نادي الفكر العربي
الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+---- المنتدى: ملف خاص حول أزمة الرهن العقاري و تداعياتها على اﻹقتصاد العالمي (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=10)
+---- الموضوع: الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية (/showthread.php?tid=3012)

الصفحات: 1 2 3 4 5


الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - عمر أبو رصاع - 09-28-2008

قبل ان اشرع في هذا التقرير اود القول ان ما دفعني لكتابته اساساً هو بعض التعليقات في نادي الفكر العربي العزيز حول الازمة العالمية المعنية و التي وضعها بعض من يحملون شهادات في علم الاقتصاد و هي في حقيقتها لا تعكس إلا جهل متقع بكل ما له علاقة في الاقتصاد العالمي و ديناميكية النظام المالي و المصرفي في هذا العالم ، الحقيقة شيء محزن جداً يعكس الواقع المخزي للتعاليم الجامعي في عالمنا العربي ، فالعنتريات كما هو واضح لا تقتصر على الرؤية السياسية المصابة بالعمى و البلاء و التي اقل ما يقال فيها انها غبية و انتحارية بل انها ايضاً تشمل الرؤى في المجالات التي يفترض اننا مختصون فيها و بشهادات علمية تمنحها الجامعات!
نعم ليس غريباً ان نكون قد وصلنا إلا ما نحن فيها ، كما اننا كنا محقين تماماً عندما قلنا ان مصيبة الامة العربية ليست في كل اشكال الاستعمار و التآمر الخارجي بل جوهر مصيبتها هو التخلف على كل المستويات ، و أن مشروع النهضة الحقيقية هو مشروع التنوير و البناء و التنمية الحقيقية و المستدامة التي تجعل من هذا العالم العربي قاطرة في قطار الحضارة الانسانية ، إنها مقدمة لا بد منها قبل الدخول إلى اخطر ازمة اقتصادية و مالية تعصف بالعالم منذ ازمة الكساد العظيم في اواخر عشرينات و مطلع ثلاثينيات القرن المنصرم.


يوم الخميس الفائت 25 ايلول/سبتمبر انهار احد اكبر مقدمي الخدمات المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية و العالم انه مصرف "WAMU"

قبيل هذا الانهيار بثلاثة اسابيع فقط كما اشار تقرير The Financial Times كان المصرف قد عين مديراً جديداً و نشر بيانات مالية تعكس اداء ضعيف و لكن ليس كارثي للربع الاخير ، إلا ان انهيار هذا البنك الضخم جداً و إن كان بطيء بمقاييس هذه الازمة البنكية جاء كارثياًُ فقد جاء وفق مبدأ سقوط حجارة الدومينو ؛ يكفي ان نعلم ان المودعين سحبوا من البنك 16.7 مليار دولار خلال آخر عشرة ايام فقط!

فجأة خسر المستثمرون و حملة الاسهم معاً أسهماً سوقية بلغت قيمتها الاسمية 46.6 مليار دولار! في حالات الافلاس السابقة تركت بعض القيم لحملة الاسهم اما الآن فقد طالت الاموال و الخسائر الجميع ، فشركة Capital Group لوحدها خسرت 15% من هذه القيمة و التي كانت تملكها ، ان ما يجب ان ننتبه إليه هنا أن حملة الاسهم لهذه البنوك يتوزعون على مختلف القطاعات الاقتصادية العالمية فليس هناك قطاع اقتصادي او بنك عالمي غير مستثمر مباشرة او بشكل غير مباشر في البنوك و القطاعات التي ستطالها الازمة مما يعني ان استمرار الازمة سيفضي إلى ان تطال الخسائر كل الفعاليات الاقتصادية في العالم و تضرب اقتصاد العالم كله و تصيبه بخسائر هائلة.

ان ازمة الرهن العقاري هذه التي تعصف بالمصارف الامريكية و تفلسها انعكست ايضاً و بقوة على كبريات شركات التأمين التي تقدم ايضاً خدمات تأمين الودائع للبنوك مثل شركة تأمين الودائع الاتحادية JPMorgan و التي دفعت 1.9 مليار دولار لتغطية الودائع في هذا البنك لتصبح حاملة لاكبر حزمة قروض يتولاها التأمين و يعدها للبيع ، و استمرار الازمة سيضاعف العبء ليس فقط على البنوك بل وعلى شركات التأمين كذلك ؛ لانها هي الاخرى لن تجد من يشتري هذه القروض المتعثرة التي كان عليها ان تعوضها و بالتالي ستدخل بدورها دائرة مصير الافلاس هي و حملة سندات هذه القروض و الذين ليس لهم في هذه الحالة ان يتوقعوا عودة حصة جيدة من استثماراتهم هذه!

أين يمكن ان تتوقف هذه الكارثة ؟ ان الحديث عن اقتصاد مالي متداخل بهذا المستوى يجعلنا لا نشك لحظة واحدة انها تماماً مثل كرة الثلج التي يزداد حجمها كلما تدحرجت بحيث تبتلع كل ما يمكن ان يواجهها اننا هنا بصدد الحديث عن ازمة تعصف بعصب الحياة الاقتصادية انه الجهاز المصرفي و لذا نحن لسنا بازاء ازمة قطاع بل ازمة الجهاز المالي للولايات المتحدة و بالتالي العالم اننا نتكلم عن القطاع المصرفي و المسؤول عن خلق اكثر من 80% من عرض النقد ، لهذا ليس السؤال الاستنكاري الذي يجب ان يطرح الآن لماذا يقدم الرئيس بوش خطته الانقاذية الضخمة هذه بل انه لماذا تأخر للآن رغم ان مؤشرات هذه الكارثة بدأت منذ شهور؟!!!!! بل ان انهيار WAMU اسهم به و بدرجة كبيرة تغاضي الخزينة الامريكية عن دعم بنك Lehman Brothers الضخم الذي سبقه بالسقوط ، فليس من المنطق ان يقف عامل الانقاذ منتظراً المزيد من الانهيار قبل ان يتدخل لانقاذ ما يمكن انقاذه ، فإذا كانت هذه الاستراتيجية تقوم على الانتظار لتغطية الوارث بمعنى حصاد الاصول لهذه البنوك بقيمة الاصول بعد افلاسها فهو ليس فقط سيهدر بقية مطلوبات هذه البنوك بل و سيسهم في انهيار البناء الاقتصادي بالكامل و حدوث ضمور هائل في القيم السوقية لمختلف الفعاليات المالية و الاقتصادية.

اواخر الاسبوع المنصرم التقط المستثمرون في ول ستريت انفاسهم بعد اعلان الرئيس جورج دبليو بوش عن خطة الانقاذ التي ستصل تكلفتها إلى اكثر من 700 مليار دولار و التي اعادت المعنويات إلى حملة الاسهم المرعوبين حول العالم ، خصوصاً بعد الانهيارات الجزئية التي بدأت تشهدها الاسواق المالية في آسيا و اوربا كانعكاس للازمة في الولايات المتحدة في وقت سابق ، لا توجد مؤسسة مالية حول العالم لا تملك سندات و اسهم متعلقة بدرجة ما بالشركات المعنية بالازمة و بالتالي فانها عرضة لمواجهة الازمة و لتحمل خسائر تنعكس على ادائها في اوطانها ، اول بوادر التأزم في مالية هؤلاء هو تجميد استعمال تلك الاسهم كضمانات مالية ؛ إن سهم شركة ما تواجه افلاساً محتملاً بالتأكيد لا يصلح كضمان مالي في اي من المعاملات!

ربما ليس مستغرباً ان يحاول رئيس اتحاد البنوك العربية التطمين بالزعم بأن الازمة لن تؤثر على بنوكنا و ان معظم استثماراتها تتجه للداخل، لكنه لا يستطيع ان ينكر انه لا يكاد يوجد بنك واحد في عالمنا العربي لا يدير محفظة اوراق مالية في الاسواق الامريكية او ليس لديه ودائع في النظام المصرفي الامريكي تقتضيها طبيعة النشاط المصرفي العالمي لتسيير معاملاته ، إلى اي مدى بنوكنا خارج الازمة ؟ ربما يجيبنا على ذلك اتجاه اسعار اسهم البنوك العربية كلها إلى التراجع ساحبة معها اسواقنا المالية كما اشارت CNN "تراجعت أسواق المال العربية إلى قيعان جديدة الخميس، وخاصة في الخليج، الذي شهدت مؤشراته سيطرة كاملة للون الأحمر، وسط خسائر قاسية سيطرت على قطاعي "العقارات" و"البنوك" في مختلف الأسواق، وذلك مع استمرار القلق حول مصير بعض النشاطات الاستثمارية التي تجمع هذين القطاعين في عدة دول بالمنطقة"، و يجيبنا عليه ايضاً كنتاج للازمة سحب الكثير من الصناديق الاستثمارية الاجنبية اموالها من اسواقنا المالية اما لمواجهة الازمة هناك او تحسبنا لما هو اسوء ربما بدأ هذا السحب لكن لو توسع بتوسع الازمة سيسبب كارثة لاسواقنا المالية ، اذن الاقتصاد العالمي يعمل وفق نظرية الاواني المستطرقة و لا يوجد اقتصاد خارج العالم.

بطبيعة الحال انعكست هذه الانهيارات البنكية بقوة على ول ستريت اننا هنا نتكلم عن خسائر في السوق قد تصل إلى ألف مليار دولار و تتجاوز ذلك ايضاً ، ان بعض المحللين في الولايات المتحدة مثل جيمس بوليتي يعتبرون الحكومة الامريكية مطالبة ببذل الطاقة القصوى لانقاذ الرأسمالية العالمية ، انه يذكرني هنا بما سبق و روج له الشيوعيون السوفيت عندما اعتبروا ان ازمة الكساد العظيم مطلع الربع الثاني من القرن العشرين سقوط نهائي للرأسمالية ، و بغض النظر عن مدى فعالية الرؤية الكنزية في تخليص اقتصاد السوق من تلك الازمة او ما احدثته هذه الرؤية الجديدة من تغير هائل في طبيعة النظام و آليات عمله إلا ان ما يهمنا هو ان هذا النظام امتلك من المرونة في الرؤية و آلية العمل ما اهله في حينها لادارة الازمة بفعالية كبيرة و تجاوزها نحو ميلاد نظام نسميه مختلطاً في علم الاقتصاد اكثر ملاءمة و تطوراً و مرونة ، على العكس تماماً من الرؤية المنطلقة من تابوهات و مسلمات عقائدية ادت بالنظام الشيوعي الذي يفترض انه نتاج رؤية ديناميكية ترى ان الثابت هو التغيير إلى الانهيار التام و المفاجئ على طريقة الجلطة الدماغية القاتلة!
إذن فإن الخروج من الازمة الحالية ربما تتيحه مرة اخرى المرونة العالية للنظام الاقتصادي الامريكي بل و تدفعه نحو هيكلة تجعله اكثر ملاءمة و فعالية ، مرة اخرى بعيداً عن الرؤية النمطية الكلاسيكية للرأسمالية السمثية (نسبة لآدم سميث الأب الروحي للاقتصاد الرأسمالي) و أكثر قرباً تعظيم دور الدولة و اجهزتها.

لكن قبل ان ننتقل إلى آثار الازمة على عالمنا العربي و كذلك الحلول المحتمل ان تنتهجها الحكومة الامريكية عبر خطة الانقاذ القادمة و الاضخم في التاريخ الانساني و الدروس الناجمة عن هذه الازمة لا بد اولاً ان نقف على احقيقة ازمة الرهن العقاري هذه و كيف تسببت بهذه الكارثة؟ و نفهم المزيد حول ما المحتمل حدوثه لو ان الحكومة الامريكية قررت ان تقف موقف المتفرج و تترك الاقتصاد يعمل لوحده وفق مبدأ الرأسمالية الكلاسيكية "دعه يعمل دعه يمر ، و السوق يصحح نفسه بنفسه" هذا ما سنبدأ بمناقشته في الجزء القادم من هذا التقرير.

كل الود
عمر أبو رصاع



الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - the special one - 09-28-2008

البارح سمعتهم في الجزيرة يتحدثون عن امكانية انهيار الاقتصاد الامريكي ..وهذا يطرح تساؤل اذا كان اكبر اقتصاد في اقوى دولة بالعالم يتداعى بهذه السهولة , فما حال بقية العالم عند حدوث ضربات مالية او خسائر بالبورصات واللذي منه ؟؟
امر غريب حقا




الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - بسام الخوري - 09-30-2008

قبل ان اشرع في هذا التقرير اود القول ان ما دفعني لكتابته اساساً هو بعض التعليقات في نادي الفكر العربي العزيز حول الازمة العالمية المعنية و التي وضعها بعض من يحملون شهادات في علم الاقتصاد و هي في حقيقتها لا تعكس إلا جهل متقع بكل ما له علاقة في الاقتصاد العالمي و ديناميكية النظام المالي و المصرفي في هذا العالم







ياريت تكون أكثر تحديد لأنني من كثر اهتمامي بالاقتصاد وقرائتي لمواضيع اقتصادية ألمانية فربما تفهمت أسباب الأزمة المالية أكثر من حملة دكتوراه بالاقتصاد ...


الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - نسمه عطرة - 09-30-2008

النظام الرأسمالي المالي مثل لعبة الدينمو
سيتساقط بالتدريج
ميركل الألمانية حذرت سابقا مما يسير عليه النظام المالي الأمريكي
ولقد ظهرت في الآونة الأخيرة وهي تذكرهم بما قالت
السعوديون اليوم يرفضون انقاذ أمريكا من مستنقعها الموحل
هل تذكرون بالمثل الذي يقول خذ من التل ليختل ؟؟؟
هذا ما قام به الشرير ديك تشيني وطبعا الماريونت بوش " الميكي ماوس " كان يسحب كل فترة عشرات المليارات
لانقاذ غرقه بحروب أفغانستان والعراق والغريب كان الكونجرس يلبي طلباته بسرعة وبدون دراسة بل بغباء وغرور طافح
هاهم الآن يتخلون عنه بعدما أغرقوه بوحل حماقاته ... الكل يفكر بمصلحته الشخصية ليس أكثر ولا أقل
الشخصية الأمركية ظهرت على حقيقتها
وهذا النظام قائم على عصابات مافيا بكل ما في هذه الصفة من معنى ...ولكنهم غلفوها بسولفان الديمقراطية
قال عايز يعلمهم الديمقراطية ويسقيهم اياها كجرعات الدواء ...:aplaudit:
لايمكن أن يترك النظام المالي بحرية تامة بدون أن يكون هناك مراقبة وتدخل من الحكومات
الروس حذروا العالم بهزائم ماحقة لو حاربوا بأفغانستان ...
ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وزيادة الفوارق بين فاحشي الثراء على أساس غير معقول وبين المعدمين
ثم البورصة التي أصبحت تتلاعب بالأسعار بأهم شيء القمح والبترول وكل السلع الهامة
وعوامل كثيرة أدت الى هذا الرعب ...



الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - عمر أبو رصاع - 09-30-2008

Array
بوش اكل هوا حيث ان الكونغرش رفض خطته الانقاذية الابداعية :con_razz:
[/quote]

اعتقد ان الخطة ستمر مع بعض التعديلات قريبا جدا ، اما من سيكل الهوا فهو الاقتصاد الامريكي و العالمي و حملة الاسهم و ليس بوش الذي انتهت ولايته الثانية .
تحياتي

Array

ياريت تكون أكثر تحديد لأنني من كثر اهتمامي بالاقتصاد وقرائتي لمواضيع اقتصادية ألمانية فربما تفهمت أسباب الأزمة المالية أكثر من حملة دكتوراه بالاقتصاد ...[/quote]

الفاضل بسام

يسرني ان اقرأ لك في القضايا الاقتصادية اذن لنستفيد من علمك في هذا المجال و ليس بالضرورة ان يكون المرء مختصا في علم ما ليكتب به بعلمية و عقلية و مضامين سليمة ، المضمون هو الفيصل سواء كان الكاتب من حملة الدكتورة او الماجستير او البكلوريوس او من غير حملتها ، لكن المفروض ان كتابة المختص تراعي قواعد العلم على الاقل ، هذا ما لا نجده في معظم ما نقرأ.

تحياتي




الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - حمزة الصمادي - 10-01-2008

الاخ العزيز عمر ابو رصاع

ها نحن نلتقي في موضوع جديد بعد موضوع بسام عوض الله الذي استقال او اقيل لا اعلم...


في الحقيقة ان اكثر محللي العالم تشاؤما و حذرا ما كان يتوقع مثل هذا الانهيار السريع للمؤسسات المالية الامريكية وما تبعه من انهيار في جميع انحاء العالم.


لن نخوض في اسباب هذة الازمة فقد اشبعت بحثا من الاعلام والمحللين وسنتحدث عن الحلول.

اني ارى الحل بين يدي الدول الصغيرة -نسبيا- الغنية (دول الخليج العربي ,ماليزيا,بروناي )وما شابهها حيث انها ستقوم وليس بدافع الكرم انما لحماية استثماراتها المهولة في الاقتصاد الامريكي بضخ مئات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الامريكي مما سيؤدي بالضرورة لدعم الاقتصاد والمؤسسات المالية.

طبعا هذا بالاضافة الى الخطة الحكومية لدعم القطاع.

ولكن الى متى سيستمر الاقتصاد الامريكي يعاني؟

برأيي المتواضع لن تنتهي القصة هنا بل ستتطور الامور الى حد تغيير النظام المصرفي في امريكا فالتوسع في اعطاء االقروض العقارية وسواها كان من الاسباب الرئيسة لما حدث قد لذلك من الواجب اعادة النظر في سياسات الاقراض .


تحياتي الصادقة.


الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - عمر أبو رصاع - 10-01-2008

هل يمكن ان احصل على المال اللازم لشراء بيت بضمان هذا البيت فقط؟ .....................................ممكن لان من سيأتيك بهذا المال سيبيع قرضك بربح ل "فريدي ماك" و"فاني ماي" الحكوميتين بدون مخاطر!!!!

هكذا خلقت الازمة ، لدينا ما يسمى الاوراق المالية المدعومة بالأصول ، حيث بامكان اي بنك ان يقوم بطرح اوراق مالية مضمونة بأصول ، و هذه الاصول انواع لكن اهمها اطلاقاً هو العقار ، اي انه يبيع ورقة مالية مضمونة بعقار ما ، يقوم مثلا بجمع قروض قام بمنحها لمن يرغب بشراء منازل لنفرض ان هذه القروض مجموعها 1 مليار ، ما يفعله البنك انه ينتج اوراق مالية بهذه المبالغ بضمان العقارات المرهونة و يبيعها بسعر فائدة اقل من سعر الفائدة على القرض بهذه الطريقة يقوم البنك باستعادة المال الذي قام من خلاله بتمويل تلك القروض مضاف لها فرق الفائدة بين سعر الفائدة على القرض الذي منحه لمشتري البيت و سعر الفائدة الذي سيدفعه لمشتري الاوراق المالية المضمونة بذلك العقار ، لعبة سهلة تغري البنك طالما ان الاقتصاد يسير بشكل حسن و طالما ان اسعار العقار في ارتفاع و طالما ان ادارة الرئيس بوش سهلت الاجراءات على البنوك لتتمكن من التوسع في الاقراض و طالما ان هناك مؤسستين مثل فاني ماي و فريدي ماك تشتري هذه الاوراق المالية و تقبل عليها اقل فوائد ممكنة لتسهيل هذا النوع من التمويل العقاري ، لنا ان نتخيل حجم الازمة لو علمنا ان هاتان الشركتان المذكورتان تعملان برأس مال يقدر بحوالي ستة ترليون دولار اي ما يعادل ستة اضعاف حجم الاقتصاد العربي من المحيط إلى الخليج!

بما ان البنوك تقدم هذه الاغراءات او لنقل بوضوح اكبر تملك المقدرة على مثل هذا العمل التمويلي المضمون فأهم من يغريه ذلك هو السماسرة و شركات العقار التي تريد ان تبيع ، إذن ايضاً توفر التسويق و لم تعد المسألة ان مشترٍ لبيت يبحث عن تمويل مصرفي بل تمويل مصرفي يبحث عمن يشتري بيتاً! و اللعبة ان يقبل المشتري بشراء البيت بقرض قصير المدى باقساط شهرية عالية حيث انه لن يقدم ضمانات غير العقار نفسه و يتم اقناع المشتري على اساس ان البيت و خلال فترة قصيرة جدا في الاغلب بضع شهور سيرتفع سعره و بالتالي يلجأ المشتري إلى الجدولة بحيث يجعل قرضه اطول زمناً بدفعات شهريه اقل .
لكن ايضاً ما سبب الانهيار ليس هذا فقط انما ايضاً المضاربة على السندات المشتقة ، فما هي السندات المشتقة بالضبط؟
تماماً كما يتم المراهنة على ارتفاع و انخفاض النفط و الذهب و الفضة .......الخ
اخترعت المضاربة على اتجاه اسعار العقار عن طريق محافظ تفادي المخاطر hedge funds ، وهذه المحافظ تقوم بشراء السندات المشتقة وليس الاصلية للرهن العقاري اي انها ببساطة مضاربة على اتجاه سعر العقارات ، هذه المحافظ قامت بمضاربات هائلة الضخامة في هذا المضمار مستندة إلى الاتجاه الايجابي شبه الثابت لاسعار العقار ، و هنا يكون حجم الخسائر فادحاً اذا اختلفت التوقعات عن التوجهات الحقيقية للسعر ، ذلك ان هذه المحافظ تضارب باقل من عشر القيمة الحقيقية لكنها ان خسرت فستدفع القيمة كاملة و بالتالي المضاربة بمئة مليون معناها ان تواجه خسارة بمليار عندما يحدث العكس! بالتالي فإن هذه المحافظ التي تمولها البنوك عندما تتعرض لمثل هذه الموجة المعاكسة للتوقعات ستتسبب بخسائر فادحة للبنوك و يصبح جزء اساسي كان يظهر ضمن حقوق البنوك بالمليارات صفراً ، كما حدث مع البنوك و رأينا كيف تقوم باطفاء اصول بالمليارات !

لكن لماذا تغيرت اتجاهات اسعار العقار؟

معلوم ان السعر يتبع التوازن السوقي ، قانون العرض و الطلب ، و طالما ان تمويل الشراء اخذ الشكل الذي بيناه آنفاً فقد نجح في خلق طلب متنامي باستمرار على العقارات فاخذت الاسعار اتجاه ارتفاع شبه ثابت ، إلا ان هذا السبب نفسه هو الذي ادى لنمو هائل في العرض لان الاجراءات المصرفية لتمويل شراء العقارات منحت القروض لمشترين لا يملكون الملاءة البنكية ، اي انهم غير قادرين فعلاً على الالتزام بدفع الاقساط اذن وصلنا إلى انفجار فقاعة التمويل العقاري المتوسع بمعدلات فلكية و ما ان تراجع مستوى السيولة في الاقتصاد الامريكي حتى عجز هؤلاء عن سداد اقساط بيوتهم و قفز عرض العقار بسرعة ، لان العجز عن الدفع معناه الحجز على الاصل و اعادة بيعه اي اعادة العقار نفسه معروضاً مرة اخرى ، و لما كانت الشرائح التي عجزت كبيرة قفز عرض العقار بمعدل هائل و تراجعت اسعار العقار لان العرض اصبح اكثر من الطلب فلا بد ان ينخفض السعر ، الخسائر الهائلة اتت فعلاً من المحافظ التي تضارب على السندات المشتقة بعد ان اخذت اسعار العقار الاتجاه المعاكس و تكبدت المحافظ المضاربة تلك خسائرها مضاعفة اضعافاً ، إلى حد كبير نلاحظ ان خسائر المضاربة على اسعار العقار في الولايات المتحدة تزامن مع توجه المضاربات إلى البترول و قد رأينا كيف قفزت هذه المراهنات باسعار النفط.


لقد اسهم اصرار وزير الخزانة الامريكي هنري بولسون على عدم التدخل بالمال العام في تفاقم الازمة ، فالازمة كلها تدور حول المضاربة و ما تنبني عليها من توقعات فإذا اخذت اسعار سندات ليمن براذرز مثلاً اتجاه الانهيار مع مثل هذا التوجه الحكومي سيجعل الاتجاه يتعزز و هكذا اصبحت محاولة انقاذ البنك مهمة مستحيلة!


اذن ان التوسع غير المدروس في الرهن العقاري و الذي لا يراعي اصول العمل المصرفي و اتخاذ البنوك لمختلف الادوات الاحتياطية لمواجهة خطر عدم السداد ، و اهمها و على رأسها تنويع المحافظ الاستثمارية و القروض كان مصدر الشرر في احداث هذه الكارثة المالية العالمية ، انها ظاهرة تدعو لاعادة النظر في هيكلة النظام المصرفي الامريكي ، خصوصاً مسألة البنوك التمويلية المتخصصة في قطاع ما ، نعتقد ان البنك لا ينبغي له ان يرتبط بتمويل قطاع واحد فقط ، اي ليس عليه ان يضع البيض كله في سلة واحدة كما ان عليه ان يؤمن بيضه هذا ، فملاءة العميل و اهمية دراسة المخاطر التمويلية يجب ان تأخذ بالحسبان و ليس من المنطق الاعتماد على توجهات السوق فقط لان هذا معناه ان تحقق المؤسسات المالية ارباحاً عندما يتخذ السوق توجهات موجبة لكنها ستنهار تماماً اذا اخذ السوق توجه سالب في ضوء المضاربة و هذا غير منطقي و لا مقبول.

يتبع في الجزء القادم



الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - عمر أبو رصاع - 10-01-2008

Array
الاخ العزيز عمر ابو رصاع

ها نحن نلتقي في موضوع جديد بعد موضوع بسام عوض الله الذي استقال او اقيل لا اعلم...
في الحقيقة ان اكثر محللي العالم تشاؤما و حذرا ما كان يتوقع مثل هذا الانهيار السريع للمؤسسات المالية الامريكية وما تبعه من انهيار في جميع انحاء العالم.
لن نخوض في اسباب هذة الازمة فقد اشبعت بحثا من الاعلام والمحللين وسنتحدث عن الحلول.

اني ارى الحل بين يدي الدول الصغيرة -نسبيا- الغنية (دول الخليج العربي ,ماليزيا,بروناي )وما شابهها حيث انها ستقوم وليس بدافع الكرم انما لحماية استثماراتها المهولة في الاقتصاد الامريكي بضخ مئات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الامريكي مما سيؤدي بالضرورة لدعم الاقتصاد والمؤسسات المالية.

طبعا هذا بالاضافة الى الخطة الحكومية لدعم القطاع.

ولكن الى متى سيستمر الاقتصاد الامريكي يعاني؟

برأيي المتواضع لن تنتهي القصة هنا بل ستتطور الامور الى حد تغيير النظام المصرفي في امريكا فالتوسع في اعطاء االقروض العقارية وسواها كان من الاسباب الرئيسة لما حدث قد لذلك من الواجب اعادة النظر في سياسات الاقراض .
تحياتي الصادقة.
[/quote]

الاخ العزيز حمزة
الحقيقة بعض النقاط المهمة التي تفضلت بها جئت عليها في الجزء الثاني و بعضها سيأتي الكلام عليها في ما يتبع ، و نقطة ان المستثمرين كدول في الاقتصاد العالمي لا محيص لهم عن فض اكياسهم و دفع السيولة للسوق ليس كرماً بل حاجة للدفاع عن استثماراتهم و اقتصادياتهم نقطة صحيحة لا شك سآتي إلى هذا في ما يتبع.
تحياتي و محبتي



الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - نبتون - 10-01-2008

شكرا يا عمر بدأت افهم الموضوع




الازمة الاضخم في التاريخ المالي للانسانية - جعفر احمد - 10-03-2008

اتابع ماتقول بآذني صاغيه لمعلم كبير