله بالعبرية مشيحا معناه : المبارك ، وعيسى معرب ايشوع واشتقاقهما من المسح لأنهما مسح بالبركة أو بما طهره من الذنوب ، أو مسح الأرض ولم يقم في موضع، أو مسحه جبريل " . وقال ابن كثير في تفسيره تفسير القران الكريم " وسمي المسيح ، قال بعض السلف : لكثرة سياحته . وقيل : لأنه كان مسيح القدمين ، لا أخمص لهما ، وقيل : لأنه كان إذا مسح أحداً من ذوي العاهات بريء بإذن الله تعالى " . وقال الشوكاني في تفسيره فتح القدير " والمسيح اختلف فيه من ماذا أخذ ؟ فقيل : من المسح ؛ لأنه مسح الأرض ، أي : ذهب فيها ، فلم يستكن بكن ، وقيل : إنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا بريء ، فسمي مسيحاً ، فهو على هذين فعيل بمعنى فاعل ، وقيل : لأنه كان يمسح بالدهن الذي كانت الأنبياء تمسح به ، وقيل : لأنه كان ممسوح الأخمصين ، وقيل : لأن الجمال مسحه ، وقيل : لأنه مسح بالتطهير من الذنوب " . وقال ابن عباس في تفسيره للقرآن " يسمى المسيح لأنه يسيح في البلدان ويقال المسيح الملك " . ونفس الكلام تقريبا قاله السمرقندي في تفسيره بحر العلوم " ويقال إنما سمي المسيح ، لأنه يسيح في الأرض . ويقال : المسيح بمعنى الماسح ، كان يمسح وجه الأعمى فيبصر . وقال الكلبي : المسيح الملك " . وهذا نفس ما قاله الماوردي في تفسيره النكت والعيون " وفي تسميته بالمسيح قولان : أحدهما : لأنه مُسِحَ بالبركة ، وهذا قول الحسن وسعيد . والثاني : أنه مُسِحَ بالتطهر من الذنوب " وقال البغوي في تفسيره معالم التنزيل " أنه مسح من الأقذار وطهر من الذنوب ، وقيل : لأنه مسح بالبركة ، وقيل : لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدهن ، وقيل مسحه جبريل بجناحه حتى لم يكن للشيطان عليه سبيل ، وقيل : لأنه كان مسيح القدم لا أخمص له ، وسمى الدجال مسيحاً لأنه ممسوح إحدى العينين ، وقال بعضهم هو فعيل بمعنى الفاعل ، مثل عليم وعالم . وقال ابن عباس رضي الله عنهما سمي مسيحاً لأنه ما مسح ذا عاهة إلا برأ ، وقيل : سمي بذلك لأنه كان يسيح في الأرض ولا يقيم في مكان ، وعلى هذا القول تكون الميم فيه زائدة. وقال إبراهيم النخعي : المسيح الصديق " . وهكذا قال بقية المفسرين . 2 – معنى الاسم عيسي ومن أين جاء ؟ عندما بشر الملاك جبرائيل العذراء مريم بالحبل بالسيد المسيح وولادته قال لها " وها أنت ستحبلين وتلدين أبناً وتسمينه يسوع" (لو1 :31) . وقال ليوسف النجار خطيب العذراء عن حبل العذراء " فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه هو الاسم الوحيد الذي تسمى به الرب يسوع المسيح بعد التجسد والذي تسمى به من الملاك كما تسمى به أيضاً بعد ثمانية أيام من ولادته ، أي يوم ختانه " ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمى يسوع كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن" (لو2 :21) . والاسم " يسوع " في أصله العبري هو " يشوع " الذي هو أيضاً تصغير " يهوشع " . وهو في أصله العبري مكون من مقطعين ، من كلمتين مندمجتين ، هما " يهوه " الكائن الدائم الوجود الواجب الوجود وعلة كل وجود و " شع " وهو فعل عبري بمعنى " يخلص " ، فيسوع يعنى " المخلص " ؛ " يهوه المخلص " أو " يهوه يخلص " أي الله المخلص . وعندما ترجم العلماء اليهود العهد القديم إلى اللغة اليونانية نقلوا الاسم " يهوشع " وتصغيره " يشوع " إلى Isou (ايسو) وفي حالة الفاعل Isous (ايسوس) وكذلك فعلت الترجمة القبطية التي حذت حذو العهد الجديد الذي استخدم Isous لكل من الاسم وتصغيره ، وحذت الترجمات العالمية حذو الترجمة السبعينية والعهد الجديد ، فنقل الاسم في الإنجليزية Jesus وفي الفرنسية Jesus أما الترجمة العربية فقد استخدمت الشكل الأخير " يشوع " وأن كانت قد حافظت على الشكل الكامل " يهوشع " ونقلته كما هو عدة مرات(11)، وميزت بين المسيح " يسوع " في شكله الآرامي أما يشوع بن نون فحافظت عليه كما هو " يشوع " وكذلك فعلت الترجمة الإنجليزية التي ميزت بين يسوع Jesus . ولكن في اليونانية لا فرق بين يسوع ويشوع ويهوشع فجميعهم واحد " ايسوس Isous "(12). كما كان اسم يسوع ، " أيسو " في اليونانية ينطق في الآرامية المحيطة بالجزيرة العربية " عيشو " باللهجة العراقية الشرقية ويبدوا أن البعض كان ينطقه " عيسى " ، ومن ثم نطق بالعربية أيضاً عيسى أو العكس . وبالتالي فعيسى هو عيشو بالآرامية العراقية وأيسو في اليونانية ويسوع في العربي ويشوع في العبرية والسريانية ومعناه الأصلي الله يخلص ، أو الله المخلص . 3 – ابن مريم : سمي المسيح في القرآن بابن مريم لأنه ولد بدون أب بشري وسمي كذلك في العهد القديم والعهد الجديد " أليس هذا ابن النجار . أليست أمه تدعى مريم " (مت13 :55) . " أليس هذا هو النجار ابن مريم " (مر6 :3) ، وقال القديس بولس بالروح " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس " (غل4 :4) . وتنبأ عنه العهد القديم أنه سيولد من امرأة ولكن عذراء " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (إش7 :14) . 4 – نسب المسيح في القرآن : ولد المسيح من بني إسرائيل الشعب الذي فضله الله واصطفاه على العالمين " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " (آل عمران:33) ، " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " (البقرة:132) . وأعطاه الله العهد والنبوة وأنعم عليه وأيده بالمعجزات وأنزل عليه التوراة والهدى وأورثه الكتاب والحكم والنبوة : " يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ " (البقرة:40) ، " يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " (البقرة:47و122) ، " يَا بَنِي إِسْرائيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى " (طـه:80) ، " سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (البقرة:211) ، " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الْكِتَابَ " (غافر:53) ، " وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " (الجاثـية:16) . وجاء من تسلسل اسحق ويعقوب الذي جعل الله في ذريتهما النبوة : " وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ " (العنكبوت:27) ، " وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " (الأنعام:84) ، " وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ " (الانبياء:72) . 5 – أم المسيح في القرآن : (1) اختيارها وتفضيلها على نساء العالمين : لم يذكر القرآن اسم أم أي نبي بل ولا اسم أي امرأة أو أنثى أخرى سوى العذراء القديسة مريم ، أم المسيح ، وقد تكرر ذكر اسمها 34 مرة ، منها 11 مرة لوحدها (مريم و يا مريم ) والباقي مقترنا بالمسيح ابن مريم ، كما أنها الوحيدة في النساء التي لها سورة باسمها في القرآن . والقرآن وضعها في مكانة سامية تسموا على الملائكة والبشر ، فوصفها بأفضل نساء الدنيا والآخرة ، المفضلة على نساء العالمين " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " (آل عمران:42) . قال الطبري ، وكذلك القرطبي " ومعنى قوله: " ٱصْطَفَـٰكِ " اختارك واجتبـاك لطاعته ، وما خصك به من كرامته . وقوله : " وَطَهَّرَكِ " يعنـي : طهر دينك من الريب والأدناس التـي فـي أديان نساء بنـي آدم . " وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ " يعنـي : اختارك على نساء العالمين فـي زمَانك بطاعتك إياه ، ففضلك علـيهم " . وقال الزمخشري " ٱصْطَفَـٰكِ " أولاً حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية " وَطَهَّرَكِ " مما يستقذر من الأفعال ومما قرفك به اليهود " وَٱصْطَفَـٰكِ " آخراً " عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ " بأن وهب لك عيسى من غير أب ؛ ولم يكن ذلك لأحد من النساء " . وقال الطبرسي " (يا مريم إن الله اصطفاك) أي : اختارك وألطف لك ، حتى تفرغت لعبادته ، واتباع مرضاته . وقيل : معناه اصطفاك لولادة المسيح ، عن الزجاج (وطهرك) بالإيمان عن الكفر ، وبالطاعة عن المعصية ، عن الحسن وسعيد بن جبير . وقيل : طهرك من الأدناس والأقذار التي تعرض للنساء من الحيض والنفاس ، حتى صرت صالحة لخدمة المسجد ، عن الزجاج . وقيل : طهرك من الأخلاق الذميمة ، والطبائع الردية (واصطفاك على نساء العالمين) أي : على نساء عالمي زمانك " . وقال الرازي " اعلم أن المذكور في هذه الآية أولاً : هو الاصطفاء ، وثانياً : التطهير ، وثالثاً : الاصطفاء على نساء العالمين ، ولا يجوز أن يكون الاصطفاء أولاً من الاصطفاء الثاني ، لما أن التصريح بالتكرير غير لائق ، فلا بد من صرف الاصطفاء الأول إلى ما اتفق لها من الأمور الحسنة في أول عمرها ، والاصطفاء الثاني إلى ما اتفق لها في آخر عمرها . النوع الأول من الاصطفاء : فهو أمور أحدها : أنه تعالى قبل تحريرها مع أنها كانت أنثى ولم يحصل مثل هذا المعنى لغيرها من الإناث . وثانيه : قال الحسن : إن أمها لما وضعتها ما غذتها طرفة عين ، بل ألقتها إلى زكريا ، وكان رزقها يأتيها من الجنة . وثالثها : أنه تعالى فرغها لعبادته ، وخصها في هذا المعنى بأنواع اللطف والهداية والعصمة . ورابعها : أنه كفاها أمر معيشتها ، فكان يأتيها رزقها من عند الله تعالى على ما قال الله تعالى : " أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ " . وخامسها : أنه تعالى أسمعها كلام الملائكة شفاها ، ولم يتفق ذلك لأنثى غيرها، فهذا هو المراد من الاصطفاء الأول . وأما التطهير ففيه وجوه أحدها : أنه تعالى طهرها عن الكفر والمعصية 000 وثانيها : أنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال . وثالثها : طهرها عن الحيض ، قالوا : كانت مريم لا تحيض . ورابعها : وطهرك من الأفعال الذميمة ، والعادات القبيحة . وخامسها : وطهرك عن مقالة اليهود وتهمتهم وكذبهم . وأما الاصطفاء الثاني : فالمراد أنه تعالى وهب لها عيسى عليه السلام من غير أب ، وأنطق عيسى حال انفصاله منها حتى شهد بما يدل على براءتها عن التهمة ، وجعلها وابنها آية للعالمين ، فهذا هو المراد من هذه الألفاظ الثلاثة " . وقال البيضاوي " كلموها شفاهاً كرامة لها ، ومن أنكر الكرامة زعم أن ذلك كانت معجزة لزكريا أو إرهاصاً لنبوة عيسى عليه الصلاة والسلام 000 والاصطفاء الأول تقبلها من أمها ولم يقبل قبلها أنثى وتفريغها للعبادة وإغناؤها برزق الجنة عن الكسب وتطهيرها عما يستقذر من النساء . والثاني هدايتها وإرسال الملائكة إليها ، وتخصيصها بالكرامات السنية كالولد من غير أب وتبرئتها مما قذفتها به اليهود بإنطاق الطفل وجعلها وابنها آية للعالمين " . وقال ابن كثير " أن الله قد اصطفاها ، أي : اختارها ؛ لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهارتها من الأكدار والوساوس ، واصطفاها ثانياً مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين " . وقال الأستاذ أحمد بهجت " أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود 000 هذا الوجود ، والوجود الذي لم يخلق بعد 000 وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق والآخرة " (أحمد بهجت ، أنبياء الله ص 312) . 2 – النذيرة لله من قبل أن تولد : " إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " (آل عمران:35) . قال الزمخشري " روي أنها كانت عاقرا لم تلد إلى أن عجزت ، فبينا هي في ظل شجرة بصرت بطائر يطعم فرخاً له فتحرّكت نفسها للولد وتمنته ، فقالت : اللهم إن لك عليّ نذراً شكراً إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته وخدمه ، فحملت بمريم وهلك عمران وهي حامل " مُحَرَّرًا " معتقاً لخدمة بيت المقدس لا يدَ لي عليه ولا أستخدمه ولا أشغله بشيء ، وكان هذا النوع من النذر مشروعاً عندهم . وروي : أنهم كانوا ينذرون هذا النذر ، فإذا بلغ الغلام خير بين أن يفعل وبين أن لا يفعل . وعن الشعبي " مُحَرَّرًا " : مخلصاً للعبادة ، وما كان التحرير إلا للغلمان ، وإنما بنت الأمر على التقدير ، أو طلبت أن ترزق ذكراً " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا " الضمير لـ ( ما في بطني) ، وإنما أنث على المعنى لأن ما في بطنها كان أنثى في علم الل ه، أو على تأويل الحبلة أو النفس أو النسمة " . (3) حفظها وذزيتها من مس الشيطان : وقال الرازي " ثم حكى الله تعالى عنها كلاماً ثالثاً وهو قولها " وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ " وذلك لأنه لما فاتها ما كانت تريد من أن يكون رجلاً خادماً للمسجد تضرعت إلى الله تعالى في أن يحفظها من الشيطان الرجيم ، وأن يجعلها من الصالحات القانتات ، وتفسير الشيطان الرجيم قد تقدم في أول الكتاب . ولما حكى الله تعالى عن حنة هذه الكلمات قال : " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ " 000 ذكر المفسرون في تفسير ذلك القبول الحسن وجوهاً : الوجه الأول : أنه تعالى عصمها وعصم ولدها عيسى عليه السلام من مس الشيطان روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها " ثم قال أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم " وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " 000 والثاني : أن الشيطان لو تمكن من هذا النخس لفعل أكثر من ذلك من إهلاك الصالحين وإفساد أحوالهم والثالث : لم خص بهذا الاستثناء مريم وعيسى عليهما السلام دون سائر الأنبياء عليهم السلام الرابع : أن ذلك النخس لو وجد بقي أثره ، ولو بقي أثره لدام الصراخ والبكاء ، فلما لم يكن كذلك علمنا بطلانه ، واعلم أن هذه الوجوه محتملة ، وبأمثالها لا يجوز دفع الخبر والله أعلم " . (4) تقبلها الله بقبول حسن : قال الرازي " أن الله تعالى تقبلها بقبول حسن ، ما روي أن حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هارون ، وهم في بيت المقدس كالحجبة في الكعبة ، وقالت : خذوا هذه النذيرة ، فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم ، وكانت بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم وملوكهم فقال لهم زكريا : أنا أحق بها عندي خالتها فقالوا لا حتى نقترع عليها، فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم التي كانوا يكتبون الوحي بها على أن كل من ارتفع قلمه فهو الراجح ، ثم ألقوا أقلامهم ثلاث مرات ، ففي كل مرة كان يرتفع قلم زكريا فوق الماء وترسب أقلامهم فأخذها زكريا " . وقال الطبري " يعنـي بذلك جل ثناؤه : تقبل مريـم من أمها حنة بتـحريرها إياها للكنـيسة وخدمتها ، وخدمة ربها بقبول حسن ، والقبول : مصدر من قبلها ربها 000 وأما قوله : " وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا " فإن معناه : وأنبتها ربها فـي غذائه ورزقه نبـاتاً حسناً حتـى تـمت فكملت امرأة بـالغة تامة 000 قال الله عزّ وجلّ : " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ " قال : تقبل من أمها ما أرادت بها للكنـيسة وآجرها فـيها " وَأَنبَتَهَا " ، قال : نبتت فـي غذاء الله " . ويكمل الطبري فيقول " عن قتادة فـي قوله : " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً " قال : كنا نـحدّث أنها كانت تؤتـى بفـاكهة الشتاء فـي الصيف، وفـاكهة الصيف فـي الشتاء 000عن قتادة : " وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًاً " قال : وجد عندها ثمرة فـي غير زمانها 000 عن الربـيع ، قال : جعل زكريا دونها علـيها سبعة أبواب ، فكان يدخـلها علـيها ، فـيجد عندها فـاكهة الشتاء فـي الصيف، وفـاكهة الصيف فـي الشتاء " . وقال ابن كثير " وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا " ، أي : جعلها شكلاً مليحاً ، ومنظراً بهيجاً ، ويسر لها أسباب القبول ، وقرنها بالصالحين من عباده ؛ تتعلم منهم العلم والخير والدين 000 ثم أخبر تعالى عن سيادتها وجلالتها في محل عبادتها ، فقال " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا " . قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو الشعثاء وإبراهيم النخعي والضحاك وقتادة والربيع بن أنس وعطية العوفي والسدي : يعني : وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ". وقال الطبرسي "عن ابن عباس " وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً " أي : جعل نشوءها نشوءا حسنا . وقيل : سوى خلقها ، فكانت تنبت في يوم ما ينبت غيرها في عام ، عن ابن عباس . وقيل : أنبتها في رزقها وغذائها حتى نمت امرأة بالغة تامة ، عن ابن جريج . وقال ابن عباس : لما بلغت تسع سنين ، صامت النهار وقامت الليل ، وتبتلت حتى غلبت الأحبار 000 " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " يعني وجد زكريا عندها فاكهة في غير حينها ، فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ، غضا طريا ، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والسدي . وقيل : إنها لم ترضع قط ، وإنما كان يأتيها رزقها من الجنة عن الحسن. " قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا " يعني : قال لـها زكريا : كيف لك ؟ ومن أين لك هذا ؟ كالمتعجب منه " قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " أي : من الجنة " (5) وكانت مريم العذراء وأبنها آية للعالمين : " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ " (الأنبياء:91) . فقد كانت آية في ميلادها ونشأتها واختيار الله واصطفائه لها وأطعمها من الجنة . قال الرازي " أما مريم فآياتها كثيرة : أحدها : ظهور الحبل فيها لا من ذكر فصار ذلك آية ومعجزة خارجة عن العادة . وثانيها : أن رزقها كان يأتيها به الملائكة من الجنة وهو قوله تعالى : " أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ " . وثالثها ورابعها : قال الحسن إنها لم تلتقم ثدياً يوماً قط وتكلمت هي أيضاً في صباها " . قال الأمام محمد أبو زهرة " هذه الأحوال التي اكتنفت الحمل بالبتول مريم ، وولادتها وتربيتها ، ويلاحظ القارئ ، أن العبادة والنسك أظلاها ، وهي جنين في بطن أمها إلى أن بلغت مبلغ النساء واصطفاها الله لأمر جلل خطير " (محاضرات في النصرانية ص 14) . وهنا يبرز سؤال : لماذا اصطفى الله العذراء وطهرها من دون نساء العالمين ؟ ولماذا جعلها آية للعالمين ؟ ولماذا عصمها من الزلل والخطيئة ؟ وللإجابة على هذه الأسئلة يقول الأمام أبو زهرة " ولقد كانت تلك التنشئة الطاهرة التي تكونت في ظلها بريئة من دنس الرزيلة – لا يجد لها الشيطان سبيلا أو منفذا ينفذ إلى النفس منها – تمهيداً لأمر جليل قد اصطفاها الله تعالى له دون العالمين 000 وقد كان ذلك الاصطفاء هو اختيار الله لها لأن تكون أماً لمن يولد من غير نطفة آدمية " . وهنا يبرز سؤال آخر وهو : إذا كانت رسالة العذراء هي أن تكون أماً للمسيح ، فمن يكون إذاً هو المسيح ؟ وهل حدث ذلك مع بقية أمهات الأنبياء ؟ ويجيبنا الأستاذ أحمد بهجت فيقول بهجت " أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود 000 هذا الوجود ، والوجود الذي لم يخلق بعد 000 وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق والآخرة " (أحمد بهجت ، أنبياء الله ص 312) . أما السؤال الأول فلا نجد الإجابة عليه إلا في الكتاب المقدس الذي يقول " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " (غل4 :4و5) . ------------------------ الهوامش : (1) + \" لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً \" (النساء:172) . + \" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ \" (المائدة:72) . + \" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ \" (التوبة:30) . (2) + \" إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ \" (آل عمران:45) + \" وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً \" (النساء:157) . + \" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً \" (النساء:171) . (3) + \" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ \" (المائدة:17) . + لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ \" (المائدة:72) . + \" مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة:75) . + \" اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ \" (التوبة:31) . (4) + \" فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ \" (آل عمران:52) . + \" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ \" (آل عمران:55) . + \" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ \" (آل عمران:59) . + \" وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ \" (الزخرف:63) . + \" قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ \" (البقرة:136) . + \" قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ \" (آل عمران:84) . + \" إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً \" (النساء:163) . + \" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ \" (المائدة:78) . + وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ \" (الأنعام:85) . + \" وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً \" (الأحزاب:7) . + \" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ \" (الشورى:13) (5) + \" وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ \" (المؤمنون:50) + \" وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ \" (الزخرف:57) . (6) + \" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ \" (البقرة:87) . + \" تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ \" (البقرة:253) . + \" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ \" (المائدة:110) . + \" إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ \" (المائدة:112) . + \" قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ \" (المائدة:114) . + \" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ \" (المائدة:116) . + \" ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ \" (مريم:34) . + \" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ \" (الصف:6) . + \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ \" (الصف:14) . + \" وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ \" (المائدة:46) . + \" ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ \" (الحديد:27) . + \" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ \" (المائدة:78) . + \"وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً \" (الأحزاب:7) . (11) أنظر 1 صم 14:6 و 18، حجى 1:1و 12 و 14و 2:2 و 4 زك 1:3و 3و6و8ز9. (12) Kittel Theo. Dic. Vol. 5:285 ___________________________ 00 يتبع الراعي / عمانوئيل مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - على نور الله - 04-24-2005 الزميل الراعى : للمسيح مميزات على بعض الانبياء بل اغلبهم فى القران و كذلك امه الطاهرة الجليلة مريم . و لكن المسيح عليه السلام ليس اعظمهم . القران ذكر اسماء و لمح الى شخصيات بافعالها و هذا فى البلاغة اشد تكريما من ذكر الاسم . يعنى مثلا : اذا فعل رجل بطولات فى المعركة . و الرجل اسمه زيد . فان قلت : جاء زيد بطل المعركة . او جاء بطل المعركة . العبارة الثانية بلاغيا اشد تكريما لانك لم تذكر اسم زيد لانه صار معرفا بمجرد ان تقول بطل المعركة . فى المعركة ابطال كثيرون و لكن عندما تقول بطل المعركة فان الاشارة لزيد لا غير . بلاغيا هكذا اشد تكريما . عندما خاطب القران الرسول الاعظم يايها النبى ليس هو فقط النبى و لكن تسميته بالنبى تنفى قصد غيره بذلك . و ايضا مما استند اليه مقالك ان مريم هى الوحيدة التى خاطبتها الملائكة و هذا خطا واضح جدا فالقران يذكر مخاطبة الملائكة لام موسى عليه السلام . و كذلك مخاطبة الملائكة لزوج ابراهيم عليهما السلام السيدة الجليلة سارة . و غير ذلك اما التطهير فاشد ايى تكلمت عن التطهير فهى اية التطهير : انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا . لاحظ ان الاية اقرت التطهير تطهيرا مطلقا مؤكدا لاهل بيت الرسول الاعظم الخمسة اصحاب الكساء الرسول الاعظم و ابنته فاطمة و الامام على و الحسن و الحسين عليهم اشرف و اتم التسليم . القران الكريم كرم و عظم من الرسول العظيم عيسى عليه السلام و امه الطاهرة عليها السلام اما التلميح الى تفضيلهما على الجميع فهذا امر عار عن الصحة . اللهم صل على محمد و ال محمد لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - الراعي - 04-25-2005 الزميل على نور الله تحية وسلام أحترم رايك كثيرا ولكن ، وكما سأبين لك فيما هو آت ، أن المسيح لم يتميز بميزة واحدة على الأنبياء فقط ، بل وبرغم أشتراكه معهم في الكثير مما يدل على نبوتهم فقد فاقهم حتى فيما أشتركوا معه فيه فقد تميز على كل واحد منهم على حده ، وتميز على الجميع في أمور كثيرة وبوجه عام كان مميزاً على الكل في كل شيء . تحياتي الراعي / عمانوئيل مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - على نور الله - 04-25-2005 الزميل الراعى : تفضل و لناخذ كل ميزة للسيد المسيح عليه السلام على حدة و ساقرنها بنبى من الانبياء ما رايك ؟؟؟؟ بالطبع من منظار قرانى اسلامى و اسمح لى ان ابدا بالمولد المبارك السيد المسيح عليه السلام ولد من غير اب و هو مولد معجز سيدنا ادم عليه السلام خلقه الله من غير اب و من غير ام . و تفضل لنتناول فى كل مداخلة ميزة ملاحظة : افضلية المسيح عليه السلام على كثير من الانبياء لمقامه الروحانى العالى و ليس لاتيانه معجزات شاركه فى اتيانها انبياء اخرون بل ربما فعلوا ما يفوق ما فعله السيد المسيح عليه السلام . اللهم صل على محمد و ال محمد لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - الراعي - 04-26-2005 الزميل الفاضل على نور الله تحية وسلام _______________________________ تقول السيد المسيح عليه السلام ولد من غير اب و هو مولد معجز سيدنا ادم عليه السلام خلقه الله من غير اب و من غير ام . _______________________________ وأقول لك يا عزيزي أنها هذا ليس ميزة لآدم على بقية البشر بصفة عامة , ولا على المسيح بصفة خاصة ، فآدم كأول إنسان يخلق على وجه الأرض وكان لابد أن يخلق بدون أب أو أم ، لأنه أول مخلوق وأب كل البشر ، وكذلك حواء التي أُخذت من أحد أضلاع آدم كان لابد وأن تخلق بهذه الكيفية أو حتى مثل آدم . وبعد آدم وحواء ولد جميع البشر من آباء وأمهات بحسب ناموس الطبيعة الذي وضعه الله للبشر . أما المسيح فلم يكن هناك ضرورة لولادته من أم بدون أب إلا إرادة الله وحدها التي شاءت أن يكون هكذا ! بحسب تدبير الله ومشورته الأزلية المحتومة ، فقد ولد المسيح بطريقة إعجازية خارقة للناموس الطبيعي ، وهذه الولادة الإعجازية أنفرد بها وتميز بها عن سائر البشر والأنبياء ولم تحدث لأحد لا من قبله ولا من بعده ، لماذا ؟ لأنه وحده القدوس ابن الله الذي فوق جميع البشر ، الأعظم . ______________________ أما قولك : افضلية المسيح عليه السلام على كثير من الانبياء لمقامه الروحانى العالى و ليس لاتيانه معجزات شاركه فى اتيانها انبياء اخرون بل ربما فعلوا ما يفوق ما فعله السيد المسيح عليه السلام . _____________________________ بل وأقول لك أن سمو ومقام المسيح الروحي لم يصل إليه أحد وكذلك اجتمعت له وفيه جميع المعجزات التي صنعها الأنبياء وفاقها بكثير ، كما سنرى . تحياتي موقتاً الراعي / عمانوئيل مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - الراعي - 04-26-2005 ولادة المسيح من أم عذراء هي أعظم نساء العالمين وُلد المسيح من أم عذراء وُصفت في جميع الكتب التي كتبت عنها بأنها الإنسانة الوحيدة ، بل المخلوقة الوحيدة ، التي فاقت الملائكة والبشر ! 1 - الأم العذراء : وُلد جميع الأنبياء من آباء وأمهات عاديين ، مثل سائر البشر ، وقد تفاوتوا في البر والقداسة ولكنهم كانوا في النهاية مجرد بشر ، وقد ولدوا بحسب ناموس الخليقة ، بالزواج ، والعلاقات الزوجية وبحسب ناموس ، قانون ، الوراثة الذي وضعه الله ، مع ملاحظة طهارة الزواج والعلاقات الزوجية كقول الكتاب " ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس " (عب4:13) ، وحتى الآباء والأنبياء الذين ولدوا بمعجزات مثل أسحق ويوحنا المعمدان (تك19:17؛لو13:1) ، فقد وُلدوا أيضا مثل سائر البشر ، بالزواج وبحسب ناموس الوراثة . ولكن الرب يسوع المسيح فقد وُلد بعيدا عن ناموس الوراثة والزواج والعلاقات الزوجية . فقد وُلد من أم ولكن بدون أب بشري ، وُلد بقوة الله وحلول الروح القدس مباشرة . وقد قصد الكتاب المقدس بـ " العذراء " ، العذراء إلى الأبد ! فكل فتاة عذراء قبل الزواج تدعى بـ " عذراء " لأنها عادة ما تكون عذراء إلى حين ، أما القديسة مريم فقد دعيت بالعذراء ، فهي الوحيدة العذراء قبل الحبل بالمسيح وأثناء الحبل به وبعد ولادته ! لأن مولودها هو عمانوئيل ، الله معنا . لذا فقد وُصف حبلها بأنه " آيه " ؛ " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (اش14:7) ، " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا " (مت23:1) . 2 - الممتلئة نعمة : كما وصفها الكتاب بالمنعم عليها ، الممتلئة نعمة ، والمتميزة عن سائر النساء ببركة لم تنلها ولن تنالها واحدة منهن " فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها . الرب معك مباركة أنت في النساء . فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية . فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله " (لو28:1ـ30) . وعندما ذهبت لزيارة اليصابات ، صرخت اليصابات عند رؤيتها وقالت بالروح القدس الذي حل عليها في تلك اللحظة " مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ " (لو42:1، 43) . والسؤال هنا هل نالت أي أم من أمهات جميع الأنبياء وتميزت بما تميزت به ونالته العذراء ؟! والإجابة : كلا ! والسؤال الطبيعي هنا هو ؛ لماذا وُصفت العذراء القديسة مريم بهذه الأوصاف التي وضعتها فوق مستوى جميع النساء ، بل وفوق مستوى جميع البشر بما فيهم الأنبياء ، في الوجود كله ؟! والإجابة المنطقية هي : لأن الذي حبلت به وولدته هو فوق مستوى جميع البشر ! هذه الإجابة المنطقية أجابتها اليصابات في بساطة ، بالروح القدس عندما وصفت العذراء بـ " أم ربي " ؛ " من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ ؟ " !! تميز المسيح عن سائر الأنبياء بأنه قد وُلد من أم عذراء بدون أب ، وُلد بدون زرع بشر ، حبلت به العذراء على عكس ناموس الطبيعة وقانون الوراثة اللذان وضعهما الله للحبل والولادة ، حبلت به بالروح القدس . وقد وُلد جميع الأنبياء ، دون استثناء ، ولادة طبيعية ، بحسب ناموس الطبيعة وقانون الوراثة من آباء وأمهات . قال الملاك للعذراء عندما بشرها بالحبل بالمسيح " ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع . هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه . ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية " (لو31:1ـ33) . ذهلت العذراء عند سماعها هذا الكلام وقالت للملاك متسائلة " كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا ؟ " . فهي لم تتصور أبداً أنها يمكن أن تحبل بدون زواج ، وسؤالها هذا يدل ويؤكد أن الزواج لم يكن في نيتها مطلقاًَ !! ولكن اشعياء النبي كان قد سبق وتنبأ قبل ذلك بحوالي 700 سنة بهذا الحبل الآية " يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (اش14:7) . إذا كيف حبلت العذراء ؟ ولماذا كان عليها أن تحبل وتلد بدون زرع بشر وبعيدا عن ناموس الحبل والولادة الذي وضعه الله ؟ وقد جاءت الإجابة على فم الملاك " فأجاب الملاك وقال لها . الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو35:1) . إذا فالمولود هو : (أ) المولود بقوة الله التي ظللت العذراء وحلول الروح القدس عليها " تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس " ، أي أن الأب الحقيقي له هو الله ! ومن ثم يدعى بالحقيقة ابن الله ، سواء قبل التجسد أو بعد التجسد ، فهو المولود من الأب قبل كل الدهور بلاهوته ، والمولود من العذراء القديسة مريم بالروح القدس عند تجسده ! لذا يدعى بالحقيقة " ابن الله " ، " ابن العلي " . (ب) وهو القدوس ، كما قال الملاك " القدوس المولود منك " ، والقدوس لقب من ألقاب الله ! فهل حبل بأحد ما ، سواء من الأنبياء أو غيرهم ، بهذه الطريقة ؟! وهل دعي أحد منهم بالقدوس وابن العلي وابن الله ؟!! والإجابة ؛ كلا ! فلماذا وُلد المسيح بهذه الطريقة ولماذا لقب بهذه الألقاب الخاصة بالله ؟!!(*) 3 - اختيارها وتفضيلها على نساء العالمين : قال الكتاب المقدس وقال القرآن أن العذراء القديسة مريم أم المسيح كانت مختارة ، مصطفاة ، على نساء العالمين ، في هذا العالم والعالم الآخر ! فقد وصفها اشعياء النبي في العهد القديم بالعذراء التي ستكون ولادتها وولديها آية " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (اش7 :14) ، وفسر العهد الجديد لقب وليدها عمانوئيل هو الله معنا " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا " (مت1 :23) . وقال القرآن أنها كانت نذيرة لله من قبل الحبل بها في بطن أمها وكانت مميزة على سائر البشر من آدم وحتى يوم الدين . بل ولم يذكر القرآن اسم أم أي نبي بل ولا اسم أي امرأة أو أنثى أخرى سوى العذراء القديسة مريم ، أم المسيح ، وقد تكرر ذكر اسمها 34 مرة ، منها 11 مرة لوحدها (مريم ويا مريم ) والباقي مقترنا بالمسيح ابن مريم ، كما أنها الوحيدة في النساء التي لها سورة باسمها في القرآن . والقرآن وضعها في مكانة سامية تسموا على الملائكة والبشر ، فوصفها بأفضل نساء الدنيا والآخرة ، المفضلة على نساء العالمين " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " (آل عمران:42) . + قال الطبري ، وكذلك القرطبي " ومعنى قوله : " ٱصْطَفَـٰكِ " اختارك واجتبـاك لطاعته ، وما خصك به من كرامته . وقوله : " وَطَهَّرَكِ " يعنـي : طهر دينك من الريب والأدناس التـي فـي أديان نساء بنـي آدم . " وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ " يعنـي : اختارك على نساء العالمين فـي زمَانك بطاعتك إياه ، ففضلك علـيهم " . + وقال الزمخشري " ٱصْطَفَـٰكِ " أولاً حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية " وَطَهَّرَكِ " مما يستقذر من الأفعال ومما قرفك به اليهود " وَٱصْطَفَـٰكِ " آخراً " عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ " بأن وهب لك عيسى من غير أب ؛ ولم يكن ذلك لأحد من النساء " . + وقال الطبرسي " (يا مريم إن الله اصطفاك) أي : اختارك وألطف لك ، حتى تفرغت لعبادته ، واتباع مرضاته . وقيل : معناه اصطفاك لولادة المسيح ، عن الزجاج (وطهرك) بالإيمان عن الكفر ، وبالطاعة عن المعصية ، عن الحسن وسعيد بن جبير . وقيل : طهرك من الأدناس والأقذار التي تعرض للنساء من الحيض والنفاس ، حتى صرت صالحة لخدمة المسجد ، عن الزجاج . وقيل : طهرك من الأخلاق الذميمة ، والطبائع الردية (واصطفاك على نساء العالمين) أي : على نساء عالمي زمانك " . + وقال الرازي " اعلم أن المذكور في هذه الآية أولاً : هو الاصطفاء ، وثانياً : التطهير ، وثالثاً : الاصطفاء على نساء العالمين ، ولا يجوز أن يكون الاصطفاء أولاً من الاصطفاء الثاني ، لما أن التصريح بالتكرير غير لائق ، فلا بد من صرف الاصطفاء الأول إلى ما اتفق لها من الأمور الحسنة في أول عمرها ، والاصطفاء الثاني إلى ما اتفق لها في آخر عمرها . النوع الأول من الاصطفاء : فهو أمور أحدها : أنه تعالى قبل تحريرها مع أنها كانت أنثى ولم يحصل مثل هذا المعنى لغيرها من الإناث . وثانيه : قال الحسن : إن أمها لما وضعتها ما غذتها طرفة عين ، بل ألقتها إلى زكريا ، وكان رزقها يأتيها من الجنة . وثالثها : أنه تعالى فرغها لعبادته ، وخصها في هذا المعنى بأنواع اللطف والهداية والعصمة . ورابعها : أنه كفاها أمر معيشتها ، فكان يأتيها رزقها من عند الله تعالى على ما قال الله تعالى : " أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ " . وخامسها : أنه تعالى أسمعها كلام الملائكة شفاها ، ولم يتفق ذلك لأنثى غيرها، فهذا هو المراد من الاصطفاء الأول . وأما التطهير ففيه وجوه أحدها : أنه تعالى طهرها عن الكفر والمعصية 000 وثانيها : أنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال . وثالثها : طهرها عن الحيض ، قالوا : كانت مريم لا تحيض . ورابعها : وطهرك من الأفعال الذميمة ، والعادات القبيحة . وخامسها : وطهرك عن مقالة اليهود وتهمتهم وكذبهم . وأما الاصطفاء الثاني : فالمراد أنه تعالى وهب لها عيسى عليه السلام من غير أب ، وأنطق عيسى حال انفصاله منها حتى شهد بما يدل على براءتها عن التهمة ، وجعلها وابنها آية للعالمين ، فهذا هو المراد من هذه الألفاظ الثلاثة " . + وقال البيضاوي " كلموها شفاهاً كرامة لها ، ومن أنكر الكرامة زعم أن ذلك كانت معجزة لزكريا أو إرهاصاً لنبوة عيسى عليه الصلاة والسلام 000 والاصطفاء الأول تقبلها من أمها ولم يقبل قبلها أنثى وتفريغها للعبادة وإغناؤها برزق الجنة عن الكسب وتطهيرها عما يستقذر من النساء . والثاني هدايتها وإرسال الملائكة إليها ، وتخصيصها بالكرامات السنية كالولد من غير أب وتبرئتها مما قذفتها به اليهود بإنطاق الطفل وجعلها وابنها آية للعالمين " . + وقال ابن كثير " أن الله قد اصطفاها ، أي : اختارها ؛ لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهارتها من الأكدار والوساوس ، واصطفاها ثانياً مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين " . + وقال الأستاذ أحمد بهجت " أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود 000 هذا الوجود ، والوجود الذي لم يخلق بعد 000 وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق والآخرة " (أحمد بهجت ، أنبياء الله ص 312) . 4 – النذيرة لله من قبل أن تولد : " إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " (آل عمران:35) . + قال الزمخشري " روي أنها كانت عاقرا لم تلد إلى أن عجزت ، فبينا هي في ظل شجرة بصرت بطائر يطعم فرخاً له فتحرّكت نفسها للولد وتمنته ، فقالت : اللهم إن لك عليّ نذراً شكراً إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته وخدمه ، فحملت بمريم وهلك عمران وهي حامل " مُحَرَّرًا " معتقاً لخدمة بيت المقدس لا يدَ لي عليه ولا أستخدمه ولا أشغله بشيء ، وكان هذا النوع من النذر مشروعاً عندهم . وروي : أنهم كانوا ينذرون هذا النذر ، فإذا بلغ الغلام خير بين أن يفعل وبين أن لا يفعل . وعن الشعبي " مُحَرَّرًا " : مخلصاً للعبادة ، وما كان التحرير إلا للغلمان ، وإنما بنت الأمر على التقدير ، أو طلبت أن ترزق ذكراً " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا " الضمير لـ (ما في بطني) ، وإنما أنث على المعنى لأن ما في بطنها كان أنثى في علم الل ه، أو على تأويل الحبلة أو النفس أو النسمة " . 5 – حفظها وأبنها من مس الشيطان وطهارتهما من الذنوب : كانت العذراء القديسة مريم هي الوحيدة بين رجال ونساء العالمين بمن فيهم الأنبياء المطهرة والطاهرة ، بحسب هذا المفهوم ، من الذنوب حتى من قبل أن تولد ، وأن الشيطان لم يمسها منذ لحظة ولادتها من بطن أمها إلى لحظة وفاتها ، كانت معصومة من مس الشيطان ، خاصة في فترة حملها بالمسيح وولادته !!ّ + قال الرازي " ثم حكى الله تعالى عنها كلاماً ثالثاً وهو قولها " وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ " وذلك لأنه لما فاتها ما كانت تريد من أن يكون رجلاً خادماً للمسجد تضرعت إلى الله تعالى في أن يحفظها من الشيطان الرجيم ، وأن يجعلها من الصالحات القانتات ، وتفسير الشيطان الرجيم قد تقدم في أول الكتاب . ولما حكى الله تعالى عن حنة هذه الكلمات قال : " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ " 000 ذكر المفسرون في تفسير ذلك القبول الحسن وجوهاً : الوجه الأول : أنه تعالى عصمها وعصم ولدها عيسى عليه السلام من مس الشيطان روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها " ثم قال أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم " وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " . + وروى الأمام الطبري في تفسيره عدة روايات تؤكد نفس المعنى ونفس الحديث : "تعنـي بقولها : " وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا " وإنـي أجعل معاذها ومعاذ ذرّيتها من الشيطان الرجيـم بك 000 عن أبـي هريرة ، قال: قال رسول الله (ص) " مَا مِنْ نَفْسِ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَالشَّيْطَانُ يَنَالُ مِنْهُ تِلْكَ الطَّعْنَةَ ، وَبِهَا يَسْتَهِلُّ الصَّبِـيُّ ؛ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَـمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ فَـإِنَّها لَـمَّا وَضَعَتْها قَالَتْ: { رَبّ إِنّى أُعِيذُهَا وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ } فَضُرِبَ دُونَها حِجابٌ ، فَطَعَنَ فِيهِ " 000 " ما مِنْ بَنِـي آدَمَ مَوْلُودٌ يُولَدُ إِلاَّ قَدْ مَسَّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ ، فَـيَسْتَهِلّ صَارِخاً بِـمَسِّهِ إيَّاهُ؛ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِها 000" كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ بَنِـي آدَمَ يَـمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بـأُصْبُعِهِ، إِلاَّ مَرْيَـمَ وَابْنَهَا " 000 " ما مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَقَدْ عَصَرَهُ الشَّيْطَانُ عَصْرَةً أَوْ عَصْرَتَـيْنِ ؛ إِلاَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ وَمَرْيَـمَ " 000 عن ابن عبـاس ، قال: ما ولد مولود إلا وقد استهلّ، غير المسيح ابن مريم لم يسلط عليه الشيطان ولم يَنْهَزْه " . وعن وهب بن منبه يقول : لـما ولد عيسى ، أتت الشياطين إبلـيس، فقالوا : أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها ، فقال: هذا فـي حادث حدث! وقال : مكانكم! فطار حتـى جاء خافقـي الأرض ، فلـم يجد شيئاً ، ثم جاء البحار فلـم يجد شيئاً، ثم طار أيضاً فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار ، وإذا الـملائكة قد حفت حوله؛ فرجع إلـيهم فقال: إن نبـياً قد ولد البـارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا أنا بحضرتها إلا هذه! فـأْيِسُوا أن تعبد الأصنام بعد هذه اللـيـلة، ولكن ائتوا بنـي آدم من قبل الـخفة والعجلة . وأيضاً " كُلُّ بَنِـي آدَمَ طَعَنَ الشَّيْطَانُ فِـي جَنْبِهِ إِلاَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ وَأُمَّهُ ، جُعِلَ بَـيْنَهُما وَبَـيْنَهُ حجابٌ، فأصَابَتِ الطَّعْنَةُ الـحِجابَ وَلَـمْ يَنْفُذْ إِلَـيْهِمَا شَيْءً وذكر لنا أنهما كانا لا يصيبـان الذنوب كما يصيبها سائر بنـي آدم . وذكر لنا أن عيسى كان يـمشي علـى البحر كما يـمشي علـى البرّ مـما أعطاه الله تعالـى من الـيقـين والإخلاص. وأيضاً " كُلُّ آدَمِيٍّ طَعَنَ الشَّيْطَانُ فِـي جَنْبِهِ غَيْرَ عِيسَى وأُمِّهِ ، كانا لا يُصِيبـانِ الذُّنُوبَ كَما يُصَيبُها بَنُو آدَمَ " قال: وقال عيسى صلى الله عليه وسلم فـيـما يثنـي علـى ربه : " وأعاذنـي وأمي من الشيطان الرجيـم فلـم يكن له علـينا سبـيـل " . وهذا الحديث وهذه الروايات تكررت عند معظم المفسرين كما وردت في كتب الصحاح خاصة كتاب الصحيح البخاري الذي يعتبره علماء المسلمين الكتاب الثاني بعد القرآن . 6 - تقبلها الله بقبول حسن ورباها في الهيكل واشرف على تربيتها بملائكته وأطعمها من طعام أهل الجنة : يقول القرآن والحديث أن العذراء القديسة مريم نشأت نشأة متميزة على سائر البشر في العالمين ، فيقال أنها تربت في الهيكل بمجرد بلوغها سن الثالثة ، وعاشت في الهيكل حتى خطبت ليوسف النجار ، أي عاشت كل حياتها منذ الطفولة منقطعة للعبادة ولا تعرف شيئاً غير العبادة . وأن الله تقبلها قبولاً حسناً وأنبتها نباتاً حسناً ، أي تربت ونمت ونشأت تحت رعاية الله المباشرة ، وأن الله كان يعتني بها وقد حفظها من مس الشيطان كما بينا أعلاه . وأنها الإنسانة الوحيدة في العالمين التي أطعمها الله من طعام الجنة ، فيقال أن الملائكة كانوا يكلمونها ويأتون لها بطعام من السماء (الجنة)(3). + قال الرازي " أن الله تعالى تقبلها بقبول حسن ، ما روي أن حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هارون ، وهم في بيت المقدس كالحجبة في الكعبة ، وقالت : خذوا هذه النذيرة ، فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم ، وكانت بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم وملوكهم فقال لهم زكريا : أنا أحق بها عندي خالتها فقالوا لا حتى نقترع عليها، فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم التي كانوا يكتبون الوحي بها على أن كل من ارتفع قلمه فهو الراجح ، ثم ألقوا أقلامهم ثلاث مرات ، ففي كل مرة كان يرتفع قلم زكريا فوق الماء وترسب أقلامهم فأخذها زكريا " . + وقال الطبري " يعنـي بذلك جل ثناؤه : تقبل مريـم من أمها حنة بتـحريرها إياها للكنـيسة وخدمتها ، وخدمة ربها بقبول حسن ، والقبول : مصدر من قبلها ربها 000 وأما قوله : " وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا " فإن معناه : وأنبتها ربها فـي غذائه ورزقه نبـاتاً حسناً حتـى تـمت فكملت امرأة بـالغة تامة 000 قال الله عزّ وجلّ : " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ " قال : تقبل من أمها ما أرادت بها للكنـيسة وآجرها فـيها " وَأَنبَتَهَا " ، قال : نبتت فـي غذاء الله " . ويكمل الطبري فيقول " عن قتادة فـي قوله : " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً " قال : كنا نـحدّث أنها كانت تؤتـى بفـاكهة الشتاء فـي الصيف، وفـاكهة الصيف فـي الشتاء 000عن قتادة : " وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًاً " قال : وجد عندها ثمرة فـي غير زمانها 000 عن الربـيع ، قال : جعل زكريا دونها علـيها سبعة أبواب ، فكان يدخـلها علـيها ، فـيجد عندها فـاكهة الشتاء فـي الصيف، وفـاكهة الصيف فـي الشتاء " . + وقال ابن كثير " وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا " ، أي : جعلها شكلاً مليحاً ، ومنظراً بهيجاً ، ويسر لها أسباب القبول ، وقرنها بالصالحين من عباده ؛ تتعلم منهم العلم والخير والدين 000 ثم أخبر تعالى عن سيادتها وجلالتها في محل عبادتها ، فقال " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا " . قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو الشعثاء وإبراهيم النخعي والضحاك وقتادة والربيع بن أنس وعطية العوفي والسدي : يعني : وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ". + وقال الطبرسي "عن ابن عباس " وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً " أي : جعل نشوءها نشوءا حسنا . وقيل : سوى خلقها ، فكانت تنبت في يوم ما ينبت غيرها في عام ، عن ابن عباس . وقيل : أنبتها في رزقها وغذائها حتى نمت امرأة بالغة تامة ، عن ابن جريج . وقال ابن عباس : لما بلغت تسع سنين ، صامت النهار وقامت الليل ، وتبتلت حتى غلبت الأحبار 000 " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " يعني وجد زكريا عندها فاكهة في غير حينها ، فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ، غضا طريا ، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والسدي . وقيل : إنها لم ترضع قط ، وإنما كان يأتيها رزقها من الجنة عن الحسن. " قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا " يعني : قال لـها زكريا : كيف لك ؟ ومن أين لك هذا ؟ كالمتعجب منه " قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " أي : من الجنة " 7 - وأن الله جعلها مع أبنها آية للعالمين : يقول القرآن " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ " (الأنبياء:91) . فقد كانت آية في ميلادها ونشأتها واختيار الله واصطفائه لها وأطعمها من الجنة . قال الرازي " أما مريم فآياتها كثيرة : أحدها : ظهور الحبل فيها لا من ذكر فصار ذلك آية ومعجزة خارجة عن العادة . وثانيها : أن رزقها كان يأتيها به الملائكة من الجنة وهو قوله تعالى : " أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ " . وثالثها ورابعها : قال الحسن إنها لم تلتقم ثدياً يوماً قط وتكلمت هي أيضاً في صباها " . + قال الأمام محمد أبو زهرة " هذه الأحوال التي اكتنفت الحمل بالبتول مريم ، وولادتها وتربيتها ، ويلاحظ القارئ ، أن العبادة والنسك أظلاها ، وهي جنين في بطن أمها إلى أن بلغت مبلغ النساء واصطفاها الله لأمر جلل خطير " (محاضرات في النصرانية ص 14) . وهنا يبرز سؤال : لماذا اصطفى الله العذراء وطهرها من دون نساء العالمين ؟ ولماذا جعلها آية للعالمين ؟ ولماذا عصمها من الزلل والخطيئة ؟ وللإجابة على هذه الأسئلة يقول الأمام أبو زهرة " ولقد كانت تلك التنشئة الطاهرة التي تكونت في ظلها بريئة من دنس الرزيلة – لا يجد لها الشيطان سبيلا أو منفذا ينفذ إلى النفس منها – تمهيداً لأمر جليل قد اصطفاها الله تعالى له دون العالمين 000 وقد كان ذلك الاصطفاء هو اختيار الله لها لأن تكون أماً لمن يولد من غير نطفة آدمية " . وهنا يبرز سؤال آخر وهو : إذا كانت رسالة العذراء هي أن تكون أماً للمسيح ، فمن يكون إذاً هو المسيح ؟ وهل حدث ذلك مع بقية أمهات الأنبياء ؟ ويجيبنا الأستاذ أحمد بهجت فيقول بهجت " أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود 000 هذا الوجود ، والوجود الذي لم يخلق بعد 000 وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق والآخرة " (أحمد بهجت ، أنبياء الله ص 312) . أما السؤال الأول فلا نجد الإجابة عليه إلا في الكتاب المقدس الذي يقول " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " (غل4 :4و5) . 00 يتبع الراعي / عمانوئيل مميزات المسيح على سائر الأنبياء في القرآن !! - الراعي - 04-26-2005 ولادة المسيح من أم عذراء هي أعظم نساء العالمين 1 - اختيارها وتفضيلها على نساء العالمين : قال الكتاب المقدس وقال القرآن أن العذراء القديسة مريم أم المسيح كانت مختارة ، مصطفاة ، على نساء العالمين ، في هذا العالم والعالم الآخر ! فقد وصفها اشعياء النبي في العهد القديم بالعذراء التي ستكون ولادتها وولديها آية " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (اش7 :14) ، وفسر العهد الجديد لقب وليدها عمانوئيل هو الله معنا " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا " (مت1 :23) . وقال القرآن أنها كانت نذيرة لله من قبل الحبل بها في بطن أمها وكانت مميزة على سائر البشر من آدم وحتى يوم الدين . بل ولم يذكر القرآن اسم أم أي نبي بل ولا اسم أي امرأة أو أنثى أخرى سوى العذراء القديسة مريم ، أم المسيح ، وقد تكرر ذكر اسمها 34 مرة ، منها 11 مرة لوحدها (مريم ويا مريم ) والباقي مقترنا بالمسيح ابن مريم ، كما أنها الوحيدة في النساء التي لها سورة باسمها في القرآن . والقرآن وضعها في مكانة سامية تسموا على الملائكة والبشر ، فوصفها بأفضل نساء الدنيا والآخرة ، المفضلة على نساء العالمين " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " (آل عمران:42) . + قال الطبري ، وكذلك القرطبي " ومعنى قوله : " ٱصْطَفَـٰكِ " اختارك واجتبـاك لطاعته ، وما خصك به من كرامته . وقوله : " وَطَهَّرَكِ " يعنـي : طهر دينك من الريب والأدناس التـي فـي أديان نساء بنـي آدم . " وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ " يعنـي : اختارك على نساء العالمين فـي زمَانك بطاعتك إياه ، ففضلك علـيهم " . + وقال الزمخشري " ٱصْطَفَـٰكِ " أولاً حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية " وَطَهَّرَكِ " مما يستقذر من الأفعال ومما قرفك به اليهود " وَٱصْطَفَـٰكِ " آخراً " عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ " بأن وهب لك عيسى من غير أب ؛ ولم يكن ذلك لأحد من النساء " . + وقال الطبرسي " (يا مريم إن الله اصطفاك) أي : اختارك وألطف لك ، حتى تفرغت لعبادته ، واتباع مرضاته . وقيل : معناه اصطفاك لولادة المسيح ، عن الزجاج (وطهرك) بالإيمان عن الكفر ، وبالطاعة عن المعصية ، عن الحسن وسعيد بن جبير . وقيل : طهرك من الأدناس والأقذار التي تعرض للنساء من الحيض والنفاس ، حتى صرت صالحة لخدمة المسجد ، عن الزجاج . وقيل : طهرك من الأخلاق الذميمة ، والطبائع الردية (واصطفاك على نساء العالمين) أي : على نساء عالمي زمانك " . + وقال الرازي " اعلم أن المذكور في هذه الآية أولاً : هو الاصطفاء ، وثانياً : التطهير ، وثالثاً : الاصطفاء على نساء العالمين ، ولا يجوز أن يكون الاصطفاء أولاً من الاصطفاء الثاني ، لما أن التصريح بالتكرير غير لائق ، فلا بد من صرف الاصطفاء الأول إلى ما اتفق لها من الأمور الحسنة في أول عمرها ، والاصطفاء الثاني إلى ما اتفق لها في آخر عمرها . النوع الأول من الاصطفاء : فهو أمور أحدها : أنه تعالى قبل تحريرها مع أنها كانت أنثى ولم يحصل مثل هذا المعنى لغيرها من الإناث . وثانيه : قال الحسن : إن أمها لما وضعتها ما غذتها طرفة عين ، بل ألقتها إلى زكريا ، وكان رزقها يأتيها من الجنة . وثالثها : أنه تعالى فرغها لعبادته ، وخصها في هذا المعنى بأنواع اللطف والهداية والعصمة . ورابعها : أنه كفاها أمر معيشتها ، فكان يأتيها رزقها من عند الله تعالى على ما قال الله تعالى : " أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ " . وخامسها : أنه تعالى أسمعها كلام الملائكة شفاها ، ولم يتفق ذلك لأنثى غيرها، فهذا هو المراد من الاصطفاء الأول . وأما التطهير ففيه وجوه أحدها : أنه تعالى طهرها عن الكفر والمعصية 000 وثانيها : أنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال . وثالثها : طهرها عن الحيض ، قالوا : كانت مريم لا تحيض . ورابعها : وطهرك من الأفعال الذميمة ، والعادات القبيحة . وخامسها : وطهرك عن مقالة اليهود وتهمتهم وكذبهم . وأما الاصطفاء الثاني : فالمراد أنه تعالى وهب لها عيسى عليه السلام من غير أب ، وأنطق عيسى حال انفصاله منها حتى شهد بما يدل على براءتها عن التهمة ، وجعلها وابنها آية للعالمين ، فهذا هو المراد من هذه الألفاظ الثلاثة " . + وقال البيضاوي " كلموها شفاهاً كرامة لها ، ومن أنكر الكرامة زعم أن ذلك كانت معجزة لزكريا أو إرهاصاً لنبوة عيسى عليه الصلاة والسلام 000 والاصطفاء الأول تقبلها من أمها ولم يقبل قبلها أنثى وتفريغها للعبادة وإغناؤها برزق الجنة عن الكسب وتطهيرها عما يستقذر من النساء . والثاني هدايتها وإرسال الملائكة إليها ، وتخصيصها بالكرامات السنية كالولد من غير أب وتبرئتها مما قذفتها به اليهود بإنطاق الطفل وجعلها وابنها آية للعالمين " . + وقال ابن كثير " أن الله قد اصطفاها ، أي : اختارها ؛ لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهارتها من الأكدار والوساوس ، واصطفاها ثانياً مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين " . + وقال الأستاذ أحمد بهجت " أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود 000 هذا الوجود ، والوجود الذي لم يخلق بعد 000 وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق والآخرة " (أحمد بهجت ، أنبياء الله ص 312) . 2 – النذيرة لله من قبل أن تولد : " إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " (آل عمران:35) . + قال الزمخشري " روي أنها كانت عاقرا لم تلد إلى أن عجزت ، فبينا هي في ظل شجرة بصرت بطائر يطعم فرخاً له فتحرّكت نفسها للولد وتمنته ، فقالت : اللهم إن لك عليّ نذراً شكراً إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته وخدمه ، فحملت بمريم وهلك عمران وهي حامل " مُحَرَّرًا " معتقاً لخدمة بيت المقدس لا يدَ لي عليه ولا أستخدمه ولا أشغله بشيء ، وكان هذا النوع من النذر مشروعاً عندهم . وروي : أنهم كانوا ينذرون هذا النذر ، فإذا بلغ الغلام خير بين أن يفعل وبين أن لا يفعل . وعن الشعبي " مُحَرَّرًا " : مخلصاً للعبادة ، وما كان التحرير إلا للغلمان ، وإنما بنت الأمر على التقدير ، أو طلبت أن ترزق ذكراً " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا " الضمير لـ (ما في بطني) ، وإنما أنث على المعنى لأن ما في بطنها كان أنثى في علم الل ه، أو على تأويل الحبلة أو النفس أو النسمة " . 3 – حفظها وأبنها من مس الشيطان وطهارتهما من الذنوب : كانت العذراء القديسة مريم هي الوحيدة بين رجال ونساء العالمين بمن فيهم الأنبياء المطهرة والطاهرة ، بحسب هذا المفهوم ، من الذنوب حتى من قبل أن تولد ، وأن الشيطان لم يمسها منذ لحظة ولادتها من بطن أمها إلى لحظة وفاتها ، كانت معصومة من مس الشيطان ، خاصة في فترة حملها بالمسيح وولادته !!ّ + قال الرازي " ثم حكى الله تعالى عنها كلاماً ثالثاً وهو قولها " وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ " وذلك لأنه لما فاتها ما كانت تريد من أن يكون رجلاً خادماً للمسجد تضرعت إلى الله تعالى في أن يحفظها من الشيطان الرجيم ، وأن يجعلها من الصالحات القانتات ، وتفسير الشيطان الرجيم قد تقدم في أول الكتاب . ولما حكى الله تعالى عن حنة هذه الكلمات قال : " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ " 000 ذكر المفسرون في تفسير ذلك القبول الحسن وجوهاً : الوجه الأول : أنه تعالى عصمها وعصم ولدها عيسى عليه السلام من مس الشيطان روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها " ثم قال أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم " وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " . + وروى الأمام الطبري في تفسيره عدة روايات تؤكد نفس المعنى ونفس الحديث : "تعنـي بقولها : " وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا " وإنـي أجعل معاذها ومعاذ ذرّيتها من الشيطان الرجيـم بك 000 عن أبـي هريرة ، قال: قال رسول الله (ص) " مَا مِنْ نَفْسِ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَالشَّيْطَانُ يَنَالُ مِنْهُ تِلْكَ الطَّعْنَةَ ، وَبِهَا يَسْتَهِلُّ الصَّبِـيُّ ؛ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَـمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ فَـإِنَّها لَـمَّا وَضَعَتْها قَالَتْ: { رَبّ إِنّى أُعِيذُهَا وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ } فَضُرِبَ دُونَها حِجابٌ ، فَطَعَنَ فِيهِ " 000 " ما مِنْ بَنِـي آدَمَ مَوْلُودٌ يُولَدُ إِلاَّ قَدْ مَسَّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ ، فَـيَسْتَهِلّ صَارِخاً بِـمَسِّهِ إيَّاهُ؛ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِها 000" كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ بَنِـي آدَمَ يَـمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بـأُصْبُعِهِ، إِلاَّ مَرْيَـمَ وَابْنَهَا " 000 " ما مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَقَدْ عَصَرَهُ الشَّيْطَانُ عَصْرَةً أَوْ عَصْرَتَـيْنِ ؛ إِلاَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ وَمَرْيَـمَ " 000 عن ابن عبـاس ، قال: ما ولد مولود إلا وقد استهلّ، غير المسيح ابن مريم لم يسلط عليه الشيطان ولم يَنْهَزْه " . وعن وهب بن منبه يقول : لـما ولد عيسى ، أتت الشياطين إبلـيس، فقالوا : أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها ، فقال: هذا فـي حادث حدث! وقال : مكانكم! فطار حتـى جاء خافقـي الأرض ، فلـم يجد شيئاً ، ثم جاء البحار فلـم يجد شيئاً، ثم طار أيضاً فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار ، وإذا الـملائكة قد حفت حوله؛ فرجع إلـيهم فقال: إن نبـياً قد ولد البـارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا أنا بحضرتها إلا هذه! فـأْيِسُوا أن تعبد الأصنام بعد هذه اللـيـلة، ولكن ائتوا بنـي آدم من قبل الـخفة والعجلة . وأيضاً " كُلُّ بَنِـي آدَمَ طَعَنَ الشَّيْطَانُ فِـي جَنْبِهِ إِلاَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ وَأُمَّهُ ، جُعِلَ بَـيْنَهُما وَبَـيْنَهُ حجابٌ، فأصَابَتِ الطَّعْنَةُ الـحِجابَ وَلَـمْ يَنْفُذْ إِلَـيْهِمَا شَيْءً وذكر لنا أنهما كانا لا يصيبـان الذنوب كما يصيبها سائر بنـي آدم . وذكر لنا أن عيسى كان يـمشي علـى البحر كما يـمشي علـى البرّ مـما أعطاه الله تعالـى من الـيقـين والإخلاص. وأيضاً " كُلُّ آدَمِيٍّ طَعَنَ الشَّيْطَانُ فِـي جَنْبِهِ غَيْرَ عِيسَى وأُمِّهِ ، كانا لا يُصِيبـانِ الذُّنُوبَ كَما يُصَيبُها بَنُو آدَمَ " قال: وقال عيسى صلى الله عليه وسلم فـيـما يثنـي علـى ربه : " وأعاذنـي وأمي من الشيطان الرجيـم فلـم يكن له علـينا سبـيـل " . وهذا الحديث وهذه الروايات تكررت عند معظم المفسرين كما وردت في كتب الصحاح خاصة كتاب الصحيح البخاري الذي يعتبره علماء المسلمين الكتاب الثاني بعد القرآن . 4 - تقبلها الله بقبول حسن ورباها في الهيكل واشرف على تربيتها بملائكته وأطعمها من طعام أهل الجنة : يقول القرآن والحديث أن العذراء القديسة مريم نشأت نشأة متميزة على سائر البشر في العالمين ، فيقال أنها تربت في الهيكل بمجرد بلوغها سن الثالثة ، وعاشت في الهيكل حتى خطبت ليوسف النجار ، أي عاشت كل حياتها منذ الطفولة منقطعة للعبادة ولا تعرف شيئاً غير العبادة . وأن الله تقبلها قبولاً حسناً وأنبتها نباتاً حسناً ، أي تربت ونمت ونشأت تحت رعاية الله المباشرة ، وأن الله كان يعتني بها وقد حفظها من مس الشيطان كما بينا أعلاه . وأنها الإنسانة الوحيدة في العالمين التي أطعمها الله من طعام الجنة ، فيقال أن الملائكة كانوا يكلمونها ويأتون لها بطعام من السماء (الجنة)(3). + قال الرازي " أن الله تعالى تقبلها بقبول حسن ، ما روي أن حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هارون ، وهم في بيت المقدس كالحجبة في الكعبة ، وقالت : خذوا هذه النذيرة ، فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم ، وكانت بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم وملوكهم فقال لهم زكريا : أنا أحق بها عندي خالتها فقالوا لا حتى نقترع عليها، فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم التي كانوا يكتبون الوحي بها على أن كل من ارتفع قلمه فهو الراجح ، ثم ألقوا أقلامهم ثلاث مرات ، ففي كل مرة كان يرتفع قلم زكريا فوق الماء وترسب أقلامهم فأخذها زكريا " . + وقال الطبري " يعنـي بذلك جل ثناؤه : تقبل مريـم من أمها حنة بتـحريرها إياها للكنـيسة وخدمتها ، وخدمة ربها بقبول حسن ، والقبول : مصدر من قبلها ربها 000 وأما قوله : " وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا " فإن معناه : وأنبتها ربها فـي غذائه ورزقه نبـاتاً حسناً حتـى تـمت فكملت امرأة بـالغة تامة 000 قال الله عزّ وجلّ : " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ " قال : تقبل من أمها ما أرادت بها للكنـيسة وآجرها فـيها " وَأَنبَتَهَا " ، قال : نبتت فـي غذاء الله " . ويكمل الطبري فيقول " عن قتادة فـي قوله : " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً " قال : كنا نـحدّث أنها كانت تؤتـى بفـاكهة الشتاء فـي الصيف، وفـاكهة الصيف فـي الشتاء 000عن قتادة : " وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًاً " قال : وجد عندها ثمرة فـي غير زمانها 000 عن الربـيع ، قال : جعل زكريا دونها علـيها سبعة أبواب ، فكان يدخـلها علـيها ، فـيجد عندها فـاكهة الشتاء فـي الصيف، وفـاكهة الصيف فـي الشتاء " . + وقال ابن كثير " وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا " ، أي : جعلها شكلاً مليحاً ، ومنظراً بهيجاً ، ويسر لها أسباب القبول ، وقرنها بالصالحين من عباده ؛ تتعلم منهم العلم والخير والدين 000 ثم أخبر تعالى عن سيادتها وجلالتها في محل عبادتها ، فقال " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا " . قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو الشعثاء وإبراهيم النخعي والضحاك وقتادة والربيع بن أنس وعطية العوفي والسدي : يعني : وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ". + وقال الطبرسي "عن ابن عباس " وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً " أي : جعل نشوءها نشوءا حسنا . وقيل : سوى خلقها ، فكانت تنبت في يوم ما ينبت غيرها في عام ، عن ابن عباس . وقيل : أنبتها في رزقها وغذائها حتى نمت امرأة بالغة تامة ، عن ابن جريج . وقال ابن عباس : لما بلغت تسع سنين ، صامت النهار وقامت الليل ، وتبتلت حتى غلبت الأحبار 000 " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " يعني وجد زكريا عندها فاكهة في غير حينها ، فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ، غضا طريا ، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والسدي . وقيل : إنها لم ترضع قط ، وإنما كان يأتيها رزقها من الجنة عن الحسن. " قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا " يعني : قال لـها زكريا : كيف لك ؟ ومن أين لك هذا ؟ كالمتعجب منه " قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " أي : من الجنة " 5 - وأن الله جعلها مع أبنها آية للعالمين : يقول القرآن " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ " (الأنبياء:91) . فقد كانت آية في ميلادها ونشأتها واختيار الله واصطفائه لها وأطعمها من الجنة . قال الرازي " أما مريم فآياتها كثيرة : أحدها : ظهور الحبل فيها لا من ذكر فصار ذلك آية ومعجزة خارجة عن العادة . وثانيها : أن رزقها كان يأتيها به الملائكة من الجنة وهو قوله تعالى : " أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ " . وثالثها ورابعها : قال الحسن إنها لم تلتقم ثدياً يوماً قط وتكلمت هي أيضاً في صباها " . + قال الأمام محمد أبو زهرة " هذه الأحوال التي اكتنفت الحمل بالبتول مريم ، وولادتها وتربيتها ، ويلاحظ القارئ ، أن العبادة والنسك أظلاها ، وهي جنين في بطن أمها إلى أن بلغت مبلغ النساء واصطفاها الله لأمر جلل خطير " (محاضرات في النصرانية ص 14) . وهنا يبرز سؤال : لماذا اصطفى الله العذراء وطهرها من دون نساء العالمين ؟ ولماذا جعلها آية للعالمين ؟ ولماذا عصمها من الزلل والخطيئة ؟ وللإجابة على هذه الأسئلة يقول الأمام أبو زهرة " ولقد كانت تلك التنشئة الطاهرة التي تكونت في ظلها بريئة من دنس الرزيلة – لا يجد لها الشيطان سبيلا أو منفذا ينفذ إلى النفس منها – تمهيداً لأمر جليل قد اصطفاها الله تعالى له دون العالمين 000 وقد كان ذلك الاصطفاء هو اختيار الله لها لأن تكون أماً لمن يولد من غير نطفة آدمية " . وهنا يبرز سؤال آخر وهو : إذا كانت رسالة العذراء هي أن تكون أماً للمسيح ، فمن يكون إذاً هو المسيح ؟ وهل حدث ذلك مع بقية أمهات الأنبياء ؟ ويجيبنا الأستاذ أحمد بهجت فيقول بهجت " أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود 000 هذا الوجود ، والوجود الذي لم يخلق بعد 000 وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق والآخرة " (أحمد بهجت ، أنبياء الله ص 312) . أما السؤال الأول فلا نجد الإجابة عليه إلا في الكتاب المقدس الذي يقول " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " (غل4 :4و5) . مع تحياتي الراعي / عمانوئيل |