حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
التقنية و " العربان " - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: التقنية و " العربان " (/showthread.php?tid=29501)

الصفحات: 1 2


التقنية و " العربان " - العاقل - 04-20-2005

(1)

التقنية ، أو التكنولوجيا ، هي كل أداة أو وسيلة يصنعها الإنسان بغية تسهيل الحياة وزيادة ترفيه بني البشر . ويحتكر إنتاجها في أجزاء محددة في العالم ، بينما يشكل بقية العالم : المستهلك لهذه التقنية . التقنية تحمل ثقافة صانعيها ، أو جزء منها على الأقل ، تحمله في ثناياها ، فشكلها ومميزاتها لم يكونا هكذا صدفة ، ولكن لأنها صنعت في هذا المكان الذي يحمل هذه الخصائص .

انتقال المنتجات التكنولوجية ، من مكان إنتاجها إلى أماكن استهلاكها ، يطرح أمامنا مشهد من مشاهد : الصراع الثقافي أو الاحتواء أو التفريغ والملئ . وهذا ما سأسلط عليه الضوء في هذا الموضوع ، تعاملنا نحن " العربان " مع منتجات التكنولوجيا .. من ناحية اجتماعية وثقافية .


العربان ، لا أقصد بهم كل العرب ، ولكن أقصد بهم نوع خاص من العرب . وهم عرب الجزيرة العربية .خصائص هؤلاء " العربان " التي تجعلهم يختلفون عن باقي العرب ، وتعطينا المبرر للفصل بين تعاطيهم مع التكنولوجيا مع تعاطي غيرهم ، هي خصائص متعددة . فعربان الجزيرة لم يحتكوا احتكاكا مباشرا مع العالم المتقدم ، فهم لم يتعرضوا لاستعمار اجنبي في زمن كانت كل الرقع العربية المحيطة بهم ترزح تحت وطأة الاستعمار . وهم إضافة لعدم الاحتكاك هذا ، بقوا معزولين تماما عن الأحداث المحيطة بهم ، وكأنما هم في عالم آخر يختلف عن العالم الذي يعيش فيه غيرهم . ساعد في هذه العزلة أمران اثنان : الأول ، الطبيعة الجغرافية ، فكما أن البحر عامل جغرافي مهم في التواصل ، فالصحراء من أهم عوامل الإنفصال والجزيرة العربية - باستثناء مواقع صغيرة هنا وهناك - ليست شيئا سوى صحراء .


الأمر الثاني الذي ساعد على العزلة ، هو أمر ثقافي ، فثقافة الصحراء البدوية .. التي ينعزل فيها الآخر ويتلاشى ، ويصبح كل ما حولنا ينتمي إلى الأنا . في هذه البيئة يكون الآخر هنا غريبا ، ويستدعي الحذر في التعامل معه . وفي الصحراء الروابط التي تجمع الأنا هي روابط القبيلة ، فيتضخم الانتماء للأنا والافتخار بها ، والقتال لأجلها . عقلية قبلية بدوية ، تولدها الصحراء . أضف إلى هذا ، أن الآخر الذي تجعله الصحراء : غريبا متهما ، تجعله الدعوة التي قام بها محمد بن عبد الوهاب : كافرا أو مبتدعا أو فاسقا ، في مقابل الأنا .. التي هي بالضرورة : موحدة لله الواحد . قد تكون هذه العقلية هي التي أثرت في صيغة تلك الدعوة ، ولكن ظهورها زاد التباعد والإنفصال بين الأنا والآخر . فبعد أن كان تباعد أفقي يفصل بينه هوة ، أضحى - بفعل الدعوة - تباعد عمودي هرمي ، يجعل الأنا " أفضل " من الآخر ، بعد أن كانت " غيره " .


حتى لا نتهم بالنمطية ، نعم .. لم تكن الجزيرة : كلا واحدا . ولعل هذا الكلام ينطبق في مجمله على نجد فقط . نعم ، كانت الحجاز دائمة التواصل مع العالم ، نظرا لوجود الكعبة وكونها قبلة المسلمين . إضافة إلى البحر الذي يجعلها ملتحمة بنقط عالمية كبيرة كالهند ومصر وغيرها . وينطبق هذا الكلام على كل الشريط الساحلي المحيط بالجزيرة ، خصوصا اليمن ومضيقها . لكن هذا كله تلاشى ، أو كاد ، بعد أن انطلقت الأفواج النجدية لتستولي على اربعة أخماس الجزيرة العربية وتخضعها لعقليتها التي وصفناها آنفا .


كان الإلتقاء بين هؤلاء " العربان " والتقنية .. التقاء يستدعي التوقف عنده وتأمله من عدة جوانب . بدأ هذا الالتقاء عندما فار النفط من أرض الجزيرة ، واكتشف الآخر أن هذه الأرض تنام على بحيرة من النفط . فورة النفط هذه ، واهتمام العالم التقني بهذه الرقعة ، جعلاها من أكبر المستهلكين للتقنية .

فكيف تم تعاطي مجتمع الجزيرة مع التقنية ؟
لماذا تم رفضها وقبولها في وقت واحد ؟

هذا ما سأحاول أن ألقي عليه الضوء في مداخلة قادمة .



التقنية و " العربان " - العاقل - 04-26-2005

[CENTER](2)
العلاقة مع الجديد[/CENTER]




العلاقة التي تعقدها الذات - أو الأنا - مع الأشياء - التي تعتبر موضوعا لها أو آخرا بالنسبة لها - علاقات تعتمد على عدة عوامل : أيديولوجيا الذات ، طبيعة الموضوع ، وسط الالتقاء.

الإنسان عبارة عن أيديولوجيا . وهذا يعني ، أول ما يعني ، أنه غير محايد . وكون الإنسان أيديولوجيا ، يعني أنه لا يفهم محيطه - المكون من ذوات أخرى وأفكار وأشياء - إلا داخل إطار. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى هذا الإطار : إطار قيمي ؛ بمعنى أن الإنسان ، أبدا ، نزاع لخلع قيم على كل ما حوله حتى يتعايش - أو يتكيف- معه . فالبلاستيك إذا طوي على شكل اسطوانه ، واطلق عليه : قمامة ؛ لا يتعامل الإنسان معه كما يتعامل مع بلاستيك أصغر حجما ، يدعى : كأسا .

هذا الإطار الذي تنتظم فيه قيم محيطه ، قيم الآخر حوله ، إطار يتشكل منذ ولادة الأنا ، ويصنعه الآخر ، أولا ، ثم تأتي الأنا لينحصر دورها في تعديل ما ينكشف لها عدم ملاءمته مع ما يستجد لها . وهذا الذي يستجد : آخر أيضا ؛ وهنا تتضح السلطة التي يظل الإنسان خاضعا لها من قبل الآخر .

العالم ومعناه ، في بادئ الأمر ، يرثه الإنسان من والديه ، أو الوسط الذي نشأ فيه ، من خلال : التربية ، يزرع هذا المعنى بداخله . مع التعلم ، الذي هو اكتساب واطلاع على معان أخرى من خلال الآخر ؛ من خلال هذا الاطلاع على الجديد واستيعابه واعطائه قيمة ما من خلال الموروث ، تتم مقابلته بالموروث في عملية مقارنة تستعبد ما يتعارض مع الإطار الذي تراكم ، وتبقي ما يلائم هذا الإطار . ومن هنا تتشكل الأنا من جديد ، وتعيد صياغة ذاتها مرارا .

الآخر بالنسبة للانا إما : ذات أخرى ، أو شيء ، أو فكرة . قد يكون الفرق بين الذات والأفكار دقيقا جدا ، إذ أن الذات مجموعة أفكار ، مما يعني التماثل . إلا أن هناك معنى زائدا تتمتع به الذات يتمازج مع افكارها وهي مشاعرها واحاسيسها فيرفعها من كونها مجرد فكرة .

نركز هنا على نوع واحد من انواع الآخر ، وهو ما يتعلق بموضوعنا : الأشياء . الأشياء حولنا ندركها بحواسنا . والحواس ليست نواقل بريئة ، بمعنى أنها لا تنقل لنا الشيء فقط ، ولا تعطينا - فقط - الفروق بين شيء وآخر .فهي ، أولا ، تنقل إلينا صفات محددة من الشيء - صورته ، رائحته ، ملمسه ، صوته ، طعمه . وهي ، ثانيا ، تنقل إلينا جزءا من هذه الصفات - تنقل لنا من صورته ما بين البنفسجية والحمراء ، ومن صوته ما بين 20 - 20 ألف هيرتز .. وهكذا . وأخيرا ، هي لا تنقل لنا الفروق الموضوعية بين الأشياء ، أي فروقها هي ، دون تدخل من الذات ؛ بل تنقل إلينا ما تتدخل الذائقة في التفريق بين الأشياء ، فهذه صورة جميلة وتلك قبيحة ، وهذه رائحة زكية ..بينما تلك الأخرى منتنة ..إلخ . مما يعني أن الشيء ينتقل إلينا كجزء محكوم بقيمة يخلعها عليه إطارنا القيمي الخاص .

والشيء إذا كان أداة ، يزداد الحكم عليه بعدا عن الموضوعية ، إذ تطرح قضية الحكم عليه من زاويتين : الفائدة منه ، المصنع له ، ويتدخل بعض الأحيان شكله .

الآن ، انسان محمل بأيديولوجيا ذات نظام قيمي خاص يواجه شيئا جديدا يحمل معه قيمته . في علم النفس يقال : أن الوجدان يسبق الذكاء في ردات الفعل . إذ تكون ردة الفعل الأولى ، ردة فعل وجدانية ، والغالب أنها : استغراب . وبعد ردة الفعل الوجدانية هذه ، تبدأ عملية معرفية ، تمارسها الذات على الشيء ، وهي الاستيعاب. تحاول الذات بناء الشيء - وبناء ذاتها من خلال هذا البناء - لتتم مرحلة استيعاب هذا الشيء ؛ لتصل ، أخيرا ، للتلاؤم ؛ تلاؤمها مع الشيء الجديد . وواضح انه خلال هذه العملية الوجدانية - المعرفية لا تبقى الذات كما هي - ايديولوجيا - بعد لقاءها بهذا الجديد .

الظرف الذي يتم فيه التعرف على الجديد ، يلعب دورا حاسما في مسألة : الحكم عليه . فحسب الظرف ، يأتي الحكم على الشيء . فقد يحصل الالتقاء في ظرف يجعل الحكم يخرج في فترة الاستغراب من هذا الجديد ، او الدهشة منه - المرحلة الوجدانية عموما ، أو في الفترة التي تسعى فيها الذات لاستيعاب طبيعة هذا الشيء ، أو تأتي في مرحلة تلاؤم الذات مع ذلك الشيء .كل هذا يتوقف على الظرف : وهو زمان ومكان التلاقي مع الجديد .

بشكل فلسفي - تقريبا - كان حديثنا في هذه الفقرة . وهي مقدمة ضرورية لطرح الموضوع في نسق مناسب . وهذا عن طريق الاسئلة التالية :

ما هي الايديولوجيا التي اعتنقها " العربان " أثناء تعرفهم على " التقنية " ؟
ما هو الظرف الذي تمت في " اللحظة الأولى " ؟

أسئلة : تحاول الفقرة القادمة تقريب الأجوبة عليها .


التقنية و " العربان " - العاقل - 05-04-2005

[CENTER](3)
أيــديولوجيــا الآبـــاء[/CENTER]


تكلمنا في المداخلة السابقة ، بشكل عام ، عن علاقة الأنسان ، أي انسان ، بالجديد . هنا ، سنتحدث عن علاقة إنسان محدد ، يتميز بأيديولوجيا معينة ، بجديد مخصص . هذا الأنسان ، هو " العربي " وذاك الجديد هو " التقنية " .

إن كان يمكن لنا اختصار أيديولوجيا " العربان " بكلمة ، فيمكن ذلك بتسميتها : أيديولوجيا الآباء . فهذه التسمية تحمل معها أهم خصائص هذه الأيديولوجي ؛ وهي : التقليد ، العادة والقديم . فكون الأيديولوجيا : أيديولوجية أب ؛ فهذا يعني أنها تنتمي للقديم ... للماضي . وكونها كذلك يعني ، أيضا ، أنه تنتقل عبر الأجيال بحكم العادة ، ويتم تلقيها تقليدا لها . في هذه الأيديولوجيا : الماضي ، دائما ، أفضل من الحاضر . فيها : مرور الزمن على شيء ، فقط مروره ، يكسب هذا الشيء نوعا من القداسة . فيها العادات والأعراف والتقاليد ... امتداد للدين .

مصادر هذه الأيديولوجيا متعددة : المذهب الحنبلي بصيغته الوهابية ، القبيلة والصحراء . المذهب الحنبلي : عقيدة وفقه ، نظرية في العلم والعمل . العلم ، في هذا المذهب ، يعود لمصادر ، هي : القرآن والسنة . ولكنها مصادر محاطة ، ومطوقة بالسلف . مما يعني أن النظر فيهما يتم من خلال : السلف ، لا بد أن يدور في فلكه ، وينقاد ورائه . السلف : الذي له سابقة الفضل ، الذي عاش في الماضي ، الماضي الذي كان مشرقا . السلف - بجملة واحدة : خير القرون . هذا النوع من التقييد ، تقييد النظر ، يفضي إلى القول بالتقليد في العلم . وهذا ما صرح به علماء المذهب بقولهم : لا يجوز الاجتهاد في العقيدة . والإجتهاد في العمل ، في الفقه ، جائز .. ولكن بقيود . فمصادر التشريع ، حسب المذهب الحنبلي ، نقلية أكثر منها عقلية ، تقليدية أكثر منها اجتهادية . القرآن والحديث والإجماع والعرف وعمل الصحابة والتابعين كلها : نقل ، في مقابل القياس والاجتهاد في خارج نطاق ما سبق . في هذا المذهب لا مجال لإعادة النظر ، بل تتجه طاقة النظر كلها إلى الجديد ، الذي يرتكز الاجتهاد حوله . والاجتهاد في الجديد يأتي مصحوبا بالنظرة لمصدر هذا الجديد ، الذي هو بالضرورة مخالف ، بل أدنى رتبة في سلم التسابق إلى الجنة . هذا الآخر ، لا يخلو أن يكون : كافر ، مبتدع ، فاسق ، جاهل .

تأتي القبيلة بالمقابل ، لترسخ قيم الطاعة . فالقبيلة : اجتماع فرضته الصحراء ، اجتماع غايته : البقاء . مما يعني أن تعدد الآراء قد يفضي للتفرق ، وبالتالي : لا تكافل ؛ مما يعني : الفناء . لهذا تكون الطاعة أمر ضروري ، وتنصب هذه الطاعة في شخصية شيخ القبيلة المتمتع برأس مال معنوي ، قائم على أساس القرابة والدم . القبيلة نظام يربط اجزائه : عادات وتقاليد ، بعدمها تنفرط اجزاء القبيلة . هذه العادات والتقاليد : صارمة ، حاسمة .. لا تقبل الجدل . في مثل هذا النظام الصبر ، تكون قيم البذل للمجموع أفضل من قيم البذل للنفس ، في هذا النظام : إكرام الضيف فضيلة ، والبخل رذيلة . القبيلة بهذا الشكل ، تنتج أفرادا مخلصين في انتمائهم لها ، باعتبارها : القشة التي تقيهم الغرق في الصحراء ؛ مطيعين لها ، متقيدين بعاداتها . الآخر في نظر القبيلة ، هو بالضرورة : مزاحم لها في معركة البقاء ، والمنسحب عنها : خائن .لذلك ، تقابلهم إما بالسيف ، او الحذر .

الصحراء ، بقسوتها وقدرتها على عزل محتوياتها ، وبخلها على أهلها ، وما تحيطهم به من مجهول وعماء ؛ كل هذا يجعلها السبب في بقاء هذه الأيديولوجيا . في البداية كانت المسرح الذي التقت فيه الوهابية بالقبيلة . فالوهابية بدعوتها إلى التوحيد الخالص ، التقت برغبة القبيلة في البقاء . فلا وقت للقبيلة ، بزيادة الطقوس التعبدية ، والإلتزام بزيارات دورية لقبور وأضرحة . كما أنها - لقسوة ظروفها ، ومواجهتها للخطر على الدوام - تحتاج إلى الاتصال مع الله مباشرة ، دون وسيط أو شفيع . كل هذه الرغبات ، التي تقلق العربان ، كانت الوهابية هي المشبع لها . وهكذا ، تم الإلتقاء بينهما على هذا المسرح الصامت : الصحراء .

بعد الالتحام ، تشكلت صيغة نهائية لأيديولوجيا الآباء ، ظلت تتزعم وتتعرض للهزائم طيلة ثلاثة قرون . حتى جاء عصرها الثالث بقيادة عبد العزيز . هذا العصر الذي تم من خلاله المواجهة بين هذه الايديولوجيا والجديد . فالصحراء التي طالما حوت ما فيها ، عازلة إياه عن العالم الخارجي ، هذه الصحراء : إذا فضحت أحد أشياءها ، فضحت الكل . وهذا ما جرى عندما اعلنت عما تحويه من النفط مما جعلها محط أنظار الكل . تحولت من سجن يهرب منه ، إلى جنة يراد الانتفاع من خيراتها .

مع النفط ، جاء الغرب المتقدم بآلاته وقيمه وأيديولوجيته إلى الصحراء ، إلى أهل الصحراء . حدث التلاقي بين أسياد اليوم والمتعلقين بأسياد الأمس ، وهذا التلاقي ، هو ما سنحاول استعادة لحظته الأولى ، لأنها وحدها التي شكلت ، ورسمت ، هذه العلاقة بين " العربان " و " التقنية " .





التقنية و " العربان " - Arab Horizon - 05-04-2005


موضوع جميل يستحق المتابعه...(f)


التقنية و " العربان " - fares - 05-09-2005


(f)(f)(f)
أنا بأنتظار تكملة الموضوع

(f)(f)(f)
لك تحيه :flam: حاره يا رفيق عاقل


التقنية و " العربان " - Assyria - 05-09-2005

موضوع جيد و طرح منطقي
تابع ايها الزميل
:9::9::9::aplaudit:

منك نستفيد
:97::97::97::97::97:


التقنية و " العربان " - المتهور برفق - 05-11-2005

جميل جداً من أستاذنا العاقل " الوهابي" :10:

أنا حقيقة .. لأول مرة أرى وهابي يحاول نقد الوهابية وتحليلها من الداخل .. لأنه على كذا ممكن يعرض نفسه للخطر !! :D
" يمكن تحصل لك عملية اغتيال لذلك سأودعك من الآن" :bye:


عموماً موضوع لطيف .. ولي فيه بعض المداخلات القادمة إن شاء الله .. إن أسعف الوقت ..


تحياتي لك (f)


التقنية و " العربان " - خوليــــو - 05-11-2005

أشعر أنّ هناك تغيّراً كبيراً في نظرتكم الحياتيّة .. مع أنّها تحافظ على التسلسل العقلي الذي تعوّدتم على اتباعه .. لكنّها تظهر بصورٍ جديدة ..
لا أدري .. ربّما أكون مخطئاً .. لكنني أشعر أن العاقل الذي قرأت له في النقاشات الشهريّة وغيرها يختلف نوعاً ما عن العاقل هنا .. وربّما كان لازدياد علمكم "كما يظهر من توقيعكم الجديد" دور في هذا التغيّر ..

مشاركاتك دوماً ذات نمط معيّن .. تعتمد على تسلسل منطقي وفلسفي ذكي .. وأنا متابع دائم .. وسأنتظر أن تصل بمشاركتك هذه للذروة .. ومن ثمّ سيكون لي عودة ..

دمت متغيّراً .. فالثوابت هي مهرب تلجأ له تلك "الأنا" لتبرر فشلها أيدلوجياً .. أو لنقل .. لتخفيه ..

خوليو



التقنية و " العربان " - العاقل - 05-19-2005

[CENTER](4)
مــع التـقـنـيـة[/CENTER]



كنت قد وعدت بأن يكون الكلام في هذه الحلقة عن اللحظة الاولى ، لكني عدلت عن ذلك . السبب في ذلك أنني تكلمت عن طرف واحد من أطراف اللقاء ، تكلمت عن العربان فقط ، ولم أتناول التكنولوجيا . وسأخصص هذه المداخلات في الكلام عنها . وسيكون الكلام في المداخلتين حول الغجابة عن ثلاثة أسئلة :
لماذا التقنية الغربية ؟ لماذا ندرس التقائها بالعربان .. هل لها خصوصية عن أي نوع من أنواع التقنيات ؟
كيف تعامل الغرب مع تقنيتهم ؟
وأخيرا ، هل كان تعامل الحضارات الأخرى مع التقنية الغربية ، بعد ان صدرت إليهم ، هل كان ممماثلا لتعامل الغرب ؟

أما لماذا التقنية الغربية ، فالجواب نستطيع حصره في نقطة محددة . التقنية الغربية تمازجت مع " الواقع " السابق لظهورها ، لتشكل بهذا التمازج " واقعا جديدا " واقعا " مصمم " او مبني designed . الأجهزة والآلات أصبحت جزءا من حياة الإنسان ، جزءا رئيسيا ، لا جزءا مكملا ، كما كانت من قبل . قديما ، كان الإنسان يستطيع ان يعيش حياته ويتكيف مع واقعه دون الإلتفات لتقدم او تأخر وسائل وادوات التقنية ، إذ أن هذه الادوات كانت لها عدة صفات : فهي ، أولا ، مصنوعة من مادة هذا الواقع لتسهل بعض صعوبات ذلك الواقع ؛ كانت ، في نهاية المطاف ، تخفيفا لحدة ذلك الواقع . بمعنى أن المستغني عنها ، كان يجد الحياة صعبة وقاسية بعض الشيء . وهذه الآلات ، ثانيا ، أخذت من الواقع وأجريت عليه بعض التعديلات الميكانيكية لتعاد إلى الواقع موَظَّفة توظيفا يجعل منها فعالة ومفيدة ، فهي تأخذ منه وتوضع فيه ، بشكل لا يجعل الواقع متأثرا بهذه التعديلات . فإذا ما اندثرت حضارة وانتقلت من طور التقدم إلى الانحطاط ، وفقدت كل ما انتجته من تقنية ، لم يكن تأثيرها على واقع الإنسان أمرا ذا بال . فالعرب الذين خرجوا من الصحراء ، وأسسوا حضارة امتدت ألف عام ، لما انتهت هذه الحضارة أو كادت ، عادوا إلى صحرائهم ، وكأن شيئا لم يكن .

التقنية الغربية ، تختلف تماما عن التقنية القديمة . هي ، اولا ، ليست طرف ، بمعنى انه لا يجمعها مع الواقع : علاقة ، أي أنها ليست طرف يحسن ويبسط طرف آخر ، هو الواقع ، لراحة طرف ثالثا ، هو الإنسان ، .. لا ؛ التقنية الغربية كفت عن أن تكون ثالثا . هي " اختراعات " أي أشياء تتحول إلى واقع ، لا تعقد معه علاقة تحسين او تطوير . تصبح جزءا من الواقع ، وبها يكون الواقع مختلفا – اوان شئت متطورا ؛ عدم الأخذ بها لا يعني " زهدا " أو " ترفعا " بل يعني " هروبا " عن الواقع . وهي كذلك تدخل في تكوين الإنسان ، تفكر معه وتحفظ معه وتوصله إلى أجزاء لم يكن يستطيع وصولها . هي لأجل هذا تختلف عن كل انواع التقنيات السابقة لها ، وهي ، طالما انها واقع جديد ، تستحق دراسة تعامل الإنسان معه .


والانسان لم يكن أبدا انسانا واحدا . وهو ، بهذا ، تعامل مع ظهور هذه التقنية الجديدة تعاملات مختلفة ، تحددها العلاقة التي شرحناها سابقا في تعامل الإنسان مع الجديد . وأقسام هذا الإنسان حسب تعاملهم مع هذه التقنية ثلاثة اقسام : قسم نمى مع هذه التقنية وتربى معها لحظة بلحظة ، هو الانسان الغربي . وقسم تعرف عليها من خلال صدامه مع الحضارة الغربية أثناء توسعها المستمر ، تعرف عليها مبكرا ، فاستطاع ان يسد هذه الفجوة والتحق بها وتحول من " مستهلك " إلى مشارك في تصميم وبنينة هذا الواقع ، يدخل في هذا القسم الشرق الأقصى ودول آسيا واجزاء من بقية العالم الثالث والعالم العربي . القسم الثالث ، وهو موضوع الدراسة : العربان ، والذي اعطيه خصوصية ، تفصله عن القسم السابق ، خصوصية استطيع تبريرها بأربعة أمور : الأول ان اللقاء الذي تم بين العربان والتقنية لم يكن في جو صراع ، أي أن الغرب جاء متعاقدا ومعاهدا إلى العربان وجالبا معه تقنياته . الثاني ، أن العربان التقوا بهذه التقنية في وقت متأخر نسبيا ، وقت أصبحت الفجوة التي تفصله عن اللحاق بهذه التقنية : فضاء رحبا ، حتى انه يُعتبر بالنسبة للقسم الثاني : متخلفا ، بدويا ..إلخ . الأمر الثالث ، هو أن هؤلاء العربان ، يحتفظون بتاريخ ، وذاكرة ، وتراث .... يقول لهم دوما : أنكم كنتم سادة العالم . الأمر الرابع ، أن العربان في مرحلة تعرفهم بهذه التقنية كانوا دوما يواجهونها بأيديولوجيا لا تنتمي إلى الحضارة الغربية . فاليابان والصين والهند والدول العربية ، كانت تبحث موضوع التنمية والنهضة ، دوما ، من خلال أيديولوجيا غربية ، إما يسارية شيوعية او قومية او ليبرالية . كل هذه الامور ، اجدها مبررا في جعل العربان ، نوعا من الإنسان خاصا في تعامله مع التقنية .


وبعد ، فدراسة كيفية تعامل الغرب وغيرهم مع هذه التقنية ، يعطينا نتيجة مزدوجة ، فهو أولا يزيد من معرفتنا بالتقنية كما تمثلت في التاريخ . وأمرا آخرا يعطينا مجالا رحبا للمقارنة بين العربان وغيرهم . وهذه الدراسة ، دراسة تعاطي الغرب وغيرهم مع التقنية ، هي ما التي سأخصص المداخلة القادمة لأجل الحديث عنها ، بنوع من الاختصار .


التقنية و " العربان " - كرداس - 05-26-2005

( فالوهابية بدعوتها إلى التوحيد الخالص ، التقت برغبة القبيلة في البقاء . فلا وقت للقبيلة ، بزيادة الطقوس التعبدية ، والإلتزام بزيارات دورية لقبور وأضرحة . كما أنها - لقسوة ظروفها ، ومواجهتها للخطر على الدوام - تحتاج إلى الاتصال مع الله مباشرة ، دون وسيط أو شفيع . كل هذه الرغبات ، التي تقلق العربان ، كانت الوهابية هي المشبع لها . وهكذا ، تم الإلتقاء بينهما على هذا المسرح الصامت : الصحراء . )

العزيز العاقل
هذه القطعة اعلاه هي التي أضرت بتسلسل كلامك وجماله .

كيف تقول لا وقت للقبيلة ..... بل ان القبيلة اكثر وقتها فراغ .
ثم إن قسوة الظروف ومواجهة الخطر ليست خاصة بالعربان ولا تمنع من اتخاذ وسيط وشفيع .. فلقد كان متخذا في نفس الظروف لزمن طويل .

فيما عدا هذا أجد لذة فيما تكتب .
تقبل تحياتي وتقديري