حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
دمشق.. معارك طواحين الهواء..! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: دمشق.. معارك طواحين الهواء..! (/showthread.php?tid=31438) |
دمشق.. معارك طواحين الهواء..! - arfan - 02-19-2005 سؤال كررناه اكثر من مرة ولم نجد له جوابا.. من الذي يدير اتخاذ القرار في دمشق؟ حاولنا بعد ان فرضت دمشق رئيسا على اللبنانيين بدون موافقتهم فهم اسباب هذه الخطوة، وتساءلنا صادقين لماذا تدير دمشق معارك ليست في مصلحتها وتفتح جبهات هي في غنى عنها. وحاولنا ان نفهم ما يدور في دمشق من خلال لقاءات جمعتنا بعدد من المسؤولين السوريين الكبار فلم نجد سوى تكرار حكايات وسيناريوهات عفى عليها الزمن من مؤامرات دولية وقضية تدويل لبنان وعزل سوريا، ولم يكن ما يطرحه هؤلاء مقنعا وليس فيه شيء من التماسك. قلنا ان من مصلحة سوريا ان تنسحب من لبنان فسمعنا اجابات شبيهة حول الاستراتيجيات الدولية واوراق «الضغط السورية» ولم تكن هي الاخرى مقنعة، فالجيش السوري في لبنان ليس جيشا مقاتلا، لا عدة ولها عتادا، وظروفه صعبة وامكانياته متواضعة، والمسؤولون السوريون يعرفون ذلك، ولكن هناك في دمشق من يصر على فتح معارك غير متكافئة، وتوريط سوريا في مواقف غير مكررة، وانتهت المسألة بتوحيد اميركا وفرنسا ضد سوريا، ثم توحيد اعداء الامس اللبنانيين ضد سوريا. ثم جاءت الطامة الكبرى باستشهاد رفيق الحريري فكان ان وجهت اصابع الاتهام الى دمشق. لو ان احدا في دمشق يقرأ بعين فاحصة بعيدا عن التحليلات الكلاسيكية التي لم تعد صالحة لهذا العصر، وبعيدا عن شعارات مرحلة ولت الى غير رجعة، ليتهم يقرأون بيان المعارضة اللبنانية وكلام الرئيس الاميركي وغيرهم فربما اكتشفوا انه لم يقل احد ان دمشق قتلت الحريري، بل ان الجميع يقول ان دمشق مسؤولة عن قتل الحريري، والفرق كبير. فسوريا بسبب رفض الانسحاب من لبنان تتحمل مسؤولية ما يحدث في لبنان وتكون في مرمى النيران السياسية حقا وباطلا، ولو انهم في دمشق اصغوا الى صوت المطالبين بالانسحاب من لبنان لتغيرت الصورة تماما. واذا كان شر البلية ما يضحك فاننا بحاجة الى مُنجم او قارئ كف يفسر لنا الخطوة السورية تجاه ايران واعلان رئيس وزراء سوريا في طهران رغبة دمشق في تشكيل جبهة موحدة مع ايران. ومتى؟ في هذا الوقت الذي تحتاج فيه دمشق اكثر من أي وقت آخر سلوكا هادئا ودبلوماسيا تجاه المجتمع الدولي. كان من المفترض ان يكون رئيس وزراء سوريا في زيارة الى لندن او باريس او على الاقل القاهرة او الرياض لايجاد مخارج للأزمة التي تعصف بسوريا بدلا من ان يذهب الى طهران التي ينطبق عليها المثل المصري «جيتك يا عبد المعين تعيني. لقيتك يا عبد المعين تنعان». السياسة السورية محبطة وخاصة لاناس مثلنا لا يكرهون سوريا بل يحبونها، ولا يبحثون عن وسائل لتوريطها بل لمساعدة هذا البلد العربي الذي لا يفرقون فيه بين العدو والصديق والناصح والكاره. او ربما انهم لا يقرأون! لو كنت مكان من يتخذ القرار في دمشق لاتخذت قرارا شجاعا بالانسحاب النهائي من لبنان وترك اللبنانيين يديرون امورهم. ولو كنت مكان متخذ القرار لالتفت الى مشاكل الشعب السوري وتفرغت لحلها بدلا من استمرار المعارك مع طواحين الهواء. أحمد الربعي * نقلا عن جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية |