حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
جنــــــــــــــــون ...!! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: جنــــــــــــــــون ...!! (/showthread.php?tid=30850) |
جنــــــــــــــــون ...!! - على ابريك - 03-08-2005 جنون ! علي ابريك المسماري لم تكف عيناه عن مراقبة ابنه الصغير، الذي يصرخ كلما حاولت أمه سحب ثديها من فمه .. الظلام الحالك وقد عم أرجاء الكوخ، وصوت الرياح، وصفيرها الذي تحدثه عبر الثقوب، زاد من توتره، وكلما تصاعدت الأصوات في الخارج للمارة، أو نباح الكلاب، يقوم فيفتح الكوة المطلة على الشارع .. ولأن العتمة شديدة، يقفل راجعا إلى مكانه، بعد أن يقترب من فراش زوجته والصغير ليطمئن إلى أنهما نائمين ! .. امرأته المسكينة، تراقبه، تحرص على أن لا يؤذيها، أو الأطفال .. تمر اللحظات البطيئة .. تشعر هي ببعض الراحة .. لقد علا شخيره المكان، وأنفاسه وتمتمات يطلقها وهو نائم .. تخرج رجليها من تحت اللحاف تريد النهوض .. ولكنها تتراجع بسرعة عندما تراه ينهض، رغم ضعف النور المنبعث من مصباح القار إلا أنها تمكنت من رؤية ملامح وجه .. ذهب إلى المرحاض .. مسك عصا بيده رفع بها قطعة القماش المهترئة التي تستر الباب، الظلام في الداخل يخفيه ويبعث في نفسه الأحاسيس المختلفة .. ورغبة تتفاوت بين الهروب والصراخ. يستجمع قواه .. يدفع قدميه إلى الداخل وقبل أن يلج بقدمه الأخرى، تظهر عليه قطة سوداء فجأة .. يصرخ ويهرع إلى حيث زوجه والأولاد !! .. حاول أن ينام .. ذهبت محاولاته عبثا .. قرأ قرآنا .. واستذكر كل الأدعية !.. كانت زوجته تسمع وترى أن الرجل يعاني .. ولكنه يرفض العلاج، ويرفض مساعدتها .. وحتى الجيران سئموا مساعدتهم !.. الدقائق تمر .. السكون يعم المكان .. الأبناء والأم المرهقة. هدوء أنفاسهم يوحي باستغراقهم في النوم .. وفجأة يصرخ .. يهرع باتجاه الباب المطل على الشارع .. الصغير المفزوع يبكي .. تلف أمه يدها حوله وتربت باليد الأخرى على ظهره .. تنهض من فراشها .. تنظر إلى زوجها وهو يدفن رأسه في عباة الصوف التي بيده .. كان ينتحب بلوعة .. بعض الجيران يسترقون النظر .. لم يشعر بهم .. بينما حاولت هي سحبه للداخل .. - " أبي .. أبي، لا تتركني .. ". ثم استدار لزوجته قائلا: - " لقد قتلوه ". عاد إلى الداخل يحمل العباة، كأنه يحتضن أبيه، طرحها على فراشه .. نام قربها .. إلى أن لاحت تباشير الصباح. الشمس توسطت السماء .. وكان الرجل المنهك يدس أنفه في العباة التي لازالت تحتفظ برائحة أبيه. نهض ليطلب من زوجه ماء .. بحث عنها .. عرف أنها لن تعود .. حمل على كتفه العباة، وخرج ليبحث عن الأولاد وزوجته التي تعرف أين مكان أبيه، الذي اختفى منذ مدة طويلة!!.. بقلم : علي ابريك المسماري ..!! |