![]() |
اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا (/showthread.php?tid=32592) الصفحات:
1
2
|
اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - نزار عثمان - 01-15-2005 تحياتي للجميع .. غالبا ما يرتبط الكلام بمعنى له وظيفة اشارية، من هنا فقد قسم عدد من النحاة اللفظ الى مهمل ومستعمل ليخرجوا اللفظ المهمل من مثل (ثالفحنم ) من مجموع الكلام.. وتتشكل اللغة على ما هو معلوم من مجموع الكلام المستعمل .. فبه تتقوم اللغة .. وبه تكون .. ولا يخفى على احد ابدا ذلك الارتباط الوثيق غير القابل للانفكاك ما بين اللغة والفكر.. فلا يتم التعبير عن الفكر او الاطلاع عليه، او حتى تحريكه او تمحيصه الا باللغة، والفت هنا الى واحدة من اقدم الاشارات الى تلك العلاقة مابين الفكرالفلسفة واللغ عبر افلاطون في حواره مع كراتيل حيث عالج اشكالية علاقة الاشياء بالاسماء، وكانت النتيجة ان انتهي شيخ الثالوث الفلسفي اليوناني الى ان الاسم يعكس المسمى وينبثق من طبيعته.. وعليه، ودون الدخول في تفسيمات اللغة او اشاراتها فيما هو محدد او غير محدد .. فالمسميات والمعرفات والمصطلحات المستخدمة .. حتى ولو كانت مرتجلة تكون معبرة عن خلفية لها وقعها في ذهن المتلقي ممن يشترك مع الملقي في نفس الخصائص المفاهيمية التي يمكن ان نعبر عنها باللغة .. وهنا تتطور اللغة بمنهج تصاعدي ليتسع مجالها اكثر بحيث لا تعود معبرة عن مجموع الالفاظ والكلمات والمسميات التي تدلل عليها .. بل ترتبط اولا بماهية اسلوب ونمط العقل المفكر فيها ومن خلالها لتعبر عن خصوصيته (والخصوصية لا تعني عنصرية البتة) ومنهجه واسلوبه وتطلعاته، وتتمحور ثانيا كقطب مشكل لمجوع الاقطاب المتمحورة من خلال التاريخ، والارض، وفي بعض الاحيان الدين ... لتكون واحدة من هذه الروافد المؤسسة لمعنى الجماعة - اي كان مسماها- .. وواحدة من تأثيرات اللغة غالبا ما تكون تحديد الانا .. فـالانا المتكلم هو ذاته اجمالا الانا الفلسفي، وبالطبع لا يمكن ان يفهم الانا الى عندما يعبر عنه بالقائلية .. وهنا تتأكد اولى معاني الذات .. ويكون احد اهم مؤكداتها متمثلا باللغة .. وبالطبع ودون مزيد من الاطالة .. فالحديث عن الذات بستوجب ويستصحب بذاته بنوع من الدلالة الالتزامية المتبادرة معنى الاخر .. وهنا ايضا تجدر الاشارة، الى ان مفهوم الاخر كما مفهوم الانا قد يستعصيان بطريقة ما على التعريف .. وهنا اذ تتحد الانا في اناها وتتبلور باطار جماعي في بعض الاحيان لتتأسس كذات بمقابل الاخر .. يتعدد الاخر من خلال الاسس المبنائية المشكلة لاناه الخاصة .. بهذا تتعدد من خلال ذات الانا طبيعة علاقتها مع الاخر .. وبالتالي تتعدد طبيعة تسمياتها له من مثل : مغاير، مباين، مختلف، ضد.... الخ .. بهذا فالعلاقة الاشكالية الجدلية بين الانا والاخر، غالبا ما تتطور في منهج ارفع يتحدد من خلال مجموع الانا المعبر عنه بالذات .. والذي غالبا ما يتأطر من خلال مفهوم آخر هو الهوية .. ليعالج من خلالها ما يعبر عنه بالاخر بالنسبة اليه .. وهنا تطرح الثوابت .. فمن دون الثوابت لا يبقى للذات اي هوية .. بل ما يبقى غالبا هو نوع من القناع المشوه الملفق فكر وذات انطوتا في غياهب التاريخ .. والافضل حينها لمن يرتبط واقعا وفعلا بروابط اللغة والارض والتاريخ مع هذه الهوية الملفقة وغير المعبرة فعلا عن ذاتها ان يموت .. فالهوية الفعلية لا يمكن لها ان تتبدل في ذات الفرد كفرد .. فالماضي والتاريخ والبيئة والمؤثر تبقى فاعلة في عمق الفرد كفرد حتى ولو اعلن نكرانه واستنكاره وعدائه لها .. بهذا نعود الى مفهوم الاخر .. فالاخر يقسم الى اقسام عدة باعتبار الفرد كفرد وباعتبار الجماعة .. ولا يسع المجال كثيرا للاطناب في معاني الاخر.. لكن لا بأس من تناول الاخر الوجودي، الذي غالبا ما تحكمه حاجة التملك والاخضاع للطرف المتشكل له كآخر .. فهذه الامور من الثوابت المؤسسة والبانية لركن ذاته واناه كذات وكأنا.. ولا يمكن له باي طريقة ان يستغني عنها والا لباتت هويته هو ملفقة ومشوهة، وبالتالي لا يبقى له من هوية .. وهنا بمنطق القانون الثابت الاجتماعي والتاريخي يفرض الصراع نفسه .. ويتعدد الضد .. ما بين ضد اول متمثل بالماضي الذي بات على شفير الموت.. وضد آخر وجودي يريد ان يقضي على كل تاريخي وحاضري ومستقبلي .. وهنا يكمن التحدي .. فهل اكون على استعداد للدفاع .. ام اغرق في المعاني الرنانة والجميلة التي لا تخدم الا مصالح الضد .. حيث لا مستقبل فعلي لي بها الا بالانهيار امام سطوته .. هل بمزيد من الانهزام حتى ولو بالمزاح او بالاستفزاز احقق ذاتي وانصر هويتي ؟؟ لا اظن فالتحدي كبير.. والضد .. لا بل العدو جد خطير .. وهنا تكمن الامانة الكبرى للهوية التي خصصنا بطبيعة التاريخ والجغرافيا بها، عبر اللغة .. فالخيانة احيانا -وعذرا على هذا الاستخدام- قد تتعدد بتعدد استخدامات اللغة والمسميات حتى ولو من غير انتباه او غير قصد .. فاللغة والمسمى هما امانة الهوية بين ايدينا فلنكن على قدر الامانة .. الحديث قد يطول .. ولكن اترك المجال للحوار لمن يحب من الزملاء الافاضل .. وشكرا اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - جقل - 01-15-2005 تحية... هل أستطيع أن أفكر أذا لم يكن لدي لغة؟؟!!! أكيد لأن التفكير هو عملية مادية تقوم على سيالة عصبية,و ليست اللغة ألا أداة ووعاء للفكرة و هي تابعة له.و هي وسيلة أتصال مع الآخر المختلف,أستطيع أكتساب المعرفة بمعزل عن اللغة,و لكن قد يكون من الصعب شرح ما أعرف بدون اللغة.لذلك فالمعرفة شيء أكبر بكثير من اللغة. اللغة هي مجموعة من الرموز الأصطلاحية توضعها بطريقة معينه ينشأ جمل معبرة,و هي لا تشكل رافد ولا مصدر لأنها مجرد خزان يحتوي الفكرة لا أكثر.و قد لا تطبع الأنا بخصوصياتها لأن الأنا نفسة من قام على ترتيبها و توضيبها بهذا السياق لتأخذ هذا المعنى.و قد ينحصر دورها في تمثيل ما أريد نقلة من أفكار. و لم تعد اللغة هي الوسيلة الوحيدة لأيصال الفكرة,فلدينا الفن مثلا يمكن للوحة أن تقول شيئا أو قطعة موسيقية.. يمكنك أعتبار اللغة هوية أو طابع أو شعار و لكن ماذا ستفعل بعد أن تتغير محتوى هذه اللغة لأن طبيعتها تطورية متغيرة و ما كان يتحدث به أبو نواس و صحبة قد يكون عسيرا على الفهم حاليا.و طريقة تمسكك باللغة قد يلقي عليك لوما عنصريا و قد حولت اللغة وظيفيا من وعاء للفكر الى شعار للفكر و ميزة له. و التبدل هو سمة كل شيء ألا التاريخ,و لكن التاريخ ماضي,قد لا يفيد قرنه بلغة ما و رفعة الى مصاف القداسة.و لا يجوز التعامل مع التاريخ بصفة المضارع,فلا شيء يتكرر. مودتي اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - نزار عثمان - 01-15-2005 الفاضل جقل (f) تحياتي واحترامي لا ارى من الضرورة ان ندخل في اطار التقسيم ما بين الفكر والتفكير، فلنأخذ اصل ما تفضلت باثباته الا وهو التفكير .. فمع كونه "عملية مادية تقوم على سيالة عصبية" فهو قد يتوافق مع بعض الاتجاهات وقد يختلف مع الاخرى .. واعرض بعد اذنك بعض ما يؤيد فكرتي .. فالافلاطونية على سبيل المثال تذهب الى تفسير التفكير بالحوار في النفس الذي يتألف من كلمات ذهنية مدللة اجمالا على اشكال محددة والى افراد ايضا .. كما ان النزعة البسيكولوجية تذهب الى تحديد التفكير باعتباره حوار داخلي في النفس يستعمل فيه الصور اللفظية والكلمات الذهنية المشيرة الى ما تدل عليه.. اما الفيلسوف العملاق مارتن هيدغر فيرى ان التفكير هو اكبر دليل على نقص التفكير .. وان ما يدفع المرء للتفكير هو انه لا يفكر... واللغة باعتباره هذا ضرورية للتفكير اذ عندما يتكلم الانسان يفكر وليس العكس.. والخلاصة لما يراه هيدغر في موضوع التفكير انه عبارة عن استجابة لنداء كي نفكر ... بهذا فمع ما تفضلت بذكره من اعتبار ان اللغة هي وسيلة واداة .. نجد لدى البعض تفعيل لها لتكون هي المفعل والمؤثر في التفكير .. ونجد لدى بعضهم ايضا اعطاء نوع من الاهمية لها في التفكير .. بحيث تكون جزءا منه .. وبالطبع هناك من يذهب الى ما تفضلت بذكره .. هذا اولا .. اقتباس:اللغة هي مجموعة من الرموز الأصطلاحية توضعها بطريقة معينه ينشأ جمل معبرة,و هي لا تشكل رافد ولا مصدر لأنها مجرد خزان يحتوي الفكرة لا أكثر.و قد لا تطبع الأنا بخصوصياتها لأن الأنا نفسة من قام على ترتيبها و توضيبها بهذا السياق لتأخذ هذا المعنى.و قد ينحصر دورها في تمثيل ما أريد نقلة من أفكار. ان كلامك يفترض وجود الذات وفعله اجمالا باللغة .. وهنا اذ اشير الى انني لا اريد في هذه العجالة الدخول فيما يسميه الاصوليون (من اصول الفقه) وبعض المناطقة بالوضع التعيني والتعييني، ولكن لابأس بالاشارة هنا الى مرحلة قديمة نسبيا اي الى هراقليطس الذي كان يعتبر ان الاسماء انما يوحى بها من قوة الهية .. فهنا اللغة ترتبط بشئ من التوقف لا بالوضع التعيني ولا بالتعييني وانما بالله في هذا الرأي، اما افلاطون فقد توقف امام اللغة فيما بين كونها توقفية او تواطؤية .. اما ارسطو فقد لازم ما بين الفكر والنطق..هذا بعد ان جعل اللغة رمزا للفكر .. وبالطبع رمزيتها توحي بفاعليتها فيه.. اما نيتشة على سبيل المثال فقد قام على ما تعلم ايها الفاضل بهدم الفلسفة منطلقا من الاعتبارات اللغوية .. ولا ارى المجال مناسبا لمزيد من الاطالة لنذكر المزيد .. بهذا فدور اللغة ليس فقط دور الخزان او الاداة، فالانسان حينما يستخدم اللغة انما يكون مستعيضا عن الواقع بالمفاهيم.. وهذا ما يميزه عن اللغة التي يستخدمها الحيوان.. اما بالنسبة للانا.. فلا ارى من واجب للاعادة حول ماهية علاقتها بالاخر.. فاللغة هي المعبر المؤسس لمفهوم الانا وفق من يقول بهذا.. او بمعنى آخر اللغة هي المدخل للتفكير في الانا ورابطها مع اناها من خلال من يقول بهذا من الفلاسفة.. والحاكم ما بين الانا والاخر هو اللغة كمفعل للفكر وكمعبر عنه في العلاقة البينذاتية .. اقتباس:و لم تعد اللغة هي الوسيلة الوحيدة لأيصال الفكرة,فلدينا الفن مثلا يمكن للوحة أن تقول شيئا أو قطعة موسيقية.. اظن ان من يقول بهذا هو كاسيرر، ويذهب ايضا الى اعتبار ان الاسطورة والدين والعلم ايضا وغير ذلك له نفس الفاعلية، وهو صحيح اجمالا.. ولكن ان اخذنا على سبيل المثال ما يذهب اليه دريدا في محاولاته لانتزاع تسلط الكلمة على مركز اللغة لخرج معنا بوضوح اهمية اللغة ككل على الجوانب الاخرى التي تفضلت بذكرها.. اقتباس:يمكنك أعتبار اللغة هوية أو طابع أو شعار و لكن ماذا ستفعل بعد أن تتغير محتوى هذه اللغة لأن طبيعتها تطورية متغيرة و ما كان يتحدث به أبو نواس و صحبة قد يكون عسيرا على الفهم حاليا.و طريقة تمسكك باللغة قد يلقي عليك لوما عنصريا و قد حولت اللغة وظيفيا من وعاء للفكر الى شعار للفكر و ميزة له. جيد انك قد تفضلت بذكر الهوية، فانت تعلم ان الهوية القومية لاي شعب من الشعوب -على صعوية ايجاد تعريف خاص لها- قد جعلت اللغة مضافة الى التاريخ والجغرافيا والدين من المقومات الاساسية المركزة لمفهوم القومية او الامة .. بهذا وامام ما تفضلت بذكره من ان طبيعة اللغة طبيعة تطورية وهو صحيح .. وليس من مانع ابدا فهي قد تطور بتطور الحياة البشرية، وربما ايضا قد تتغير تغيرا جذريا، ولكن ما دفعني هنا لتأكيد اهمية اللغة ليس الا الرؤية الذاهبة الى اعتبار ان الهوية القومية -ولست قومجيا- لاي شعب عندما تكون مهددة بالخطر والزوال فيجب العمل وتعزيز الفعل في سبيل المحافظة عليها.. ولا يتم هذا الا بالاخذ بالعوامل او الظواهر المشكلة لمفهوم الهوية.. اقتباس:و التبدل هو سمة كل شيء ألا التاريخ,و لكن التاريخ ماضي,قد لا يفيد قرنه بلغة ما و رفعة الى مصاف القداسة.و لا يجوز التعامل مع التاريخ بصفة المضارع,فلا شيء يتكرر. لا ارفع التاريخ الى مصاف القداسة .. وان سهى معي القلم، او فهم من كلامي هذا .. فاسمح لي ان اسحبه واعتذر عليه .. فالتاريخ ليس الا تجارب ماضية نستلهمها اجمالا في صناعة الحاضر وبناء المستقبل وفق روح الاصالة المعبرة عن ذواتنا امام الاخر.. ودمت بخير اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - Jupiter - 01-16-2005 شكرا لك ياغرامشي هذا الإسم النخبوي :) والدال على ثقافة مميزة (f) تمتعت بموضوعك الجميل .. اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - نزار عثمان - 01-16-2005 شكرا لك ايها الفاضل مختلف (f) بالواقع ان المواضيع التي تتحفنا بها في هذا النادي هي التي تجذب الانتباه، وتفيد كل من قرأها بالمستوى التخصصي الرائع الذي تنعم به .. واجدد شكري لمرورك الكريم (f) اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - أحمد كامل - 01-16-2005 بداية أثني على المعلومات القيمة التي أتحفنا بها الزميل غرامشي كما أثني على ثنائية : الاسم ( غرامشي ) والوعي الأصيل الذي لمسته في هذا الموضوع و اسمح لنفسي بأن أطرق الموضوع من زاوية غير تخصصية فالوعي المتشكل في الذات له نوافذه على الواقع وهي ما يسمى بالحواس ولكن مساحة الوعي لا تشتمل جميع الصور المحتواة في الذاكرة ( أدوات الذات الواعية ) إنما واقع انعكاس المحيط في الذات يقع على مستويات متعددة - أولها وأكبرها اتساعا هي مساحة الدخل التي تشتمل على جملة ما نقلته الحواس إلى مخازن الذات - وثانيها هي تلك التي وقعت في نطاق الذاكرة العمومية ( ذاكرة مادة الجسد إضافة للذاكرة الواعية ) - وثالثها ما كان قابلا للتحسس من قبل الذاكرة العمومية - ورابعها ما لامس حدود الفهم والتفسير في الذاكرة الواعية و بأدوات كثيرة منها الصورة والرمز والأسم والفعل التمثيلي .. الخ - وخامسها هو الجزء المشمول بترابط منطقي وتخزين مبوب يربط بين وجود الشيء و انتماءه وفق خصائصه المقروءة من قبل الذاكرة الواعية ووفق بيئة دخولها إلى مخزن الذاكرة وبهذا المستوى تبدأ مساحة الوعي أو الذات الواعية - في المستوى السادس تأتي مرحلة معالجة المدركات وفق لغة فهم حسابية تربط بين الأشياء بصفاتها المجردة وقد يكون هذا أحد أسباب اعتماد مفهوم الحاسة السادسة - في المستوى السابع نصل إلى دائرة إقران الأشياء بمصطلحات ومسميات وتصورات تمثيلية عن الحدث وهنا تبدأ مساحة الوعي المُدرك القابل على التعبير عنه عبر اللغة والرمز والصورة ( الرسم ) بمستوياتها البسيطة - في المستوى الثامن تأتي اللغة كأداة لتحويل وجود الأشياء في الذاكرة إلى جمل وعبارات مكتوبة وفق لغة الوعي القابل للنطق ( اللغة ) وهنا نصل إلى مستوى تجميع المعارف هذه المعارف القابلة للتدوين كوسيلة مساعدة على تعميم الوعي وحفظه من هنا أجد أن اللغة ليست أداة تعبير فقط إنما هي أداة وعي وربط في الذاكرة كما أنها أداة عرض مطلوب تَمَكنها لتكون قادرة على التعبير عن صيغ الوعي المتشكل لدى الذات الواعية ما تواخذوني دخيلكن شغلة مش من اختصاصي اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - نزار عثمان - 01-16-2005 الفاضل احمد كامل (f) لي غاية الشرف بمشاركتك القيمة في هذا الشريط، فما بنا انما هو غيض من فيضكم، وسمة التواضع التي تتمتعون بها انما هي سمة العلماء.. بالواقع ودون الدخول في الصراع المرير الذي نشب ما بين الماديين والمثاليين من الفلاسفة حول موضوع الوعي، ومع غض الطرف ايضا عن آراء العديدين من الفلاسفة واخص منهم هوبز وكاساندي وبالتحديد ديدرو الذي اعتبر الاحساس وقوة التصور والادراك والذاكرة والتفكير وكافة الانشطة النفسية انما تكون من خلال العلاقة ما بين العقل والحواس، واكد ايضا على العلاقة الاساسية ما بين التفكير واللغة ... مع غض النظر عن كل هؤلاء وسواهم، فان ظاهرة الوعي قد ذهب بعضهم الى تفسيرها من خلال العمل.. والدور الذي اداه العمل في سبيل تطوير اللغة التي نشأت الحاجة لها في اطار السعي للتفاهم بين الناس، وهي على ما تفضلت قد لعبت دورا اساسيا في تطوير حتى الجهاز العصبي بالنسبة للانسان، وبالتالي تطوير مجتمعه.. بهذا وانطلاقا منه، وعلى اعتبار ان العمل هو نوع من العلاقة التي تقوم بربط المجتمع المتشكل من خلالها مع الطبيعة.. فالوعي هنا يصبح من نتاج العلاقة بين هذين... وفي هذه العجالة لا بأس من التطرق الى موضوع علاقة الوعي بالمادة.. فهل يمكن التوقف عند الاعتبار ان المادة سابقة للوعي وفقط؟؟ ام هل من الممكن ان نفهم ان هذه الاسبقية توحي بنوع من التضاد ما بين المادة والوعي؟؟........ من هنا يمكن الانطلاق من الاعتبار المفيد ان اسبقية المادة على الوعي تعني بداية ان المادة قد فعلت بانتاج هذا الوعي، وبالتالي فوجود الوعي لا يدع مجالا للمادة كي تنكره .. وذلك ليس الا لان الوعي هو انعكاس للوجود.. والتواطؤ الحاصل ما بين مفهومي المادة والوجود يمنع بطريقة ما من النظر الى الوعي كوجود ..ولكنه كذلك ليس الا..ولكن هذه الحالة قد لا تكون بطريقة او باخرى مطردة، فيمكن ان تتأسس ما بين الوعي والوجود حالة من العلاقة من خلال مصطلحي المباشر واللامباشر تعبيرا عنها.. اما فيما يعني العلاقة ما بين الوعي والمادة فهي التي يعبر عنها بالموضوعي والذاتي .. وهنا لا بأس ايضا من الاشارة الى ان الوعي هذا لايصح فيه ان يكون مادة للوجود بمعنييه الذهني والخارجي، بل هو ليس الا تابع للمادة ودونها لا يكون وعي البتة .. بل يكون بلا معنى .. ومن هنا يتأكد دور الحواس التي لولاها لا قدرة له على العمل .. والوعي بالمقابل يعبر عن نفسه من خلال الذات ... وبالطبع قطب الرحى هنا هي اللغة.. وعلى كل حال، فالوعي يتشكل باعتبار كونه وحدة للذات والموضوع.. فالذات التي تتميز بالوعي هي موضوع بالنسبة للمميزين ايضا بحمل الوعي ومن المتشكلين باعتبارهم آخر متعدد .. من هنا ودون التطرق في هذه العجالة الى تقسيمات الوعي او الى اتجاهه بعملية التفافية لوعي ذاته .. فهو يلعب دورا اساسيا على ما هو معلوم في صياغة حياة الانسان كانسان يعيش في وسط اجتماعي، في سبيل تغيير هذا الوسط نحو الافضل .. والخ .. من هنا اعاود الكرة على دور اللغة -الذي افضت ايها الفاضل بالاشارة الى اهميتها- ان الطريق الاوسع الذي يتحقق للانسان التعبير فيها عن وعيه هي اللغة.. ومن هنا على ما اسلفت ايها العزيز تكمن تلك الاهمية لهذه الميزة والملكة... دمت بخير ايها الفاضل وشكرا لك على مشاعرك الانسانية العالية وعلى تشريف هذا الشريط بمداخلتك القيمة .. اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - Jupiter - 01-16-2005 ![]() (f) اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - journalist - 01-16-2005 مشكور الزميل غرامشي(اسم ذو مدلول خاص) واتمنى ان تكتب المزيد عن اللغة والالسنية فانا متولع بهذا العلم والقصة انني تعمقت في الفلسفة والنقد الادبي والماورئيات لكنني وجدت ان موضوع اللغة والصوت واللفظ والالسنيات اقوى من هذه المواضيع كلها من ناحية العمق والادراك والارتقاء العقلي هناك كاتب كبير هو wittgenstien وله كتابات رائعة ايضا"فلا تنسى ان تزودنا عنه اللغة واستخدامها امانة الهوية بين ايدينا - نزار عثمان - 01-16-2005 اشكر الفاضل مختلف على هذه الصورة الرائعة للفيلسوف الاشتراكي الايطالي انطونيو غرامشي .. وكل ما يأتي من العزيز مختلف لا يكون الا رائعا .. (f) لك كل احترامي .. الفاضل abo saleh (f) تحياتي واحترامي لك .. وشكري الجزيل على وجودك في هذا الشريط .. بالنسبة لموضوع الالسنية فهو اجمالا على ما ذكرت .. وقد يتم التوسع فيها في موضوع مستقل .. اما لودفيك فيتغنشتاين فهو فيلسوف نمساوي، تتلمذ على برتراند راسل في دراسة المنطق الرياضي، وقد قام هذا الفيلسوف الذي يعتبر من رواد الالسنية والوضعية المنطقية، بصياغة افكاره عبر كتابه المهم جدا "الرسالة المنطقية الفلسفية" وفق سبع قضايا تدور بمحورها العام اجمالا ضمن اطار محورين.. الاول يتمثل بتحليل طبيعة اللغة وامكاناتها في التمثيل الرمزي، وتميز تحليله هذا بالبحث من خلال اللغة عن انعكاس الحقيقة الواقعية من خلال تركيبها المنطقي... بحيث انها تكون برأيه ذات معنى باعتبار كونها هي صورة العالم .. والمحور الثاني هو في البحث ضمن اطار طبيعة تقريرات المنطق الصوري، والتقريرات ليست الا قضايا زائفة تخلو من كل معنى.. وقضايا الفلسفة التقليدية التي يكون منها العلم والمنطق براء .. فهي برأيه بلا اي معنى ولا معقولة .. وقد رأي من حلل فلسفة فيتغنشتاين ان استخدام الرجل للتحليل كمنهج في نفسير الوجود انما هو يعبر عن رفضه للميتافيزيقيا، وهذا الامر هو الذي يضعه في مصاف من يرى ان الركن الاساس والوظيفة المحور للفلسفة انما يتمثلان في نقد اللغة .. ولكن مع هذا هناك من يرى في نسق رسالته نزعة ميتافيزيقية واضحة ... والرجل قد توفي في اواسط القرن العشرين ... شكرا مجددا على مرورك الكريم .. |