نادي الفكر العربي
الفاتيكان قلعه الشيطان - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: الفاتيكان قلعه الشيطان (/showthread.php?tid=29998)

الصفحات: 1 2


الفاتيكان قلعه الشيطان - جان لوك - 04-04-2005




الفاتيكان قلعه الشيطان - جان لوك - 04-04-2005



الفاتيكان ... قلعة الشيطان !!!

نعم .. الفاتيكان قلعة الشيطان لو علمتم مافيه من الحقيقة المخبئة من كنوز العالم القديم من ( مخطوطات و بردايات و وثائق )
مالا يتخيله عقل عاقل ..
وأغلب هذه الكنوز الخاصة هي بالخاصة بالتاريخ الأنساني من الدين ووثائق الغابرين وبردياتهم والأحداث التاريخية كل ذلك أجتمع فى سراديب الفاتيكان السرية , ضربت عليها حراسة مشددة ... لأخفاء الحقيقة المغيبه عن البشرية جمعاء .
وفى نفس الوقت الذي تزخر فيه مكتبة الفاتيكان الغير معلنة بكنوز لو خرجت وحقق مافيها لعرف البشر حقائق ومعارف لا يتصورون أولها ولا أخرها سيجعل المسيحيين أنفسهم يهدمون الفاتيكان على رأس البابا القابع فيه !!!
كل هذا ورد من عدة كتاب من العالم المسيحي نفسه , دليلهم البحث عن الحق بكل تجرد وصدق نورد بعضاً منها لكم .

كتب الأسقف الكنسي ( الفونسو ماي ستكلر ) تقريرا موجزا لليونيسكو عن كنوز مكتبة الفاتيكان قال فيه " تأسست مكتبة الفاتيكان رسميا فى عهد البابا ( سكستوس الرابع ) فى 15 يونيو سنة 1475 بموجب القرار البابوي الذي يبدأ بعبارة ( من أجل تكريم الكنيسة المجاهدة ) ولكن المكتبة البابوية كان لها تاريخ عريق يرجع الى ماقبل ذلك بوقت طويل , أذ كانت تضم مجموعات قديمة من مخطوطات جمعها البابوابات السابقون أبتدا من ( أدماسيوس ) فى القرن الرابع الميلادي , ومن بعده ( بونيفاسيوس الثامن ) الذي تمت فى عهدة فهرسة تلك المخطوطات للمرة الأولى .
ثم يعتبر أول مطور حقيقي للمكتبة الفاتيكانية هو البابا الأنساني النزعة ( نيقولا الخامس ) الذي فتح أبواب الفاتيكان لجمهور القراء وخلف عند وفاتة عام 1455م أكثر من الف وخمسمائة مخطوط .

وبلغ ماتحتوية هذه المكتبة عام 1481م ثلاثة آلاف وخمسمائة مخطوط كان قد جمعها بعض مبعوثي البابا من شتى أنحاء أوروبا , بينما كان حشد من الكتبة الذين ينسخون مؤلفات أخرى لحفظها والتعريف بها .
وتبلغ ماتضمه مكتبة الفاتيكان اليوم أكثر من سبعين الف مخطوط ( لايطلع عليها أحد ) وثمانية آلاف كتاب من أوائل المطبوعات "" أي مما طبع قبل 1500م ) ومليون مؤلف مطبوع .
يضاف الى هذا التراث الضخم مجموعات هامة من الصور المطبوعة " أكثر من مائة الف " من الخرائط الجغرافية ومن المخطوطات المكتوبة بيد مؤلفيها ( نحو مائتي الف ) وعشرات الألوف من وثائق المحفوظات من قطع النقود والميداليات .
والفاتيكان ملئ بوثائق ومخطوطات تقرب المسافات للغاية بين ما ينادي به اليوم من ( الحوار بين الأديان ) وفيه وثائق تؤكد وحدة الدين وأنه لا توجد أديان أنما دين واحد قال تعالى ( إن الدين عند الله هو الأسلام ) سورة عمران : 19 .
وفى الفاتيكان وثائق هي بيان قديم لما جدده الله عز وجل فى رسالتة الأخيرة للبشر قال تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه ) الشورى : 13 .
وفى الفاتيكان وثائق ومخطوطات هي المعنية بقوله عز وجل : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم * صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون * قل أتحاجوننا فى الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون * أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافلٍ عما تعلمون ) البقرة: 136-138.
وفى الفاتيكان وثائق أكيدة تفض المنازعات بين المسيحيين أنفسهم فى جوهر عقيدتهم تم بينهم وتم بيننا نحن المسلمين .. يقول ذلك القس ( ستيفن رنسيمان ) معترفا بالشقاق الديني فى الكنيسة : ( إن الموضوع الأساسي الذي دارت حوله خصومات المسيحيين ومنازعاتهم هو طبيعة المسيح التى تعتبر أهم وأعقد المشاكل فى أطول الدين المسيحي . لقد جاءت هذه المشكلة التى مزقت المسيحية عبر القرون ومنعت ولا تزال تمنع أي أمكانية لحدوث تقارب فكري مع الأسلام من بذور ألقاها بولس فى رسائله التى بدأت كتابتها بعد رفع المسيح بأكثر من 20 عام , لقد خلط بولس بين الله والمسيح , ومن ثم بدأ الحديث عما يعرف بلاهوت المسيح وتجسد الإله , فبولس يقول : ( الله إذا أرسل ابنه فى شبه جسد الخطيئه , ولأجل الخطيئة دان الخطيئة الجسد ) .. ( الله ... الذي لم يشفق على أبنه بل بذله لأجلنا أجمعين ) .. ( اذا كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً الله , لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائراً شبه الناس ) .

ثم جاء أنجيل يوحنا الذي يكتب بعد رفع المسيح بمدة تتراوح بين 70 , 90 عاما ليكرس فكرة الخلط بين الله والمسيح وتجسيد الله , ويقول ( فى البدء كان الكلمة , والكلمة كان عند الله , وكان الكلمة الله ) .
هذه هي المشكلة العقائدية التى تمنع كل وحدة , والحل الوحيد هو الألتزام بما تذكره الأناجيل من ألقاب وأسماء للمسيح قبلها بل ودعا الى التمسك بها , لقد أجمعت الأناجيل على أن المسيح هو : أبن الله - أبن الأنسان - رسول الله - نبي - معلم - سيد .... ويكفي التذكرة بما قال المسيح لتلاميذة : ( أنتم تدعونني معلماً وسيداً , حسناً تقولون لأني أنا كذلك ) .
يقول ( جون هيك john Hick ) فى صلب كتابه الشهير الذي أثار ضجة فى أوروبا ( The myeh of God Incarnate ) يعني : ( أسطورة تجسد الإله ) : (( لقد بين البحث العلمي الذي قام به سبعة من علماء المسيحية المعاصرين أن الحديث عن تجسد الله إنما يعني خرافة )) .. وهذ الكتاب هو مجموعة بحوث لهؤلاء السبعة , وكانت مقدمة الكتاب عن ( أن الكنيسة قبلت التسليم بأسفار الكتاب المقدس التى كتبها مجموعة من البشر فى ظروف متنوعة ولا يمكن الموافقة على أعتبار ألفاظها تنزيلاً إلهياً . إن المشتركين فى هذا الكتاب مقتنعون أن تطوراً لا هوتياً آخر لا بد منه فى هذا الجزء الأخير من القرن العشرين , وتنبع الحاجة إليه من تطور معرفتنا بمصادر المسيحية ويتضمن ذلك أعترافاً أن يسوع كان - كما يقدمه لنا سفر أعمال الرسل - رجلاً قد تبرهن من قبل الله لأداء دور معين خلال هدف إلهي . أن الأعتراف أصبح لازماً لصالح الحقيقة . ولنقلها الأن : أن ما نأمل فيه هو تنقية الحديث عن الله وعن يسوع من الخلط والتشويش , وبذلك يتحرر الناس لخدمة الله بأستقامة وكمال ) .
ويقول ( جون هيك ) : ( أن تحقيق الوحدة بين المؤمنين بالله والمؤمنين بالمسيح ليس له من سبيل سوى الكف عن الخلط بين الله والمسيح , ثم تقديس الله بما يتفق وجلاله , ثم الأيمان بأن اللمسيح ( رجل قد تبرهن من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيديه ) وأنه كان فقط كما قال لوقا : ( أنساناً نبياً مقتدراً فى الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب ) .
وفى الفاتيكان وثائق تؤكد بأن كتب المسيحية - أعنى الأناجيل الأربعة -ليس فيها ما يوجب القطع بإسناد ما جاء بها الى السيد المسيح أو الى الله عز وجل
وفيه وثائق تكشف الأسرار عن : لماذا رفض حوالي سبعين أنجيلاً منسوباً الى السيد المسيح وأمه و الحواريين !!!
عندما أنعقد المجمع المسكوني سنة 325م قرر أعتماد الأناجيل الشائعة الحالية وأنجيلاً خامسا يسمى ( إنجيل الصبوة ) وهو أنجيل نادر لا يعرفه الا قله من العلماء الباحثين وهو منسوب الى بطرس متحدثاً فيه عن السيدة مريم عليها السلام !!!
فمثلاً هناك تفسير القس الكبير ( هاودن ) ومما قال فى الباب الثاني من القسم الثاني من المجلد الرابع من تفسيره النادر والمطبوع سنة 1822م والمخفى الآن عن العيون مانصه : ( الحلات التى وصلت إلينا فى بادئ زمان تأليف الأناجيل من قدماء مؤرخي الكنسية مبتورة عن سياقات مجهولة الآن زغير معينة , لا توصلنا الى أمر معين وواضح أن الأقدمين صدقوا بلا دليل أو تمحيص الروايات الواهية وكتبوها , وقبل الذين جاءوا بعدهم كتاباتهم تعظيماً لهم , وهذه الروايات الصادقة والكاذبة وصلت من كاتب الى آخر وتعذر نقدها ...) .
ويعترف الأب ( لاردنر ) فى تفسيره بالمجلد الخامس : ( هكذا حكم على الأناجيل المقدسة لأجل جهالة مصنفيها بأنها ليست حسنة بأمر القيصر " أناسطيوس " فى الأيام التى كان حاكماً فى القسطنطينية ) .
ويقول ( إكهارن ) الألماني نقلاً عن مخطوط للأب ( سلسوس ) أن ياركز وهو من أشهر علماء البروتستانت قرر أن التناقض فى عبارات العهدين الجديد والقديم يصل الى ( 30,000 ) ثلاثين الف موضع , وأوصلها القس ( ميل ) بعد جهد جهيد الى مايزيد على ( 150,000 ) مائة وخمسين الف .
ويعترف ( نورمان ) بالوثائق الخفية أو المخفية فى كتاب طبع فى مدينة بوسطن سنة 1837م نقل فيه بالمجلد الأول بعد المقدمة عن العالم الألماني ( أكهارن ) : ( بأنه كان أبتدأ المله المسيحية توجد رسالة مختصرة يجوز أن يقال أنها هي الأنجيل الأصلي وأنها وضعت للمريدين الذين كانوا لم يسمعوا أقوال المسيح بآذانهم ولم يروا أحواله بأعينهم . وكان هذا الإنجيل بمنزلة القلب وما كانت الأحوال المسيحية مكتوبة فيها على الترتيب ) .
يؤيد هذا وثيقة عن أحد كبار علماء آخر القرن الثاني الميلادي , وكان مسيحياً موحداً لله , وممن يعترفون بأن بنوة المسيح لله ما هي الا صورة شاعرية لأن البشر كلهم أبناء الله بالمعنى الأعتباري .. وهذا العالم أسمه ( سلسوس ) الذي أخبر صراحة بأنه لاتوجد أي أشارة عن وجود الأناجيل المتداولة حالياً حتى أبتداء القرن الثالث الميلادي ... وقال إن المسيحيين بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات أو أربع مرات أو أكثر تبديلاً غير مضامينها ويعلل ( سلسوس ) سبب ذلك فى كتبه المخبوءة بأن الكذب والخداع كان بمنزلة المسحبات الدينية وقتئذ !!! وهو نفس ما وصل إليه القس ( دي روزا ) .
وتجد فى مكتبة الفاتيكان أيضا تاريخ العلامة المؤرخ المسيحي ( برشليم ) وهو مطبوع سنة 1832م , وأتى فيه بوثيقة سماها ( بيان علماء القرن الثاني ) فى صفحة 65 من المجلد الأول من تاريخه وفيها النص التالي : ( كتن بين متبعي رأي أفلاطون وفيثاغورس مقولة شهيرة هى أن الكذب والخداع لأجل أن يزداد الصدق وعبادة الله ليسا بجائزين فقط بل قابلان للتحسين . وتعلم هذا الكلام منهم يهود مصر قبل المسيح ويظهر ذلك جليا فى كثير من كتب اليهود القديمة , ثم أثر وباء هذا الخطأ السيئ فى المسيحيين كما يظهر هذا الأمر بجلاء من الكتب التى نسبت الى الكبار كذباً ) .
ومن أخطر الوثائق بالفاتيكان وثيقة للكاردينال ( بطرس قرماج ) فى كتابه ( مروج الأخبار فى تراجم الأبرار ) عن أنجيل مرقص يؤكد فيها أن " مرقص " كان يهودياً لا وياً وهو تلميذ لبطرس وصنف إنجيله هذا بطلب من آهالي روما فى وثيقة مخبوءة الآن , ومن الثابت يقيناً أن بطرس كان ينكر الوهية المسيح .

ومن المحدثين نجد المستشرق الفرنسي ( إيتين دينيه ) يؤكد ماسبق ويزيد بأن نصوص الأناجيل الحالية تبعث الشك فى النفس , فى صحة تلك الأناجيل التى بين أيدينا لأن الأنجيل الموحى من الله الى عيسى عليه السلام بلغتة ( الآرامية ) وبلغة قومه , ضاع وأندثر ولم يبق له أثر .
أن العهد الجديد لدى المسيحيين ينقسم الى قسمين :
1- القسم الأول يضم عشرين كتاباً وهي : أنجيل متى - أنجيل مرقص - أنجيل لوقا - أنجيل يوحنا - كتاب أعمال الرسل - رسالة بولس الى أهل روميه - رسالة بولس الى أهل كورنثيوس - رسالة بولس الثانية لهم - رسالة بولس الى أهالي أغلاطية - رسالة بولس الى أهل أفسس - رسالة بولس الى أهل فليبس - رسلة بولس الى كولوسي - رسالتة الى أهل تسالونيكي الأولى - رسالتة الى أهل تسالونيكي الثانية - رسالتة الأولى الى ثيماثوس - رسالتة الثانية لهم - رسالته الى تيطس - رسالتة الى فليمون - الرسالة الأولى لبطرس - الرسالة الأولى ليوحنا .
2- القسم الثاني : ويضم سبعة كتب لم تكن مقدسة قبل ذلك وهي : رسالة بولس الى العبرانيين - الرسالة الثانية لبطرس - الرسالة الثانية ليوحنا - الرسالة الثالثة ليوحنا - رسالة يعقوب - رسالة يهوذا - مشاهدات يوحنا أو الرؤيا مع بعض فقرات الرسالة الأولى .
ثم كانت المفارقة العجيبة عندما ظهرت الفرقة البروتستانتية بعد 1200 سنة حكموا على بعض الكتب بأنها واجبة الرد وهي : كتاب باروخ - كتاب طوبيل - كتاب وزدم - كتب أيكليتوياستيكي - وكتابي المقابين الأول والثاني , وكذلك بعض ابواب كتاب ( أستير ) .
وكانت حجية رد هذه الكتب تعتمد على على أن هذه الكتب كانت فى الأصل باللسان العبراني ولا توجد لها أصول وأن اليهود لا يسلمون بأنها الهامية وقال ( جيروم ) أن هذه الكتب ليست كافية لتقرير المسائل الدينية وصرح كلوس أن جميع المسيحيين يردونها .
وصرح البابا ( بوس بيسي ) بتحريف هذه الكتب لا سيما المقابين الأول والثاني .
والآن ... مع كل ذلك فأن المسيحيين الكاثلوك يسلمون حتى الآن بقدسية تلك الكتب .
ومن الوثائق النادرة بالفاتيكان , أنجيل ( برنابا ) .... وهو أنجيل قديم ... تقف الكنيسة منه موقف العداء وتعتبره مزوراً !!!

لحفظ نسخة أنجيل برنابا ( أضغط هنا )

وهذا الأنجيل مذكور صراحة فى كتب القرنين الثاني والثالث الميلادي فهو مكتوب قبل سيدنا محمد بمئات السنين والنسخة الوحيدة المعروفة الآن فى العالم والتى نقل عنها هذا الأنجيل كانت النسخة الأيطالية فى مكتبة بلاط الأسرة المالكة بفيينا , وهي تعد من أثمن الأثار التاريخية تقع فى 225 صفحة سميكة من الورق القطني ومجلدة بورق مقوى مغطى بالجلد وأول من عثر على هذه النسخة من أنجيل برنابا هو المستشار ( كريمر ) وزير ملك بروسيا وقت أن كان مقيما فى أمستردام , فأستعارها سنة 1709م من مكتبة أحد أعيان أمستردام وبعد أربع سنوات قام هذا الوجيه الهولندي بإهداء تلك النسخة الى الأمير ( أيوجين سافوي ) الذي كان مولعا بالآثار التاريخية , ثن أنتقلت بعد ذلك مع باقي مكتبة الأمير المذكور الى مكتبة البلاط الملكي بالنمسا .
وقد وجدت نسخة آخرى بالأسبانية لأنجيل برنابا تقع فى 220 صفحة تضم 222 فصلاً وذلك فى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي وقد وصلت هذه النسخة الى يد المستشرق ( سايل ) ثم الى الدكتور ( منكيوس ) أحد أعضاء كلية أكسفورد فترجمها الى الأنجليزية .
وأذا رجعنا الى النسخة المحررة بالغة الأيطالية نجد أنها مصدرة بمقدمة يقص فيها مكتشف هذه النسخة وهو راهب لاتيني يدعى ( فرامرينو ) كيفية عثورة عليها , فيقول : ( أنه لدى مطالعتة عدة رسائل لـ ( أيرينايوس ) وجد أحدها تندد بالقديس بولس الرسول أستناداً الى أنجيل القديس برنابا ... زمن ثم أهتم ( فرامرينو ) بالبحث عن هذا الأنجيل , وقد ساعدتة ظروف عمله فى مقر البابوية أذ صار بعد فترة مقرباً من البابا ( سكتس الخامس ) , وبذلك تمكن من دخول المكتبة البابوية وببحثه عثر على نسخة أنجيل برنابا التى كان يرنوا أليها , فطالعها بشغف , وبعد أن أنتهى من قراءتها أعتنق الأسلام .
ولما شاع خبر ( أنجيل برنابا ) فى بداية القرن الثامن عشر الميلادي أحدث ضجة عظيمة فى أوروبا فى نوادي الدين والعلوم وحدث الجدل بشأنه بين العلماء والباحثين وتشعبت الآراء .. وأذا رجعنا الى أحداث التاريخ نجد أن هناك منشوراً أصدره البابا ( جلاسيوس الأول ) الذي جلس على كرسي البابوية سنة 492م أي قبل ميلاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام , عدد فيها هذا البابا أسماء الكتب المنهي عن قراءتها ومن ضمنها كتاب يسمى ( أنجيل برنابا ) ... أذا هذا الأنجيل موجود منذ زمن بعيد وأستمر مقروءاً بين بعض الطوائف المسيحية حتى حكم البابا ( جلاسيوس ) فى القرن الخامس الميلادي بتحريمه , ولا ينكر مؤرخو المسيحية وجود أناجيل كثيرة منذ القرن الأول الميلادي .. ثم كان الحكم بأختيار أربعة وتحريم الباقي وأخفائها .
ولاغروا أن ينكر المتعصبون والباحثون عن الفتن صحة هذا الأنجيل لأسباب أربعة :
1- يذكر ( أنجيل برنابا ) أن يسوع المسيح أنكر ألوهيتة وكونه أبن الله وذلك على مرأى ومسمع من الجنود وسكان السهودية من رجال ونساء .
2- أن الأبن الذي عزم أبراهيم على تقديمة ذبيحة لله أنما هو أسناعيل لا أسحاق .
3- أن ( مسيا ) المنتظر مجيئة للعالم هو محمد عليه الصلاة والسلام حيث ذكر صريحاً أسمه ومتكرراً فى عدة مواضع .
4- أن المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل أنما حمل الى السماء الثالثة , وأن الذي صلب أنما كان الخائن يهوذا الذي القى الله عليه شبه السيد المسح .
ولا شك بأن مكتبة الفاتيكان بروما مازال بها بعض نسخ من الأناجيل المرفوضة والكتب الممنوعة والمخطوطات التى كانت وما زالت ممنوعة سواء فى تاريخ الكنسية الأول أو الحالي .
وقد نقل ( محمد بيرم ) عن رحالة أنجليزي أنه رأى فى دار الكتب البابوية فى الفاتيكان نسخة من الأنجيل بالقلم الحميري قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وفيها أن المسيح يقول : ( ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد ) وفى أحد نصوص هذا الأنجيل : ( قامت السموات والأرض بلا إله إلا الله محمد رسول الله ) .
هكذا وبكل بساطة فنحن نرى بأن الفاتيكان قلعة للشيطان الكبرى على وجهة الكرة الأرضية وقد أخبرنا الحق - عز وجل - بذلك فى قوله تعالى : { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } .
صدق الله العظيم

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .









الفاتيكان قلعه الشيطان - ابن العرب - 04-04-2005

عزيزي جان لوك،

إلى أن تأتينا بنسخة واحدة أو مخطوطة واحدة تبرهن هذه الادعاءات (وكنت سأقول السخافات)

يبقى مقالك أو "منقولك" تافها عديم القيمة.

وليسطع نور الفاتيكان منارة في عالم من فضل الظلمة وحبذ الضلال!

تحياتي القلبية


الفاتيكان قلعه الشيطان - جان لوك - 04-04-2005


معلومات مهمة عن إنجيل المسيح الصحيح

إن الإنجيل هو كتاب الله الموحى إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بواسطة ملاكه جبريل عليه السلام ، واختار عيسى اثني عشر تلميذا ليلقنهم ما يوحيه عليه جبريل من كلمات الله جل وعلا ، ولم يكن أيا منهم يدون ما يقوله نبي الله عيسى عليه السلام ما عدا برنابا رضي الله عنه فقد كان هو المكلف من قبل عيسى عليه السلام بالتدوين والكتابة حيث كتب كل ما يتعلق بسيرة المسيح عليه السلام ومعجزاته التي أتمها بإذن الله وحربه الشعواء على النفاق والمنافقين من أحبار اليهود وضلالهم وبعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وتفرق طلابه بعده ومرور السنين الطوال على النصارى واندراس آثار النبوة وتغير معالم التوحيد واستبدال النصارى لها بالإشراك بالله حتى طالت أيدي النصارى كتاب الله الإنجيل فأخذوا بوضع أناجيل مكذوبة على الله وعلى نبي الله عيسى عليه السلام .

ولقد كثرت الكتب التي سميت أناجيل مما اضطر الكنيسة المسيطرة آنذاك وهي الكنيسة الرومانية لجمعها وعقد مجامع لاختيار ما زعمت أنه صالحا والأمر بإحراق الباقي فأظهر الكنيسيون الأناجيل المزورة المكذوبة وأخفوا إنجيل عيسى الصحيح وهو ما يسمى بـ( إنجيل برنابا ) وكان حينها مخطوطا فعاد ذكره إلى الوجود في عام 1709 بعد أن زال التعصب الديني في أوروبا وفقدت الكنيسة السيطرة المطلقة التي كانت قد استحوذت عليها في القرون الوسطى وتناقلت الأيدي هذه المخطوطـة إلى أن قام نائب المطران ( لو نسدال راغ ) بترجمته إلى اللغة الإنجليزية في عام 1907 ومن هذه الترجمة قام المؤرخ ( خليل سعادة ) بترجمته إلى العربية وقام بنشره ( محمد رشيد رضا ) .

قصة إكتشاف مخطوط إنجيل برنابا رضي الله عنه

هذا المخطوط هو النسخة الوحيدة المعروفة الآن في العالم وهي النسخة الإيطالية وهي التي نقل عنها هذا الإنجيل العظيم .

يقول المستشرق الشهير سايل : أن مكتشف النسخة الإيطالية لإنجيل برنابا هو راهب لاتيني يسمى ( فرا مربنو ) ، ومن جملة ما قال : أن هذا الراهب عثر على رسائل لأحد القساوسة وفي عدادها رسالة تندد بالقديس بولص ، وأن هذا القسيس أسند تنديده إلى إنجيل القديس برنابا ، فأصبح الراهب المشار إليه من ذلك الحين شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل ، واتفق أنه أصبح حينا من الدهر مقربا من البابا (سكتس الخامس ) فحدث يوما أنهما دخلا معا مكتبة البابا فأخذ النوم هذا البابا ، فأحب الراهب مرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يفيق البابا ، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو إنجيل القديس برنابا نفسه ، فكاد أن يطير فرحا من هذا الإكتشاف فخبأ هذا الإنجيل في أحد ردني ثوبه ، ولبث إلى أن إستفاق البابا فاستأذنه بالإنصراف حاملا ذاك الكنز معه ، فلما خلا بنفسه طالعه بشوق عظيم فاعتنق على إثر ذلك الإسلام . اهـ .

وبعد هذا الاكتشاف شاع خبر ( إنجيل برنابا ) في فجر القرن الثامن عشر فأحدث دويا عظيما عند النصارى وأجمعوا أمرهم على محاربته وتكذيبه وعدم نشره وتم لهـم ذلك ، بل إن هذا العداء توارثته أجيال النصارى جيلا بعد جيل ، وفي زماننا هذا لا توجد طائفة من النصارى في العالم كله شرقا وغربا تؤمن بكتاب الله ( إنجيل برنابا ) ، بل أقام أساقفة النصارى بتصنيف الردود على ( إنجيل برنابا ) ، حتى قال أحد الأساقفة الملاعين : هذا الكتاب المنحول على القديس برنابا يسميه أعداء الأديان بإنجيل ، وما هو بإنجيل ، فالإنجيل بشارة مفرحة ، بينما أن هذا الكتاب الشرير كصاحبه الشرير ، رسالة كافرة أثيمة ضارة هو مجموعة متناقضات لا ترضي المسلم الحق بقدر أنها لا ترضي المسيحي الحق . اهـ ( رسالة الرد على الكتاب المسمى إنجيل برنابا لسامح كمال ) .

هذه نبذه بسيطة عن موقف النصارى الأوائل والمتأخرين من هذا الكتاب العظيم ، وأما بالنسبة للمسلمين فقد حرموا منه سنين طويلة ، والعجيب أنه لم يرد ذكر هذا ( الإنجيل برنابا ) في كتابات العلماء المحققين السابقين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم عليهم رحمة الله ، فهذا كتاب الجواب الصحيح لإبن تيمية ناقش النصارى في معتقداتهم وأتى على ذكر أناجيلهم ولم يورد ذكر إنجيل برنابا بتاتا ومثله تلميذه ابن القيم ، وكذلك ابن حزم في كتابه ( الفصل في الملل والنحل ) لم يأتِ على ذكر ( إنجيل برنابا ) مع أن كتابه هذا عمدة في الأديان والفرق ومنها فرق النصارى المتعددة ، ما يدل على أنه بالفعل كان مخفيا طوال هذه القرون ولم يشتهر أمره إلا في القرون المتأخرة ، ولو كان كما زعموا قاتلهم الله تعالى أنه من وضع بعض المسلمين لاشتهر أمـره بين المسلمين خصوصا أهل العلم منهم المصنفين ممن ناقش معتقدات النصارى وما ورد في أناجيلهم المحرفة .

وأما أهل زماننا فقد تضاربت فيه آراء الباحثين وتشعبت بخصوصه مذاهب المؤرخين وخبطوا فيه بين ضلالة وهدى وتلمسوا حقيقته بين رشاد وهوى فما ظفروا بعد كل ذلك بما يشفي الغليل ، فهم جثث بلا عقول ، عرجت عقولهم وطمست بصائرهم ، فلا تجدهم يميزون بين الغث والسمين والحق والباطل ولا بين وحي الله لأنبيائه ووحي الشيطان لأوليائه .

إعتقاد المهدي عليه السلام وأتباعه في ( إنجيل برنابا )

هذه شهادة يكتبها أنصار المهدي اليوم ليشهد عليها التاريخ غدا بأن أول من نصر الإنجيل الصحيح هو المهدي عليه السلام وهو الذي أظهره للناس وأخرجه للنور بعد ظلام دام سنين طويلة في حق هذا الإنجيل العظيم .

وهنا أنقل كلام رسول الله المهدي أبي عبدالله الحسين بن موسى عليه السلام في شأن ( إنجيل برنابا ) فقال :

أن هذا هو إنجيل المسيح الصحيح الذي أنزله الله تعالى على قلب عيسى بن البتول عليه وعلى أمه أفضل الصلاة والتسليم .

إنها مفاجأة نزفها من هذا الموقع لإخوتنا في الإيمان ونلح عليهم أن يعتنوا بهذا الإنجيل العظيم ويساعدوا على نشره ، فإنه والله إنجيل عيسى الصحيح .

إن النصارى لعنهم الله يبغضون هذا الإنجيل ولا يحبون نشره ويدعون أنه مكذوب ، وكذبوا والله بل هو الإنجيل الصحيح كتبه بين يديه تلميذه البار ( برنابا ) رضي الله عنه ، وستجدون في هذا الإنجيل توحيد الله وتمجيده ، وتعظيم المصطفى محمد  والتصريح بإسمه وتمجيده ، ولكن ماذا نقول وهذه الأمة قد بلغ بها الغباء والجهل والضلال حتى أنها من شدة ذلك عميت عن هذا الإنجيل العظيم ، يطير بعضهم بكتاب لا يسـوى مؤلفه فلسا مطارا عظيما ، وهذا كتاب الله إنجيل المسيح الصحيح بين ظهرانيهم كشف الله عنه بفضله وأظهره للنور لا يبالون به ولا يعرفون عنه شيئا ، وها أنتم واستغرابكم أكبر دليل على جهالة الأمة في حق هذا الإنجيل العظيم ، وإنا لنتشرف ونعد هذا من نصرته حبينا ورسول ربنا عيسى المسيح الذي ظلم بادعاء ما ادعي بحقه ، وما طمس من إنجيله من شياطين الإنس والجن ، والله إننا لنحتسب في إعلانه ونشره أجر الله العظيم دفاعا عن حق هذا الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام . بل بمجرد الإطلاع على تعاليم الله وآياته الواردة في ( إنجيل برنابا ) يتأكد أن هذا الإنجيل هو الإنجيل الصحيح لتوافقه مع بعض ما ورد في كتاب الله العظيم وعقيدة المؤمنين ، ومن ذلك الآتي :

أولا : الدعوة إلى توحيد الله والبراءة من الشرك والمشركين .
ثانيا : أن المسيح عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله .
ثالثا : أن عيسى عليه السلام لم يصلب بل رفع إلى السماء وسيرجع .
رابعا : أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وليس إسحاق عليه السلام كما زعم اليهود لعنهم الله .
خامسا : التبشير بإرسـال النبي  بعده والتصريح بإسمه عليه الصلاة والسلام .
سادسا : التبشير بإرسال المهدي عليه السلام آخر الزمان .
سابعا : التبشير بعودة النبي  إلى الدنيا آخر الزمان ليشهد على آخر أعمال أمته ، وأيضا التبشير بعودة إدريس وإلياس عليهما الصلاة والسلام .

وفي الختام نسأل المولى عز وجل أن ينفع بهذا الإنجيل المسلمين ويزدادوا به إيمانا على إيمانهم ، وليحمدوا الله تعالى أن يسر لهم في قرنهم هذا الوقوف عليه مقدمة لأن يكونوا ممهدين لأمره عسى أن يكونوا ممن يدركه وينطوي تحت لوائه جنودا يقاتلون في سبيل الله تعالى .

الإنجيل الصحيح لعيسى المسمى المسيح

(( نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا رسوله ))

برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح يتمنى لجميع سكان الأرض سلاماً وعزاء .

أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما ، مجوزين كل لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم أيضا بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله ، وعليه فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خلاصا أبديا .

وليكن الله العظيم معكم وليحرسكـم من الشيطان ومن كل شـر آمين اهـ .


الفصل الأول
(( بشرى جبريل للعذراء مريم بولادة المسيح ))

لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبريل إلى عذراء تدعى مريم من نسل داود من سبط يهوذا ، بينما كانت هذه العذراء العائشة بكل طهر بدون أدنى ذنب المنزهة عن اللوم المثابرة على الصلاة مع الصوم يوما ما وحدها وإذا بالملاك جبريل قد دخل مخدعها وسلم عليها قائلا : ليكن الله معك يا مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاك ، ولكن الملاك سكن روعها قائلا : لا تخافي يا مريم لأنك قد نلت نعمة من لدن الله الذي اختارك لتكوني أم نبي يبعثه إلى شعب إسرائيل ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجـابت العذراء : وكيف ألد بنين وأنا لا أعرف رجلا . فأجاب الملاك : يا مريم إن الله الذي صنع الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيه إنسانا من غير إنسان لأنه لا محال عنده . فأجابت مريم : إني لعالمة أن الله قدير فلتكن مشيئته . فقال الملاك : كوني حاملاً بالنبي الذي ستدعينه يسوع ، فامنعيه الخمر والمسكر وكل لحم نجس لأن الطفل قدوس الله . فانحنت مريم بِضَعَة قائلة : ها أنا ذا أمة الله فليكن بحسب كلمتك . فانصرف الملاك ، أما العذراء فمجدت الله قائلة : اعرفي يا نفس عظمة الله ، وافخري يا روحي بالله مخلصي ، لأنه رمق ضعة أمته ، وستدعوني سائر الأمم مباركة ، لأن القدير صيّرني عظيمة ، فليتبارك اسمه القدوس لأن رحمته تمتد من جيل إلى جيل للذين يتقونه ، ولقد جعل يده قوية فبدد المتكبر المعجب بنفسه ، ولقد أنزل الأعِزاء من عن كراسيهم ورفع المتضعين ، أشبع الجائع بالطيبات وصرف الغني صفر اليدين ، لأنه يذكر الوعود التي وعد بها إبراهيم وابنه إلى الأبد .
الفصل الثاني
(( إنباء الملاك جبريل يوسف بحبل العذراء مريم ))

أما مريم فإذ كانت عالمة مشيئة الله وموجسة خيفة أن يغضب الشعب عليها لأنها حبلى ليرجمها كأنها ارتكبت الزنا اتخذت لها عشيرا من عشيرتها قويم السيرة يدعى يوسف ، لأنه كان بارا متقيا لله يتقرب إليه بالصيام والصلوات ويرتزق بعمل يديه لأنه كان نجارا ، هذا هو الرجل الذي كانت تعرفه العذراء واتخذته عشيرا وكاشفته بالإلهام الإلهي ، ولما كان يوسف بارا عزم إذ رأى مريم حبلى على إبعادها لأنه كان يتقي الله ، وبينا هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلا : لماذا عزمت على إبعاد امرأتك ، فاعلم أن ما كون فيها إنما كوّن بمشيئة الله فستلد العذراء ابنا ، وستدعونه يسوع ، وتمنع عنه الخمر والمسكر وكل لحم نجس ، لأنه قدوس الله من رحم أمه فإنه نبي من الله أرسل إلى شعب إسرائيل ليحول يهوذا إلى قلبه ، ويسلك إسرائيل في شريعة الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى ، وسيجيء بقوة عظيمة يمنحها له الله ، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين . فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله وأقام مع مريم كل حياته خادما لله بكل إخلاص .

الفصل الثالث
(( ولادة المسيح العجيبة وظهور الملائكة ممجدين لله ))

كان هيرودس في ذلك الوقت ملكا على اليهودية بأمـر قيصر أوغسطس ، وكان بيلاطس حاكما في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا ، فعملا بأمر قيصر اكتتب جميع العالم ، فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه وقدموا نفوسهم بحسب أسباطهم لكي يكتتبوا ، فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى ذاهبا إلى بيت لحم ( لأنها كانت مدينته وهو من عشيرة داود ) ليكتتب عملا بأمر قيصر ، ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى إذ كانت المدينة صغيرة وحشد جماهير الغرباء كثيرا ، فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوى للرعاة ، وبينما كان يوسف مقيما هناك تمت أيام مريم لتلد ، فأحاط بالعذراء نور شديد التألق ، وولدت ابنها بدون ألم ، وأخذته على ذراعيها ، وبعد أن ربطته بأقمطة وضعته في المذود ، إذ لم يوجد موضع في النزل ، فجاء جوق غفير من الملائكة إلى النزل بطرب يسبحون الله ويذيعون بشرى السلام لخائفي الله ، وحمدت مريم ويوسف الله على ولادة يسوع وقاما على تربيته بأعظم سرور .

الفصل الرابع
(( الملائكة تبشر الرعاة بولادة يسوع ، وهؤلاء يبشرون به بعد رؤيتهم إياه ))

كان الرعاة في ذلك الوقت يحرسون قطيعهم على عادتهم ، وإذا بنور متألق قد أحاط بهم وخرج من خلاله ملاك سبح الله ، فارتاع الرعاة بسبب النور الفجائي وظهور الملاك ، فسكن روعهم ملاك الرب قائلا : ها آنذا أبشركم بفرح عظيم ، لأنه قد ولد في مدينة داود طفل نبي للرب الذي سيحرز لبيت إسرائيل خلاصا عظيما ، وتجدون الطفل في المذود مع أمه التي تسبح الله ، وإذ قال هذا حضر جوق عظيم من الملائكة يسبحون الله ، ويبشرون الأخيار بسلام ، ولمـا انصرفت الملائكة تكلم الرعاة فيما بينهم قائلين : لنذهب إلى بيت لحم وننظر الكلمة التي كلمنا بها الله بواسطة ملاكه ، وجاء رعاة كثيرون إلى بيت لحم يطلبون الطفل المولود حديثا ، فوجدوا الطفل المولود مضطجعا في المذود خارج المدينة حسب كلمة الملاك ، فسجدوا له وقدموا للأم ما كان معهم وأخبروها بما سمعوا وأبصروا ، فأسرّت مريم هذه الأمور في قلبها ويوسف أيضا شاكرين لله ، فعاد الرعاة إلى قطيعهم يقولون لكل أحد ما أعظم ما رأوا ، فارتاعت جبال اليهودية كلها ، ووضع كل رجل الكلمة في قلبه قائلا : ما سيكون هذا الطفل يا ترى .

الفصل الخامس
(( ختان يسوع ))

فلما تمت الأيام الثمانية حسب شريعة الرب كما هو مكتوب في كتاب موسى أخذا الطفل واحتملاه إلى الهيكل ليختناه ، فختنا الطفل وسمياه يسوع كما قال الملاك قبل أن حبل به في الرحم ، فعلمت مريم ويوسف أن الطفل سيكون لخلاص وهلاك كثيرين ، لذلك اتقيا الله وحفظا الطفل وربياه على خوف الله .

الفصل السادس
(( نجم في المشرق يهدي ثلاثة من المجوس إلى اليهودية ، فيرون يسوع ويسجدون ويقدمون له هدايا ))

لما ولد يسوع في زمن هيرودس ملك اليهودية كان ثلاثة من المجوس في أنحاء المشرق يرقبون نجوم السماء ، فتبدى لهم نجم شديد التألق فتشاوروا من ثم فيما بينهم وجاءوا إلى اليهودية يهديهم النجم الذي يتقدمهم ، فلما بلغوا أورشليم سألوا : أين ولد ملك اليهود . فلما سمع هيرودس ذلك ارتاع واضطربت المدينة كلها فجمع من ثم هيرودس الكهنة والكتبة قائلا : أين يولد المسيح . فأجابوا : إنه يولد في بيت لحم لأنه مكتوب في النبي هكذا ( وأنت يا بيت لحم ست صغيرة بين رؤساء يهوذا لأنه سيخرج منك مدبر يرعى شعبي إسرائيل ) ، فاستحضر هيرودس إذ ذاك المجوس وسألهم عن مجيئهم ، فأجابوا : أنهم رأوا نجما في المشرق هداهم إلى هناك ، فلذلك أحبوا أن يقدموا هدايا ويسجدوا لهذا الملك الجديد الذي تبدى لهم نجمه . فقال حينئذ هيرودس : اذهبوا إلى بيت لحم وابحثوا بتدقيق عن الصبي ، ومتى وجدتموه تعالوا وأخبروني لأني أنا أيضا أريد أن أسجد له ، وهو إنما قال ذلك مكرا .

الفصل السابع
(( زيارة المجوس ليسوع وعودتهم إلى وطنهم ، عملا بإنذار يسوع إياهم في حلم ))

وانصرف المجوس من أورشليم ، وإذا بالنجم الذي ظهر لهم في المشرق يتقدمهم ، فلما رأوا النجم امتلأوا سرورا ، ولما بلغوا بيت لحم وهم خارج المدينة وجدوا النجم واقفا فوق النزل حيث ولد يسوع ، فذهب المجوس إلى هناك ، ولما دخلوا المنزل وجدوا الطفل مع أمه ، فانحنوا وسجدوا له ، وقدموا له المجوس طيوبا مع فضة وذهب ، وقصوا على العذراء كل ما رأوا ، وبينما كانوا نياما حذرهم الطفل من الذهاب إلى هيرودس ، فانصرفوا في طريق أخرى وعادوا إلى وطنهم وأخبروا بما رأوا في اليهودية .


الفصل الثامن
(( الهرب بالمسيح إلى مصر وقتل هيرودس الأطفال ))

فلما رأى هيرودس أن المجوس لم يعودوا إليه ظن أنهم سخروا منه ، فعقد النية على قتل الطفل الذي ولد ، ولكن بينما كان يوسف نائما ظهر له ملاك الرب قائلا : انهض عاجلا وخذ الطفل وأمه واذهب إلى مصر لأن هيرودس يريد أن يقتله . فنهض يوسف بخوف عظيم وأخذ مريم والطفل وذهبوا إلى مصر ، ولبثوا هناك حتى موت هيرودس الذي حسب أن المجوس قد سخروا منه ، فأرسل جنوده ليقتلوا كل الأطفال المولودين حديثا في بيت لحـم ، فجاء الجنود وقتلوا كل الأطفال الذين كانوا هناك كما أمرهم هيرودس ، حينئذ تمَّت كلمات النبي القائل ( نواح وبكاء في الرامة ، راحيل تندب أبناءها وليس لها تعزية لأنهم ليسوا بموجودين ) .

الفصل التاسع
(( يسوع يحاج العلماء بعد رجوعه إلى اليهودية ، وبلوغه اثني عشر عاما من العمر ))

ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف قائلا : عد إلى اليهودية لأنه قد مات الذين كانوا يريدون موت الصبي ، فأخذ يوسف الطفل ومريم ( وكان الطفل بالغا سبع سنين من العمر ) وجاء إلى اليهودية حيث سمع أن أرخيلاوس بن هيرودس كان حاكما في اليهودية ، فذهب إلى الجليل لأنه خاف أن يبقى في اليهودية ، فذهبوا ليسكنوا في الناصرة ، فنما الصبي في النعمة والحكمة أمام الله والناس ، ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة من العمر صعد مع مريم ويوسف إلى أورشليم ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى ، ولما تمت صلواتهم انصرفوا بعد أن فقدوا يسوع ، لأنهم ظنوا أنه عاد إلى الوطن مع أقربائهم ، ولذلك عادت مريم مع يوسف إلى أورشليم ينشدان يسوع بين الأقرباء والجيران ، وفي اليوم الثالث وجدوا الصبي في الهيكل وسط العلماء يحاجهم في أمر الناموس ، وأعجب كل أحد بأسئلته وأجوبته قائلا : كيف أوتي مثل هذا العلم وهو حدث ولم يتعلم القراءة .
فعنفته مريم قائلة : يا نبي ماذا فعلت بنا فقد نشدتك وأبوك ثلاثة أيام ونحن حزينان . فأجاب يسوع : ألا تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأب وألام . ثم نزل يسوع مع أمه ويوسف إلى الناصرة ، وكان مطيعا لهما بتواضع واحترام .

الفصل العاشر
(( يسوع وهو ابن ثلاثين سنة ، يتلقى على جبل الزيتون الإنجيل من الملاك جبريل ))

ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر كما أخبرني بذلك نفسه صعد إلى جبل الزيتون مع أمه ليجني زيتونا ، وبينما كان يصلي في الظهيرة وبلغ هذه الكلمات ( يارب برحمه .. ) وإذا بنور باهر قد أحاط به وجوق لا يحصى من الملائكة كانوا يقولون ( ليتمجد الله ) ، فقدم له الملاك جبريل كتابا كأنه مرآة براقة ، فنزل إلى قلب يسوع الذي عرف به ما فعل الله وما قال الله وما يريد الله حتى أن كل شيء كان عريانا ومكشوفا له ، ولقد قال لي : ( صدق يا برنابا أني أعرف كل نبي وكل نبوة وكل مـا أقوله إنما قد جاء من ذلك الكتاب ) . ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك قائلا لها : أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها . فلما سمعت مريم هذا أجابت : ( يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس ) . ومن ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية .

الفصل الحادي عشر
(( يسوع يشفي الأبرص ويذهب إلى أورشليم ))

ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي أن يسوع نبي ، فتضرع إليه باكيا قائلا : يا يسوع بن داود ارحمني ، فأجاب يسوع : ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك ، فأجاب الأبرص : يا سيدي أعطني صحة ، فوبخه يسوع قائلا : إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأنني رجل نظيرك ، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة ، فتنهد يسوع وقال : أيها الرب الإله القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل ، ولما قال ذلك لمس العليل بيديه وقال : باسم الله أيها الأخ ابرأ ، ولما قال ذلك برئ من برصه حتى أن جسده الأبرص أصبح كجسد طفل ، فلما رأى الأبرص ذلك وعلم أنه قد برئ صرخ بصوت عال : تعال إلى هنا يا إسرائيل وتقبل النبي الذي بعثه الله إليك ، فرجاه يسوع قائلا : أيها ألاخ أصمت ولا تقل شيئا ، فلم يزده الرجاء إلا صراخا قائلا : هاهو ذا النبي هاهو ذا قدوس الله ، فلما سمع هذه الكلمات كثيرون من الذين كانوا ذاهبين إلى أورشليم رجعوا مسرعين ، ودخلوا أورشليم مع يسوع وقصوا ما صنع الله للأبرص بواسطة يسوع .
الفصل الثاني عشر
(( الموعظة الأولى التي ألقاها يسوع على الشعب وغرائبها ، من حيث ما يتعلق منها باسم الله ))

فاضطربت المدينة كلها لهذه الكلمات ، وأسرع الجميع إلى الهيكل ليروا يسوع الذي دخل إليه ليصلي حتى ضاق بهم المكان ، فتقدم الكهنة إلى يسوع قائلين : أن هذا الشعب يحب أن يراك ويسمعك فارتقي إذا الدكة وإذا أعطاك الله كلمة فتكلم بها باسم الرب ، فارتقى يسوع الموضع الذي إعتاد الكتبة التكلم فيه ، وإذ أشار بيده إيماءا للصمت فتح فاه قائلا : تبارك اسم الله القدوس الذي من بسرّه ورحمته أراد فخلق خلائقه ليمجدوه ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق نور جميع القديسين والأنبياء قبل كل الأشياء ليرسله لخلاص العالم كما تكلم بواسطة عبده داود قائلا : ( قبل كوكب الصبح في ضياء القديسين خلقتك ) ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الملائكة ليخدموه ، وتبارك الله الذي قاص وخذل الشيطان وأتباعه الذين لم يسجدوا لمن أحب الله يسجد له ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الإنسان من طين الأرض وجعله قيما على أعماله ، تبارك اسم الله القدوس الذي طرد الإنسان من الفردوس لأنه عصا أوامره الطاهرة ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته نظر بإشفاق إلى دموع آدم وحواء أبوي الجنس البشري ، تبارك اسم الله القدوس الذي قاص بعدل قايين قاتل أخيه وأرسل الطوفان على الأرض وأحرق ثلاث مدن شريرة وضرب مصر وأغرق فرعون في البحر الأحمر وبدد شمل أعداء شعبه وأدب الكفرة وقاص غير التائبين ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته أشفق على خلائقه فأرسل إليهم أنبياءه ليسيروا في الحق والبر أمامه ، الذي أنقذ عبيده من كل شر وأعطاهم هذه الأرض كما وعد أبانا إبراهيم وابنه إلى الأبد ، ثم أعطانا ناموسه الطاهر على يد عبده موسى لكي لا يغشنا الشيطان ورفعنا فوق جميع الشعوب ، ولكن أيها الإخوة ماذا نفعل اليوم لكي لا نجازى على خطايانا ؟ وحينئذ وبخ يسوع الشعب بأشد عنف لأنهم نسوا كلمة الله وأسلموا أنفسهم للغرور فقط ، ووبخ الكهنة لإهمالهم خدمة الله ولجشعهم ، ووبخ الكتبه لأنهم علَّموا تعاليم فاسدة وتركوا شريعة الله ، ووبخ العلماء لأنهم ابطلوا شريعة الله بواسطة تقاليدهم ، وأثر كلام يسوع في الشعب حتى أنهم بكوا جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم يستصرخون رحمته ويضرعون إلى يسوع لكي يصلي لأجلهم ، ما خلا كهنتهم ورؤساءهم الذين أضمروا في ذلك اليوم العداء ليسوع لأنه تكلم هكذا ضد الكهنة والكتبة والعلماء فصمموا على قتله ، ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفا من الشعب الذي قبله نبيا من الله ، ورفع يسوع يديه إلى الرب الإله وصلى ، فبكى الشعب وقالوا ( ليكن كذلك يارب ليكن كذلك ) ، ولما انتهت الصلاة نزل يسوع من الهيكل وسافر ذلك اليوم من أورشليم مع كثيرين من الذين تبعوه ، وتكلم الكهنة فيما بينهم بالسوء في يسوع .

الفصل الثالث عشر
(( خوف يسوع وصلاته وتعزية الملاك جبريل العجيبة ))

ولما مضت بعض أيام وكان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد إلى جبل الزيتون ليصلي ، وبعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع في الصباح قائلا : يارب إني عالم أن الكتبة يبغضونني ، والكهنة مصممون على قتلي أنا عبدك ، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم اسمع برحمه صلوات عبدك ، وأنقذني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي ، وأنت تعلم يارب أني أنا عبدك إياك أطلب يارب وكلمتك أتكلم ، لأن كلمتك حق هي تدوم إلى الأبد ، ولما أتم يسوع هذه الكلمات إذا بالملاك جبريل قد جاء إليه قائلا : لا تخف يا يسوع لأن ألف ألف من الذين يسكنون فـوق السماء يحرسون ثيابك ، ولا تموت حتى يكمل كل شيء ويمسي العالم على وشك النهاية ، فخر يسوع على وجهه إلى الأرض قائلا : أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي ، وماذا أعطيك يارب مقابل ما أحسنت به إليّ ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد اسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله ، فلما لم تقو المدية على ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا ، فعليك أن تفعل ذلك يا يسوع خادم الله ، فأجابه يسوع سمعا وطاعة ، ولكن أين أجد الحمل وليس معي نقود ولا تجوز سرقته ، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش فقدمه يسوع ذبيحة حامدا ومسبحا لله الممجد إلى الأبد .

الفصل الرابع عشر
(( المسيح ينتخب اثني عشر تلميذا بعد صيام أربعين يوما ))

ونزل يسوع من الجبل وعبر وحده ليلا إلى الجانب الأقصى من عبر الأردن ، وصام أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل شيئا ليلا ولا نهارا ضارعا دوما إلى الرب لخلاص شعبه الذي أرسله الله إليه ، فلما انقضت الأربعون يوما جاع ، فظهر له حينئذ الشيطان وجربه بكلمات كثيرة ،ولكن يسوع طرده بقوة كلمات الله ، فلما انصرف الشيطان جاءت الملائكة وقدمت ليسوع كل ما يحتاج ، أما يسوع فعاد إلى نواحي أورشليم ووجده الشعب مرة أخرى بفرح عظيم ، ورجاه أن يمكث معهم لأن كلماته لم تكن ككلمات الكتبة بل كانت قويه لأنها أثرت في القلب ، فلما رأى يسوع أن الجمهور الذي عاد إلى نفسه ليسلك في شريعة الله جمهور غفير صعد الجبل ومكث كل الليل بالصلاة ، فلما طلع النهار نزل من الجبل وأنتخب اثني عشر سماهم رسلا منهم يهوذا الذي صلب ، أما أسماؤهم فهي ، اندراوس واخوه بطرس الصياد ، وبرنابا الذي كتب هذا مع متى العشار الذي كان يجلس للجباية ، يوحنا ويعقوب ابنا زبدى ، تداوس ويهوذا ، برتولوماوس وفيلبس ، يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الخائن ، فهؤلاء كاشفهم على الدوام بالاسرار الإلهية ، أما يهوذا الاسخريوطي فأقامه وكيلا على ما كان يعطى للصدقات فكان يختلس العشر من كل شيء .

الفصل الخامس عشر
(( الآية التي فعلها المسيح في العرس حيث حول الماء خمرا ))

ولما اقترب عيد المظال دعا غني يسوع وتلاميذه وأمه إلى العروس ، فذهب يسوع ، وبينما هم في الوليمة فرغت الخمر ، فكلمت أم يسوع إياه قائلة : ليس لهم خمر ، فأجاب يسوع : ما شأني في ذلك يا أماه ؟ فأوصت امه الخدمة أن يطيعوا يسوع المسيح في كل ما يأمرهم به ، وكانت هناك ستة أجران للماء حسب عادة إسرائيل ليطهروا أنفسهم للصلاة ، فقال يسوع : املأوا هذه الاجران ماءا ، ففعل الخدمة هكذا ، فقال لهم يسوع : باسم الله اسقوا المدعوين ، فقدم الخدمة إلى مدبر الحفلة الذي وبخ الاتباع قائلا : أيها الخدمة الاخساء لماذا ابقيتم الخمر الجيدة حتى الآن ؟ لأنه لم يعرف شيئا مما فعل يسوع ، فأجاب الخدمة : يوجد هنا رجل قدوس الله لانه جعل من الماء خمرا ، غير ان مدبر الحفلة ظن ان الخدمة سكارى ، أما الذين كانوا جالسين بجانب يسوع فلما رأوا الحقيقة نهضوا عن المائدة واحتفوا به قائلين : حقا انك قدوس الله ونبي صادق مرسل الينا من الله ، حينئذ آمن به تلاميذه ، وعاد كثيرون إلى أنفسهم قائلين : الحمد لله الذي أظهر رحمة لإسرائيل وافتقد بيت يهوذا بمحبته تبارك اسمه الاقدس .

الفصل السادس عشر
((التعاليم العجيبة التي علمها لتلاميذه ، بخصوص الارتداد عن الحياة الشريرة ))

وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل ، فلما جلس هناك دنا منه التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا : عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب ، وكما ان الخمر الجديدة توضع في أوعية جديدة هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالا جددا إذا أردتم أن تعوا التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي ، الحق أقول لكم كما أنه لا يتأتى للإنسان أن ينظر بعينه السماء والأرض معا في وقت واحد فكذلك يستحيل عليه أن يحب الله والعالم . لا يقدر رجل أبدا أن يخدم سيدين أحدهما عدو للآخرين لأنه إذا أحبك أحدهما أبغضك الآخر ، فكذلك أقول لكم حقا أنكم لا تقدرون أن تخدموا الله والعالم ، لأن العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث ، لذلك لا تجدون راحة في العالم بل تجدون بدلا منها اضطهادا أو خسارة ، إذا فاعبدوا الله واحتقروا العالم ، إذ مني تجدون راحة لنفوسكم ، أصيخوا السمع لكلامي لأني أكلمكم بالحق ، طوبى للذين ينوحون في هذه الحياة لأنهم يتعزون ، طوبى للمساكين الذين يعرضون حقا عن ملاذ العالم لأنهم سيتنعمون بملاذ ملكوت الله ، طوبى للذين يأكلون على مائدة الله لأن الملائكة ستقوم على خدمتهم ، أنتم مسافرون كسياح ، أيتخذ السائح لنفسه على الطريق قصورا وحقولا وغيرها من حطام العالم ، كلا ثم كلا ولكنه يحمل أشياء خفيفة ذات فائدة وجدوى في الطريق ، فليكن هذا مثلا لكم ، وإذا أحببتم مثلا آخر فاني أضربه لكم لكي تفعلوا كل ما أقوله لكم ، لا تثقلوا قلوبكم بالرغائب العالمية قائلين من يكسونا او من يطعمنا ، بل انظروا الزهور والأشجار مع الطيور التي كساها وغذاها الله ربنا بمجد أعظم من كل مجد سليمان ، والله الذي خلقكم ودعاكم إلى خدمته هو قادر أن يغذيكم ، الذي أنزل المن من السماء على شعبه إسرائيل في البرية أربعين سنة وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى ، أولئك الذين كانوا ستمائة وأربعين ألف رجل خلا النساء والأطفال ، الحق أقول لكم أن السماء والأرض تهنان بيد أن رحمته لاتهن للذين يتقونه ، أغنياء العالم هم على رخائهم جياع وسيهلكون ، كان غني ازدادت ثروته فقال : ماذا أفعل يا نفسي ، اني أهدم اهرائي لأنها صغيرة وابني أخرى جديدة أكبر منها فتظفرين بمناك يا نفسي ، انه لخاسر لأنه في تلك الليلة توفى ، ولقد كان يجب عليه العطف على المسكين وأن يجعل لنفسه أصدقاء من صدقات أموال الظلم في هذا العالم لأنهـا تأتي بكنوز في عالم السماء ، وقولوا لي من فضلكم إذا وضعتم دراهمكم في مصرف عشار فأعطاكم عشرة أضعاف وعشرين ضعفا أفلا تعطون رجلا كهذا كل مالكم ، ولكن الحق أقول لكم أنكم مهما أعطيتم وتركتم لاجل محبة الله فستستردونه مئة ضعف مع الحياة الأبدية ، فانظروا إذا كم يجب عليكم ان تكونوا مسرورين في خدمة الله .

الفصل السابع عشر
(( عدم إيمان التلاميذ ودين ( مامن ) الصحيح ))

ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس : إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله ، لأن أشعيا النبي قال ( حقا إنك لإله محتجب ) ، وقال الله لموسى عبده ( أنا الذي هو أنا ) أجاب يسوع : يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح ، إن الله موجود بدونه لاوجود ، إن الله حياة بدونها لا أحياء ، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان ، هو وحده لا ند له ، لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية ، لا أب و لا أم له ، لا أبناء ولا أخوة ولا عشراء له ، ولما كان ليس لله جسم فهو لا يأكل ولا ينام ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك ، ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري ، لإنه غير ذي جسد وغير مركب وغير مادي وأبسط البسائط ، وهو جواد لا يحب إلا الجود ، وهو مقسط حتى إذا هو قاص أو صفح فلا مرد له ، وبالاختصار أقول لك يا فيلبس أنه لا يمكنك أن تراه وتعرفه على الارض تمام المعرفة ، ولكنك ستراه في مملكته إلى الأبد حيث يكون قوام سعادتنا ومجدنا ، أجاب فيلبس : ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب في أشعيا أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون ؟ ، أجاب يسوع: إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى ، لأن كل الأنبياء البالغين مئة وأربعة وأربعين ألفا الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلموا بالمعميات بظلام ، ولكن سيأتي بعد بهاء كل الأنبياء الأطهار فيشرق نورا على ظلمات سائر ما قال الأنبياء ، لأنه رسـول الله ولما قال هذا تنهد يسوع وقال : أرأف بإسرائيل أيها الرب الإله وانظر بشفقة على إبراهيم وعلى ذريته لكي يخدموك بإخلاص قلب فأجاب تلاميذه : ليكن كذلك أيها الرب الإله ، وقال يسوع : الحق أقول لكم أن الكتبة والعلماء قد أبطلوا شريعة الله بنبواتهم الكاذبة المخالفة لنبوات أنبياء الله الصادقين ، لذلك غضب الله على بيت إسرائيل وعلى هذا الجيل القليل الإيمان ، فبكى تلاميذه لهـذه الكلمات وقالوا : ارحمنا يا الله ترأف على الهيكل والمدينة المقدسة ولا تدفعها إلى احتقار الأمم لكي لا يحتقروا عهدك ، فأجاب يسوع : وليكن كذلك أيها الرب إله آبائنا .

الفصل الثامن عشر
(( يوضح هنا اضطهاد العالم بخدمة الله وأن حماية الله تقيهم ))

وبعد أن قال يسوع هذا قال : لستم أنتم الذين اخترتموني بل أنا اخترتكم لتكونوا تلاميذي ، فإذا أبغضكم العالم تكونون حقا تلاميذي ، لأن العالم كان دائما عدو عبيد خدمة الله ، تذكروا الأنبياء والأطهار الذين قتلهم العالم، كما حدث في أيام ايليا إذ قتلت إيزابل عشرة آلاف نبي حتى بالجهد نجا ايليا المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء الذين خبأهم رئيس جيش أخاب ، أواه من العالم الفاجر الذي لا يعرف الله ، إذا لا تخافوا أنتم لان شعور رؤوسكم محصاة كي لا تهلك ، انظروا العصفور الدوري الطيور الأخرى التي لا تسقط منها ريشة بدون إرادة الله ، أيعتني الله بالطيور أكثر من اعتنائه بالإنسان الذي لأجله خلق كل شيء ؟ أيتفق وجود انسان اشد اعتناءا بحذائه منه بابنه ، كلا ثم كلا ، أفلا يجب عليكم بالأولى أن تظنوا أن الله لا يهملكم وهو المعتني بالطيور ، وليكن لماذا أتكلم عن الطيور بل لا تسقط ورقة من شجرة بدون إرادة الله ، صدقوني لاني أقول لكم الحق أن العالم يرهبكم إذا حفظتم كلامي ، لأنه لو لم يخشى فضيحة فجوره لما أبغضكم ولكنه يخشى فضيحته ولذلك يبغضكم ويضطهدكم ، فإذا رأيتم العالم يستهين بكلامكم فلا تحزنوا بل تأملوا كيف أن الله وهو أعظم منكم قد استهان به أيضا العالم حتى حسبت حكمته جهالة ، فإذا كان الله يحتمل العالم بصبر فلماذا تحزنون أنتم يا تراب وطين الأرض ، فصبركم تملكون أنفسكم ، فإذا لطمكم أحد على خد فحولوا له الآخر ليلطمه ، لا تجازوا شرا بشر لأن ذلك ما تفعله شر الحيوانات كلها ، ولكن جازوا الشر بالخير وصلوا لله لأجـل الذين يبغضونكم ، النار لا تطفأ بالنار بل بالماء لذلك أقول لكم لا تغلبوا الشر بالشر بل بالخير ، انظروا الله الذي جعل شمسه تطلع على الصالحين والطالحين وكذلك المطر ، فكذلك يجب عليكم أن تفعلوا خيرا مع الجميع لأنه مكتوب في الناموس كونوا قديسين لأني أنا إلهكم قدوس كونوا أنقياء لأني أنا نقي وكونوا كاملين لأني أنا كامـل ، الحق أقول لكم أن الخادم يحاول إرضاء سيده ، وأثوابكم هي إرادتكم ومحبتكم ، احذروا إذا من أن تريدوا أو تحبوا شيئا غير مرضي من الله ربنا ، أيقنوا أن الله يبغض بهرجة وشهوات العالم لذلك أبغضوا أنتم العالم .

الفصل التاسع عشر
(( المسيح ينذر بتسليمه ويشفي عشرة برص ، عند نزوله من الجبل))

ولما قال يسوع ذلك أجاب بطرس : يا معلم لقد تركنا كل شيء لنتبعك فما مصيرنا ؟ أجاب يسوع : أنكم لتجلسون يوم الدينونة بجانبي لتشهدوا على أسباط إسرائيل الاثني عشر ، ولما قال يسوع ذلك تنهد قائلا : يارب ما هذا ؟ إني قد اخترت اثني عشر فكان واحد منهم شيطانا ، فحزن التلاميذ جدا لهذه الكلمة ، فعند ذلك سأل الذي يكتب يسوع سرا بدموع قائلا : يا سيد أيخدعني الشيطان وهل أكون منبوذا ، فأجاب يسوع : لا تأسف يا برنابا لأن الذين أختارهم الله قبل خلق العالم لا يهلكون تهلل لان اسمك مكتوب في سفر الحياة ، وعزى يسوع تلاميذه قائلا : لا تخافوا لان الذي سيبغضني لا يحزن لكلامي لانه ليس فيه الشعور الإلهي ، فتعزى المختارون بكلامه ، وأدى يسوع صلواته ، وقال التلاميذ : آمين ليكن هكذا أيها الرب الإله القدير الرحيم ، ولما انتهى يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه ، والتقى بعشرة برص صرخوا من بعيد : يا يسوع ابن داود ارحمنا ، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم : ماذا تريدون مني أيها الأخوة ؟ فصرخوا جميعهم : أعطنا صحة ، أجاب يسوع : أيها الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا : أعطنا صحة ، ألا ترون أني إنسان نظيركم ؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم ، فأجاب البرص بدموع : إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا ، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فصلي لله ليشفينا، فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم أرحمهم ، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا : أيها الرب الإله القدير الرحيم ، أرحم واصخ السمع إلى كلمات عبدك أرحم رجـاء هؤلاء الرجال ، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس ، وإذ قال يسوع ذلك تحول إلى البرص وقال: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة بحسب شريعة الله ، فانصرف البرص وبرئوا على الطريق ، فلما رأى أحدهم أنه برئ عاد ينشد يسوع ، وكان إسماعيليا، وإذ وجد يسوع انحنى احترامـا له قائلا : أنك حقا قدوس الله ، وتضرع إليه بشكر لكي يقبله خادما ، أجاب يسوع : قد برئ عشرة فأين التسعة ؟ وقال للذي برئ : إني ما أتيت لأُخدَم بل لأخدِم ، فاذهب إذا إلى بيتك ، واذكر ما أعظم ما فعل الله بك لكي يعلموا أن الوعود الموعود بها إبراهيم وابنه مع ملكوت الله آخذة في الاقتراب ، فانصرف الأبرص المبرأ ولما بلغ جيرة حية قص ما صنع الله به بواسطة يسوع .

الفصل العشرون
(( الآية التي فعلها يسوع في البحر وإعلانه أين يقبل النبي ))

وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في المركب مسافرا إلى الناصرة مدينته ، فحدث نوء عظيم في البحر حتى اشرف المركب على الغرق ، وكان يسوع نائما في مقدم المركب ، فدنا منه تلاميذه وأيقظوه قائلين : يا سيد خلص نفسك فإننا هالكون ، وأحاط بهم خوف عظيم بسبب الريح الشديدة التي كانت مضادة وعجيج البحر ، فنهض يسوع ورفع عينيه نحو السماء وقال: يا ألوهيم الصباؤت ارحم عبيدك ، ولما قال يسوع هذا سكنت الريح حالا وهدأ البحر ، فجزع النوتية قائلين : ومن هو هذا حتى أن البحر والريح يطيعانه ، ولما بلغ مدينة الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع ، فمثل بين يديه الكتبة والعلماء وقالوا : لقد سمعنا كم فعلت في البحر واليهودية فأتنا إذا بآية من الآيات هنا في وطنك ، فأجاب يسوع : يطلب هذا الجيل العديم الإيمان آية ولكن لن تعطى لأنه لا يقبل نبي في وطنه ولقد كانت في زمن ايليا أرامل كثيرات في اليهودية ولكنه لم يرسل ليقات إلا إلى أرملة صيدا ، وكان البرص في زمن اليشع في اليهودية كثيرين ولكن لم يبرأ إلا نعمان السرياني ، فحنق أهل المدينة وأمسكوه واحتملوه إلى شفا جرف ليرموه ولكن يسوع مشى في وسطهم وانصرف عنهم .


الفصل الحادي والعشرون
(( يسوع يشفي مجنونا وطرح الخنازير في البحر ، وابراؤه ابنة الكنعانية ))

صعد يسوع إلى كفر ناحوم ودنا من المدينة ، وإذا بشخص خرج من بين القبور كان به شيطان تمكَّن منه حتى لم تقو سلسلة على امساكه فألحق بالناس ضررا كثيرا ، فصرخت الشياطين من فيه قائلة : يا قدوس الله لماذا جئت قبل الوقت لتزعجنا ، وتضرعوا إليه ألا يخرجهم ، فسألهم يسوع كم عددهم ، فأجابوا : ستة آلاف وستمائة وستة وستون ، فلما سمع التلاميذ هذا ارتاعوا وتضرعوا إلى يسوع أن ينصرف ، حينئذ أجـاب يسوع ، أين إيمانكم ؟ يجب على الشيطان أن ينصرف لا أنا ، فحينئذ صرخت الشياطين قائلة : إننا نخرج ولكن اسمح لنا أن ندخل في تلك الخنازير ، وكان يرعى هناك بجانب البحر نحو عشرة آلاف خنزير للكنعانيين ، فقال يسوع : أخرجوا وادخلوا في الخنازير ، فدخلت الشياطين الخنازير بجئير وقذفت بها إلى البحر ، حينئذ هرب إلى المدينة رعاة الخنازير وقصوا كل ما جرى على يد يسوع ، فخرج من ثم رجال المدينة فوجدوا يسوع والرجل الذي شفي ، فارتاع الرجال وضرعوا إلى يسوع أن ينصرف عن تخومهم ، فانصرف من ثم عنهم وصعد إلى نواحي صور وصيدا ، وإذا بامرأة من كنعان مع ابنيها قد جاءت من بلادها لترى يسوع ، فلما رأته آتيا مع تلاميذه صرخت : يا يسوع ابن داود ارحم ابنتي التي يعذبها الشيطان ، فلم يجب يسوع بكلمة واحدة لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فتحنن التلاميذ وقالوا : يا معلم تحنن عليهم انظر ما أشد صراخهم وعويلهم ، فأجاب يسوع : إني لم أرسل إلا إلى شعب إسرائيل ، فتقدمت المرأة وابناها إلى يسوع معولة قائلة : يا يسوع بن داود ارحمني ، أجاب يسوع لا يحسن أن يأخذ الخبز من أيدي الأطفال ويطرح للكلاب ، وإنما قال يسوع هذا لنجاستهم لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فأجابت المرأة : يا رب إن الكلاب تأكل الفتات الذي يسقط من مائدة أصحابها ، حينئذ انذهل يسوع من كلام المرأة وقال : أيتها المرأة إن إيمانك لعظيم ، ثم رفع يديه إلى السماء وصلى لله ثم قال : أيتها المرأة قد حررت ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام ، فانصرفت المرأة ولما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله ، لذلك قالت المرأة : حقا لا إله إلا إله إسرائيل ، فانضم من ثم أقرباؤها إلى الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى .

الفصل الثاني والعشرون
(( شقاء غير المختونين يكون الكلب أفضل منهم ))

فسأل التلاميذ يسوع في ذلك النهار قائلين : يا معلم لماذا أجبت المرأة بهذا الجواب قائلا أنهم كلاب ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم أن الكلب أفضل من رجل غير مختون ، فحزن التلاميذ قائلين : إن هذا الكلام لثقيل ومن يقوى على قبوله ، أجاب يسوع : إذا لاحظتم أيها الجهال ما يفعل الكلب الذي لا عقل له لخدمة صاحبه علمتم أن كلامي صادق ، قولوا لي أيحرس الكلب بيت صاحبه ويعرض نفسه للص ؟ نعم ولكن ما جزاؤه ؟ ضرب كثير وأذى مع قليل من الخبز وهو يظهر لصاحبه وجها مسرورا أصحيح هذا ؟ فأجاب التلاميذ : إنه لصحيح يا معلم ، حينئذ قال يسوع : تأملوا إذا ما أعظم ما وهب الله الإنسان فتروا إذا ما أكفره لعدم وفائه بعهد الله مع عبده إبراهيم ، اذكروا ما قاله داود لشاول ملك إسرائيل ضد جليات الفلسطيني ، قال داود ( يا سيدي بينما كان يرعى عبدك قطيعه جاء ذئب ودب وأسد وانقضت على غنم عبدك ، فجاء عبدك وقتلها وأنقذ الغنم ، وما هذا الأغلف إلا كواحد منها ، لذلك يذهب عبدك باسم الرب إله إسرائيل ويقتل هذا النجس الذي يجدف على شعب الله الطاهر ) ، حينئذ قال التلاميذ: قل لنا يا معلم لأي سبب يجب على الإنسان الختان ؟ فأجاب يسوع: يكفيكم أن الله أمر به إبراهيم قائلا : ( يا إبراهيم اقطع غرلتك وغرلة كل بيتك لأن هذا عهد بيني وبينك إلى الأبد ) .

الفصل الثالث والعشرون
(( أصل الختان وعهد الله مع إبراهيم ولعنة الغلف ))

ولما قال ذلك يسوع جلس قريبا من الجبل الذي كانوا يشرفون عليه ، فجاء تلاميذه إلى جانبه ليصغوا إلى كلامه ، حينئذ قال يسوع : انه لما أكل آدم الإنسان الأول الطعام الذي نهاه الله عنه في الفردوس مخدوعا من الشيطان عصى جسده الروح ، فأقسم قائلا : ( تالله لأقطعنك ) ، فكسر شظية من صخر وأمسك جسده ليقطعه بحد الشظية ، فوبخه الملاك جبريل على ذلك ، فأجاب (لقد أقسمت بالله أن أقطعه فلا أكون حانثا ) ، حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها ، فكما أن جسد كل إنسان من جسد آدم وجب عليه أن يراعى كل عهد اقسم آدم ليقومن به ، وحافظ آدم على فعل ذلك في أولاده ، فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى جيل ، إلا انه لم يكن في زمن إبراهيم سوى النزر القليل من المختونين على الأرض ، لأن عبادة الأوثان تكاثرت على الأرض ، وعليه فقد اخبر الله إبراهيم بحقيقة الختان ، وأثبت هذا العهد قائلا : ( النفس التي لا تخـتن جسدها إياها ابدد مـن بين شعبي إلى الأبد ) ، فارتجف التلاميذ خوفا من كلمات يسوع لأنه تكلم باحتدام الـروح ، ثم قال يسوع : دعوا الخوف للذي لم يقطع غرلته لأنه محروم من الفردوس ، وإذ قال هذا تكلم يسوع أيضا قائلا : ان الروح في كثيرين نشيط في خدمة الله أما الجسد فضعيف ، فيجب على من يخاف الله أن يتأمل ما هو الجسد وأين كان أصله وأين مصيره ، من طين الأرض خلق الله الجسد ، وفيه نفخ نسمة الحياة بنفخة فيه ، فمتى اعترض الجسد خدمة الله يجب أن يمتهن ويداس كالطين ، لأن من يبغض نفسه في هذا العالم يجدها في الحياة الابدية ، أما ماهية الجسد الآن فواضح من رغائبه أنه العدو الألد لكل صلاح فانه وحده يتوق إلى الخطيئة ، أيجب إذا على الإنسان مرضاة ل


الفاتيكان قلعه الشيطان - جلفاري - 04-04-2005

قال تعالى :
" يريدون أن يطفئوا نور الله بأيديهم و الله متم نوره ولو كره المشركون " صدق الله العظيم

وقال : " لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم "
صدق الله العظيم

إن شمس الحقيقة لا يمكن أن يخفيها غربال الحاقدين ...!





الفاتيكان قلعه الشيطان - اسحق - 04-04-2005

إقتباس
إن شمس الحقيقة لا يمكن أن يخفيها غربال الحاقدين ...!
---------------
ما وجه الحقد؟
تحياتي



الفاتيكان قلعه الشيطان - كمبيوترجي - 04-04-2005

هل يصح تسمية الفاتيكان ب "قلعة الشيطان"؟؟؟

لا أدري لماذا النعت بأسماء لا تصح :?:

يعني كان بإمكانك وضع عنوان أهدأ لإيصال فكرتك التي لا أدري بماذا أعلق عليها...

:nocomment:


الفاتيكان قلعه الشيطان - البابلي - 04-05-2005


قال المدعو جان لوك :


اقتباس:[SIZE=5]إنها مفاجأة نزفها من هذا الموقع لإخوتنا في الإيمان ونلح عليهم أن يعتنوا بهذا الإنجيل العظيم ويساعدوا على نشره ، فإنه والله إنجيل عيسى الصحيح . [/SIZE
]


مفاجاة!!!!!:o


ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وفي هذا الموقع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

الانجيل العظيم !!!

انجيل برنابا " رضي الله عنه " !!:lol:

هل هناك فعلاً انجيل بهذا الاسم ؟؟؟؟!!!!

لماذا لم تخبروني يا نصارى بان هناك انجيلاً اخر لبرنابا " الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه " ..!!!؟؟؟؟:lol2:

لماذا يا زملائي في الموقع .. لم تخبرونا من قبل عن هذا الكتاب العظيم ..
( الذي اخفاه عنا الفاتيكان ) ..:aplaudit:

الى ان اظهره هذا الفارس المغوار جان لوك !!؟؟؟؟؟:23:

وقال :

اقتباس:إن النصارى لعنهم الله

لعنهم الله .. انى يؤفكون !!:lol:

الله اكبر ..

الله اكبر ...

وماذا قال الامام المهدي ؟؟؟؟

نعم !

الامام المهدي تحدث عن انجيل برنابا ..

( لا ادري هل تحدث امام جمع .. او في الراديو .. او ظهر في برنامج الشريعة والحياة ..) :lol:

او " همس " موشوشاً الزميل جان لوك في اذنه !!

لا ادري ..

كل ما اعلمه بأن المهدي المنتظر قد قال للزميل جان لوك بان انجيل برنابا هو الانجيل الصحيح ..

اقرأوا يا نصارى واستيقظوا يقول جان لوك :

[QUOTE]وهنا أنقل كلام رسول الله المهدي أبي عبدالله الحسين بن موسى عليه السلام في شأن ( إنجيل برنابا ) فقال :

أن هذا هو إنجيل المسيح الصحيح الذي أنزله الله تعالى على قلب عيسى بن البتول عليه وعلى أمه أفضل الصلاة والتسليم .


اذن كلام المهدي لا يعلى عليه ..!!!:9:

انتهي الدين النصراني ..:lol:


محمد يسطع اسمه في هذا الكتاب ؟؟؟؟!!!:eek:

يا ناس .. يا عالم ..

اقرصوني .. حتى اصدق ..!!!:25:

انا في حلم ..!!!:d:

حقيقة .. محمد موجود ذكره في هذا الكتاب الذي زبره " برنابا ابن ابا قحافة ابن مريبط الخضري بتاع البسوبوسة " رضي الله عنه ..؟؟؟؟!!!!;):lol:

اخبروني ..

ايقضوني من غفلتي ..:d:

لقد ضحك علينا الفاتيكان ؟؟؟!!!!


بركاتك يا برنابا رضي الله عنك (f) :lol:

مدد يا مهدي ..:saint::lol:



لقد ظهر الحق وزهق الباطل ..


زهق الباطل



زهق الباطل ..



زواج بيومي من بتعة .. باطل !!!:lol:


مدد

مدد

:lol::lol2::aplaudit:




الفاتيكان قلعه الشيطان - ضيف - 04-05-2005

[MODERATOREDIT]
اقتباس: [i]  البابلي   كتب
ايقضوني من غفلتي ..:d:

ولا يهمك يا بابلي
سيبك منه
وخليك مع أنجيل كلوريد أخف مصيبة:97:


:lol::lol::lol::lol:[/MODERATOREDIT]


الفاتيكان قلعه الشيطان - البابلي - 04-05-2005

[MODERATOREDIT]
اقتباس:ولا يهمك يا بابلي
سيبك منه
وخليك مع أنجيل كلوريد أخف مصيبة


لا يا غلام :baby:.. شو عم تحكي ..

هذا اكتشف كتاب سيدمر النصرانية ..

يا ولد اسكت ..

مش فيه واحد اسمه " برنابا " رضي الله عنه .. مثل صحابة محمدك !!!:lol:

ومؤلف كتاب .. حكي فيه انو محمدك سيأتي وانه اسمه كان مكتوباً على اصبع ادم في الجنة !!:o

بس عندي سؤال يا كلوريد ..

بحكم كونكم اتباع كتاب برنابا هذا ..

خبرني على اي " اصبع " وجد ادم اسم محمد مكتوب عليه ؟؟!!!!!:lol:[/MODERATOREDIT]