حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
نهاية غير معروفة لقصة معروفة ....الكاتب: ممدوح حمادة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: نهاية غير معروفة لقصة معروفة ....الكاتب: ممدوح حمادة (/showthread.php?tid=29397) |
نهاية غير معروفة لقصة معروفة ....الكاتب: ممدوح حمادة - بسام الخوري - 04-23-2005 نهاية غير معروفة لقصة معروفة الكاتب: ممدوح حمادة المصدر: مرآة سورية نهاية غير معروفة لقصة معروفة ممدوح حمادة الجميع يعرفون قصة سندريلا وما جرى لها مع الأمير، والعز الذي يفترض أنها عاشت فيه بعد أن تحولت من خادمة إلى أميرة، ولكن كعادة المؤرخين، لا ينقلون لنا الجزء الأسود من القصة، وهذا ما فعلوه مع عبد اللطيف الذي أصبح رأسه مطلوبا بعد العثور على سندريلا بدقائق. بسبب الفرح الذي كان يسيطر على الأمير بعد عثوره على حبيبة قلبه سندريلا فإنه لم يكن يسيطر على سرعة عربته التي يجرها ستة عشر حصانا شاقة الطرقات نحو القصر وكأنها ريح عاتية، ولذلك لم يتسنى لعبد الطيف أن يبتعد عن الطريق الذي كان يسير في وسطه متجها إلى طرفه المقابل، ولولا لطف الله لكانت عجلات العربة فرمته وحولته إلى عشرين قطعة. نهض عبد اللطيف وقبل أن ينفض الغبار عن ثيابه صرخ موبخا الحوذي: - انتبه يا بني آدم. لم يكن عبد اللطيف يعرف من هو الحوذي، ولم يتوقع أبد أن العربة ستفرمل ويترجل منها أربعة رجال يرتدون عباءات سوداء تطل من تحتها سيوف علقت على الأحزمة، ليصرخ به أحدهم: - تعال إلى هنا أيها الوغد. أدرك عبد اللطيف عندما شاهد هؤلاء أن قدره قد كشر له عن أنيابه وقال في سره: (ليت عجلات العربة فرمتني وأراحتني من هذا المصير)، ولكن الروح غالية والحيوان لا يمكن أن يستسلم للموت حتى لو سدت عليه الوحوش جميع منافذ الهرب، وعبد اللطيف الذي كان يشعر أنه الآن حيوان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فكر بنفس الطريقة، ودفعته غريزة البقاء لكي يسلم ساقيه للريح. لحق الرجال الأربعة بعبد اللطيف بسرعة هائلة يبدو أنهم تدربوا كثير لبلوغها، ولو تهيأ لهم وشاركوا في بطولات الجري لما كان لهم من منافس على المراكز الأربعة الأولى، ولكن التدريب مهما كان طويلا ومتقنا وحتى المنشطات التي مهما بلغت فاعليتها، فإنها لا توازي الخوف بدفع السرعة إلى أقصى مستوياتها، ولذلك فقد تمكن عبد اللطيف من جعل المسافة التي تفصل بينهم تتصاعد رويدا رويدا إلى أن تهيأ له أنهم قد فقدوا أثره، ولكن ومن باب الحيطة تابع ركضه إلى الأمام لكي يقطع الشك باليقين، وكما حدث مع سندريلا حدث مع عبد اللطيف، فقد أفلتت فردة حذائه اليمنى من قدمه، وبسبب السرعة التي كان يجري بها فقد قطع عدة أمتار قبل أن يشعر بذلك، فتوقف وقرر العودة لالتقاطها ولكنه لم يكمل خطوته الأولى إلى الوراء حتى شاهد الرجال الأربعة يخرجون من خلف المنعطف بنفس السرعة التي انطلقوا فيها، فأدرك أنهم لم يفقدوا أثره كما تهيأ له، (إنهم لا يفقدون الأثر) قال لنفسه ولم يتورع عن التضحية بفردة حذائه،و شمع الخيط . عندما وصل الرجال الأربعة إلى فردة الحذاء توقفوا، ثم تناولها أحدهم وقرروا العودة إلى المقر، فالخبرة التي اكتسبوها أثناء البحث عن سندريلا تجعلهم يتمكنون من اكتشاف هذا الرجل الذي كانوا يجهلون أن اسمه عبد اللطيف. ضرب الأمير على سطح الطاولة بقوة، ضربة اهتزت لها أركان العرش وصاح بصوت بعث الرعب في قلب سندريلا وجعلها تتمنى لو بقيت خادمة عند زوجة أبيها: - قيسوا الحذاء على أرجل الجميع. وقبل صياح الديك كان الخبر قد تفشى في أوساط الجماهير ودب الرعب في البلد، خاصة وأن أحدا لا يعرف مقاس ذلك الحذاء المشؤوم، لم يغمض لرجل جفن خوفا من أن يطابق الحذاء مقاس رجله وأخذ كل يبحث عن مهرب من هذه الورطة التي تكلف رقبة، ففكر بعضهم بالهرب من المدينة ريثما تمر العاصفة، ولكنهم سرعان ما تخلوا عن هذه الفكرة بعد أن اكتشفوا أن مفارز الحراسة قد أغلقت جميع أبواب المدينة ومنعت أحدا من الخروج أو الدخول. ومثلما دفع الخوف عبد اللطيف لكي يكون أسرع رجل في العالم فقد دفعه لكي يكون أذكى رجل في العالم، خاصة وأنه بخلاف الآخرين يعرف أن فردة الحذاء ستطابق مقاس رجله، وتوصل إلى طريقة تخلصه من الخضوع للاختبار المنتظر، فتناول عصا وأخذ يضرب بها رجله اليمنى حتى هشمها، وساعدته زوجته بدافع الحب في تهشيم رجله اليسرى، ومثلما سرت شائعة الحذاء بسرعة تفشت وصفة عبد اللطيف بسرعة أكبر، وقبل أن يشرق الصبح كان جميع رجال المدينة يسيرون على عكازاتهم الخشبية بعد أن قام كل منهم بكسر رجليه، فهم لا يعرفون أي فردة حذاء أفلتت من رجل ذلك الكلب (هكذا كانوا يسمون الرجل المجهول الذي سبب لهم هذا البلاء والذي هو عبد اللطيف) . أمام كوة الغرفة التي خصصت لإجراء الاختبار في اليوم التالي كان يصطف طابور مكون من آلاف الرجال الذين يتكئون على عكازاتهم بأرجل ملفوفة بالجص منتظرين ما الذي سيفعله رجال الأمير، ومن خلال الكوة كانت تبدو وجوه رجال الأمير الحائرة فيما تفعله. سأل أحدهم الآخر: - ماذا سنفعل الآن؟ - سننتظر حتى ينزعوا الجص عن أرجلهم. أجابه الآخر ثم تناول فردة الحذاء القرينة ونهض. خرج رجال الأمير من باب الغرفة كل يتكئ على عكازيه ويجر رجليه الملفوفتين بالجص ثم ركبوا العربة وانصرفوا. ومنذ ذلك اليوم وهم ينتظرون أن ينزع الجص عن أرجل الرعية، و رغم أن عبد اللطيف قد مات في نهاية أخرى غير معروفة لقصة أخرى غير معروفة هي الأخرى فإن الناس لا يزالون يكسرون أرجلهم كلما تماثلت للشفاء، إلى درجة أن كسر الأرجل أصبح تقليدا يتم القيام والاحتفال به مع الختان. |