![]() |
"الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة (/showthread.php?tid=32435) |
"الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - journalist - 01-18-2005 ثقــــافة الاســـتســـــلام بقلم: فـهمي هـويـــدي مثقفي المارينز ليسوا مقصورين علي مصر وحدها, ولكن أصبح لهم وجودهم وخطابهم المكشوف في طول الأمة العربية وعرضها, من المحيط إلي الخليج, الأمر الذي يعطي انطباعا قويا بأن ثمة خللا ما في أوساط المثقفين العرب. خمسة من الكتاب العرب في اقطار مختلفة هم: كنعان مكية العراق ـ حازم صاغية لبنان ـ صالح بشير والعفيف الأخضر تونس ـ أمين المهدي مصري. أما كتابات هؤلاء العرب فهي بالدرجة الأولي مقالات نشرتها صحيفة الحياةاللندنية, خلال السنوات الخمس الأخيرة, وتعلقت أساسا بالصراع العربي الإسرائيلي, (2) خلاص العراق يكون بنبذ العروبة وإقامة الفيدرالية, أما خلاص الأمة العربية فيكون بالتخلي عن فكرة القومية العربية والتطبيع مع إسرائيل. هذه هي الفكرة المحورية في كتابات كنعان مكية, الباحث عراقي الأصل, الذي يقيم في الولايات المتحدة, ولكنه يحمل الجنسية البريطانية,. في عام91, بعد حرب الخليج الثانية وقيام الانتفاضة الشعبية العراقية التي نجح نظام صدام حسين في القضاء عليها, نشر مكية مقالا دعا فيه إلة إقامة نظام علماني في العراق يغلب عليه التشيع باعتباره وصفا أمثل, لأن العلمانيين الشيعة أقل انجذابا للقضايا القومية, زاعما في هذا الصدد أن العروبة هي شأن سني إلي حد بعيد. وكانت تلك هي المرة الأولي التي تطرح فيها فكرة الانتقاص من عروبة العراق, علي أساس من التحليل الطائفي. استمر مكية يدعو إلي فكرته في كل مناسبة. إذ في دراسة قدمها إلي معهد أمريكان انتربرايز بواشنطن2002/10/3 كرر فيها قوله إن العراق يجب أن يكون لكل أبنائه, مما يتطلب أن يكون عراقا غير عربي ـ كما أنه لن يكون ديمقراطيا إلا إذا كان فيدراليا. بين العرب والأكراد. الفكرة استقبلت بترحيب ملحوظ في الدوائر الأمريكية, حولت صاحبها إلي واحد من المتحدثين البارزين عن مستقبل العراق في مراكز الأبحاث ومعامل اتخاذ القرار. رفع من رصيده لدي تلك الدوائر أن الرجل أقام علاقة جيدة مع الإسرائيليين, وزار تل أبيب عدة مرات, التي منحته جامعتها شهادة الدكتوراه الفخرية. في تطوير لفكرته ربط مكية بين وجود الأنظمة العربية المستبدة وبين الصراع العربي الإسرائيلي, كأن العالم العربي لم يعرف الاستبداد ـ في اليمن مثلا ـ قبل ميلاد دولة إسرائيل ـ وبني علي ذلك أنه لكي يتخلص العرب من الاستبداد, فيتعين عليهم أن يتخلوا عن صراعهم مع إسرائيل. وفي رأيه أن ذلك لن يتحقق إلا إذا تخلصوا مما أسماه ايديولوجية القومية العربية, وما استصحبته من دعوات للتضامن أو الوحدة العربية. في هذا السياق فإنه يدعو إلي نسيان الماضي وتجاوز التاريخ وبالتالي غض الطرف عن كل ما جري في فلسطين طيلة القرن الماضي, ومن ثم التطلع إلي المستقبل وحده والتلعق بآماله ومنافعه ـ في هذا الصدد يقول ما نصه:يتطلب البدء بتكلم لغة السلام مع إسرائيل إعطاء الأولوية لحاجات المستقبل بدل مفاهيم وتفاسير الماضي, بما في ذلك مشاعر الظلم أو المرارة المشروعة التي يشعر بها الكثير من الفلسطينيين.. علينا أن ننبذ بصورة نهائية تلك السياسات القائمة علي التشبث المهووس بالتاريخ, وما فيه من مظالم ـ لاحظ أنه يطالب العرب وحدهم بنسيان التاريخ, ولا يطالب الإسرائيليين الذين كل مشروعهم خارج من رحم التاريخ. (3) خيط التطبيع المجاني مع إسرائيل الذي دعا إليه مكية رصده المؤلف في مقالات مشتركة كتبها كل من حازم صاغية وصالح بشير, وهما يبسطان المسألة علي النحو التالي: ـ الافتراض الأساسي أن الإسرائيليين المتفوقين اقتصاديا لا يجدون في العالم العربي اليوم الجاذبية التي تطلق حماسهم للسلام معه. باعتبار أن المنطقة العربية ليست مثالا يحتذي في أي شيء!. خصوصا في ظل هيمنة الثقافة غير الديمقراطية عليها الأمر الذي يؤسس قاعدة صلبة لعجزنا عن مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي. ـ إضافة إلي ذلك فإن فكرة السلام بذاتها ما تزال مرفوضة في المنطقة, وهذا يصح علي العرب, كما يصح علي الإسرائيليين ـ فالإسرائيليون يرفضون السلام بسبب الهواجس الأمنية, والعرب يرفضونه بسبب نبذ التطبيع. ـ العرب لا يستطيعون حل مسألة الهواجس الأمنية لأنهم لا يملكون القوة. وبسبب قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية فإن العرب يصبحون الطرف المتضرر من ابتسار العملية السلمية. وإذا كان المأزق الراهن عربيا أولا وأخيرا, فإن مسئولية المبادرة بالخروج منه تقع علي الجانب العربي. ـ إزاء ذلك ربما أصبح التطبيع الوسيلة الوحيدة المتاحة بين أيدي الجانب العربي.. والوسيلة التي تسبق بقية مراحل السلام, لا أن تكون ناتجة عنها ـ أما المبادرة إلي ذلك فهي بيد المثقفين والحيز الثقافي. هذا التشخيص أورده الكاتبان في وقت مبكر نسبيا مقالة نشرت في97/8/1 تحت عنوان لابد أولا من تذليل عقبتي الأمن والتطبيع, وفيها اعتبرا أن المشكلة عند العرب, وعليهم أن يبادروا الي حلها, بإشاعة الثقافة الديمقراطية والمبادرة إلي التطبيع مع إسرائيل لكسب ثقتها, وهذا التطبيع ينبغي أن يبدأ ثقافيا, بنسيان القضية الفلسطينية والقفز فوقها. ثمة نص آخر غريب نشر للكاتبين في2000/12/18 اعتبرا فيه أن الانتفاضة الفلسطينية من تجليات معركة العرب ضد الحداثة ـ والحداثة في هذه الحالة هي إسرائيل. وذهبا في هذا الصدد إلي القول: إن الانتفاضة حركة دون حداثة, في حين أن إسرائيل حداثة دون حق. كتابات حازم صاغية الرافضة لفكرة الثورة والنضال, والداعية إلي التحالف مع الاستعمار حتي لا نبقي خارج الحداثة.. في مسعي تفكيك القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها, فإن الكاتب يقلل من أهمية الاستيطان وتقطيع الأراضي الفلسطينية, مدعيا أن الجغرافيا لا أهمية لها, وأن الأهم هو السلام, وفي الوقت ذاته فإنه يدعو إلي ابعاد ملف اللاجئين عن أي تعامل مع القضية الفلسطينية, محبذا فكرة اسقاط حق العودة لهم, ثم إنه يتهم مجتمعاتنا بالتخلف لأنها لم ترتق بعد إلي مستوي القبول بالتطبيع, ويذهب إلي أنها تعظم الشهادة, لأنها مجتمعات زراعية تعيش ثقافتها علي هامش الفولكلور. أكثر من ذلك فإن الكاتب حين يتحدث عن أهمية التطبيع الثقافي, فإنه يدعونا إلي إعادة النظر في مشروعية وجود إسرائيل, بحيث تري كحق وليس كأمر واقع, ذاهبا في هذا الصدد إلي أن لها الحق في الوجود بالمنطقة العربية كما للسوريين واللبنانيين والعراقيين. لأن وجودها هو من نتائج الحرب العالمية الأولي, كما أن وجود لبنان وسوريا والعراق كدول هو من نتاج تلك الحرب ـ لاحظ أن الكاتب يتجاهل حقيقة أن الدول العربية المشار إليها لم تغتصب أرض أحد, ولم تستجلب شعوبها من الخارج وتطرد أصحاب الأرض كما في الحالة الإسرائيلية ـ ثم إن وجود إسرائيل هو أيضا من نتائج المحرقة النازية في الحرب الثانية, التي تمثل مأساة إنسانية كبري, لابد أن يتعاطف معها العرب, علي نحو يجعلهم يتفهمون الأسباب والمبررات الأخلاقية لقيام دولة إسرائيل ؟!. (4) الموقف الفكري للكاتب التونسي, الشيوعي السابق, عفيف الأخضر, وهو نص مفتاح, لأنه يفسر هجاء الأخضر وازدراءه لكل ما هو عربي وإسلامي. في الماضي والحاضر, ومن ثم حماسه المفرط لما هو أمريكي وإسرائيلي بطبيعة الحال. وهذا الحماس جعله ينحاز ضد المقاومة الفلسطينية, وبالذات العمليات الاستشهادية, ويتبني الموقف الإسرائيلي الذي يتهم العرب بعامة والفلسطينيين خاصة بأنهم ضد السلام. في التعبير عن إعجابه بالنموذج الإسرائيلي دعا الأخضر الفلسطينيين والعرب إلي ممارسة ديمقراطية تستلهم النموذج الإسرائيلي, واعتبر أن إسرائيل هي الحل ـ قائلا: إن وجود إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط يمكن تحويله من خطر إلي فرصة, بما هي دولة غنية بالمعونة الأمريكية؟! وحديثة وديمقراطية قد تكون قدوة حسنة لمحيطها الفقير, التقليدي واللاديمقراطي, وتكون قاطرته نحو الحداثة.. ومن خلال بناء سياسة مشتركة.. لإنقاذ البحث العلمي العربي.. لأن إسرائيل تضاهي الغرب في هذا المجال.. ومن خلال زراعية مشتركة, لأن تحديث الزراعة في إسرائيل يضاهي الغرب. ومن خلال سياسة اقتصادية مشتركة تنقلنا إلي عالم المعلوماتية. الأهم من ذلك كله أن إسرائيل ـ في نظر الكاتب ـ قادرة علي أن تساعدنا علي تحديث اللغة العربية علي غرار اللغة العبرية(!) ـ مقالة نشرت في1999/7/24. ذلك كله ـ بما فيه تحديث اللغة العربية! ـ يمكن أن يحدث للعالم العربي بشرط واحد: أن يسلم للإسرائيليين بما يريدون وينسي القضية الفلسطينية!. خامسهم كاتب هاو غير معروف في مصر اسمه أمين المهدي افسحت له جريدة الحياة صفحاتها حينا من الدهر ـ صار يكتب بعد ذلك في بعض الصحف الطائفية والإسرائيلية ـ فنشرت له مقالات محدودة خصصها لهجاء العرب والتغزل في الحركة الصهيونية والإعجاب المفرط بإسرائيل إلي حد الدفاع عن الاستيطان, الذي اعتبر أنه زحف إلي فلسطين,, ولكنه تفوق علي أقرانه بامتداحه للحركة الصهيونية التي قال عنها في إحدي مقالاته نشرت بالحياة في2000/2/11: جاءت الصهيونية إلي بلاد العرب, عبارة عن ايديولوجية خلاصية شعبية, وهنا تكمن في دوافعها وجوانبها الإنسانية وسلكت الصهيونية في التنفيذ مسلكا علمانيا عقلانيا, مؤسسيا وديمقراطيا. إن المشكلة ـ للأسف ـ ليست فقط في الترويج لهذه الثقافة البائسة, ولكنها أيضا في الأجواء التي هيأت مناخا مواتيا لإطلاق ذلك القدر من السموم من خلال المنابر الإعلامية العربية. ويتضاعف الأسف إذا أدركنا أن تلك الجرعة من السموم جري بثها من منبر واحد, فما بالك إذا جمعنا الكتابات المماثلة التي حفلت بها المنابر الأخري. "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - شحيتاوي - 01-18-2005 [B] إن كان كنعان مكية، وحازم صاغية، وصالح بشير، والعفيف الأخضر، وأمين المهدي، عملاء لليهود، فإن كلب اليهود المدلل والمدرب هو فهمي هويدي. أما كتابته لهذا المقال، فهو يهدف به إلى أن يلحس عقول قرائه من الحمير البشرية بعد أن يوهمهم بأنه يمثل الشرف والطهر والوطنية، في حين أنه أكثر نجاسة من هؤلاء الخمسة، وأقدم منهم في مجال العمالة لليهود. "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - Jupiter - 01-18-2005 فهمي هويدي كاتب إسلامي ومن تلامذة محمد الغزالي وهو يقصد بالمؤلف المشترك بين حازم صاغية وصالح بشير كتابهما الذي صدر عن دار رياض الريس "تصدع المشرق العربي " "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - شحيتاوي - 01-18-2005 [B] فهمي هويدي ليس كاتبا إسلاميا كما يعرف العامة عنه ذلك، بل هو عميل لليهود يتستر بالدين، مثله في ذلك مثل المأفون عبد الباري عطوان والذي يظهر الوطنية والتحرر والدفاع عن بن لادن، في حين أنه كلب عميل من كلاب اليهود. "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - Jupiter - 01-18-2005 اقتباس: شحيتاوي كتب/كتبت أنت أكبر عامي في هذا النادي .. فاكر نفسك مين يعني ؟ :lol: "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - ضيف - 01-18-2005 اقتباس: شحيتاوي كتب/كتبتأخي العزيز من السهل أن تورد ألف تهمة ولكن من الصعب أن تورد دليلا واحدا؟ هل لك بدليل على ما قلت أخي حول عمالة فهمي هويدي؟ أو عبد الباري عطوان؟ وبعدين أصحح لك معلومة عبدالباري عطوان هو قومي عراقي لا علاقة له ببن لادن الا انه قد أجرى معه مقابلة وهو معجب بشخصية ذلك الرجل وهذا لا يعني انه من أتباعه....والا فانت تعرف ماذا سيحل به وليس تيسير علوني عنا ببعيد (f) "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - شحيتاوي - 01-18-2005 اقتباس: أبو عمار كتب/كتبت[B] إنك لو قلت لعميل فلسطيني خائنا لشعبه يعمل لحساب إسرائيل بأن كلب اليهود الملحد ياسر عرفات قد أسس مدرسة في الخيانة والتآمر، لرد عليك بذات ما رددت به علينا، وهو: هل لديك دليل على عمالة عرفات؟ ولو أحضرت له ألف دليل ودليل فلن يقتنع وسيظل يحاججك. تصحيح معلومة: عبد الشيطان عطوان ليس عراقيا كما ذكرت أنت ذلك، بل هو فلسطيني عميل للموساد الإسرائيلي مقيم في لندن ويدير صحيفة القدس العربي، وأيام الإحتلال الأجنبي البعثي البائد في العراق، وجهت له عدة تهديدات بالقتل بسبب تأييده للإحتلال الأجنبي البعثي ورئيسه صدام إبن صبحة. بقي عليك أن تفسر لنا كيف ولماذا اتخذ خصوان هذا موقفا متناقضا عندما أيد الإحتلال الأجنبي البعثي الإلحادي في العراق، وفي نفس الوقت أيد بن لادن والذي يفترض بأنه "مسلم مجاهد". ويبدو أن خصوان هذا كان يراهن على أن شدة قمع أنظمة الحكم الماسونية في العالم العربي قد حولت الإنسان العربي إلى حمار بشري لم يعد يميز بين المواقف الصحيحة والمتناقضة. "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - محارب النور - 01-18-2005 [SIZE=4]السيد"شحتاوي" واضح انك من هواة تربية القطط والكلاب,فهمي الهويدي كلب,مكية كلب ,عطوان قط بري ,يا اخي حسن من الفاضك ما هاكذا تورد الابل . ما هاكذا تكسب الناس ,دوما تقبل من الناس احسن افعالهم اليس هذا مكتوب في القران ,ان نتقبل من الناس احسن ما عندهم .ونتجاوز عن سيئاتهم والله غفور رحيم . بالعكس فهمي الهويدي كاتب جيد ولقد ارخ لثورة الايرانية بشكل جيد وعندة كتاب ايران من الداخل وهو من القلة التي قابلت الامام الخميني والذي اخشى ان تلقبة ببقرة او شي اخر . رجل في كتابة يقول انا مع الاسلام في كل شي وفي كل مكان ولقد ارخ لمحاربين في افغانستان كذلك . محارب النور "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - اخناتون - 01-18-2005 أول حاجة هي (خمسة)...وليس (خمس) يا أبا صالح. وثاني حاجة، تمتعوا بقراءة هذا: [CENTER]رسالة الى صديق سابق ... لا ينزل عن منصة الشرطي حازم صاغيّة الحياة 2004/12/10 عزيزي بلال الحسن, اهنئك, اولاً, على كتابك الجديد الصادر عن "دار رياض الريّس للنشر", والحامل عنوان "ثقافة الاستسلام: قراءة نقدية في كتابات كنعان مكيّة, حازم صاغية, صالح بشير, العفيف الأخضر, امين المهدي". وأشكرك, ثانياً, على وصفك لي بأنني "شخص متميز وصوت متميز (...) نظيف وصادق وذكي وودود وقلق". اما وقد أفردت لي 93 صفحة من كتابك من اصل 276 صفحة, شاركني في 17 صفحة منها الزميل صالح بشير, فقد لفت نظري انك لا تعرفني جيداً على رغم صداقة امتدت ثماني سنوات في بيروت, ثم تواصلت بتقطّع وتفاوت في عواصم اخرى. وإبان تلك السنوات جمعتنا شؤون وشجون كان في عدادها نزهة لا تُنسى في سيارتك. يومها, وبينما كنا ننجو من قيادتك المتوتّرة, تعرضنا لإطلاق نار من رشاش كان يحمله جندي في الردع العربي السوري, اصابت رصاصة منه زوجتك الصديقة هانية ولامست رصاصة اخرى وجهي. لذا لا بد من تذكيرك بأمور لا تهم احداً, وما كنت لأذكرها لولا إتيانك عليها بقصد تلوين الكتابة والإيحاء باطّلاع الكاتب. فأنا, يا بلال, جيء بي من افريقيا وعمري ستة اشهر. وعليه لا يصح قولك عني: "على رغم هجرته, فإنه تمكّن من اللغة العربية تمكّناً ملحوظاً". والحال انني, لسوء الحظ, لم أزر من افريقيا بعد ذاك إلا البلدان العربية في شمالها. وأنا لست من البترون, كما يوحي هامشك في الصفحة 67, لأنني من عكار, ويفصل بين القضاءين قضاءا الضنية وطرابلس وبعض ساحل الكورة وزغرتا. كذلك لم أكتب دراستي "الحاقدة" عن ام كلثوم بعدما كتبت "وداع العروبة", بل قبل ذاك بعقد من الزمن. اما لماذا هي "حاقدة" وتكشف عن "حالتي" ورغبتي في "التدمير", فموضوع اؤجّله قليلاً. مع هذا فأنت "تتذكّر" جيداً احداثاً أسبق من هذه, فتقول انك كلّفتني بدراسة عن ايران اواخر السبعينات, اعطيتَني شهراً لإنجازها فأنجزتُِها في اسبوعين! و"تتذكر", فوق ذلك, ما لم يحدث بتاتاً من انني اتيتك في 1984 بدراسة عن الهند وأندونيسيا "مكتملة فنياً" لكنك رفضت نشرها في "اليوم السابع", لأنني أطبّق فيها الطريقة اللبنانية في النظر الى الطوائف. وأقول ان هذا لم يحدث لأنني لم أكتب مرة في حياتي دراسة, لا مكتملة فنياً ولا ناقصة, عن الهند وأندونيسيا. وأصارحك القول ان ما أعرفه عن الهند واندونيسيا لا يزيد إلا قليلاً عما تعرفه عن "ثقافة الاستسلام". بيد ان اختلاط الوقائع والأخيلة يبلغ ذروته حين تقرر التالي: "بعد دخول كنعان مكيّة الى خشبة المسرح ]اي "ثقافة الاستسلام"[, ولجه كاتبان جديدان هما حازم صاغية (اللبناني) ]هذه ضبطت معك[ وصالح بشير (التونسي), اللذان توليا كتابة مقالات مشتركة تنطلق من افكار كنعان مكيّة وتسعى ان تصل بها الى نهايتها, فتضيف بعض المستلزمات الفكرية الجديدة...". يكبر قلقي عليك يا بلال. فلعلك نسيتَ كيف اننا بمشقّة قصوى نجحنا في الحفاظ على صداقة كان يهددها يومياً سلوكك كرقيب صارم في جريدة "السفير", بين 1980 و1982, وسلوكي كـ"مستسلم", وهذا قبل ان تسمع وأسمع ويسمع صالح بشير بكنعان مكيّة! إذاً, دعني أذكّرك ببعض ما ينبغي التذكير به. عهد ذاك كنتُ واحداً ممن يدافعون في "السفير" وأرشيفها شاهدنا, عن "الاستسلام". فما تسميه انت كذلك كنت أراه وقفاً لاستباحة متمادية يمارسها صديقك أبو الهول وتابعوه في الميليشيات اللبنانية وحلفاؤه من الجنود السوريين الذين أطلق احدهم النار علينا في ســيارتك. هؤلاء كانوا يمثّلون "الصمود" و"التصدي" ممن كنتَ انتَ شديد الحرص على سمعتهم, وهي مهمة صعبة لا تُحسد عليها. ولأن هؤلاء كثيرون ومتشعّبون, انظمةً ومنظماتٍ وأجهزةً ودولاً, كان على واحدنا حين يكتب ان ينقّل اقدامه بحذر شديد كي لا تقع على رأس من هذه الرؤوس. وكنتَ أنتَ شخصياً حارس الرؤوس التي في سويّة الأرض, تلتقطها وترفعها الى الأعلى ما وسعك الإعلاء. فرحنا ننتظر, والحال هذه, يوم اجازتك علّنا نصيب عصفورين, فنمرّر بعض "الاستسلام" الذي كان يتحمّله زملاء لا تعوزهم الرحابة, كالأستاذ محمد مشموشي ويُتاح, في الوقت عينه, لأبي فراس ان يُمتّع بالشباب. وإن شئتَ, يا بلال, ان تتسلّى, ارجع الى اعداد "السفير" عهد ذاك, فإذا فعلتَ وجدتَ ان اكثرها كآبة وضيقاً بالخلاف هي التي اشرفتَ عليها بشخصك الكريم, فجاءت ممهورة بتعليق او افتتاحية يؤكدان ان بلالاً مرّ من هنا, بالمعنى الذي كانت "تمرّ" فيه الميليشيات. بالتأكيد تبدو ذاكرتك قوية في أمور أخرى أهم, كالتواريخ والمجازر والنكبات التي تحذّر من نسيانها. وهذا, يا بلال, كان ليهون لو كانت القضايا تثمر على يديك وتزهر. اما ان تقتصر على تعداد خطابي للأسماء والمناسبات فيما نُضطر لدى البحث عن المعرفة الفعلية الى مراجعة تواريخ الأعداء وأرشيفاتهم, فهذا ما يجعل الأعداء حَفَظة الذاكرة, ويجعلك زجّالها. ودعنا هنا نقلّب الأمور على وجه او وجهين. فإذا كان في وسع خمسة اشخاص تدمير التاريخ والذاكرة والثقافة والصمود والقضية, غدونا امام احتمالين لا ثالث لهما: إما ان هذه العناوين الضخمة مدمّرة اصلاً, او ان هؤلاء الخمسة ذوو طاقة خرافية تضخّها تلك المؤامرة اليهودية العالمية الشهيرة أو ما يشبهها. وهذه الذهنية التي تجمع التآمري الى القمعي جزء منك متأصّل لم تنجح سنوات مديدة قضيتَها في باريس في تذليله, كما لم تقو على تغييره تحولات لا تقل جسامة عن سقوط المعسكر الاشتراكي و11 ايلول (سبتمبر) وانهيار طالبان وصدّام وحرب العراق وحروب فلسطين ونهوض العولمة. وبالمناسبة, اعجبني نقدك لي بأنني أطبّق الطريقة المتبعة في تحليل الطوائف اللبنانية على غير لبنان. لقد اصبتني بمقتل عراقي ومقتل سوداني, وبما لا يُحصى من مقاتل تربط الصومال بيوغوسلافيا. فهل صدف ان مرّت امام عينيك, تلك الفكرة التي ابتُذلت لشدة تردادها عن يقظة الهويات والعصبيات في السنوات الأخيرة؟ واسمح لي ان اقول انك لا تحسّ بالزمن ولا يقول لك التاريخ شيئاً. فأنت لا تزال تظن ان "حركة التحرر الوطني" تستجمع قواها لإحداث واحد من اثنين: إما تحرير فلسطين طريقاً الى الوحدة العربية, وإلا, وهنا حدود الاجتهاد, فتوحيد العرب طريقاً الى فلسطين. انتبه يا بلال, هذا التفكير لا يوفر لك اية مناعة حيال المآسي, ويُستحسن ان تضع في اعتبارك ان الإقامة في باريس نفسها, حيث يوالي ساركوزي صعوده, قد لا تعود, لسؤ الحظ, مريحة وآمنة. لهذا كان على من يحبّك ان يطالبك بالإسراع في الوصول الى العام 2004, وهذا لأجل منفعتك الشخصية, ولو على حساب قناعاتك الظافرية. وأودّ ان أذكّرك بأنني قلت لك مرة مازحاً, وكنتُ جاداً, انني "منذ رأيتك في 1974 بدوتَ لي تعيش في 1957, تسكنك الحماسة لإقامة الوحدة بين مصر وسورية. ومذّاك وأنت ترجع عامين الى الوراء كلما تقدم بنا الزمن عاماً الى أمام". وهذا ما يفسّر انك اليوم تحط في اواخر القرن التاسع عشر, حيث ترفرف اعلام الأمم المنصورة بعد حروب قومية ظافرة. ودعني اصارحك بأن انفصالاً كهذا عن الزمن يتبدى في كل سطر من سِفرك الجليل, لا يخفف منه اطلاقاً ان تضع بالإنكليزية اسم American Enterprise Institue بعد "معهد اميركان انتربرايز". يصحّ هذا في الأسلوب والمنهج, حيث تلصق "صيحتي استنكار" بالفصل الثالث, و"صوت مفاجئ" بالفصل الخامس, وتعوّل على "قالوا... ويقولون...", خصوصاً في الصفحة 235 فصاعداً. لكنه يصحّ في المضمون, على ما يتجلى في وجوه عدة. فأنت تعجز في "تفنيدك" لـ"ثقافة الاستسلام" عن الإتيان بفكرة واحدة جديدة. وهذا ليس مرده, بالطبع, الى سبب بيولوجي إذ يصدر, والحال هذه, عن مدى اطمئنانك الى ما قاله الأسلاف الصالحون ممن أعفوك من عناء المهمة. وجلّ ما قاله هؤلاء كلام بسيط زاده بساطةً تأويلك لهم. فهم قالوا اشياء بالغة الصحة إلا ان صحتها تجعلها خاطئة. وهذه عبارة صعبة اسمح لي ان اشرحها لك قليلاً, خصوصاً انك تذكر الصعوبة والتعقيد بامتعاض عدداً من المرات في كتابك, وأتخيّلك حيالهما تعاني فرط الإجهاد وتتصبب عرقاً. لنأخذ, مثلاً, عبارة من نوع "هل ننسى تضحيات الشهداء؟" او من نوع "ينبغي ان يُستعاد الحق الى اصحابه". هل يرقى الشك الى صحة هذه العبارات؟ بالطبع لا. لكن عمومية هذا الكلام تجعله مثل الشعارات, بل تخرجه عن كل سياق محدد كما تطرحه على قارعة الاستخدام لأغراض لا حصر لها, بعضها حسن النيّات وبعضها سيئها. لا بل حين تبلغ صحة العبارة درجة تستحيل معها البرهنة على خطئها, تكون العبارة هذه خارج مجرى الحياة نفسه وخارج تحولاتها. لهذا ربما كان اتهامك لي بـ"السرعة" في بلورة الأفكار صائباً, لكنني لا أخفيك ان بطئك, وبطء من يشابهونك في الأفكار, سبب من اسباب سرعتي وسرعة من يشابهني. فهل يعقل, يا بلال, ان يكتب المرء, منذ مقالته الأولى حتى مقالته الأخيرة, نصاً واحداً مفاده الدفاع عن "القضية" التي هي "حق" في مواجهة "العدو" الذي هو "خطأ"؟ وهل يعقل ان يكون ما تفعله هو نفسه ما سبق ان فعله الأسلاف الصالحون منذ احتكاكهم الأول بالاستعمار الغربي؟ أولا يصيبك الضجر؟ ان الضجر وحده يكفي لكي يظهر "استسلاميون" عرب يستعجلون اللحاق بعد هذا البطء كله. فأنت لفرط تعودك على لغة الأسلاف الصالحين, ولكثرة انشدادك الى عمومياتهم التي تطفح صواباً بليداً, ما عدتَ تستطيع فهم النصوص الخارجة عن هذا النسق الحاكم. وسأعطيك هنا مثلين اظنهما واضحين: لقد كتبنا, صالح بشير وأنا, مساجلين ضد نظرية الأمن الإسرائيلي المطلق, فقلنا ما معناه ان الهاجس الأمني يلازم كل واحدة من الدول, وأن الهاجس اياه يتخذ في اسرائيل تحديداً حجماً مضــخماً بسـبب المحرقة وتاريخها وقيام الدولة العبرية في محيط تعاديه ويعاديها. إلا ان الهاجس المذكور كفيل, ما لم يلجمه دخول مغامرة السلام, بتخريب كل سلام وكل سياسة. وهذا المعنى هو ما صنّفه سِفرك الجليل خدمة لمصالح اسرائيل لمجرد اعترافنا بحقائق يعرفها تلامذة تكميليون. فهل تظن, يا بلال, ان لا خصوصية لذاكرة المحرقة ولا لموقع اسرائيل حيال جيرانها وموقع جيرانها حيالها؟ وهل تعتقد ان هذه الهواجس كلها ما هي غير مؤامرة صهيونية استمالتنا إليها, نحن العاملين "بوعي من اجل هدم عوامل الصمود الذاتي"؟ كذلك كتبنا ما معناه ان التطبيع الثقافي اداة للتأثير في الإسرائيليين اكثر من الجيوش المنهارة والاقتصادات المختلة. وهذا ما يُفترض ان يُفهم تثميناً للدور الذي يمكن للثقافة العربية, قياساً بالأدوات الأخرى, ان تلعبه. غير ان نباهتك غير المسبوقة قادتك الى تفسير هذا الكلام ضلوعاً في مؤامرة لخدمة اسرائيل وتهديم الثقافة العربية. فهل تظن اننا لا نزال قادرين بالجيوش والأدوات الأخرى على التأثير (حرب تشرين, لمعاوماتك, لم تكن نصراً...) ام انك لا تريد التأثير اصلاً في الإسرائيليين (وهو ما تنفيه في مكان آخر من كتابك؟). ووفاؤك للأسلاف الصالحين هو ما يقودك طائعاً الى التخوين... بعد كل ما حصل! فـ"أدوارنا", كما تقول, "موزّعة" و"موكلة", وخدمة اسرائيل هي هدفنا... الى ما هنالك من ترّهات. فانزل قليلاً عن منصة الشرطي الذي يحدد ذات اليمين وذات اليسار, وكيف يكون السير على صراط مستقيم. فأنت, يا بلال, لأنك أسير التعميم الموروث, عاجز عن التقاط الفوارق والتفاصيل, وإلا لما أدرجتَ الخمسة الذين ادرجتَهم في خانة واحدة وأضفتَ إليهم اسمين آخرين (خالد الحروب وسمير اليوسف) حاولتَ, من منصتك تلك, التقليل من اهميتهما والاستخفاف بهما. ولو بذلتَ بعض الجهد لمعاندة القالب الذي يُثقل عليك لأدركت ان بين الخمسة اولئك عدداً من الفوارق كبيراً, مع انهم كلهم يقولون كلاماً يبدو لك غريباً عجيباً. ولأنه هكذا, يكون التنميط والتأحيد العلاج الوحيد لـ"فهمه" وتوهّم السيطرة عليه. فهؤلاء اتخذوا مواقف مختلفة من حرب العراق وانتخابات اميركا ومفهوم الليبرالية "الخطيرة" ووظيفتها, بحيث لا يجوز ردهم الى "المحافظين الجدد" وشارون ونتانياهو. عيب يا بلال! وعلى ذكر الأخير, هل تعرف انني نشرت في "الحياة" احد اطول النصوص التي كُتبت بالعربية عن نتانياهو, وهو ما فعلتُه مع انتخاب جورج دبليو (الذي يشاركك حب النشيد الوطني)؟ وكي لا تتهمني بالترويج لنتانياهو وجورج دبليو, وكل التوقعات تغدو ممكنة حين تمدّ يدك إليها, راجع النصّين هذين حيث النقدية ابعد من مجرد الدفاع السقيم عن "شرف الأمة وتاريخها وتراثها وثقافتها وصمودها". ولا أقول هذا طمعاً في براءة ذمة منك, معاذ اللــه. بل اقوله كي أُظهر حـجم الفوارق التي تسهو عنها حين تقرأ تبعاً لوعي مُبلّط ثم تهرع الى إصدار الفتاوى. فالفارق بينك وبين اصحـاب الفـتاوى الحكّام انهم يحكمون وأنت لا تحكم. وهذا ما يجعل رغبتهم في القتل قابلة للتنفيذ ورغبتك قابلة لإطلاق القــهقهات. وانت, فوق هذا, تستمد سلطتك في إصدار الفتاوى من هزائم لا تُحصى يُفترض بعدها تقديم الاعتذار عنها بدل المضي في التخوين. والحق ان المبرر الأول لـ"الاستسلام" هو قطع الطريق بأسرع ما يمكن على انتهاكات تلك "الثقافة" التي تمثّل, والتي بات ينبغي التدخل لردعها عن التــسبب بمزيد من الهزائم والتردي الذهني. وإذ يجـافيك التذاكي تكرر, للمرة المليون, تلك الحجة التوتاليتارية البائسة في اتهام الآخرين بنوازع التدمير وامتلاك النفوس الحاقدة والمريضة, مما كانت عقوبته مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية التي "تعيد التأهيل", او الاستئصال او, كحالة قصوى في العقاب, الحرق في افران غاز. وفي حماســتك للتطهير الثقافي يخونك الانتباه الى ان كتاباً يحمل عنوان "ثقافة الاستسلام" لم يعد يملك شيئاً من الفاعلية التي كانت له في العقود الخوالي. فها هي بلدان وقطاعات عربية متعاظمة تنضمّ تباعاً الى ما تسميه "الاستـسلام". مع هذا فإنك لا تتجرأ على سياسي واحد "استســلامي", او على رجل اعمــال, او زعيم عشيرة, "استسلامي", بل تستعرض شجاعتك ضدّ كتّاب زملاء. ويفوتك وأنت تفعل هذا ان تنتبه الى المسخرة التي ينطوي عليها عنوان نقيض يتناولك ويتناول اصحابك, مثل "ثقافة الصمود"! وأنا لا تخامرني ذرة شك في نزاهتك الشخصية. لكن هذا لا يمنعني من القول انك "موضوعياً" موظف في آلة دعوية تدافع عن الوضع القائم لأن اصحابها مستفيدون منه. وما اقصده بالوضع القائم تلك المنظومة الفقيرة عن النضال والتحرير التي انجبت "كتّاباً ومفكرين ومبدعين" لم يفعلوا غير تقريب الموت من غيرهم وتحبيب غيرهم بالموت. وقد كان لاندفاعتك في خدمة المنظومة البائسة تلك ان حرمتك الذوق الذي تتصف به عادة. فأنت تطالب مصرياً وعراقياً وتونسيين ولبنانياً بأن ينخرطوا في ما انت منخرط فيه بالصورة التي تحددها انت لهم, من دون اي اكتراث بأوضاع بلدانهم وظروفهم وخصوصياتهم. فإذا ما فعلوا العكس وخالفوك أُدرجوا في باب... "الاستسلام". وهو, فوق هذا, كلام قد يؤذي في بعض البلدان التي تفكر حكوماتها على طريقتك, وقد يتسبب بتشويه وأذى معنويين. هذا كله مؤسف ومؤلم, بل مخيف: مخيف لأنه يقدّم مرآة اخرى عن حالنا الثقافية والسياسية التي تحتفل بصدور كتابك. فكأنما الحضارة التي يرى البعض انها ابتدأت مع صوت بلال الحبشي, تعلن انتكاسها المريع مع صوت بلال الحسن ومن شاركه العقل والقول. "الحياة "يكتب فيها خمس كتاب عرب عملاء للصهاينة - Awarfie - 01-18-2005 و ذلك ليصب عليهم جام غضبه بعد ان افلس الفكر الانتحاري امام واقعية اولئك الكتاب أالذين لا يرون في الفكر الانتحاري الا موتا مجانيا في مرحلة من مراحل افلاس الفكر العربي عموما و الاسلامي منه على وجه الخصوص . و لقد عبرت كل كتابات اولئك الخمسة عن نقد حاد و مركز لطوباوية الفكر الاسلاموي و مجانية فكر الارهعاب و القتل المنظم الذي يقوم به في كل الاتجاهات . وما زال فهمي و الذي هو ابعد ما يكون عن الفهم الانساني ينشر العداوة و البغضاء بين الشعوب و يصر على نشر فكر ارهابي فقد صلاحيته منذ 11 سبتمبر و اصبحت كل حركة من حركاته او سكنة من سكناته مؤشر على فرب القضاء على افراده سجنا او موتا . و أصبح ذلك الفكر اجوفا غير قادر على تقديم اية مساعدة للناس سوى بان يعدهم بجنة موهومة و موت مشرف عبر شهادة - لا نعرف من أية مؤسسة يستلمونها- بعد موتهم المجاني . |