حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... (/showthread.php?tid=31989)

الصفحات: 1 2


لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-02-2005

لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً


-3-

عن القرار الدولي 1559 واعتبار سوريا اياه ومعها الحكم في لبنان نتيجة لضغط اسرائيلي على واشنطن هدفه كسر جبهة الممانعة لاسرائيل واميركا التي تقودها دمشق، يقول متابعو الملف اللبناني السوري الفرنسي في باريس: "ان القرار 1559 منفرد او بالاحرى مستقل عن اي من الاعتبارات التي يتحدث عنها كثيرون في المنطقة وفي مقدمهم السوريون. فهو يهتم بلبنان. ولا علاقة له بقانون "محاسبة سوريا واستعادة لبنان سيادته واستقلاله" والذي اصدره الرئيس الاميركي جورج بوش اواخر العام الماضي بعد تصويت الكونغرس الاميركي بالموافقة عليه قبل ذلك. ولا علاقة له ايضا بقرارات دولية اخرى تتصل بقضايا المنطقة ومشكلاتها، انه يفصل قضية لبنان عن ازمة الشرق الاوسط، ويجب عدم ربطه باسرائيل ولا القول انها وقفت ولا تزال تقف وراءه وان الهدف منه هو خدمة مصالحها. انه يخدم المصالح الوطنية اللبنانية. لذلك يجب ان يطبق وسيطبق. اوروبا كلها معه، وقد اخطأ وزير خارجية ايطاليا عندما اعطى انطباعا معاكسا للاجماع الاوروبي عليه اثناء زيارته بيروت قبل اسابيع عبر تبنيه وان جزئيا الموقف اللبناني السوري من القرار المذكور. وكان الرد الاوروبي او بالاحرى التصحيح سريعا. اذ بادر وفد يمثل الاتحاد الاوروبي الذي تترأسه هولندا الآن الى التأكيد ان الاتحاد يقف مع هذا القرار والدعوة الى تنفيذه. في اي حال، يضيف المتابعون اياهم "ان مشكلة سوريا سواء في الموضوع اللبناني او في غيره ليست فقط مع اوروبا وفرنسا واميركا. انما هي مع دول عربية عدة مثل مصر والمملكة العربية السعودية والاردن وغيرها. فعلت سوريا بشار الاسد مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ما فعلته سابقا مع وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول، فهي خذلته بامتناعها عن تنفيذ وعد قطعته لشيراك بتسهيل تنفيذ نتائج مؤتمر باريس 2 الذي انعقد من اجل لبنان. وهذا امر تعرفه باريس جيدا وتملك كل المعلومات التفصيلية عنه. وقد تكون بذلك اذلته تماما مثلما اذلت سابقا باول بامتناعها عن تنفيذ الوعود التي كانت قطعتها له. وليست الحال مع بريطانيا واسبانيا افضل.

الا يعزز التوجه نحو الصين التي امتنعت عن تأييد القرار 1559 وروسيا الاتحادية التي زارها اخيرا الرئيس بشار الاسد موقف سوريا في مواجهة اميركا وفرنسا والقرار الدولي 1559؟ يجيب المتابعون انفسهم عن ذلك: "اعتماد سوريا على الصين الشعبية لن يفيدها. فهذه القوة العظمى المتمتعة بحق النقض (فيتو) في مجلس الامن لم تمارس هذا الحق منذ نحو 15 سنة. وهي لن تمارسه الآن او في المستقبل المنظور كرمى لسوريا. عندها مصالح كثيرة مع اميركا والعالم الاوروبي، يذهبون الآن الى روسيا. ولن يحققوا شيئا بهذا الذهاب. فروسيا لن تقدم لهم شيئا ملموسا. ذلك ان مصالحها هي مع الغرب واميركا. صحيح ان لها خلافات كثيرة مع اميركا لكن هذه الخلافات قابلة للحل. ولذلك فانها لن تمارس اي ضغط دولي او اقليمي كرمى لسوريا. لم تعد سوريا بعد رحيل الرئيس حافظ الاسد الى جوار ربه لاعبا اقليميا كبيرا. ولذلك فان المطلوب هو خروجها من لبنان ووقف حكمها له عبر مخابراتها والاجهزة اللبنانية. وفلسطينيا لم يعد لسوريا دور كبير او مؤثر، اما في العراق فيبدو ان دور سوريا ليس مطلوبا من اميركا او من سائر قوات التحالف رغم اصرارها عليه واقتناعها بالحصول عليه وتاليا بممارسته. طبعا لسوريا مصالح مشروعة في لبنان. والجميع يعترفون بذلك وفي مقدمهم فرنسا. لكن اللبنانيين يؤمنون هذه المصالح، وتأمينها لا يستوجب حكما مباشرا للبنان كما هي الحال الآن، كما انه لا يتوجب صيغة قانونية تربطه بها كما يخشى كثيرون".

ان الخلافات بين فرنسا واميركا كثيرة وعميقة. ويدفع ذلك الى التساؤل عن الطريقة التي تم بها تجاوزها، الامر الذي اوصل الدولتين الى تفاهم عميق وجدي على لبنان عبر القرار 1559. يقول المتابعون انفسهم ردا على ذلك: "ان الاختلافات بين واشنطن وباريس قائمة لا يفيد انكارها. والعراق كان نقطة الخلاف الابرز بينهما، ولا تزال فرنسا حتى الآن على موقفها الرافض ارسال قوات عسكرية الى العراق. لكن العلاقة الفرنسية الاميركية تحسنت كثيرا منذ العام الماضي، ولا بد ان يظهر ذلك اثناء زيارة الرئيس بوش لبروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي اذا جاز التعبير على هذا النحو في النصف الثاني من شباط الجاري. فهذه الزيارة ستكون مهمة للعلاقة بين اميركا وحلف شمال الاطلسي (ناتو). وستكون مهمة ايضا وبالمقدار نفسه للعلاقة الفرنسية الاميركية، ذلك ان بوش وشيراك سيعقدان في الحادي والعشرين من هذا الشهر اجتماعا او بالاحرى قمة ثنائية طويلة وعميقة، وسيتفاهم الزعيمان. اذ انهما يتفقان على امور عدة رغم اختلافهما حول العراق. ابرز هذه الامور مكافحة الارهاب والاصولية وتعزيز الديموقراطية والحرية وحماية حقوق الانسان وحقوق المرأة وتشجيع اجراء انتخابات. حتى في العراق لا بد ان تشكل الانتخابات حدثا مهما. وقد فعلت ذلك. ومن شأنها ان تساعد العراقيين على اختيار حكامهم ومحاسبتهم في الوقت نفسه. صحيح ان "العملية" في العراق ستأخذ وقتا قد يكون طويلا. لكن هذه العملية ستتحقق اي ستنفذ".

كيف تفسرون اعلان الرئيس السوري بشار الاسد وسط معمعة علاقات سوريا المضطربة مع اميركا وفرنسا استعداده للتفاوض مع اسرائيل من دون شروط مسبقة، علما انها ليست المرة الاولى التي يعلن فيها موقفا كهذا؟

يجيب متابعو الملف اللبناني السوري الفرنسي من باريس انفسهم: "ظن الرئيس السوري انه باثارة موضوع التفاوض مع اسرائيل بطريقة انفتاحية يمكن ان تكون مقبولة قوميا وحتى اسرائيليا، يستطيع ان يخفف الضغظ الاميركي عليه اعتقادا منه ان اللوبي اليهودي الاميركي قد يلتقط هذا الاستعداد للطلب من الادارة العمل على هذا الموضوع وللاشارة الى جدية سوريا وصدقها. الا ان هذا الامر لن يحقق النتائج المرجوة. فاسرائيل ارييل شارون ليست مهتمة باعادة الجولان المحتل الى السوريين على الاقل الآن. فهي تواجه مشكلة داخلية بسبب اعتزامها تفكيك مستوطنات غزة وبعض شمال الضفة الغربية اثناء تنفيذها المرتقب لخطة الفصل خلال السنة الجارية. ولذلك فانها لن تكون مستعدة لمضاعفة هذه المشكلة بالحديث عن تفكيك المستوطنات في الجولان. وشارون قد لا يستطيع تحمل نتائج ذلك داخليا. علما انه اساسا ليس في وارد اجراء اي تسوية قبل انجاز بناء جدار الفصل، ولكن علما ايضا ان بوش جدي في موضوع اقامة الدولة الفلسطينية وشارون يعرف ذلك. ان كل ما تقوم به سوريا الآن على الصعيد الاسرائيلي هو لتخفيف "حشرتها" الاميركية، لان الادارة في واشنطن لن تسمح بذلك حتى ان اظهر الاسرائيليون نوعا من التفهم للاستعداد السوري لمعاودة المفاوضات معهم".

الى اين يمكن ان تصل فرنسا واميركا مع سوريا في ظل الخلاف المحتدم حول لبنان والقرار 1559؟

"صحيح ان هناك رفضاً فرنسيا اميركيا بل دوليا للتجاوب مع سوريا في ظل اصرارها على مواقفها الرسمية المعروفة". يجيب المتابعون انفسهم. "لكنها اذا حسنت وضعها واتخذت مواقف وسارت خطوات من شأنها اعادة الصدقية اليها على الصعيد الدولي، واذا جددت طاقمها الديبلوماسي، او على الاقل حسنته، فان باريس وواشنطن بل المجتمع الدولي يمكن ان يجري صفقة مع سوريا حول لبنان، ويجب ان تؤخذ الصفقة هنا بمعناها الايجابي لا السلبي. اي ان هذه الصفقة لن تكون على حساب لبنان الكيان السيّد والمستقل، ولا على حساب المصالح السورية المشروعة فيه. ونجاح صفقة كهذه يقتضي ان تتخلى سوريا عن "اوهام" كثيرة لا تزال في رأيها لها علاقة بادوار كبيرة لم تعد ممكنة، او يقتضي ان تواجه شبكة مصالح تجذرت في السنوات الاخيرة لا ترى لها مصلحة في اي تغيير، سواء داخل سوريا او مع لبنان، في حال وجود شبكة كهذه".

ماذا عن الموضوع اللبناني الصرف في باريس؟


سركيس نعوم


لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-02-2005

http://www.marmarita.com/vb/showthread.php...ted=1#post29821


:97::97::97:


لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-03-2005

فرنسا تفصل بين صداقاتها ومصالحها


- 4 -

في الموضوع اللبناني الصرف تعتقد فرنسا، ودائما استنادا الى متابعي الملف اللبناني السوري الفرنسي من قرب في باريس، "ان زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ربما تكون التجربة صقلته والخبرة فصار في خطابه السياسي وفي حركته السياسية اقرب الى الواقع منه في السابق من دون ان يكون ذلك على حساب ثوابته واقتناعاته الوطنية. والمطلوب منه ومن سائر اطراف المعارضة المسيحية ان يتضامنوا ويتعاونوا وان يستعصوا على محاولات الشرذمة والتفكيك. ذلك ان الانتخابات النيابية التي سيشهدها لبنان في الربيع المقبل ستكون مفصلية ولا يمكن مواجهتها بصف معارض ممزق. وكلما توحدت هذه المعارضة واظهرت جدية التزامها ما تطرح واستعدادها للاستمرار في العمل لتنفيذ اقتناعاتها، استطاعت اجتذاب شخصيات سياسية لبنانية وتيارات واحزاب. ونجاحها في ذلك لا بد ان ينعكس ايجابا على الجميع في الانتخابات المذكورة. وبعبارة صريحة على المعارضة المسيحية ان تتكاتف مع الزعيم وليد جنبلاط الذي أمّن لها تغطية اسلامية وإن جزئية فتحولت من "طائفية" الى وطنية. وعليها ايضا ان تتكاتف مع الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري الذي يمثل المعارضة الاسلامية وخصوصا الجانب السني منها. والتكاتف هذا ضروري ليس للفوز في الانتخابات فحسب او لتحقيق نتائج مهمة فيها بل لانه يساعد في استعادة سيادة البلاد واستقلالها. وذلك هدف لا يستطيع المسيحيون ان يحققوه الا اذا وقف معهم المسلمون لاعتبارات كثيرة معروفة.

لكن هل الرئيس الحريري معارض؟ "هو يقول انه معارض" يجيب المتابعون انفسهم. والدليل اشتراك عضو كتلته النيابية الدكتور غطاس خوري في اجتماعات المعارضة. لكن ذلك ليس كافيا. فخوري ليس مسلما ولا سنيا. انه ماروني ولكنه لا يمثل سياسيا الموارنة والمسيحيين اي المارونية او المسيحية السياسية الحالية. ولا ينتقص ذلك من شجاعته التي تجلت برفضه التمديد وتمسكه بهذا الرفض اثناء التصويت عليه في مجلس النواب. على الرئيس الحريري ان يحسم موقفه من كل هذه الامور. وعلى سوريا ان تدرك انها بمحاصرته عبر السلطة تدفعه الى احضان التطرف السني وربما لاحقا المسيحي وتحديدا الماروني علما انه معروف بالاعتدال وبانه من دعاة العلاقة المميزة والصحيحة بين لبنان وسوريا. وذلك ليس في مصلحة لبنان او في مصلحتها".

ماذا عن البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وكيف تنظر فرنسا الى مواقفه وتحركاته؟

البطريرك صفير يجيب المتابعون اياهم "اتخذ مواقف بالغة الاهمية منذ سنوات حتى اليوم. لكن عليه الا يستمر في تبني مقولة "الجميع اولادي" ولا سيما في المعارضة المسيحية وفي القول انه يعطي مواقف عامة ومبدئية ولا يتدخل في السياسة. عليه ان يتدخل في صورة فاعلة لتأمين وحدة المعارضين على تنوعهم السياسي والطائفي قبل الانتخابات النيابية ولاستمرار هذه الوحدة بعد اجرائها. كان دائما غطاء للمعارضة المسيحية سواء في الداخل او في الخارج. لذلك على كلمته ان تكون اساسية، فرنسا قالت كل الكلام المفصل اعلاه للقيادات المسيحية في لبنان وللرئيس الحريري وللنائب جنبلاط. وقد ادرك الاخير اهمية موقفه والمواقف الخارجية الايجابية فلم يتراجع رغم انه ابلغ عرضا سوريا قبل لقاء البريستول الاخير بمدة قصيرة عبر وسيط محلي معروف بالعودة الى التفاهم شرط صدور كلام عنه ينطوي على بعض التراجع العلني. اما الحريري فقد عمل دائما رافعة لسوريا في فرنسا، وفي اميركا وفي عواصم عدة عربية ودولية. المطلوب منه (وهو يريد ذلك) العمل الجاد لانتاج صيغة علاقة صحيحة لبنانية وسورية. لكن سوريا لا تزال غير متجاوبة على الاقل حتى الآن. لذلك عليه الامتناع عن معادوة العمل على الخط السوري الفرنسي اذا كلف ذلك الا اذا كان في تحركه مصلحة للبنان وسوريا وليس لسوريا فقط".

كيف نظرت فرنسا الى موافقة الحريري على التمديد للرئيس اميل لحود؟

يجيب المتابعون انفسهم: "قال له المسؤولون الفرنسيون انت صاحبنا ونحبك. وساعدناك كثيرا في مهماتك المتنوعة اللبنانية والسورية. لكن سوريا لم تساعد ولم تتجاوب. لذلك نحن نفصل الآن بين العلاقة الشخصية والصداقة وبين المصالح الدولية لفرنسا. مصالحنا الدولية تقتضي موقفنا المعروف والمعلن من سوريا الذي عبرنا عنه في القرار 1559. ونحن متمسكون بهذا القرار، وسنبقى. طبعا لا يعني ذلك قطع العلاقة بين فرنسا جاك شيراك والحريري". يضيف المتابعون. "التشاور بينها وبين الحريري سيستمر، لكن الصداقة شيء رغم الحرص عليها والتمسك بها ومصالح فرنسا عند رئيسها شيء آخر. وفي اي حال ان اصرار سوريا على مواقفها يؤذيها كما ان تعمد الاضرار بسوريا يؤذي لبنان. اما اطلاقها بالون استقالة الرئيس لحود بعد التمديد له، ولو على نحو غير مباشر فلا يفيد. فهو في رأي فرنسا تعبير عن استمرار سياسة المناورة و"التشاطر" (ابدال رئيس حليف بآخر حليف). كان ذلك ممكنا في الماضي، لكنه لم يعد كذلك الآن، فالتمديد صار وراء الجميع. لكن قضية لبنان صارت امام الجميع".

كيف بدأت قصة القرار 1559؟


سركيس نعوم


لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-03-2005

الشرق الأوسط يتغير... خيارات واقعية للاحتماء من المواجهة والانفجار
غسان شربل الحياة 2005/02/3

من عمّان الى شرم الشيخ مروراً ببيروت: شيء ما يتحرك في الشرق الأوسط. الشرق الأوسط يتغير. ولأن السوابق تعلّم التحفظ والحذر يمكن الاكتفاء بالقول إن شيئاً ما يتحرك في المنطقة. لا علاقة للأمر بالتمنيات. يكفي ان يراقب المرء ما حملته الأخبار أمس ويقيم رابطاً بينها من دون الاغراق في التحليلات. شيء ما يدعو الى الاعتقاد بأن ما يعيشه العراق يشكل عامل تفجير وعامل انهيار معاً، من دون أن ننسى الولاية الجديدة للرئيس جورج بوش، والتي تجبر الجميع في المنطقة على إعادة تقويم حسابات الربح والخسارة.

عندما نقلت وكالات الأنباء أمس نبأ القمة الرباعية التي ستعقد في شرم الشيخ الثلثاء المقبل، كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مجتمعاً مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان. وقبل توجهه الى اسرائيل كان سليمان استمع في القاهرة الى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل والأمين العام لـ«الجهاد» رمضان شلح. وعندما نقلت وكالات الأنباء نبأ زيارة الرئيس بشار الأسد أمس الى عمان كان نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم يستكمل جولته على المسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين من دون ان ينسى التقاء معارضين يجاهرون بمطالبتهم بانسحاب القوات السورية من لبنان.

شيء ما يتحرك في الشرق الأوسط. بعض المشاهد المتوقعة لم يكن ممكناً قبل شهور أو أسابيع. ففي شرم الشيخ سيستقبل الرئيس حسني مبارك كلاً من الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس (أبو مازن) وشارون. على مدى سنوات لم يكن هناك ما يبرر لقاء الرئيس المصري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي. كانت المواقف متباعدة وترميم عملية السلام متعذراً أو مستحيلاً.

ستكون القمة الرباعية فرصة لأول لقاء بين عباس وشارون. وفي هذه القمة ثمة غائب كبير اسمه ياسر عرفات. اما الظل الحاضر فهو ظل الرئيس جورج بوش الا اذا شغلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مكان هذا الظل.

ما كان لهذه القمة ان تنعقد لولا ان تغييراً ما طرأ على المناخ الفلسطيني ولا يمكن اختصاره بتولي «أبو مازن» الرئاسة. الجزء الآخر من المشهد هو سلوك «حماس» و«الجهاد» طريق القناة المصرية للبحث في شروط التهدئة أو الهدنة. وما كان للحركتين أن تجددا سلوكهما هذا الطريق لولا قرار دمشق تسهيل الحوار الفلسطيني - الفلسطيني وجهود التهدئة. وهذا الموقف السوري جزء من «التعامل الايجابي» مع الملفين العراقي والفلسطيني في مواجهة الهجمة الأميركية والقرار الدولي الرقم 1559. في المقابل تبدو «المرونة» الاسرائيلية نتيجة لقناعة واشنطن ان الحرب على الارهاب لا تخاض بالوسائل العسكرية وحدها، وأنه لا بد من معالجة مشاعر القهر والظلم التي تولدها النزاعات المزمنة.

رياح الواقعية تهب على الشرق الأوسط في ضوء المشهد العراقي والتفجيرات الارهابية والمخاوف من زعزعة الاستقرار. ما صدر عن القمة الأردنية - السورية أمس والتي تسبق القمة الأردنية - الأميركية يؤكد هذه الواقعية. كان الغرض منها تبديد مناخ الجفاء على رغم تباين التحالفات والرؤية اقليمياً ودولياً.

الواقعية نفسها جعلت وليد المعلم يدخل بيروت عبر بوابة وزارة الخارجية، معلناً ان سورية تقف على مسافة واحدة من كل الأفرقاء اللبنانيين. لقاؤه مع اثنين من أركان المعارضة هما نسيب لحود وبطرس حرب الى مائدة نائب رئيس الوزراء عصام فارس يشير على الاقل الى رغبة دمشق في اعادة فتح الأبواب مع الجميع. بعض المصادر يتحدث عن قرار سوري بالتوقف عن إدارة «الملف اللبناني» على طريق الانتقال الى علاقات طبيعية أو شبه طبيعية مع الدولة اللبنانية. وثمة من يؤكد ان العلاقات بين دمشق وبيروت ستخرج من عهدة الاستخبارات وان العودة الى الطائف ستشكل المظلة لتفادي الاصطدام بالدول التي استصدرت القرار 1559.

في الشرق الأوسط لا بد من التحفظ والحذر. المسألة تتعلق بتغيير خيارات كبرى ومواقع وأدوار. انضاج المواقف يحتاج الى مقاربة أميركية أقل انحيازاً وتشدداً. ونجاح التغيير في الشرق الأوسط يحتاج الى شيء من التغيير في واشنطن خصوصاً انها الوحيدة القادرة على توزيع الضمانات... والضمادات.




لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-04-2005

ولفوفيتز: هل الأسد ممسك تماماً بالزمام في سوريا ؟ وهل الأسد ممسك تماماً بالزمام ؟


قال نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز في شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي ان سلوك سوريا الذي يقوض الديموقراطية في العراق المجاور يلقي بظلال من الشك على ما اذا كان الرئيس بشار الأسد هو من يدير دفة الأمور في سوريا.

وأكد ان ليست لدى الولايات المتحدة أية خطط لاستخدام القوة ضد سوريا لاخضاعها للتفكير الاميركي. وأوضح "اننا لا نتطلع الى انهاء هذا السلوك بحرب أخرى، ولكن اعتقد ان ثمة أشياء كثيرة (...) اعني ان سوريا ليست بلداً قوياً".

وعزا جزءاً من الحافز السوري الى "الخوف من ان عراق ناجحاً يمكن ان يؤدي الى مزيد من اضعاف دعم شعبهم لهم".

وفيما نفى ان تكون الولايات المتحدة معادية لسوريا، أضاف: "بصراحة، اعتقد انه ربما من المفيد لفت الانتباه الى من هو المسؤول. هناك بعض الجدل في شأن ما اذا كان الرئيس الاسد ممسكاً تماماً بالزمام في سوريا أم لا. لكن ما نعرفه بالتأكيد هو ان هذه دولة بوليسية وان هناك من هو مسؤول، ولدينا لائحة بمن هم أرفع 12 مسؤولاً هناك. وجميعهم يتحملون بعض المسؤولية".

ثم قال: "[SIZE=5]ليست سياستنا زعزعة استقرار سوريا، كذلك يجب ألا تكون سياستهم زعزعة استقرار العراق أو لبنان من أجل هذا الامر".

وأشار الى التقدم الذي أحرزه المسار الفلسطيني الاسرائيلي، محاولاً اقناع سوريا بالتعاون.

ولاحظ ان أمراً آخر يجب ان نفعله (حيال سوريا) هو الاشارة الى الفرصة المهمة المتاحة... ان الأمور تتحرك الى الأمام على الجبهة الاسرائيلية الفلسطينية... واعتقد ان السوريين يجب ان يفكروا في ما اذا كانوا يريدون ان يبقوا متخلفين في هذه العملية او ما اذا كانوا يريدون المشاركة... واذا ما ارادوا المشاركة، فان من الافضل ان يكفوا عن التدخل (في شؤون) جيرانهم".

(أ ب)



لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-05-2005

لسوريا في لبنان مصالح... لا حقوق

- 6 -

لا يمكن صحافياً يقصد باريس الا أن يتسقط اخبار زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون بعدما اصبحت منفاه منذ نحو 14 سنة ونيف. وابرز اسباب ذلك انه لم يترك النسيان يطويه ولم يستسلم للحياة الرغدة والآمنة بل تابع عمله السياسي في لبنان، وإن من خارجه ونجح اولاً في المحافظة على شعبيته الواسعة عند المسيحيين اللبنانيين بتمسكه بشعارات السيادة والاستقلال والقرار الحر والتحرير التي كان رفع بين عامي 1988 و1990. ونجح ثانيا في تحويل هذه الشعبية تيارا سياسيا مسيحيا قويا. ونجح ثالثا في اثارة تساؤلات كثيرة ايجابية وسلبية في آن واحد عند المسلمين اللبنانيين عن مشروعه واهدافه ومدى انسجامها مع مواقفهم واهدافهم. ونجح رابعا في فرض نفسه قوة يسعى الى اجتذابها من جهة الحكم اللبناني والموالون له وراعيهم الاقليمي سوريا، ومن جهة اخرى معارضوهم وذلك بغية خوض معركتين ناجحتين: الاولى الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، والثانية استعادة السيادة والاستقلال بخروج جيش سوريا من لبنان ورفع وصايتها عنه. ونجح خامسا واخيراً في اختراق دوائر دولية عدة، وخصوصا اميركية. وساهم مع آخرين في اعادة القاء الضوء الدولي على القضية اللبنانية وذلك عبر التقاطع والتلاقي في المصالح الذي حصل مع اكثر من جهة والذي فرضته التطورات والمستجدات منذ الحادي عشر من ايلول 2001. وتسقّط اخبار "الجنرال" تم بطريقتين، واحدة مباشرة واخرى غير مباشرة. ومن خلالهما لاحظت كم "اختمر" هذا الرجل الذي دخل السياسة من بوابة العسكر وادخل معه اليها تقاليد وتعابير وتصرفات عسكرية. والاختمار لا يعني قطعا تغيير المواقف او بالاحرى الثوابت ولا الشخصية، بل يعني ربما تغييرا في الاسلوب والتعبير استكمالا لكل المعطيات المحيطة بالمشكلات التي يعانيها لبنان، ولكن بغية تعزيز فرص انجاز هذه الثوابت. الا ان الكتابة عنه ارجئت الى ما بعد ظهوره التلفزيوني ليل الخميس الماضي على شاشة "المؤسسة اللبنانية للارسال". وكانت لذلك اسباب عدة اهمها التأكد من الاختمار، ذلك ان الكلام المباشر على الهواء وعلى مدى ثلاث ساعات يمكن ان يكشف وفي سرعة اذا كان اتجاه عون نحو الاختمار صار فعليا اولا. وقد تم هذا التأكد. الا ان السؤال عن قدرته على تجاوز الاستفزاز والتحدي، وتاليا عن امكان عودته الى التصرفات السابقة، يبقى مطروحا عند كثيرين.

ماذا كانت اخبار العماد عون التي اشار الى بعضها واحيانا بالتفصيل في لقائه التلفزيوني قبل يومين؟ كانت الآتية:

-1 كان عون، ولا يزال، صادقا في دعوته الاطراف اللبنانيين المتنوعين الى مؤتمر للحوار الوطني وفي دعوته "الرسمية" سوريا الى حوار حول وضعها في لبنان وضرورة تصحيحه بخروجها منه سياسيا وامنيا وعسكريا، وبإقامة علاقة لبنانية سليمة معها. وهو لم يستعمل هذه الدعوة للدعاية والاعلام. لكنه طبعا كان يعرف العقبات التي تحول دون تنفيذها في المرحلة الحالية على الاقل. الا ان ذلك لم يجعله يصرف النظر عنها بل تابعها، اولاً لاظهار حسن النية. وثانيا لشرح افكار تياره وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي عند الكثيرين عنها. وثالثا لابداء رغبة في التعاون لانقاذ البلاد.

-2 اعتبر عون، ولا يزال، "حزب الله" مقاوما نجح بمقاومته في تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة. وهو مع حماية هذا الحزب، لكنه يرى ان حمايته تأتي من الشعب اللبناني لا من غيره. لكنه تساءل ولا يزال عن استمرار ارتباطه بعلاقات دولية واقليمية تؤذي لبنان وتجعل اميركا تستهدفه. وعن خلاياه "النائمة" في العالم التي يمكن ان تستعمل يوما ما من اصحاب هذه العلاقات الامر الذي يثير غضبا خارجيا فيه على لبنان.

-3 قد تكون الاصولية الدينية جزءا من هوية، او محاولة تعبير عن هوية. هذا امر يمكن فهمه. ولكن لا يمكن بناء بلاد باصولية كهذه وانطلاقا منها، لكل طائفة خصوصياتها ويجب احترام هذه الخصوصيات. ولكن هناك او يجب ان تكون هناك ثوابت وطنية يجب التفاهم عليها لئلا يخرق السقف الوطني كلما حصلت مشكلة او قام تنافس. والثوابت الاساسية ثلاثة: نظام سياسي عصري، وقضاء مستقل، واقتصاد مزدهر.

-4 يجب التفاهم مع المعارضة على الثوابت والتوقيع عليها قبل الانتخابات النيابية. او على الاقل البحث فيها جديا قبل الانتخابات والالتزام رسميا متابعة البحث فيها بعد الانتخابات. ان المطلوب هو وضع استراتيجيا معارضة للكتلة التي ستصل الى مجلس النواب من دون ان تشكل اكثرية فيه. وهو ايضا وضع استراتيجيا حكم في حال وصلت المعارضة الى الحكم.

-5 يجب ان تخوض المعارضة الانتخابات المقبلة موحدة. يقولون ان هناك لائحة شرف من 29 نائباً صوتوا ضد التمديد. هذا جيد من ناحية المبدأ. ولكن يجب النظر لدى البحث النهائي في الترشيحات الانتخابية في تاريخ كل من هؤلاء، واسباب موقفه، وهل هي ظرفية ام لا.

-6 التجديد مطلوب وكذلك التغيير. ويجب رفض الاقطاع المالي والاقطاع السياسي والاقطاع الطائفي. لكن ذلك يلزمه وقت طويل كي يتحقق. لبنان الان في مرحلة تحرير، هو يحتاج الى تعاون الجميع بما في ذلك المنتمون الى هذه الاقطاعات. ولاحقا عند بناء البلاد تعطى الفرصة المتكافئة للجميع بمن فيهم هؤلاء للعمل السياسي في البلاد.

-7 كانت الادارة الاميركية ضدنا في البداية. وكانت اسرائيل ضدنا كذلك لان ما يهمها هو التعاون مع الانظمة القائمة. لكننا اشتغلنا كثيرا وصادف ان حصلت تطورات في 11 أيلول 2001 في وقت كان على رأس الادارة في الولايات المتحدة شخص عنده استراتيجيا سياسية واضحة وقيم معينة. فحصل تلاق في المصالح وتعاون.

-8 العلاقات السليمة مع سوريا كانت دائما مطلب العماد عون وتياره، ولسوريا مصالح مشروعة في لبنان يؤمنها اللبنانيون ويحمونها، لكن ليست لها حقوق في لبنان وعليه. ولن يتم الاعتراف بحقوق كهذه ابدا.

سركيس نعوم



لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-08-2005

سوريّاً "بلغ السيل الزبى"



لم تظن سوريا اللبنانية، اذا جاز التعبير على هذا النحو، ان جهات لبنانية اساسية عدة تحاربت نيفاً و15 سنة باجساد انصارها ومؤيديها ودمائهم وممتلكاتهم، تارة لاسباب داخلية وطوراً لاسباب خارجية تستطيع يوماً ان تلتقي في ما بينها متجاوزة كل ما حصل ومتفقة على ان احد ابرز اسباب العلة في البلاد هو الوجود السوري فيها والادارة السورية المباشرة لها ومصممة على التعاون بغية استعادة البلاد وتخليصها من الوجود المذكور وتالياً افساح المجال لاقامة علاقة مميزة لكن سليمة معها. ولعل ما دفعها الى ذلك استمرار واقع التنافر اللبناني الطائفي والمذهبي والحزبي والسياسي الذي كان موجوداً قبل الحروب التي بدأت عام 1975 بعد انتهائها بل تجذره وعدم قيام سوريا بما يلزم لازالته رغم قدرتها الكبيرة على ذلك، وظلت تستبعد هذا حتى عندما اتخذت منفردة قرار التمديد للرئيس اميل لحود اواخر الصيف الماضي وبعدما ادى ذلك الى بلورة موقف داخلي معارض للتمديد ولها متنوع الانتماء الطائفي وموقف آخر دولي تمثل بقرار مجلس الأمن رقم 1559. وكان السبب اقتناعها بانها لا تزال تملك اوراق اللعبة في لبنان وتستطيع اغراء المجتمع الدولي وتحديداً زعيمته الولايات المتحدة باجراءات اقليمية معينة تجعله يتناسى او يتجاهل سياستها اللبنانية او على الاقل يترك لها الفرصة لاعادة ترتيب اوضاعها فيه. الا ان هذا الاعتقاد لم يكن في محله. فالمعارضة المسيحية الجامعة متناقضات كثيرة صمدت موحّدة امام محاولات التفكيك بوسائل متنوعة. وربما كان للبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير فضل كبير في ذلك. والمعارضة نفسها نجحت بعد فترة في التوصل الى تحالف مع الزعيم الدرزي الابرز وليد جنبلاط توثق بمرور الوقت فتحولت وطنية بعدما كانت طائفية. ومما عزز صفتها الوطنية اقتراب رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري من الجو المعارض دون التحول جزءاً عضوياً فيه و"اشهاره" تحالفه مع جنبلاط وتمسكه به. اما على الصعيد الخارجي فلم تتمكن سوريا من اختراق الموقف الدولي وخصوصاً الفرنسي – الاميركي اذ استمر اصحابه وبوتيرة شبه يومية في الدعوة الى تطبيق القرار 1559. ودفع ذلك المعارضين على تنوعهم (باستثناء الحريري طبعاً) الى تغيير لهجتهم والتصلب في مواقفهم.

ماذا فعلت سوريا لمواجهة ذلك وماذا ستفعل؟

الذي فعلته حتى الآن معروف. حاولت فصل المعارضة المسيحية عن جنبلاط عبر اغراء مرجعها الأول البطريرك الماروني باعتماد القضاء دائرة انتخابية في الربيع المقبل. واقر مجلس الوزراء لاحقاً مشروع قانون بهذا المعنى. لكن المحاولة لم تنجح. وحاولت استعادة وليد جنبلاط قبل ان يتجاوز الخطوط الحمر او قبل ان يقطع "نهر الروبيكون" كما يقال لكنها أخفقت في ذلك. وهي من جهة ثالثة لا تزال تقول للمسيحيين انني الوحيدة القادرة على حمايتكم من الاصوليات في لبنان والمنطقة اذا بقيتم على تحالفكم معي. وهي من جهة رابعة تحاول تكوين جبهات سياسية للمواجهة مثلما فعلت ايام اتفاق 17 ايار (جبهة الخلاص الوطني) – ومثلما فعلت يوم نشأ تجمع قرنة شهوان واثبت وجوده على الساحة المسيحية (اللقاء الوطني التشاوري). علماً ان الجبهتين المذكورتين كانتا قصيرتي العمر ولم تكن لهما فاعلية عملية وطنياً رغم ان الاولى اسقطت الاتفاق المشار اليه لأنهما كانتا واجهتين لسوريا وسياستها في لبنان.

وفي اختصار وصف عارف بشؤون سوريا موقفها من الحال في لبنان اليوم بالجملة الآتية: "لقد بلغ السيل الزبى عندها". وهذا يعني ان سوريا وحلفاءها في لبنان قرروا المواجهة وبكل انواع الاسلحة المشروع منها وغير المشروع معتبرين ان المعارضة تخوض معهم معركة من هذا النوع. وشعار الموالاة وسوريا هو الموقف القومي والمواجهة مع اسرائيل وشعار المعارضة مع داعمها الدولي هو استعادة لبنان سيادته واستقلاله بخروج سوريا منه عسكرياً وامنياً. طبعاً تعرف سوريا انها بالقتال الذي تخوض الآن في لبنان وعبره "تراجعي" بالمعنى العسكري أي دفاعي وان قتال معارضيها هجومي. لكن ذلك لا يوهنها وانما يجعلها اشرس. ومن هنا القلق. القلق أولاً من فتنة داخلية طائفية او مذهبية. والقلق ثانياً من زعزعة الاستقرار الأمني الذي هو الانجاز الوحيد لجمهورية الطائف. والقلق ثالثاً من تخلي المجتمع الدولي عن المعارضة عند الحشرة او عند تجاوب سوريا معه في صورة جزئية أو كلية والقلق رابعاً من المبالغات، مبالغات أهل الحكم والموالاة وسوريا التي تدفع الى عدم التنازل للتوصل الى صيغة تنقذ البلاد وعلاقتها مع سوريا. ومبالغات اهل المعارضة التي قد تجعل سرعة تحركهم اقل من سرعة تحرك حلفائهم الدوليين. والقلق خامساً من الغاء الانتخابات النيابية القريبة او ارجائها. والقلق سادساً من تحول الخصومة مع سوريا عنصرية ضدها وعنصرية منها تجاه اللبنانيين. والقلق سابعاً من اعتبار سوريا انها تخوض في لبنان معركة "بقائها" وذلك يجعل المعركة ضارية.

بماذا يمكن تلافي ذلك كله؟

[SIZE=6]لم يعد تلافي ذلك ممكناً. فالعقل غائب عن الجميع ومعهم مفهوم التسوية. والحاضر هو الرغبة اما في الانتصار او في الانتقام. :brock::rose:والعامل الدولي لم يعد ممكناً تجاهله. والاصطفاف الداخلي يقترب من نهايته. والانفعال طغى على المواقف والتصريحات، وفي اجواء كهذه قد لا يستطيع من لا يزالون يؤمنون بتجنب المعركة وبالتوصل الى تسوية تعيد لبنان ولا تؤذي سوريا وعلى قلتهم وفي مقدمهم الرئيس الحريري و"حزب الله"، الاستمرار في السعي لترجمة ايمانهم هذا اذ قد يجدون انفسهم مضطرين الى اختيار موقعهم سواء في المعارضة او في الموالاة.

سركيس نعوم



لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - فضل - 02-08-2005

لا تتعب نفسك يا بسام

ليس سوريا فقط فقدت دورها الاقليمى

بل كل العرب كبلدان متفرقة ومجتمعين عاجزين عن لعب دور اقليمى ...او اى دور على الاطلاق

كل القوى الاقليمية الفاعلة الان ليست عربية وهى تركيا .اسرائيل ..ايران


لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-08-2005

[SIZE=5]لارسن يغادر دمشق دون لقاء الاسد والشرع يعتبر الـ1559 عامل توتر
دمشق - ابراهيم حميدي الحياة 2005/02/8

في خطوة تعكس «انزعاج» دمشق من مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن، أعرب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع عن «الأسف» حيال «الآثار السلبية» التي تركها القرار 1559 على الوضع في لبنان.

وغادر لارسن والوفد المرافق له دمشق الى لبنان، من دون ان يلتقي الرئيس بشار

الأسد. [SIZE=6]وكان مدير مركز الاعلام التابع للأمم المتحدة نجيب فريجي (أ ف ب) صرح الأحد بأن لارسن «الذي يحمل رسالة من انان حول القرار 1559» سيلتقي الرئيس الأسد الاثنين (أمس).
...:nocomment:
وتزامن ذلك مع اعلان وزير الدفاع العماد حسن توركماني ان الوجود السوري في لبنان «شرعي ووفق اتفاق الطائف»، ومع نشر صحف رسمية سورية على صدر صفحاتها الأولى مقالات ناقدة لـ«جوقة المعارضة» اللبنانية مع اتهامات لبعض رموزها بالفساد.

وكان الشرع اجتمع صباح امس الى لارسن في حضور نائب وزير الخارجية وليد المعلم والناطقة باسم الخارجية بشرى كنفاني بعد محادثات استطلاعية اجراها معه المعلم أول من امس، وذلك خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام.

ولم يدل المبعوث الدولي في شأن تنفيذ القرار 1559 بأي تصريحات. لكن مصادر رسمية سورية قالت انه جرى في لقائه مع الشرع «استعراض للآثار السلبية التي خلفها قرار مجلس الأمن 1559 على الأوضاع في لبنان». اذ عبر الشرع عن «الأسف في ان يصبح بعض القرارات عاملاً للتوتر عوضاً من ان يكون عاملاً لحفظ السلام والأمن الدوليين وتعزيزهما».

وفيما قالت مصادر مطلعة لـ«الحياة» ان الشرع «ركز على السلبيات التي تركها القرار 1559 على الوضع اللبناني وتأثير هذا القرار في دور الأمم المتحدة في شكل عام»، نقلت المصادر الرسمية عن وزير الخارجية قوله ان «المجتمع الدولي مدعو اليوم اكثر من أي وقت مضى الى التمسك بالاهداف والمقاصد التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والابتعاد عن الانتقائية في تطبيق القرارات الدولية». وكان المعلم قال لـ«الحياة» ان القرار 1559 ينفذ مع القرار 242 وان الوجود السوري مرتبط بالتسوية الشاملة على المسارين السوري واللبناني.

وأحاط الجانب السوري ومساعدو لارسن مضمون المحادثات بـ«التكتم الشديد». وقال المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك أوتي «نرحب بالحوار الذي بدأ وندعم الجهود التي تؤدي الى الاستقرار في لبنان والى علاقة صحية بين سورية ولبنان».



لم تعد سوريا لاعبا إقليميا كبيراً ... - بسام الخوري - 02-08-2005

السبت 5/2/2005 : درس للمعلّم من لبنان وفرصة لعون من سوريا .. بقلم : د . عصام نعمان



اعترفت سوريا بلبنان منذ إعلان استقلاله العام 1943 وكذلك فعل لبنان. لكن تبادل الاعتراف بين البلدين الجارين لم يقترن بتبادل السفراء، فالقربى القومية والجيرة الجغرافية والعلاقات التاريخية بينهما ما كانت لتستلزم في عُرف آباء الاستقلال سفارة في بيروت وأخرى في دمشق. ‏



غير ان هذا الاجتهاد لم يكن مسلّما به من الجميع. ففي سوريا، كما في لبنان، جمهور كبير يؤمن بوجود “شعب واحد في دولتين”. لكن جمهوراً آخر في لبنان ليس له مقابل مماثل في سوريا دعا دائما، وما زال، الى إقامة سفارة لبنانية في دمشق وأخرى سورية في بيروت لتكريس الاعتراف بالاستقلال وتسهيل التعاون بين البلدين. ‏



انزلق لبنان في منتصف سبعينات القرن الماضي الى حرب أهلية بسبب تناقضات مكوّناته الطائفية والثقافية في الداخل وبفعل تدخلات سياسية عبثت به من الخارج. وحاولت أمريكا كما دول أوروبا السيطرة على النار المندلعة فما نجحت بل وجدت نفسها مضطرة الى مطالبة سوريا بان تتولى إخماد الحريق وفرض الأمن وبسط الشرعية على جميع الربوع اللبنانية. ‏



أفلحت سوريا في إنقاذ لبنان من نفسه، فرسّخت الأمن وأشاعت النظام ووطدت الاستقرار. لكنها أخفقت في حل الأزمة السياسية، بل لعلها ما حاولت قط. حتى عندما توصل اللبنانيون بدفع من الأسرة العربية - وفي مقدمتها سوريا - الى إقرار اتفاق الوفاق الوطني في الطائف، فإن سوريا اعتمدته كمدخل للخروج من الحرب الأهلية وأهملت الجانب المتعلق بالإصلاحات السياسية، [SIZE=5]بل حرصت أيما حرصٍ على إدارة شؤونه السياسية بمقاربات أمنية واستخبارية. اكثر من ذلك: التقط كثير من أجهزتها الأمنية عدوى الفساد المركانتيلي اللبناني العريق وشاطروا أربابه من كبار السياسيين وصغارهم “خيراته” العميمة لدرجة حملت الرئيس بشار الأسد على إدانة هذه الظاهرة البغيضة بقوله لرئيس تحرير صحيفة “الديار” شارل أيوب : “إن وراء كل فساد وفاسد في لبنان امتدادا في سوريا”!



هذا الجانب السلبي من الوجود السوري في لبنان لا يحجب ابداً إنجازا تاريخيا عظيما حققته سوريا للبنان ولنفسها. فهي، بدعمها اللوجيستي وحمايتها السياسية وخبرتها الميدانية التي وفّرتها بسخاء لحزب الله ومقاومته الفذة، اضطرت “إسرائيل” لأول مرة في تاريخها الى الانسحاب من بلد عربي من دون ان تفرض عليه معاهدة صلح او تترك وراءها علماً يرفرف على سفارة. ‏



اذ خدم حزب الله لبنان بإكراهه “إسرائيل” على الانسحاب من معظم جنوبه المحتل، فانه حقق فوق ذلك لبلاده ولسوريا إنجازا آخر لا يقلّ أهمية. انه تحوّل المقاومة الإسلامية بفضله ورعايته الى قوة عسكرية غير تقليدية بالغة الفعالية بتدريبها وخبرتها وإرادتها القتالية وقدرتها الصاروخية بعيدة المدى. بذلك أصبح للبنان، كما لسوريا، ورقة تفاوضية بالغة التأثير فيما إذا اضطر البلدان الى مفاوضة “إسرائيل” في قابل الأيام. ‏



لعل توفّر هذه الورقة التفاوضية القوية هو ما حمل الولايات المتحدة، في الدرجة الأولى وبضغط من “إسرائيل”، على طبخ القرار 1559 مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس اميل لحود الأولى. فواشنطن، ومعها باريس، تريدان إنهاء الوجود السوري في لبنان من أجل حرمان حزب الله الحماية السياسة التي يتمتع بها قبل فتح معركة تجريده من السلاح ونزع تلك الورقة التفاوضية من يدّي البلدين. ‏



[SIZE=4]غير ان دمشق أخطأت كثيراً في الأسلوب الذي اعتمدته لتمديد ولاية الرئيس لحود ثلاث سنوات إضافية. فبدلا من التمهيد للمعركة مبكرا بتحقيق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية (مستحقة على كل حال) وإعطائها مضمونا وطنيا وقوميا مقرونا برفع قبضتها الأمنية عن لبنان، اذا بها - وسط دهشة الجميع - تعالج هذا الاستحقاق بالمزيد من الشيء نفسه، أي عن طريق إبقاء القبضة الأمنية والاحتفاظ بالوصاية السياسية وذلك على نحوٍ أوحى للجميع ان المقصود بالتمديد ليس شخص الرئيس لحود وتعهّده المزمن بتنفيذ خطاب القسم الإصلاحي بل الإفادة من مركز الرجل وما تبقّى له من رصيد بغية التمديد لنظام الوصاية الأمنية وللشراكة القائمة بين بعض الأجهزة الأمنية وفريق من رجالات الطبقة الحاكمة والعائمة على بحر الفساد والافساد.



في حمأة الصراع وما أعقبه من ردود فعل سلبية، جرت محاولة اغتيال النائب مروان حماده، رفيق الزعيم المعارض وليد جنبلاط وصديق رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، فكان ان خلّف الحدث سخطا جارفا لم تتأخر الدوائر المعادية لسوريا ولجنبلاط عن استغلاله للايقاع بينهما. واذ ابتعد جنبلاط عن سورّيا بسرعة قياسية طلبا للحماية من جهة وتوخيا للتماهي مع معارضي هيمنتها السياسية والأمنية من جهة اخرى، تقدمت أمريكا وفرنسا بسرعة ايضا لتوظيف الأحداث المتسارعة في خدمة مخططهما الرامي الى إخراج سوريا من لبنان نهائيا وتمهيداً لرفع الحماية السياسية عن حزب الله وتجريده من السلاح. ‏



مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، ارتأت القيادة السورية مواجهة الحملة الفرنسية - الأمريكية المدعومة بمواقف المعارضة اللبنانية لتنفيذ القرار 1559 بثلاث خطوات: واحدة خاطئة والاثنتان الأخريان متأخرتان. ‏



الخطوة الأولى تمثلت بمحاولة استعادة قسم من المعارضة الظرفية - جماعة البريستول - واسترضاء البطريرك نصر الله بطرس صفير وتهدئة رفيق الحريري عن طريق عقد صفقة معهم مضمونها قانون للانتخاب يُبقي على نظام الاقتراع الاكثري مع اعتماد الاقضية كدوائر انتخابية. وكان في ظن القيادة السورية ان من شأن هذا النظام الانتخابي زيادة حجم المعارضة في مجلس النواب الى نحو 50 مقعدا. لكن تبيّن للمعارضة الحقيقية ان من شأن هذا النظام قطع الطريق على أهل الاصلاح والحؤول دون تجديد الطبقة السياسية، مع احتمال حدوث نكسة أخرى هي فوز المعارضة، لا سيما جناحها المعادي للاصلاح والضالع في الفساد، بالحصة الكبرى من مجموع مقاعدها المرتقبة في البرلمان التي قد تصل الى أكثر من 65 مقعدا. ‏



الخطوة الثانية تمثلت في تعيين السفير وليد المعلّم نائبا لوزير الخارجية السوري، مهمته رعاية الشؤون اللبنانية المرتبطة بسوريا. الغاية من هذه الخطوة الجديدة، رغم تأخرها، استجابة طلب اللبنانيين رفع يد أجهزة الأمن السورية واللبنانية عن التعاطي بالشؤون السياسية. ولعل المعلّم، الذي جال على الرؤساء الحاليين والسابقين والمرجعيات النافذة، استخلص درسا من جولته مفادها ان لا سبيل الى احتفاظ سوريا بوصايتها السياسية والأمنية على لبنان، وان معظم القيادات السياسية والروحية اللبنانية مصرّ على إقصاء الأجهزة الأمنية نهائيا عن الشؤون السياسية وعلى سحب القوات السورية الى وادي البقاع ومن ثم الى الداخل السوري وفق جدول زمني نافذ وبلا إبطاء. ‏



الخطوة الثالثة تمثلت في رفع القيود السياسية والقانونية التي كانت تحول دون عودة زعيم المعارضة اللبنانية في الخارج العماد ميشال عون الى البلاد. والغاية من هذه الخطوة محاولة استرضاء المعارضة المسيحية عموما والايقاع بين أطراف ائتلاف البريستول المعارض خصوصا عن طريق تمكين العماد عون من المشاركة على رأس جماعته في الانتخابات ومنافسة “زملائه” في المعارضة على المقاعد النيابية المتاحة في دوائر محافظة جبل لبنان وبعض دوائر محافظة الشمال. ‏



انه لمن المؤسف حقا، في نظر المعارضة الاصلاحية الحقيقية، ألاّ تكون سوريا قد تعلمت شيئا من دروس تجربتها الطويلة في لبنان. فدمشق ما زالت تراهن على الطبقة الحاكمة المترعة بفساد تاريخي موصول عبر العهود المتعاقبة، والمرتبط بعضها بالخارج الإقليمي والدولي على نحوٍ مكشوف. في المقابل، تراهن المعارضة الحقيقية على إمكانية إحاطة العماد عون بأبعاد الوضع اللبناني في الوقت الحاضر وتطوراته المحتملة في المستقبل المنظور ليغتنم المأزق الذي يرتع فيه اللاعبون الكبار - أمريكا وفرنسا وسوريا و”إسرائيل” - في العراق ولبنان وفلسطين فيتصرف كزعيم وطني مستقل عن اللاعبين جميعا من اجل استخلاص حرية لبنان وسيادته في إطارٍ من الوحدة الوطنية والاصلاح السياسي، ومحاربة الفساد، وبناء علاقة قومية استراتيجية متكافئة مع سوريا. ‏



كي يكون في مقدور العماد عون ان يلعب هذا الدور الوطني المركزي، يقتضي ذلك الاّ ينزلق الى موقف التحالف مع المعارضة الظرفية لجماعة البريستول، ولا الى التعاون مع جبهة الموالاة. فبعض أركان الجماعة الأولى كان لبضعة اشهر خلت جزءاً لا يتجزأ من جبهة الموالاة ومسؤولاً تاليا عن الأزمة الاقتصادية والدين العام والفساد الهائل الذي ترتع فيه الدولة. والجماعة الثانية مسؤولة، بالاضافة الى ما تقدم بيانه، عن تقديم مشروع قانون للانتخاب الى مجلس النواب من شأنه إعادة إنتاج النظام الطوائفي المركانتيلي الفاسد بما فيه الطبقة الحاكمة المتحكمة بجناحيها الموالي والمعارض. ‏



[SIZE=5]أجل، على العماد عون ان يدعو أنصاره ومريديه، مثلما فعل الرئيس سليم الحص، الى ان يكونوا في أوساطهم وعلى مستوى لبنان قوة ثالثة مستقلة عن جبهتي الموالاة والمعارضة كي يتمكنوا من تحقيق الأهداف الوطنية المركزية في الحرية والسيادة والإصلاح السياسي الديمقراطي ومحاربة الفساد وبناء علاقة قومية استراتيجية متكافئة مع سوريا.



هل من خيار آخر؟ ‏



الخليج