حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الموت على طريقة الكوبوي! الجزء 2 - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الموت على طريقة الكوبوي! الجزء 2 (/showthread.php?tid=31206) |
الموت على طريقة الكوبوي! الجزء 2 - التجاني بولعوالي - 02-26-2005 الموت على طريقة الكوبوي! نرجسية الأمريكي بين ولاء الآخر وتحديه الجزء 2 التجاني بولعوالي شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا tijanib@yahoo.com تصدير عقلية الكوبوي إلى الخارج عندما نتصفح أوراق التاريخ الأمريكي الحديث، نكتشف أن رجل السياسة الأمريكية، الذي ينصب نفسه سيدا للعالم، ما فتئ يعامل معارضيه ومؤيديه سواء بسواء؛ بعقلية الكوبوي المبنية على الصلف والنرجسية والعجرفة والكبر المطلق، حيث لا يصغي إلا لصوته، ولا يصدق إلا ما يفكر به عقله، ولا ينفذ إلا ما يراه يناسب مصالحه الذاتية والاستراتيجية، وإذا ما تقاطع مع أحد في وجهة نظره أو أيديولوجيته، لا يتوانى في قمعه أو جلده بعصاه الغليظة أو تنحيته من الدنيا، كما ينحي الكوبوي قبائل من الهنود الحمر بأكملها، تحت ذريعة أنها تهدد بشغبها الأمن العام! وهذا ما زاولته الدولة الأمريكية بعساكرها ودبلوماسييها في أزمنة مختلفة وأمكنة كثيرة. إذ جعلت من بلدان كثيرة مختبرات ميدانية لتجاربها العسكرية، حيث حاول الكوبوي تصدير آلياته الإبادية إلى الخارج، فصار يطبقها على شعوب أبية، غير أن تاريخ الحرب الفيتنامية يظل خير شاهد على اندحاره أمام إرادة الشعوب التي لا تقهر، لكنه رغم ذلك الاندحار الشنيع لم يتعلم من أخطائه التاريخية، فراح يستحضر في شتى مواقفه عقلية الكوبوي، فيعامل بها الآخر في فلسطين وأفغانستان وغيرهما كثير، واليوم في العراق! إن ذاكرة التاريخ لا تزال موشومة بآثار الندوب والجراحات التي خلفها الكوبوي في الوجدان الإنساني المشترك، حيث تحكي الحوادث خبث السلوك الحربي الأمريكي، الذي يعيث فسادا في الأرض، غير مكترث ببريء أو ضعيف أو جائع أو مسالم، ولا يضع أمام ناظريه سوى تحقيق تلك الأهداف المادية، التي رسم خطته لأجل نيلها أو إقرارها، وهو في هذا يخادع شعوب العالم، بالتخفي خلف شتى الشعارات السياسية والدعائية، كتحرير الشعوب المستعبدة من قبل أنظمتها المستبدة، ومساعدة الدول المتضررة من قهر الطبيعة وقسوتها، ومساندة الأنظمة التي تواجه المد (الإرهابي) الإسلامي وهلم جرا، غير أن هذه الشعارات أو المفاهيم الدعائية تنفي نفسها بنفسها، أو تنقلب على رافعها، كما ينقلب السحر على الساحر، حيث تكتشف الشعوب المستعبدة أن لحكومات الكوبوي باعا في الوضعية المزرية التي آلت إليها، لأنها تكالبت مع أنظمة دولها - التي لم تخترها ولم تصوت عليها- على لجم أفواهها، وإجهاض المشروع الديمقراطي الذي كانت تحبل به العديد من دول العالم الثالث، والسكوت على الخرق الهائل الذي يمس حقوق الإنسان، مادام في ذلك حماية للأهداف الاستراتيجية التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية داخل ذلك الجزء من العالم، أضف إلى ذلك أن هذه الشعوب بدأت تتيقن من أنه بجرة قلم يخطها الكوبوي أو بنت شفة ينبسها أو إشارة يلوح بها، تتخذ الكثير من المعادلات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تسود العالم منحى مغايرا، يقلب التاريخ المعاصر رأسا على عقب، منحى يوجه الإنسان نحو السلم والتشارك والحوار والتعاون واقتسام الثروات وما شاكل ذلك. لكن الكوبوي لا يريد ذلك، لأنه مجبول على الشر الذي توارثه على أجداده الأوروبيين، فصار عنصرا ثابتا في تركيبة شخصيته الأمريكية الحديثة. لذلك نراه يختلق الأسباب لكسر شوكة أي حركة أو دولة تتحدى نواياه الأيديولوجية. إن جسد التاريخ كما ذاكرته، ما فتئ يعاني من أورام شتى سببها عنف الكوبوي وتدخله اللامشروع في شؤون أمم وحركات متنوعة، إذا ما اقتصرنا على مرحلة ما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، يمكن أن نحصي العشرات من الأحداث الميدانية، التي كان له يد طولى في نشوئها ونشوبها، وهو في فعله الشنيع هذا، يستخدم أساليب وآليات مبنية على مخداعة الآخرين واستجلاب رأيهم ليماشي توجهه الأيديولوجي والدعائي، وبعد ذلك ينطلق في تنفيذ جرائمه وحماقاته التي حدود لها، ومما يسترعي النظر أن الكوبوي يمتطي صهوة المستحيل قصد تبرير شروره الخبيثة التي يلقيها على الآخرين، وفي هذا الشأن تجدر الإشارة إلى عملية (غابات الشمال)، التي كان قد خططتها قيادة أركان الجيش الأمريكي؛ تشير بعض المصادر إلى أن تلك العملية التي كان قد خطط للقيام بها سنة 1962، هي عبارة عن ممارسات إرهابية يقوم بها أمريكيون ضد المصالح الأمريكية، فتنسب لجهات كوبية قصد استقطاب وحشد الرأي العام الأمريكي، وجعله ينساق لتدعيم التدخل الأمريكي في كوبا، لكن في آخر المطاف رفض الرئيس الأمريكي جون كنيدي تنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية. نفس الأسلوب تنتهجه الحكومات الأمريكية في تبرير اعتداءاتها على الآخرين، حيث تختلق مختلف الأكاذيب والخدع قصد إلصاق التهم بالخصم، وتأليب حلفائها وعملائها عليه، وهذا ما فعلته قبل بدء أغلب المواجهات التي زاولتها عبر عقود القرن السابق، مع الفيتنام وكوريا وكوبا والصومال وليبيا وفلسطين والعراق وغيرهم كثير. ولعل ما فعله الكوبوي بالفيتنام في الماضي، وما يفعله بالعراق في الحاضر، خير عاكس للعقلية الأمريكية المتسلطة التي استحضرت أسلوب الكوبوي مع الهنود الحمر في قهر وإبادة كل من الشعب الفيتنامي والعراقي. ثم إن الإعلام المعاصر ساهم بشكل كبير في نقل خصائص الشخصية التي يتحلى بها الإنسان الأمريكي سواء النفسية أم الشكلية، حيث الشكل الذي يظهر به الكوبوي على مسرح الأحداث العالمية، وهو شكل حافل برائحة الكبر والتبختر والعجرفة، يعكس بجلاء تام حقيقة الشخصية التي يبطنها، وهي شخصية مائلة إلى النرجسية وحب الذات والتعالي على الآخر، وهذا يبرز من خلال سلوكات الشخصيات الأمريكية الرفيعة المستوى والتأثير التي نراها عبر شاشات التلفزة و الإنترنت، ابتداء من أسلوب كلامها المسكون بضمير الأنا المطلق، وصولا إلى بعض الأدوات التي تستعملها وطريقة لباسها، التي تستحضر من حين لآخر بعض مظاهر لباس وأدوات الكوبوي التقليدية كالقبعة والسيجار مثلا، ولعل زيارة بوش المباغتة للجنود الأمريكيين بالعراق، والطريقة الاستعراضية والدعائية التي تمت بها، تحيل بصيغة أو بأخرى على سيكولوجية الإنسان الأمريكي الذي يميل دوما إلى أن يكون متميزا، ولو أنه غير متميز! اندحار الكوبوي في الفيتنام وتورطه في العراق إن المتمعن في ملابسات وخلفيات الحرب الأمريكية سواء على الفيتنام أم على العراق، يستخلص شبها لا مثيل له بينهما، رغم التباعد الزمكاني بين المكونات البشرية والحضارية لكلا البلدين أو الشعبين، وهذا الشبه يتجسد في النقاط الآتية: ü لقد لعبت حكومة سايغون في جنوب الفيتنام الدور الفعال في جذب المساندة الأمريكية لها، ضد حكومة هانوي الشمالية الشيوعية، ويمكن مقارنة حكومة سايغون بالمعارضة العراقية الخارجية، التي استطاعت بشتى الوسائل الديبلوماسية والإعلامية إقناع حكومة الكوبوي بخطورة صدام العسكرية والاستراتيجية، صدام الذي يشبه أو كان يشبه، بشكل أو بآخر، حكومة هانوي الشيوعية التي قادت الثورة ضد الجنوب المدعوم بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. ü كما أن الدبلوماسية الأمريكية قامت قبل وأثناء حربها على الفيتنام، بإقناع الكثير من الجهات بالمشاركة معها في هذه الحرب، وقد تمكنت من جلب العديد من الدول كأستراليا ونيوزيلاند وتايلاند وكوريا الجنوبية والفليبين وغيرها، وهذا ذاته ما تم سواء أثناء الحرب الخليجية الثانية على العراق، أم في غضون الغزو الأخير للعراق، حيث استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تؤلب على الدولة العراقية العديد من دول العالم. ü لما احتدمت الحرب الأمريكية الفيتنامية، انفلت الأمن، فاختلط الحابل بالنابل، ورغم الإمكانات التي كان الجيش الأمريكي يتوفر عليها، ورغم الترهيب المطلق الذي زرعه في صفوف الفيتناميين، لم يفلح في كسر شوكة هؤلاء، بقدرما ألهب فتيل الحماسة لديهم، وأشعل حطب المقاومة التي رفعوا شعارها في كل حيز من وطنهم، في حين ظل الشعب الأمريكي متذمرا من هذه الحرب التي لا معنى لها، ونفس السيناريو يتكرر بحذافيره أثناء الغزو الأمريكي الأخير للعراق، إذ أصبح الكوبوي في مأزق كبير أمام المقاومة العراقية الباسلة المحتدمة، في الوقت الذي تعاني كل المدن التي يستولي عليها من انفلات أمني خطير، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فنرى بين فينة وأخرى الكثير من المواطنين والمثقفين والسياسيين وغير ذلك، الذين يعبرون عن سخطهم من هذه الحرب، التي لا يجنون منها إلا الخسران والصغار والبغضاء. ü وأهم ما ينبغي ثبته بالإضافة إلى النقاط السالفة الذكر، هو مخلفات هاتين الحربين اللتين أتتا على الأخضر واليابس، حيث يشير أحد التقارير حول حرب الفيتنام إلى أنه خلال ثماني سنوات من القتال، تم تسجيل حوالي مليوني قتيل في الشعب الفيتنامي، إضافة إلى ثلاثة ملايين جريح، وما يتعدى 12 مليون لاجئ. ونفس عدد القتلى أو أكثر تم تسجيله في صفوف العراقيين طوال السنوات العشر من الحصار، كما يشير عالم المستقبليات د. المهدي المنجرة. بناء على الملاحظات المثبتة أعلاه، وانطلاقا من المعطيات المحفوظة في ذاكرة التاريخ، حول الحروب التي قادها الكوبوي، يبدو بجلاء مدى وحشية ولا إنسانية الآليات، التي اعتمدها في قهره للشعوب الرافضة الخنوع لأهوائه الفاسدة؛ تحكى وسائل الإعلام الأمريكية وقائع تلك الممارسات البشعة التي زاولها الجنود الأمريكيون ضد الفيتناميين العزل، وأهم هذه الوقائع تلك التي تتعلق بإبادة الملازم الأميركي وليام كالي للمدنيين الأبرياء في قرية لاي سنة 1968. وهذا ما سيجري مرارا وتكرارا في فلسطين السليبة على مرأى وبمساندة من الإدارة الأمريكية، إلا أن ما يحدث الآن في العراق عرى بشكل واضح عن نوايا الأمريكيين المستكبرين، المسكونين بعقلية الكوبوي المتعطشة إلى دم المستضعفين، حيث مجازر النجف والفلوجة وبغداد وغيرها من المدن المرابطة، تظل خير شاهد على أن هذا الوافد لم يأت لتحرير بلاد الرافدين، بقدرما جاء لأبادة صوت الحق الذي تلهج به الحضارة العربية والإسلامية الشامخة. |