حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
أن أكون سورياً في ساحة الشهداء - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: أن أكون سورياً في ساحة الشهداء (/showthread.php?tid=30387)



أن أكون سورياً في ساحة الشهداء - arfan - 03-22-2005

وشم

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر ذلك المجنّد الكردي الذي وشم اسم الرئيس حافظ الأسد على ظهره لمنع الضابط المسؤول من ضربه بالكرباج. بعد ذلك سيشم ذلك الكردي اسم الرئيس والحزب على كل مكان في جسده يستطيع الكرباج أن يطاوله: المحزن أنه نجح في ذلك!

زاوية
أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر شهراً ونصف شهر أمضيتهما في السجن. لكني لم أُسجَن كما يجب كي أحمل لقباً طالما أخافني: "سجين سياسي"، ولطالما أغراني: "سجين سياسي سابق". كنت صف ضابط مجنداً فحسب في القسم المالي في أحد الألوية العاملة في الجيش السوري. تشاجرتُ مع أحد الضباط، فلفّق لي تهمتين: الرشوة، والقدح والذم بالسيد الرئيس.
كانت التهمة الأخيرة كفيلة "تقريش" كل أيام عمري سجناً، لولا استعانتي بتهمتي الأولى (الرشوة) بأن حققتها، فرشوتُه. لذا لم يحوّلني على فرع حماة، المدينة التي خدمتُ في جوارها، ولم يرفع تقريره إلى المخابرات، مكتفياً بخمسة وأربعين يوماً سجناً في اللواء الذي أخدم فيه.
في الأيام الثلاثة الأولى وضعتُ في سجن المجندين، قبل أن يتم نقلي إلى سجن صف الضباط.
كان السجن عبارة عن قبّة صغيرة، وعلى الحائط المواجه لمكان منامتي شعار بعثي يقول مطلعه: "إلى الأبد".
في البداية أرعبتني فكرة أن السجن قبة من دون زوايا. حائط بيضوي وحيد بشبّاك وحيد. كنت أحدق فيه فأختنق: في أي زاوية أعلّق عينيّ؟
حاولت تثبيت نظري في مكان ما، لكنه كان يتزحلق.
رحت أفكر في العناكب. تمنيت أن أرى عنكبوتاً. أحسست أني عنكبوت، ولا زاوية لديّ. نسيت الحرية وفكرت في الزوايا. قبلتُ في تلك اللحظة أن أقايض حريتي بزاوية. لكن ذلك الشعار، "إلى الأبد"، الذي كان يربض على الحائط وعلى صدري، فجأة تخلّى عن معناه البعثي، ليصبح شخصياً: "إلى الأبد"، السجن يضيق. "إلى الأبد"، العيون تتسع. "إلى الأبد"، الحلم زواية.

رائحتنا جميعاً

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر كيف كنا، في الاستفتاءات، نهتف في مدارسنا: "لا دراسة ولا تدريس/ بدنا ننتخب الرئيس"، وفي عسكريتنا حين كنا نبصم بالدم، وفي البيوت علينا تعليق الصور والشعارات، وفي الأحلام.
كنا أولاداً يوم سألَنا أستاذ التربية القومية، قاصداً الإيقاع بنا، سؤالاً يقول: "هل الحرب العراقية - الإيرانية قضية العرب الكبرى؟". يومها أجاب أحدُنا بـ"نعم"، ويومها بالَ على نفسه رعباً بعدما هجم عليه الأستاذ متهماً إياه بـ"الصدّامية"، وموالاة العراق.
كانت رائحة البول مركزة. كانت شبيهة برائحة ذلك المجند الأمّي الذي بصم بالدم تحت كلمة "لا" أثناء الاستفتاء الرئاسي الشهير: كانت رائحتنا جميعاً.

جائزة

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر كيف كوفئت على تفوقي الدراسي بملء استمارة خاصة بي تعلن انتسابي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، من دون أن يكون لي الحق في رفض هذه "الجائزة".
بعدما منحوني رقماً، هو رقمي الحزبي، بكيت بعيداً عنهم. بكيت كما لو أني يتيم، كما لو أني مذنب: كنت أريد أن أصبح شيوعياً. كنت في الرابعة عشرة من عمري وأحب تشي غيفارا ولينين، وأريد أن أصبح شيوعياً.
اليوم، بل منذ سنين، أنا مفصول من الحزب، أو مطرود: خدعهم تفوّق الدراسة؟

تقيّة

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر كيف اضطررتُ إلى إخفاء موهبة الشعر لديّ طوال خدمتي العسكرية، خوفاً من تكليفي الأكيد كتابة القصائد "الوطنية" والمدائح المطوّلة عند كل مناسبة، وما أكثر المناسبات.
كانت أشعاري سراً أتقاسمه وبعض رفاقي المخلصين، وكان يمكن أياً منهم أن يشي بي فأُسجَن إذا عرفوا السبب.

ولاء

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر مسيرات الإذلال التي كنا نُساق إليها: ليس لأحد أن يتغيب أو يمرض، وليس ليد أو حنجرة الشعور بالتعب. أنْ ليس لشمس ظهيرة أن ترحم وجوه الصبية المنهكين. "نريد أن نثبت ولاءنا اليوم بالعرق، وغداً بالدماء"، كانوا يقولون لنا.
كنت غير راغب في إثبات شيء، أو قول شيء. كنت أقف غريباً وصامتاً على مقربة من بعض الفتية الأكراد يتكلمون عربية مكسّرة لا يجرؤون على سواها، في مسيرة ووطن يفرضان على الأشوريين والكلدان والأكراد والأرمن التغنّي بـ"عروبتهم".
حذاء
أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر أمسيات الخوف والرعب، حين كان الكبار يروون أمامنا قصة فلان الذي ابيضّتْ عيناه جراء التعذيب في فرع المخابرات، وعن فلان الذي اقتادوه ليلاً من بيته عارياً إلا من ثيابه الداخلية، وعن فلان الذي جابوا به شوارع القرية "ممسكاً" حذاءه بأسنانه، أو "لابساً صبّاطو ببوزو" على قول الراوي.
كنت ولداً أستمع فأرتعب، وحين أرتجف أتغطى إلى فوق رأسي باللحاف، وأقول إنهم كاذبون، وأقسم أنه خيال.

الكراسي

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر ذلك الشاب الذي واظب، منذ بدء دورته العسكرية، على تذكير الضباط بأنه مخرج مسرحي، وبأنه مريض، عساهم يجدون له اختصاصاً يناسب عمله وموهبته: أذكر أن الضابط المسؤول نادى عليه، قبيل احتفال التخرّج بقليل، قائلاً له بحقارة: "يالله يا مخرجنا المسرحي زبّطلنا الكراسي على المنصّة".

دمشق ساحلية

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر مجيئي الأول إلى بيروت، يوم تحقق أول أحلامي الصغيرة (رؤية البحر وبيروت)، لكن على نحو مأسوي، حيث أمضيتُ على شواطئها أسبوعاً كاملاً، متشرداً من دون مأوى أو طعام: قبل أن يتحقق حلمي الكبير، في أن أصبح شاعراً وكاتباً، كان عليّ أن أكون عاملاً خمس سنين بين بيروت وعاليه. وكل إرثي الافتخار أني لم أقبل العضوية في اتحاد صحافيين لم يستحِ رئيسه صابر فلحوط من الهتاف، وبتحريك اليد: "بالروح... بالدم".
جئت حاملاً، ككل سوري، أفكاراً جاهزة وأحلاماً وردية عن بيروت المدينة: أحسب أن ابن الريف السوري يتلقى صدمته المدينية في بيروت، وليس في دمشق.
جئت حاملاً بيروت متخيَّلة، أهرب إليها من كوابيس المخابرات والتقارير، ومن جريدة "الثورة"، ومن علي عقلة عرسان.
قلتُ إني كاتب حقيقي، وأريد مدينة حقيقية.
قلت إني حرّ، وأريد مدينة حرة.
قلت إن قدر السوري، مهما يكن من صفته، أن ينال حصته من لبنانية ما. لكني عشت صدمتي المدينية بشكل مأسوي أيضاً: كانت بيروت دمشقَ ساحلية، مخابرات وتقارير، وقبل ذلك مناضلين.
لكنها الحرية التي لن توفر أحداً، ولن تنسى دراويشها ومساكينها: ما شهدته ساحة الشهداء في دمشق (أيضاً) من اعتداءات على أحرار سوريا، بعصي الأعلام الوطنية (يا للعار!) لا يترك للثقة نزاهتَها في أن سلطة كهذه جديرة بالبقاء.
وإذا بات واضحاً أن ربيع بيروت أزهر أعلاماً لبنانية، فليس مؤكداً أن ربيع دمشق المقبل سيكون كذلك.

هوية جدّي

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر ما رواه لي جدي عن حادثة فقدانه هويته (بطاقته الشخصية): كان ضياع الهوية في سوريا يستوجب تحقيقاً في الفروع الأمنية، ولذا كان على جدي الانتظار أربع ساعات من دون مبرر: ليس انتظاراً في الدور، وإنما تعذيب نفسي لـ"المجرم" فاقد الهوية. لذا أيضاً كان على جدي أن يغضب وأن يعلو صوته، مستغلاً كبر سنّه كما اعترف لي.
بعد ذلك: ما به الشيخ؟ استعجلوا... حقِّقوا معه عالسريع... شو إسمك؟ عمرك؟ هل أنت حزبي (يقصد بعثياً)؟ لكن جدي سيجيب عن السؤال الأخير بسؤال المحقق الشاب عن عمره، وبعد ذلك بالقول: "إذاً أنا حزبي قبل ما تخلق... أنا حزبي من سنة الـ1963". سيدهش المحقق لبراعة هذا الجواب، قبل أن يتابع سؤاله: "وهلّق شو؟". يضحك جدي، مستغلاً خَرَفَه هذه المرة، ليجيب: "أنا هلّق مضيّع هويتي".

أنا... أنا

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر تلك السلطة التي حوّلت مصدر فخري (هويتي السورية) شيئاً نخاف إعلانه: كنت السوري الوحيد بينهم عندما سألتْ نايلة معوض المتظاهرين: "مين فينا مش لبناني؟". لم أفكر كثيراً حين صرختُ: "أنا... أنا". اللبنانيون الذين حولي ظنوا أني أمزح، فضحكوا. كدت أُخرج هويتي السورية وأريهم إياها. كدت أقول لهم إن السوريين معكم. كدت أرجوهم أن لا يستعملوا المفردات التالية في هتافاتهم: "سوريا... السوريون... السوري". كدت أشرح لهم الفرق بين الشعب السوري والسلطة الحاكمة. لكني لم أفعل ذلك: كان الجميع مشغولاً بحريته، وكنت مشغولاً بذاكرتي.

أحداث
أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر طفولتي التي أمضيتها موزّعاً بين أقصى الشمال السوري (الجزيرة) الذي اندلعت فيه الأحداث بين الأهالي بسبب مباراة كرة قدم على ما قيل، وبين أقصى الجنوب السوري (جبل العرب) الذي اندلعت فيه الأحداث بسبب رعي الأغنام في البساتين على ما قيل أيضاً!

تصفيق
أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر حادثة مضحكة قدر ما هي مؤثرة، حصلت معي وصديقي السوري، حين زارني في بيروت:
سائق التاكسي السوري، عرفتُ ذلك من لهجته الحلبية، المعدَّلة لبنانياً، الذي استقللنا سيارته، كان يصفّق مصطنعاً الفرح والبهجة، ظناً منه أننا لبنانيان، عند سماعنا أحد المعارضين اللبنانيين يتلو بياناً عبر الإذاعة يطالب فيه بالإفراج عن سمير جعجع، وعودة ميشال عون.
مدّ
أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن لا أنسى ذلك البحر الذي لا يجيد سوى المدّ: بحر الاجساد والرؤوس والأيدي والحناجر، ويعني أن ساعة مجلس النواب القريبة غير مضبوطة، ويعني وجوب الاختيار.
وكنتُ الأذن، وكان في وسعي أن أكون الحنجرة!

بابا نويل

أن أكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أن أكون سورياً أولاً وثانياً وثالثاً، ويعني أن أسأل نفسي: لماذا "أتعصّب" أنا السوري لفكرة لبنان؟ ويعني أن أجيب، بأن أروي وأروي، مستذكراً مدينة الحَسَكة في الشمال السوري، تلك المدينة التي أمضيت فيها أكثر من تسعة عشر عاماً. كانت الحَسَكة خليطاً "مرعباً" لإثنيات وطوائف وأديان، وكنت "متعصباً" لها ولأشورييها المهدَّدين، وربما المهدِّدين بانقراضهم: نزيف هائل لأبناء هذه المدينة جعلني أكبر على وعي أن أوطاننا شبيهة ببابا نويل الكريم لكن غير العادل.
كانت الحسكة لبناني الأول والصغير قبل سماعي بلبنان. بعد ذلك سيصبح لبنان حَسَكَتي الكبيرة.
ضحايا الكوارث الطبيعية
أن تكون سورياً في ساحة الشهداء يعني أنك لن تستطيع اجتيازها أبداً، ويعني أنك ستبكي كثيراً وقليلاً، ويعني أنه لم يعد صحيحاً، مع كل أسف، القول: إن ما بين سوريا ولبنان صنعته الطبيعة. فقط، من منطق عدم الارتضاء لشعبَينا أن يكونا من ضحايا الكوارث الطبيعية .



ماهر شرف الدين



أن أكون سورياً في ساحة الشهداء - journalist - 03-23-2005

معاناة المواطن السوري في لبنان هي تستحق التأمل والدراسة ,انه مظلوم في بلده وكانت الاحداث الجارية في لبنان لغير صالحه فهو بموقف مضغوط ومأزوم..كان الله بعون المواطن العربي من اخطاء الحكومات السلطوية القاهرة