حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
سكن تسلم ـ أي اذا لم تعرف اسم إن وخبر كان فالجأ الى التسكين.. أنيس منصور - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: سكن تسلم ـ أي اذا لم تعرف اسم إن وخبر كان فالجأ الى التسكين.. أنيس منصور (/showthread.php?tid=31848) |
سكن تسلم ـ أي اذا لم تعرف اسم إن وخبر كان فالجأ الى التسكين.. أنيس منصور - بسام الخوري - 02-06-2005 إذا جاء نوح! أنيس منصور الآن ما الذي يشغل المثقفين المصريين ـ او العرب ـ ما هي القضية التي يختلفون حولها ويتفقون عليها. قل لي من فضلك! صاحب هذا السؤال من اكثر من ثلاثين عاما كان الشاعر الروسي يفتشنكو. كان السؤال موجها لنا نحن الاثنين: المفكر المصري كامل زهيري وانا.. دعني اصف لك الهيئة التي كنا عليها عندما جاء هذا السؤال سهما مارقا لامعا مخيفا مضيئا رأينا فيه عيوننا وضعفنا وتخاذلنا. وتمنيت ان يبلعنا نهر النيل ، فلا نسمعه ولا نجيب عنه. كنا في مدينة الاقصر. وكان الشاعر الروسي الحليوة دلوعة الاتحاد السوفيتي. وكانت الحفاوة به واجبة علينا، فهو شاعر جميل النثر جميل الشعر، مثل نزار قباني وصلاح عبد الصبور وكامل الشناوي . واهله هم الذين بنوا لنا السد العالي. وقد طلب الشاعر زورقا شراعيا. وجاء الزروق. نزل اليه يتبختر ونحن وراءه نتساند.. وطلب نوعا من الفودكا، واصر عليه. فلم يجدوا هذا النوع. فطلب نوعا من الشمبانيا وتمسك به. وأتوا له بما يريد. وشرب وتمدد في الزورق على ظهره في ضوء القمر.. والزورق نائم او يحاول ان ينام. وكان النسيم الرقيق يدفع الزورق فيكون له همس ولمس ناعم ـ او كما يقول طه حسين له: صوت ابيض.. واخذنا الهدوء وتساءلنا كيف ان هذا واكثر متاح لنا ونحن لا نعرف. ولكننا غارقون في القاهرة المدينة المجنونة التي تحكم شعبا هادئا سادرا مسالما مستسلما. قال ـ لا فض فوه: قولوا لي من فضلكم ما الذي يشغلكم ليلا نهارا وتحاولون ان تقدموه لشعبكم علاجا لامراضه واوجاعه.. قولوا لي يا حضرات: يا أطباء المجتمع.. ما هي الروشتة التي تتزاحمون على كتابتها علاجا لسلبيات بلدكم وشعوبكم ومستقبلهم؟ قال كامل زهيري: انها الواقعية الاشتراكية او الاشتراكية الواقعية لان هناك.. وقاطعه الشاعر الروسي رافضا ان يكون هناك حوار من أي نوع. هل هو الاستبداد .. هل هو طغيان الشعراء الروس.. هل هي الاجابة التي استفزته فاعتدل والكأس في يديه؟ قال بصورة قاطعة: لا توجد واقعية اشتراكية فالواقع هو الاشتراكية! ورأى ان هذا الرد حاسم. وانه بذلك قد حذف الاجابة. وسد الباب في وجه أية محاولة للتوضيح والشرح.. ثم اتجه ناحيتي انتظارا لما سوف اقول. وقلت: انها الحرية الفردية. فالحرية السياسية هي اهون انواع الحريات لأن .. ولأنني.. ولم اكمل. ووضع الكأس وهدد بأن يقفز في الماء ضيقا بنا. ان السؤال الذي انفذه في عقولنا لا يزال هو السؤال! قال معتدلا جامدا: احكي لكم حكاية. حدث ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قد طلبت رساما لتصوير أحد اعضائها. وكان العضو اعور. وتحير الرسام ماذا يفعل.. ان رسمه كما هو كان ذلك واقعا «قبيحا» وان اضاف اليه «عينا»، كان تشويها وتزويرا للواقع. وكان الحل هو ان يرسمه بروفيل ـ أي صورة جانبية! وكأنه قد قال كل شيء، فعاد وتمدد في قاع الزروق في ضوء القمر وفي حضن الليل الهادئ الدافئ ثم قال: انتم هكذا ترسمون لوحاتكم علي شكل بروفيلات وتتوهمون ان هذا هو الحل.. مع انه هروب من الحل وتحايل على الحقيقة! وكتبت كل ما دار بيننا فغضب في ذلك الوقت المفكر الكبير زكي نجيب محمود وظن انني اقصده هو بالذات بعد الذي كتبه في قضايا المفكرين العرب. واصدرت كتابا بعنوان «إذا جاء نوح». واسترحت الى ما جاء به في هذا الكتاب اجابة عن الذي تساءل عنه الشاعر الروسي. ولكن بعد ان صدر الكتاب احسست انني لم اجب عن السؤال، وانما سجلت دهشتي وحيرتي.. ولا يزال الباب والشباك والسقف مفتوحا لأي فكر جديد.. وتذكرت انني قلت للشاعر يوفتشنكو، انني لا اعرف كيف اقول وفي أية لغة اعرفها كيف يمكن التعبير عن هذا الذي قلت. فعندنا عبارة تقول: سكن تسلم ـ أي اذا لم تعرف اسم إن وخبر كان فالجأ الى التسكين.. وأرى انه لا يزال على حق! سكن تسلم ـ أي اذا لم تعرف اسم إن وخبر كان فالجأ الى التسكين.. أنيس منصور - بسام الخوري - 02-08-2005 آخر ملوك مصر أنيس منصور مصر ظلمت اثنين من حكامها: آخر ملوكها فاروق.. وأول رئيس لها: محمد نجيب.. وكان الظلم فادحاً.. أما ظلم الملك فاروق فقد تولته الصحافة بمنتهى القسوة والشراسة. ونسبوا إليه ما ليس فيه. تبريرا للثورة عليه.. أو منافقه للثوار. أما ظلم الرئيس محمد نجيب فقد تولاه وحده وبمنتهى الوحشية: الرئيس جمال عبد الناصر. وشعرت بالعطف على فاروق وأولاده ـ مع أنني لا كنت غنياً ولا رأسمالياً ولا اقطاعياً. وانما أنا واحد من أبناء الطبقة الوسطى. وقد بهرتني الأبهة الملكية في مصر وفي أوروبا.. ولم تبهرني الفوضى والتبذل والاستهانة بالقيم وإثارة الأحقاد وكراهية كل ما كان.. فقد رسخت الثورة المصرية في نفوس الناس: ان كل غني لص، وكل ناجح غشاش.. وان الأغنياء والناجحين: لصوص لأرزاق الشعب. وعندما كنت في طريقي إلى أوروبا قامت الثورة المصرية. ولم نعرف معنى الثورة. ولكنها قامت وألقت بالملك في سفينة في البحر ليخرج بلا عودة. يعني ايه؟ لقد أغرقتنا الدهشة فلم نتساءل كيف ومتى ولماذا ؟ وفي جزيرة كابري رأيت الملك فاروق ـ الملك السابق. فاروق الأول والأخير. وإن لم يكن الأخير فقد جعلوا ابنه أحمد فؤاد ملكاً على مصر وجعلوا عليه وصاية. وكما عينوه ملكاً وهو لا يدري، أسقطوه وهو أيضاً لا يدري ! وتابعت ما تنشره الصحف الايطالية عن الملك من غراميات وفضائح. وأكثرها ليس صحيحاً. ونشرت صحف مصر أنه كان لا يفيق من الخمر. وعرفت من زوجته الملكة فريدة أنه لم يذق الخمر، لا ايماناً، وإنما كراهية لرائحتها.. وعرفت من ابنه الأمير أحمد فؤاد عندما لاحظت أنه يسرف في التدخين. فقال: أنا كوالدي لا أشرب الخمر. وقالوا إنه مصاب بمرض السرقة، وإن الحاشية كانت كذلك تهيئ له السرقة بأن يترك الباشوات ولاعاتهم الذهبية المرصعة بالماس ليسرقها. وليس هذا صحيحاً.. وقالوا ان لكل كباريه في مصر بابا سريا لدخول وخروج الملك. وسألت الراقصة سامية جمال. فأقسمت على المصحف أنه لم يكن لها بالملك أية علاقة، وان كانت تتمنى ذلك مثل ألوف الفتيات! وعرفت من قريب لي طبيب أمراض نساء كان يعالج الفنانة كاميليا ان كان عندها مرض نسائي يمنعها في الثلاث سنوات الأخيرة من حياتها أن تكون لها صلة غرامية بالملك أو بغيره! ولم تتمكن الملكة فريدة بسبب مرضها أن نجلس معاً لأكتب مذكراتها.. وعرفت بناتها.. وفي الأسبوع الماضي كنت أتحدث إلى ابنتها فريدة وأسألها عن أختها فوزية. فقالت: فوزية كويسة أنا مريضة وعندي سرطان وعاجزة عن الحركة. وماتت فوزية بعدها بدقائق. واتصلت الأميرة فريال بالسيدة سوزان مبارك. فيسرت نقل جثمان الأميرة والجنازة وسفر وإقامة الأمير أحمد فؤاد على نفقة الدولة. فهم جميعاً مصريون. |