حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+---- المنتدى: تـاريخ و ميثولوجيـا (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=7)
+---- الموضوع: لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد (/showthread.php?tid=33114)

الصفحات: 1 2


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - اميريشو - 10-27-2004

الثقافة و الديانة في المملكتين
إن أول ما يطالعنا في المشهد الديني لفلسطين الكبرى هو آلاف من التماثيل الأنثوية الصغيرة على هيئة رأس و جذع و نهدين عاريين , بلغ عدد القطع المكتشفة منها في أورشليم حوالي 3 آلاف ما بين القرن الثامن و القرن السادس قبل الميلاد .
نفهم من كتاب التوراة أن سكان المملكتين قد عبدوا الآلهة عشيرة و تدعى أيضاً بالاسم ايلات . تمثلها المنحوتات العاجية عارية الصدر في وضعية الوقوف و إلهان أقصر منها .
و يتجسد ذلك من خلال تماثيل عشيرة في المنازل , الملك منسي صنع تمثالاً لعشيرة و نصبه في هيكل أورشليم و ما هنالك من ذكر لها في التوراة , لكن لم يذكر محررو التوراة زوجها يهوه الذين كانوا يعبدونه إلى جانبها و الذي تحول إلى أله التوراة , هذان الإلهان هما قطبا ديانة الخصب في مناطق فلسطين .
و لم يعثر على لقى أثرية تدل على عبادة يهوى بالشكل التوراتي في كل المعابد التي عثر عليها و التي تعود لتلك المرحلة من الزمن .
أورشليم في العصر الفارسي
مما يزيد الغموض بالنسبة للنص التوراتي هو اختلاف عدد المسبيين بين محرر سفر ارميا و محرر سفر الملوك الثاني على كل عين البابليون جدليا , و التحق النبي ارميا بهم بعدد تحريره من الأسر , و دعا لعدم مقاومة بابل , وكان بعد فترة , أن عصابة من المعارضين المتحمسين صعدت بقيادة رجل من النسل الملكي اسمه إسماعيل بن نثنيـا , فقتلت جدليا في مقره و مزقت الحامية الكلدانية و انسحبت إلى بيت عمون .
خاف السكان و التفوا حول قائد موال لجدليا القتيل اسمه يوحانان بن قاريح و كان يحثهم على النزوح لمصر , و لكن النبي ارميا رفع صوته محذراً من ترك الأرض .
لم يسمع الشعب , لكن لابد أن قسماً لا بأس به قد بقي في الأرض , و تابع حياته المعتادة .
بعد استلام الملك قوروش الفارسي على بابل يصدر مرسوماً بعودة سبي يهوذا إلى أورشليم , لكن المسبيين الذين كانوا يعيشون حياة دعة و اطمئنان , و خصوصاً الأثرياء منهم و أصحاب المناصب في الدولة الفارسية لم يكونوا مستعدين لترك كل شيء , خصوصاً أن أبناء الجيل الأول قد ماتوا , أما أبناء الجيل الثاني فلم يكن لديهم الحنين و الرغبة الصادقة في العودة لهذه الأرض الفقيرة . و أخيراً استطاع المدعو شيشبصر , أحد أفراد النسل الملكي , أن يجمع حوله عدداً من رؤوس الأسر الذين لهم رغبة بالعودة . يبدو أن معظمهم كان من فقراء الحال , و قبل أن يبدأ شيشبصر رحلته عينه الملك والياً على مقاطعة يهود " من الاسم يهوذا " التي أحدثت . و لكي يساعده الملك قوروش فقد أعاد له كنوز معبد أورشليم التي نهبها البابليون , كما أن عدداً من الأغنياء الذين لم يكن لديهم رغبة بالعودة تبرعوا لمساعدة أخوتهم الفقراء العائدون . جاءت المجموعة الثانية في عهد الملك داريوس , ابن قمبيز و حفيد قوروش (522- 486 ق . م ) قادها زر بابل الذي عين والياً على مقاطعة اليهودية و أعطي ما تبقىمن كنوز الهيكل .
شرع زر بابل فور وصوله ببناء الهيكل , بمساعدة الكاهن يشوع و رفض مساعدة السكان الأصليين و السامريين الذين عابهم اختلاطهم بالشعوب الأخرى . .
بعد انتهاء بناء بيت الرب 516 ق م صمتت الرواية التوراتية حتى استلام الملك أرتحشا ( أرتزاكسيس الأول ) و انطلقت الموجة الثالثة من العائدين إلى أورشليم , بقيادة الكاهن عزرا ابن سرايا , بناء على توجيهات الملك و بدم كامل منه . و كان على عزرا أن ينظم الأمور وفق شريعة حملها معه من فارس سميت بشريعة الرب و شريعة الملك إعطائها الصفة الإلهية و الصفة الملكية معاً .
عين الملك نحميا والياً على المقاطعة و عمد إلى تحصين المدينة .
اليهود و اليهودية
لقد كانت القرون الثلاثة بين القرن السادس و القرن الثالث , هي فترة تشكل و صياغة الديانة اليهودية , فعزرا الذي قرأ الشريعة على الناس , كان يحمل شريعة جديدة لأن المجتمعين كانوا يسمعونها لأول مرة , و كان على عزرا أن يشرحها لهم , و العهد هو بين الشعب و الإله بعد عودة المسبيين لا قبل ؟ . و الأرض الموعودة هي هذه من ملك الفرس و بالتالي فإن سفري عزرا و نحميا هما أول أسفار التوراة لا آخرها و منهما تشكل كل التوراة .
و خلال ثلاثة قرون من عكوفهم على صياغة الدين الجديد , لم يكن كل ما كتبوا من بنات أفكارهم بل من القصص الشعبي المتوارث , وواضح من عدد المسبيين الكبير العائد أن قوروش أرسل جماعات خليطة , لذا عمدوا من خلال الدين إلى إعطاء نفسهم النسب الواحد كي يلتموا حول راية واحدة و نراهم قد رفضوا السكان الأصليين بسبب اختلاطهم بالغرباء .
أورشليم العصر الهلنستي
بعد معركتين رئيسيتين في آسيا الصغرى , هما معركة سيرانيكوس عام 334 ق م , و معركة إيسوس عام 333 ق م , انفتحت بوابة المشرق أمام الاسكندر المقدوني , و تراجع الفرس إلى ما وراء الفرات , فتابعت جيوشه مسيرتها جنوباً و غنمت بلاد الشام ووصلت إلى مصر عام 331 ق م . بعد أن استقرت له الأمور في مصر , عاد الاسكندر إلى سورية فاجتاز الفرات و غنم كامل بلاد الرافدين , ثم طارد الفرس إلى عقر دارهم , و تابع مسيرته شرقاً حتى وصل الهند عام 326 ق م , و هناك اضطر للتوقف تحت ضغط قواده و عامة جيشه
لم يطل العمر بالاسكندر حتى يرى تحقيق حلمه في بناء إمبراطورية شرقية مطبوعة بالطابع الهيليني . و بعد فترة صراع بين قادته الرئيسيين تم تقسيم الإمبراطورية الفارسية السابقة بين بطليموس و سلوقس , حيث استقل بطليموس بمصر و سورية الجنوبية , و استقل سلوقس بسورية الشمالية و وادي الرافدين و كامل ما وراء الدجلة شرقاً .
غير أن خلفاء سلوقس لم يتمكنوا من الحفاظ بفارس مدة طويلة .
من الوسائل التبشيرية التي اتبعها الاسكندر لنشر الثقافة الإغريقية في الشرق هي بناء مدن إغريقية الطابع , فإضافة لمدينة الإسكندرية التي بناها على شاطئ المتوسط المصري , عمد إلى بناء عدد من المدن , مثل جرش و حول مدن أخرى إلى إغريقية مثل السامرة , التي أطلق عليها سيباسطة , لكن حركة البناء لم تنشط إلا في عهد سلوقس الأول ( نيكاتور )

بنى سلوقس نيكاتور أربع مدن رئيسية هي إنطاكية و سلوقية و أفامية و اللاذقية , إضافة لعشر مدن باسم إنطاكية و تسعاً باسم سلوقية ( و تمييز باسم منطقتها " إنطاكية تحت لبنان " )
سعى الحكام الِإغريق لنشر ثقافتهم الخاصة و أساليب حياتهم , و هذا مل تقبلته المناطق المحكومة عن طيب خاطر , بل و لقد سعت إليه لما يوفر لها من مزايا لدى الحاكم , سعياً للحصول على لقب بوليس . كانت الثقافة الإغريقية تنشر عن طريق المؤسسات التالية
1. اللجمبازيوم : ملعب للتدريب
2. الستاديوم
3. الأوديوم : بناء مسقوف من الأعلى , مفتوح من الجوانب , للاستماع للموسيقى و العروض المسرحية الخفيفة .
4. المسرح المدرج theatre تقدم فيه العروض المسرحية الضخمة
5. الليكيوم leceum قاعة الاجتماعات
6. الآجورا Agora رواق الاجتماعات السياسية للمواطنين .
و رغم أن التنظيمات الإدارية البطليمية قد أنقصت من مساحة مقاطعة اليهودية عما كانت عليه مقاطعة يهود في العصر الفارسي , إلا أنها الآن صارت في قلب الإمبراطورية , هذا ما أخرج أورشليم من عزلتها و جعلها عرضة للتأثيرات الهيلينية أكثر فأكثر .
عندما دخل الملك السلوقي أنطيوخوس الثالث أورشليم عام 198 ق م أعطى المدينة امتيازات خاصة و ثبت فيها النظام الديني والسياسي القائم , و منذ ذالك الوقت ابتدأ الاتجاه الهيليني في المجتمع يعلن عن نفسه , فأخذ أبناء الطبقة الأرستقراطية يتخذون أسماء يونانية إلى جانب أسمائهم المحلية , و طالب البعض ببناء جمبازيوم و قبل الحاكم لكن لم يتم البناء بسبب رفض الفئة لمحافظة .
لكن حاول الإصلاحيين الموافقة بين الديانة اليهودية و الأفكار الهيلينية و الانتقال لفكرة الإله الشمولي و قد اتهموا بالهرطقة . استلم العرش أنطوخيوس أبيفانوس , و كان بطبعه ميالاً لهيلنة المدن , فاستبدل كبير الكهنة بآخر من التيار الإصلاحي ( ياسون ) الذي عمد لبناء جمبازيوم بجوار المعبد و صار ينفق عائدات الهيكل على المرافق العامة أكثر من القرابين الباهظة التكلفة , لكنه بدل ياسون بمينلاوس الأكثر قرباً للإغريق , مما أثار الفتنة فاضطر لضبط النظام عن طريق جيشه , و بعد عام أصدر قرار باستبدال الشريعة الموسوية بالقانون المدني السلوقي . و المطابقة بين يهوه اليهودي و زيوس الأولمبي .
اعتبر أبيفانوس أول معاد للسامية و لكنه كثير البعد عن ذلك كما تصف جميع السلوقين , و لكنه عمد لذلك بناء على رغبة التيار الإصلاحي , و الرغبة بنشر الهيلينية . إلا أن نتائج هذه الإجراءات السابقة لأوانها بالنسبة لمقاطعة متخلفة مثل اليهودية أدت لنتائج فاقت توقعات أبيفانوس و حلفائه الإصلاحيين , و كان لها أثر لا يمحى من تاريخ أورشليم اللاحق .


المكابيون و قيام الدولة اليهودية
لو أن ما حصل في أورشليم قد حصل أي مدينة سورية تطمح إلى مرتبة المدينة اليونانية , لكان الأمر طبيعياًَ . لكن المجتمع اليهودي المحافظ لم يكن جاهزاً بعد للانفتاح . تحول التململ إلى حرب عصابات بقيادة رجل يدعى متى حشمون , و كان لمتى هذا خمسة أولاد , هم يوحنا الملقب كديس , و سمعان المسمى طسّي , و يهوذا الملقب المكابي , و ألعازر الملقب أوران , و يوناثان الملقب أفوُّس .
بعد عامين استطاع الأخوة بقيادة المكابي طرد الحامية السلوقية .خارج منطقة أورشليم عام 164 ق م , و طهروا المعبد من كل رموز الإصلاح الديني . تولى القيادة بعد مقتل المكابي أخوه يوناثان الذي اضطر للانسحاب و الاحتماء ببيت لحم . بعد وفاة أبيفانوس , و كان ابنه صغيراً على تولي مقاليد الحكم , نشب صراع على عرش سلوقيا , الأمر الذي أتاح الفرصة ليوناثان العودة لأورشليم و تصرف كحاكم مستقل عن السلطة المركزية .
بعد تصفية باقي المطالبين بالعرش تركز الصراع في إنطاكية بين أميرين سلوقيين هما الكسندر بالاس و ديميتريوس , فراح كل منهما يخطب ود حكام المقاطعات السورية , و هنا وقف يوناثان إلى جانب ديميتريوس , و كان قراره صائباً , فكافأ ديميتريوس كل من ساعده و من بينهم يوناثان الذي تم تثبيته كاهناً أعلى , و سمح له بالاحتفاظ بقوات عسكرية خاصة به , و خففت عنه الضرائب , كما أعطي الإذن بتوسيع مقاطعته حتى عادت إلى ما كانت عليه أيام الفرس تقريباً .
في عام 143 ق م توفي يوناثان و خلفه أخوه سمعان , آخر الأخوة المكابييين من أبناء متى حشمون , و هو المؤسس الحقيقي لدولة أورشليم المستقلة , و في عهده تمت النقلة الحاسمة نحو استقلال مقاطعة اليهودية . فقد حاصر سمعان قلعة الأكرا السلوقية و افتتحها ثم هدمها حجراً حجراً و سواها بالتراب . و لم يكن الوضع السلوقي يسمح بالتدخل فخضع للأمر الواقع , و تم إعلان اليهودية دولة مستقلة عام 142 ق م كانت الدولة التي أسسها سمعان المكابي دولة دينية يرأسها الكاهن الأكبر الذي تركزت بين يديه السلطات الدينية و الدنيوية في آن معاً , اتخذ سمعان إلى جانب لقب الكاهن الأكبر لقبين آخرين هما : إثنارك ethnarchy أي رئيس الشعب , و ستراتيجيوس strategos أي القائد العسكري الأعلى . و قد ابتدأ بخطة شاملة لمحو كامل الآثار الهيلينية ,و العودة إلى التقاليد الدينية القديمة , فألغى المؤسسات التربوية و الثقافية الهيلينستية و أحل محلها نظام قومياً للتعليم قوامه شبكة من المدارس التي تعلّم أسفار التوراة و يقصدها كل الشبان بدل الجمبازيوم و الملاعب و المسارح اليونانية . ساعده في حملته الثقافية الرجعية هذه طائفة الصدوقيين التي كانت آخذة بالتشكل في تلك الآونة , و هي طائفة متزمتة تلتزم التفسير الحرفي اللاهوتي للتوراة , و ترفض كل شكل من أشكال التفكير الحر . حكم سمعان من 142 – 134 ق م , و عمل خلال هذه الفترة على توسيع مناطق نفوذه باتجاه الغرب و الشمال الغربي , فضم يافا إليه و حصل بذلك على ميناء على البحر المتوسط .

لم يأتِ تشكيل الدولة المكابيية نتيجة للقوة العسكرية للمكابيين , و لا لبطولات و تضحيات أولاد متى حشمون الذين رفعهم الخيال الشعبي في أسفار المكابيين إلى مصاف الأبطال الخرافيين . فمقاطعة اليهودية بعد كل شيء لم تكن سوى مقاطعة فقيرة ومتخلفة في كل شيء , و لم يكن بمقدورها تحقيق الاستقلال لولا التفكك السياسي للدولة السلوقية , و صعود نجم روما بعد سلسلة الحروب البونية التي قضت خلالها على منافستها قرطاجة , و نفتح أمامها الطريق للسيطرة على الشرق , فراحت تضغط على الدولة السلوقية و تفرض عليها الإتاوات الباهظة . و في الحقيقة , فإن استقلال اليهودية الذي اعتبر حدث فريد جاء ضمن عمليات استقلال عديدة عن الدولة السلوقية المفككة , . فبعد استقلال اليهودية استقلت جمهورية صور الفينيقية , ثم تبعتها صيدون فطرابلس فأشقلون فاللاذقية و بيروت .
و قد ساعد غياب السلطة لمركزية في المملكة على صعود نجم إمارتين عربيتين هما إمارة الأنباط و إمارة اليطوريين . فأما الأنباط فهم قبائل عربية متجولة أخذت تدريجياً تساكن الأدوميين في مناطقهم جنوب البحر الميت منذ القرن السادس قبل الميلاد , ثم ذابت العناصر الأدومية تدريجياً و طغت عليها العناصر النبطية , مدوا نفوذهم باتجاه الشمال مما وضعهم في منافسة مع الدولة اليهودية الناشئة "د.إحسان عباس " أما اليطورييون فكانوا شعباً عربياً أقام أيام الاسكندر المقدوني في المنطقة الواقعة بين جبل الحرمون و حوض الأردن الشمالي , و كانوا يقطعون طرق القوافل التجارية و يفرضون عليها الأتاوات , و تقول أخبار الاسكندر أنه ترك حصار صور و توجه غليهم في حملة تأديبية , اختفت أخبارهم حتى مطلع القرن الثاني حيث ظهروا في منطقة البقاع و اتخذوا من مدينة بعلبك عاصمة لهم .
توفي سمعان المكابي عام 134 ق . م و خلفه ابنه المدعو جون هيركانوس . كان هيركانوس تلميذاً نجيباً للتوراة , وقد اعتق أن الحكمة الإلهية قد اختارته لإعادة فتح كنعان على طريقة يشوع , كانت السامرة أول أهدافه فأحرقها بعد حصار عام و قتل الآلاف من سكانها . و قد تحولت السامرة في عصره إلى مملكة كبيرة اكتسبها بحد السيف .
توفي هيركانوس عام 104 ق م , و خلفه ابنه أرسطو بولس الأول الذي لتخذ لقب الملك . استطاع أرسطو بولس خلال سنة واحدة من حكمه ضم منطقة الجليل , ثم توفي فجأة و خلفه أخوه اليكساندر ينايوس . كان ينايوس آخر الشخصيات المهمة في الأسرة المكابية . و كان ينايوس أشرس حكام المكابيين فقد تابع سياسة التهويد تحت قوة السلاح , و مل ينج من طغيانه حتى سكان اليهودية الذين قتل الآلاف منهم . و هذا ما أحدث تململاً شعبياً في أورشليم و المقاطعة اليهودية , ما لبث أن تحول إلى تمرد بقيادة الطائفة الفريسية .
نشأ الفريسيون من قلب الطبقات الشعبية , و قد ورثوا قسماً لا بأس به من أفكار الإصلاحيين القدماء . إلا أن هؤلاء الإصلاحيين الجدد تميزوا بالاعتدال و بقوا ضمن الإطار العام للعقيدة التقليدية . و لكنهم قالوا بأن يهوه عندما أنزل الشرعة المكتوبة على موسى , قد أنزل معها في الوقت نفسه شريعة شفوية تم تداولها عبر أجيال الحكماء , و ا، هؤلاء الحكماء يستطيعون عبر هذه الشريعة الشفوية تفسير و تكميل الشريعة المكتوبة بما يتلاءم و الظروف المستجدة . و في المقابل , رفضت الطائفة الصدوقيية هذه الأفكار و أصرت على عدم وجود شريعة غير مكتوبة . التف الأرستقراطيون حول الصدوقييون و عامة الشعب حول الفريسيين و دار نزاع على شكل حرب أهلية دامت ست سنوات , و عندما بدأ ألكسندر ينايوس يحقق انتصاراته على المعارضة وافته المنية عام 76 ق م ووضع موته حداً للأزمة .
هذا و تظهر اللقى الأثرية من الفترة المكابية أن هؤلاء المكابيين الذين أنشأوا دولتهم على أسس أصولية منافحة عن الثقافة التوراتية , ما لبثوا أن تحولوا إلى هيلينيين معتدلين . فالقطع النقدية التي صكها ملوك المكابيين باللغتين المحلية و اليونانية تحمل رموزاً تشكيلية يونانية معروفة , مثل النجمة داخل الدائرة , و غصن النخلة , و قرون الماعز المزينة بالثمار .
بعد موت ينايوس عام 76 ق م خلفته زوجته سالومي التي حكمت تسع سنوات 76-67 ق م . تقربت سالومي خلال عهدها م الفريسيين و أوكلت إليهم مراكز حساسة في الدولة , فكانت سنوات حكمها عهد استقرار و مصالحة بين شرائح المجتمع المتناقضة . و بعد وفاتها تنازع ابناها أرسطو بولس الثاني و هيركانوس الثاني على السلطة .
و كان القائد الروماني بومبي قد صفى المملكة السلوقية , و دخل قائد جيوشه إلى دمشق آخر معاقل السلوقيين , حيث استقبل بترحاب كبير عام 65 ق م فقصده الأخوان المتنازعان و كل منهما يسعى لتثبيت نفسه حاكماً إقليمياً على اليهودية و ممتلكاتها . لكن وزير هيركانوس المدعو أنتيبار , و هو أدومي متهود , قد لعب دوراً دبلوماسيا مهماً , حيث قصد دمشق و اتفق مع القائد الروماني على فتح أبواب أورشليم للرومان , مقابل الاعتراف بسيده هيركانوس ملكاً على أورشليم . و كان أن أنصار أرسطو بولس قد تحصنوا في المدينة و رفضوا فتح الأبواب , فحاصرهم الرومان ثلاثة أشهر ثم فتحوا المدينة عام 63 ق م , و على الأثر ثبت بومبي هيركانوس في منصبه , و لكن لا كملك بل ككاهن أعلى يتمتع بصلاحيات الحكم و الإدارة , كما ثبت أنتيبار الأدومي في منصب الوزير الأول . و بذلك عادت اليهودية مقاطعة تحت حكم الرومان , و انتهت أول و آخر دولة مستقلة لليهود في فلسطين , و التي دامت قرابة الثمانين عاماً (142 – 63 ق م )
لا تعود نهاية الدولة اليهودية لنزاع الأخوة فلقد قامت هذه الدولة في ظل ضعف و تحلل المملكة السلوقية و لن يكتب لها العمر لتستمر حتى لو اتفق الأخوان بسبب وصول القوة الرومانية , و لم يكن لهذا الحكم أن يستمر حتى و لو لم تظهر روما على مسرح الأحداث فقد تحول ملوك الأسرة الحشمونية إلى طغاة يستمدون حكمهم من قوة السلاح , و انفض عنهم المتدينين و راحت المقاطعات التابعة تتحين الفرص للانفصال , و لم يكن دخول بومبي أورشليم إلا من قبيل إطلاق رصاصة الرحمة على مملكة في طور الاحتضار , فجردها من جميع ممتلكاتها و أعادها على وضعها الطبيعي كمقاطعة فلسطينية صغيرة تابعة للولاية السورية الكبرى التي يحكمها قنصل روماني من دمشق . و هذه الخطوة كانت حتمية , إن لم يكن بسبب السياسة الرومانية الإمبراطورية , فبسبب بُعد النظام الديني المتعصب في هذه الدويلة عن الذائقة الرومانية و عن فلسفة الحكم الرومانية .







لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - إبراهيم - 10-27-2004




الزميل العزيز:

مشكور على مجهودك. لي سؤال: من صاحب الدراسة؟ ما هي المراجع؟

والسؤال الثاني هو: قبل القرن 12 ق.م، بماذا كان يدين اليهود؟ ألم تكن هناك شريعة موسى و التي هي أصلا قوام اليهودية؟ ماذا عن اليهودية قبل السبي البابلي؟

و شكرا لك على مجهودك.


(f)


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - زمان - 10-27-2004

الزميل العزيز اميريشو

تحية طيبة لك

مجهود تشكرون عليه حقا...
ولكن لي سؤال بسيط .ارجو أن يتسع له صدرك

كتبت
اقتباس:جاءت المجموعة الثانية في عهد الملك داريوس , ابن قمبيز و حفيد قوروش (522- 486 ق . م )
هل داريوس هوحقا ابنا لقمبيز و حفيدا لقورش ؟

لأنه حسب معلوماتي القاصرة ,إن داريوس
ينتمي للفرع الثاني من العائلة الهاخامنشية
الفارسية المالكة , و هو زوجا لإبنة قورش
التي انجبت له احشويرش (ارتكزركسيس )الملك الذي خلف اباه
على الحكم.

ولكم خالص المودة


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - اميريشو - 11-01-2004

الأستاذ العزيز إبراهيم عرفات
أشكرك على كلمة - الزميل العزيز – و أتمنى أن أكون ( قدها ):h:
أنا منضدد هذه الكلمات و لست صاحب دراسة بل نقلاً عن بضعة مراجع أهمها ( تاريخ أورشليم & دمشق آرام و إسرائيل ) لفراس السواح الذي يمكننا اعتباره صاحب الدراسة .
لم يكن هناك يهود قبل القرن السادس ق م و لا يهودية ؟
بالنسبة لموسى أقدم هذه المعلومات
تاريخ أورشليم و البحث عن مملكة اليهود
تقع أورشليم في بؤرة الرواية التوراتية فمع استيلاء الملك داوود على أورشليم و اتخاذها عاصمة له ( حسب التوراة ) تحول النظام القبلي البدائي للجماعات العبرانية إلى دولة منظمة و مملكة مرهوبة الجانب .
و ينسحب مصطلح أورشليم اليبوسية على كل الفترة السابقة على احتلال المدينة من قبل الملك داوود , في مطلع القرن العاشر قبل الميلاد , و جعلها عاصمة للملكة الموحدة . تشغل المدينة اليبوسية ذروة هضبة أوفيل الضيقة (الباحثة كينيون ) , مع امتدادات باتجاه المنحدر الشرقي باتجاه وادي قدرون , حيث يقع نبع جيحون الذي كان مصدر حياة المدينة عبر عصورها و كان طول المدينة لا يتجاوز ال 350متر و عرضها لا يتجاوز 150 متر . و يبدو أن الحد الشرقي للسور الذي بني على منحدرات الهضبة كان محكوماً بموقع النبع فخط السور ينبغي أن يهبط المنحدر إلى الحد الذي يسمح بالدفاع عن النبع في أحوال الحصار , و أن لا يقترب من النبع كثيراً حتى لا يكشف المدافعين و يجعلهم عرضة لسهام المهاجمين المتمركزين على منحدرات جبل الزيتون المقابل . أما احتواء النبع داخل السور فمسألة غير واردة لأن خط السور في هذه الحالة سيكون في أسفل الوادي , و في وضع يصعب الدفاع عنه .
إن خلاصة ما أفادنا به علم الآثار هو أنها لم تكن إلا بلدة صغيرة مسوَّرة , و لم يكن لها من القدم و العراقة في التاريخ ما لمواقع فلسطينية أخرى مثل أريحا , و لا أهمية و ضخامة مواقع مثل مجدّو و حاصور , و قد بقيت أورشليم محصورة ضمن مساحتها الضيقة على ذروة أوفيل , منذ نشأتها كمدينة مسوّرة حوالي عام 1800 ق م و حتى نهاية القرن التاسع قبل الميلاد .
و نعثر على أول ذكر لمدينة أورشليم في نصوص اللعنات المصرية , و هي عبارة عن كتابات تنقش على جرار فخارية ثم تكسر في طقس سحري من شأنه جلب الأذى على الأعداء المذكورين في النقش . و يعود النص إلى حوالي 1750 ق م , أي إلى بداية تحول أورشليم إلى مدينة مسوّرة , و بما أن الفراعنة في مصر لم يكونوا في ذلك الوقت المبكر من عصر البرونز الوسيط قد مدّوا سلطانهم الفعلي نحو مناطق بلاد الشام الجنوبية و لم يكن لهم وجود عسكري فيها , فإن عداء مصر للمدن الواردة في نصوص اللعنات , لابد أنه ناجم عن قيام حكام هذه المدن باعتراض طرق القوافل التجارية المصرية , و فرضهم عليها الإتاوات الباهظة
و قد قاد هذا لوضع المنطقة تحت السيطرة المباشرة العسكرية حيث شن الفرعون تحوتمس الثالث حوالي 1468 ق م حملته الشهيرة على سورية الجنوبية , و استمرت السيطرة أربعة قرون بعد معركة مجدّو .
خلال حكم الفرعون أمنحوتب الرابع ( 1369-1353 ق م ) الذي تسمى بإخناتون , تراخت قبضة مصر على عن مناطق نفوذها في سورية الجنوبية و تركت الممالك الصغيرة لنزاعاتها الداخلية , و لهجمات جماعات العابيرو المرتزقة التي كانت تؤجر خدماتها لمن يدفع من الأمراء المتنافسين ( تل العمارنة موقع عاصمة إخناتون ) .
بعد رسائل تل العمارنة يختفي ذكر أورشليم من التاريخ حوالي ستة قرون , إلى أن تظهر كعاصمة لمملكة يهوذا في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد و نقرأ عنها في نصوص الملك الآشوري تغلات فلاصر الثالث (744-727 ق م ) و خلِفه سنحاريب (704-681 ) فمن نصوص تغلات فلاصر نعلم عن ملك ليهوذا اسمه آحاز ,ومن نصوص سنحاريب نعلم عن آخر اسمه حزقيا , فأين كانت أورشليم خلال هذه الفترة الطويلة من صمت الوثائق الآشورية التي لم تترك مدينة مهمة في مناطق عربي الفرات و لم تذكرها .

تقول الرواية التوراتية في خطوطها العامة بأن القبائل العبرانية المستعبدة في مصر قد خرجت منها بقيادة موسى حوالي عام 1250ق م ( وفق حسابات المؤرخين التقليدين ) , و بعد تجوال في صحراء سيناء و إقامة طويلة في مناطقها الشمالية . تحرك موسى نحو مناطق شرقي الأردن و استولى عليها . و بعد وفاته تابع خليفته يشوع بن نون المسيرة نحو الأرض الموعودة , فعبر بقواته نهر الأردن و استولى على الأراضي الفلسطينية ووزعها على القبائل الإثني عشر . مما يقصه علينا سفر يشوع الذي يفترض المؤرخون أن أحداثه قد جرت في الفترة ما بين أواخر القرن الثالث عشر و بداية القرن الثاني عشر , و لكن القبائل العبرية لم تستطع المحافظة على مناطقها التي بقي معظمها بيد الكنعانين من سكان فلسطين الأصليين و لم تشكل فيما بينها كياناً سياسياً موحداً بل عاشت كجماعات منعزلة عن بعضها تحت حكم قضاة يديرون شؤونها , و من المفترض أن عصر القضاة قد دام من 1200إلى حوالي 1000 ق م . حكم شاؤل قرابة العشرين سنة ( 1030- 1009 ق م ) حيث وحّد هذه القبائل قاد خلال هذه الفترة حروب تحرير طويلة ضد أعدائهم الفلستينين ( و هم من بقايا شعوب البحر التي غزت مناطق الغرب السوري في الفترة الانتقالية من القرن الثالث عشر إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد و استقرت في السهل الساحلي من فلسطين ) إلى أن قتل مع أولاده الثلاثة في معركة جلبوع فتم انتخاب داود ملكاً . كان أول عمل لداود هو استيلاءه على أورشليم و جعلها عاصمة للمملكة الموحّدة لجميع قبائل إسرائيل .بعد ذلك راح داود يوسع مناطق مملكته داخل فلسطين , دام حكم داود أربعون عاماً (1009 – 969 ق م ) ثم وليه ابنه سليمان الذي كان أعظم ملوك الشرق . حكم سليمان 38 سنة (969 – 931 ق م ) و بعد وفاته انقسمت المملكة إلى دولتين هما إسرائيل في الشمال و عاصمتها السامرة , و يهوذا في الجنوب و عاصمتها أورشليم . و قد حكمت سلالة داود في أورشليم حتى نهاية مملكة يهوذا و دمار أورشليم على يد نبوخذ نصر البابلي حوالي عام 587 ق . م , و رغم أن داود خطط لبناء هيكل للرب يؤوي فيه تابوت العهد , إلا أنه ترك مهمة التنفيذ لخلفه سليمان و ذلك بسبب انشغاله في حروبه التوسعية التي شنها في كل الاتجاهات , و جعل مملكته تمتد من دمشق شمالاً إلى خليج العقبة جنوباً .
البحث عن شبح داود أورشليم القرن العاشر
في سفر صمؤيل الثاني المخصص لأخبار الملك داود , نتتبع سلسلة من القصص التي تدور حول السلطة , و غراميات البلاط الملكي , و ما إلى ذلك من حكايات قصور الملوك و الأمراء , فإننا نجد داود يتمشى عل سطح بيته ليلاً عندما تقع عينيه على امرأة تستحم في بيتها القريب , دون أن تدري بوجود أحد على السطح يتلصص عليها ...... , أحد أولاده المدعو أمنون يغتصب أخته غير الشقيقة المدعوة تامار , يقتله أبشالوم الذي يطمع بالعرش و يهرب داود منه , إلخ و داود الذي حارب هدد عزر ملك صوبة المجهولة المكان و التاريخ و أن إحدى الممالك الآرامية هبت لنجدته . إلخ
في القرن العاشر كانت الممالك الآرامية في حوض الفرات وحوض الخابور قد ازدهرت و بلغت دور النضج السياسي و الإداري , فأي من هذه الممالك الآرامية القوية و الموثقة تاريخياً و أركيولوجياً قد هبت لنجدة هدد عزر ملك صوبة المجهول , و حارب إلى جانبه في موقع حيلام الذي لا نعرف عنه سوى الاسم ؟ و أي من ملوك هذه الدول الفراتية التي كانت تقارع القوى الآشورية العظمى قد صالح داود و استُعبِد له ُ , على حد تعبير النص التوراتي ؟ كيف تحط جيوش داود على شواطئ الفرات و لا تصطدم بآشور التي اعتبرت الفرات حداً شرقياً لنفوذها الفعلي في بلاد الشام آنذاك ؟ لماذا لم يرد ذكر لداود في السجلات الآشورية التي أعطتنا صورة شبه كاملة عن الخارطة السياسية لمناطق الفرات و شمال و وسط سورية ؟ و لماذا خلت أخبار سفر صموئيل الثاني من أية إشارة إلى آشور ؟ إن الجواب بسيط فمحرر هذا السفر لم يكن لديه معلومات عن تلك الفترة .

على أن الكلمة الأخيرة عن مملكة داود هي لعلم الآثار . لقد قالت لنا كاثلين كينيون بعد قيامها بتأريخ دقيق لسور أورشليم اليبوسية بأن داود قد اتخذ من مدينة اليبوسيين عاصمة له في مطلع القرن العاشر , فإذا علمنا أن مساحة أورشليم اليبوسية – الداودية هذه لا تزيد عن 4.5 هكتاراً لتأكد لنا أننا أمام قرية مسوّرة لا أمام عاصمة لإمبراطورية ضخمة .
و لكي نعطي فكرة عن ضآلة عاصمة داود هذه , نقول بأن مساحة أشباه المدن في حوض الفرات و الخابور , خلال النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد , قد تراوحت بين 18 هكتاراً في موقع حبوبة الصغرى , و 43 هكتاراً في موقع تل براك . و من المفارقات التي يمكن إيرادها هنا أن مساحة القصر الملكي في مدينة ماري و الذي يحتوي على ثلاثمائة غرفة , يبلغ 2.5 هكتاراً أي ما يعادل نصف مساحة عاصمة داود الإمبراطورية . إن محرر سفر صموئيل الثاني يخبرنا أن داود قد حصَّن المدينة , وبنى لنفسه فيها قصراً كبيراً أشاده له بناءون فينيقيون من صور
بغض النظر عن التاريخ و التنقيبات أعتقد أن موسى و الشخصيات التوراتية لم تكن كما روي عنها بل أمراء عشائر غيّر زمن وجودهم و عظّمت أفعالهم
ثقافة فلسطين في القرن العاشر ( الحديث هنا لفراس السواح )
إن تعبير " يهود " الذي تستخدمه كينيون في وصف شعب العهد القديم , في تلك المرحلة من مراحل الرواية التوراتية , هو تعبير خاطئ . فاليهود هم حصراً بقية سبي يهوذا الذين عادوا إلى أورشليم في أواخر القرن السادس قبل الميلاد , و شكلوا القاعدة السكانية للمقاطعة الصغيرة التي أنشأها الفرس على مساحة ضئيلة من أراضي مملكة يهوذا البائدة , و دعوها بمقاطعة "يهود ", اشتقاقاً من الاسم القديم للملكة . في هذه المقاطعة التي تضم أورشليم و مساحة صغيرة حولها , قام كهنوت أورشليم بتدوين أسفار التوراة خلال الفترة الواقعة ما بين القرن الخامس و القرن الثاني قبل الميلاد , و هنا نشأت و تطورت الديانة اليهودية . فتعبير "يهود" أو " يهودي " هو صفة إثنية مثلما هو صفة دينية أيضاً . و لقد كان محررو التوراة مدركين لهذه الحقيقة , و لم يستخدموا سوى صفة إسرائيلي أو عبراني في سردهم للأخبار قبل السبي الآشوري لأهل مملكة يهوذا- السامرة , و السبي البابلي لملكة يهوذا . و تدل اللقى الأثرية على استمرار عبادة آلهة الخصب التقليدية خلال القرن العاشر في المناطق التي يفترض انضواؤها تحت سلطة المملكة الموحدة المؤمنة بإله واحد " يهوه " , و كذلك لا توجد آثار في تلك الفترة تدل على قدوم أمة جديدة إلى فلسطين و توطنها فيها حاملة ثقافة مغايرة عن ثقافة المنطقة بل نجد استمراراً لشعب المنطقة بثقافته و دياناته .
أما بخصوص هيكل سليمان فكل التحليلات الأثرية تنفي قيامه في القرن العاشر , و يرجح أن هيكل أورشليم قد بُني في عصر مملكة يهوذا , و ربما في القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد , عندما تحولت أورشليم أول مرة إلى عاصمة إقليمية لأول مرة في تاريخها . و على كل حال فسواء بُني هيكل أورشليم في القرن العاشر أم في القرن الثامن , فإن إعادة تصوره على الورق اعتاداً على وصفه في سفر الملوك الأول و بعض المقاطع من سفر حزقيال , تضعنا أمام معبد سوري تقليدي , من المعابد المكرسة لألوهة الخصب , و التي شاع بناؤها فيما بين أواسط الألف الثاني و أواسط الألف الأول قبل الميلاد , و هو يتألف من :
1. باحة سماوية
2. مدخل مفتوح على الباحة , عن يمينه و يساره عمودان يحملان سقف المدخل .
3. القاعة الرئيسية . و قد تسبقها قاعة خارجية تلي المدخل المفتوح مباشرة .
4. المحراب أو قدس الأقداس وهو هو عبارة عن قاعة داخلية ترتفع قليلاً عن الأرضية , و يفصلها عن القاعة الرئيسية حجاب . في جدارها الجبهي ينتصب تمثال الإله .
و قد كشفت التنقيبات الأثرية في بلاد الشام حتى الآن عن أكثر من عشرين معبداً بني وفق هذا المخطط , في مواقع مثل : تل الطعينات و ألالاخ في حوض العاصي الشمالي , و عين دارا إلى الشمال الغربي من حلب , و كركميش على الفرات الأعلى و مجدو و حاصور و شكيم و بيت شان في فلسطين . و يقول الباحث John Manson , بعد دراسته التفصيلية لمعبد عين دارا بأن 33 تفصيلاً من أصل 65 تفصيلاً مذكوراً في وصف هيكل سليمان تتطابق مع مخطط و ديكورات و منحوتات معبد عين دارا "يقع معبد عين دارا على مسافة 50 كم إلى الشمال الغربي من مدينة حلب , و يمكن للسائح الوصول إليه بسهولة بعد زيارته لقلعة سمعان المعروفة " . و بالتالي فإننا لا نستطيع إطلاق الاسم إسرائيل و لا صفة إسرائيلي , إلا على الدويلة الصغيرة التي قامت في منطقة الهضاب المركزية منذ مطلع القرن التاسع قبل الميلاد , عقب بناء مدينة السامرة على يد الملك عُمري , مؤسس مملكة السامرة أو إسرائيل




لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - اميريشو - 11-01-2004

الأخ العزيز زمان
أهلاً بك و صدري يتسع لكل محب و صديق , هذا ما لدي من معلومات و لا أقدر أن أثبتها لك الآن , إن كان لديك ما يؤكدالعكس فسأكون من الشاكرين لتصحيح معلوماتي , و لك جزيل الحب
تعلمت أن أسمع قبل أن أتكلم
اميريشو

:what:


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - إبراهيم - 11-02-2004




أستاذي أميريشو:

لكم فرحتني لماقلت أنك اعتمدت في مادتك على فراس السواح و الذي هو رجل بأمة في اعتقادي. أميل إلى الاتفاق مع البحث في ما يخص قيام الدولة اليهودية ككيان و لكن من جانب قيام الديانة اليهودية فأعتقد أن الأمر يسبق إنجازات داود و استيلائه على العرش. الأمر يعود لموسى منذ أن كان بمصر و تهذب بحكمة المصريين و نقلها إلى الشريعة الموسوية و كما يبدو مثلا في شريغة الغيرة. من هذه الفترة، تقريبا و ربما تحديدا، تبدأ اليهودية كدين و لكن الكيان السياسي لربما يبدأ لاحقا كما تفضلت و أشرت و كما أفاد فراس السواح كذلك. ليتك تتحفنا بالمزيد من الأبحاث التي تعتمد على كتابات فراس السواح فنتعلم منك و لك جزيل الشكر. مشكور جدا على مجهودك سيدي المحترم.

(f)


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - زمان - 11-02-2004

شكرا عزيزي اميريشو

في هذا الموقع

http://www.plato-dialogues.org/tools/char/xerxes.htm

الذي يتحدث عن احشويرش - زركسيس -الملك الفارسي , الذي خلف ابه في الحكم , وجدت هذا
المقطع

Because he was about to leave for Egypt, Darius, following the law of his country had been requested to name his successor and to choose between the elder of his sons, born from a first wife before he was in power, and the first of his sons born after he became king, from a second wife, Atossa, Cyrus' daughter

فهو يصف زركسيس بن داريوس بالإبن الذي انجبته اتوسا ابنة قورش . و عليه فإن داريوس صهرا لقورش على ابنته اتوسا و ليس حفيدا له .

و شكرا(f)


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - المسكونى - 11-02-2004

اودان اتوجه بجزيل الشكرللمجهودالمتميزالّذى قام به الزميل امريشو-واحب بهذه المناسبة ان الفت نظره هو والزميل المثابر ابراهيم عرفات الذىتعجبنى مداخلاته وابحاثه جدا-اذن اود ان اشير للابحاث والدراسات الشيقة للاب(سهيل قاشا)والنتائج المثيرةالتى توصل اليهامن خلال ابحاثة تلك-وهوقدضمنهاكتبه ومحاضراته فى هذاالمجال ومنهاعلى سبيل المثال-------------------------التوراة البابلية-ومقتبسات شريعةموسى من شريعة حمورابى-والحكمة فى بلادالرافدين-واثرالكتابات البابليةفى المدونات التوراتية----واخيرااشيرلمحاضرته الهامةبعنوان(التراث البابلى الدينى-سرقته وتشويهه)-وهذه الاخيرة اودبصفة خاصة من الزميل ابراهيم محاولةالاطلاع عليها-تحياتى للجميع


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - إبراهيم - 11-03-2004



أشكرك أخي العزيز المسكوني على اقتراحك و تشجيعك. في الحقيقة أتابع كل ما كتبه الأب سهيل قاشيا و أقدر بشدة علمه و قدراته البحثية لكنه صدمني في موقفه من العهد القديم مع أن نفس الشيء يمكن أن يقال على العهد الجديد في قضية المصادر و التي لا تنتقص من قيمة الوحي أو تجعله "مسروق" كما قال هو. أعجبني أكثر في كتابه عن "أحيقار". و أشكرك على إفادتك و يعجبني جدا جدا اسمك "المسكوني". ربنا يكتر من أمثالك.

(f)


لم تبدأ الديانة اليهودية حتى القرن الثالث قبل الميلاد - اميريشو - 11-06-2004

السيد ابراهيم
تحية طيبة
شكرا على ردك و دمت لي أخا و صديق
ترقب قريبا توضيح عن الشك بقصة موسى و داود و سليمان من أصلها


الصديق المسكوني
أهلا بك آمل أن تحضر موضوع يساهم في رفد ثقافتنا . لا تتوفر هذه الكتب لدي


صديقي زمان
شكرا على اللينك و تتشابه الأسماء لدى الملوك الذين يميزون بأرقام كالأول و ما هنالك
أكرر ربما لكنني تأكت من كتاب فراس السواح مصدري في هذه الدراسة
:bye:للكل
أحب اللون الأزرق