حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كل شيء على ما يرام - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: كل شيء على ما يرام (/showthread.php?tid=29843) الصفحات:
1
2
|
كل شيء على ما يرام - لمى - 04-09-2005 كل شيء على ما يرام تقف أمينة وراء المنضدة. أستطيع أن أخمن أنها تُقطِّع شيئاً ما، من حركة يدها المتواترة والطريقة التي تمسح بها على جبينها مزيحة بعض الخصلات التي تلتصق بعرقها، تبعدها بظاهر كفها بهدوء. تتوقف قليلاً، تحدق في النافذة المواجهة لها والتي تقع فوق المغسلة تماماً. أراهن أنها تفكر بستائر تلك النافذة، تفكر بتغيير قماشها المربع الكريه إلى ورود أكثر أناقة وجمالاً. أستطيع أن أتخيلها بشكل أكثر دقة، تُثني رسغها لِتُرجع بنهاية تلك العظمة البارزة خصلاتها إلى فوق قليلاً، ثم تعود لتسقط. وأسمع صوت تنفسها، تسحب أنفاساً طويلة بين فينة وأخرى، وكأنها تحاول أن تُثني نفسها عن البكاء أو تمنع أشياء أخرى قد علقت ما بين شفتيها عن الخروج. تحاول البوح بها فيُلجمها شيء يخطر ببالها للحظة فتعود لتنساه. ثم تأتي بشيئ آخر يغالبها الحنين إلى الحديث عنه، وسبب أكثر تفاهة وسخفاً يمنع البوح به. أنا أعرف أمينة، حتى ولو باغتها النسيان تعود لطرده، وهي تواظب على تذكير الحزن بها وإن نسيها. ثم تلعب لعبتها المفضلة معه. أفتح عيني تماماً، أعدل من جلستي على الاريكة أحاول أن أتذكر الأحلام التي مرت بي، عادةً إذا كان نومي قصيراً ومتقطعاً، (وهذا غالباً ما يكون في غرفة المعيشة وعلى هذه الأريكة الواسعة بالذات) أنا أستطيع تذكر أغلب أحلامي ولا أستطيع أن أجزم بجميعها. أنظر إلى الساعة، غفوت لساعة ربما، أقل قليلاً أو أكثر قليلاً، لا يهم. (وكأن الموت يهم!) المهم الأحلام، أظنها ثلاثة. أعيد سردها عليها وهي تهز رأسها من بعيد، يعني أنها تستمع، وأنا أشك بذلك، لكنها تفاجئني دائماً بأنها تحفظ كل كلمة تصدر مني. ترُصّ الصور القديمة على طاولة الخشب، في براويز علا بعضها الصدأ. صور لأناس تعرفهم وماتوا منذ زمن طويل وأناس لا تعرفهم، ربما ماتوا قبل أن تولد هي حتى. هناك فتاة على إحدى الجسور (أظن بأنه جسر بسبب الطريقة التي تلتفت بها الفتاة المُطرِقة لرؤية شي ما يبدو معلقاً على مستوى نظرها المنخفض قليلاً.) وهناك شاب يقف خلفها (وجهه ظاهر بعكس الفتاة التي تعطيه ظهرها) وكأنه يحاول لفت انتباهها أو الاعتذار إليها (على الأرجح هي اكتشفت خيانته فأسرع ليرضيها). كل مرة أريد أن اسألها عن الصورة القديمة وأنسى. ارتفع صوتي بالسؤال عن الصورة هذه المرة. تملصت من الإجابة، بالسؤال عن أي صورة أعني لأنهم كثر، تريد أن تقنعني بأنها لا تدري عن أي صورة أتحدث، وأنا أعرف بأنها لابُد تحفظهم، لكثرة ما تطيل النظر إليهم. "تلك التي تشبه فاتن حمامة" قلت لها بصوت عال. قالت بأنها لا مشغولة وأن أريها الصورة لاحقاً. حسناً، الأغلب بأنها لا تريد الإجابة لا لشيء إلا لأنها لا تعرف حقيقة الصورة. ربما تخص زوجها! من يدري؟ [CENTER]***[/CENTER] أنظر في رخام الحمام الأبيض، أضع غطاء المرحاض لأجلس عليه. أحاول أن أمارس تلك اللعبة التي علمتني إياها أمينة ذات يوم ونحن نستحم. (ما عادت تمارس معي تلك اللعب.) اكتشف هذه المرة وجود شاب وسيم، استطيع أن أُميِز صورة جانبية لوجهه "بروفايل" فقط. عروق الرخام الرمادية هذه المرة تفضح الكثير. الشاب صاحب الأنف الدقيق والشارب الصغير يهمس في أذن فتاة ما وإذ هو يهمس في أذنها يختلس قبلة ناعمة وبعفوية، من بداية عنقها، قبلة تشبه الكلمات الرقيقة التي كان يهمسها لها. هناك أيضاً فتاة ألمحها للمرة الأولى على قطعة رخام مواجهة لي تماماً. أفكر كيف لم ألحظها مسبقاً. ترتدي ثوباً كبيراً جداً، تتكئ على جذع شجرة. تبدو في نزهة في الهواء الطلق، كإحدى لوحات "الروكوكو" الحالمة. سأخبر أمينة عنها لاحقاً. (وكأنها بحاجة لأن تعرف!) [CENTER] ***[/CENTER] اتصلت عليّ ليلة زفافي لتقول لي أنها سعيدة. لكن كيف؟ غضبتُ حنيها وتحولت كل الشفقة التي شعرت بها تجاها (وكنت دائماً أرى بأنها آخر من يستحق شيء يشبه الشفقة) إلى غضب. لم يختنق صوتها، بدت لي هادئة بشكل طبيعي، ليس أكثر مما يجب، لِأشُك حتى. وأنا أريد أن أشك ولو شيئاً قليلاً. وحسدت "عُطيل" إذ كانت لديه أسبابه أما أنا فلا أسباب لي كما اتضح من مكالمتها تلك. "هي حتى لا تحبك"! حدثتني نفسي. كل شيء على ما يرام (أعني تسير الأمور بشكل لا بأس به) عندما تخرج أمينة من المطبخ ستحدثني عيونها كالعادة بصمت، عن شيء لا بد وأن يحزنني. سأقتطع لي جزء من راحة يدها لأقبلها وأشم عليها رائحة الطعام الذي كانت تعده لي. ستسألني عن العمل، وتحدثني عن الأولاد وقصصهم، تذكرني بأنهم سيعودون من المدرسة بعد قليل. وسأشغل نفسي بالهاتف، ستظن بأني أرسل الرسائل القصيرة لغيرها، أو بأني أرسل قصائد حب لزوجتي. ستقف بجمال لتبتسم، سترفع رأسها وتبتسم. كل شيء على ما يرام - كمبيوترجي - 04-09-2005 جالس أنا أما شاشة حاسوبي أسمع الأغاني و الموسيقى بكل صمت، فجأة تتهادى يدي متجهة إلى علبة السجائر المخبئة تحت منضدتي لتتناول سيجارة. و اليد الأخرى تسرع نحو الولاعة باستعجال لتشعلها، تبدأ السيجارة بالاحتراق على أبواب فمي بلا إرادة مني. أنظر بصمت خانق إلى الدخان المنطلق من سيجارتي كأن فيه ما يلفت النظر غير اللون "الدخاني" و الرائحة القاتلة. أحاول التمعن أكثر فأرى ما أرادت اليد أن توصله لي كرسالة. أتمعن أكثر فأرى خيالات فتاة تنظر إلى البعيد متأملة بعينيها الخضراوات بصمت مثلي، بل أكثر مني فهي لا تتحرك أبدا و تنظر إلى جهة كأنها تتأمل قبلة ما أو تناظر حبيبا تراءى لها بين الدخان. أحاول أن أخاطبها و لكن لساني يسكتني و لا يرضى الحراك، كأن جسدي كله يتأمل جمال عيون تلك الفتاة و براءة نظراتها إلى البعيد. أعود فأمتص الدخان من سيجارتي بلهفة منتظرا تلك الفتاة لتنظر نحوي لعلي أكلمها أو أعرف ما بها، تتضح ملامح تلك الفتاة أكثر، شعر ذهبي ينساب على خدودها باطمئنان، عينان خضراوتان متسعتان ببراءة، شفتان زهريتان مطبقتان في صمت مدقع، أحاول أن أمد يدي إليها لألمسها فإذا باليد تصطدم بشاشة الحاسوب الشفافة. أصحو لوهلة من حلمي و إذا بالفتاة تختفي خلف دخان سيجارتي. أعود لأسحب نفسا آخر بعمق هذه المرة، أنفخه أمامي فأراها مرة أخرى و هي على نفس الحال مذ تركتها، قررت غضبان أن أغير ملامح تلك الفتاة، فصبغت شعرها بالسواد و لونت عيونها بالظلام و دققت شفتيها بلون شفاف يكاد يخلو من الحنان، ثم أسميتها "لمى" تيمنا بمحبوبتي التي ما أحبتني يوما و جلست منتظرا منها كلمة، ولكنها كانت أقوى مني و لازمت الصمت لساعة ثم تلتها ساعة أخرى فثالثة حتى اعتراني اليأس و النعاس. سحبت النفس الأخير من السيجارة الأخيرة المتبقية في علبة سجائري و نفخته في وجهها لأزعجها لعلها على الأقل تحول نظرها عن قبلتها، و لكن دون أي فائدة تذكر. أطفئت سيجارتي و أقفلت شاشة حاسوبي ثم ذهبت. عاشق وهم (f) كل شيء على ما يرام - لمى - 04-10-2005 كمبيوترجي شكراً لهطولك الجميل هنا :) أسعدتني والله (f) لست وحدي من يخرف أمام الشاشة إذن.. هههههههههه على العموم شكراً لمرورك على نصي المتواضع هنا.. نصي الذي بدأت أشك أنه يستحق القراءة حتى :) تحياتي لمى كل شيء على ما يرام - كمبيوترجي - 04-11-2005 تحياتي لك يا لمى...:97: بالعكس يا زميلتي نصك يستحق القراءة من وجهة نظري... عموما أتمنى أن يكون هطولي قد أعجبك :saint: لي قصة مع "لمى" هي محفورة في صميم وجداني و لن أنساها... تحياتي (f) كل شيء على ما يرام - لمى - 04-11-2005 [CENTER] "عندما تحب فانت لاتخون احدا بقدر ما تخون نفسك." صديقتي س. ذات فلسفة :D[/CENTER] كل شيء على ما يرام - Samer Almasri - 04-11-2005 يا لجمالكما يا لمى ويا كمبيوترجي. لايسعني التعليق بأكثر من ذلك، لكنني ، وبشكل مفاجئ اقتحم رأسي مقطعاً من أغنية أعشقها في فيلم "الطاحونة الحمراء" لعلها تكون ردّاً على تعليقك الأخير يا أخت لمى، يقول المقطع: The greatest thing You ever learned Is just to love And be loved in returne أظن أنه عندما تتحقق هذه المعادلة فإنك لن تخونين أحداً. مع كل الحب كل شيء على ما يرام - كمبيوترجي - 04-11-2005 لا أزال أذكر البداية الجديدة التي وضعتها لنفسي مع بداية المرحلة الدراسية الجديدة المسماة <<الجامعة>>.... قررت أن أسلك طرقا ما سلكها أحد قبلي و لن يسلكها بعدي أحد إلا من كان مجنونا أو مغامرا. لكني فشلت لفترة طويلة في ركوب أمواج بحر عاتية أسميتها <الحياة>. تحولت لفترة طويلة إلى هاو يحاول تعلم التخيل، كيف؟ أن أتخيل الأمواج كأنها كفوف الراحة التي ستحملني إلى حلمي الجميل الذي يسطع بين النجوم... أعميت العيون، و أتلفت أحلامي بكوابيس ظلت تلاحقني طوال سنة كاملة بلا توقف. و أرهقت أقدامي بالركض وراء أوهام لا وجود لها، وراء أحلام جميلة ليتها تحققت!!! نسيت معنى الطموح، معنى العمل، معنى اليقين و اندفعت أبني قصورا من ذهب في أعالي سماء لا وجود لها... و في لحظة حقيقة ... حطمت بيدي كل قصر بنيته، و دمرت بدموعي عماد سماوات جعلتها فضائي الذي تطير فيه أحلامي، هكذا و بلا سابق إنذار... و ها هو "أنا" الآن يعود يبني قصورا جديدة، لكنها الآن من فولاذ قاس، من حديد صلب لا يلين إلا أمام الحقيقة. إنما أمنيتي هذه اللحظة أن أجد من يساندني لبناء إمبراطوريتي التي طالما حلمت بها... ليلة أخرى من الليالي الطوال التي أقضيها وحيدا، لا مؤنس لوحدتي غير قلمي، لا مؤنس لقلبي غير فؤادي المكسور، و لا ضماد لجراحي غير خلقة بالية أسميتها "كبرياء"... لقد سمحت فيما مضى لمشاعري أن تكون سيدة كل موقف اتخذته، سمحت لها أن تكون محركا لقانون قدري!!! لكن "أنا" الحاضر مختلف، قررت أن أجعل العقل محركا لكل ما يسمى أقدار، جعلته قانونا يجمع تحت جناحيه فتات القلب و الفؤاد و الروح، جعلته مفتاحا للماضي و دليلا يقودني إلى مستقبل وضعت له كل تخيل سمحت لنفسي أن تصنعه، و سأوظف لتحقيقه كل ما أمكن من أساليب القسوة و الأنانية التي طالما ابتعدت عنها... أعلم أن أسلوبا جديدا مغايرا قد يكون بداية لنهاية جديدة لا أعلم ماهيتها، إنما أؤمن بشيء واحد قد يتحقق، ألا و هو "أنا"!!! تلك هي الظروف، هي التي تخلق المعجزات، هي التي تحطم الآمال، هي التي تدهن الأحلام بالسواد، لكنها أيضا هي التي تبني أحلاما أقسى منها، هي التي تصنع في داخلنا آمالا حقيقية، لا أفلاما من صنع حالمين... ما عاد أمام "أنا" الآن سوى البكاء، ما عاد أمامه الآن سوى أن ينتحب لأي حال آلت إليه نفسه. لم يبق أمامي سوى الانتظار لمن يجعلني أحقق حلمي.... هذي هي الدنيا كلها ألم ... تبكي الرجال كما أبكت دموع آلاميا هذي هي الدنيا كل أحلامها وهم ... تمحي العظام، أحرقت بستان أحلاميا هذي هي الدنيا بكاء و همهمة ... أنبتت حقيقة وسط بستان أوهاميا عاشق وهم تحياتي لك يا سامر و أنت يا لمى و لصديقتك "س" :bye: :97: كل شيء على ما يرام - لمى - 04-13-2005 اقتباس: Samer Almasri كتب/كتبت لست أدري عن كمبيوترجي لكني ابعد ما اكون عن الجمال هنا.. شكراً على الأغنية والنصيحة :) لكن يا صديقي حكاية "مولان روج" حدثت في أكثر الاحياء الباريسية بوهيمية.. حيث الحب وممارسته شيء طبيعي جداً مثل شرب الماء وتناول الطعام، ممارسة المشي وحتى القدرة على التنفس :) اقصد ثقافتهم تختلف كلياً عن ثقافتنا، لو كنت ولدت في مكان اخر غير هنا هههههههههههه لكانت نصيحتك واقعية أكثر وذات قيمة :) على العموم شكراً لاهتمامك بالرد ولو أني كنت أتمنى معرفة رأيك بالقصة نفسها.. اقصد الاسلوب .. طريقة السرد .. وأشياء النقاد الأخرى :D تحياتي (f) كل شيء على ما يرام - Samer Almasri - 04-13-2005 الزميلة العزيزة لمى في البداية انا متأكّد بأنك جميلة ولن يثنيني أي شيء عن رأيي هذا، فمن يقرأ قصتك يلمس جمالك وصفاء روحك. أنا لم أقصد أن أشير إلى هذا المقطع من أغنية في فيلم مولان روج لكي أشبّه الحالة على الإطلاق، بل إنني قصدت المقطع نفسه بمعزل عن أي شيء آخر. أنا لست ناقداً أدبياً يا عزيزتي بل أنا قارئ متذوق، أي أنني أشعر بجمال النص أو عدمه لكنني لا أملك أن أنقده. قصّتك جميلة وأنت جميلة وكمبيوترجي جميل. مع كل الحب كل شيء على ما يرام - كمبيوترجي - 04-13-2005 تحياتي للعزيزين لمى و سامر :97: و الله أنا لا أستطيع إلصاق الجال بأي مخلوق و لكن كما قال سامر أستطيع إالصاقه بنص معين أعجبني و استهواني... بالمناسبة أنا لا أعرف ماذا أقول عن نفسي صراحة فأترك ذلك لآراء الأصدقاء ... فكل له رأيه و لا يحاسب عليه :9: عموما شكرا للإطراء و أنتظر منك يا لمى نصا آخر جميلا و منك أيضا يا سامر لعلك تشارك (f) تحياتي :h: |