نادي الفكر العربي
لـِــمَـا نـَكــتـُــب ؟؟؟ ج1 - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+---- المنتدى: ساحة الأعضاء الجدد (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=18)
+---- الموضوع: لـِــمَـا نـَكــتـُــب ؟؟؟ ج1 (/showthread.php?tid=3081)



لـِــمَـا نـَكــتـُــب ؟؟؟ ج1 - FerjaniMonia@gmail.com - 09-23-2008

من أين ينحدر النصّ ؟ و كيف يشرع في النهوض ؟ إنه مجرّد كلام، و لكنه نوع من الكلام متفرِّد . في رحابه ، تقضي الكلمة على اغترابها عن ذاتها ، فتكفُّ عن كونها أداة تستمدُّ ماهيَّتها من مدى تحقيقها لوظيفتيْ "الإبانة و الإفهام " بالمعنى النفعيِّ اجتماعيًّا ، و تستردُّ ماهيَّتها من جديد لتتحوَّل إلى كِيان يرشـَحُ بذاتِ قائلِها ، ذلك أنَّ الكتابة ضربٌ من النـَّرجَسيَّة أو لا تكون ، هي منافسة الخالق في الخلق فتتسَرْبَـلُ بالغموض و تبدو كما لو أنها تقف على تـُخُوم ما لا يُقال و ما لاذ بالصَّمت و تومِئ مجرَّدَ إيماء و تجاهِدُ لتكون . لذلك تتـبَدَّى أنها حركة اجتياح لما يظلُّ مُحْـتمِيًا بالممنوع و المُـحَرَّم ممَّا لا يطاله الكلام العادي المسطـَّح .
إنَّ المُدوِّن ، حتى في لحظات الرُّعب و الحزن أو خيبة الأمل أو الغضب ، لا ينشغل بذاته عن العالم بل يحضر في تفاصيله حين يكون قادرا على انتشاله من عتمَة الغياب و المرور به إلى الحضور و التجَلـِّي فيُـفلِتُ من عِقالِ التـَّشَـيُّؤ و يشهدُ تحوُّلا هائلا : إنَّها لحظة المكاشفة التي تنهض على التشكـُّل و الاشتغال و تنتقل بالنصِّ من السَّطح إلى العمق فيتحوَّل في نظر القراءة العاديَّة المتعجِّلة إلى تعتيم و تعمية و يصبح مبدعوها في نظر البعض " أيْـتـَامًا " من هنا نفهم لماذا ينغلق النصُّ في وجه القراءة العاديَّة و لا يمنحها نفسه لأنَّها تطلبُ مَوْته ، يقول محمود درويش " إنَّ الوضوح جريمَة "
هذا ما تعجز عنه المقاربة التي تتشبَّث بالسَّطح . إنَّها تقف قاصِرَة و لا تجيب ، لأنَّ الإجابة تتطلـَّبُ إعمال الفكر و استقراء الدَّلالة و التورُّط في أدغال المقاصد و تلك مجازفة لا يقدر عليها الجميع خصوصا أولئك الذين يغيبون عن التدوين – و لست أدين غيابهم فلكلِّ أسبابه – ثمَّ يظهرون ليُقيِّمُوا هذا و ذاك و يصدرون الأحكام جزافـًا ، و يُطلقون الألقابَ دون ترَوٍّ و الأدهَى أنهم لا يقدِّمون البَدِيل .

و للحديث بقيَّة


لـِــمَـا نـَكــتـُــب ؟؟؟ ج1 - Awarfie - 09-24-2008

Array
من أين ينحدر النصّ ؟ و كيف يشرع في النهوض ؟ إنه مجرّد كلام، و لكنه نوع من الكلام متفرِّد . في رحابه ، تقضي الكلمة على اغترابها عن ذاتها ، فتكفُّ عن كونها أداة تستمدُّ ماهيَّتها من مدى تحقيقها لوظيفتيْ "الإبانة و الإفهام " بالمعنى النفعيِّ اجتماعيًّا ، و تستردُّ ماهيَّتها من جديد لتتحوَّل إلى كِيان يرشـَحُ بذاتِ قائلِها ، ذلك أنَّ الكتابة ضربٌ من النـَّرجَسيَّة أو لا تكون ، هي منافسة الخالق في الخلق فتتسَرْبَـلُ بالغموض و تبدو كما لو أنها تقف على تـُخُوم ما لا يُقال و ما لاذ بالصَّمت و تومِئ مجرَّدَ إيماء و تجاهِدُ لتكون . لذلك تتـبَدَّى أنها حركة اجتياح لما يظلُّ مُحْـتمِيًا بالممنوع و المُـحَرَّم ممَّا لا يطاله الكلام العادي المسطـَّح .
إنَّ المُدوِّن ، حتى في لحظات الرُّعب و الحزن أو خيبة الأمل أو الغضب ، لا ينشغل بذاته عن العالم بل يحضر في تفاصيله حين يكون قادرا على انتشاله من عتمَة الغياب و المرور به إلى الحضور و التجَلـِّي فيُـفلِتُ من عِقالِ التـَّشَـيُّؤ و يشهدُ تحوُّلا هائلا : إنَّها لحظة المكاشفة التي تنهض على التشكـُّل و الاشتغال و تنتقل بالنصِّ من السَّطح إلى العمق فيتحوَّل في نظر القراءة العاديَّة المتعجِّلة إلى تعتيم و تعمية و يصبح مبدعوها في نظر البعض " أيْـتـَامًا " من هنا نفهم لماذا ينغلق النصُّ في وجه القراءة العاديَّة و لا يمنحها نفسه لأنَّها تطلبُ مَوْته ، يقول محمود درويش " إنَّ الوضوح جريمَة "
هذا ما تعجز عنه المقاربة التي تتشبَّث بالسَّطح . إنَّها تقف قاصِرَة و لا تجيب ، لأنَّ الإجابة تتطلـَّبُ إعمال الفكر و استقراء الدَّلالة و التورُّط في أدغال المقاصد و تلك مجازفة لا يقدر عليها الجميع خصوصا أولئك الذين يغيبون عن التدوين – و لست أدين غيابهم فلكلِّ أسبابه – ثمَّ يظهرون ليُقيِّمُوا هذا و ذاك و يصدرون الأحكام جزافـًا ، و يُطلقون الألقابَ دون ترَوٍّ و الأدهَى أنهم لا يقدِّمون البَدِيل .

و للحديث بقيَّة
[/quote]



انطباعات

ربما يتسلل النص من خفايا الموهبة . و ربما ينبثق من حنايا القريحة ، و يتمنطق الكلمات راكبا فوق العبارات الواثقة . و تبقى الكلمة كلمة ، لا خير فيها ولا معنى ، ما لم يسبغ النص عليها صورا او معان، يفترضها الكاتب نفسه . فتتعاضد الكلمات في عبارات، لتعبر عن افكار الكاتب، و عواطفه، و مراميه .فتراها تصول و تجول في ميدان الفكر . او تراها واقفة تترصدالصورة و الصوت لتخلق المعنى . انها تسير فوق طريق غير معبد ، فتراها تتوازن ما بين الغموض و السلاسة . فكثرة الغموض جفاء . و البعد عن السلاسة، يبس و جمود ! فما كان الوضوح جريمة ، الا اذا كان المبدع مجرما ، و ليس كل مبدع جدير بالاحترام .فالكلمة هي مجرد خادم للعبارة . و لكل عبارة هدف طال ام قصر ، صعب ام سهل ، غمض ام اتضح ، فهي في النهاية مجيرة لفكر ما ، اما نحترمه او لا يستحق احتراما!




:Asmurf: