![]() |
جارية إلى الأبد ... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: جارية إلى الأبد ... (/showthread.php?tid=30868) |
جارية إلى الأبد ... - بسام الخوري - 03-07-2005 [SIZE=5]جارية إلى الأبد قصة بقلم : نزار ب. الزين* ----------------------- هكذا كنت مع أهلي أنثى ضعيفة لا تملك أية حقوق و هكذا كانت أمي من قبلي أنثى ضعيفة لا تملك أية حقوق و هكذا استمريت بعد أن تزوجت أنثى ضعيفة لا تملك أية حقوق إلى أن انبثقت شعلة التمرد من أعماق أعماقي ! ***** ولدتُ في مقاطعة البرتقال من توابع كاليفورنيا ... و تعلمت في مدارسها حتى بلغت المرحلة الثانوية ، حين منعني والدي من إتمام دراستي ، خوفا عليَّ من فساد المجتمع الأمريكي و إباحيته ، على الرغم من أنني كنت من المتفوقات و سجلاتي المدرسية كانت مليئة بعبارات الثناء ،إضافة إلى عدد من شهادات التقدير. هكذا أصدر والدي قراره تعسفا ، و لم تحاول والدتي بشخصيتها السلبية أن تعارضه أو تناقشه ، أما انا فقد حاولت فكان نصيبي صفعتين أشعلتا النار في خديَّ الغضين ، و أخرستا لساني ، و أقمعتا أية قدرة احتجاجية لدي ، و لكنهما لم تفلحا بكبت دموعي لعدة سنوات . ***** و مضت السنون تدفع بعضها بعضا في وتيرة واحدة مملة .. نخدم معا أنا و والدتي أسرتنا الكبيرة ، أما حياتنا الاجتماعية فلا تتعدى درجة الصفر ، فنحن منطوون – أو هكذا فرضها الوالد علينا – لا نزور و لا نُزار ، فإن خرجنا فللتسوق ليس إلا ؛ حتى إذا عدت إلى فراشي منهكة بعد شقاء اليوم بطوله ، أستغرق في ثبات عميق ؛ أما إذا عصاني النوم فكنت أحلم أيضا ، و لكن بأحلام اليقظة ، أي أحلام الوهم و الأماني بعيدة المنال ، و كانت كلها حول موضوع واحد لا يتغير ، أي حول ذلك الفارس الأسطوري الذي سيحملني فوق صهوة جواده المجنح لينتشلني من واقعي الرتيب ؛ ثم لا ألبث أن أعود إلى واقعي الكئيب حيث لا فارس و لا حصان ؛ فمن أين يأتي الفارس و نحن لا نعرف أكثر من حدود منزلنا ، على الرغم من أن منطقتنا تعج بألوف العرب ؟! ***** عندما كبر إخوتي و كلهم ذكور فتوجه كل منهم إلى عمل يشغله و توقف والدي عن العمل لتقدم السن ، قرر فجأة ، أنه سئم العيش هنا و أنه يشعر بضجر قاتل ، و أنه سوف يموت كمداً إن ظل متسمرا فوق مقعده أمام شاشة التلفاز ، ثم خطا خطوة تعسفية أخرى كعادته ، إذ عاد ذات يوم يحمل تذكرة سفره ، ليبلغنا – من باب العلم - أنه عائد للوطن في اليوم التالي ؛ نظرنا نحوه بذهول دون أن يتمكن أي منا من مناقشته ، فقد عودنا جميعا بلا استثناء على السلبية المطلقة ! .. ***** عندما تزوج إخوتي أحدهم بعد الآخر من زوجات غير عربيات ، و ابتدأ كل يتهرب من دعمنا ماليا ، اضطررت للعمل نادلة في أحد المطاعم ، و لم يمانع إخوتي و كذلك – و لدهشتي الشديدة – لم يعترض والدي عندما علم بالأمر . و بينما كنت في خضم يأسي من تغيير حالتي كعانس بائسة ، إذا برسالة مقتضبة من الوالد – و كانت رسائله نادرة – تتدخل ثانية في مصيري دون الاستماع إلى رأيي ، بقرار جديد من قراراته التعسفية ، يخبرني فيه أن أحد أقاربه خطبني منه و أنه وافق و أعطى كلمته ، و ما عليَّ سوى التنفيذ ، كما عليَّ ايضا استكمال الإجراءات التي يتطلبها القانون الأمريكي !. ***** و جاء فارس الأحلام ، و لكنه جاء مهلهلا خالي الوفاض ، خالٍ من علم أو مهنة يتقنها أو مال ينفقه ، بل حتى تذكرة قدومه اشتريتها له بأمر الوالد ! و ظل ( صهر بيت مدلل ) ... حتى أنني كنت يوم قبض الرواتب – و بناء على نصيحة والدتي - أضع راتبي على الطاولة ، ليتناول منه ما يشاء و يترك لي ما يشاء .. و استمر الحال كذلك إلى أن وجد عملا في إحدى محطات الوقود ، فقلت جاء الفرج ! و لكن .........؟! ***** و لكن لات من فرج أو إنفراج ! فقد بدأ يحول راتبي جميعه إلى الوطن باسم شقيقه الكبير ، و بدأنا نعيش على راتبه الضئيل . و كأنثى عربية رضختُ صاغرة ، فالذكر هو السيد المطلق و أنا الجارية الأبدية . كانت حجته شراء أرض في بلدته بالوطن ، و من ثم بناءها لضمان مستقبل الطفلة التي أنجبناها لتونا ( ؟؟!!!). و أقول الحق أنني اقتنعت لفترة بوجهة نظره ثم بدأت تراودني الشكوك ... لماذا ليس باسمه أو باسمي ؟ لماذا باسم أخيه ؟ لماذا و لماذا و لماذا ؟... و ذات يوم بحت لأمي بشكوكي ... فخرجت هذه المرة عن سلبيتها..! فجن جنونها ، ثم دفعتني لمطالبته بأن أكون على الأقل شريكته في المشروع ! و إذ جابهته بهذا الاقتراح ، اصفر وجهه و ارتعشت شفتاه و صاح في وجهي قائلا : " من فينا الرجل ؟ " أجبته بمنتهى اللطف : " الحق لا ينقص من رجولتك " فكانت رده هذه المرة صفعتين أشعلتا النار في خَديَّ الغضين ، ذكرتاني بصفعات الوالد و استبداده . بكيت كثيراً.... و لكن ... لم أستمر طويلا هذه المرة في النحيب...... فقد انبثقت - على حين غرة – شعلة تمرد من أعماق أعماقي تعلن : " أنني لن أكون جارية إلى الأبد و لن أسمح لابنتي أن تكون جارية ! " و بدون أن أستشير أحداً طردته من المنزل . حاول استخدام عضلاته ثانية ، فنفرت إلى الشارع حاملة ابنتي ، صائحة مهددة : " إذا لم تخرج في الحال من بيتنا فسأصرخ بأعلى صوتي مستنجدة ، و سأطلب لك الشرطة ! " ثم أكملت بأعلى صوتي : " لن أكون جارية خنوعة بعد اليوم – هل فهمت ؟" " لن أكون جارية .." " لن أكون ..!! لن أكون ..!! " -------------------------------------- * نزار بهاء الدين الزين مغترب في الولايات المتحدة الأمريكية من أصل سوري to arabia and deena :97::97: جارية إلى الأبد ... - Arabia Felix - 03-07-2005 شكرا لكل يا بسام:kiss2: و شكرا لكاتب القصة بروح أنثى (f) سعيدة الحظ هي .. فأمريكا لا تشبه هذا الوطن! جارية إلى الأبد ... - بسام الخوري - 03-08-2005 بس بلا البوس ياعربية (f) الله يخليكي...أنا بسخسخ بسرعة.... :baby::baby::baby: |