حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تأملات - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تأملات (/showthread.php?tid=32609) |
تأملات - نزار عثمان - 01-12-2005 تحياتي للجميع عند سخرية المستقبل من الان، وضحكات التاريخ المستفزة من القدرات المتفاوتة، والمتضاربة على تفاوتها، يحتضر عالم تام وكامل، مفسحا في المجال على مضض وطأة الواقع، للمتحول الاجتماعي المؤثر بخلق رافد جديد للتاريخ، لينتهي على اثره كل شئ اللهم الا التأبيد المتمثل بقوانين الصراع الاجتماعي... تذوب النظم الفكرية وتضمحل ولكن يبقى موتها عبأ ثقيلا على الاتي .. فالعنف هو بوابة المرور لغد متحرر من وطأة الرزوح تحت نير المتحول التاريخي السابق، الذي اتخذ بفعل امور كثيرة ليس اقلها شبهة المحاط في المتحول التاريخي واعني به الانسان، شبهته بان المتحول هو الثابت، شبهته بان العصر الذي يعيشه وفق منظومة ما (او منظومات) هو الثابت بدافع انعدام قناعة المرء بمحدوديته، هذا في حين ان الثبات لا يكون الا للمفهوم الاولي المتبادر من من مصطلح الصراع الاجتماعي المنعكس في صناعة التاريخ.. فالان يكون في صراع دائم مع الامس وفي موعد قريب مع صراع ثان مع الغد حيث يكون ركن الالقتاء هو تبادل الادوار مع تغير الظروف المحيطة والفاعلة والمفعلة.. فالموت بالنسبة للامس بات لا بدية.. وبالنسبة للان هو موعد متأجل.. وفي خضم تلك السخرية التي يصم بها التاريخ آذاننا، يدخل فكر النضال ساحة الصراع في محاولة حثيثة لتسريع خطى الان في صراعه مع الامس، ليشكل اساسا مواجها ملبيا للضرورة، ويتوق هذا الفكر سعيا لايجاد ضالته، وللنجاح في بغيته الى ان يأخذ بالاسلحة المتاحة له في صراعه مع حركة التاريخ التي لا ترحم في انسيابيتها، ومع الامس المتجسد تعجيلا في موته، فلا يجد من سلاح اقوم او امضى من ضرورة الالتحام والانصهار ما بين ما هو علمي وما هو ثوروي .. ضد الواقع في سبيل تحسينه وتلبية لمتطلبات الغد الاتي .. بهذا يتخذ صراع هذا الفكر مع غريمه وضده ومستولده الامس، وحركة التاريخ البعد الضدي، نعم، ففي الضد يتمأسس هذا الفكر، وبالضد يتبلور ويصقل، وبالضد يتكامل، وفيه يهرم ويموت .. في صراع تاريخي مع ضد آخر متطلب حينها، وهو الغد .. اما اليوم، وفي الصراع الناشب بين الان والامس، نجد ان اهم اسلحة هذا الفكر تتمثل غالبا في تأكيد العافية للعقل امام ظلامية العصر، وهنا التحدي، فالامس قد عاد لابسا ثوب الان بل والغد، متشكلا على ماضويته وفق منهج تلفيقي، لم يبق فيها هو هو .. ولا يريد ان يبقي الان آنا، ولا المستقبل مستقبلا .. بل لا بد للكل الجامع من الانصهار في بوتقته الفاقدة واقعا وفعلا للهوية، حيث لا ذات واضحة فيه، ولا آخر متجسد، والنبع على مستوى التدقيق ليس الا الامس اللابس وجه الان ، والمشكل وفقا لسيل انهزامات انساننا - غير الواعي باسباب الصراع وقوانينه، والتي ظن فيه ابديته في حين لا يتأكد من خلاله الا المحدودية له - وكأنه الامل المنشود للدنيا والاخرة .. نعم، ففي هذا العصر بات المخلص لهذا الفكر الغارب، هو تجديد ما قد مضى، لا بل والسعي لتأبيده، هذا دون اي اقتناع او التفات من اربابه والاوصياء عليه ان ما مات لا يمكن له ان يحيا من جديد، ومع الاصرار فحال الحياة يستحيل الى التوق للموت.. وحينها يكون لا حياة، لا لليوم ولا للغد .. بل حركة دائرية لا نهاية لها ولا تطور فيها تدور في فلك الماضي، ويستحيل عندها العلم والثورة والمتحول، الى ثابت متمحور في هذا الفكر العاجز عن ادراك العقل، او قوانين الصراع الاجتماعي التاريخي بلا شئ او بانتفاء كلي، يحجب كل ما هو متعارض مع اساس هويته الملفقة، والخاضعة لسلطات قرار متحولة بواقعها، مؤمنة بانها هي الثبات .. ولا يبقى حينها من خيار معه الا الموت .. فهو من الموت جاء .. ومن الماضي ظنا ان فيه الحياة والمستقبل .. ولكن هيهات هيهات ان نجد حلا في فكر قوامه الموت .. وحريطته انتفاء الضدية للضد .. وتساوي الجميع ما بين رماد وسديم .. (للحديث صلة) وشكرا تأملات - نزار عثمان - 01-12-2005 تحياتي للجميع في "الانتفاء الكلي" او "الغيبوبة" او "اللاشئ" يتمثل الفكر الغارب اسس منهجية الصراع بالنسبة اليه، حيث لا تبقى المنهجية منهجية ولا الصراع صراعا، فبه يستقر الماضي في موقف الثبات عند الان، ويبتر المستقبل، ويفقد الحاضر دوره ويضمحل ويذوب، نعم فالزمن حينها يتوقف، وتعم الضبابية كل الاشياء الا المستحيل، نعم ففي موقف "اللاشئ" تتعطل حركة التاريخ، ويتوقف الزمن عن الدوران، ولا يتبدى امام الناظرين الا الغامض .. فالماضي قد نشر من قبره لابسا ثوب الحاضر والمستقبل معا، فاستحال بهذا الفعل الحاضر ضد الحاضر .. ولا مستقبل، فالماضي هو الاول والاخر في تلك الدوامة التهويمية.. وامام هذا الخلل الذي اصاب صميم الثابت المتمثل بقوانين الصراع، لا نجد من آلية للفهم الا الفكر العلمي المندمج مع الالية الثوروية، فهو الذي بنى رؤيته وفق ان الامس المضمحل يتشكل كضد للحاضر فيتصادما، وينتهي الامر الى موت الماضي بكل تشكلاته وتمثلاته، ما ينتج جديدا يستحيل بعده الى الاضمحلال من خلال جديد - واشدد على "جديد"- آخر.. اما التاريخ ان عمدنا للنظر اليه من خلال الفكر الغارب .. فلا يبقى شيئا، لا يبقى بتاتا، فمن موقع "اللاشئ" لا وجود للتاريخ .. فالماضي والحاضر والمستقبل مسميات لشئ واحد هو بكل بساطة "اللاشئ"، الذي يسعى بكل بساطة ايضا لحلول القائم مكان الممكن الفعلي للتحقق، في حين ان التاريخ هو بطريقة او باخرى تعبير عن حركة ثوروية محكومة بالصراع بين الضدين .. لا يجد الفكر الغارب من موقف للانطلاق وللمارسة وربما من تحقيق بعض الاهداف الا الوهم موقعا، فهو يعمل بحسبه للتغيير الثوروي .. الا انه يتنكر ويتبرأ من شروط هذا التغيير، فيلغي من موقعه هذا ما وضع الصراع شرطا فيه، ويتأكد هذا الالغاء من المعين الذي يرتشف منه هذا الفكر اعني به الماضي، من خلال ظنه انه يصنع التاريخ، غير آبه على ان التاريخ لا يمكن ان ينظر اليه من هذا الجانب، فهو لا يكون تاريخا الا بالاستقالة من شروطه الزمكانية الفاعلة فيه ابان كونه حاضرا، فتتأكد حينها اسس الصراع الجديدة مع الماضي المحتضر، لصناعة الحاضر المكمل لحركة التاريخ المذكورة، والصانعة بحركة الضد للمستقبل (اي الحاضر بالقوة والاستعداد). فهو بكل بساطة حركة خارجة عن التاريخ، تعمد لاستلهام ما هو متبرئ منها واقعا، لابتداع حركة التفافية مفاهيمية (وللاسف من حيث لا تقصد) تلغي الماضي والحاضر والمستقبل، في سعي - من وجهة نظرها لبناء المستقبل .. وهنا تكمن المشكلة .. (للحديث صلة) وشكرا تأملات - نزار عثمان - 01-13-2005 تحياتي للجميع يتميز الفكر الغارب - او سمه ما شئت - بقلق البحث عن الخصوصية، قلق احياء الخصوصية، قلق التمسك بالاصالة، قلق رفع شعاراتها ظنا منه انها هي الهوية، هي المعبر للذات، والرافعة للذات، والمحددة لها، ولكن عند احتدام الصراع في الحركة التاريخية وفق السيرورة الحاكمة على الكون تجده ينبت في اماكن بعيدة كل البعد عن خصوصيته واصالته، وسعيا منه لاستجماع هوية تلفيقية مستنسخة وفيها من التشويه الشئ الكثير يعمد الى سحب خصوصيته واصالته الى المكان الذي نبت هو فيه، او اضفاء الوان من الاصالة الفارغة على مكان نبته هو بحيث يصبح مكان النبت هو هو الاصالة وهو هو الخصوصية ..ويضيق الامر ويتسع وفقا لمتطلباته المحكومة بحركة الصراع، وبهذا الضيق وبهذا الاتساع تنعدم الخصوصيه، ولا يبقى للاصالة من وجود، فمنطق اللاثابت هو الحاكم والمؤطر لثباته في المنطلق والمنهج.. فكل ما يبغيه هذا الفكر هو توفير الشروط الاساسية بمنطقه للاستمرار، غير عابئ بان خصوصيته الاصيلة فعلا ليست الا تعبيرا عن جوهر اسطوري ثباته المؤكد في ذاكرته - ذاكرة الفكر - يمنعه - يمنع هذا الجوهر - من التماثل مع الذات في القوانين التاريخية، ليس لشئ الا لانه من خارج التاريخ، فلا الاصالة الفعلية بقادرة على التماهي مع ظروف وشروط الصراع، ولا الخصوصية التلفيقية معبرة فعلا عن الهوية الحقيقية لهذا الفكر، كما لا قدرة لها على استلهام الجوهر المعبر عن الصراع الاجتماعي التاريخي.. من هنا فجدلية هذا الفكر.. بل على الاصح ان اقول اشكاليته قد تحصر اجمالا في مفهومين وهما "الفكر" و"الواقع" بما تمثله، او بما يتشكل وفقا لحركة الصراع الاجتماعية التاريخية.. فما هي طبيعة علاقة الفكر مع الواقع.. وكيف يتعامل هذا الفكر معهما .. امور كثيرة قد تطرح ... اعود اليها قريبا .. (للحديث صلة) وشكرا |