حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" (/showthread.php?tid=31095)



هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - ماهر الزيرة - 03-01-2005

هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين"، ويُُحقّق معه بشأنه. بالرغم من أنه، ليس هو من كتبه، هو فقط قام بإنزاله على المنتدى، وأما الكاتب، فهو، معارض بحريني كبير مقيم في إحدى الدول الأوروبية، ويزور البحرين باستمرار.


[CENTER]كيف يُخفي الحُلْمُ الوجودَ؟!!
رداً على الحلقة الأولى من خطاب الملك.. أحاديث في الوعي الوطني[/CENTER]

في كل مرة تختفي قضايا وجودية خلف عبارات حَمْلية..
 قوة التسمية التأسيسية تجلب الأشياء إلى الوجود عن طريق تسميتها...
 مهمة السوسيولوجي الحقيقية، كما أعتقد، تكمن في وصف منطق الصراع حول الكلمات..
عالم الاجتماع الفرنسي، بروديو.

1. أسئلة الوجود المجلوب:

ما القضايا الوجودية التي أخفتها عبارات خطاب الملك؟ ما الذي جلبته إلى الوجود قوةُ تسمية خطابه إلى الأشياء؟ وما الوجود الذي أخفاه هذا الوجود المجلوب؟ ما منطق الصراع حول الكلمات الذي يراهن عليه خطاب الملك؟ ما هي حمولات عبارات خطاب الملك؟ ما التسميات التي استند إليها خطابه في جلب وجود خطابي مختلق؟ ما الذي يخفيه حلم الملك؟
2. القضايا الوجودية والعبارات الحَمْلية:
قبل كل ذلك دعونا نوضح الفرق بين القضايا الوجودية والعبارات الحَمْلية، فهذه المقالة تستند إلى هذه التفرقة في تحليلها للحلقة الأولى من خطاب الملك أحاديث في الوعي الوطني.
إن ما نعيشه في الواقع يمثل نمط وجود خاص، وهذا النمط الوجودي الخاص هو الذي يجعل البشر والمجتمعات مختلفة، فعلى سبيل المثال، في القرن التاسع عشر كان للمجتمع في البحرين وجود، وشكل هذا الوجود مختلف عن شكل وجوده الحالي، من حيث القوى المؤثرة فيه والمتحكمة به، ومن حيث شكل توزيع الثروة فيه، ونمط الإنتاج ومصادر الدخل وأشكال الظلم والاستغلال، ومستوى الوعي، والمفاهيم التي يرى من خلالها الحياة وذاته ودينه وعالمه وأرضه وحاكمه وحقه، كل هذا يشكل وجوداً له قضاياه. ولكي نتحدث عن هذا الوجود ونكتب عنه ونحلله ونؤلف حوله كتباً تاريخية، فإننا لا بد أن نستخدم عبارات تصفه أو تحكم عليه، هذه العبارات نسميها عبارات حَمْلية، والتسمية مأخوذة من مصطلحات علم المنطق، ففي هذا العلم العبارة مكونة من موضوع ومحمول، الموضوع هو الشيء الذي نتحدث عنه أو نصفه أو نكتب حوله، وهو هنا مثلاً المجتمع في البحرين في القرن التاسع عشر، والمحمول هو ما نقوله عن هذا الموضوع، فمثلاً حين نقول: المجتمع في البحرين في القرن التاسع عشر محكوم بنظام إقطاعي قَبَلي، فإن عبارة (محكوم بنظام إقطاعي قبلي) تسمّى محمولاً، وهذا المحمل يخبرنا عن الموضوع، فإذا كان هذا المحمول كاذباً أو مُهوَّلاً أو مبالغاً فيه أو مُخْتلَقاً، فإن وجود الموضوع الحقيقي أو القريب من الحقيقة يختفي، وبهذا الاختفاء تمارس العبارة الحملية وجوداً يزيح الوجود الحقيقي أو القريب من الحقيقي، وهذا ما يعنيه بروديو بعبارته "في كل مرة تختفي قضايا وجودية (مثلاً المجتمع في البحرين في القرن التاسع عشر (محكوم بنظام إقطاعي قَبَلي)خلف عبارات حَمْلية (مثلاً عيسى بن علي آل خليفة مؤسس البحرين الحديثة في القرن التاسع عشر)".
إن القوى المختلفة في المجتمع، تدخل في صراعات حول الكلمات، لأن كل منها تريد أن تستخدم محمولاً يقدم موضوعات المجتمع (تاريخه، أصله، مشكلاته، أناسه، ثرواته) وفق ما يخدم مصلحتها المادية والرمزية.أي كل منها تريد أن تخفي الوجود بعباراتها الحملية، ويعمل كل خطاب في المجتمع وفق استراتيجية حَمْلية مختلفة.
هكذا يمكننا أن نحلل خطاب الملك، بوصفه خطاباً من خطابات المجتمع المتصارعة حول الكلمات، تصارعاً يريد أن يخفي قضايا الوجود بعبارات حَمْلية، تنتج (أو تلد، فلكل حمل ولادة تمثل وجوداً آخر) وجوداً آخر ومجتمعاً آخر، وتاريخاً آخر، ورواية أخرى.
ستكون إذن هذه التفرقة بين القضايا الوجودية، والعبارات الحَمْلية أداة تحليلي لخطاب الملك.

3. حلمت بوطن يحتضن كل أبنائه.
هكذا يبدأ خطاب الملك تدشين وجوده المحمول في خطابه، يبدأ حلماً يفسر حقيقة مشروعه الذي تمخض عن ولادة جديدة، أو وجود جديد.
الحلم أداة فعَّالة للحمل، وكل وجود يبدأ حلماً، وحين نحلم يمكننا أن نقول أي شيء عن أي شيء، ولكي يكون حلم الملك أقرب إلى الواقع، وحقيقة الوجود الذي يتحدث عنه، ويعمل على بنائه، فإنه لا بدَّ أن توضع له حكاية متماسكة، ليبدو الوجود الذي تحمله عبارات الحلم حقيقة. والحكاية التي يتطلبها الحلم تتطلب سرداً يعيد تركيب التاريخ وفق مقتضيات حمل الحلم. سيتخذ هذا التركيب السردي من ولادة الملك نواة سردية وتفسيرية.
4. طفولة 1950.
كأي بطل تاريخي، تمثل سنة ولادة البطل علامة فارقة في التاريخ، يعاد لهذه العلامة لقراءة ما يحدث من تحولات تالية، ولتفسير ما وقع من أحداث ماضية.
يمثل (1950) نواة السيرة غير العادية، وما يحيط بها تربة نمو وعيها، أي وعي السيرة، وهي سيرة الملك وعائلته، التي تندغم فيها سيرة تاريخ البحرين الحديث، أليس التاريخ كله مكتوباً وفق سير الملوك والخلفاء والأمراء وعوائلهم؟
لذلك لا عجب أن يكون ميلاد الملك أول علامة فارقة "وأول علامة فارقة، بطبيعة الحال، هي الميلاد والنشأة الأولى. كان ذلك في منتصف القرن العشرين. وتاريخ الميلاد تحديدا هو 28 يناير 1950"
وأن يكون هذا التاريخ دقيقاً وحساساً وجامعاً أروع الأوقات وأصعبها "وكان منتصف القرن العشرين (1950) لدقته وحساسيته قد جمع للمفارقة، في الداخل والخارج، بين أروع الأوقات وأصعبها".
وأن تتضاعف أهميته بما يكون قد وقع قبله "عندما كنت أعود الى عام الميلاد (1950) بعد تنامي الوعي المبكر بالأحداث، كنت أجد العالم قد شهد أول ضربة نووية في اليابان قبل خمس سنوات من تاريخه (1945).."
وأن يكون هذا التاريخ زمن شهادة تكوين القيادات الشابة التي ستقود البلاد وتاريخها "هذا ومنذ الخمسينيات، التي تعيها ذاكرة الصبا ووعيه المبكر، والبلاد تشهد إعدادا متزايدة من المتعلمين والمهنيين والكوادر القيادية الشابة من أبناء البحرين وبناتها".
هكذا يُثبِّت خطاب الملك تاريخ ولادته، لا ليكون سيرة ذاتية شخصية "وليست هذه السلسلة من الأحاديث سيرة ذاتية أو مذكرات شخصية"، بل ليكون سيرة وطن، سيرة وعيه التاريخي "بقدر ما هي علامات ووقفات على طريق تكوين وعينا الوطني". إلا أنه وعي وطني ممثلاً في شخص، هو شخص الملك، هكذا يكون الملك قد ماهى بين سيرة الوطن وسيرته، على الرغم من أن سيرة الأوطان أطول من سيرة حكَّامها. أي أن خطاب الملك لم ينفي عن أحاديثه أن تكون سيرة ذاتية أو مذكرات شخصية، تنازلاً لسيرة الوطن ووعيه، وإنما لتكون سيرة الوطن سيرته، ووعي الوطن وعيه، وهذا ما يؤكده احتفاء خطاب الملك بطفولته واعتبارها هي طفولة 1950 في تاريخ البحرين، أي أن كل ما يجرى لاحقاً من انفتاح سياسي وانفراج أمني وكل ما انتهت إليه الدولة حديثاً يرتد إلى هذه الطفولة التاريخية. وكأن قراءة حاضر الدولة لا يمكن فهمه وتفسيره إلا بالعودة إلى 1950 حيث تتماهى طفولة 1950 وطفولة الملك. الدولة كانت طفلة في هذا الزمن، لأن الملك كان طفلاً، ونضجت الدولة حين نضج الملك. من أراد أن يرى كيف يكبر1950 فعليه أن يرى كيف يكبر الملك!!
لم يعد 1950 تاريخاً عاماً، بل غدا تاريخاً خاصاً وكل ما يجري فيه يجري لصالح بطولة تاريخية، قادرة على تغيير مجرى التاريخ بما يجري فيها من أحداث ومشاعر وانعطافات حادة، "لم يكن زمنا سهلا. كان مثقلا بالأحداث الجسام والانعطافات الحادة. ولم يسمح بطفولة متريثة غافلة، بل أوجد لدي وعيا مبكرا بحقائق الأشياء في سن مبكرة".
وأول حقيقة عرفتها هذه الطفولة هي حقيقة الإبعاد، إبعاد الجد للأم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، "هكذا تركت فكرة «الإبعاد» عن الوطن من قبل الأجنبي أعمق آثار الألم في النفس منذ الطفولة وقد تعمق لدينا هذا الألم شخصيا وإنسانيا عندما أدركنا في سن مبكرة أيضا إن جدنا من ناحية الأم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة قد تم نفيه مع والده كذلك من البحرين إلى قطر، حيث ولدت الوالدة الكريمة هناك بعيدا عن الأسرة وشمل الأهل، مما غرس في النفس البذرة القوية للنفور من إجراءات الإبعاد"
كيف سيتم تحويل فكرة الإبعاد التي عرفتها هذه الطفولة المتريثة، إلى حقيقة تفسر المشروع الإصلاحي، وتعلل عودة المعارضة المبعدة؟!!
5. الطفولة وحقيقة الإبعاد.
كل إنجاز عظيم، يفسر بالعودة إلى طفولة البطل، هكذا يستثمر خطاب الملك أهم مبدأ يقوم عليه الخطاب الأسطوري، الذي يجد فيه الأبطال التاريخيون مادة لكتابة إنجازاتهم وبطولاتهم الخارقة.
هكذا وفق هذا المبدأ، يمكننا أن نفسر، القرار التاريخي الذي اتخذه الملك بعودة المبدعين السياسيين، بالعودة إلى عهد الصبا والطفولة التي حملت أعمق آثار الألم حين وعت فكرة إبعاد الجد وولادة الأم خارج الوطن، "هكذا تركت فكرة «الإبعاد» عن الوطن من قبل الأجنبي أعمق آثار الألم في النفس منذ الطفولة... كان قرارنا هذا بانفتاح صدر الوطن لكل أبنائه بلا استثناء، أملا عزيزا راودنا منذ عهد الصبا، ومبادرة لتصحيح مسار تاريخنا الوطني... ويقيني أن حرصي على تقليص أيام بعدي عن البحرين، في الخارج في أية سفرة أو إجازة، مرده هذا الشعور العميق الذي تأصل في النفس منذ الطفولة"
ليس علينا أن نطلب تفسيراً تاريخياً ولا سياسياً و لا إقليمياً ولا عالمياً، لانفتاح صدر الوطن وعودة مبعديه، فطفولة الملك تملك كل مفاتيح أسرار التفسير. وهذه الطفولة، كما يقدمها خطاب الملك، بما تملكه من حس نفسي مرهف، وألم مؤثر بعمق في كينونتها، ليست قادرة على التفسير فقط، بل قادرة على إعادة إنتاج مفهوم الإبعاد ليصبح مفهوماً وظيفياً حَمْلياً، أي أن الإبعاد أصبح ينتج جملاً حملية تغيب قضايا وجودية. فقد أصبح الإبعاد مفهوماً واحداً يندرج ضمنه المبعدون من عائلة الملك والمبعدون من شعب الملك، فليس المعارض السياسي للملك وعائلته هو المبعد فقط، بل حتى أفراد عائلة الملك تعرضوا للإبعاد، والملك بما يحمله من طفولة متألمة من فكرة الإبعاد يشعر بالأسى لكل مبعد من عائلته (عائلته المالكة وعائلته المملوكة)، لكن من أبعد..
إن الملك لا يُماهي بين تاريخ الوطن وتاريخه، بل إنه يُماهي بين آلام الوطن وآلامه، لكن ليس لصالح الوطن، بل لصالحه، المماهاة الأولى تجعل منه بطلاً وطنياً تاريحياً، والمماهاة الثانية، تقوم بوظيفة تطهيرية. إذ إنها تقوم بإدراج المبعدين من كبار آل خليفة(أو ما يسميهم الخطاب بكبار القادة) ضمن سياق إبعاد المعارضين السياسيين، حيث يتماهى الاثنان في مصائر تراجيدية واحدة، وليس غير صدر الملك، بما يملكه من حساسية الطفولة، وصدر مملكته، بما تملكه من رحابة، مكاناً يجمع كل مبعد. إن هذا الإدراج بما يملكه من قدرة على توحيد مصائر الضحية والجلاد، يحقق وظيفة تطهير آل خليفة من أثر عقدة الاضطهاد، التي تحملها نفوس المعارضين بصمت (الأغلبية الصامتة ممن وقع عليها ظلم الغزو) والمعارضين بصوت (السياسيين).
ولتحقق المماهاة وظيفتها الخطابية، فإن الخطاب يعمد إلى تغيب الفاعل، وتغييب السبب، وتغييب الملابسات، بل وحتى تغييب الفروقات بين الإبعاد والابتعاد والنفي والمنع والهرب. هكذا لا نجد في خطاب الملك جواباً على الأسئلة التالية: من أبعد جد الملك لأمه؟ ما سبب إبعاد ما يسميهم بكبار القادة التاريخيين في القرن التاسع عشر؟ وما سبب إبعاد ما يسميهم بالوطنيين المخلصين الذين كانوا يتعاونون مع ما يسميه بالحكم الشرعي؟ ومن أبعد ما يسميهم الخطاب بالمبتعدين(وليس المبعدين) البحرينيين سياسياً إلى بلدهم وأهلهم؟
إن هذا التغييب المماهي( أي تغييب تفصيلات من أجل دمج مختلفات لتبدو كأنها شيئاً واحد)، لهو أبرز آلية خطابية، تخفي من خلالها العبارات الحَمْلية القضايا الوجودية.
6. ملك اللحظة المناسبة.
قلنا إن الحلم، حلم الوطن أو المشروع الإصلاحي الذي يحتضن كل أبنائه، يحتاج إلى حكاية، والحكاية التي يتطلبها الحلم تتطلب سرداً يعيد تركيب التاريخ وفق مقتضيات حَمْل الحلم(ما يحمله الحلم)، ولأن هذا التركيب السردي اتخذ من ولادة الملك نواة سردية وتفسيرية، فلا بدَّ أن تبحث هذه النوة عن أب أو سلسلة آباء، هو/هم بمثابة الأصل الذي تنحدر منه هذه النواة، حاملةً روحَه ورسالتَه وسماتَه ومشروعَه وحلمه، وهذا يفسر لنا السبب الذي جعل خطاب الملك، يقدم الملك حاملاً بحلمه حلم آبائه وأجداده، "كان أيضا حلما راود الآباء والأجداد الذين أوصونا باتخاذه في اللحظة المناسبة".
الملك يمثل اللحظة المناسبة، ومشروعه الإصلاحي هو مشروع اللحظة المناسبة، ضمن سلسلة لحظات آبائه، وليحظى كل أب في هذه السلسة بحقه التاريخي الذي يحفظ دوره في التمهيد لهذه اللحظة المناسبة، سيتم سرد التاريخ تاريخ الآباء، وفق عبارات الحاضر، عبارات الحلم، عبارات المشروع الإصلاحي، مشروع اللحظة المناسبة، ستحمل هذه العبارات التاريخ، لتخفي قضاياه الوجودية.
هكذا سيكون كل أب مشروع تنمية شاملة للوطن، يتولى مرة مشروع تحديث الإدارة والدولة، ومرة مشروع تأسيس البحرين الحديثة، ومقاومة الهيمنة الأجنبية.
"وعلى صعيد البحرين الداخلي كانت حركة التنمية الشاملة تكتسب زخما متزايدا بقيادة المغفور له الجد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، بعد نجاح المشروع التربوي الرائد منذ تأسيس مدرسة الهداية الخليفية ونظائرها من مدارس البحرين الحديثة في عشرينيات القرن المنصرم، يدا بيد مع مشروع تحديث الدولة والإدارة في عهد المغفور له الجد الأكبر الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، حيث استفادت البلاد من فترة الاستقرار السياسي والأمني طوال عهد المغفور له، جد الجميع، الشيخ عيسى بن علي مؤسس البحرين الحديثة، الذي قاوم الهيمنة الأجنبية بإصرار، واستطاع بالتعاون مع أبناء شعبه إفشال المخطط الاستعماري لجعل البحرين مستعمرة. وإن يكن في النهاية قد تحمل نتيجة هذا الموقف المشرف، علما أنه قد بدأ حكمه ببيعة مجمع عليها شارك فيها أهل الحل والعقد في البحرين وتعرفها القوة المسيطرة جيدا"
هكذا يكون للحلم حكاية، ينتظم في تركيبها آباء مُؤسسون، كما هو الأمر مع الحلم الأمريكي والآباء المؤسسون لأمريكا، مع الفارق أن تاريخ هؤلاء الآباء لا يكتبه أي أب من هؤلاء الآباء، بل يكتبه أبناء يعملون ضمن مؤسسة يحكمها دستور، لا ضمن فرد يكتب دستوراً ويدير مؤسسة، أي أن المؤسسة التي هي صنيعة هؤلاء الآباء الحقيقية، هي من يكتب هذه الحكاية، وأن حلم هؤلاء الآباء يفتح ولا يخفي.
بهذه السلسلة من الآباء، الجد، والجد الأكبر وجد الجميع : الجد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، والجد الأكبر الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، وجد الجميع الشيخ عيسى بن علي مؤسس البحرين الحديثة، يكون لمشروع الملك أصل، ممتد من صلبه، أصل يستمد من سلسلة آباء التنمية الشاملة هويته، وحقيقته، ووجوده، وبهذا الأصل يستغني عن أي مؤثر خارجي، يكون له بمثابة الأب، أو ظرف موضوعي أو سياق سياسي، يكون له حتى بمثابة الأخ المشارك. هكذا يكون المشروع الإصلاحي خليفي الصلب، لا يمكن لأي جهة أن تدعي الانتساب له، فالانتساب له هو بمثابة ادعاء الانتساب إلى قبيلة محكومة بوهم أصالة النسب ونقاء العرق وصفاء الدم وطهارة الأرومة.
لكن، ما القضايا الوجودية التي تخفيها عبارات حمل هذه الحكاية، لنأخذ من عبارة "كان جد الجميع الشيخ عيسى بن علي مؤسس البحرين الحديثة" نموذجاً لما تخفيه عبارات الحمل في هذه الحكاية من قضايا وجودية، ما الوجود الذي كانت عليه البحرين في عهد حكمه لها؟
7. الإقطاع جد الجميع.

فترة حكم عيسى بن علي (1869 - 1923) وقد عزل بعد انتفاضة البحارنة 1922.
أحضرت بريطانيا عيس بن علي من قطر وكان عمره 21 عاماً، ودعمته بصورة مطلقة لتسيير شؤون البحرين كما يشاء في الوقت، وقُيِّد بسلسة الاتفاقيات الخاصة التي حولت البحرين إلى محمية بريطانية، وأصبحت جميع الشؤون الخارجية والدفاع بيد الانجليز.
عهد عيسى بن علي يمثل النموذج الأفضل لهذا النوع من الحكم القبلي في منطقة الخليج . كان مجلس عيسى بن علي الذي يرمز إلى قوة آل خليفة يمثل السلطة العليا في البلاد، فعن طريق هذا المجلس كان الشيخ عيسى بن علي يتحكم في توزيع بساتين النخيل، وحقوق الغوص على اللؤلؤ، وإدارة الموانئ، وجمع الضرائب وفرض "السخرة"أي العمل دون أجر. كانت المجالس القبلية تهتم بإدارة الموارد أكثر من اهتمامها بشؤون الناس الشخصية والاجتماعية، فقد تركت هذه لرجال الدين.
عرفت البحرين في حكم جد الجميع عيسى بن علي الحكم الإقطاعي الذي اعتمد على توزيع مناطق البحرين على أفراد العائلة الحاكمة. فكل فرد من هؤلاء أعطي مطلق الحرية لفعل ما يشاء في منطقة نفوذه، وكل واحد منهم كان لديه حرس بدوي خاص يعرف باسم الفداوية، ويقوم كل شيخ من آل خليفة بتعيين أحد أفراد القرية أو المنطقة التي يسيطر عليها، وكان يطلق على مثل هذا الفرد اسم الوزير، وتنحصر مهمة هذا الوزير بجرد أسماء أبناء المنطقة وكم لدى كل عائلة من أفراد وكم لديها من نخيل ومزارع ومكاسب ومصائد سمك أو تجارة لؤلؤ.. الخ. ثم يقوم الشيخ الخليفي بفرض الضرائب على المواطنين (بصورة عشوائية ومتغيرة مع الأيام) مثل ضريبة الرقبية (تؤخذ من رب العائلة مقابل كل ذكر من أبنائه)، ضريبة الزراعة والسمك وغيرها، كما يقوم الشيخ بفرض نظام السخرة، وهو إجبار أبناء المنطقة للعمل بصورة مجانية لخدمة الشيخ الخليفي ومزارعه وممتلكاته، وإذا عجز فرد من دفع أي من الضرائب تتم مصادرة أرضه وإجباره على العمل بصورة مجانية في أرضه المصادرة منه، أما إذا اعترض أحدهم فيقوم الشيخ الخليفي بتسليط الفداوية عليه لقتله أو سجنه أو حرق منزله.
وكان (جد الجميع، مؤسس البحرين الحديثة!!) عيسى بن علي حاكم لبلاد شيخاً إقطاعيا للمحرق والحد والسنابس. والشيوخ (حلفاء جد الجميع) الآخرون في النظام الإقطاعي كانوا: جابر بن صباح بن حمد آل خليفة (الحجر)، حمود بن صباح بن حمد آل خليفة (الكورة وجرداب)، علي بن محمد بن خليفة آل خليفة (عراد وعالي وسلماباد وداركليب)، خليفة بن محمد بن خليفة آل خليفة (الشاخورة)، علي (ابن أخ جد الجميع) بن احمد بن علي آل خليفة (السهلة الفوقية)، خالد(أخو جد الجميع) بن علي بن خليفة ال خليفة (سترة والنبيه صالح)، إبراهيم بن خالد بن علي بن خليفة آل خليفة (جبلة حبشي)، عبدالله بن (جد الجميع) عيسى بن علي ال خليفة (جدحفص وبوري)، محمد بن (جد الجميع) عيسى بن علي ال خليفة (كرباباد والقلعة والحلة وجدعلي)، حمد بن (جد الجميع) عيسى بن علي آل خليفة (البلاد القديم وكرانه)، سلمان بن (جد الجميع) عيسى بن علي ال خليفة (الزنج)، سلمان بن حمد بن (جد الجميع) عيسى بن علي آل خليفة (الدراز وبني جمرة والقرية)…. الخ.
إذن كانت البحرين الحديثة!! بين جد الجميع عيسى بن علي وحلفاء جد الجميع وأبناء جد الجميع وأبناء أخ جد الجميع وكان الجميع مُلك جد الجميع. فساعد الله الجميع من جد الجميع.
للتفاصيل انظر على سبيل المثال:
(القبيلة والدولة في البحرين: تطور نظام السلطة ومماستها، فؤاد إسحاق خوري)
(http://www.vob.org/arabic/truth/truth8.htm)
8. الوطن أم الغنيمة.

لنا أن نتساءل من خلف ستار هذا الوجود الحاجب، هل كان (الآباء المؤسسون) أو كبار القادة كما يسميهم خطاب الملك، يعرفون مفهوم الوطن؟ أم كانوا محكومين بمفهوم الغنيمة؟ وهل كان ما يسميهم خطاب الملك بالوطنيين المخلصين الذين عاونوا ما يعتبره خطاب الملك الحكم الشرعي، وطنيين أم قبائل من البدو التي تحركها الغنائم، وتركات الغزو؟ هل عرف هؤلاء الآباء وهذه القبائل مفاهيم السيادة الحديثة، ومفاهيم الوطنية والمدنية، ليعرفوا مفاهيم الاستقلال ومقوماته ومفاهيم الانفتاح على الحضارات؟ هل كان هؤلاء يدافعون عن تقليص مقومات استقلال الوطن، أم عن تقليص امتيازاتهم في التحكم في الأرض والثروة والناس والنفوذ والسخرة؟ هل كانوا قادة كبار أم غزاة كبار؟ هل كانوا يفهمون معنى القيادة التاريخية؟ ألم تكن هذه التي سماها خطاب الملك بالقوة الأجنبية الاستعمارية التي جاءت تبحث عن مصالحها، هي التي ثبَّتت حكم القادة من آل خليفة، وهي التي أعطتهم الشرعية بالمعاهدات والاتفاقيات والإصلاحات؟ ألم تكن هي التي أحضرت (جد الجميع) من قطر في 1869، ونصبته حاكماً لمدة 54 عاماً؟

هل يمكن بإخفاء قضايا التاريخ الوجودية، عبر العبارات الحَمْلية، أن نحلم بمشاريع إصلاحية!!!







هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - ماهر الزيرة - 03-01-2005

هذا هو مقال الملك "السقط" كما نشره في "إيلاف" وفي جرائد عربية أخرى.


حمد بن عيسى آل خليفه

احاديث في‮ ‬الوعي‮ ‬الوطني -الحديث الأول‮ :‬ حلمتُ‮ ‬بوطنٍ‮ ‬يحتضن كل ابنائه

بقلم- حمد بن عيسى آل خليفة:

تتطلب انطلاقة المشروع الإصلاحي‮ ‬وعياً‮ ‬وطنياً‮ ‬يرشّد مسيرته،‮ ‬وتخليداً‮ ‬لاستفتاء شعب البحرين على ميثاق العمل الوطني‮ ‬يدشن‮ ‬ صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هذه الأحاديث في‮ ‬الوعي‮ ‬الوطني‮ ‬بحديثه الأول‮ (‬حلمت بوطن‮ ‬يحتضن كل أبنائه‮ )‬ ‮ ‬ملقياً‮ ‬الضوء على خلفيات تجربته الشخصية وتفاعلها مع تجربة البحرين التاريخية والوطنية مما لم‮ ‬يتضح كاملاً‮ ‬للعيان من قبل‮ ‬،‮ ‬بما‮ ‬يجسد دور القائد في‮ ‬الأمة‮ ‬،‮ ‬وأثر الأمة في‮ ‬تكوين القائد‮ .‬

‮ ‬منذ الساعات الأولى من صباح الرابع عشر من شهر فبراير عام ‮١٠٠٢ ‬كان البحرينيون،‮ ‬رجالاً‮ ‬ونساءً،‮ ‬يتقاطرون إلى مختلف مراكز التصويت في‮ ‬البلاد،‮ ‬بعد توقف عن مثل هذه الممارسة الانتخابية استمرت لحوالي‮ ‬ربع قرن،‮ ‬هذا بالنسبة للرجال‮. ‬أما نساء البحرين فإنها المرة الأولى لهن منذ أن كانت جداتهن‮ ‬يصوتن في‮ ‬أول انتخابات بلدية في‮ ‬منطقة الخليج خلال عشرينات القرن المنصرم‮. ‬غير أن التصويت هذه المرة كان على ما هو أهم من الشئون البلدية‮.

‬فقد كان المطروح للاستفتاء الشعبي‮ ‬العام مشروع‮ »‬ميثاق العمل الوطني‮« ‬الذي‮ ‬يمثل صيغة تعاقدية متجددة لعودة الحياة الدستورية والديمقراطية في‮ ‬ظل مؤسسة برلمانية بمجلسين،‮ ‬استفادةً‮ ‬من التجارب المستجدة للنماذج العالمية في‮ ‬هذا الحقل وضماناً‮ ‬لسير التجربة المتجددة في‮ ‬البحرين،‮ ‬في‮ ‬ضوء دروس الماضي‮ ‬القريب الذي‮ ‬كنا على ثقة إننا سنستفيد منها عندما تحين اللحظة المناسبة‮.‬ ‮ ‬عندما أصدرنا كتاب‮ (‬الضوء الأول‮) ‬ـ في‮ ‬عام ‮٦٨٩١‬م ـ أشرنا إلى تجربة البحرين‮: »‬لاختيار نظام سياسي‮ ‬للمشاركة في‮ ‬اتخاذ القرار‮ ‬،‮ ‬فخرجت منها بدستور أقره مجلس وطني‮ ‬قائم على مبدأيْ‮ ‬الانتخاب والتعيين‮ ( ٣٧٩١) . ‬ثم مرت البحرين بتجربة برلمانية استفادت منها‮ ‬،‮ ‬وسوف تستفيد منها كذلك لمستقبل نظامها السياسي‮ ‬في‮ ‬المشاركة والشورى‮«. ‬صفحة ‮٣١١.‬ ‮ ‬ويسعدنا اننا بدأنا في‮ ‬تحقيق هذا الوعد وإنجاز هذا التطلع بعد ‮٥١ ‬عاماً‮ ‬من تاريخه مع طرح مشروع‮ »‬الميثاق‮« ‬على الاستفتاء الشعبي‮ ‬العام في‮ ‬البلاد،‮ ‬رغم المحاذير التي‮ ‬كانت تتردد،‮ ‬ونشوء جيل بحريني‮ ‬جديد لا خبرة له في‮ ‬التقاليد الانتخابية‮ .

‬والواقع أني‮ ‬اعتمدت أولاً‮ ‬وأخيراً‮ ‬على الله سبحانه‮ ‬،‮ ‬ثم على ثقتي‮ ‬بوعي‮ ‬شعب البحرين وتحضره ونضجه السياسي‮ ‬واتخذت شخصياً‮ ‬قرار المسئولية التاريخية،‮ ‬بإجراء هذا الاستفتاء الحر للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة،‮ ‬وهو استفتاء لا سابق له في‮ ‬تاريخنا السياسي‮ ‬ظلت التوقعات المترددة والمتخوفة حياله متداولة حتى اللحظات الأخيرة لإجرائه‮ . ‬إلا أن جميع أجيال البحرين أثبتت في‮ ‬ذلك اليوم الربيعي‮ ‬المبكر من شهر فبراير ‮١٠٠٢ ‬انها جديرة بالثقة،‮ ‬وانها عند حسن الظن‮ ‬،‮ ‬كباراً‮ ‬وصغاراً‮ ‬،‮ ‬رجالاً‮ ‬ونساءً،‮ ‬يميناً‮ ‬ويساراً‮ ‬وحتى المسنون والعجزة أصروا على ممارسة حقهم وواجبهم الديمقراطي‮ ‬من بيوتهم،‮ ‬وكان لهم ما أرادوا باتخاذ التدابير القانونية اللازمة رغم ان قانون التصويت قد نص على حضور المشاركين إلى مراكز الاقتراع‮.

‬وستبقى حية في‮ ‬وجداني‮ ‬صورة بعض امهاتنا من السيدات المسنات وهن‮ ‬يأتين على مقاعد متحركة إلى تلك المراكز،‮ ‬كما لن أنسى تلك المكالمة الصباحية التي‮ ‬جاءتني‮ ‬من شاعر البحرين الكبير الأستاذ إبراهيم العريض،‮ ‬رحمه الله،‮ ‬الذي‮ ‬أبدى رغبته في‮ ‬التصويت على الميثاق من منزله لصعوبة تحركه صحياً،‮ ‬وقد كان إبراهيم العريض رئيس المجلس التأسيسي‮ ‬الذي‮ ‬وضع مشروع الدستور‮ ‬غداة الاستقلال ولمست في‮ ‬كلماته مدى التفاؤل والفرح بتجدد الحياة الدستورية في‮ ‬البحرين‮.‬ ‮ ‬وما ان جاء مساء ذلك اليوم حتى كانت أكبر كتلة انتخابية بين بلدان الخليج العربي‮ ‬وهي‮ ‬الكتلة الانتخابية البحرينية قد شاركت في‮ ‬التصويت،‮ ‬بانضباط متحضر هو من خصائص شعب البحرين‮ ‬،‮ ‬وذلك من أجل تفعيل الدستور وعودة الحياة البرلمانية في‮ ‬المملكة بأغلبية ساحقة بلغت نسبة الموافقين فيها ‮٤.٨٩‬٪‮ ‬وبمشاركة مختلف الأطياف السياسية‮ ‬،‮ ‬بعد أن اتيح للجميع مناقشة فكرة الميثاق في‮ ‬ندوات سياسية مفتوحة وصريحة هي‮ ‬الأولى من نوعها في‮ ‬البلاد منذ عقود‮ ‬،‮ ‬ومداولات لجنة صياغة مشروعه من كافة الشخصيات والفعاليات الوطنية‮ ‬،‮ ‬وذلك بعد أن تشاورت شخصياً‮ ‬مع ممثلي‮ ‬قطاعات المجتمع المدني‮ ‬البحريني‮ ‬بهذا الشأن،‮ ‬ولمست مدى الاستعداد الوطني‮ ‬للمشاركة في‮ ‬التجربة المتجددة،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬مثّل ليس صيغة تعاقدية أشمل فحسب ـ بعد كثافة التصويت الشعبي‮ ‬الشامل على الميثاق ـ وإنما بيعة متجددة،‮ ‬وتفويضاً‮ ‬وطنياً‮ ‬لنا بقيادة المسيرة إلى آفاقها الجديدة‮.‬ ‮ ‬

وليست هذه السلسلة من الأحاديث سيرة ذاتية أو مذكرات شخصية بقدر ما هي‮ ‬علامات ووقفات على طريق تكوين وعينا الوطني،‮ ‬على الصعيدين الخاص والعام،‮ ‬باتجاه بلورة رؤيتنا السياسية التي‮ ‬استند إليها مشروع الإصلاح والتحديث الشامل وكانت في‮ ‬صلب الأسس التي‮ ‬توافقنا عليها معاً‮ ‬والتي‮ ‬نتطلع إلى أن تدخل في‮ ‬صياغة مواد التربية الوطنية أو ما‮ ‬يماثلها في‮ ‬مناهجنا التربوية‮ . ‬ ‮ ‬وأول علامة فارقة،‮ ‬بطبيعة الحال‮ ‬،‮ ‬هي‮ ‬الميلاد والنشأة الأولى‮. ‬كان ذلك في‮ ‬منتصف القرن العشرين‮ . ‬

وتاريخ الميلاد تحديداً‮ ‬هو ‮٨٢ ‬يناير ‮٠٥٩١.‬ ‮ ‬لم‮ ‬يكن زمناً‮ ‬سهلاً‮ . ‬كان مثقلاً‮ ‬بالأحداث الجسام والانعطافات الحادة‮ . ‬ولم‮ ‬يسمح بطفولة متريثة‮ ‬غافلة،‮ ‬بل أوجد لدي‮ ‬وعياً‮ ‬مبكراً‮ ‬بحقائق الأشياء في‮ ‬سن مبكرة‮. ‬وكانت أوساط العائلة ـ كواحدة من أبرز العائلات القيادية التاريخية في‮ ‬خليجنا وعالمنا العربي‮ ‬ـ تحمل ذاكرة مفعمة بالأحداث الحلوة والمرة،‮ ‬لم‮ ‬يكن أقلها من تلك الذكريات المرة كيف عمل الوجود الأجنبي‮ ‬على تقليص مقومات استقلال الوطن،‮ ‬وعمل باستمرار وعناد على‮ »‬إبعاد‮« ‬كبار القادة الذين تمسكوا بالاستقلال إلى خارج البلاد منذ القرن التاسع عشر مثلما أُبعد معهم الوطنيون المخلصون الذين كانوا‮ ‬يعملون في‮ ‬سبيله،‮ ‬وبالتعاون مع الحكم الشرعي‮ ‬في‮ ‬وطنهم‮.‬ ‮ ‬هكذا تركت فكرة‮ »‬الإبعاد‮« ‬عن الوطن من قبل الأجنبي‮ ‬أعمق آثار الألم في‮ ‬النفس منذ الطفولة وقد تعمقّ‮ ‬لدينا هذا الألم شخصياً‮ ‬وإنسانياً‮ ‬عندما أدركنا في‮ ‬سن مبكرة أيضاً‮ ‬أن جدنا من ناحية الأم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة قد تم نفيه مع والده كذلك من البحرين إلى قطر حيث ولدت الوالدة الكريمة هناك بعيداً‮ ‬عن الأسرة وشمل الأهل‮. ‬



مما‮ ‬غرس في‮ ‬النفس البذرة القوية للنفور من إجراءات الإبعاد،‮ ‬والتي‮ ‬لم‮ ‬يماثلها قوة لدينا‮ ‬ويخفف من آثارها‮ ‬غير الفرح والارتياح الناجم عن عودة كل مبعد إلى وطنه‮. ‬وعندما حانت لحظة القرار بتولينا المسئولية الأولى في‮ ‬البلاد،‮ ‬كان من أول ما بادرنا إليه عودة جميع المبعدين البحرينيين سياسياً‮ ‬إلى بلدهم وأهلهم،‮ ‬أياً‮ ‬كانت الاعتبارات والملابسات السياسية والقانونية التي‮ ‬أدت إلى ابعادهم في‮ ‬ظل مبدأ وقانون العفو العام‮ . ‬إذ سيبقى من أجمل ما قيل في‮ ‬أدب الأوطان‮: ‬الوطن‮... ‬هو هذه العودة المنتظرة‮.. ‬بعد الاغتراب‮. ‬ويقيني‮ ‬أن حرصي‮ ‬على تقليص أيام بعدي‮ ‬عن البحرين،‮ ‬في‮ ‬الخارج في‮ ‬أية سفرة أو إجازة،‮ ‬مرده هذا الشعور العميق الذي‮ ‬تأصل في‮ ‬النفس منذ الطفولة‮. ‬ ‮ ‬كان قرارنا هذا بانفتاح صدر الوطن لكل أبنائه بلا استثناء،‮ ‬أملاً‮ ‬عزيزاً‮ ‬راودنا منذ عهد الصبا،‮ ‬ومبادرة لتصحيح مسار تاريخنا الوطني‮. ‬ونحمد الله أن وفقنا إليه‮ ‬،‮ ‬فقد كان أيضاً‮ ‬حلماً‮ ‬راود الآباء والأجداد الذين أوصونا باتخاذه في‮ ‬اللحظة المناسبة ـ بالأخص والد الجميع المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ـ طيب الله ثراه ـ وذلك بعد أن حققوا هم هدف الصمود على أرض الوطن‮ ‬يداً‮ ‬بيد مع أبناء شعبهم،‮ ‬بالصبر والحكمة والاحتمال الطويل،‮ ‬للتدخلات والضغوط الأجنبية‮ .‬ ‮ ‬وللتاريخ،‮ ‬فإن القوة الأجنبية التي‮ ‬هيمنت على البحرين والخليج جاءت لمصالحها الحيوية لكن بعض ممثليها عملوا على تطوير الإدارة المحلية وإرساء الأمن في‮ ‬المنطقة الذي‮ ‬استفادت منه شعوبها أيضاً‮ ‬في‮ ‬التعليم والتنمية والانفتاح على العصر‮.

‬وقد أبدى أسلافنا حكمة تاريخية بالغة في‮ ‬التعامل مع هذه القوى من باب مرونتهم العربية والإسلامية في‮ ‬الانفتاح على الحضارات الأخرى‮. ‬وذلك ما ساعد بلادنا على أن تكون اليوم نموذجاً‮ ‬للتعايش‮.‬ ‮ ‬وكان منتصف القرن العشرين‮ (٠٥٩١) ‬لدقته وحساسيته قد جمع للمفارقة،‮ ‬في‮ ‬الداخل والخارج،‮ ‬بين أروع الأوقات وأصعبها‮.‬ ‮ ‬فمن ناحية كان زمناً‮ ‬رائعاً‮ ‬حمل التطلع إلى التحرر والبناء ومواصلة التنمية والنهضة التي‮ ‬كانت البحرين رائدتها في‮ ‬هذا الجزء من الوطن العربي‮ ‬والعالم‮. ‬لكنه كان،‮ ‬من ناحية أخرى،‮ ‬مشوباً‮ ‬بالصراعات السياسية والتقلبات المفاجئة والبدائل الايديولوجية المتضادة‮.‬ ‮ ‬كان زمن‮ (‬الحرب الباردة‮) ‬ـ بامتياز ـ كما اصطلح كبار العالم على تسميته‮ . ‬وسرعان ما كانت هذه الحرب تلد حروباً‮ ‬ساخنة على امتداد عالمنا من فلسطين إلى كوريا‮.‬ ‮

‬عندما كنت أعود إلى عام الميلاد‮ (٠٥٩١) ‬بعد تنامي‮ ‬الوعي‮ ‬المبكر بالأحداث،‮ ‬كنت أجد العالم قد شهد أول ضربة نووية في‮ ‬اليابان قبل خمس سنوات من تاريخه‮ (٥٤٩١).. ‬مع استمرار السباق النووي‮ ‬الذي‮ ‬يكاد اليوم أن‮ ‬يصل إلى داخل حوض الخليج،‮ ‬وقبل سنتين من ذلك التاريخ‮ (٨٤٩١) ‬كانت نكبة فلسطين بكل أبعادها على العرب وشعوب المنطقة ومازالت جرحاً‮ ‬مفتوحاً‮. ‬لكني‮ ‬كنت أجد في‮ ‬الوقت ذاته أن جامعة الدول العربية قد تأسست أيضاً‮ ‬قبل خمس سنوات‮ (٥٤٩١) ‬أملاً‮ ‬في‮ ‬تعاون عربي‮ ‬أوثق،‮ ‬وأن شُرعة حقوق الإنسان قد أعلنتها هيئة الأمم المتحدة قبل سنتين‮ (٨٤٩١)‬،‮ ‬بما‮ ‬يجدد الأمل في‮ ‬مستقبل إنساني‮ ‬أفضل وما باشرنا بترسيخه وتعزيزه على أرض البحرين‮.‬ ‮ ‬وعلى صعيد البحرين الداخلي‮ ‬كانت حركة التنمية الشاملة تكتسب زخماً‮ ‬متزايداً‮ ‬بقيادة المغفور له الجد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة‮ ‬،‮ ‬بعد نجاح المشروع التربوي‮ ‬الرائد منذ تأسيس مدرسة الهداية الخليفية ونظائرها من مدارس البحرين الحديثة في‮ ‬عشرينيات القرن المنصرم،‮ ‬يداً‮ ‬بيد مع مشروع تحديث الدولة والإدارة في‮ ‬عهد المغفور له الجد الأكبر الشيخ حمد بن عيسى بن علي‮ ‬آل خليفة،‮ ‬حيث استفادت البلاد من فترة الاستقرار السياسي‮ ‬والأمني‮ ‬طوال عهد المغفور له،‮ ‬جد الجميع،‮ ‬الشيخ عيسى بن علي‮ ‬مؤسس البحرين الحديثة،‮ ‬الذي‮ ‬قاوم الهيمنة الأجنبية بإصرار،‮ ‬واستطاع بالتعاون مع أبناء شعبه إفشال المخطط الاستعماري‮ ‬لجعل البحرين مستعمرة‮. ‬وان‮ ‬يكن في‮ ‬النهاية قد تحمل نتيجة هذا الموقف المشرف،‮ ‬علماً‮ ‬أنه قد بدأ حكمه ببيعة مجمع عليها شارك فيها أهل الحل والعقد في‮ ‬البحرين وتعرفها القوة المسيطرة جيداً‮.‬ ‮ ‬هذا ومنذ الخمسينيات‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬تعيها ذاكرة الصبا ووعيه المبكر،‮ ‬والبلاد تشهد أعداداً‮ ‬متزايداً‮ ‬من المتعلمين والمهنيين والكوادر القيادية الشابة من أبناء البحرين وبناتها،‮ ‬والتي‮ ‬بدأت تتخرج من مختلف جامعات العالم طبقاً‮ ‬لسياسة الانفتاح التعليمي‮ ‬التي‮ ‬نهجتها البحرين من البداية،‮ ‬وكان من الطبيعي‮ ‬أن تترافق تطلعات التنمية التعليمية والاجتماعية والاقتصادية الآخذة في‮ ‬التحقق،‮ ‬مع تطلعات التنمية السياسية التي‮ ‬نعمل اليوم على استكمالها في‮ ‬ظل مؤسساتنا الدستورية‮ .‬ ‮ ‬

هكذا،‮ ‬منذ وقت مبكر،‮ ‬كنت على موعد مع تطلعات الوعي‮ ‬الوطني‮ ‬في‮ ‬استكمال الاستقلال والشروع في‮ ‬حياة المشاركة والشورى واستطعت أن أتلمس الكثير من دروس تجاربنا السياسية قريبها وبعيدها،‮ ‬ولا بد من الإشارة هنا إلى أني‮ ‬أعدت التأكيد مراراً‮ ‬في‮ ‬الأحاديث الموجهة إلى المواطنين،‮ ‬وفي‮ ‬أكثر من مناسبة،‮ ‬إلى أنه»لا عودة للماضي‮« »‬ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء‮«.‬ ‮

‬قصدت بذلك إلى إنه لا بد من وضع الضمانات‮ ‬،‮ ‬واتخاذ ما‮ ‬يلزم من احتياط،‮ ‬لعدم عودة الوطن إلى تلك التجارب المرة والطرق المسدودة التي‮ ‬أعاقت المسيرة،‮ ‬وأبعدت البحرين عن ريادتها ومسارها التطوري‮ ‬والتقدمي‮ ‬الذي‮ ‬تميزت به بين دول المنطقة منذ مطلع النهضة‮.‬ ‮ ‬ ‮

‬جاء‮ »‬ميثاق العمل الوطني‮« ‬ثم بنود‮ »‬الدستور المعدّل‮« ‬الذي‮ ‬صدر بناءً‮ ‬على التعاقد المتجدد والتفويض الشعبي‮ ‬المتمثل في‮ ‬الاستفتاء العام على مشروع‮ »‬الميثاق‮«‬،‮ ‬بمثابة الضمانات والضوابط التي‮ ‬فكرت فيها ملياً‮ ‬لسنوات في‮ ‬سبيل تجديد المسيرة الديمقراطية والدستورية مع تجنب عثرات الطريق التي‮ ‬واجهت التجربة الأولى‮ ‬،‮ ‬ولا بد للشعوب الذكية أن تستفيد من تجاربها كي‮ ‬لا تعيد أخطاءها وثقتي‮ ‬أن شعب البحرين هو واحد من هذه الشعوب‮.‬ ‮ ‬ ‮ ‬آملاً‮ ‬أن تترسخ من خلال هذه الأحاديث دروس التجارب التي‮ ‬مررنا بها‮ ‬،‮ ‬وذلك لصالح المسيرة المتجددة وإثراءً‮ ‬للمكتبة الوطنية في‮ ‬البحرين التي‮ ‬نثق بغناها وعمق تجربتها واكتمال رشدها السياسي،‮ ‬مع التطلع‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬الوقت ذاته،‮ ‬إلى ما‮ ‬يمكن أن تضيفه العقول الوطنية في‮ ‬البلاد من إضافات تنير المسيرة،‮ ‬راجين أن‮ ‬يكون في‮ ‬هذه الأحاديث التي‮ ‬أردناها عفو الخاطر ومن القلب ما‮ ‬يفتح المجال لمثل هذه الإضافات والحوارات المتجددة،‮ ‬والله من وراء القصد‮.‬







هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - Al gadeer - 03-03-2005

استاذ ماهر

ربما يجب على كحيلان ان يقرأ هذا المقال فهو يعتقد ان سبب الاعتقال هو ترك الفرصة للمراهقين للكتابة


هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - ود - 03-03-2005

......


هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - ماهر الزيرة - 03-03-2005

العزيز الغدير؛
كنت قدأضفت رداً على "كحيلان، وهو زميل "بحرين أونلايني" قديم وعزيز، في الموضع المذكور. واختلافنا لايفسد للود قضية. بخصوص المقال الذي اعتقل على إثره، يستطيع أن يسأل أياً من أقرباء العزيز علي عبدالإمام، ويتأكد منهم، عن أي شيء يتم التحقيق معه، هذا المقال ،هو، دليل الإدانة ضده، فيما سموه اللصوص والحرامية "طعناً في الذات الملكية". ذات بنت كلب، طززز فيها باحترام.

ماهر


هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - بوعائشة - 03-04-2005

الصديق العزيز ماهر الزيرة (f)

تحية عربية..

لقد أجبت عن ردكم الكريم في ذلكم الموضوع ، وربما تضخم ، وأجد أن نقله إلى هذا الموضوع أجدى..

والحق أيها العزيز ، بأنني قلت ما قلت ليس وقوفاً ضد علي أو حسين لأنهما صديقاي (والملك ليس كذلك) ، بل قلته بناء على معطى قانوني صحيح في الوقت الحاضر على الأقل ويجد سنده في الدستور وقانون العقوبات ، وإن التكييف القانوني الذي أضفته النيابة العامة صحيحاً في ذاته..

اقتباس: كحيلان كتب/كتبت
[quote] ماهر الزيرة كتب/كتبت
عزيزي كحيلان؛
أستغرب من مزايدتك على سميرة بن رجب. تعرف أن ماكتبته، لم يكن كله نقداًً محضاً، كما تحاول هنا أن توهم القراء في مداخلتك، وإذا كنت ترى فيماقالته عن "سيستاني"، الذي يدين إلى مرجعيته الآلاف هنا، من أنه "جنرال" أو "عميل أميركي"، أو ماسبق أن صرحت به في مقابلة تلفزيونية من أن الشيعة، كل الشيعة، إنما هم "عملاء أو رعايا لإيران"، ولايتوفرون على "وطنية"، يدخل في باب النقد أو الرأي الآخر، فليس عليك أن تنكر كل الحملة التي نشأت ضداً منها في الموقع المنكوب. وبلاش مرافعة عن قضية خاسرة!! أما بخصوص اعتقال العزيز علي عبدالإمام، الذي أتبع هذا اليوم بزميلين آخرين، ليس له دخلٌ برجب ولاغيرها من يتامى صدام، له دخل ياسيدي بهذه "الذات" الملكية المنتفخة، التي هي، مثل "الله" تماماً، ليس علينا أن نمسها، حتى ولو زنت وبطشت آناء الليل أو النهار. يعني مثلاًً، إذا الملك كتب كلاماً إنشائياً "ماسخاً"، بلغة ركيكة لايكتبها طفل في السادس الابتدائي، وزور فيها التاريخ، هل علينا أن نسبح بحمده أو نسكت لأن ذاته مصونة. طززز في هيك ذات.
الأهم من كل ذلك: تعرف أن المنتديات التي تعمل وفق نظام "الفورم"، لايمكن ضبطها، وإلا فما يكتب هناك، ليس أقل "لذاعةً" مما ينشر هنا في منتدى الفكر العربي. وانظر تجد!

محبك؛
ماهر الزيرة


الصديق الأستاذ ماهر الزيرة(f)

تحية عربية..

سيدي العزيز لا أرى من داعٍ بأن نزج بمسألة انقياد آلاف أو حتى ملايين الآلاف في مسألة انتقاد شخصية كالسيستاني ، فلا عبرة بإدانة الآلاف لشخص حتى يكون فوق النقد، ولئن سحبنا هذا القياس على مسائل عدة فينبغي أن يصمت الجميع عن انتقاد الشيخ أسامة بن لادن لأن هناك الملايين الذين يدينون لمرجعيته ويتمنون بأن يقبلوا قدميه ليس هذا وحسب بل علينا أن نمنع مئات العلماء من الزج باسم ابن تيمية ووصفه بصفات أنت أعلم مني بها..

إذن لا يكون مانعاً من التجاوز على شخصية ما إدانة آلاف أو حتى ملايين لشخص ما ، بل يبقى هذا الشيخ محل انتقاد وتجاوز على شخصه طالما زج بنفسه في اللعبة السياسية..

أما مرافعتي الخاسرة كما تسميها (وهي ليست كذلك) ، حيث أجد سندي في مواد الدستور التي تعطي للملك حصانة من كل نقد ، كما أجد سندي في جريمة نص عليها قانون العقوبات بينما لا سند لك ولا دليل سوى أقوال مثالية في الإنسانية ، أنت إنسان يا ماهر ، ولكن القانون نصوص!..

أما المقال الذي رد به الأخ علي عبدالإمام ، فلا أعتقد بأن له دخل في هذه القضية بعد اعتقال اثنين من مساعديه ، علماً بأن قضية هذا المنتدى قد بدأت منذ سنتين خلتا من ذلكم التاريخ ، ووالله كم نصحت لهم ولكن لا يحبون الناصحين!..

قلنا يا جماعة ما هكذا تورد الإبل ولا ينبغي لمثل هكذا كلام أن يسمح به للخروج في منتدى بمستوى بحرين أون لاين يضم 80000 ألف مشارك ويدخله 20000 ألف يومياً ، كان يجب وقف مراهقي الفكر عند حدهم وكان ينبغي أن يتعلموا كيف يكون النقد دون سب أو قذف أو تشهير أو كذب أو دعوات طائفية تدعو لتقسيم البحرين إلى جزئين (وهي ناقصة تقسيم)؟!!..

لا يمكن أن ينكر أحد أن ملتقى البحرين أثار الكثير وأعطى الكثير أيضاً ، ولكنه في السنتين الأخيرتين خرج عن نطاق السيطرة والرقابة..

نحن في بلد صغير يا جماعة ولا ينبغي أن تثار المشاكل بمثل هذه الطريقة ، حيث يعتقد الزائر ان مشاكلنا وصلت إلى أن تكون أكثر من مشاكل جمهورية الهند!..

الواقع أنني حزين على ما أصاب أخي علي وحسين كونهما صديقان عزيزان علي هم قدامى أيضاً ، ويؤسفني حقاً أن تكون تضحياتهما في غير مكانها الصحيح..

كما أني أرى قياساً غير مستساغ إذا ما قسنا نادي الفكر العربي عن ملتقى البحرين ، فما دخل الشرقي بالمغربي؟!!..

مع خالص محبتي لك(f)



هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - ماهر الزيرة - 03-04-2005

عزيزي كحيلان؛
أحدس أنك تعرفني جيداً، لذا لاحاجة لأن أعطيك شرحاً وافياً عن موقفي من الإسلاميين عموماً، بمافيهم "السيستاني"، أوغيره؛ أقول ذلك، حتى أقطع عليك أن تحسبني في خانة، عبـــدة السيستــاني، ومانعي الكلام حول مواقفه السياسية، ما أردت قوله في مداخلتي، وأظن أنه جليٌ واضحٌ كوضوح شمس أغسطس، أن سميرة بنت رجب –التي اعتبرتها ضحية ضيق بالرأي!- لم يكن كل ماكتبتـــه نقداً خالصاً في سيستاني، هي تعمدت استفزاز أنصاره، حين وصفته بـ"الجنرال"، وعليها أن تتحمل بالمقابل من يأتي لها منهم، مشنعا،ً ويصفها بابنة أخ "سبعاوي"، إلى ما إلى غير ذلك. تماماً كما شنعت هي بالسيستاني أو غيره. لا أرى في هؤلاء، إلا أنهم استخدموا معها نفس قانون اللعبة.
أما أن السيستاني يرجع إليه الآلاف، فأنا أقول ذلك، اعتماداً على حقيقة أنثروبولوجية، بما للرمزيات من سلطة على حياة الشعوب والجماعات. وأنت تعرف كيف أن رمزية مدينة كـ"الفلوجة" لدى جماعة من المؤمنين هنا، كيف أنها كادت أن تأتي بزلزلة الساعة، لولا رحمة الله، كيف أن هذه الرمزية تدخلت حتى في تغيير اسم مسرحية. ولم يقل أحد ساعتها، خصوصاًأولئك الملتحون الذين حضروا ندوة الملتقى الأهلي، وأعلنوا من هناك تضامنهم الحماسي جداً مع بنت رجب، لم يقل أحد أن ذلك انتهاك فاضح إلى حرية الفكر والإبداع !!
من كل ذلك قلــــت لك أن دفاعـــك عنها قضيـــة خاسرة.
سأعود للتعليق، على حديثك عن القانون، في وقت لاحـــق.


قبلة؛
ماهر



هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - بوعائشة - 03-04-2005

مع كل ما جاء في ردك الأخير يا صديقي العزيز ماهر..(f)

وهذه لك أيضاً:kiss2:

وفي انتظار البقية..:loveya:


هذا هو المقال الذي اعتقل على إثره مشرف "البحرين أونلاين" - Al gadeer - 03-04-2005

هل تعتقد ان هناك اشخاص يعبدون السيستاني يا ماهر ؟

دعك من مثل هذه الاحاديث التي لا تكون الا لإستفزاز الآخرين وانت اكبر من هذا