حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي (/showthread.php?tid=31912)



صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - ليبرالي_مصري - 02-05-2005

شفاف الشرق الأوسط
الأستاذ احمد صبحي منصور

http://www.metransparent.com/texts/ahmed_s...application.htm
لمحة تاريخية:

فتح عمرو بن العاص مصر فصارت ولاية إسلامية خاضعة للولاية الراشدة ثم للخلافة الأموية ثم للخلافة العباسية في عصرها الأول.
واتيح لمصر أن تكون ولاية تتمتع بالاستقلال الذاتي في إطار الخلافة العباسية وذلك في عصر الدولتين الطولونية (254-292هـ) و الإخشيدية (323-358ه).

ثم أصبحت مصر مقرا للخلافة الشيعية تناوئ بغداد مركز الخلافة السنية بل وتحاول نشر الفكر الشيعي و النفوذ الفاطمي (358-567هـ).

ثم استولى صلاح الدين على مصر وأرجعها للخلافة العباسية و أسس الدولة الأيوبية التي اضطلعت في عصره بالجهاد ضد الصليبيين، إلا أن خلفاءه تقاعسوا في الجهاد وتنافسوا فيما بينهم مما اضعف شأنهم وجعل لمماليكهم سطوة على حسابهم. وبازدياد ضعف السلاطين الأيوبيين في مصر والشام تمكن مماليكهم في مصر من إقصائهم عن الحكم وتأسيس الدولة المملوكية التي ورثت عرش الأيوبيين والعباسيين وغيرهم من (648-921هـ).

وكان السلطان قايتباي (872 –902)هـ من ابرز السلاطين المماليك خصوصا في عصرهم الأخير.





المصريون وظلم الحكام:

والثابت تاريخيا أن المسلمين رحبوا بالفتح الإسلامي على أمل أن يخلصهم من ظلم الروم البيزنطيين خصوصا وقد كان هناك نزاع ديني بين الأقباط المصريين والمذهب الرسمي للمسيحية البيزنطية.

وظل الأقباط بعيدين عن المنازعات السياسية العربية التي أسفرت في النهاية عن قيام الدولة الأموية.

وقد اشتهر الأمويون بالتعصب والقهر والظلم ضد غير العرب فأصابوا الأقباط بالنكال.

وقد عدد المقريزي الشدائد التي أنزلها الأمويون بالأقباط، ففي ولاية عبد العزيز ابن مروان صادر البطريرك مرتين وفرض الجزية على الرهبان، ثم تولّى بعده عبد الملك بن مروان ولاية مصر فاشتد على النصارى واقتدى به فيما بعد الو إلى قرة بن شريك الذي انزل بالنصارى شدائد لم يبتلوا بها من قبل وزاد عليهم الخراج فثار الأقباط بالحوض الشرقي (شرق الدلتا) فهزمهم الأمويون وقتلوا منهم الكثيرين.

ثم اشتد عليهم الو إلى أسامة بن زيد التنوخي و أوقع بهم واخذ أموالهم و وشم أيدي الرهبان –أي رسم عليها علامة- ومن وجده منهم بغير وشم أمر بقطع يده وضرب أعناق بعض الرهبان وعذب آخرين حتى ماتوا.

وتبعه في طريقة الوشم الو إلى حنظلة بن صفوان الذي عمم الوشم على كل الأقباط ومن وجده بغير وشم قطع يده.



وثار الأقباط فيما بين 121:132هـ في الصعيد وسمنود ورشيد واخمد الأمويين ثوراتهم بقسوة. وحين قدم مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية هاربا إلى مصر من العباسيين بعد هزيمته في موقعة الزاب لم يحاول استمالة الأقباط بل اشتد في الإيقاع بهم إلى أن قتله العباسيون في أبو صير سنة 132.



ونتابع المقريزي وهو يروى ثورات الأقباط في العصر العباسي وإخمادها بالعنف، وكانت آخر ثوراتهم في عهد الخليفة المأمون وقد أوقع بهم قائده الافشين، وانتهت بذلك ثوراتهم المسلحة.

يقول المقريزي (فرجعوا عن المحاربة إلى المكيدة واستعمال المكر والحيلة..)



اذن كان الظلم احد الرموز الأساسية في سياسة الحكم في العصور الوسطى يسري ذلك على الاستبداد الروماني أو العربي ـ عدا لمحات سريعة من العدل ـ فان الشعب المظلوم إذا عجز عن المقاومة الايجابية ركن إلى المقاومة السلبية وإلى استعمال المكر والحيلة على حد قول المقريزي.

وكان اعتناق الأقباط الإسلام من أساليب النجاة من الظلم ودفع الجزية الباهظة.وقد فطن الأمويين لذلك فالزموهم بدفع الجزية حتى لو اسلموا، وقد أنكر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ذلك على وإلى مصر وكتب إليه (أن الله بعث محمد هاديا ولم يبعثه جابيا) وتم رفع الجزية عمن اسلم من الأقباط.إلا أن الحال عاد إلى أسوأ مما كان عليه بعد موت عمر بن عبد العزيز.



لقد كانت المجتمعات في العصور الوسطى تخضع لمنطق الدين الذي يفسره الحاكم على هواه ومن خلاله يمارس الظلم ويجد من يبرر له أفعاله. وعدا فترات قليلة تمتع فيها المصريون بالعدل فان السمة العامة هي استمرار الظلم مع التمسك الشكلي بالدين.

كان اعتناق المصريين للإسلام ظاهرة فردية يقوم بها الفقراء للتخلص من دفع الجزية أو يقوم بها الكتبة الأقباط في الدواوين كي تنفتح لأحدهم أبواب الترقي في المناصب. وبعد إعلان إسلامه يتمتع بالمناصب والنفوذ وحينئذ يتم له تصفية حساباته القديمة من المسلمين الذين يقعون في دائرة نفوذه، أو على حد قول المقريزي (..فصار الذليل منهم بإظهار الإسلام عزيزا يبدي من إذلال المسلمين والتسلط عليهم بالظلم ما كان يمنعه نصرانيته من إظهاره.)





دخول المصريين التدين الاسلامى أفواجا منذ العصر الفاطمي:

ثم بدأ المصريين في التدين بالإسلام أفواجا في العصر الفاطمي. لم يدخلوه في عصر النبي محمد حيث كان التدين العملي وقتها أروع ما يكون. ولكن تعلموا الإسلام وفق التطبيق الشيعي أو التدين الشيعي المخالف للتدين السني أو التطبيق السني للإسلام.حدث هذا منذ منتصف القرن الرابع الهجري، حيث كان الأزهر الشيعي بوابة الدخول في التدين الشيعي.

كان الفاطميين الشيعة أصحاب مذهب يحظى بإنكار العرب المسلمين في مصر في ذلك الوقت ولم يكن العرب المسلمون في مصر إلا أقلية، وكانت الأغلبية من المصريين الأقباط. وقد فطن الفاطميون إلى العداء المستحكم بين العرب المسلمين والأقباط. وكان من المنتظر أن يستميل الفاطميين إليهم هذه الأغلبية الصامتة المظلومة فهم الأكثرية وهم أهل البلاد وهم أكثر الناس تشوقا لرفع الظلم عنهم.

وعمل الفاطميون على نشر الإسلام بين المصريين بالطريقة الشيعية بطبيعة الحال.ولم يجد المصريون وقتها فارقا أساسيا بين العقيدة الشيعية وبين ما توارثوه من عقائدهم القديمة حيث يضاف التقديس إلى البشر من الأئمة أو الأولياء أو رجال الدين. وفتحت الدولة الفاطمية أبواب المناصب إمام المصريين خصوصا إذا اعتنق أحدهم الإسلام والدعوة الشيعية، فأصبح اليهودي المصري يعقوب بن كلّسِ الرجل الثاني في الدولة الفاطمية بعد الخليفة الفاطمي نفسه، وكان حكيم الدعوة الشيعية والذي قام بعبء نشرها في داخل مصر وخارجها.

وجذب الفاطميون المصريين لهم عن طريق الاحتفال بالأعياد الشيعية الإسلامية بل واحتفلوا بالأعياد القبطية والفرعونية، وتحت عنوان (ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادا ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر معهم )تحدث المقريزي بالتفصيل عن احتفال الفاطميين ومعهم عوام الشعب المصري وخاصته بمواسم وأعياد رأس السنة ويوم عاشوراء وعيد النصر وليالي الوقود وشهر رمضان وعيد الفطر وعيد النحر وعيد الغدير وفتح الخليج والنوروز وميلاد (المسيح)والغطاس وخميس العهد وطقوس صلاة الجمعة.

ولا زلنا ـ نحن المصريين المسلمين ـ نحتفظ ببعض الطقوس الدينية في تلك الأعياد مثل شم النسيم والسحور والأطعمة ذات المناسبات الدينية مثل الكنافة والقطايف وعروس المولد. ونشر الفاطميون لعن عمر بن الخطاب وكراهيته حتى أصبح اسمه يذكر في صيغة السب أو " الردح " في الأحياء الشعبية، وهو ما زال ساريا في وصلات الردح الشعبية النسائية إلى وقت قريب حين تصرخ إحداهن تسب الأخرى قائلة بلهجة خاصة تجمع بين التحقير والتحدي: "نعم نعم يا عمر.."..



إلا أن أهم ما توارثناه من العصر الفاطمي خصوصا هو تقديس الأضرحة خصوصا ما انتسب منها إلى آل البيت مثل السيدة نفيسة الذي إقامة الخليفة المستنصر سنة 482هـ. وكانت السيدة نفيسة كانت قد توفيت سنة 208هـ.وتم دفنها في قبر عادي فلما جاءت الخلافة الفاطمية أقامت على قبرها قبة وضريحا وأحاطته بالدعاية والأساطير حتى صار احد المواضع المعرفة عند المصريين باستجابة الدعاء على حد قول المقريزي.

وقد دخلت الدولة الفاطمية في دور الضعف ووقع على وزيرها (الأفضل) عبء تقويتها إمام الخطر الصليبي في الشام والخطر السني السلجوقي في العراق.وكان من وسائله إقامة ضريح الحسين في القاهرة ليستميل إليه المصريين بعد أن انفضوا عن الدعوة الشيعية.وخطط لذلك بمهارة، وعليه أثناء عودته من عسقلان أعلن الأفضل انه عثر على رأس الحسين وتبع ذلك أساطير وتجهيزات لنقل الرأس ـ المقدس ـ إلى القاهرة، وترتيبات أخرى لبناء المشهد الحسيني ومواكب لافتتاحه، وبذلك انشأ ضريح الحسين بعد بناء القاهرة بنحو مائتين وخمسين سنة.وكان الأفضل يخطط لتقوية الدعوة الشيعية من خلال إقامته لضريح الحسين، ولكن سرعان ما انتهت الدعوة الشيعية والدولة الفاطمية بعد إنشاء ضريح الحسين. ولكن استمر تقديس ضريح الحسين حتى الآن بعد أن دخلت الدولة الفاطمية متحف التاريخ. استمر تقديس مشهد الحسين في قلوب أغلب المصريين ـ بدون خلفيات سياسية فاطمية لأنه يعبر عن عقيدة فرعونية أصيلة عادت تحت أسماء عربية ورموز جعلوها إسلامية. وبذلك لم يعد الفارق كبيرا بين الدين الفرعوني المتوارث داخل قلوب المصريين طيلة آلاف السنين ـ والإسلام، بعد أن أصبح التدين بالإسلام يعنى تقديس الأضرحة وعبادة الآلهة الموتى.



وأنهى صلاح الدين الأيوبي الخلافة الفاطمية وحاربت الدولة الأيوبية الدعوة الشيعية بتنمية التصوف السني واقامة الخوانق وبيوت الصوفية والأضرحة لهم. وورثت الدولة المملوكية الاهتمام بالتصوف وأوليائه، وحل التصوف بأوليائه وأضرحته محل التشيع كطريقة تدين عرفها أجدادنا المصريين حين اعتنقوا الإسلام ظاهريا منذ العصر الفاطمي فالأيوبي والمملوكي.. ومع زحف هذا التدين المنسوب رسميا وظاهريا إلى الإسلام زحفت اللغة العربية وتوارت أمامها اللغة المصرية القديمة إلى أقصى جنوب الوادي.





استمرار ظلم الحكام بعد انتشار الإسلام:

أصبح المسلمون المصريون أغلبية تدين بدين الحاكم، وكان ذلك هو الإسلام من حيث الشكل والرسميات، ولكنه في حقيقة الأمر عودة للعقائد القديمة الأصيلة تحت أسماء وشعارات إسلامية ـ هذا من ناحية المحكومين ـ أما من ناحية الحاكم فهو استغلال للإسلام في إخضاع الناس وظلمهم. ولذا لم ينقطع ظلم الحكام،لأن ظلم الحكام في العصور الوسطى كان شريعة سيئة لا تتوقف على نوعية التدين الذي يدعي الحاكم التمسك به.



وكان الظلم ابرز مظهر للحياة الدينية في العصر المملوكي بالذات. والمماليك كانوا خدما وعبيدا للأيوبيين ولكن تمكنوا من الوصول إلى الحكم.وكي يعززوا موقعهم الجديد فقد استطالوا على الشعب المسكين قتلا واضطهدا..يقول المقريزي في حوادث 648التي شهدت قيام الدولة المملوكية البحرية (وفيها كثر ضرر المماليك البحرية بمصر، ومالوا على الناس وقتلوا ونهبوا الأموال و سبوا الحريم وبالغوا في الفساد حتى لو ملك الفرنج ما فعلوا م فعلهم..).أي انه لوحكم الصليبيين مصر فإنهم –في رأي المقريزي –لن يظلموا المصريين بالقدر الذي فعله بهم المماليك المسلمون!!

ويقول المقريزي في ترجمة السلطان أيبك أول سلطان مملوكي (وكان ملكا حازما شجاعا سفاكا للدماء، قتل خلقا كثيرا وشنق عالما من الناس بغير ذنب ليوقع في القلوب مهابته، وأحدث مظالم ومصادرات عمل بها من بعده ).أي أن السلطان ايبك استن سنة سيئة عمل بها من بعده من المماليك حتى من اشتهر منهم بالعبادة والتدين مثل السلطان قايتباي صاحبنا في هذا المقال.





مقاومة الشعب للمصري لظلم المماليك:

على أن الشعب المصري لم بعرف الخنوع المطلق والاستسلام المستمر للعسف المملوكي.كان المماليك هم القوة الحربية الوحيدة التي يؤيدها جمهور من رجال الدين وعلماء السلطة الذين يطبقون الشريعة وفق ما يرتضيه السلطان" صاحب النعمة "..

ولذلك ثار الشعب المصري في العصر المملوكي ثورات صاخبة وأقام مظاهرات غاضبة كانت تؤرق الحكم العسكري المملوكي وخدمهم من الفقهاء والقضاة والمشايخ والعلماء الذين كانوا جزءا من السلطة المملوكية الجائرة.



والأمثلة كثيرة نكتفي منها بتلك اللوحة الناطقة للمؤرخ المملوكي الأصل المصري النشأة أبو المحاسن {ابن تغرد بردي ) يقول في كتابه {النجوم الزاهرة }: " اضطرب الناس وأبطل السلطان موكب ربيع الاول من القصر وجلس بالحوش ودعا القضاة الأربعة والأمراء والأعيان.ووقف العامة أجمعون في الشارع الأعظم من باب زويلة إلى داخل القلعة، واجتاز بهم قاضي القضاة علم الدين البلقيني وهو طالع إلى القلعة، وقد انفض المجلس في الحال ونودي بعدم معاملة الزغل (أي بعدم التعامل بالعملة المغشوشة التي أصدرها السلطان )فلم يسكت ما بالناس من الرهج ولهجوا بقولهم (السلطان من عكسه – أي من سوء حظه – أبطل نصفه) ((أي أبطل العملة الذهبية التى أصدرها)) (وإذا كان نصفك اينإلى فلا تقف على دكاني))(أي إذا كانت العملة التي تتعامل بها قد أصدرها السلطان المملوكي اينال لا تقف على دكاني). وبعدها في العصر العثماني كان أحفادهم يقولون في مظاهراتهم (ايش تاخد من تفليسي يا برديسي..). ويستمر المؤرخ أبو المحاسن معلقا على هذه المظاهرة الشعبية وتلك الأمثال الشعبية التي اخترعها جموع الشعب فيقول (وأشياء كثيرة من هذا بدون مراعاة وزن ولا قافية، وانطلقت الالسنة بالوقيعة في السلطان وأرباب الدولة، وخاف السلطان من قيام المماليك الجلبان بالفتنة وان تساعدهم العامة وجموع الناس فرجع عما كان قصده، وقد أفحش العامة إلى ناظر العامة ورجموه وكادوا يقتلونه..)

حدثت هذه المظاهرة في سلطنة الاشرف اينال الذي توفى سنة865هـ. بسبب انه أصدر عملة ذهبية مغشوشة وساعده على ذلك الظلم الفقهاء الأبرار في عصره، بل وجعلوه ضمن الشريعة المطبقة. إلا أن الشعب ـ أو الحرافيش أو الزعر كما كان الفقهاء يطلقون عليهم للتحقير والاستعلاء ـ أقام مظاهرات ردد فيها شعارات وهتافات يعبر فيها عن رأيه.

وقد تولى صاحبنا قايتباي السلطنة سنة 872هـ وقبلها كان من شهود هذا الحادث إذ كان من كبار الأمراء المماليك وقتها..

وهؤلاء هم أجدادنا الذين لم يسكتوا على ظلم السلطان اينال. فكيف كان حالهم مع السلطان قايتباي الذي كان مشهورا بالتدين عمل الخير ؟

لم تحدث مثل هذه المظاهرة لأسباب كثيرة ليس منها أنه كان أقل من السابقين ظلما، ولكن لأنه كان أكثرهم دهاءا ومكرا فعمر في السلطة أكثر من غيره. وكان أهم ملمح من ملامح دهائه أنه أشاع انه متدين يقوم الليل متعبدا بالأوراد. وصدقه الناس فسكتوا على ظلمه وصبوا لعناتهم على أتباع الظالم ناسين رأس الأفعى. والسؤال الآن كيف كان ذلك السلطان الورع يطبق الشريعة في عهده ؟



بعيدا عن الشعارات النبيلة التي تتمسح بالإسلام زورا وبهتانا وضحكا على الذقون ـ ذقوننا نحن بالطبع ـ دعونا نرجع للواقع الحي والمعاش والمسجل في التاريخ. وهنا نختار اتقى سلطان مملوكي ـ قايتباي ـ من خلال ما كتبه عنه أحد القضاة المؤرخين ـ ابن الصيرفي ـ الذي كان يسجل تاريخ عصره باليوم والشهر والحول، أي بما يعرف بالكتابة الحولية للتاريخ والتي تعطى تقريرا حوليا سنويا لأحوال المجتمع في ذلك الوقت.





ملامح من تطبيق الشريعة المملوكية في عصر السلطان قايتباي



1-نحن الآن في عصر السلطان قايتباي الذي حكم مصر والشام و الحجاز في الربع الأخير من القرن التاسع الهجري، وننقل ما كتبه عن عصره القاضي المؤرخ ابن الصيرفي في كتابه " إنباء الهصر بابناء العصر." الذي كان يؤرخ لعصره باليوم والشهر وفق منهج التاريخ الحولي.

وكان المؤرخ ابن الصيرفي يعمل قاضيا حنفيا في دولة السلطان قايتباي، وملأ كتابه نفاقا للسلطان يقول عنه (وفي الواقع فسلطان مصر الملك الأشرف أبو النصر قايتباي نصره الله سلطان عظيم شجاع فارس معدود من الفرسان، ديّن (أي متدين ) عفيف الفرج لا يلوط ولا يزني ولا يسكر، وله ورد في الليل من صلاة وقيام )

أي أن السلطان المملوكي قايتباي امتاز عن غيره من المماليك السلاطين والأمراء بالعفة بحيث لا يقع في الزنى أو الشذوذ الجنسي، بل انه متدين يقوم الليل يقرأ الأوراد الصوفية ويصلي.وبالتإلى كانت الشريعة المطبقة في العصر المملوكي على أفضل حال لها في زمن السلطان المتدين قايتباي، خصوصا وان السلطان قايتباي المتدين كان يختار أعوانه من الأمراء المماليك المتدينين..ومن المنتظر أن يراعي السلطان وأمراؤه أحوال الشعب. فهل كان يحدث ذلك ؟

تعالوا بنا نلجأ إلى نفس المؤرخ ابن الصيرفي في كتابه «إنباء الهصر بأبناء العصر " لنتعرف بعض أحوال تطبيق الشريعة في عصر ذلك السلطان الورع مع ملاحظة أساسية، هي أن بعض الضحايا كانوا مظاليم، والظالمون منهم كان أكثرهم إتباعا للسلطان وهو الظالم الأكبر ولكن غضب عليهم لسبب ما، أو لم يغضب عليهم وأراد فقط استخلاص أموالهم بالتعذيب، وبعضهم كان مذنبا ولكن عقوبته كانت لا تتناسب مع جرمه ولا تتفق مع التشريع الاسلامى الحق.



2-كان الضرب هو الوسيلة المثلي للتفاهم مع المتهم في أي جناية حتى لو كان بريئا مظلوما..ففي يوم السبت 21/صفر /886 ضربوا الشريف الاكفاني المتهم بقتل زوجته ضربا مبرحا نحو خمسمائة مقرعة وعصيا، ثم أمر قايتباي فحبسه بسجن المقشرة. وبالضرب والتعذيب المملوكي كان المتهم سرعان ما يعترف بالجريمة حتى لو كان بريئا.

وكان الضرب أحيانا يفيد، ففي يوم الاثنين 20/صفر 877 شكوا تاجرا إلى الدوادار الكبير يشبك من مهدي انه اخذ من التجار بضائع إلى اجل، وحين جاء الأجل رفض أن يدفع ما عليه بسبب ما عليه من ديون فأمر الدوادار بضربه، ولما ذاق التاجر المرفه الضرب المملوكي صار يصرخ ويقول:ادفع الحق..فأمر الدوادار أن يعمل في الحفير ويدفعوا أجرته لمن له في ذمته شئ.وهناك نماذج للضرب -كإحدي العقوبات – في ما كان يفعله المحتسب مع التجار وفيما يفعله السلطان مع بقية الأمراء ومع الناس وأرباب الوظائف، ولكن لم يكن الضرب هو العقوبة الوحيدة.. فالتكنولوجيا المملوكية في التعذيب كانت رهيبة..!!



3-ونبدأ بأهون العقوبات وهي كشف الرأس، وقد كان كشف الرأس في العصر المملوكي عيبا كبيرا وإهانة فظيعة هائلة، إذ يكشف احدهم رأسه عند المصيبة الكبرى التي لا يستطيع تحملها.

ونرجع للوراء مئتي عام حين مات ابن السلطان المملوكي المنصور قلاوون ليلة الجمعة 4/شعبان/679 هـ.وكان المتوفي وهو على بن قلاوون أثيرا لدي أبيه فحزن عليه حزنا كبيرا –وكان من مظاهر ذلك الحزن الهائل أن رمي السلطان كلوتته –أي عمامته – من على رأسه. ونذكر النص التاريخي الذي ذكره المقريزي في هذا الشأن (اظهر السلطان لموته جزعا مفرطا وصرخ بأعلى صوته: وا ولداه، ورمي كلوتته من رأسه للأرض. وبقي مكشوف الرأس، إلى أن دخل الأمراء إليه وهو مكشوف الرأس يصرخ وا ولداه !! فعندما عاينوه كذلك القوا كلواتتهم عن رؤوسهم، وبكوا ساعة ثم اخذ الأمير طرنطاي النائب شاش- أي عمامة- السلطان من الأرض وناوله للأمير سنقر الأشقر فأخذه ومشي وهو مكشوف الرأس وباس الأرض وناول الشاش للسلطان وقال: أيش اعمل بالملك بعد ولدي وامتنع من لبسه، فقبل الأمراء الأرض يسألون السلطان في لبس شاشه، و يخضعون له في السؤال ساعة حتى أجابهم وغطي رأسه )!! أي كانت عمامة السلطان الملقاة ورأسه المكشوفة هي الدليل الساطع على الحزن الشديد، كما كان السجود للسلطان هو تحية الإسلام عندهم في ذلك الوقت. إذ كان صفوة الدولة من كبار الأمراء و القضاة الأربعة وشيوخ الإسلام هم الذين يحظون بالدخول على السلطان فيسجدون بين يديه بل ويقبلون التراب الذي تمشى عليه قدماه غير الكريمتين. وكل ذلك برضى قضاة الشرع وشيوخ الإسلام وقتها ـ لا رضى الله تعالى عنهم.

ونرجع إلى خمسين عاما تقريبا قبل عصر قايتباي..في سلطنة الاشرف برسباي، وفي يوم السبت 25/شعبان 830هـ يقول المقريزي (وفيه اتفق حادث فظيع ) ونتأهب عند هذه المقدمة إلى الاستماع إلى كارثة مما كان يحدث في العصر من أوبئة ومجاعات وحروب مهلكة..ولكن نفاجأ بشئ طريف..يقول المقريزي (وفيه اتفق حادث فظيع وهو أن بعض المماليك السلطانية الجراكسة انكشف رأسه بين يدي السلطان فإذا هو اقرع، فسخر منه من هنالك من الجراكسه، فسأل السلطان أن يجعله كبير القرعان ويوليه عليهم، فأجابه إلى ذلك ورسم أن يكتب له به مرسوم سلطاني، وخلع عليه، فنزل وشق القاهرة بالخلعة في يوم الاثنين سابع عشرينه (27 شعبان )وصار يأمر كل واحد أن يكشف رأسه حتى ينظر أن كان اقرع الرأس أم لا، وجعل على ذلك فرائض من المال، فعلى اليهودي مبلغ.. وعلى النصراني مبلغ.. بحسب حاله ورتبته، ولم يتحاش من فعل ذلك مع احد، حتى لقد فرض على الأمير الأقرع عشرة دنانير، وتجاوز حتى.جعل الأصلع والاجلح في حكم الأقرع ليجيبه مالا، فكان هذا من شنائع الفضائح وقبائح الشنائع، فلما فحش أمره نودي بالقاهرة:معاشر القرعان لكم الأمان ). المهم أن المقريزي اعتبر كشف رؤوس الناس من شنائع القبائح وقبائح الشنائع..وليس الأمر بهذه الشناعة، ولكنه ذوق العصر المملوكي..

و المحتسب يشبك الجمإلى جعل كشف الرأس من بنود العقوبات والإهانات التي كان ينزلها بالتجار المساكين الذين لا يستطيعون دفع المعلوم لأعوانه المرتشين..يقول ابن الصيرفي (ثم تحضر أعوانه له بمن لم يعطونهم المعلوم المعهود عندهم فيضربهم ثلاث علقات واحدة على مقعدته واخري على رجليه واخري على أكتافه، ويشهرونه بلا طرطور، بل يكشفون رأسه. وهو الذي أحدث كشف الرأس، مع أن جماعة كثيرة مما فعل بهم ذلك عميوا وطرشوا، فان الواحد يكون ضعيف البصر أو به نزلة فيكشفون رأسه ويدورون به القاهرة، فلا يرجع الا ببرد، وأمثال ذلك كثر.). وابن الصيرفي يعتقد أن كشف الرؤوس جعل أولئك الضحايا المساكين يصابون بالعمى والطرش لأنه لا يتخيل أن يسير واحد مكشوف الرأس ويرجع إلى بيته معافى وفي صحة جيدة..!!

وصارت عادة سيئة أن يكون التشهير مرتبطا بكشف رأس الضحية إهانة له ليزداد إيلامه..فالمحتسب يشبك الجمالي سالف الذكر ضرب جماعة من التجار واشهرهم بالقاهرة بنفس الطريقة في المحرم 874. وأمر الدوادار الكبيرواسمه ـ أيضا ـ يشبك بتشهير شاهدي زور (ومروا بهما في شوارع القاهرة مكشوفي الرؤوس )وحدث ذلك يوم الأربعاء 7/ربيع الأول /877 هـ.

وابن الصيرفي الذي عهدناه في كتابه رفيقا في نقده للمماليك كان أكثر كراهية للمحتسب يشبك، وربما يرجع ذلك إلى عقوبة كشف الرؤوس.فقد كان كشف الرأس عيبا كبيرا وإهانة عظمى..ونفترض أن المؤرخ ابن الصيرفي رجع حيا وسار في شوارع القاهرة وشاهد رؤوسنا الجرداء تعكس أشعة الشمس أمام الحيارى..ترى ماذا كان سيفعل ؟اغلب الظن انه سيعتقد أن المحتسب يشبك صار سلطانا على القاهرة المحروسة.

ونقفز من كشف الرأس إلى ما هو أفظع..



4-فالدوادار الكبير يشبك من مهدي ظفر بأحد مشايخ الإعراب من بني عدى فضربه بالمقارع وأمر بأن يشوى بين يديه بالنار وهو حي. فصار يستغيث ولا يغاث.وآخر الأمر أطلقه بعد أن قيل للأمير الدوادار:لا يعذب بالنار إلا خالقها !!وحدث ذلك يوم الخميس 14 ربيع الأول 874 هـ

ومن الشي بالنار إلى السلخ للأحياء !! ففي يوم الأربعاء ذي الحجة 873 هـ أمر السلطان قايتباي بسلخ ابن سعدان احد مشايخ الإعراب من مدينة فوة.وفي يوم الخميس 5/جمادى الآخر 875 قبض الدوادار الكبير على عيسي بن بقر احد مشايخ الإعراب وأمر بسلخه، ثم أمر السلطان بالتشفع فيه إذا دفع عشرة آلاف دينار وجاء البشير إلى الضحية وهو يسلخونه فوجدهم قد قطعوا قطعة من رأسه، فقال: أنا أوزن ـ أي ادفع الدنانير ـ وأنقذ نفسه.

وأحيانا كان السلخ مرتبطا بالتشهير أي يطاف بالمسلوخين المساكين في شوارع القاهرة ليتفرج عليهم الناس وينادي عليهم المشاعلى هذا جزاء من يفعل كذا، وفي النهاية يتم صلبهم حتى يموتوا إمام أعين الناس!!. وفي يوم السبت 29 ذي الحجة 876 هـ طافوا في شوارع القاهرة بثلاثة مسلوخين من أكابر إعراب بني حرام كان قد قبض عليهم الأمير منصور من جوار غيط الشيخ إبراهيم المدبولي فسلخهم وجهزهم – على حد قول مؤرخنا –وبعد أن طيف بهم في القاهرة أرسلوا إلى خارجها ليصلبوا أياما.

وتفنن المماليك في جريمة السلخ، فأحيانا كانوا يسلخون الضحية المسكين ثم يحشون جلده تبنا أو قطنا ويطوفون به مع جلده المحشو في الشوارع. ففي أواخر جمادى الأول 875 هـ وصل ابن زوين كاشف الغربية ت أي حاكم وسط الدلتا ـ وصحبته شخص من العربان يسمى عبد القادر حمزة مسلوخا وقد حشي جلده قطنا ومعه عدة رؤوس آدميين مقطوعة، وسار يشهرهم إلى أن وصل بهم إلى بيت الدودار الكبير، وتصادف أن الأمير تمراز الشمسي رأى الضحية المسلوخ عبد القادر حمزة فعرفه وكان تمراز كاشفا للغربية قبل ابن زوين وكان يحمي عبد القادر حمزة وصاحبا له، فلما رآه في ذلك الحال ـ مسلوخا يطاف به في القاهرة مع جلده المحشو قطنا والرؤوس المقطوعة لأصحابه ـ هجم على ابن زوين وضربه.

5

-والجبروت المملوكي لم يكتف في القتل بقطع الرقبة وإنما ابتدع التوسيط، وهو قطع الضحية نصفين!!

وطريقة التوسيط أن يعري المحكوم عليه بالإعدام من الثياب ثم يربط إلى خشبتين على شكل صليب ويطرح على ظهر جمل، وربما يطاف به في شوارع القاهرة على هذا الحال، وهذا هو التشهير، ثم يأتي السياف فيضرب المحكوم عليه بقوة تحت السرة، فيقسم الجسم نصفين من وسطه فتنهار أمعاؤه إلى الأرض.

في يوم السبت 13/ذو القعدة /875 أمر السلطان قايتباي بتوسيط ستة أشخاص من قطاع الطرق وان يتم توسيطهم بقليوب، فأشهروهم على الجمال تحت قيادة الأمير يشبك بن حيدر صاحب الشرطة، وذكر صاحب الشرطة عنهم (أنهم قتلوا رجلا بقليوب لأخذ ماله وحرقوه بمستوقد، وأمثال ذلك من التهجم والقتل وقطع الطريق )ويستطرد مؤرخنا قائلا (وذاك ذنب عقابه فيه، ووسطوا بقليوب أو قربها، وعلقت جثتهم ليرتدع أمثالهم عن هذه الأفعال المنكرة.رب سلم )

وفي يوم السبت أو الثالث من ذي القعدة 876 هـ أمر السلطان بتسمير أربعة من العربان والمفسدين على الجمال، اثنان بالجيزة واثنان من غيرها، واشهروهم بالبلد، وسطوا منهم اثنين بباب النصر بالقاهرة لقربهم من إعراب بني حرام، ووسطوا اثنين بمصر لقربهم من الجيزة.

وحيكت أساطير عن موضوع التوسيط، يقول مؤرخنا ابن الصيرفي:"بلغني أن شخصا من العربان يسمي ابن زعازع غضب عليه الدوادار الكبير لما بلغه من الجرائم والمفاسد فأمر بتوسيطه، فضربه المشاعلى بين يديه نحو سبعة عشرة مرة فلم يقطع فيه السيف بل ينقلب، وزعموا انه معه حرزا يحميه من التوسيط "".

وحمل التاريخ المملوكي بعض المآسي الدرامية للمحكوم عليهم بالإعدام.قبل عصرقايتباي بنحو قرنين أي في شهر جمادى الأول 680 هجريا يروي المقريزي أنهم قبضوا على قاطع طريق مشهور اسمه الكاريبي فسمروه على جمل ـ اى دقوا أطرافه بالمسامير وعلقوه على جمل ـ وقاموا عليه أياما يطوفون به في أسواق مصر والقاهرة، وتعاطف معه الجندي الموكل به، فقطع عنه الطعام والشراب، فلما جاع طلب كسرة خبز فقال له الجندي الموكل به:إنما أردت أن أهون عليك لتموت سريعا حتى تستريح مما أنت فيه، فقال له لا تقل هذا فان شر الحياة خير من الموت !!، فناوله الطعام والشراب، فاتفق انه وقعت فيه شفاعة فأطلقوه وسجنوه، وعاش أياما في السجن ثم مات، واغلب الظن انه مات بعد أن تسممت جراحاته من التسمير !!



6-وتفنن المماليك في التعذيب وايقاع العقوبة وصل إلى مناطق لا تخطر على البال..في سنة 879 أمر قايتباي بقطع خصيتي مملوك يقال له شاهين، وقد كان خازندار الأمير اينال الأشقر لارتكابه جريمة خلقية، وصادفت هذه العقوبة وجود شخص يهودي خبير بالاخصاء بمصر العتيقة فقام بقطع خصيتي المتهم.

والأتراك -ومنهم كان أكثرية المماليك –كانت لهم معرفة بهذه النوعية العجيبة من القتل والتعذيب، وبدأ ذلك قبل عصر قايتباي بستة قرون أي في العصر العباسي الثاني..ويذكر الطبري أن الأتراك المتغلبين على الخلافة العباسية وقتها ثاروا على الخليفة المهتدي وقتلوه، ويحكي الطبري كيفية قتله فيقول (أمروا من عصر خصيته حتى مات )وذلك في سنة256 هـ،

وأحيت الدولة المملوكية ذلك التقليد العجيب في القتل فمات بهذه الطريقة أول سلطان مملوكي وهو عز الدين ايبك. فقد بدأ العداء بين ايبك وزوجته السلطانة السابقة شجرة الدر، وعزم ايبك على أن يتزوج عليها احدي الأميرات، وأعاد المياه إلى مجاريها بينه وبين زوجته الأولي أم على، مما جعل زوجته شجرة الدر تخطط لاغتياله. فبدأت تراسله وتبعث له من يصلح بينه وبينها ويحلف عليه ليعيد الحب المفقود بينه وبينها، مما ألان قلبه وجاء للقاء زوجته شجرة الدر في القلعة.وكانت قد خططت لقتله بالطريقة التركية !!

وفي يوم الثلاثاء 24 ربيع الأول 654 ترك السلطان المعز ايبك باب اللوق ودخل القلعة آخر النهار. و بعد أن قضي ليلة من ليالي العمر مع زوجته الجميلة وجد مفاجأة سيئة: كانت شجرة الدر قد أعدت لقتله في الحمام خمسة من القتلة منهم محسن الجوجري ونصر العزيزي والمملوك سنجر. ويصف المقريزي ما حدث، فيقول (ودخل إلى الحمام ليلا فأغلق عليه الباب محسن الجوجري وغلام كان عنده شديد القوة، ومعهما جماعة وقتلوه، بأن اخذ بعضهم بأنثييه وبعضهم بخناقه، واستغاث المعز بشجرة الدر فقالت: اتركوه!! فأغلظ لها محسن الجوجري في القول وقال لها: متى تركناه لا يبقي علينا ولا عليك.ثم قتلوه..!!)



استغاث المسكين من شياطين الظلام الذين اخذوا بخناقه من هنا وهناك، فأضاعوا عليه الحلم الجميل الذي كان يعيش في خياله.. واستيقظت السلطانة من ذكريات اللحظات الجميلة على صوت حبيبها يستغيث بها.. وكانت في هذه اللحظة تعيش مشاعرها كامرأة عاشقة لا تزال تجتر ذكرياتها الممتعة..وحين استغاث بها كان قلبها خالياً من الحقد والكراهية وفنون المؤامرات، فأمرت بأن يكفوا عنه..لكن القتلة لا شأن لهم بكل هذه المشاعر الجميلة، وهم يعلمون أن هذه المشاعر مهما بلغ جمالها فهي إلى نهاية، نهايتها الموت بعد أن يعود الزوج الولهان سلطانا متحكما. لذا أمر قائد القتلة بأن يجهزوا على السلطان قبل أن يقتلهم، وشخط في شجرة الدر فكتموا أنفاسه من هنا وهناك..وبهذه الطريقة قتلت العاشقة الفاتنة زوجها أول سلطان مملوكي، وذاق السلطان ايبك قبل موته أمتع اللحظات وأشدها عذابا..لا رأيتم مكروها في عزيز لديكم..



7- والمحتسب في الأصل وظيفة مدنية كان يقوم بها الفقهاء، وتشمل الأشراف على الأسواق والموازين والمكاييل والتسعيرة. وكان المحتسب هو الذي يقرر العقوبة وهو الذي ينفذها، أي كان الخصم والقاضي والجلاد معا. وكان الأمير المملوكي يشبك الجمإلى مشهورا بالتدين فعينه السلطان قايتباي أميرا للحج يوم الخميس 25 ربيع الأول سنة 873، ثم أضيفت له وظيفة الحسبة يوم الاثنين 24 ربيع ثاني سنة 873، ولأنه أمير متدين – بمقياس العصر – فقد استنكف أن ينزل إلى الأسواق بنفسه وأوكل المهمة إلى أعوانه الذين حازوا على ثقته، فانفردوا بالأسواق يفرضون الإتاوات على التجار، ومن يرفض دفع الإتاوة يحملونه إلى يشبك الجمإلى فيعاقبه اشد العقوبة.وكان القاضي المؤرخ ابن الصيرفي شاهدا على ما يحدث، فكتب عنه الآتي (وباشر يشبك المذكور الوظيفة المذكورة، ولم يكشف البلد بنفسه ولا مرة واحدة، ولا يعرف أحوال الرعايا والمسلمين إلا من أعوانه الذين في خدمته، فصاروا أرباب أموال واقمشه ودور وخيول وبغال وحمير وهو ماسك البقرة وغيره يحلبها، فانه لا يتعاطى شيئا، ولكن ما أحسن قول الشاعر:

ورابط الكلب العقور ببابه فأسصل ما بالناس من رابط الكلب

وهذا (أي يشبك) في غاية الشماخة والترفع أن يقف على سوقي أو وازن أو بياع ويعتبر -أي يختبر- أوزانهم وسنجهم وأمثال ذلك… بل يحضر أعوانه له بمن لا يعطونه من معلوم المعهود عندهم فيضربهم ثلاث علقات:واحدة على مقاعده وأخري على رجليه وأخري على أكتافه ويشهرونه.وأما إحكامه فبالبخت وبالنصيب، وأما أخلاقه ففي غاية الشراسة.. هذا مع دينه المتين ومحافظته على الصلاة والصيام، ولكنه عنده تعصب..والله يعامله بعدله سريعا).

وهذا المحتسب المأفون ظن أن الصلاة والعبادات هدف في حد ذاتها وإذا قام بالعبادة فهذه نقرة ولا عليه بعدها أن ظلم وافسد في الأرض.وهذا يناقض تشريع الإسلام حيث تكون العبادات وسيلة لهدف أعظم هو التقوى وحسن الخلق" البقرة 21، 177، 183، 197، 267 العنكبوت 45.

ولكن لا يزال التدين السطحي السلفي يعتبر العبادات أهدافا فإذا صليت فلا عليك مهما ارتكبت من المخازي وإذا أديت الحج رجعت كيوم ولدتك أمك ـ ليس عريانا مكشوف العورة ـ ولكن مغفورا لك مهما ارتكبت من آثام.وبذلك تتحول العبادات من وسائل للتقوى إلى وسائل للعصيان والإرهاب. و انظر حولك إلى بعض الملتحيين وقارن بين صلواتهم و سوء سلوكهم.



8- وهذا المحتسب المملوكي المأفون قاسي منه شعب القاهرة عذابا وغلاءا في الأسعار كما يذكر ابن الصيرفي، ففي يوم الثلاثاء 16 صفر سنة 875 رفض بائع تين غلبان أن يدفع الرشوة لزبانية المحتسب فحملوه إلى ذلك الطاغية، فضربه الثلاث علقات المعهودة ثم صلبه على باب دكانه في هيئة فظيعة، يقول ابن الصيرفي (ضرب المحتسب شخصا من السوق يبيع التين ثلاث علقات على مقاعده واخري على رجلية وواحدة على أكتافه، واشهره في المدينة على عادته التي يفعلها عريانا مكشوف الرأس، ثم رسم بصلبه بذراعه على حانوته، وقررت يده الاخري إلى ظهره، ولطخه عسلا وأوقفه في الشمس فتسلط عليه النحل والذنبور والذباب، وقاسي من العقوبة ما لا يوصف وسبب ذلك أن رسله الذين هم من جهته وأقامهم كانوا إذا طلبوا البلص (أي الرشوة )من فقير وامتنع، ذكروا لأستاذهم عنه ما أرادوا، وهو سريع الحدة سريع الغضب لا يتثبت في الأحكام فيطلبه ويفعل به ما ذكر )!!

هذا ما كان يفعله بالفقراء العاجزين عن دفع الرشوة، أما الأغنياء من التجار فكانوا يبيعون بأزيد من التسعيرة ويدفعون المعلوم لزبانية المحتسب، يقول عنهم ابن الصيرفي (حتى إذا نودي على الجبن بسبعة دراهم للرطل يبيعونه بثمانية، بزيادة درهم، وكذلك في باقي البضائع حتى اللحم )ثم تحدث بعدها ابن الصيرفي عن الثراء الفاحش لأعوان المحتسب..



9ـ وكان السلطان الورع قايتباي يصادر أموال الأحياء، ويأكل أموال اليتامى والأرامل..

في يوم الأربعاء 17/رجب /876 هـ أمر السلطان بمصادرة ممتلكات ابن زوين الكاشف وإلى الغربية، ويقول في ذلك مؤرخنا(وأرسل السلطان إلى الغربية بالحوطة على موجود (أي ممتلكات) ابن زوين الكاشف بها، من صامت وناطق(أي جواهر وأموال ومواشي وخيول) احضروه فأخذ أحسنه ورد عليه اخسه).

وبعضهم كان يحتال لإخفاء أمواله أو النفيس منها حتى لا تضيع كلها في المصادرة إذا حصلت، وكان السلطان يلعب معهم في نفس اللعبة فيحتال بالاعتقال والضرب للحصول على كل الأموال الظاهرة والخفية؛ فقد أمر السلطان باعتقال عبد كان للاستادار زين الدين، كما أمر باعتقال سكرتيره عبد الوهاب وباعتقال جاريته قمر، وكان السبب في اعتقال الثلاثة هو إرغامهم ليدلّوا على الأموال المخبأة عند زين الدين الاستادار، وظل الجميع في السجن عدة اشهر حتى تم إطلاقهم في عيد الفطر 876 هـ.

وقد ترتبط المصادرة للمال بالمصادرة للحرية أي السجن للشخص المصادر ـ بفتح الدال.في يوم الثلاثاء 21/جمادى الأول /876 أمر السلطان بالقبض على صيرفي جدة واسمه ابن عبد الرحمن وأمر بأن يؤخذ منه عشرون ألف دينار، والسبب في سجن الصيرفي المسكين أن السلطان أراد اقتراض عشرة آلاف دينار من احدي السيدات كانت أما لأستاذ المحتسب وشاهين وإلى جدة، وقد طلب السلطان من المحتسب وشاهين وإلى جدة التوسط لدي السيدة ليقترض منها العشرة آلاف، ولكن السيدة اعتذرت وأظهرت العجز والفقر، فغضب السلطان وأمر باعتقال صيرفي جدة، وطلبه في خلوة ليعرف منه أسرار ومدخرات وإلى جدة، ولما لم يحصل منه على طائل صادر منه عشرين ألف دينار. وابن الصيرفي بعد أن ذكر الحكاية قال يدافع عن السلطان (وفي الواقع فهذا السلطان آخر الملوك العادلة، فإنه خول ـ بتشديد الواو ـ المحتسب وشاهين في البلاد المصرية و الحجازية..( !!

ولم يقنع السلطان باعتقال صيرفي جدة، فقد جاءته معلومات بأن المحتسب وزوجته وشاهين نائب جدة وأم أستاذهم الصاحب جمال الدين قد وضعوا أيديهم على جواهر وأموال وتقاسموها، فهدد السلطان الموظفين الآخرين الذين لهم اتصال بالموضوع، وهدد السيدة فأرسلت إلى السلطان خمسة آلاف دينار فردها إليها، وحدث الجفاء بين السلطان والمحتسب يشبك الجمإلى بسبب ذلك.



وقد ترتبط المصادرة للأموال بتعذيب الضحية حتى يعترف بما لديه من كنوز مخبأة، وربما كان الأمير يحيى بن عبد الرزاق الاستادار ت 874 أفظع مثل للضحايا من كبار الموظفين، فقد صودرت أمواله أكثر من مرة، وتولّى الاستادارية مرات، وحين يعزلونه ويولون غيره يعجز فيطلبونه للوظيفة، وعندما يعزلونه يصادرون أمواله ويعذبونه، يقول عنه مؤرخنا ابن الصيرفي (اذكر من لفظه-أي من حديثه لابن الصيرفي- انه صودر تسع عشر مرة، واحتاج حتى باع حوائج بيته وقماش خيوله بعد بيع أملاكه، واستمر على ذلك إلى أن صادره الملك الاشرف أبو النصر قايتباي عز نصره، أول مره وثانية، وهو معذور فيه، فانه يدعي فقرا..)



إن قايتباي صادر ذلك الشيخ الفقير بعد أن بلغ الثمانين من عمره وبعد أن استهلكته المصادرات السابقة، ولم يترفق به قايتباي في هذه السن ولا في هذا الفقر بل أوقع عليه العذاب الشديد حتى مات.ويقول ابن الصيرفي عن حبسه وتعذيبه حين صادر السلطان قايتباي أمواله للمرة الثانية (وفي الثانية حبسه بالبرج من القلعة وطلب المال فلم يوزن –أي يدفع – شيئا، فأجرى عليه العقوبة إلى أن اشرف على التلف –أي الموت – وحمل إلى البرج المذكور، فدام على لا يتداوى إلى أن مات في يوم الخميس ثامن من شهر ربيع الأول وقد جاوز الثمانين من العمر). ويقول ابن الصيرفي عن نهايته تحت التعذيب (وضرب ضربا فظيعا حتى طار لحم جسده عن بدنه، ونزلوا به من القلعة في تابوت وعلى رأسه طاقية كشف، وتوجهوا به إلى منزله وغسلوه وكفنوه وصلوا عليه )

وابن الصيرفي يجد العذر للسلطان قايتباي في مصادرته لهذا الشيخ وتعذيبه يقول (..إلى أن صادره الملك الاشرف أبو النصر قايتباي عز نصره أول مرة وثانيه وهو معذور فيه فانه يدعي فقرا )

وواضح أن العزل كان يرتبط بالمصادرة لأموال المعزول مثل ارتباط المصادرة أحيانا بتعذيب الضحية، ورأينا ذلك في قصة أو مأساة يحيى ابن عبد الرزاق الاستادار الذي بلغ أوج الرفعة ثم نزل إلى حضيض السجن والاعتقال مرات متتالية ولم يكن هو المثل الوحيد..

وفي يوم السبت 13/ربيع الأول 873 غضب السلطان قايتباي على قاضي قضاة دمشق ابن الصابوني، وضربه بين يديه بقاعة الدهيشة بالقلعة لأنه لم يدفع للسلطان المال الذي طلبه منه وهو مائة ألف دينار، ولم يزل يضربه حتى أذعن فحملوه إلى الحبس ليدبر أمره في الدفع، وفي يوم الثلاثاء 14 ربيع الثاني 873 سافر القاضي ابن الصابوني إلى دمشق بعد عزله ومصادرته وحبسه بعد أن التزم للسلطان بدفع المائة ألف دينار، وسافر معه السيفي جانبك الخاصكي ليحرسه ويرافقه حتى يسدد ما التزم به.

وفي يوم السبت 15 جمادى الثاني 873 أمر السلطان باعتقال ابن العيني بالبرج في القلعة بسبب ما تأخر عليه من المال، وظل محبوسا بذلك البرج إلى يوم الأربعاء 19 جمادى الثانية، ثم أطلقه السلطان بعد أن حمل المال، فأكرمه السلطان وألبسه التشريفة ورجع لداره مكرما معظما.

وفي شوال 876 تولّى الحافظ القطب الخضيري قضاء القضاة بدمشق وكتابة السر بها بعد أن قاسي أهوالا من التعذيب، وقرر عليه السلطان ثلاثين ألف دينار فدفع بعضها والتزم بدفع الباقي وأعاده السلطان للولاية بعد ما فرضه عليه، وأكرمه السلطان فأنزله ضيفا في داره التي كان بها حين كان أميرا، وزاره السلطان في تلك الدار فوجده نائما فما أراد إيقاظه، وحين استيقظ وعلم بزيارة السلطان إليه وهو نائم أرسل هدية للسلطان فلم يقبلها السلطان، واخبره انه ما حضر إلا ليزوره، وهكذا تغير حال السلطان من التعذيب إلى الإكرام بعد أن دفع له المال !!

وقد سبق للسلطان في شهر رجب من نفس العام أن أصدر مرسوما للشام بإعادة القاضي الحنفي إليها عوضا عن القاضي الحلاوي المعزول عن القضاء، وأمر بأن يدفع عشرة آلاف دينار فأن امتنع فلا بد من إرساله مسجونا للقلعة فأذعن، وأرسل السلطان بالكشف عن أموال القطب الخضيري قاضي القضاة بدمشق وكاتب السر بها ومصادرة ما لديه، فلم يوجد لديه شئ، وعزم على القبض عليه وإرساله إلى القلعة لكنه اختفى وحضر للقاهرة سرا. وكان من أمره أن قبض عليه السلطان ولاقي أهوالا، عاد بعدها لمنصبه مكرما..

لذا كان خوف موظفي السلطان عظيما حين يستدعيهم للحساب. وكان خوفهم أعظم حين يعزلهم عن الوظيفة، وقد هرب القاضي تاج الدين ابن المقسي ناظر الأملاك السلطانية (ناطر الخاص )والسبب أن السلطان عزله فبادر بالهرب خوفا من المصادرة والتعذيب، وقد عين السلطان بدلا منه ابن الكويز في يوم الخميس 12 /شعبان 874.

وفي يوم الاثنين 9/ربيع الآخر في نفس العام 874 مات القاضي عبد الرحيم ابن البرزي، مات خوفا من السلطان!!، فقد جاء من الشام وأرسل هدية للسلطان، فردها السلطان عليه غاضبا وبلغه أن السلطان توعده قائلا (عند من يهرب مني ؟هذا هو وقع في القفص )!! واشتد مرضه بالصرع، فمات..!!

مات خوفا..

مات خوفا من السلطان المتدين الذي كان يطبق الشريعة.

ولا يزال مسجد السلطان قايتباي مرسوما على الجنية المصري، ولا يزال المتخلفون عقليا يدعون إلى استئناف تطبيق هذه الشريعة التي تناقض التشريع الحق القرآن والإسلام، وإذا أوضحنا لهم التشريع الحق في القرآن والذي كان عليه النبي محمد عليه السلام ثاروا علينا واتهمونا بإنكار السنة، اى سنة البخاري وابن حجر والذين عاشوا في عصور الاستبداد والظلم وطبقوا شريعتهم المناقضة للإسلام تحت اسم الإسلام. والآن يريدون إرجاعها إلى عصرنا أو إرجاعنا إلى عصرها.




صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - ليبرالي_مصري - 02-07-2005

لم اجد تعليق واحد من الأخوة المتأسلمين اعتقد ان فضح عورات الشريعة الأسلامية شيء اقبح من ان يمكن تجميلة اليس كذلك ايها المتأسلمين ؟؟؟؟


صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - امام عادل - 02-07-2005

الاخ المحترم

لم يدخل الاقباط الدين الاسلامى الا جبرا وقهرا

اللغة العربية دخلت مصر فى القرن العاشر الميلادى اى بعد الاستعمار العربى بثلاثة قرون

والمصريين الذين دخلوا للاسلام قبل ذلك التاريخ لم يعرفوا ولا حرف من اللغة العربية ولا القران وبالتالى دخلوا ليتجنبوا القتل والجزية الباهظه والخراج القاصم للظهروالذى افلس مصر ولم يفقهوا من الدين الاسلامى شيئا اكثر من نكاح الاطفال وتعدد الزوجات و السجود لحجر اسود

الاسلام اعطى للاقباط ثلاثة اختيارات فقط الاسلمة بالاجبار او القتل او الجزية

والفقراء والانتهازيين اختاروا الاسلمة
والاغنياء اختاروا رشوة اله الاسلام واعطائه الجزية ليسكت عنهم ولو انهم ذاقوا الحياة المذلة

ومن رفض الاسلام وكان فقيرا او رفض مبدا الجزية قتل بتهمة الكفر


صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - الحكيم الرائى - 02-07-2005

كتب الزميل امام عادل



والفقراء والانتهازيين اختاروا الاسلمة
والاغنياء اختاروا رشوة اله الاسلام واعطائه الجزية ليسكت عنهم ولو انهم ذاقوا الحياة المذلة

ومن رفض الاسلام وكان فقيرا او رفض مبدا الجزية قتل بتهمة الكفر






طيب هل تقصد بهذا ان مسيحيى مصر من المليونيرات!!!!! أنت كدة هتهيج مصلحة الضرائب عليهم:lol:
اسمح لى اقول لك الكلام بهذا الشكل مجافى للواقع,يعبر عن عواطف جامحة ربما احيانا لا الومك عليها,لكن عندما تغلب مشاعر الكراهية على الانسان يفتقد البصيرة فى رؤية الواقع ويجنح لخيالا يجلب عليه للاسف سخرية البعض !
تحياتى


صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - Contender - 02-07-2005

لا أدري كيف يقرأ الناس هذه الأيام؟

ان الدكتور أحمد صبحي منصور كاتب هذا المقال من أكثر المدافعين عن الاسلام والقرآن ولو قرأتم مقاله جيداً لفهمتم ان الرجل يريد ان يوضح مدى سوء الناس الذين طبقوا الشريعة الاسلامية وقوانين القرآن السمحة وتشويههم بتصرفاتهم الغبية لشريعة محمد عليه الصلاة والسلام وكانوا بعيدين كل البعد عن اخلاق الاسلام.

فيرجى من الاخوة الغير متأسلمين إعادة القراءة!


صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - ليبرالي_مصري - 02-07-2005

قوانين القرأن اكثر سماحة من دموية السنة هذا لاشك فية لكن هذا لايعني ان القرأن كتاب يدعو الي التسامح و حقوق الأنسان


صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - استشهادي المستقبل - 02-07-2005

ليبرالي
ارجوك اجعل مشاركاتك اقصر لكي نستطيع قرائتها
وبالنسبة للذي قال ان الذين دخلوا السلام كان ذلك لعدم دفع الجزية ...الخ
طيب لماذا لا يتنصر المصريون اليوم ويتركون الاسلام ولا جزية عليهم
وانا انادي الشعب المصري الشقيق
يا ايها المسلمون المصريون من يريد منكم ان يتنصر ويترك الاسلام فلا حرج عليه

ماذا ستتوقع ردهم سيكون
سوف يسخرون مني ويعتبرونني مجنونا او عميلا
...الخ لانهم ببساطة لا يبدلون دينهم لاي دين اخر تحياتي :hony:



صفحات من تطبيق الشريعة في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي - أبو خليل - 02-07-2005



ارجو ان تفرد موضوعا عن معانات المسلمين (كان هناك مسلمين في مصر ايضا اليس كذلك?)تحت حكم الملوك و الولاة الانفة ذكرهم (الذين على هديهم نعرف الاسلام على حقيقته ) ايضا
(نحن في الانتظار )

و يا حبذا لو يكون موضوعك التالي عن تطبيق الشريعة المسيحية في الاندلس
انا اكيد ان المسلمين في الاندلس كانوا محظوظين جدا باشراق شمس المسيحية عليهم

المسلمون كانوا اكثر الفاتحين عدلا في التاريخ بشهادة اعظم المؤرخين>>> للمقارنة يرجى مراجعة تاريخ المسيحية