![]() |
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما (/showthread.php?tid=29432) |
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بسام الخوري - 04-22-2005 [SIZE=4]وسط العاصفة وسط العاصفة رسوم : عبد العال حدث ذلك منذ زمن قديم بعيد جدًا, موغل في القدم. كان صياد سمك اسمه إبراهيم يعيش في قرية قريبة من البحر, وكان يخرج كلّ يوم بزورقه الصغير وشبكته وحربته إلى البحر, يبتعد عن الساحل, وهنالك في مكان ملائم يلقي بشبكته. كان إبراهيم الصيّاد يكتفي كل يوم بعشر سمكات كبيرات لا أكثر, فهو رجل قنوع برزقه, أما السمكات الصغيرات, فكان يرجعها إلى البحر وهو يهمس في أذنها: سترجعين إليّ عندما تكبرين. كان يأخذ سمكتين اثنتين لأهله وأطفاله, وواحدة لجارته الأرملة الفقيرة وأطفالها, أما الباقيات فكان يبيعها بأسعار زهيدة. كان صيادًا طيب القلب, متواضعًا, محبّا للناس ومساعدتهم, بالإضافة إلى أنه رجل قنوع, ولهذا كان محبوبًا من قِبل الآخرين, وكان دائمًا لا يرجع من مشوار صيده إلا وسلته مليئة بعشر سمكات. خمسون سنة مضت وإبراهيم يمارس هذه المهنة منذ صغره, حيث كان يخرج مع والده, ثم أخذ يخرج وحده إلى البحر بعد فقده والده. لقد أصبح صديق البحر, يستحمّ فيه, أو يغسل كفيه ووجهه بماء البحر من زورقه, ثم ينظر إلى البحر الممتد أمامه, كان بحرًا هادئًا, أزرق زرقة السماء, البحر أيضًا صار صديقه, وكان يتفقده حينما يغيب عنه بسبب مرض أو بسبب عاصفة هوجاء, فكان البحر يناديه بهدير أمواجه الصاخبة التي تضرب صخور الساحل, وكان إبراهيم يسمع صوتها فيقفز من فراشه ويقف على الساحل يلوّح للبحر, للأمواج, فتهدأ وتأتي رخاء إلى فيه وكأنها تلثمه, فيأخذ إبراهيم حفنة من ماء بكفّه ويغسل وجهه, ثم يضحك, فيرى انعكاس وجهه على صفحة البحر وهو يردد: أهلا بحبيبي البحر, ومصدر رزقي. جنية البحر الطيبة أصبحت صديقته, وكانت تدلّه على مكان الصيد الوفير بعد أن عرفته رجلاً طيبًا, وكم من مرّة رجته أن تملأ زورقه كلّه سمكًا, إلا أن إبراهيم القنوع كان يرفض ذلك ويقول لها باسمًا: آنستي ابنة البحر, لا آخذ أكثر من عشر سمكات, هذا رزقي وفيه كل البركة, وأترك باقي الأسماك للصيادين الآخرين. كانت جنية البحر تضحك فرحة من كلامه, من بساطته وطيبته ومن قناعته, ثم تلوّح له وتغوص في الأعماق. في يوم ما, حين كان إبراهيم السمّاك بعيدًا عن الساحل إذا بعاصفة شديدة تفاجئه وهو في زورقه الصغير, فهاج البحر بغتة وأزبد, وارتفعت الأمواج وأخذت تضرب بعضها بعضًا بصورة جنونية. والزورق يعلو وينخفض ثم يدور بقوّة, وأخيرًا لطمته موجة قوية, فانقلب على ظهره وأخذ يغوص, لكن إبراهيم الصياد وبخفّة تعلق بالمجذاف وهو يردّد: يا إلهي! رحمتك... وأخذ يكافح الموج بثقة لا تضاهيها ثقة, وبعزيمة لا تلين, إنها العاصفة الهوجاء يجب أن يثبت ويقاوم وإلا فالمصير معلوم. فأخذ يقاوم بكل عزيمة, إنه ابن البحر, فلم ييأس, بل كان يقاوم ويتحدى العاصفة وهو في وسطها, وفي قرارة نفسه كان يدعو ويقول: يا إلهي...أدركني.. لا تتركني وحدي, أغثني برحمتك الواسعة, أطفالي وزوجتي ينتظرونني يا أرحم الراحمين. فجأة اقترب منه سمك القرش, فتح فكّيه القاسيين, حام حوله كعادته قبل أن ينقضّ على فريسته, إلا أن جنيّة البحر الطيبة سرعان ما وصلت إليه, وقالت للقرش: ابتعد يا قرش عن إبراهيم, إنه صديقي الطيب, وصديق البحر, وإذا بالقرش يدير رأسه, ويذهب بكل هدوء دون اعتراض, وهو الحيوان الشرس. الساحل مازال بعيدًا عنه إلا أن العاصفة عبرته, كان يسمع زئيرها وهو ماسك بالمجذاف, ثم أخذ البحر يستعيد هدوءه, وظهرت زرقة السماء الصافية, اقتربت منه جنية البحر وقالت له: لا تخف يا إبراهيم, عاصفة وعبرت, شدّة وراحت, إيمانك أنقذك, وكذلك طيبة قلبك وإحسانك للأرملة, إن الله لا يضيع أجر المحسنين, لقد غمرك برحمته الواسعة, فلا تخف. العاصفة ولّت وراحت تضرب الصخور كعادتها حتى تهدأ, ماء البحر احتواه برفق من جديد بعد هذه الشدّة المباغتة الصعبة, وكأن البحر يعتذر له ويقول: سامحني يا إبراهيم, اعذرني, إنها العاصفة الغادرة, ليست بيدي, أما نحن فسنبقى صديقين, أنت وأنا. ابتسم إبراهيم السماك لجنية البحر التي كانت تسبح بجواره, ولم تتركه لحظة واحدة منذ هبّت العاصفة, قال لها: لقد تعبتُ يا صديقتي, وزورقي ضاع, وشباكي فُقدت, وأرجو مساعدتك, لأني لا أدري ماذا سأفعل...! آهٍ يا إبراهيم, لقد كافح ببطولة, كنتُ أنظر إليك وأنا بقربك, كنت تقاوم الموج بروح صامدة شجاعة, إني أهنئك وأغبطك على صمودك, إنني معجبة بك, بشجاعتك وصبرك, العاصفة كانت تريد تحطيمك, ولكنها لم تستطع, بورك فيك, وسأبقى معك أساعدك لأنك تستحق المساعدة, وإن كنتُ أعرف أنك تستطيع الوصول إلى الساحل بنفسك لأنك صاحب عزيمة, ثم نادت صديقها الدلفين الصغير وقالت له: ساعده, إنه صديقنا. فانطلق الدلفين كالسهم فرحًا حاملاً الصيّاد البطل فوق ظهره حتى الساحل, وهناك عند الساحل سجد إبراهيم لله وشكره, ثم راح يجفّف ثيابه, والتفت إلى الدلفين الذي ظل يلاحظه وقال: إني أشكرك أيها الدلفين الصغير, ما أطيبك يا ابن البحر! هزّ الدلفين رأسه وقال: انتظر, لا تبرح مكانك أيها الصديق, غاص الدلفين في الأعماق, وبعد فترة, كانت سبعة دلافين تدفع القارب نحو الساحل حتى وضعته أمام السمّاك إبراهيم. صاح إبراهيم مدهوشًا, وتهلل وجهه: يا إلهي!! زورقي يعود لي...!! كم أشكرك أيها الجبار العظيم على رحمتك. ثم غاصت الدلافين مرّة أخرى, وخرجت بالشباك, وفي إحدى الشباك عشر سمكات كبيرات, فرح إبراهيم أمام البحر, رفع رأسه إلى السماء وصاح: كم أشكرك يا إلهي على لطفك ورحمتك ونعمتك!! لقد أنقذتني ورزقتني. وقف السمّاك إبراهيم أمام البحر يتطلّع إليه بحبّ وإعجاب ورهبة, وكان البحر آنذاك - بعد انتهاء العاصفة - هادئًا يمتدّ أمامه واسعًا حتى انطباق الأفق بلا شاطئ, ومن بعيد, كانت جنية البحر الطيبة تلوّح له وهي واقفة على ظهر دلفين يشقّ عباب الماء, ثم غاص في أعماق البحر. رجع إبراهيم إلى زوجته وأطفاله محمّلاً بالأسماك, فرحًا بعد أن أفلت من فكي العاصفة والقرش, وبين آونة وأخرى كان يكرر شكره لله, ثم أخذ بشوق يقبّل أطفاله ويحتضنهم, يتلمّسهم بيديه, وكأنه غير مصدّق أنه رجع إليهم حيًا سالمًا. زهير رسّام قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بسام الخوري - 04-22-2005 http://www.alarabimag.com/youngaraby/Data/...1/Art_68554.XML قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بسام الخوري - 04-22-2005 [SIZE=5]3 سمكات ذهبيات رسوم : علي دسوقي يخرج الصيادون إلى البحر كل نهار, حاملين شباكهم إلى قواربهم, ينطلقون في الماء, يلقون بالشباك وينتظرون, فيأتي البحر بما يشتهون من رزقه الوفير, فيشكرون الله على نعمائه, ويعودون لسوق السمك فيبيعون من صيدهم ما تيسر, ويأخذون لأهلهم ما تبقى. خرج الصياد عياد معهم, جامعًا خيوط شبكته على كتفه, ممسكًا بيده القوية الجراب الذي سيحمل صيده فيه,, دفع القارب للماء وقفز فوقه, واستطاع بمجدافيه أن يسرع إلى خليج تكثر الأسماك الذهبية فيه. مرت ساعة, وبعدها ساعتان, وعندها أحسّ أن الشبكة تهتز, ففطن إلى أن صيدًا بداخلها يرقص, فأرخاها قليلاً, ثم جمع أطرافها وسحبها بقوة, لكنه لم ير في نهايتها غير سمكة ذهبية صغيرة, أمسكها وهَمَّ بوضعها في الجراب. صرخت السمكة الذهبية الصغيرة في وجه الصياد عياد: ماذا ستفعل بي?أجابها والدهشة تملأ كلماته: سأضعك في جرابي, وأرمي شبكتي, لعلي آتي بسواكِ.. قالت السمكة: وماذا تفعل بسمكة صغيرة مثلي لا تسمن ولا تغني من جوع? ألقِ بي للبحر فتأتيك سمكة أكبر ودعني أسبح حتى تأتي للصيد في المرة القادمة. ألقى الصياد عياد السمكة الذهبية الصغيرة وانتظر. وبعد ساعة أحس بالشبكة تهتز, وفرح لأن حركة الشبكة كانت أكثر, وهذا يعني أن الصيد أكبر. وقد صدقت السمكة الذهبية الصغيرة فقد كانت هناك في الشبكة سمكة ذهبية أكبر, ولكنه ما إن هم بوضعها في جرابه حتى حدثته بما قالته له السمكة الذهبية الصغيرة, فصدقها وألقى بها للبحر.. وانتظر. عندما لامست السمكة الذهبية الماء, أسرعت إليها صديقاتها, فأخبرتهن بما كان بينها وبين الصياد عياد, فضحكن كثيرًا. كانت السمكة الذهبية الصغيرة قد أخبرتهن بماحدث معها, ونصحتهن أن يقلن له - إذا وقعن في شبكته - ما قالته نفسه, لأنه كان يبدو طماعًا, يرمي القليل الذي في يده مقابل كثير في بطن البحر! بعد ساعتين اهتز قارب الصياد عياد من ثقل صيد شبكته, وسحبها فإذا بها سمكة ذهبية كبيرة, ففرح بها, وهم بوضعها في جرابه,, لكنها سألته: ماذا ستفعل بي أيها الصياد? فرد قائلاً: سآخذك إلى السوق فأبيعك, لأشتري بثمنك لحمًا وخبزًا وفاكهة. فقاطعته: وماذا تأخذ ثمنًا لسمكة واحدة فقط? ألقِ بي إلى البحر, فأجمع لك صديقاتي ونأتي لشبكتك جميعًا! لم يفطن الصياد عياد لخدعة السمكة الذهبية الكبيرة, وما إن ألقى بها إلى الماء, حتى غاصت وجمعت صديقاتها, وانطلقن بعيدًا عن قاربه, وانتظر الصياد عياد ساعة, وساعتين, وبعد 3 ساعات غربت الشمس, فعاد إلى الشاطئ وجلس حزينًا بجانب جرابه الخالي. أمنية سعيد... http://www.alarabimag.com/youngaraby/Data/...1/Art_68553.XML قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بسام الخوري - 04-22-2005 [SIZE=5]القط والديك والفأر الصغير ترجمها : بيومي قنديل رسم : عمرو أمين خرج أحد الفئران للنزهة في ساحة قريبة. وعندما عاد حكى لأمه عما رأى: - رأيت يا أمي حيوانين غريبين, أحدهما مخيف أما الآخر فلطيف ورقيق. وهنا سألته أمه: - صفهما لي يا صغيري. رد الفأر الصغير: - للحيوان المرعب رجلان سوداوان وعرف أحمر اللون على قمة رأسه وعينان واسعتان مستديرتان أما أنفه فأشبه بصنارة معقوفة. وعندما مررت بالقرب منه فتح شدقه ورفع رجله وشرع في الصياح بصوت بلغ من القوة إلى الحد الذي أصبت معه بهلع رهيب. فقالت الفأرة الأم: - هذا اسمه الديك. وهو لا يؤذي أي مخلوق. لا تخف منه. وماذا عن الحيوان الآخر? - أما الآخر فكان يرقد كي يتشمس في الشمس. رقبته بيضاء ورجلاه لونهما رمادي. وكان يلحس بطنه البيضاء بلسانه وعندما رآني أخذ يهز ذيله بنعومة ورقة. وهنا قالت الأم: - كم أنت أحمق يا فأري الصغير! ذاك هو عدونا الدائم: القط. تولوستوي .. قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بسام الخوري - 04-22-2005 [SIZE=5]القط والديك والفأر الصغير ترجمها : بيومي قنديل رسم : عمرو أمين خرج أحد الفئران للنزهة في ساحة قريبة. وعندما عاد حكى لأمه عما رأى: - رأيت يا أمي حيوانين غريبين, أحدهما مخيف أما الآخر فلطيف ورقيق. وهنا سألته أمه: - صفهما لي يا صغيري. رد الفأر الصغير: - للحيوان المرعب رجلان سوداوان وعرف أحمر اللون على قمة رأسه وعينان واسعتان مستديرتان أما أنفه فأشبه بصنارة معقوفة. وعندما مررت بالقرب منه فتح شدقه ورفع رجله وشرع في الصياح بصوت بلغ من القوة إلى الحد الذي أصبت معه بهلع رهيب. فقالت الفأرة الأم: - هذا اسمه الديك. وهو لا يؤذي أي مخلوق. لا تخف منه. وماذا عن الحيوان الآخر? - أما الآخر فكان يرقد كي يتشمس في الشمس. رقبته بيضاء ورجلاه لونهما رمادي. وكان يلحس بطنه البيضاء بلسانه وعندما رآني أخذ يهز ذيله بنعومة ورقة. وهنا قالت الأم: - كم أنت أحمق يا فأري الصغير! ذاك هو عدونا الدائم: القط. تولوستوي .. قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بسام الخوري - 04-22-2005 [SIZE=5]القط والديك والفأر الصغير ترجمها : بيومي قنديل رسم : عمرو أمين خرج أحد الفئران للنزهة في ساحة قريبة. وعندما عاد حكى لأمه عما رأى: - رأيت يا أمي حيوانين غريبين, أحدهما مخيف أما الآخر فلطيف ورقيق. وهنا سألته أمه: - صفهما لي يا صغيري. رد الفأر الصغير: - للحيوان المرعب رجلان سوداوان وعرف أحمر اللون على قمة رأسه وعينان واسعتان مستديرتان أما أنفه فأشبه بصنارة معقوفة. وعندما مررت بالقرب منه فتح شدقه ورفع رجله وشرع في الصياح بصوت بلغ من القوة إلى الحد الذي أصبت معه بهلع رهيب. فقالت الفأرة الأم: - هذا اسمه الديك. وهو لا يؤذي أي مخلوق. لا تخف منه. وماذا عن الحيوان الآخر? - أما الآخر فكان يرقد كي يتشمس في الشمس. رقبته بيضاء ورجلاه لونهما رمادي. وكان يلحس بطنه البيضاء بلسانه وعندما رآني أخذ يهز ذيله بنعومة ورقة. وهنا قالت الأم: - كم أنت أحمق يا فأري الصغير! ذاك هو عدونا الدائم: القط. تولوستوي .. قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - -ليلى- - 06-12-2005 الشمس و الريح ![]() تقابلت الريح و الشمس ذات يوم, الشمس حيت الريح و قالت لها: (( نحن أقوى ما فى الطبيعة, لا يوجد شىءٌ مثلنا فى القوة)). الريح قالت فى غرور: ((أوافقك يا صديقتى علَى ما تقولين, لكن , لا تنسى أننى أقوى منك )). تضايقت الشمسُ من الكلام الريح , و فكّرت قليلاً ثم قالت : (( أعرف أنك تملئين الدنيا بوجودك , و تُخيفين الناسَ بصوتك القوى, لكننى أضىءُ الكونَ بنورى, و أبعثُ الدفءَ فى كل مكان بنورى , و لولاىَ لَغَطَت الثلوجُ الأرضَ كُلها , و مات الزرعُ , و جميعُ الحيوانات و الناس)). الريحُ ضَحكَت من كلام الشمس و قالت : (( لا تحسَبيني ضعيفة عندَما تجديننى هادئة ساكنة هكذا , فأنا عندما أهدأ أكون نسيما رقيقا- كما تشاهديننى الآن, أما عندما أثور أصبح هواءً شديدا أو ريحا قوية , بل عاصفة هوجاءَ تقتلعُ كل ما يَقف أمَامها)). فى ذلك الوقت كان رجلٌ يسيرُ فى الطريق, و يلبَسُ عباءةً صوفية ثقيلة.. الريحُ نظرت الى الشمس , و قالت لها و هى تتحدَّاها: (( التى تستطيعُ أن تنزعَ عباءةَ هذا الرجل أسرع من الآخرى تكون هى الأقوى)). قالت الشمس للريح : (( ابدئى أنت )). بدأت الريح تجربتها الأولى .. هبّت الريحُ بشدة , و أخذت تعصف بكل قوتها . هاجمت الريحُ الرجلَ بعُنف , و دارت حولَه تريدُ أن تخلعَ عباءتََه دونَ فائدة , و عندَما تشتدُّ الريحُ و تعصفُ يمسكُ الرجلَ عباءته بحرص و يلفُّها حولَ جسمه , و كلما زادت الريحُ من قُوتها أمسك الرجل بالعباءة, و ضمَّها حولَ جسمه أكثرَ و أكثرَ. أخيراً قالت الريحُ و هى يائسة: (( تعبتُ .. سأتوقفُ عن المحاولة, أنا لا استطيعُ نزعَ عباءة هذا الرجل أبدا , يا صديقَتى الشمسُ , الآن جاء دَورُك , هَّيا أرينى ماذا ستعملينَ؟!)). بدأت الشمسُ المحاولةَ.. أخذت ترسلُ أشعتها الدافئة شيئا فشيئا, و سرعانَ ما أحسَّ الرجلُ بالحرارة, ففكَّ العباءةَ, ثم أشرقت الشمسُ بنورها و زادت من حرارتها, شَعَرَ الرجلُ بالحَر الشديد, فخلع عباءته, و سار َ فى الطريق دونَ عباءة. قالت الشمسُ: أيتُها الريح , هل عرفت الآن منَ الأقوى؟ يا صديقتى , إننا نستطيعُ أن ننال باللين و الرفق ما لا نقدرُ أن نُحققَهُ بالعنف و القوة ![]() قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - -ليلى- - 06-13-2005
الغابة
في غابةٍ صغيرة بُحيرةٌ تحيطها الأشجار من كل جانب ، وتترقرق فيها المياه العذبة الصافية الزرقاء . تسبح فيها البطّات في كل يوم ، وتَرِدُها الحيوانات من كل مكان سمع الأطفال بهذه البحيرة فجاؤوا يتنزهون على شاطئها ، يأكلون ويلقون بقايا الطعام وأكياس المأكولات الفارغة في البحيرة ، ودحرج بعضهم إطارات السيارات القديمة في مائها. تعكّر ماء البحيرة ، وصار مأوى للبعوض والحشرات وبينما أحد المتنزهين يوقد ناراً ليشوي اللحم ، تطاير منها الشرر ، فالتهبت البحيرة ، وتصاعد الدخان ، وكادت الحيوانات تختنق والغابة تحترق. ضجت حيوانات الغابة ، واجتمعت في الساحة ، قال الديك : يجب أن نطفئ الحريق . قال الأرنب : لنحضر جهاز الإطفاء ، وهو وجود عند سيد الغابة. وسرعان ما أُحضر الجهاز ، ووُجّه إلى النار ، فانطفأت ، بعد مدة نزلت الحيوانات ونظفت البحيرة .. وبعد ذلك اتّفقوا على أن يشكِّلوا لجنة لحماية البيئة من الأوساخ ، وللحفاظ على صفاء ماء البحيرة الجميلة. ![]() قصة : أحمد حسن الخميسي قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - -ليلى- - 06-13-2005
ماذا يقول البحر
وقفت صبا على شاطئ البحر، نظرت إلى البعيد حيث يلتقي البحر بخط الأفق، كان المنظر مدهشاً حركت عينيها في جميع الجهات رأت زورقاً بعيداً، كان يبدو صغيراً جداً، تمنت في نفسها لو أنّها تركب هذا الزورق، وتجوب أنحاء البحر الرّحب، وتذكرت أنّها لم تتعلم السباحة بعد! فإذا سقطت في الماء ماذا يجري لها ؟ لامست موجةٌ قدمي صبا بلطف، وجعلتها تنتبه من شرودها، وجلست كي تراقب مدّ الموج وجزره، اقتربت أكثر حيث تلطمها الموجات المتلاحقة، أدهشها هسيس الموج فوق الرّمل في تقدمّه وتراجعه،وتساءلت: "ماذا يقول البحر للرمل، وماذا يقول الرّمل لـه ؟". وخطر لها أن تكتب اسمها في دفتر الشاطئ: كتبت (صبا) جاءت يد البحر ومحتها، أعادت صبا الكتابة، امتدّتْ يدُ البحر مرّة أخرى ومحتها، لعبت صبا مع البحر طويلاً، بَنَتْ بيتاً كبيراً من الرّمل، وجعلت لـه سوراً من الرّمل أيضاً لكن البحر أرسل موجةً كبيرة هدمت لها البيت والسّور، لم تستسلم صبا بل أعادت بناء البيت الرّملي والسور أيضاً، لكن هذه المرة، في مكان بعيد عن يد البحر وعندما أنهت بناء بيتها الرّملي نفضت يديها من آثار الرّمل وقالت موجهة كلامها إلى البحر: "هيه.. لا يمكنك هدم بيتي هذه المرّة" كانت الأمواج تركض وتركض، لكنها لم تصل إلى البيت الذي بنته صبا، كانت صبا سعيدة لقد لعبت مع البحر طويلاً. ![]() قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - -ليلى- - 06-14-2005 الاب و الابـن و المسامـيـر.!
كان هنالك ولد عصبي وكان يفقد صوابه بشكل مستمر فاحضر له والده كيسا مملوءا بالمسامير وقال له : يا بني أريدك أن تدق مسمارا في سياج حديقتنا الخشبي كلما اجتاحتك موجة غضب وفقدت أعصابك وهكذا بدأ الولد بتنفيذ نصيحة والده. فدق في اليوم الأول 37 مسمارا ، ولكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهلا . فبداء يحاول تمالك نفسه عند الغضب .. وبــعد مرور أيام كان يدق مسامير اقل ، وفي أسابيع تمكن من ضبط نفسه.. وتوقف عن الغضب وعن دق المسامير فجاء إلى والده واخبره بإنجازه ففرح الأب بهذه التحول . وقال له : ولكن عليك الآن يا بني باستخراج مسمار لكل يوم يمر عليك لم تغضب به وبدأ الولد من جديد بخلع المسامير في اليوم الذي لا يغضب فيه حتى انتهى من المسامير في السياج فجاء إلى والده واخبره بإنجازه مرة أخرى ، فأخذه والده إلى السياج وقال له : يا بني انك حسنا صنعت ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في السياج ، هذا السياج لن يكون كما كان أبدا ، وأضاف: عندما تقول أشياء في حالة الغضب فإنها تترك آثار مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين . تستطيع أن تطعن الإنسان وتخرج السكينة ولكن لن يهم كم مرة تقول: انا آسف ، لان الجرح سيظل هناك...!! |