نادي الفكر العربي
تاريخ آل سعود - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: تاريخ آل سعود (/showthread.php?tid=33233)



تاريخ آل سعود - بسام الخوري - 07-12-2004

تاريخ آل سعود
الاهداء
إلى اليوم الذي لا يبقى فيه في بلادنا العربية من الخليج حتّى المحيط إعلام لا يؤثّر في الناس ولا يستأثر باحترام الناس.. إلى اليوم الذي لا يبقى فيه في بلادنا جوازات سفر مختلفة الألوان، وهويّات متعددة الجنسيات، وتأشيرات دخول وخروج، وتأشيره للعمرة وتأشيرة للحج وتأشيرة للسياحة وتأشيرة للزيارة وتأشيرة للإقامة وتأشيرة للعودة… وبلا: عودة…
والى ذلك اليوم الذي تداس فيه أعلام جامعة الدول العربية التي أسسها تشرشل وايدن ووايزمن لاخماد اللهيب… لهيب الوحدة العربية بهذا التزييف الموحد..
والى اليوم الذي تتوحد فيه الجيوش العربية بجيش واحد لا يستطيع بعده أي حاكم ـ خارج ـ شاذ ـ يسحب جيشه من ساحة الدفاع عن الوطن كما فعل السادات وفعلت السعودية التي سحبت شرطتها "المسعدنة" من لبنان في برج الغزل مع الكتائب الشمعونية محتقرة حتّى توسلات رئيس الحكومة اللبنانية…
إلى اليوم الذي لا يلاحق "السافاك" فيه المناضلين … والى اليوم الذي لا تبقى فيه ـ في الوطن العربي ـ دوائر سوء ـ جمركية ومراكز جمركية: في ـ مدن ـ وحدود ـ ومطارات ـ الوطن العربي إلا وهدّمت وسرّح أتباعها..
إلى اليوم الذي يصبح الإنسان فيه حرا يحاسب حكامه اقتداء بذلك الإنسان العربي الذي حاسب النبي محمد وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب بالرغم من كونهم أشرف بني البشر…
إلى ذلك اليوم الذي يصبح الإنسان فيه في الوطن العربي حرا ينشر فيه ما يشاء من نقد بنّاء وهدّام ـ بناء للصالحين هدّام للطالحين ـ ويذيع الإنسان فيه ما يشاء من ذلك أو يقول على الاقل ـ ما يشاء في الوطن العربي ـ ليقول مثلا: تسقط الدول العربية المتناسلة كل عام كتناسل آل سعود بطريقة لا ـ مشروعة ـ ولا ممنوعة، وليرتفع علم الأمة العربية الواحدة العلم الواحد المميّز بلون الوحدة الشعبية.
والاشتراكية العلمية، والحرية المطلقة، والتحرر من مخلفات الجهالة، ومن مهادنة الثوار للثيران المالكة الامريكية… إلى ذلك اليوم العظيم الذي يتم فيه ما ذكرته أعلاه في ثورة شعبية عارمة أهدي هذا الكتاب.
ناصر
في صحة نجاح المؤامرات الصهيونية الأميركية السعودية الساداتية
ملك القمار ـ فهد ـ وكارتر يسكران .. يشربان الخمر
(الخمر الذي يُقتل ويجلد من أجله أبناء الشعب ـ بل تجلد السعودية وتسجن حتّى الانكليز الذين رفضوا الانضمام للمخابرات الامريكية في الرياض وجدة ـ مهتمة ـ إياهم بشرب الخمر الذي يبيع الأمراء ورجال الدين السعودي زجاجته بـ 300 ريال) !…
لقد تجاوز "فهد" كل "المحرمات سراً" واحتسى الخمر علناً جهاراً نهاراً مع كارتر، وتناقلت هذا التحدي كل الصحف الأمريكية والعالمية قائلة: (فهد ـ يشرب الخمر مع كارتر ـ بصحة نجاح كل الجهود السعودية الامريكية المشتركة في المنطقة)… ومنها بالطبع: الصمت المطبق على الجرائم السعودية…
بدءا من نجاح فيصل في المساومة ـ عام 1964 ـ على اعترافه بجمهورية اليمن مقابل تعيين السادات نائباً للرئيس جمال عبد الناصر … ونجاح فيصل وفهد والسادات وحسن التهامي وكمال أدهم ـ وخبير السموم الأمريكي مستشار المخابرات السعودية في الرياض المستر رنتز: بوضع ـ عيّنة
ـ من سم الاكوتين ـ في كأس من عصير القوافة لجمال عبد الناصر في الساعة الرابعة إلا ربعا يوم 28/9/ 1970 ـ أثناء وداعه لحاكم الكويت صباح السالم في مطار القاهرة، وبذلك أدركت السعودية ما عجزت عنه مراراً في اغتيال عبد الناصر، بل ما عجزت عنه في تحريضها للرئيس الأمريكي جونسن بالرسالة المعروفة التي كتبها فيصل وفهد إليه يطالبانه دفع إسرائيل لاحتلال مصر وسوريا لإيقاف المد الوحدوي وإيقاف عبد الناصر عند حده واشغال العرب بأنفسهم عن المواقف السعودية الامريكية…
وبدءاً من ذلك الوقت وحتى الآن والى أن يسقط الاحتلال السعودي: لن يتوقف أمراء آل سعود عن قرع كؤوس الخمر مع الرؤساء الأمريكيين…
بدءاً من تعيين السعودية للسادات في سلك المخابرات الامريكية إلى تعيينه نائبا للرئيس جمال ـ بضغوط نعرفها ـ إلى دعمه في الرئاسة بعد اغتيال جمال بالسم…
إلى البدء في تغيير معالم الجمهورية العربية المتحدة إلى الضغط على السادات وبأسرع ما يمكن لإبعاد الخبراء السوفييت عن مصر إلى تعهد السعودية بتموين وتمويل الجيش المصري بالطعام والذخيرة والسلاح الأمريكي والغربي وشراء الطائرات بالأموال السعودية المسروقة لاعداد هذا الجيش ـ بأموال سعودية ـ أمريكية ـ لحرب العرب في الجماهيرية الليبية وفي الكنجو وفي اليمن وفي عُمان وفي لبنان والسودان والجزيرة العربية .. ويخلق مالا تعلمون… والمتتبع التقدمي القومي الوطني غير المنحاز ـ المؤمن ـ يدرك أن السعودية كانت السمسار الأول والمأذون "الشرعي والوحيد" لزواج السادات بأمريكا وإسرائيل ورحلته إلى القدس و" كمب ديفيد" ومن ثم التوقيع يوم 26/3/ 1979 على صك الخيانة "المكون من ثلاث نسخ" وقعها السادات وبيغن وكارتر …
ومن ثقال ان السعودية غير راضية: فليخرس فالساكت شيطان أخرس… ولو لم تكن السعودية راضية مع سبق الإصرار فلماذا لا تقاطع وتحارب السادات وإسرائيل وأمريكا ومخابرات أمريكا المتسلطة على كافة المرافق العسكرية والأمنية والحيوية في الجزيرة العربية؟..
منطق اليهود
(لقد ائتمنني الله على خدمة الحرمين الشريفين وأوكلني بهما!، وعلى الأصدقاء اعانتنا لحمايتهما من المخربين والثوريين والاشتراكيين والشيوعيين!) الملك فيصل بن عبد العزيز .. من خطابه 13/6/1970، في برلمان أندونيسيا.. انّه منطق الصهاينة في القدس عن وعد الله المزعوم للصهاينة في أرض المعاد من الفرات إلى النيل..
تقديم
هل آل سعود من قبيلة (عنزة بن وائل؟) كما يقولون؟… هل يدينون بدين الإسلام حقيقة؟ … هل هم من العرب أصلا؟.
الحقائق الآتية ـ هذه ـ ستدمغ مزاعم آل سعود. وتدحض أكاذيب من باعوا ضمائرهم لهم وزيفوا التاريخ من كتّاب ومؤرخين أقحموا نسب آل سعود ـ بنسب النبي العربي! زاعمين: (أنهم من ذرية محمد بن عبد الله).. وأنهم (وكلاء الله في خلقه وخلائقه على أرضه)!.. قاصدين بهذا الزعم ـ العتيق البالي ـ تبرير جرائمهم وفحشائهم وتثبيت عرشهم المكروه وتدعيم الملكية التي حاربها العرب قبل الإسلام وبعده وحاربها الناس أجمعين على مر التاريخ ولعنتها كل الكتب المقدسة وحذر منها القرآن بقوله:
(ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها)… ومع ذلك، يتجاهل آل سعود قول القرآن هذا، ويزعمون كذبا أنهم يؤمنون بالقرآن في الوقت الذي يصدرون أوامرهم بتحريم نشر أو اذاعة أو إعلان أو قول مثل هذه الآيات القرآنية لمحاربة الملوك…
وبما أن آل سعود على معرفة تامة بمعرفة قدماء شعبنا لأصلهم اليهودي، وماضيهم الدموي الإجرامي وحاضرهم الموغل في الوحشية…
فانهم يحاولون إخفاء أصلهم بامتطاء الدين وتزييف أنسابهم بانتسابهم المزعوم للنبي محمد!… رغم كوننا لا نهتم أبدا ـ بالانساب والاحساب بقدر ما نهتم بالصفات والأعمال قبل الأقوال، بل اننا لا نعتز بنسب الرسول بقدر ما نعتز بمحمد الذي أعز نسبه ولم يعزه نسبه، وكان هذا النبي العظيم أول من ثار على أهله وحارب عائلته وحسبه ونسبه، وتجرد من كل شئ من ملذات الحياة ـ إلا الفضيلة ـ التي تجرد منها آل سعود … أو لم يكن هو القائل: (ألا أن رائحة الجعلان أهون من رائحة قوم لا فخر لهم إلا بأنسابهم وأحسابهم؟) فما الاحساب والانساب إذا إلا أعمال الإنسان نفسه، ان كانت شرا فشرا وان كانت خيرا فخيرا… وما أعمال آل سعود الشريرة إلا أنسابهم وأحسابهم، وليست أعمالهم هي الدليل فحسب على أنهم يهود السلالة والمعتقد وانما تاريخهم أيضاً…
تاريخ آل سعود الذي زيفه أجراء آل سعود من عبدة المال وأشباه الرجال وحيل بيننا وبين نشره في أماكن وأزمان شتى… فمن هم آل سعود؟… وكيف بدأ تاريخهم؟…
تابعوا في هذا التاريخ الموجز تاريخ من تركهم العرب يعيثون في أرض العرب فسادا كأشقائهم الصهاينة في فلسطين… ليعرف من لم يعرف آل سعود سلالة بني القينقاع يهود المدينة الذين حاربوا النبي العربي ـ محمد بن عبد الله ـ وعملوا على حصاره وناصروا كل أعدائه من ملوك وأمراء وعبدة أوثان وتجار أديان ورأسماليين واقطاعيين؟…
فما السر إذا بتشدق آل سعود بالصلة "النبوية" حينا والزعم "أنهم من قبيلة عنزة" العربية، حينا آخر، وانهم على العموم "وكلاء الله في أرضه"؟ وقد جندوا لذلك الفتاوى المأجورة، لا لشئ أكثر من تغطية أصلهم اليهودي المنحدر من بني القينقاع، أولئك الذين ساهموا بأموالهم الحرام ورجالهم الاجراء في هزيمة محمد واصابته بجراح في معركة (أحد) ولما عاد النبي مع بقية قومه مهزومين إلى ـ يثرب ـ (المدينة) لم يفسح تجار اليهود له المجال بالطبع لينظم صفوفه فيحطم طغيانهم الرأسمالي الاقطاعي، بل قام تجار اليهود من بني النظير وبني القينقاع وقريظة بمحاولة إفساد وتمييع ما تبقى من قوم النبي محمد لصدهم عن السبيل القويم واشاعة روح الهزيمة في نفوسهم بإغرائهم بالإسراف في الملذات من خمر ولعب ميسر ونساء يهوديات.. لكن النبي محمد تنبه لهم.
فجاءت تلك الآيات ناهية محذرة بعدم تعاطي الخمر والميسر والازلام والانصاب!.. ـ بمعنى أوضح ـ عدم تعاطي الملذات التي يسرها تجار اليهود لجنود محمد فكانت ضربة للرأسمالية اليهودية حينما نفذ قوم محمد أوامره وامتنعوا عن اتيان كل ما نهاهم عنه من ملهيات ـ أراد بها اليهود عزل قوم محمد عنه لتحطيمه.. فجن جنون تجار اليهود من بني النظير والقينقاع وقريظة وأتباعهم من العرب لعدم نجاح خطتهم الخبيثة تلك في صرف قوم محمد عن الجهاد في سبيل المساواة الاشتراكية الإنسانية… ولم ييأس اليهود بل أعادوا الكرة بطريقة خبيثة أخرى هي:
(حصار الماء) حيث كانت الرأسمالية اليهودية تسيطر على كل آبار المياه في المدينة… عندما منعوا النبي وقومه من شرب الماء… لكن النبي أفسد خطتهم تلك بطلبه من عثمان بن عفان الذي كان يمثل الرأسمالية الوطنية، أن يشتري (نصف بئر) من اليهود بـ 10000 درهم، بينما قيمة البئر كلها لا تساوي تلك القيمة… وشرب العرب وانتهى بذلك حصار الماء بعد أن فسدت خطة اليهود حينما قام العرب بتعميق قعر البئر في القسم الذي اشتروه… وبذلك نزل كل ما في البئر من ماء إلى القسم العربي… ولم يكتف اليهود بذلك ـ بل تفتقت أفكارهم عن خطة أخبث مما مضى، وهي "مهادنة" محمد، بتقديم المعونات ـ والقروض طويلة الأجل ـ ليستعين بها ضد قريش وبهذه "المعونة" يضطر النبي لمهادنة اليهود ويتم بعد ذلك عقد اتفاق مع اليهود على حسن الجوار وعدم الاعتداء!… وأقسم اليهود على ذلك… فقبل النبي العربي هذه الدعوة ـ النبي العربي هذه الدعوة غير غافل عن خطر اليهود، لكنه أدرك أن ركائز اليهود ودعاماتهم في الجزيرة والبلاد العربية أخطر من اليهود وما دام أنه ليس بمقدوره ـ في بداية دعوته ـ محاربة الرجعية الرأسمالية العربية، ومحاربة اليهود في آن واحد ـ فانه ليس أمامه إلا الاختيار بين مهادنة أحد الشرين، وأما أن يهادن اليهود، وأما أن يهادن الرجعية العربية والملكية..
فاختار مهادنة الإقطاعية اليهودية ـ مؤقتا ـ ليتفرغ لمحاربة الرجعية العربية والملوك، بعد أن تأكد له أن أول ما يجب عليه هو القضاء على الرجعية العربية والملوك قبل القضاء على الرأسمالية والعنصرية اليهودية، لذلك رأى مهادنة اليهود لمحاربة الرجعية المتمثلة بكافة الملوك وبالإقطاع والرأسمالية المحلية، وكانت ثورته أول ثورة في التاريخ ضد الاهل (أهله وأسرته) ولذلك رأى طغاة اليهود خداعه لاغتيال وضرب دعوته وثورته لكيلا تنتشر فتنتصر … وبذلك وجهوا لمحمد الدعوة لزيارتهم في حيهم (لتكون هذه الزيارة بداية الاتفاق مع استلام المعونة) فوافق محمد وذهب إلى حيهم يرافقه بعض أصحابه…
وما أن وصل إلى باب البيت الذي وجهت فيه الدعوة إليه حتّى صعد سبعة من اليهود إلى السطح ورموه بحجارة كبيرة من أعلى، نجا منها بأعجوبة ومن كيدهم بسلام، وزعموا له أن تزاحم الاطفال لمشاهدته دفع بالصخرة فسقطت!… ومن تلك اللحظة تأكد له عليه السلام أنه لا فرق بين اليهود وركائز اليهود وأن المطامع الرأسمالية واحدة، فعاد إلى مسكنه ليعد أصحابه القلائل للبدء بضرب الرأسمالية والعنصرية اليهودية أولا وفي الوقت نفسه يتابع مسيرته لحرب الرجعية العربية ومن ذلك الوقت بدأ محمد وصحبه بالهجوم على اليهود فسحقهم وأمم أموالهم… وكان ذلك أو تأميم في التاريخ…
وبذلك الهجوم كانت البداية لنصرة العرب والاسلام بعد غزوة أحد التي جرح فيها الرسول وهزم هو ومن معه أشد هزيمة كان أول أسبابها خيانة الواجب من قبل أصحاب الأطماع من بعض الجنود الذين أولك لهم النبي العربي حراسة المؤخرة ليقفوا على رأس الجبل لكنهم ما أن رأوا انتصار المؤمنين حتّى انحدروا من الجبل تاركين المهمة الموكلة إليهم طامعين في نهب أسلاب الرجعيين أعداء التقدم العربي، فعاد الأعداء مرة أخرى وهزموا المؤمنين أشد هزيمة واستشهد في (معركة أحد) عم محمد بن عبد الله (حمزة بن عبد المطلب) وكان أول شهيد في الإسلام، ولم يبق أي بيت من بيوت العرب الذين جاهدوا إلا وقتل منه قتيل وأكثر… وما طرق اليهود الخبيثة الأولى والحالية إلا نفس الطرق الخبيثة الآنية التي يسلكها سلالة بني القينقاع آل سعود..
انها بعينها هي … وهذه بعض أركانها: الادعاء أنهم من العرب وأنهم مع العرب وأنهم ضد الصهاينة، في الوقت الذي يقومون فيه بإنشاء أحلاف عسكرية مع أعداء العرب من الأمريكان خدم الصهاينة والتحالف مع هيلاسلاسي وشاه إيران عسكريا ودعم أنور السادات ماليا وعسكريا ودعم النميري والحسن ملك المغرب، والضغط على حاكم باكستان الحالي ضياء الحق لإعدام علي بوتو وتمويل أعداء الجماهيرية في ليبيا والرجعيين في كل أنحاء آسيا وأفريقيا والغاء الحريات في الخليج، كل ذلك باسم الإسلام والاسلام منهم براء.
اضافة الى ما تقوم به السعودية من تقطيع لايدي وأرجل أبناء الشعب بحجة أنهم لصوص ـ بينما ـ آل سعود ـ هم اللصوص… وجلد ورجم أبناء الشعب في الطرقات العامة بحجة أنهم زناة وهم آل سعود أنفسهم الزناة… وفتح أسواق تجارية للرقيق الذي بلغ تعداده (600 ألف في الجزيرة العربية) معظمهم من العرب وشعوب آسيا وأفريقيا وشعوب البلاد الإسلامية التي يتاجر آل سعود باسمها دينيا.
ونهب أموال الشعب. وارهاب الشعب. واطلاق اسم اسرتهم على الشعب وارض الشعب.. واعلان حالة الطوارئ الدائمة ليلا ونهارا منذ بداية الاحتلال السعودي لجزيرة العرب حتّى الآن.. وتحطيم معنويات الشعب.. واباحة مقدساته وحرماته وأرضه وأعراضه.. والتآمر ضد كل تقدم عربي وأينما كان، ومقاتلة كل حر أو اغتياله.. ومنع الحجاج العرب والمسلمين ما لم يدفعوا أموالا طائلة كضريبة لآل سعود.. واستغلال الحج في عقد مؤتمرات معادية للعرب ـ متآمرة على الحريات والتحرر والانظمة التقدمية..
ومنع المسيحيين من زيارة مكة والمدينة بحجة أنهم "مشركين" ما عدا الامريكان "شركاء آل سعود" الذين لا ينطبق عليهم هذا الشرك!..
اضافة إلى ما يرتكبه آل سعود الآن في حق شعب اليمن من دعم للرجعيين بغية ضرب اليمن الديموقراطية واعادة هذا الشعب التاريخي اليمني العظيم إلى عصور الانحطاط الذي لا زال يعيش الشعب في مخلفاتها…
وما من ثورة قامت في اليمن قبل الثورتين اللتين اطاحتا بحكم الائمة المتعفن والسلاطين إلا وحطمها آل سعود بأموال شعبنا المسروقة..
وما برح أعداء التقدم آل سعود يعملون يداً واحدة مع أعدائنا الامريكان والانكليز و"إسرائيل" لدفن شعبنا ـ حيا ـ في اجداث الفقر والجهل والمرض والتأخر والموت البطئ… كل ذلك للمحافظة على مفاسد وجهالات ومصالح آل سعود واسرائيل والامريكان والانكليز المشتركة في ارضنا..
وما سيكشفه هذا التاريخ قد يضئ الطريق ليدل على أن آل سعود لا يتورعون في ارتكاب أي رذيلة، انّما باسم الفضيلة يرتكبون الرذائل سواء كانت سياسية أو أخلاقية… والشئ من معدنه لا يستغرب.
ناصر السعيد
التاريخ الملعون
اقتلوا المؤمنين من غير اليهود..
التلمود
في عام 851 هـ ذهب ركب من عشيرة المساليخ من قبيلة (عنزة) لجلب الحبوب من العراق إلى نجد، وكان يرأس هذا الركب شخص اسمه سحمى بن هذلول، فمر ركب المساليخ بالبصرة، وفي البصرة ذهب افراد الركب لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب يهودي اسمه "مردخاي بن إبراهيم بن موشى"…
وأثناء مفاوضات البيع والشراء سألهم اليهودي تاجر الحبوب (من أين أنتم؟) فأبلغوه أنهم من قبيلة (عنزة… فخذ المساليخ) وما كاد يسمع بهذا الاسم حتّى أخذ يعانق كل واحد منهم ويضمه إلى صدره ـ في عملية تمثيلية ـ قائلا: (انّه هو أيضاً من المساليخ لكنه جاء للعراق منذ مدة واستقر به المطاف في البصرة لأسباب خصام وقعت بين والده وأفراد قبيلة عنزة)،
وما أن خلص من سرد اكذوبته هذه حتّى أمر خدمه بتحميل جميع إبل أفراد العشيرة بالقمح والتمر والتمن "أي الرز العراقي" فطارت عقول المساليخ "لهذا الكرم" وسرّوا سرورا عظيما لوجود (ابن عم لهم) في العراق ـ بلاد الخير والقمح والتمر والتمن!.. وقد صدّق المساليخ قول اليهودي أنه (ابن عم لهم) خاصة وانه تاجر حبوب القمح والتمر والتمن!.. ومما أحوج البدو الجياع إلى ابن عم في العراق لديه ـ تمر وقمح وتمن ـ حتّى ولو كان من بني صهيون.. ثم ومالهم واصله!
(فالاصل ما قد حصل!) وما حصل هو التمر والقمح والتمن… وما أن عزم ركب المساليخ للرحيل حتّى طلب منهم اليهودي ـ مردخاي ـ ابن العم ـ المزعوم ـ أن يرافقهم إلى بلاده المزعومة (نجد) فرحب به الركب احسن ترحيب … وهكذا وصل اليهودي ـ مرد خاي ـ إلى نجد، ومعه ركب المساليخ…
حيث عمل لنفسه الكثير من الدعاية عن طريقهم على أساس انّه ابن عم لهم، أو أنهم قد تظاهروا بذلك من أجل الارتزاق، كما يتظاهر الآن بعض المرتزقة خلف الامراء، وفي نجد، جمع اليهودي بعض الانصار الجدد إلا أنه من ناحية أخرى وجد مضايقة من عدد كبير من أبناء نجد يقود حملة المضايقة تلك الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي من مشايخ الدين في القصيم ـ وكان يتنقل بين الاقطار النجدية والحجاز واليمن مما اضطر اليهودي ـ مرد خاي ـ إلى مغادرة القصيم والعارض إلى الاحساء، وهناك حرّف اسمه قليلا ـ مرد خاي ـ ليصح (مرخان) بن إبراهيم بن موسى..
ثم انتقل إلى مكان قرب القطيف اسمه الآن ( ام الساهك) فأطلق عليه اسم (الدرعية) وكان قصد ـ مردخاي ـ بن إبراهيم بن موشى اليهودي ـ من تسمية هذه الأرض العربية باسم الدرعية، التفاخر بمناسبة هزيمة النبي محمد والاستيلاء على درع اشتراه اليهود ـ بني القينقاع ـ من أحد أعداء العرب الذين حاربوا الرسول العربي محمد بن عبد الله في معركة أحد ـ وانهزم فيها جيش محمد بسبب خيانة ذوي النفوس الرديئة الذين فضلوا الغنائم على انتصار الحق وخانوا واجبهم بينما هرعوا لاقتسام الاسلاب تاركين مركز الاستطلاع الذي وضعهم فيه محمد، فاستغل ذلك خالد بن الوليد وكان لا زال مع طغاة قريش ضد محمد فاعاد خالد بن الوليد الكرة ضد النبي محمد وجنده دون اعطائهم المجال للتمتع بنصرهم، فكانت تلك الهزيمة التاريخية الشنعاء…
بعد هذه المعركة ـ معركة أحد ـ أخذ أحد أعداء النبي العربي (درع) أحد شهداء المعركة.. وباعه ـ لبني القينقاع ـ يهود المدينة ـ زاعما أنه درع النبي العربي محمد بن عبد الله … وبمناسبة استيلاء بني القينقاع على الدرع القديم تمسك جد آل سعود اليهود ـ مرد خاي بن إبراهيم بن موشى، وفي ذلك ما يعتبره اليهود نصرا لهم ـ لكونهم اشتروا الدرع ـ المزعوم ـ لمحمد بن عبد الله بعد هزيمته في معركة (أحد) التي كان اليهود وراءها …
وهكذا جاء اليهودي (مردخاي إبراهيم موسى) إلى (أم الساهك) بالقرب من القطيف ليبني له عاصمة يطل من خلالها على الخليج العربي ـ وتكون بداية لإنشاء "مملكة بني إسرائيل" من الفرات إلى النيل … وفي (أم الساهك) أقام لنفسه مدينة باسم (الدرعية) نسبة إلى الدرع المزعوم، تيمنا بهزيمة النبي العربي..
وبعد ذلك، عمل مرد خاي على الاتصال بالبادية لتدعيم مركزه… إلى حد أنه نصب نفسه عليهم ملكاً… لكن قبيلة العجمان متعاونة مع بني هاجر وبني خالد أدركت بوادر الجريمة اليهودية فدكت هذه القرية من أساسها ونهبتها بعد أن اكتشفت شخصية هذا اليهودي مرد خاي بن إبراهيم بن موشى الذي أراد أن يحكم العرب لا ـ كحاكم ـ عادي بل كملك أيضاً … وحاول العجمان ـ قتل اليهودي مرد خاي، لكنه نجا من عقابهم هاربا مع عدد من أتباعه باتجاه نجد مرة ثانية حتّى وصل إلى أرض اسمها (المليبيد ـ وغصيّبه) قرب ـ العارض ـ المسماة بالرياض الآن ـ فطلب الجيرة من صاحب الأرض ـ فآواه وأجاره كما هي عادة كل إنسان شهم… لكن اليهودي مرد خاي إبراهيم بن موشى لم ينتظر أكثر من شهر حتّى قتل صاحب الأرض وعائلته غدرا ـ
ثم أطلق على أرض المليبيد وغصيبة اسم (الدرعية) مرة أخرى!… وقد كتب بعض نقلة التاريخ ـ نقلا عن كتاب مأجورين أو مغفلين ـ زاعمين أن اسم الدرعية يشتق من اسم علي بن درع صاحب ارض ـ حجر والجزعه ـ قائلين: أنه من عشيرة مرد خاي وان ابن درع قد أعطاه الأرض فسميت بأرض الدرعية فيما بعد …
لكنه لا صحة لكل ما كتبوا إطلاقا… فصاحب الأرض الذي أجار اليهودي: مرد خاي إبراهيم بن موشى، وغدر به اليهودي وقتله اسمه (عبد الله بن حجر)… وبعد ذلك عاد مردخاي جد هذه العائلة السعودية ففتح له مضافة ـ في هذه الأرض المغتصبة المسماة "بالدرعية". واعتنق الإسلام ـ تضليلا ـ و ـ اسما ـ لغاية في نفس اليهودي مردخاي، وكوّن طبقة من تجار الدين أخذوا ينشرون حوله الدعايات الكاذبة وكتبوا عنه زاعمين أنه (من العرب العربي) كما كتبوا زاعمين ( أنه قد هرب مع والده إلى العراق خوفا من قبيلة عنزة عندما قتل والده أحد أفرادها فهدوده بالانتقام منه ومن ابنه فغير اسمه واسم ابنه وهرب مع عائلته إلى العراق) والحقيقة، أنه لا صحة لهذا، بل ان هذه الأقوال نفسها ما يثبت كذبهم…
وقد ساعد على تغطية تصرفات هذا اليهودي غياب الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي الذي كان من أشد الذين لاحقوا هذا اليهودي وقد اغتاله مرد خاي ـ أثناء ركوعه في صلاة العصر بالمسجد في بلدة الزلفي … ومن بعدها عاش مرد خاي مدة في "المليبيد وغصيبه" الذي اطلق عليها اسم ـ الدرعية ـ فيما بعد نسبة إلى اسم الدرع المزعوم للرسول كما قلنا، فعمّر الدرعية وأخذ يتزوج بكثرة من النساء والجواري وانجب عدداً من الأولاد فأخذ يسميهم بالأسماء العربية المحلية،
ولم يقف مرد خاي وذريته عند هذا، بل ساروا للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد العربية كلها بالغدر والاغتيالات والقتال حينا، وبالاغراءات وبذل الأموال وشراء المزارع والأراضي والارقاء والضمائر وتقديم النساء ـ الجواري ـ والأموال لاصحاب الجاه والنفوذ ولكل من يكتب عن تاريخهم ويزيف التاريخ بقدر الإمكان "ليجعلهم من ذرية النبي العربي" ويجعلهم من نسل عدنان حينا وحينا من نسل "قحطان"…
هكذا كتب الكتاب عنهم وتنافسوا في تزوير تاريخهم ونسب عض المؤرخين الاجراء تاريخ جد هذه العائلة السعودية ـ مرد خاي إبراهيم موسى اليهودي ـ إلى "ربيعة" وقبيلة "عنزة" وعشيرة المساليخ ـ حتّى ان الافّاق … "مدير مكتبات المملكة السعودية" المدعو محمد أمين التميمي ـ قد وضع شجرة لآل سعود وآل عبد الوهاب ـ آل الشيخ ـ ادمجهم: معا في شجرة واحدة زاعما انهم من اصل النبي العربي (محمد) بعد أن قبض هذا المؤرخ اللئيم مبلغ 35 ألف جنيه مصري عام 1362 هـ 1943 م من السفير السعودي في القاهرة عبد الله إبراهيم الفضل، والمعروف أن هذا المؤرخ الزائف محمد التميمي هو الذي وضع شجرة الملك فاروق ـ البولوني ـ الذي طردته ثورة 23 يوليو 1952 من مصر العربية زاعما هو الآخر بأنه من ذرية النبي العربي وأن أصله النبوي جاء من ناحية أمه…
وكما قلت مرارا أن الاصل لا يهم في شئ على الاطلاق بقدر ما يهم تزييف الاصل… خاصة اذا كان القصد من ذلك تبرير استعباد شعوب بكاملها لاسرة فاسدة دخيلة...
وفي آخر صفحات الكتاب سيجد القارئ صورة لشجرة العائلة السعودية الوهابية المشتركة، وفيها يسلّط الضوء على الاصول اليهودية لآل سعود.
… نعود الآن من حيث بدأنا الحديث عن اليهودي الأول مردخاي إبراهيم بن موشى إلى الايضاح التالي:
لقد أخذ يتزوج من بنات العرب بكثرة وينجب بكثرة ويسمي بالأسماء العربية كلها كما هي حال ذريته الآن …
ومن أولاده "الناجحين" ابنه الذي جاء معه من البصرة واسمه ـ ماك رن ـ الذي عرّب اسمه بعض الشئ فحوره إلى (المقرن) نسبة ـ الاقتران ـ نسب مرد خاي بنسب عشيرة المساليخ من عنزة …،
وانجب هذا (المقرن) ولدا أسماه (محمد ثم (سعود) .. وهو الاسم الذي عرفت به عائلة ـ آل سعود ـ متناسية أسماء آبائها الاوائل الذين أهملت التسمّي بهم خشية تذكير الكثير من الناس بأصلها اليهودي، فاسم سعود هو اسم ـ محلي ـ شائع في نجد قبل وجود آل سعود … ثم بعد ذلك انجب سعود الذي عرفت به هذه العائلة ـ عدداً من الابناء ـ منهم: مشاري، وثنيان ثم (محمد)..
ومن هنا يبدأ الفصل الثاني من تاريخ العائلة اليهودية ـ التي اصبح اسمها آل سعود… بقي محمد بن سعود في قرية (الدرعية) المغتصبة، وهي قرية لا تتجاوز الثلاث كيلو مترات مريعة، فاطلق على نفسه لقب (الامام محمد بن سعود) وهنا التقى "الامام بإمام" آخر اسمه محمد بن عبد الوهاب الذي عرف بالدعوة "الوهابية"…
شركة الامامين!
ولذلك لابد لنا من التعريف بمحمد بن عبد الوهاب الذي التصق وما زال اسمه واسم عائلته ودعوته الفاسدة باسم (العائلة المرد خائية) العائلة السعودية فيما بعد… يؤكد بعض الشيوخ النجديين وكذلك المصادر التي سيجدها القارئ في هذا الكتاب أن محمد بن عبد الوهاب هو الآخر ينحدر من اسرة يهودية كانت من يهود الدونمة في تركيا التي اندست في الإسلام بقصد الاساءة إليه والهروب من ملاحقة بطش بعض السلاطين العثمانيين،
ومن المؤكد أن "شولمان" أو سليمان جد ما سمي ـ فيما بعد ـ باسم محمد بن عبد الوهاب مثلما سمي جون فيلبي باسم محمد بن عبد الله فيلبي، ومن ثم أصبح اسمه الحاج الشيخ عبد الله فيلبي ـ خرج ـ شولمان ـ أو سليمان ـ من بلدة اسمها (بورصة) في تركيا، وكان اسمه شولمان قرقوزي، وقرقوزي بالتركي معناها (البطيخ)..
فقد كان ـ هذا ـ تاجرا معروفا للبطيخ في بلدة ـ بورصة ـ التركية، الا أن مهنة البطيخ والمتاجرة به لم تناسبه فرأى أن يتاجر بالدين ففي الدين تجارة أربح لأمثاله من تجارة البطيخ لدى الحكام الطغاة ـ لأن تجارة الدين ليست بحاجة إلى رأسمال سوى: (عمامة جليلة، ولحية طويلة، وشوارب حليقة أو قليلة، وعصا ثقيلة، وفتاوى باطلة هزيلة) وهكذا خرج شولمان بطيخ ومعه زوجته من بلدته بورصة في تركيا إلى الشام ـ وأصبح اسمه سليمان ـ واستقر في ضاحية من ضواحي دمشق هي (دوما) استقر بها يتاجر بالدين لا بالبطيخ هذه المرة.. لكن أهالي سوريا كشفوا قصده الباطل ورفضوا تجارته فربطوا قدميه وضربوه ضربا أليما، وبعد عشرة أيام فلت من رباطه وهرب إلى مصر، وما هي الا مدة وجيزة حتّى طرده أهالي مصر… فسار إلى الحجاز واستقر في مكة، وأخذ يشعوذ فيها باسم الدين لكن أهالي مكة طردوه أيضا وراح للمدينة "المنورة" لكنهم أيضاً طردوه… كل ذلك في مدة لا تتجاوز الأربع سنوات، فغادر إلى نجد واستقر في بلدة اسمها (العيينة) وهناك وجد مجالا خصبا للشعوذة فاستقر به الامر وادعى (أنه من سلالة "ربيعة" وانه سافر به والده صغيرا إلى المغرب العربي وولد هناك)… وفي بلدة العيينة انجب ابنه الذي سماه "عبد الوهاب بن سليمان" وانجب ـ هذا العبد الوهاب ـ عدداً من الأولاد ـ احدهم كان ما عرف باسم "محمد" أي محمد بن عبد الوهاب!..
وهكذا سار محمد بن عبد الوهاب على نهج والده عبد الوهاب وجده سليمان قرقوزي في الدجل والشعوذة…
فطورد من نجد وسافر إلى العراق، وطورد من العراق وسافر إلى مصر وطورد من مصر وسافر إلى الشام، وطورد من الشام وعاد إلى حيث بدأ… عاد إلى العيينة… إلا أنه اصطدم بحاكم العيينة عثمان بن معمر ـ آنذاك ـ فوضعه عثمان تحت الرقابة المشددة ـ لكنه افلت وسافر إلى الدرعية، وهناك التقى (بحاكم الثلاث كيلو مترات) اليهودي "محمد بن سعود" ـ الذي أصبح اميرا اماما ـ فوافق الحذاء القدم، وتعاقد الاثنان على المتاجرة بالدين… وكان الاتفاق كالآتي:
1 ـ الطرف الأول محمد بن سعود: أن يكون "لأمير المؤمنين محمد بن سعود" وذريته من بعده السلطة الزمنية ـ أي الحكم.
2 ـ الطرف الثاني محمد بن عبد الوهاب: أن يكون "للإمام" محمد بن عبد الوهاب وذريته من بعده السلطة الدينية ـ أي الإفتاء بتكفير وقتل كل من لا يسير للقتال معنا ولا يدفع ما لديه من مال، وقتل كافة الرافضين لدعوتنا والاستيلاء على أموالهم…
وهكذا تمت الصفقة… وبدأت المشاركة… وسمي الطرف الأول محمد بن آل مرد خاي باسم (امام المسلمين) وسمي الطرف الثاني باسم (امام الدعوة)… وكانت تلك هي البداية الثانية واللعينة في تاريخنا … حينما اتفق الطرف الأول محمد بن سعود اليهودي مع الطرف الثاني محمد عبد الوهاب قرقوزي.
وسارت شركتهما على هذا النحو الفاسد. وكانت بداية أعمالهما الإجرامية تلك إرسال شخص مرتزق إلى حاكم "الرياض" قرية العارض آنذاك (ادهام بن دّواس) لاغتياله.
فاغتالوه، وبذلك استولوا على العارض، ثم ارسلوا بعض المرتزقة ومنهم حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد إلى (عثمان بن معمر) حاكم بلدة العيينة فاغتالوه أثناء أدائه لصلاة الجمعة… وقد جاء في الصفحة 97 من كتاب أصدره آل سعود وآل الشيخ بعنوان (تاريخ نجد) نقله عن رسائل محمد بن عبد الوهاب الشيخ حسين بن غنام واشرف على طباعته عبد العزيز بن مفتي "الديار السعودية" بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وهو من سلالة الشيخ عبد الوهاب.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ان عثمان بن معمر مشرك كافر، فلما تحقق هل الإسلام من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة لمقتله جاء محمد بن عبد الوهاب إلى العيينة فعين عليهم مشاري بن معمر وهو من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب) هكذا قال آل سعود وآل الشيخ في كتابهم..
نقلا عن رسالة كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب… ولست أعرف كيف يكون حاكم العيينة (مشرك كافر وهو مقتول في مصلاه بالمسجد ويوم الجمعة!!) … كذا … ألم تر ـ أن عثمان آل معمّر ـ اغتاله محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ـ لانه كان يعبد ربا خلاف رب اليهود الرب الافاك السفاك محمد بن عبد الوهاب وشريكه محمد بن سعود اليهودي؟… وفي الصفحات 98 و99 و100 و101 من نفس الكتاب المذكور يوضح محمد بن عبد الوهاب أن جميع أهل نجد دون استثناء (كفرة تباح دماؤهم ونساؤهم وممتلكاتهم والمسلم هو من آمن بالسنة التي يسير عليها محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود) لكن أهالي العيينة لم يصبروا على ظلم محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، فثاروا عليهما ثورة رجل واحد، الا أن الظلم السعودي قد انتصر على الحق فدمر ـ بلدتهم ـ العيينة ـ تدميرا شاملا عن آخرها… هدموا الجدران وردموا الآبار وأحرقوا الاشجار واعتدوا على أعراض النساء، وبقروا بطون الحوامل منهن وقطعوا أيادي الاطفال واحرقوهم بالنار، وسرقوا المواشي، وكل ما في البيوت وقتلوا كل الرجال…
كانت مساحة بلدة العيينة تبلغ ( 40 كيلو متراً) غاصة بالسكان متراصة المساكن، إلى حد أن النساء كن في أيام الافراح والاعياد والمناسبات الشعبية يتبادلن التهاني والاحاديث والأخبار من طيق البيوت والنوافذ وما تلبث هذه التهاني والمعلومات والاخبار إلا أن تعم كافة انحاء البلدة بسرعة لا تتجاوز الساعة نظرا لاحتشادها بالسكان ولكن المرتزقة من جند شركة (م.م) محمد بن سعود اليهودي ومحمد بن عبد الوهاب قرقوزي الذي أكد الكثير يهوديته، قد جعلوا من بلدة العيينة قاعا صفصفا خرابا ترابا، وكانوا يريدون بجرمهم الصهيوني هذا ايقاع الرعب في نفوس سكان بقية البلدان الاخرى.
ليسهل استيلاؤهم عليها، وهكذا بقيت العيينة ولا زالت خرابا منذ عام 1163 هـ حتّى يومنا هذا… وهكذا فعلوا بكل سكان الجزيرة العربية.. وليس هذا الجرم الصهيوني السعودي هو المضحك المبكي فقط، وانما المضحك المبكي أيضاً هو أن محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود قد كتبا كذبا لا تصدقه حتّى عقول الاطفال ولا زال في كتبهما الصفراء واسطورتهما الكاذبة لا زالت يعرفها ابناء شعبنا في نجد وتدرس أيضاً في المدارس تبريراً من آل سعود وآل الشيخ لافناء بلدة العيينة بكاملها، حينما قال محمد بن عبد الوهاب (ان الله سبحانه وتعالى قد صب غضبه على العيينة وأهلها وافناهم تطهيرا لذنبوهم وغضبا على ما قاله حاكم العيينة عثمان بن معمر، فقد قيل لحاكم العيينة بأن الجراد آت إلى بلادنا ونحن نخشى من أن يأكل الجراد زراعتنا، فأجاب حاكم العيينة قائلا ساخرا من الجراد:
سنخرج على الجراد دجاجنا فتأكله، وبهذا غضب الله سبحانه لسخرية الحاكم بالجراد آية من آيات الله لا يجوز السخرية منها، ولهذا أرسل الله الجراد على بلدة العيينة فأهلكها عن آخرها!) هكذا زعم آل سعود وتجار دينهم في كتبهم الصفراء القذرة ان الجراد هو الذي أكل العيينة مستهترين بعقول القراء والشهود والمستمعين.. كيف يأكل الجراد الجدران والرجال؟! ويأخذ ما تبقى رقيقا!
ويهدم الآبار ويعتدي "الجراد" على النساء ويبقر بطون الحوامل منهن! ويأخذ البقية ليفسق بهن!!… أهذه الجرائم تفعلها حشرة الجراد؟!.
الجراد التي تتمنى الغالبية العظمى من شعبنا أن تراه وتنتظر مواسمه بفارغ الصبر لتعيش منه وتختزن منه ما أمكن لتقتات طيلة العام بهذا المخزون لعدم وجود ما تقتات به.. الهم إلاّ الاعشاب.. ثم يصبح الجراد بعد ذلك "آية يرسلها الله" غضبا.
من ابن معمر!.. يا لهم من طغاة حكموا شعبنا بالخرافات، ودعوة للكفر بالله وآياته وبتلك المخلوقات البشرية الراضخة لحكم الحيوانات الناطقة..
ونرجو ممن يقرا هذا التاريخ الإجرامي أن يقارن بين جرائم السعودية الوهابية اليهودية وبين ما فعله الصهاينة في دير ياسين وبقية فلسطين، والمناطق العربية. أن ما فعله آل سعود في الجزيرة العربية لأقذر مما فعله ابناء عم الصهاينة في فلسطين. الا أن العصابات الصهيونية في فلسطين لم تتمكن من شراء سكوت الملوك والرؤساء والنواب والكتاب ولم تتمكن من شراء وسائل الأعلام لطمر تاريخ صهاينة فلسطين كما تمكن صهاينة الجزيرة العربية، من شراء الصمت المأجور أولا وأخيراً لصحافة واعلام وضمائر الجيران والاشقاء والاشقياء معا حتّى سارت واستشرت الفتنة السعودية الوهابية التي أطلقوا عليها اسم (دعوة التوحيد لدين الله) والله منها براء!..
سارت بقيادة محمد بن سعود اليهودي وتشريع محمد بن عبد الوهاب ـ ابن عمه ـ سارت تفتك بالناس وتسلب الاموال وتعتدي على أعراض النساء وتبقر بطول الحوامل، وتقتل الاطفال وتأخذ ما تبقى من الاحياء سبايا تسترقهم.. كل ذلك باسم الدين والدين الصحيح منها براء.
فثار أهالي نجد لمقاومتها، قاومها أهالي العارض الذين كانوا أول من حاربهم محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب وقتلوا الكثير منهم كما قتلوا حاكمهم ادهام بن دواس بحجة أنهم "كفرة". قاومها أهالي بريدة وعنيزة وشقرا ووشيقر والزُّلفي والرس ووادي الدواسر وسدير والمجمعة. وقاومتها كل مناطق القصم والسر الوشيم وحائل ووقف كل رجال الدين الصالحين بوجهها ووقف الشعراء الذين هم أجهزة الاعلام والدعاية في ذلك الوقت وثارت ضدها معظم القبائل. ولكن الدعوة السعودية نجحت..
نجحت لأن أموال اليهود وتخطيطاتهم كانت تدعمها، ونجحت لتفكك البلدان داخل الجزيرة السعودية الوهابية، وبدأ شعراء نجد في محاربتها، من هؤلاء الشعراء شاعر شهير في كل أنحاء نجد اسمه حميدان الشويعر. قال قصيدة شعبية كان لها أثرها في نفوس المواطنين في أنحاء نجد، ورغم مضي أكثر من (164 عاما) عليها إلا أنه لا زال يوجد الكثير من أبناء نجد يحفظون أبياتها أو بعض الابيات هذه وخاصة مطلعها، وقد دفع الشاعر حياته من أجل هذه القصيدة الثورية الشهيرة فاغتالاه محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب متفقين من أجلها… اغتالا حميدان الشويعر
(بالسم) الذي دسه أحد عملاء هاتين الاسرتين له في رغيف، واسم هذا العميل سعد الجعيشن، الذي عزم الشاعر حميدان الشويعر ـ فاغتاله، وكان الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر قد وصف في تلك القصيدة أصل آل سعود اليهودي ومجئ جدهم من البصرة ووصف أصل محمد بن عبد الوهاب ومجيئه من بلدة بورصة في تركيا، ودجله باسم الدين، وكان هناك (جبل عوصاء) ويقع بالقرب من بلدته شقراء في أواسط نجد، وكان في هذا الجبل ذئاب مسعورة تأكل الحيوانات والبشر، وكان الشاعر حميدان الشويعر يذهب إلى هذا الجبل باستمرار ليستوحي هذا الشاعر الساخر الثائر من مرتفعات هذا الجبل شعره الشعبي المثير الذي ما أن يقوله حتّى تتردد أصداؤه بين الناس. وذات يوم نصحه أصدقاؤه بأن لا يذهب إلى (عوصاء) خوفا عليه من الذئاب المسعورة، ومن هذه النصيحة استوحى شاعرنا قصيدته الشهيرة معبرا فيها عما يجيش في صدره من حقائق منتقدا ما ينصحه به الاصدقاء خوفا عليه من الذئاب المسعورة!!
قائلا ما معناه (انّه لا يخشى هذه الذئاب الوحشية وانما يخشى الذئاب الآدمية اليهودية، أما الذئاب الوحشية فمسكينة ـ هذه الذئاب ـ انها مظلومة! ، ودائما ما يظلمها البشر من تاريخ السيد يوسف ابن يعقوب حتّى هذا التاريخ: فعندما قذف ـ أخوة ـ يوسف أخاهم يوسف في غياهب البئر أتوا إلى أباهم عشاء يبكون بدمع كاذب وقالوا: "ان ذهبنا نلعب وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب!"
وها أنتم الان تتهمون ذئابا متوحشة في جبل عوصاء زاعمين أنها أكثر وحشية من محمد بن عبد الوهاب وآل سعود. وأن هذه الذئاب تأكل البشر. أنا لا أخشى هذه الذئاب الوحشية وانما أخشى الذئاب البشرية السعودية الوهابية، أخشى "عود" أي ـ (شيخ) في قرية الدرعية يقول ـ الحق ـ ولكنه يفعل الباطل ـ يزعم أنه يحكم باسم القرآن ويرتكب أبشع المنكرات باسم القرآن نفسه: أخشى هذا المجرم الذي جعل "هذا يذبح هذا" جعل الاخ يذبح أخاه وهو جالس ""على زوليته" أي على سجادته يسبح!.
والبلاد سابحة بالدم. ومن أجل من يذبح العرب المؤمنين بعضهم بعضا؟!. من أجل الشيطان الرجيم دون شك.. من أجل محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود. من أجل تمكين الحكم الملكي السعودي الوهابي اليهودي البغيض) هذه هي ترجمة القصيدة. وها هي القصيدة الشعبية التي فقد من أجلها الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر حياته ـ شهيدا ـ على أيدي محمد بن سعود الأول القينقاعي وشريكه محمد بن عبد الوهاب:
الاصل السعودي
في قصيدة الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر
ما همنّ ذيب في عوصا همنّ عود في الدرعية
ما أخشى ذيب في عوصا أخشى شيخ في الدرعية
قوله حق وفعله باطل! واسلاحه كتب مطوية
خلّى هذا يذبح هذا وهو جالس في الزولية
يدعو باسم دين امحمد وأفعاله كفر وأذية
يبرأ منها دين امحمد أعماله الشيطانية
واظنه بمحمد يعني امحمد الوهابية
يقول أصله من تميم تميم (برصه) التركية!
امحمد عبد الوهاب ومحمد السعودية
هم طيزين في سروال ذياك ايشرّع ـ لذيّه
تشاركوا باسم الدين واثنينهم حرامية
أما امحمد ابن اسعود فمن اصول يهودية
ابوه اصله مردخاي راعي الملة العبرية
ضحك على بعض اعنزه وقال ان أمه مصلوخية
وجابوه لنا من البصرة حتّى أوصوله الدرعية
بزعمهم درع النبي شروه القينقاعية
حط درعيه بالقطيف! ومن بعد صارت نجديه!
وزعم انّه ارض أجداده وهي من شرّه بريّة
جابوا لنا ابن اليهود الله لا يعيد ذيك الجيه
وشرع ظلم باسم الدين وقال ذي شرعة سماوية
شرع بني إسرائيل في أراضينا النجدية
زعم أنه شرع الله أو شريعة إسلامية
وقال ان قوله قرآن وأحاديثه نبوية
وانه من الله مرسول يخلف رسول البريّة
وباسم الدين أصبح يقتلنا ويسرق أموال الرعية
ودفع الدراهم (زيّن) له أصله وصول الذرية
وجعل أصل أصل امحمد! وشجرتهم عدنانية!
بعد هذا يا جماعة ما رضى نصايحكم ليه
لا تنصحون احميدان من شر اذياب وحشيه
مسكينة يذياب البر تتهم بأعمال ردية
من عهد سيدنا يوسف والتهمة فوقه مرمية
أذياب البر ما نخشاها ولا وحوش البرّية
نخشى أذياب اليهود الذئاب الادمية
بني إسرائيل أخشاهم أحقادهم خيبرية
أخشى أن يحكم في نجد أسرة بغي يهودية
تشرع شريعة زواج فيها الامير يركب خيه
والاخت ينكحها أخوها باسم الاصول المرعية
زواجهم بالآلاف زواج بلا شرعية
وبموجب هذه القصيدة اغتيل حميدان الشويعر.. اغتاله محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود.. لكن هذه القصيدة بقيت كشاهد اثبات على جرائم اليهود الذين تلبسوا الإسلام لتدميره.. وفي الوقت نفيسه بقيت هذه القصيدة للتشهد بعض كفاح شعبنا كله للدعوة السعودية الوهابية منذ بدأ قيامها الباطل وكانت قبائلنا مع الحضر تقاتل بشدة آل سعود ودعوتهم الخبيثة وكان في طليعة القبائل التي قاومت آل سعود ودينهم الباطل قبائل العجمان وبني خالد وعتيبة وشمر وقحطان والدواسر وبني يام ومطير وحرب وبني مره وبني خالد وبني هاجر وغيرهم.
آل سعود يقطعون الرؤوس البشرية
ويقدمونها مع الطعام
وقد روى حافظ وهبه المستشار السعودي في كتابه (جزيرة العرب) عن الطاغية الملك عبد العزيز الأخير المتوفى سنة 1953 فقال: (قال عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود "لقد قاومت دعوتنا كل القبائل أثناء قيامها وكان جدي سعود الأول قد سجن عدداً من شيوخ قبيلة مطير فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون بإطلاقهم ولكن سعود الأول قد أمر بقطع رؤوس السجناء ثم أحضر العداء ووضع الرؤوس فوق الاكل وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلون من هذه المائدة التي وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم و.. لما رفضوا الاكل أمر سعود الأول بقتلهم!.)
ويقول حافظ وهبه في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين (لقد قص هذه القصة الملك عبد العزيز على شيوخ قبيلة مطير الذين جاؤوا للاستشفاع في زعيمهم فيصل الدويش قبل ان يقتله عبد العزيز ليبين لهم أن عبد العزيز سيقتلهم أيضاً إذا لم يمتنعوا عن طلب الشفاعة لزعيمهم فيصل الدويش)..
بعد هذه المقدمة الدالة على أصله اليهودي ووحشيته أمر الملك الطاغية عبد العزيز ـ بقتل فيصل الدويش ـ وتوضأ بدمه ثم قام لاداء الصلاة!.
لماذا؟.. لأن فيصل الدويش قد استيقظ ضميره أخيرا وانقلب عليه بعد أن رأى الدويش أن الملك الطاغية عبد العزيز كان لا يركع الا لأوامر الانكليز، واستيقظ الدويش بعد أن وقع عبد العزيز للإنكليز بإعطاء فلسطين لليهود في مؤتمر العقير عام 1922 مما سيأتي اثباته تاليا.. بهذا الاسلوب سارت الدعوة السعودية الوهابية من أول قيامها لا أهداف لها الا النهب والسلب والسرقة والكذب والدجل والفجور والفسوق كل ذلك باسم الدين، ولكني كما قلت عن شعبنا، انّه لم يقف منها موقف المتفرج، فقد قاومها في كل مكان.
ثورة أبناء يام
… ثورة أهل نجران والعجمان وبني خالد
ففي عام 1178 هـ ـ 1765 م اتفق (أبناء يام) من أهال نجران وقبيلتي العجمان وبني خالد وتحالفوا على مقاومة الاحتلال السعودي، تحالفوا على سحق محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب في جحورهما، تحالف بني يام بأن يسيروا من نجران بقيادة السيد (حسن بن هبة الله) ويسير بني خالد والعجمان من الاحساء بقيادة حاكم الاحساء آنذاك (عرعر الخالدي) وتواعد الجميع على الزحف على الدرعية من نجران والاحساء للقضاء على محمد بن سعود اليهودي وابن عمه محمد بن عبد الوهاب وحصد دعوتهما في مهدها الدرعية، وبالفعل سارت جموع بني يام من نجران والاحساء ولكن السيد حسن هبة الله قد وصل بأهالي نجران إلى ضواحي الدرعية قبل وصول العجمان وبني خالد وتمكن أهالي نجران وحدهم من سحق الجند السعودي الوهابي الباطل شرّ سحقة وأسروا الاحياء منهم واختفى محمد بن سعود وكاد ينتهي أظلم وأقذر حكم دخيل في جزيرة العرب على أيدي أهالي نجران الابطال.
لو لم يلجأ محمد بن عبد الوهاب للمكر والخداع..
محمد بن عبد الوهاب يشهد ببطلان دعوته في وثيقة وقعها امام أهالي نجران والعجمان
لقد كاد يقضى على حكم الدخلاء لو لم يخرج محمد بن عبد الوهاب رافعا راية الصلح على (أن يقف أهالي نجران عند حدهم ويمتنعوا من دخول الدرعية وأن يسلموا ما تحت أيديهم من الاسرى السعوديين ويتعهد كل من محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود بدفع عشرة آلاف جنيه ذهب كتعويض لاهالي نجران عن رحلتهم هذه وأن لا يتعدى محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب حدود الدرعية وأن لا يرفعا راية هذه الدعوة السعودية الباطلة مرة أخرى وقد شهد محمد بن عبد الوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران) وهكذا جرى الاتفاق حرفيا بين أبناء يام ومحمد بن عبد الوهاب معترفا في آخر جملة من الاتفاقية ببطلان دعوته أمام أهالي نجران.. اتفق محمد بن عبد الوهاب نيابة عن محمد بن سعود مع أهل نجران الشجعان على ذلك. وما أن وصلت جموع قبائل العجمان وبني خالد من الاحساء بقيادة عرعر الخا


تاريخ آل سعود - بسام الخوري - 07-12-2004

الوطن لم يقدموا على فعل شئ من هذا المنكر، بالرغم من أنهم ساهموا بتحطيم الشريف حسين بن علي وأولاده بخدعة من جون فيلبي ووعود كاذبة سعودية…
نعود الآن إلى مسرحية البيعة التي أشيد مهرجانها إلى جانب الحرم… لنرى جمع المنافقين يستفرغون ويستنجون كل ما في بطونهم من أفواههم المنتنة بأقوال النفاق، ومع ذلك فقد أرجف بالطاغية عبد العزيز حينما أوحى إليه أحد المخبرين أنه قد يحدث لك شئ في هذا المهرجان النفاقي يا عبد العزيز.
ونصحه بمغادرة المكان ما دامت مسرحية البيعة قد تمت!… فانتقل عبد العزيز إلى مكان آخر مع الاستمرار في تمثيل بقية أدوار المسرحية حينما دخل الحرم وخلفه بقية المهرجين يطوف جمعهم خلفه حول الكعبة سبع مرات كل منهم يدعو الله هراء وتمثيلا، ومن بعدها انتقل الطاغية إلى ما يسمى "دار الحكومة" أو "دار الحكم" ليكمل بقية المنافقين ما بقي من أدوار الاستنجاء بالكلمات.. وما أن استقر في قصر "الحكم" حتّى وقف أحد المستوطنين من أغنياء جدة واسمه حسن قبال، وألقى خطابا غاية في النفاق استعرض فيه العهود السابقة فذمها، وأثنى على "بادرة الاحتلال السعودي وتمنى لو أنها تقدمت أوانها قبل الآن" وزعم " أن الملكية السعودية تختلف عن الملكية الهاشمية، فالملكية السعودية ملكية فاضلة والملك عبد العزيز ملك عادل"!.. كما زعم!.
علما أن لم يمض على اعلان الملكية السعودية ساعتين!.
لا شك أنه عرف عدله من مذابح الطائف وريعان مكة وجدة!.. ثم طلب "قابل" المنافق ـ أو الجبان ـ على الاصح ـ الخائف ـ طلب من مستوطن آخر اسمه عبد الله رضا "قائمقام جدة"
أن يكرر مبايعته وعن أهل جدة هذه المرة.. فسارع للمبايعة علما أنه سبق له أن "يبايع" هذا العبد الله رضا للمرة الخامسة…
ثم تابع حسن قابل قوله: "ان بلادنا والحمد لله ما كانت جمهورية في تاريخها فكيف نقبل بحكمها من هيئات إسلامية أو عربية لتجعل من نفسها وصية علينا وتحول بلادنا الحجاز من ملكية إلى جمهورية.. لابد للحجاز من ملك مستقل يكون قادرا على صيانة الحجاز من الداخل والخارج.
والذي يستطيع القيام بهذا الامر هو عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود"!.. الخ..
وتوالى خطباء ـ الخوف ـ والرعب والنفاق… وفي غمرات النفاق المرعب هذه ـ هجم مستوطن اسمه عبد الرحمن بشناق ـ وصاح في الحفل المسرحي صيحة نكراء قال فيها: " يا عبد العزيز، ان الله ما أعطاك هذا العطاء إلا لانك تسعى في مرضاته"!…
فرد عليه أحد "الاخوان" القتلة من جند عبد العزيز بإحساس داخلي لا شعوري مستهجنا نفاقة بقوله: "إخسأ… يا بشناق على هذا النفاق"… جملة قالها بالسليقة أحد شيوخ الاخوان بازدراء.. ثم وقف "تابع " سعودي آخر اسمه عبد العزيز العتيقي: ونصح "الامة العربية" بطريقة استفزازية مقصودة فقال: "انني أنصح الامة العربية على التمسك بالدين أولا إذا كانت حريصة على الوحدة العربية كما نسمع من البعض الذين تخوفوا من مجيئ ابن السعود وقالوا انّه جاء للقضاء على أمل الوحدة العربية، وما على العرب الا اتباع عبد العزيز وحده لان عبد العزيز هو الوحدة"!... الخ … وكان بذلك يرد على المعارضة العربية وما نشرته الصحف القومية في العراق وسوريا ومصر من "أن الانكليز لم يخرجوا عبد العزيز آل سعود من منفاه في الكويت الا لضرب الوحدة العربية واضاعة فلسطين"… وهذا هو الصحيح…
وفي غمرة الكلمات المقرفة، همس أحد العملاء باذن عبد العزيز لينقل إليه حسبما بدا "أن هناك من يزدري هذا التهريج والنفاق".
فتظاهر الطاغية عبد العزيز بالخجل من خطابات الذيول والجبناء حينما قاطعهم ونهض وقال: "أسمع خطباءكم يقولون: هذا امام عادل، وهذا ملك عادل، وذلك ملك الظلم، وهذا كذا… وهذا كذا… والحقيقة انني ما حكمتكم حتّى الان ليعرف كل منكم عدلي، ان هذا القول ما قيل الا من باب الاماني والشهوات، وهل خابت البلاد الا من اتباع الشهوات: شهوات النفوس التي فيها خراب الدين والدنيا.
لذلك أدعوكم إلى اتخاذ الصراحة في القول والاخلاص بالعمل وترك الرياء والملق… فمتى اتفق العلماء والخطباء والكتاب والامراء على أن يستر كل منهم الآخر، فيمنح الامير الرواتب والعلماء يدلسون ويتملقون ضاعت أمور الناس وفقدنا ـ والعياذ بالله ـ الآخرة والاولى"!..
الخ .. وقال عبد العزيز: "لم يفسد الممالك الا الملوك وأولادهم وأحفادهم وخدامهم والعلماء، وانني ـ والله ـ لأود ألا أكون منهم"!.
هكذا قال عبد العزيز وقد أراد بذلك ايقاف تذمر "الاخوان" وبعض المثقفين الذين قرفوا تهافت هؤلاء التافهين المنافقين… المحسوبين على الحجاز والحجاز منهم براء…
وبعد هذا الخطاب ـ الخبيث ـ لعبد العزيز في الحاضرين .. أمر مستشاره الدكتور عبد الله الدملوجي (عميل انكليزي من العراق) بتلاوة "البيان الملكي" ليبدأ به فساد الملوك وأتباعهم!.
وجاء في البيان من الكلام المنافق ما يلي: ـ
"المطلوب أن يشكل من مندوبي مكة وجدة هيئة تسمى هيئة التأسيس ينضم إليها مندوبو باقي بلدان الحجاز ليبحثوا في المسائل الآتية:
1 ـ وضع اسم لرئيس حكومة الحجاز.
2 ـ وضع ترتيب لتحديد العلاقات بين نجد والحجاز.
3 ـ تعيين شكل الحكومة ووضع أساسات لتشكيلاتها الداخلية والبحث في الموقف الذي يجب أن يكون للحجاز من الوجهة الدولية.
4 ـ تعيين شكل العلم والنقود"…. الخ…
ولقد حاول الانكليز وعميلهم عبد العزيز بهذه التلميحات الديمقراطية: امتصاص النقمة العالمية التي أدانت الاحتلال السعودي للحجاز. وطالبت برقيات عديدة باقامة حكم في الحجاز ديمقراطي جمهوي عربي يشارك فيه أهل الحجاز ومندوبون عن جميع المسلمين في العالم… فأملى جون فيلبي على الذين حضروا من "المماسح" أن يخرج بيان باسمهم يزعمون فيه ما يلي:
" وبعد البحث والنقاش قرر الحاضرون ان يلقب رئيس حكومة الحجاز "ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها" واقترح بعضهم زيادة بعض الالقاب فلم يرض ابن سعود "!" ثم قرروا احالة الاشياء الاخرى إلى "الهيئة التأسيسية" وأصبح من ذلك الوقت لقب ابن سعود "ملك الحجاز وسلطان نجد ومحلقاتها" وأمر ابن سعود أن ينضم إلى الهيئة التأسيسية عن نجد: يوسف يس والدكتور عبد الله الدملوجي وعبد العزيز العتيقي. ثم انفض المجلس"!
وفي صباح السبت اجتمع بهؤلاء الثلاثة ثلاثة وخمسون عضوا من بلدان الحجاز، فقد ظن معظمهم أنهم سيشكلون هيئة تأسيسية لاجراء انتخابات عامة لمجلس نيابي، لكن يوسف يس والدملوجي أوعزا لبعض التابعين أن يقترحوا "قبل البدء في الاعمال ـ اختزال هذا العدد الكبير إلى ثمانية أفراد ليسهل العمل"!…
وهكذا عينوا كل من: صالح شطا، ومحمد نصيف، وحسين يا سلامة، ومحمود شلهوب، وعلي كتبي، ومحمد المرزوقي، ومحمد سعيد أبو الخير والشريف عدنان، ولكي يحملوا المتعاونين معهم ـ منَّةً ـ أوعز لعبد العزيز أن يأمر بوجوب الاستفادة بآخرين "لتشكيل هيئة للتزييف فأمر بأن يرأس "الهيئة" الشيخ عبد القادر شيبي ويضاف إليها الشيخ ماجد كردي، وعبد الله زينل، وعبد الله دهلوي، وسليمان قابل، والشريف حسين عدنان ليتم العقد الفريد" ويستعان بقوم لهم ذكاؤهم وتجاربهم في خدمة الملوك…
ويقول العطار:
"وان هؤلاء الرجال كانوا ـ وما يزال الاحياء منهم ـ نخبة صالحة تعمل للخير والحضارة ونشر الثقافة وتأييد كلمة الدين في ظل الملك العادل الديمقراطي العظيم عبد العزيز"!…
ملك!، وعادل!، وديمقراطي!، وعظيم…
يا له من عطار فاجر، حينما يعطي الطاغوت الجزار صفات العدل، ويعطي النخبة المنافقة المحسّنة لمفاسده مواصفات "النخبة التي تعمل للخير والحضارة ونشر الثقافة وتأييد الدين"!… أي دين هذا؟.
والدين يقول: (ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار)؟!.
محاولات عديدة لاغتيال الملك عبد العزيز آل سعود
ولكن الحالة في الحجاز ـ كما هي في نجد ـ لم تهدأ ، فقد جرت محاولات عديدة لاغتيال "الملك" عبد العزيز، وسعود، منها محاولتان قام بهما شباب من اليمن ومحاولة دبرها بعض المثقفين في الحجاز منهم:
محمد سرور الصبان ومحمد الطويل.. لكن الطاغية اكتشفهم وقتل الذين نفذوها، الا أنه أمر بسجن المخططين، الصبان والطويل، لبضع سنوات، فأخرجهما بعد ذلك "لقتلهما" بطريقة سعودية أخرى.. إذ قام بتعيين محمد الطويل مديرا لمالية الإحساء، وعين محمد سرور الصبان نائبا لوزيره عبد الله بن سليمان، وكان يسمى "وزير كل شئ" أي أنه وزير كل الوزارات بما في ذلك المالية، فأصبح الصبان وزيرا للمالية فيما بعد، وهكذا التهى الطويل عن التخطيط للطائلات، وسر "سرور" بالمالية، لكنهما بالرغم مما جمعاه من أموال طائلة فقد بقي كرههما للحكم السعودي…
إلا أن هذه الكره لمن يخرج عن نطاق التمنيات القلبية التي تقال في المناسبات ولا يفعل بها، والصبان والطويل كبقية أعضاء الحزب الوطني أمثال فؤاد الخطيب وطاهر الدباغ وغيرهما يمقتون الاحتلال السعودي، بل قد ورثوا لبعض أولادهم كرههم "لطابع الحكم السعودي"… لكن تفكيرهم كان بعيداً كل البعد عن التغيير الثوري الجذري… فكيف يفكر هؤلاء بما هو ضد مصالحهم الطبقية… انّه تفكير الاغنياء والباحثين عن الرفاهية، التفكير الذي لا يشوبه أي حس طبقي، فلاحي أو عمالي، أو جندي، أو بدوي.. وتفكير معظم الوطنيين في الوقت الحاضر هو نفس تفكير أسلافهم، التفكير الذي ينطلق من التذمر وينتهي بادراك المنفعة الخاصة، فمعظم الوطنيين حاليا يمتطون الحديث عن النضال ويمارسون النضال أحيانا للوصول إلى المنفعة الخاصة.. وغاية غاياتهم المال، للوصول بالمال إلى صهوة الرفاهية!… وينتهي لديهم النضال!…
ولقد قامت عدة ثورات مسلحة في قلب الجزيرة العربية، منها ثورة ابن رفادة في الشمال الغربي للحجاز، وثورة "غريّب ودغيليب العفري" في شمال حائل، وثورة "الاخوان" في نجد بقيادة فيصل الدويش وسلطان بن ابجاد ونايف وضيدان بن حثلين، وفرحان بن مشهور… وكذلك ثورة سكان جبال الريث ـ في جنوب الحجاز… وجرت محاولات عديدة للثورة العسكرية، منها ثورة عبد الرحمن الشمراني التي كان مقررا أن يشارك العمال فيها، وكذلك محاولة عام 1969، بالاضافة إلى الانتفاضات الشعبية والعمالية… وفشلت كل هذه الثورات والانتفاضات لا لانها ـ فقط ـ لا تحمل مبادئ اشتراكية رغم فقر أصحابها، بل لانها لم تحظ بتخطيط وامداد يمكّن لها النجاح مثلما مكّن الانكليز لآل سعود النجاح بالرغم من همجية حكمهم الذي ما قام الا على سفك الدماء والنهب والكذب.
ومن أسباب عدم النجاح هذه الثورات أيضاً انها لم تجد من يناصرها من جيرانها العرب في الاقطار العربية… ولم تجد من الشعب المنهك القوى، من يناصرها كذلك، فاعتمدت على نفسها، بعد أن بقيت "كالاسماك السابحة في الصحراء"… فقضي عليها…
أمن أجل المطالبة بالغاء "التلفون واللاسلكي"
ثار القائد الاكبر للجيش السعودي ورفاقه ؟!.
هكذا يزعم "أحمد عبد الغفور عطار الباكستاني السعودي" على لسان عبدالعزيز آل سعود في الصفحة 569 من كتابه "صقر الجزيرة" حرفيا إذ يقول:
"لم يُرض الدويش وقبيلته مُطير، وابن بجاد وقبيلته عتيبة وابن حثلين وقبيلته العجمان: ترحيب ابن سعود بالمخترعات (!) الجديدة كالتلفون، واللاسلكي وسكن القصور (!) وأكثر ما أثارهم المعاهدات التي عقدتها السعودية مع الانكليز والاوربيين فقالوا انها تربط بلاد المسلمين برباط الذلة تحت رحمة راية الكفار"… الخ والجزء الاخير هو الاصح: يا عطار آل سعود…
والعطار في كتابه "لسان حال ابن السعود" يرى فيما قاله "الاخوان" الذين عادت اليهم ضمائرهم الميتة، يرى ان في ذلك ادانة لهؤلاء "الاخوان" من ثوار مطير، وعتيبة، والعجمان، علما ان "الثور" السعودي يدرك وسادته ان "ثوار الاخوان" ما ثاروا ضد قائدهم ابن السعود من أجل المطالبة "بعدم استعمال التلفون واللاسلكي"!…
بل ثاروا ـ كما يؤكد نفسه ـ ضد تعامل ابن السعود مع الانكليز ـ عملاء الصهيونية ـ وثاروا ضد الاوروبيين من طلائع المخابرات الامريكية… وكانت تلك اولى المثيرات … ومثلما ثار "الاخوان" ضد الملكية ـ الهاشمية ـ فحطموها في الحجاز ممثلة بالاشراف "الملك حسين والملك علي" فسلموا الحجاز بل وكل قلب الجزيرة العربية ـ سلموها ـ صافية لآل سعود، ثار الاخوان ثورة مضادة ضد ابن السعود بمجرد ان اعلن "عبد العزيز آل سعود" نفسه "ملكا للحجاز"، واشتدت ثورة الاخوان المضادة رافضين الملكية، ورافضين النهب السعودي ورافضين الالقاب، والترف السعودي واستئثار عبد العزيز واولاده في سكنى القصور التي نهى عن سكناها الإسلام بالنسبة للحاكم متى ما وصل إلى الحكم يجب ان يصبح فقيرا…
حتى وان كان من قبل ذلك غنيا، وهذه هي بعض مبادئ الاسلام، لذلك فقد بنوا ثورتهم على شئ واحد هو: "ان عبد العزيز آل سعود واولاده لا دين لهم وانهم ضد الدين".. والشيء الذي يعرفه كل من عايش حركة "الاخوان" يدرك ـ بلا تردد ـ ان حكم الاحتلال السعودي لم يقف على الدعوة الدينية وحدها، فقد كانت دعوته للدين مفضوحة التزييف.. بل قام على دعامتين اساسيتين خلاف الدين الزائف، هما:
اولا ـ الدعم الانكليزي المطلق الذي لا حدود له ـ لآل سعود ـ سواء بالمال والسلاح أو بالعملاء العرب أو بخبرة خبراء الخطط العسكرية وعمالقة الاستعمار الانكليزي، الخ….
ثانيا: لم يتمكن الاحتلال السعودي من احتلال جزيرة العرب بشجاعة آل سعود أو بذكاء عبد العزيز البدائي الذي لا يمكن ان يقارن بذكاء اضداده من الحكام الذين هم اذكى منه واشجع منه، بل قام بقوة وفتك قبائل الاخوان الذين غررت بهم المخابرات الانكليزية من حيث لا يدرون، فأوهموهم:
ان ثورتهم إلى جانب ابن السعود هي ثورة مسيّرة بروح الثورة المحمدية.. ولما اكتشف الاخوان انها ثورة "بقرية" لا تسير إلا بروح جون فيلبي وبرسي كوكس الصهيونية، ثار الاخوان ثورتهم الصادقة لتعديل مسار ثورتهم الاولى… ولكن… كانت متأخرة… إذ حدثت بعد خراب الجزيرة العربية…
وبعد أن ذبحوا الملايين لحساب آل سعود فثار ضدهم كل شعب الجزيرة العربية نتيجة ما ارتكبوه فيه من آثام ومجازر كمخالب للشيطان الرجيم السعودي… فاصبح الاخوان في الجزيرة العربية ملعونين، ومن ابن سعود ملاحقين، ومن الانكليز منبوذين تتعقبهم الطائرات الانكليزية، وعيون الانكليز أينما ذهبوا…
ففي يوم السبت 19 شوال 1347 التجأ قادتهم للكويت فرفضوهم والتجأ لبقايا الاشراف في الاردن والعراق فرفضوهم… بعد ان قتل منهم آل سعود في مجزرة "السبلة" 3059 رجلاً من خيرة رجال مطير وعتيبة... وقتل منهم 709 من خيرة رجال مطير وفي مقدمتهم الشجاع عبد العزيز بن فيصل الدويش في مجزرة الحزول" التي قادها الطاغوت عبد العزيز بن مساعد الجلوي" جزار حائل" يوم السبت أيضاً الموافق 4 ربيع الثاني 1348 هـ … والملاحظ أن عبد العزيز آل سعود لا يختار لمجازره العديدة الجماعية الرهيبة الا يوم السبت، لانه "سبت اليهود" فهو يوم أهله اليهود الذي يتفاءل به كثيرا…
وكذلك لا يختار لقطع الايدي والارجل والرؤوس المنفردة من كل اسبوع الا يوم الجمعة، ليجزّها في هذا اليوم على أبواب المساجد الإسلامية ليتمتع "المسلمون" في خروجهم من الصلاة بهذه المآسي!.
أغلى الليالي ليلة الجمعة…. لماذا؟.
لقد اعطى الاحتلال السعودي منذ ان بدأ احتلاله لبلادنا عام 1901، ليوم الجمعة، كل يوم جمعة، طابع الحزن والاشمئزاز، والاذلال المميت.. فأطق شعبنا على هذا اليوم تسميات كثيرة منها "يوم الجمعة الحزينه" و "وجمعة الموت قصب الايدي والارجل" و"يوم الرؤوس" الخ..
ففي هذا اليوم ـ كل يوم جمعة ـ ينفث حكام الاحتلال السعودي سموم حقدهم ضد الشعب المنتهك، وفي هذا اليوم "المفضّل"! يفضَّل الامراء اقامة تسلياتهم الجنسية بالمواطنين والمواطنات وفي بعضهم بعضا…
وفيها تقرع الكؤوس ويبعبع التيوس وتدوخ الرؤوس والكل يتحسس على يده ورجله ورأسه هل قطع؟؟.
وهذا ما عبر عنه عدد من الامراء ـ في أغانيهم الجنسية، منها أغنية جنسية لاحد الامراء "الشعارير" غناها له مطرب ـ ليته لم يغنها ـ واذيعت من الاذاعة السعودية وسجلوها على أشرطة فلاقت الرواج الجنسي...
وقد تغنى صاحبها بيوم الجمعة، ومطلعها: ـ (أغلى الليالي تراها ليلة ـ الجمعة)!.. ومفادها ـ ان الامير "الشعرور" قد جامع غلامه في يوم الجمعة، وواعده الغلام في جمعة قادمة للمجامعة ولم يجتمع به بعدها.
فيتوجد بها على الجمعة الماضية.
وكما يتغنى الامراء في "يوم الجمعة" التي تلتف في ليلتها الساق بالساق، تقطع في "يوم الجمعة" من شعبنا الايدي والارجل والاعناق… علما ان العقاب الظالم لا يقتصر على يوم واحد في الاسبوع، هو يوم الجمعة، لكن لكل يوم جمعة ميزاته، ففي كل يوم جمعة يقوم كل قصاب سعودي بعرض معروضاته من الايدي المقطعة والأرجل والرؤوس… علماً ان حالة الطوارئ ومنع التجول كانت وما تزال معلنة خمس مرات في اليوم الوحد ـ من كل يوم ـ منذ عام 1901 ـ بواسطة ما يسمى "هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" وغيرها…
فسعدنوا هذا الشعب، وأذلوه، وانتهكوه، وعقّدوه، مما جعل شعبنا "المسعدن" من اكثر الشعوب تعاطيا للمشروبات الكحولية والمخدرات بانواعها وخاصة في يم الجمعة وليلتها، ليغيب الشعب عن واقعه المظلم المؤلم الذي انتهك فيه آل سعود اعز أماني الشعب في الحرية وامتلكوا كل ترواته وارضه وعرضه ودينه وعروبته وكرامته وكافة حقوقه وواجباته…
ورأى معظم الشعب ان في الغياب الكامل عن هذه المآسي بالمشروبات المسكرة ما ينسيه مآسيه لكنه على خطأ فادح فالعمل النظامي بحاجة إلى صفاء التفكير والتركيز للتخلص من العار السعودي، وليس في غياب الوعي أي درب للخلاص، وخير للشعب ان يتخلص من ظلاّمه وهو في كامل حواسه من هذا الواقع التافه الذي فرضه الاحتلال السعودي، هذا الاحتلال الذي أكد في كل احصائياته للبوادي والحواضر للنساء والرجال والاطفال ان عدد الشعب "المسعدن" لم يتجاوز ثلاثة ملايين ونصف المليون.. ونصف هذا العدد من النساء إذا لم نقل اكثر… أي انّه لم يكن كل هؤلاء الثلاثة ملايين ونصف من الرجال فقط، بل ان في هذا العدد من الشعب اكثر من مليوني امرأة… وما دام انّه لم يصبح للرجال أي دور ايجابي في مملكة الزيت والدماء.. فكيف يصبح لمن يسمونهن "الحريم" دورهن في مملكة اشباه الرجال…
وإذا قلنا ان عدد الشعب "المسعدن" الآن هو مليون رجل. فان من بين هؤلاء الرجال اكثر من مليون "مستوطن"، و "مجاور" للنفط، ورجعي، وأمير واميرة وجاسوس وجاسوسة، وغير ذلك من الشوائب… اما حينما يوجد عشرة آلاف في هذا الشعب يدركون انّه لا كرامة لمواطن في وطنه إلاّ بالثورة على الواقع القذر لا في ـ جمع المال ـ من بقايا حثالات وفضلات حكام العمالة فذلك هو يوم الوعي الكريم… يوم الصحوة، نقول: متى ما وجد ذلك العدد فالحل الصحيح للمسألة المعضلة قد وجد وحُلّت المعجزة لبقايا هذا الشعب المنقرض…
أجل … انّه شعب ينقرض ولماذا لا ينقرض وقد زاد عدد الذين هربوا وشردوا من الجزيرة العربية عن ثلاثة ملايين مواطن ومواطنة منذ ان أخرجت المخابرات الانكليزية الصهيونية عبد العزيز آل سعود من الكويت عام 1901 حتّى تاريخ هذا الكتاب، منهم من هرب إلى العراق والخليج ومنهم من هرب إلى مصر والشام.. كما زاد عدد الذين قطعت ايديهم وارجلهم عن /75000/ مواطنة ومواطن.
وزاد عدد الذين جلدهم آل سعود في الشوارع العاملة لتحطيم كرامتهم عن نصف مليون، وزاد عدد الذين رجموهن ورجموهم عن عشرة آلاف… وزاد عدد القتلى في المجازر الجماعية والفردية عن مليون مواطن ومواطنة.
وكما هو معروف للجميع انّه لم يمر يوم "سبت" أو "جمعة" منذ عام 1901 الا وشهدت ابواب المساجد والساحات العامة ايدي وارجل تقطع وجلود تلسع ورؤوس تخلع… وقد اتهمت كلها بتهم باطلة، لا تختلف عن تلفيق تهم الاحتلال السعودي "لقادة" الاخوان وهو الجيش الذي قاتل مع عبد العزيز وثار ضد عبد العزيز. والتهم الملفقة ضد قبائل شمّر وأيضاً مطير والعجمان بانهم "كفروا" وانهم رفضوا ادخال التلفون واللاسلكي للبلاد.!
أو كتهمتهم للشهيد الامير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، الذي قتله الملك فيصل وفهد وعبد الله ـ بيد محمد ابن هلال المطيري القائد لشرطة الرياض بحجة أنه رفض ادخال التلفزيون للبلاد..
وكتهمتهم لشقيقه شهيد الشعب فيصل بن مساعد، حينما صرع عمه الطاغوت فيصل فوق عرشه عام 1975 فزعم " آل فهد" انّه لا يريد بقاء الدين في المملكة العربية السعودية!…
علما انه لا دين لخاضع لظالم، وما قام الدين الإسلامي الا لقتل الطواغيت والملوك... ولكن هذه التهم التافهة أصبحت مفضوحة… حتّى وان دام باطلها.
وهل يُقتل ويشرد الناس بحجة رفضهم للتلفون والتلفزيون؟
انّه عذر اقبح من فعل.
ان يقتل ويشرد ـ آل سعود ـ حتّى بعض الامراء ـ بعد قتلهم بتهمة مزعومة هي العداء للدين وهم الذين قاموا وقاتلوا الناس باسم الدين!، كالاخوان، وبتهمة رفضهم المزعوم للتلفون والتلفزيون! وإذا كان كل هؤلاء قد رفضوا استخدام الهاتف واللاسلكي والتلفزيون ـ كلهم فلماذا يقتلوا ؟!.. وهل يستحق القتل من يرفض استخدام الهاتف والتلفزيون؟! الحقيقة انّه ليس لدى آل سعود المتلبسين بالمحرمات وابشع الجرائم المغمورين بالشذوذ باشكاله ت المعروفة وغير المعروفة عالميا ـ والملذات بأقذر الوانها ت ايّ مجال للتفكير حتّى بتلفيق تهمة باطلة تنطلي حتّى على السذج ولو لشهر واحد... وإذا كان القادة، وملايين البشر قتلوا أو قطعت ايديهم وارجلهم أو شردوا لمجرد معارضتهم لادخال التلفون، والتلفزيون، واللاسلكي والخمر، والحشيش والانكليز، والاسلام! للبلاد كم يزعم آل سعود، فما مصير من يعارض ادخال المخابرات الامريكية الصهيونية ويعارض حكم الشذوذ السعودي بكل مسمّياته؟!…
ومذبحة "نساء وأطفال العجمان ومطير" ما أسبابها؟
وهل رفض اطفال ونساء العجمان ومطير ادخال الإسلام والانكليز والامريكان والتلفون واللاسلكي والتلفزيون! "حينما ذبحهم آل سعود في صحراء بُنيّة عيفان" في 10 شعبان 1348
وتسلى بقتلهم الامير محمد بن عبد العزيز، "شقيق الملك خالد" باشراف ومشاهدة والده عبد العزيز آل سعود؟
واسمعوا قصة ـ المذبحة الجريمة ـ البشعة، انها واحدة من مئات المذابح السعودية التي لو ارتكبتها "إسرائيل" لسجلها "المؤرخون" على أنها دون شك ـ مذبحة من أبشع المذابح… وبما أن أبطالها من يهود الذهب الاسود، يهود آل سعود، فما على كتاب التاريخ إلاّ تناسيها، ولقد كان العطار ـ على خسته أكثر شهامة من معظم الكتاب العرب حينما سجلها بشئ من الافتخار بالمذابح السعودية!…
لقد اورد أحمد عبد الغفور عطار ـ مذبحة الاطفال والنساء ـ في الصفحة 952 من كتابه "صقر الجزيرة العربية" الذي املاه عليه عبد العزيز آل سعود، فقال عن لسان عبد العزيز ما يلي:
قصة "التأديب السعودي" لاطفال ونساء العجمان ومطير
(وكان ابن سعود في طريقه يؤدِّب كل من صادف من العصاة أو اتباعهم، حتّى إذا كان في اليوم العاشر من شعبان في "بنيّة عيفان" راكبا سيارته الخاصة ـ التي اهدها إليه الانكليز ومجموعة معها ـ وكان معه الشيخ يوسف يس والشيخ عبد الله بن حسن والدكتور مدحت شيخ الأرض وسائقها صدّيق الهندي ابصر سرباً من الظباء يبلغ الخمسمائة، فأمر السائق بان يعدو بالسيارة خلفها، وصاد اربعة منها وطار الخامس فطارت خلفه السيارة الا ان الظبي المذعور مال في عدوه إلى اليمين منحرفا عن طريق السيارة المطاردة فمالت هي أيضاً، فرأى ابن سعود جمعا كثيرا ولم يحقق النظر فيه لاشتغاله بالظبي الفار حتّى اصابه وصاده، ثم انثنى يرقب الجمع، فظنه في بادئ الامر بعض جنده، غير انّه التفت إلى جانب منه فرأى نساء واطفالا واغناما مما نفى ظنه، لانه ليس مع جنده نساء واطفال!
ولم يكن احد معه غير رفاقه الذين هم بالسيارة وغير سائقها، فخشي من كثرتهم فارتد بسيارة إلى الوراء فأبصر سيارة ابنه محمد قادمة اليه، فأركب فيها احد رجال مطير ـ قبيلة الدويش ـ ليكشف له الامر فان كان الجمع من الانصار فلا خوف على المطير لأنه رسول ابن سعود، وان كان من الاعداء العصاة فهو في مأمن من الاذى لانه من جماعة الدويش ويستطيع خداعهم بانه منهم!.
راح المطيري وإذا الجمع ـ اطفال ونساء ـ قبيلة الصقهان ـ احد بطون العجمان ـ وكان قد خرجت على ابن سعود، فسألها رسوله فاجابته: انها ـ اطفال ونساء ـ الصقهان وبعض مطير فروا من وجه ابن سعود، وفر رجالهم إلى الكويت فطمانهم ـ الرسول السعودي المطيري ـ بانه لا بأس عليهم واخبرهم انّه يريد الصيد "!" وتركهم وعاد إلى ابن سعود واخبره...
وما كاد الامير محمد ابن "جلالة الملك"… يسمع جواب الرسول حتّى تحمس قتالهم فمنعه ابوه، ولكنه اصر وقاد رتلا من السيارات الانكليزية المسلحة وعليها بعض آل سعود الشجعان! واسرع اطفال ونساء الصقهان ومطير فقابلوه لضيافته! وما هي إلا دقائق أبيد بعدها النساء والأطفال…
وكان ابن سعود في المعسكر يهيئ المدد لنجدة ابنه، ثم اسرع بسيارته إلى المعركة يشهد سيرها ولكنه وجد ابنه محمدا راجعا ومعه قلة ضئيلة من النساء والاطفال والغنائم، وكان عمر محمد حينئذ ثمانية عشر عاما!.
وكان كل ماتبقى من الاطفال والنساء خمسة اطفال ذكور وثلاث نساء واربع فتيات أعمارهن بين التاسعة والعاشرة، ولكي يواسي ابن سعود الاطفال، اعطى لابنه محمداً فتاة وامرأة، مقابل تعبه، وتزوج عبد العزيز بالبنات الثلاثة وتسرر امراتين.. ووضع الذكور الخمسة في خدمته الخاصة…
وصادر الاغنام والابل وعددها ألف راس … اما ضحايا المعركة من الاطفال والنساء فكان 743…) كذا!.
فهل يحتاج هذا إلى تعليق؟!.
هذا لا يحتاج إلى تعليق، بل ان وقفة تأمل ـ على الأقل من قبيلة العجمان ومطير ـ الذين امتهن آل سعود كرامتهم، وورط أحد افراد مطير ليساهم في هذه المجزرة، وما زال العديد منهم يخدمون آل سعود باخلاص.
وهم الذين استباحوا محارمهم وسفكوا دماء اطفالهم ونساءهم ورجالهم…
ليلة المذبحة… ماذا فعل ابن السعود؟
ويتابع العطار على لسان ابن السعود في الصفحة 953 فيقول: (وفي ذلك الماء قدم إلى عبد العزيز احد رجاله وهو "تركي بن ماضي" من مخفر العبيد ـ في الحدود العراقية ـ بكتاب ضمنه ببرقية من المندوب السامي الانكليزي في بغداد يخبر الصديق ابن السعود فيها: بأن فرحان بن مشهور مسجون في العراق وسيتم تسليمه لكم، وان فيصل الدويش ورفيقه: نايف بن حثلين ورفيقه الثاني: جاسر بن لامي معتقلون في باخرة بريطانية ويأخذ الانكليز رأي ابن سعود عما يفعل بهم؟
فبعث ابن السعود في يوم السبت 11 شعبان سنة 1348 هـ يطلب إليه "تسليم المجرمين انفاذاً لعهد الحكومة البريطانية معنا المتضمن حمايتنا وانها لا تأوي احدا منهم في اراضي العراق والكويت وشرق الاردن"!.
وفي اليوم التالي، ورغم تأخر وسائل الاتصال عام 1930، فقد تلقى عبد العزيز الجواب من اسياده الانكليز عن طريق المعتمد السياسي الكولونيل ديكسون يخبره: بانه سيقدم إليه مندوباً عن الحكومة البريطانية لحل مشكلة العصاة.. على حد زعمه .. وفي 17 شعبان تلقى عبد العزيز كتابا من رئيس المعتمدين في الخليج فحواه: "ان الحكومة البريطانية كلفته بان يرأس البعثة البريطانية القادمة لتسليم اللاجئين السياسيين"!.
أي قادة قبائل مطير وعتيبة والعجمان.).
عبد العزيز مطمئن لعدم خيانة الانكليز له!
وفي الصفحة 597 من الكتاب المذكور قال عبد العزيز حرفيا وعلانية: (انني مطمئن للانكليز، لانني اعرفهم انهم لن يتنكروا لي ولن يغدروا بي وان يخلفوا وعدهم معي!).
وصدق عبد الانكليز وعده ونصر الاستعمار الانكليزي عبده فهزم الثوار وحده…
وفي الساعة الخامسة من يوم الثلاثة 28 شعبان 1348 هـ ـ 28 يناير 1930 م ـ هبطت طائرة انكليزية تقل الكولونيل ديكسون وقائد البارجة الحربية البريطانية التي اعتقل فيها الثوار قبل نقلهم بالطائرة، وقام الانكليز بتسليم الثوار الثلاثة لعبد العزيز وهم:
الدويش وابن حثلين وابن لامي… فسجد عبد العزيز امام ديكسون كتعبير لشكره وحمده لبريطانيا، وقال: "اشكركم، واشكر بريطانيا العظمى التي برهنت وتبرهن دائما على وفائها وصداقتها لنا ومصافاتنا ودها"!.. وبعدها رد عليه ديكسون بقوله: "ان بريطانيا عندما تدعمك يا عبد العزيز فانما تدعم وجودها ولو لم تجد فيك الرجل المخلص لبريطانيا ما ضحت باكثر اصحاب بريطانيا من اجلك ومنهم الاشراف"!.
وبعدها غادر ديكسون المكان بطائرته.. ولاقى الدويش وابن حثلين وابن لامي مصرعهم في يوم السبت 2 رمضان 1348 ـ 2 فبراير 1930.
وفي مكان آخر من هذا الكتاب تفصيلات أكثر عن مواقفهم قبل مصرعهم.. كما لاقى سلطان بن بجاد مصرعه قتلا، اما فرحان بن مشهور فقد اغتاله عبد العزيز بواسطة احد أقاربه.
"رقبان" الجبان… ويوسف يس
"رقبان" هو اسم "سيف" عبد العزيز آل سعود… وكلمة "رقبان" تعني: أنه السيف الذي لا يكل من قطع رقاب البشر ـ وأصلح ـ المواطنين.
أما يوسف يس من سوريا، فهو من أبرز العملاء الذين جلبهم الانكليز لخدمة عبد العزيز سياسياً وجنسياً حيث استورد له مئات الفتيات المعروفات بـ "وارد يوسف أفندي" وكلهن من الساقطات.
ويروي هذا اليوسف "أفندي يس" في جريدة "أم القرى" الرسمية هذه الجريمة عن صاحبه عبد العزيز آل سعود بشئ من التفاخر فيقول:
"بعد معركة السبلة، جمع لعبد العزيز /70/ رأساً من رجال عتيبة ومطير الاسرى، وبعد أن كبلوهم بالقيود، وصفوهم أمامه، بدأ بتقطيع رؤوسهم الرأس تلو الرأس..
وكان آخر واحد منهم ضر رقبته عبد العزيز بسيفه "رقبان" فنفذ السيف في لمح البصر والرأس في مكانه، فظن ابن السعود ان الضربة اخطأت، فرفع السيف وقبل ان يهوي به ثانية انتفض القتيل، وسقط الرأس، إلا أن الضربة الرادفة هوت ـ بعد سقوط الرأس ـ على جسمه فقدته نصفين وشطرت القلب شطرين، إلا أن المدهش الغريب ان كلا شطري القلب كان مستمرا في ضرباته ثواني معدودات"!
اكتشاف سعودي هائل لم يسبق للعلم ان اكتشف اسراره في جسم الإنسان…!
ويعلق أحمد العطار على هذه الجريمة الشنعاء في الصفحة 580 من "صقر الجزيرة" باختصار، إنّما بتفاخر اقرب إلى السخرية بقدرة "رقبان" الجبان فيقول: "ومن الواجب ان نذكر ـ رقبان ـ سيف ابن سعود بالثناء الجميل فنروي هذه الحادثة التي تدهش وتعتبر في حكم النوادر الغاليات وهي كافية لتخليده!!"…
أجل.. تخليد "رقبان" الخيانة في كتب الخيانة وسجلات الجبناء الرعاديد.
ان هذه الحادثة وحدها كافية لاثبات الاصول السعودية المنتمية إلى اليهود الذين انفردت سجلاتهم في نوادر الغدر وعدم المواجهة... وليس في تاريخ العرب قتل الاسرى، وخاصة الذين قيدت ايديهم وارجلهم ـ مثلما فعل ابن السعود ـ بهؤلاء الثوار الاسرى الذين قتلهم عبد العزيز ـ في ساعة واحدة ـ بسيفه الانكليزي الجبان "رقبان" بعد أسرهم من بقايا ثوار مجزرة السبلة في تلك المعركة ـ غير المتكافئة ـ التي قتل فيها /3059/ من اصل ـ 4000 من ثوار عتيبة ومطير بينما عدد قواته كان يربو عن /40000/ كما ذكر العطار وحافظ وهبة ـ ويخطط لهم ويقودهم ضباط انكليز باحدث الاسلحة الانكليزية الثقيلة والخفيفة...
وهذا هو الدليل بأن شجاعة الاخوان قد فقدت بفقدان الدعم والسلاح والتخطيط الانكليز، لا بفقدان سطوة الدين، فقد بقي الاخوان على دينهم بوضوح أكثر من السابق.. وكانت مجزرة السبلة وغيرها من المجازر الفريدة في تاريخ المجازر المعتمدة على الغدر…
ان عبد العزيز واولاده ما قادوا معركة واحدة في حياتهم متواجهين مع خصومهم مواجهة الشجعان أبدا.. بالرغم مما قيل عنهم من "ابهة" الدجل في كتب العملاء.
وشعبنا عامة وفي نجد خاصة، يعرف عبد العزيز آل سعود ويعرف تلك الكلمة التي قالها عبد العزيز بن متعب آل رشيد لخصمه عبد العزيز آل سعود ومفادها: (تعال يا ابن سعود وبارزني وجها لوجه، فإما تقتلني واما ان اقتلك وبذلك نريح هذه الجموع المتصارعة)1..
لكن ابن سعود أبلغ "رسول المتعب" بقوله: (قل لسيدك ان شجاعة ابن متعب لا تخفى علي، وانا اعرف انّه حينما يُغيْر يقول: حسبت انني قد مت في العام الماضي… اما انا فاقول ان عمري طويل وسأقضي عليه بالحيل والخداع واسلحة بريطانيا التي لا حدود لها).
هذا هو رد الجبان وسيفه رقبان قاتل الاسرى، وصاحب شعار: (خذ عدوك بالله وامان الله) وقوله: (عدو الله من عادانا) (وخذ عدو الله بعهد الله) هذا هو المتحايل الذي خطط له الانكليز واخرجوه من الكويت لضرب الوحدة العربية وفصل الجزيرة العربية عن الوطن العربي الذي كان موحدا حتّى في عهد الاحتلال التركي… هذا هو الذي وقّع لاعطاء فلسطين لليهود فدعمه الانكليز واستخدموه لتزييف التاريخ.
وكانت سياسة الحجاز ـ رغم علاتها ـ اكثر تقدمية ووحدوية ووطنية وقومية وانصع اسلاماً مما هي عليه في عهد الاحتلال السعودي المتوحش
1 ـ ان بعض ما تعلمناه من القرآن الكريم هذا القول الكريم: (ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون).. لذلك وغير ذلك ـ كنا وما زلنا ضد أي حكم ملكي مهما كانت صفاته ومواصفاته، لكننا مع ذلك نكرر القول بأنه لو لم يتغلب رأي جناح المخابرات الانكليزية المسمى "بالمكتب الهندي" الذي كان يشرف عليه الصهاينة ويرأسه الصهيوني المعروف ـ السير برسي كوكس ـ المؤيد لعبد العزيز آل سعود ـ
في تقسيم البلاد العربية لانشاء الكيان الصهيوني وايجاد دويلات عربية حامية لهذا الكيان ـ الشئ الذي رفضه الملك حسين بن علي ومن اجله تم خلعه وتسليم عرشه لآل سعود، نقول: لو لم يتغلب ذلك الجناح الصهيوني ـ الانكليزي في المخابرات الانكليزية ـ الذي اوقف المد الوحدوي المنبثق ـ من الحجاز حكوميا ومن جزيرة العرب والشام والعراق ومصر شعبيا ـ حينما أخرج الانكليز عبد العزيز آل سعود لايقاف مد الوحدة ـ لا ستمر توحيد البلاد العربية ـ التي كانت موحدة فعلا حتّى وهي ترزح تحت نير الاحتلال العثماني، لكنها الان تحولت بطريقة غير شرعية ـ وبعد ذهاب الاحتلال العثماني إلى "مفرخة للدول" العربية المتناسلة كتناسل آل سعود وما برحت تفرخ كل عام "دولة جديد".
اننا نؤكد مرة اخرى: انه لو لم يخرج الانكليز عميلهم الاكبر عبد العزيز آل سعود ضد " وحدة الحسين الملكية" لايقاف مد الوحدة العربية الحقيقية التي لو تمت كما كانت عليه فستبقى "الوحدة الملكية العربية" تلك وان كانت بدايتها "وحدة ملكية عربية" تعد افضل من هذه الدويلات المفضوحة لان وحدتنا "الملكية العربية" تلك ستتحول ـ في حال وجود امة قوية طبعاً ـ إلى وحدة جمهورية اشتراكية مع الزمن ولن تقوم لهذه الكيانات ـ القائمة ـ حاليا ـ كما هي الان مكونة من 23 دولة بانتظار بقية "الدول" القادمة ـ لتعترف كل دولة بولادة "شقيقتها" و"عزيزتها" مضيفة كل واحدة للاخرى القابا أخرى في النفاق اكثر من "شقيقة" و"عزيزة" والعزة منها براء… إذ لو كانت شقيقة ـ حقا وعزيزة ـ فعلا هذه الدويلات لما اصحب لافراد الامة التي ما تجاوز افرادها المائة مليون: 23 دولة لها: 234 جواز سفر و23 جنسية و23 خرقة تافهة ملونة بالصباغ المختلفة ـ كوجوه أصحابها تسمى ـ الأعلام ـ أو ـ الرايات ـ المندحرة ـ متناحرة مختلفة على الحدودة مبعثرة الارادة والتشريعات ، ومع ذلك ـ تدعونا ـ قوانينها وانظمتها المتفرقة لاحترامها واداء واجبنا المزعوم في خدمتها المسماة بخدمة العلم..
والويل لمن يحقّر العلم ورئيس العلم، ومالك العلم، ليلقى ـ اقل ما يلقاه ـ (السجن من ستة اشهر إلى سنتين) حسبما تنص بعض قوانين العقوبات الجمهورية.
اما الدويلات الملكية فلا حدود للعقوبات فيها… مما يدفعنا للاصرار على تحقير هذه الاعلام الداعية لفرقتنا…
2 ـ لقد كان في الحجاز ـ قبل الاحتلال السعودي ـ معارضة سياسة بارزة معروفة ، وكان في الحجاز مجلس وزراء، ومجلس وطني، وكان فيها حزب اسمه "الحزب الوطني"، يمارس نشاطه السياسي العلني وهو الذي ارغم الملك حسين على التنازل عن العرش، رغم اختلافنا مع هذا الحزب، وكان في الحجاز:
سفراء وقناصل لكافة الدول وكانت لا تحرم على هؤلاء السفراء والقناصل ـ كما هو الآن ـ زيارة مكة مهما كان دينهم إذ كان للحجاز صفات الدولة المتقدمة رغم سوء الظروف في مستهل القرن العشرين، وكان الحجاز أو قطر عربي تبنى حركات التحرر الوحدوية ضد الحكم العثماني… ومن يتتبع مسيرة الاحتلال السعودي بانصاف يدرك ان الانكليز لم يخرجوا عبد العزيز آل سعود من الكويت "لتوحيد الجزيرة العربية كما يزعم البعض بل اخرجوه لضرب الوحدة العربية الكبرى حتّى ولو كانت تلك الوحدة "بقيادة ملكية" هي قيادة الحسين، خاصة بعد ان تمرد الحسين بن علي، ضد الارادة الانكليزية الصهيونية مثلما تمرد على الاتراك، ومن أبرز ما عرف عنا لحسين بن علي في تمرده ضد الانكليز بعد تعامل دام أربع سنوات ، رفضه المطلق لما يلي:
1 ـ رفض الحسين بن علي الارادة الانكليزية في تقسيم البلاد العربية واعتبر ان العرب امة واحدة في دولة واحدة بقيادته!.
2 ـ رفض الحسين طلبات الانكليز بالموافقة على إعطاء فلسطين لليهود …
في الوقت الذي قبل عبد العزيز آل سعود بكافة شروط الانكليز في تقسيم البلاد العربية واعطاء فلسطين لليهود وغير ذلك من شروط الحماية الانكليزية، الامر الذي جعل الانكليز يحاربون الشريف حسين وآل رشيد لكونهم رفضوا نفس الشروط وسخروا منها ولو لم يكن الامر كذلك لاصبح كل واحد منهم قائد "محمية" أو "امارة" على الاقل، وما كان للانكليز بقيادة فيلبي اسقاط امارة حائل بقوة المال والسلاح والشر والتزييف، ولو لم يكن عبد العزيز عميلا يهوديا ـ لا كسائر العملاء ـ لما عمّدوه واعتمدوه وبالتالي ضحوا حتّى بحليفهم السابق الشريف حسين واسقطوه وسمموه اخيراً في قبرص، كل ذلك ارضاء لعبد العزيز آل سعود.. ومع ان شعبنا كان يخالف الحكم الملكي في عهد الحسين بن علي وغيره من حكم الملوك والامراء حتّى قبل الإسلام، إلاّ ذلك النهج بالمقارنة مع حكم الاحتلال السعودي المتوحش كان وما يزال اكثر تقدمية ووحدوية من حكم الجشع السعودي الملكي المطلق "الثيوقراطي" كامل العيوب.
بل لا مجال لمقارنة حكم الحسين وابنه علي، الحكم الملكي الدستوري بحكم الاسرة السعودية الحكم الملكي العائلي المطلق القائم على الاستبداد والاستعباد ومسخ اسم البلاد باسمهم العائلي السعودي ونهب الثروات نهبا جماً واكل التراث اكلا لما ـ في حكم داعر يسوده التمتع بالجواري والحريم والغلمان والقصور وشتى الملذات التي لا تخطر انواعها على بال الإنسان المتحضر، بالاضافة إلى ربط البلاد بسياسة المخابرات الانكليزية والحماية البريطانية ـ سابقا ـ ولما هزلت بريطانيا ربطوا بلادنا الان بالحماية الامريكية والسياسة الامريكية ومخابراتها المتمركزة في الداخلية وفي الطابق الثالث من وزارة الدفاع السعودية في الرياض بقيادة كيم روزفلت والجنرال ليهي وغيرهما من "الخبراء" الامريكان البالغ عددهم 45000 خبير لهم كامل السيطرة على مقاليد الأمور بدءا بالمساجد وتوجيه دفة الدين لصالح أمريكا وانتهاء بالحرس والجيش السعودي الموجود في الجزيرة وخارجها والتي تقوم سياستهم من خلال مخابراتهم على التجسس على الجيوش العربية وابعاد الجيش "السعودي" عن مواقع المواجهة لاسرائيل بهذه المليارات ـ المبذرة ليناضل الشعب ويتحرر من بقايا الاحتلال الصهيوني.
هذا التحرر الذي هو ـ في الواقع ـ تخشاه السعوديةـ حتّى ولو زعمت غير ذلك.
احتلال المدينة
تحرك الجند السعودي ـ بقادته الفعليين من الخبراء الضباط الانكليز ـ بقيادة جيسم لارسن، المسؤول التنفيذي للخطط الحربية "ويجيئ في المرتبة الثانية بعد جون فيلبي" فاشيع عنهم "انهم خدم الدين والمّلة وانهم اسلموا بعد تطهيرهم في جدة"!…
إلا أن القيادة الظاهرية لهذا الجند قد أوكلت لكل من صالح بن عذل ووكيله إبراهيم النشمي، فحاصرت القوات السعودية "المدينة المنورة" من كل جهاتها وقطعوا عنها كل امداد، وبدأوا بنهب الابل والاغنام وقتل كل من تقع عيونهم عليه لا تمييز في ذلك بين ذكر وامرأة وطفل… فنقلت جريدة "المُقطم" المصرية عن وكالة رويتر التي نقلت عنها الصحف الفرنسية أيضاً استغاثة من قائد حامية المدينة جاء فيها: "ان بلد الرسول معرض للخطر، ان ضريح النبي تضربه المدافع السعودية الانكليزية.
اننا نستغيث بالعالم الإسلامي وبالعالم المتحضر.. ان الوهابيين الوحوش اخذوا يطلقون النار على أهل المدينة بلا انقطاع وبلا تمييز ولم يبالوا بكرامة المدينة ولا بقداستها منتهكين بذلك حرمة الله بمثوى الرسول عليه الصلاة والسلام ـ 20/7/1975 م"!…
فتحركت الاحتجاجات من مصر والشام والعراق والهند وافريقيا.. وارسل الملك فؤاد برقية إلى عبد العزيز في 11 صفر 1344 هـ (3 /8/1925 م) تقول:
"عظمة السلطان عبد العزيز سلطان نجد"
"ان الحرب القائمة حول المدينة المنورة قد اقلقت خواطر المسلمين قاطبة لما عساه يحدث من تأثيرها في الاماكن النبوية المقدسة التي نجلّها، ونحافظ على آثارها الكريمة، ولا يخفى على عظمتكم ما لهذه الأماكن من الحرمة التي توجب ان تكون بعيدة عن كل اذى رغم ما يقتضيه أي نزاع أو خلافه".
وتسلم الملك فؤاد في 13 صفر 1344 هـ (1 سبتمبر 1925م) برقية من الملك علي بن الحسين، جاء فيها:
"صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم "!"
"اهدي جلالتكم اعظم الشكر على غيرتكم، ولا يستكثر ذلك من سليل محمد على الكبير الذي سبقت له خدمة هذه الديار المباركة من قبل في مثل هذه الكارثة نفسها مادة ومعنى.
فقضى بذلك على اجداد هؤلاء الوحوش السعوديين.
"ونبرأ إلى الله ان يكون احد منا ـ نحن ابناء الحرمين الشريفين ـ اراد القتال أو أخذ على الاستمرار في سواء ذلك في مكة المكرمة أو المدينة المنورة ونسجل على المتسبب السعودي مسؤولية ما تهدم فيها من الآثار وما لا يزال يصيبها من اذى كجعل القبة الخضراء النبوية هدفا للرصاص وسائر قبب وقبور آل البيت بالبقيع وتخريب مسجد سيدنا حمزة وهدم ضريحه الشريف طبقا للاساس الذي قام عليه المذهب الوهابي المعلوم!".
وطال الحصار ولم يجد من أبناء المدينة من يناصره من العملاء لكنهم زعموا أن أحد العملاء واسمه "مصطفى عبد العال" المرسل لابن السعود برسالة نيابة عن كبار اهل المدينة يطلبون منه فيها احتلال بلادهم!..
كذا… وقد قتل ابن السعود هذا المواطن فيما بعد، بعد أن فنّد المواطن عبد العال الكذبة السعودية.
وفيما يلي النص الحرفي للكذبة:
(وعندما كان ابن سعود في بحرة قدم إليه احد المدنيين واسمه "مصطفى عبد العال" برسالة من كبار اهل المدينة وحكومتها يعرضون فيها تسلم المدينة إلى السلطان بشرط ان يؤمّن اهلها وموظفيها وكل من بها ويؤمن اموالهم وبألاّ يتسلمها إلا أحد أفراد آل سعود.
فاجاب بالقبول وأمر ابنه محمداً بتسلم المدينة المنورة وكان في الرابعة عشرة من عمره وغادر مكة إليها في 23 ربيع الثاني 1344 يرافقه خاصة ابيه وكبار آل سعود ولكن الحامية ابت التسليم لانها كانت تنتظر المدد من جدة في الايام القريبة فما كان من الامير الصغير الا ان يشدد الحصار عليها ليضطر الحامية إلى التسليم)!..
إذاً فقد يكون "عبد العال" قد اتصل وقد لا يكون اتصل، لكنه من المؤكد أن الشعب في المدينة قد رفض الاحتلال السعودي، بدليل ما ينقله العطار في كتابه عن ابن السعود، حيث يقول: (وأهل هلال جمادى الاولى فلم يبق عند الحامية إلا شئ يسير من الزاد فأبرقت في اليوم الخامس من هذا الشهر للملك علي برقية تقول له فيها: الذي يهمنا الأرزاق للجند وعدتمونا بارسال الدراهم المتيسرة بالطيارة، إلى الآن ما رأينا اثراً لها.
دبروا وارسلوا لنا دراهماً ولو ببيع احدى البواخر فترون منا ما يسركم)!…
ويتضح من هذه البرقية ان الشعب غير منظم وانه لا يقاوم لكنه يرفض الاحتلال السعودي، وان الاعتماد على حامية لا يتجاوز عدد افرادها عن 200 شخص فقط.
(وأبرقت الحامية في الثالث عشر من جمادى الاولى إلى الملك علي أيضاً تقول له: "انقضى الامر ولم يبق في اليد حيلة، الجنود ما عندم ارزاق الا لثلاثة أيام إذا لم تصل الطيارة غداً الظهر سنفاوض العدو")..
فاجيب قائد الحامية ومن معه في نفسه بان الطائرة ستأتيهم غدا فابرقوا إليه في 14/5/44 بان من الواجب مجئ الطائرة ففي ذلك فوق مهمتها الاساسية ارهاب للعدو وتقوية لمعنوية الجيش…
فتلقت الحامية الجواب بان ارسال الطائرة قبل عشرة أيام متعذر لعدم وجود البنزين!…
مرت الايام الثلاثة فنفذت مؤونة الحامية ومع ذلك صبر الجنود ثلاثة أيام أخرى.
ثم تلقى الملك علي برقية من الحامية ووكيل الامارة في 17 جمادى الاولى وفيها "نريد تأمين معيشة الجند منذ ثلاثة أيام حرم الطعام، ان اليوم هو آخر عهدنا، دبرونا اليوم إلى المساء وإلا نسلم عليكم"!…
فأجابهم الملك علي يطلب اليهم الصبر!.
ولكن صبرهم نفذ… ولم يجد قائد الحامية عبد المجيد ومدير الخط الحديدي "عزت" الا أن يفاوضا الاعداء ومالهما في اليد حيلة وقد نفذت الذخيرة والزاد!.
فذهبا ورئيس ديوان الامارة عبد الله عمير، صباح الجمعة إلى الطفل ـ 14 سنة ـ الامير محمد بن عبد العزيز ابن عبد الرحمن وقدما له كتابا يطلبان منه أن يجيبهم إلى مقابلته، فبعث اليهما بالموافق


تاريخ آل سعود - بسام الخوري - 07-12-2004

تجديد
كشف الارتياب
في اتباع محمد بن عبد الوهاب
نسب السعوديين
تأليف المغفور له
السيد محسن الأمين
1380 هـ 1952 م
حققه وأخرجه ولده
حسَن الأمين
اليهود الذين أسلموا
فيما بين الصفحة الصفحة 3 و11 وفي الصفحة 384 من كتاب
(تجريد كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب)
للشيخ محسن الامين وولده حسن الامين
الطبعة 2 في 1382 هـ 1962 م
تتكشف الحقائق جلية في الصفحات التالية عن جوانب الاصول "الاصلية" (لآل سعود) بشهادة واحد من أتباع آل سعود، هو محمد التميمي مؤرخ الشجرة السعودية التي دفع لها قيمتها الملك عبد العزيز والذي ما زال على قيد الحياة يعمل لديهم بعد أن قلدوه عدداً من المناصب منها إدارة المكتبات العامة وعددا من الأمور القضائية.
و"الشيخ" محمد التميمي يكشف دون قصد الإساءة "لآل سعود" بل ربما بقصد التفاخر بأنسابهم وإبراز "دهاء آل سعود الذي ما تواجد في العقول العربية إلا نادرا!…" أو ربما ليبرز أن له دوراً رديئاً قضاه مع فيلبي.
لقد بدأ الشهادة بالحديث عن رحلته وهو لم يدرك أنها شهادة للتاريخ… ورحلته هذه هي التي رافق فيها المؤسس الأول للعرش السعودي "الحديث" (جون فيلبي) الذي "أسلم" هو الآخر بطريقة المذهب الوهابي وعلى طريقة "الإسلام السعودي" نفسه، فسمته المخابرات الإنكليزية باسم "الشيخ الحاج محمد عبد الله فيلبي"…
وكان رفيقه في رحلته تلك إلى نجران الشيخ محمد التميمي…
فكم يا محمدْ تسمّوا بكَ وكم يا محمد أساءوا اليك
وملخص الحقائق التالية والتي تليها في كتاب "كشف الارتياب" ان فيلبي ومعه التميمي ذهبا برسالة من الملك عبد العزيز آل سعود إلى اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبد العزيز يواصله باستمرار وطلب منه فيلبي لحساب عبد العزيز ـ تسليمه الكتاب المهم (وقد أقنعه أنهم يريدون طبعه) والكتاب هو: (نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين) الجامع الشامل لتاريخ يهود الجزيرة العربية كلها ـ الأولين والآخرين ـ وكافة اليهود الذين دخلوا في الدين الإسلامي والمسيحي واندسوا في القبائل الأخرى للاحتماء بها وأثارتها ضد العرب ونشر النفوذ اليهودي الذي سبق له أن تقلص بعد أن لوحق في جزيرة العرب منذ عهد النبي محمد بعد مؤامراتهم ضده…
وانتشرت بقايا اليهود في كافة الديانات والبلدان الأخرى… وفي هذا الكتاب كشف واضح لانسلاخ عدد من يهود قبيلة بني القينقاع وكيف تم إسلامهم ومنهم "آل سعود" وكيف اطلقوا على أنفسهم اسم "آل سعود" وكيف هاجروا إلى العراق، وكيف اندسوا في فخذ المساليخ، وزعموا أنهم من قبيلة "عنزة" وغير ذلك مما يكشف الغطاء ـ غطاء ـ الذهب الاسود الخادع عن وجوه آل سعود.
ناصر
مقدمة كتاب "كشف الارتياب
في أتباع "محمد" بن عبد الوهاب
والاصل اليهودي لآل سعود
­ـ 1 ـ
منذ تسع وسبعين سنة طغت وما تزال طاغية موجة الارهاب السعودي على الجزيرة العربية حاملة معها الحقد والسفك والدمار والتنكيل بالعرب والمسلمين فاستبيحت المحارم وسفكت الدماء واهينت المقدسات وكُفِر المسلمون وعطلت شعائر الإسلام.
وارتفعت الأصوات بالاستنكار في مختلف البقاع العربية والإسلامية وعقدت المؤتمرات وقامت الاحتجاجات باستنكار هذه الحركة الرجعية الآثمة التي تلبست لباس الإصلاح والغيرة على الدين، فاصطبغت أيدي القائمين بها بدماء العرب والمسلمين منذ أن تحالف أبناء مؤسس "الدعوة الوهابية المدعو "محمد" بن عبد الوهاب مع آل سعود" فكانت غاراتهم المتتالية على نجد والحجاز والعراق والشام وبقية بقاع الجزيرة العربية فسفكت بها دماء الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال ودمرت المدن والقرى وأعمل فيها القتل والنهب والسلب وقامت أقلام العلماء والأدباء والشعراء بالذود عن حياض المقدسات الدينية وفضح أعمال الوحوش السعوديين الذين أعادوا إلى الذاكرة فظائع الغزو المغولي للديار الإسلامية وما ارتكبت فيه من آثام وجرائم ضد الحضارة والإنسانية.
وكان في طليعة الكتب التي صدرت في ذلك الحين كتاب "كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب "بقلم الشيخ الامين الذي استقصى فيه تاريخهم الحافل بالفضائح والمآسي والاجرام وفضح فيه اسطورة الإصلاح والتجديد التي زعموها وفند عقائدهم وافتراءاتهم على الإسلام والمسلمين بما ليس فيه زيادة لمستزيد.
وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبرى في العالمين الإسلامي والعربي يومذاك وألب عليهم الرأي العام وأوقعهم في حيرة من أمرهم لما فيه من الحجج الدامغة والبراهين الساطعة وجعلهم يحشدون كل ما لديهم من أقلام مخدوعة ومأجورة للرد عليه واضطرهم بالتالي إلى التخفيف من غلوائهم ومحاولة استرضاء الرأي
العام الإسلامي الذي ناصبهم العداء لا سيما بعد أن صدرت الفتاوى (بعدم جواز أداء فريضة الحج لعدم أمان المسلمين على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم) وكان موسم الحج هو المورد الوحيد لتأمين الموارد لهم حينما كان آل سعود يعيشون على وارد الحجاج واعانة المخابرات الإنكليزية، وكان تاريخهم الدامي الذي يفاخرون به سلسلة من أعمال الغزو والسلب والنهب والقتل.
ـ 2 ـ
لقد هادن السعوديون الرأي العام العربي والإسلامي فترة وتظاهروا بالتوبة ثم عمدوا إلى شراء أقلام الكتاب والصحافيين المأجورة يسترون بها عوراتهم وجرائمهم بأموال المسلمين وذلك حرصاً على استتباب الأمر لهم.
ولما ظهر البترول في البلاد العربية التي اغتصبوها من أصحابها وأعطوا امتيازاتها للشركات الأمريكية الاحتكارية بأبخس الاثمان وأبطرتهم النعمة المسروقة عادوا سيرتهم الاولى وانطلقوا يحملون معهم خيرات البلاد لينفقوها بالملايين وعشرات الملايين على الفسق والفجور وشرب الخمور وانتهاك الأعراض حتّى انتشرت فضائحهم في الشرق والغرب وتحدثت عنها صحف العالم بينما ضنوا بالنزر اليسير منها على قضايا التحرر والشعوب التي ابتليت بحكمهم فتضورت جوعا.
ولم يحرموا هذه الشعوب من خيرات البترول فحسب بل حرموها من أبسط ما يتمتع به الإنسان من كرامة بل حرموها من أبسط الحريات فلا حرية للمعتقد ولا حرية للعادة ولا حرية للقول ولا حرية للكلام فالكتب والصحف محظورة إلا ما مجّد السعوديين أباح جورهم وأشاد بطغيانهم بينما تحرق كتب الإسلام الصحيح وتمزق أسفار الدين القويم، وكشاهد على ذلك نروي ما فعله قاضيهم في محكمة الظهران سليمان بن عبيد عام 1955 من أمره بإحراق كتاب فقهي اسمه (دعائم الإسلام) كما فعلوا بكتاب (أبو الشهداء) للأستاذ عباس محمود العقاد الذي لم يكتفوا بمنعه بل صادروه وكذلك فعلوا بكثير من الكتب والأسفار.
وفي هذا العام أصدر شاب من أبناء القطيف التي نكبت بحكم السعوديين كتاباً أسماه (مؤمن قريش) فأمروا بإحراق الكتاب واختطفوا مؤلفه وأخفوه وكادوا يقضون عليه لولا الضجة التي ثارت عليهم من كل جانب فاكتفوا بسجنه وجلده وتكفيره!
ـ 3 ـ
سلط السعوديون زبانيتهم ممن أسموهم زوراً وبهتاناً "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" على الناس فأمنعوا بهم تنكيلا، وهم الذين يحكمون بإحراق كتب الدين وتاريخ المسلمين وينكلون بالأحرار.
لقد رأينا خدمة للحقيقة والتاريخ تجديد هذا الكتاب واعادة طبعه وزيادة فصول جديدة عليه ونشره في الرأي العام العربي والإسلامي لاظهار حقيقة السعوديين خالية عن الزيف وعن بهرج الدعاية المضللة، وبالله المستعان.
حسن الامين
"كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب "
جاء في كتاب الشيخ العلامة محسن الامين ما يلي:
لماذا يكفّر السعوديون المسلمين ويستحلون دماءهم وأعراضهم وأموالهم؟!
ولماذا لم يحارب السعوديون إلا العرب ولم يخربوا إلا ديارهم ولم ينتهكوا إلا حرماتهم؟.
لماذا وقف السعوديون هذا الموقف المخزي من كارثة فلسطين فكانوا حرباً على أهلها؟.
لماذا أبى ملكهم عبد العزيز بن سعود أن يهدد بقطع النفط يوم كان هذا التهديد حاسماً في منع تقسيم فلسطين، ولماذا رفض أن يساهم بدينار واحد في انقاذ الأرض المقدسة، ولماذا رفض أن يبعث جيشا سعودياً مع جيوش العرب الداخلة إلى فلسطين ولماذا كان هذا الجند السعودي جاهزا أبدا للهجوم على أي بلد عربي يقف هذا البلد موقفا حازما مع الاستعمار؟…
كان المخلصون في كل مكان يحارون في الاجابة على هذه الاسئلة، وكانوا يندهشون لهذا التصرف السعودي اللئيم ولا يجدون له تفسيراً إلا أن طبيعة من الشر قد سيطرت على هذه السلالة فجعلتها سفاكة للدماء خائنة للعرب والمسلمين!..
ولكن لماذا كانت طبيعة الشر هذه لا توجه السعوديين إلا لقتل العرب والمسلمين؟.. لماذا لا توجههم إلى المستعمرين، إلى اليهود، إلى وجهة غير وجهة أذى الإسلام والعروبة؟…
وها نحن اليوم نكشف حقيقة السعوديين ونفسر ما اعيى تفسيره الاذهان.
ان السعوديين ليسوا عربا وليسوا مسلمين، ولكنهم تستروا بالعروبة وبالاسلام تغطية لاجرامهم وستراً لمؤامراتهم وتمويهاً لخياناتهم.
وهذه هي القصة بكاملها تنشر وتطبع اليوم لاول مرة بعد أن عرفت وجالت على الافواه قبل اليوم في نجد وفي الجزيرة، ولكن لم يكن يجرو أحد ممن عرفوها على التصريح بها وتداولها رهبة وخوفا، وها نحن إذ نقدمها للقارئ الكريم نضع حداً لهذا الزيف في التاريخ، وياله من زيف!!
ونترك الكلام الآن لشخصية نجدية جليلة نكتفي بأن نرمز إلى اسمها بالشيخ حسين خوفا من أن تمتد إليها يد البطش السعودي إذ لا تزال هذه اليد قادرة على الوصول اليها، قال الشيخ حسين:
أقرأتم التأريخ المزور الذي رسمته وكتبته الاقلام المأجورة المستثمرة وأملته الضمائر الخائنة لقاء أرقام من المال؟
أنه أرقام بأرقام من الجمل المرصوفة الكاذبة الخائنة بأرقام من المال تبدأ بالالوف وتنتهي بالملايين، ذلكم التاريخ هو تاريخ آل سعود، تاريخ اجتمع على وضعه وتزويره خونة سعوديون اين منهم مسيلمة الكذاب وسجاح من غربيين وشرقيين ومستشرقين؟ والانكى من ذلك والادهى هو أن هؤلاء الخونة ربطوا تاريخ هذه الجزيرة العربية الحافل بالبطولات والامجاد والتي شع منها نور المعرفة وبزغ من ربوعها فجر الحضارة وأشرق على الافكار سناها، هذه الجزيرة العربية التي يرتبط تاريخ الشعوب الإسلامية بتاريخها، ربط هؤلاء الخونة المأجورون تاريخها بتاريخ آل سعود، التاريخ المزور الذي حشد المستعمرون وعملاؤهم من كتاب ومؤرخين كل جهودهم لتزويره وفرضه تاريخا على الجزيرة العربية وبالتالي على تاريخ الشعوب الإسلامية، وبالنتيجة يفقد العرب والمسلمون كل تاريخهم الذي حفل بأنواع البطولات والعبقريات.
ونحن هنا في قلب الجزيرة العربية لا يشرفنا أن يرتبط تاريخنا بتاريخ الاسرة الخائنة الفاجرة، الاسرة التي تسللت في الظلام لتسطو على مقدراتنا ومقدساتنا وتستولي على السلطة بالقوة بدون مبرر.
وتتآمر على تاريخنا وذلك بأن تزور لها تاريخا على حساب تاريخنا فتدعي لنفسها زورا وافتراء بأنها صانعة التاريخ الحديث في الجزيرة العربية ، ونحن أمس واليوم وفي الحاضر كأننا لا تاريخ لنا يذكر الا على هامش تاريخ آل سعود.
لذلك نرى لزاما علينا أن نصحح هذا الخطأ من تاريخنا ونمحو هذه الوصمة من جبينه الناصع الوضاء، ونقدم آل سعود على حقيقتهم وكيف دخلوا البلاد حاكمين وما هو دورهم في هذه الحقب التي توالوا عليها منذ تسليمهم هذا العرش المتزعزع الذي توارثوه واحدا عن واحد، ولدينا من الحقائق الواضحة والادلة الناصعة ما تصفع كل مزور خائن..
بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وعلى اسم الله نمضي في تحقيقنا هذا.
فمن هم آل سعود؟… اليك الجواب أيها القارئ:
في أمسية من أماسي عام 1937 كان ركب السير جون فيلبي الانكليزي الشهير الذي صار الحاكم الفعلي للجزيرة العربية والموجه لسياستها والمدير لأمورها…
كان ركب فيلبي هذا يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك إلى الربع الخالي.
وكان في الركب رفيق لفيلبي اسمه محمد التميمي (والتميمي هو مؤلف شجرة آل سعود)…
فما أن استراح "فيلبي" من وعثاء السفر حتّى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية عن عميدها المسمى " يوسف بن مقرن الياهو" ليسلمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبد العزيز بن سعود، ثم مضى فيلبي يصحبه التميمي وسلم "فيلبي" يوسف المذكور خمسمائة ريال فضية من العملة المنقوشة عليها اسم "ماري تريز" وهي العملة المتداولة في اليمن آنذاك، وأبلغه تحيات الملك، وسأله عن حاجاته ليقضي منها ما يستطيع قضاءه وليرفع مالا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه.
فشكر يوسف اليهودي فضل الملك وعاطفته ثم قدم إلى فيلبي كتابا خطيا بعضه بالعربية وبعضه بالعبرية اسمه العربي (نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين) ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولا لدى كثير من الخاصة في نجد، ولكن التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقا، وكلف يوسف اليهودي رسول الملك فيلبي أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب إلى جلالة الملك السعودي تقديرا لعاطفته وصلاته المتكررة ليهود نجران بعامة وليوسف واسرته بخاصة، وقد كان في الكتاب شيئا خطيرا حمل فيلبي على أن يذاكر بشأنه زميله الانكليزي الاخر هـ.ر. ب. دكسن المعتمد البريطاني في الكويت، وأن يقررا معا وجوب طي الكتاب وعدم اظهاره حرصا على المصلحة الاستعمارية.
وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي ـ قوله: لقد أغاظني هذا اليهودي يوسف وهو يحدثنا حديثه المزري عن آل سعود ومع أنه كان يثني عليهم ويشيد بطرقهم للوصول إلى الحكم ودعم اليهود لهم الا أنه كان يذم العرب والمسلمين ويقول انهم لا يصلحون لتولي أمور الناس وكان يشير إلى ما كنا نجهل تفاصيله يومذاك، ويكشف لنا اليهودي حقائق مذهلة في الكتاب مفاخرا بها بقوله: (لقد ظل الذين يعرفونها يتهامسون بها همسا ويوصلها جيل إلى جيل ليأتي اليوم الذي يمكن الجهر بها من غير أن يخشى الجاهر فتكا ولا بطشا وقد جاء والحمد لله هذا اليوم المنتظر الذي نقول فيه:
ان السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم إلى "بني القينقاع"، ومن أبناء أعمامهم اليهودي النجراني يوسف المتقدم ذكره والفائز بصلات الملك السعودي ومبرّراته والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجد السادس وقد تفرغ الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه (مكرن) الذي سمي "مقرن" أخيرا وهو واحد من أجداد آل سعود وهذه هي بعض التفاصيل في كتاب (نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين)
ينقلها الشيخ حسين فيقول: قال لي التميمي انّه شاهد في كتاب "نبع نجران المكين" ان الاسم الحقيقي لعائلة آل سعود هو "عائلة "مردخاي" وان هذه العائلة اليهودية كانت منبوذة وكانت تتعاطى التجارة، وانه ـ أي التميمي ـ تذكر أنه رأى ذلك في شجرتها التي طلب منه وضعها من قبل عبد العزيز وانه أحسَّ أخيراً أنه زيف في هذه الشجرة لتغيب حقيقتهم اليهودية.
ويقول التميمي:
لقد وجدت في هذا الكتاب حلقات مفقودة ووجدت أسباب حيرة أجداد الـ "مرد خاي"، وصعوبة اندماجهم في القبائل العربية وان الامر لم يكن سهلا أن تقبل القبائل بتبديل اسم عائلة الـ "مرد خاي" وهضم هذا الاسم، فالقبائل تأبى الدخيل وتلفظه واستعرضت عائلة آل مردخاي أمامها أسماء العشائر المعروفة فرأوا أن ما من قبيلة تحترم نفسها يمكن أن يذوبوا في غمارها، لذلك اتجه تفكيرهم إلى عشيرة من العشائر النكرة في المنطقة لكي لا ينكشف أمرهم أمام أهل نجران وأمام العشائر المجاورة لها فوقع اختيارهم على عشيرة "المصاليخ" وهي فخذ صغير من أفخاذ قبيلة عنزة مشهور بين العشائر بتفاهته وعدم تحسسه بالحس القبلي والنعرة العشائرية بحيث لا يوجد منه سوى أقلية بجبل سنجار شمال العراق وأقلية أخرى انصهرت في عشيرة الحسنة القاطنة في ضواحي الشام والتابعة لمشيخة ابن ملحم.
وكانت هذه الفكرة اليهودية محكمة كل الاحكام فاستطاعت عائلة آل مردخاي أن تعايش (المصاليخ) وأن تحتمي بها لحماية تجارتها، فطابت لهم هذه الحماية، فأسلم اليهود.
وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي:
قوله (كان يوسف اليهودي لا يريد أن يبوح أمامي بحقيقة النسب الذي يربطه بآل سعود وكان يتكلم بالمعاريض وحرص على أن لا أعلم بحقيقة ما في الكتاب المهدى إلى فيلبي، وكان في الكتاب تفاصيل للاحداث النجرانية وبعضها متعلق بالنسب السعودي، ولكن يوسف عاد بعد ذلك يتحدث بلا تحفظ أو بشئ من التحفظ حينما أخبره فيلبي انني مؤلف الشجرة السعودية فكان مما عرفناه منه أن آل سعود الاولين كانوا يعطفون عليهم ولم يتنكروا للرحم حتّى جده الثالث داود، ثم عادوا يتجاهلونهم بعد ذلك ويحاولون الابتعاد عنهم بسبب الظروف التي صار فيها آل سعود، إلى أن انتهى الامر إلى عبد العزيز واستقرت به الحال واطمأن إلى المصير فعاود الاتصال بهم والعطف عليهم، وكان ما حمله إليه فيلبي بعض ما كان يصلهم به ويغدقه عليهم. على أن عبد العزيز لم يسمح لهم في حال من الاحوال بأن يتصلوا به شخصيا وأن يعلنوا ما يجب ستره من صلات القربى).
والسعوديون بهذا النسب اليهودي العريق يشبهون اليهود الاتراك الذي عرفوا باسم "
الدونمة" والذي ينحدر منهم من أطلق على نفسه "محمد بن عبد الوهاب بن سليمان" وهم يهود سكنوا البلاد التركية لا سيما سلونيك، واضطرتهم ظروف الحياة إلى اعلان اسلامهم مع ابطان يهوديتهم فأطلق عليهم الاتراك اسم "الدونمة" تمييزا لهم عن المسلمين الصحيحي الإسلام.
وقد استغل الدونمة هذا التظاهر بالاسلام أسوأ استغلال فأتاح لهم ما لم يكن يتاح من التغلغل في صفوف المواطنين تخريبا وكيدا وقد أصبحوا مصدر الدسائس التي أحاقت بتركيا، ولم تحل بها نكبة ولم تقم بها مؤامرة الا كان الدونمة رأسها وبذلك كانوا كالسعوديين في العرب نسبا وحسبا ومناقب!!
وبعد فهل عرفتم لماذا يقف السعوديون هذا الموقف اللئيم من العرب والمسلمين؟)… انتهى…
ثلاثة الاصول… ويوسف بن مقرن الياهو
ألقت الثورة اليمانية القبض على يوسف بن مقرن الياهو في 19/ 12/ 1962 حينما تسلل إلى اليمن واعترف يوسف بكل تحركاته بين فلسطين المحتلة والجزيرة العربية، واعترف بصلاته الوثيقة العرقية بآل سعود، واعترف بالكتاب المذكور حينما سألناه عنه، وقال: (لقد حزنت كثيرا على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناء على طلب من عبد العزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبد العزيز أنه يريد طبعه لكنه تبين أن عبد العزيز يريد أن يخفي الكتاب لكيلا ننشره نحن اليهود ولكيلا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضاً لان عبد العزيز أعداء من اليهود التقدميين لا يؤيدون طريقته وحينما راجعت عبد العزيز حول الكتاب وقلت له دعنا نتولى طبعه نحن، ضحك عبد العزيز وهو يسخر من هذا الكلام وقال "هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم لانني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدي تجعلني أسير حسبما يرون.
وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم وحسبما يريدون لا حسبما تقتضيه مصلحتنا المشتركة" وقال لي عبد العزيز: "وعلى كل حال فان الكتاب موجود لدى الاخ عبد الله فيلبي فتشاور معه عن موضعه" ولما ذهبت إلى فيلبي وسألته عن الكتاب قال فيلبي: "لقد نقلت وصورت ما يهمني من الكتاب وسلمته لعبد العزيز" فقلت لفيلبي: "انني أخشى أن يحرقه عبد العزيز" فقال فيلبي: " انّه فعلا ينوي احراقه ثم تراجع وطمأنني عبد العزيز بعد أن قرأت له الكتاب: بقوله (انّه كتاب مهم وهو ليس "نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين، فقط وإنما هو نبع العالم كله في تاريخ اليهود".
وقال جون فيلبي: "يا أخ يوسف… ان الكتاب لدى عبد العزيز وقد أقسم لي أنه لن يذهب منه الكتاب الا إذا ذهبت روحه وانه إرثه الوحيد الذي يريد توريثه لا لكل أولاده وانما لأعز أولاده، وقد اطلع عليه جمع كبير من أقاربه واخوته ومنهم شقيقه عبد الله بن عبد الرحمن اطلع عليه قسم من كبار أولاده، وقال لهم عبد العزيز: على كل حال يعيالي ـ أنا ما أطلعتكم على هذا الكتاب إلا لتعرفوا أنكم أنتم وحدكم في هذا العالم الذين جمعتم المجد من أطرافه الثلاثة فأنتم: يهود، عرب، مسلمين، انها "ثلاثة الاصول" الحقيقية التي ذكرها ابن عبد الوهاب)!…
هذا ما قاله يوسف بن مقرن الياهو باعترافاته في اليمن وقد أذيعت من الاذاعة قبيل الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم 20/12/ 1962 كما اعترف أنه مواطن سعودي وسافر بجواز سعودي إلى فلسطين عام 1947 بمهمة وأخذ يتردد بعدها بين إسرائيل والاردن وخيبر والرياض ونجران وجدة والمدينة ومكة وتبوك واليمن، وقال: "ان لآل سعود علاقات جيدة باسرائيل وانهم يسبونها علنا ويتعاونون معها سرا" وقال: "مع ان المخفي أصبح مكشوفا في دوائرهم" وقال يوسف مقرن الياهو: "وللتغطية والتستر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتى: "ان المملكة السعودية لن تقبل بادخال اليهود الذين يحملون جنسيات أمريكية مزدوجة، ولكون الامريكان يدركون أن مثل هذا "الاعلان" ما هو الا من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيين والعرب فانهم يستقبلون مثل هذا الاعلان بالابتسامات العريضة"…
وحينما قال المحقق لليهودي: (هل نعرف من كلامك هذا أن السعودية تتعاون مع اليهود؟)…
قال اليهودي: "ان هناك مواطنين يهود سعوديين يعيشون حياة عادية كسائر الناس.
أما اليهود الامريكان فانهم يعملون كخبراء أو فنيين أو في دوائر تابعة للجيش أو دوائر الامن"…
وحينما قال له المحقق: (أنت تعمل لصالح إسرائيل والسعودية فهل أنت مطمئن لهذا العمل؟) قال اليهودي السعودي: "أنا لا أعمل لصالح السعودية، وأنا مطمئن في السعودية لكوني يهودي، ومطمئن لكون السعودية تعمل بكيانها لصالح اليهود وليس ضدهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكل يهودي لا شك أنه يعمل لصالح اليهود وأنا كواحد من اليهود أعمل لدعم كياننا اليهودي".
وحينما سألناه هل لديك نسخة ثانية من الكتاب الذي يثبت قرابتك لآل سعود؟.
أجاب: "ان لدي نسخة ثانية في نجران وإذا كان يهمكم، هذا فأعاهدكم أنني سأقدمها لكم في حال الافراج عني على أن نقوم بطبعها لأستحصل على بعض النسخ منها"…
ولقد سجلنا أقوال اليهودي يوسف على شريط، كما تحدث عنه الرئيس عبد الله السلال قائد الثورة اليمانية حينما افتتح مكتب الجزيرة العربية في صنعاء يوم 26/12/1962 وقال: (اننا سنقدم هذا اليهودي الشرير الذي يقود مجموعة من المرتزقة والجواسيس بين السعودية والاردن واسرائيل ليسمع العالم كل شئ من فمه عن أعمال السعودية ضد اليمن وضد فلسطين ويصف لنا أصول القرابة بينه وبين آل سعود وكيف دخل آل سعود في الإسلام ولماذا؟)..
ولكن وبقدرة الايدي القذرة التي تعمل في الخفاء ومنها أنور السادات الذي أوكل بشؤون اليمن، وكان ممن تسببوا بهزيمة الثورة في اليمن واغلاق مقرنا للتدريب، وبعد عشرة أيام من اذاعة بيان يوسف بن مقرن الياهو واعتقاله في اليمن نقل الرئيس السلال إلى القاهرة بحجة السفر للاستشفاء!…
فحل حسن العمري مكانه، والعمري كما هو معروف من العملاء "الاصلاء" للسعودية.
وما هي الا أيام ثلاثة من تولي العمري "نيابة السلال" حتّى نقلوا اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبر الحدود اليمانية السعودية إلى نجران.
علما أن السعودية كانت في حالة حرب مع اليمن، وتسلمه الامير خالد السديري فنقل إلى جدة وعاد إلى نجران ثانية.
ثم سافر عبر الاردن إلى فلسطين المحتلة ثم عاد، وما زال يتنقل بحرية تامة وبهمة الشباب رغم كونه قد تجاوز سن الـ 80 لكن من يراه لا يعطيه من العمر أكثر من 50 سنة، انّه نحيف طويل القامة صارم الملامح، تلمح الذكاء في وجهه، وفي هذا يكمن السر الذي يجعلك تتأثر وتعطف عليه! علما أنه لا يستحق العطف…
ومن طريف ما حدث عام 1949 أن نظم أحد الشعراء على سبيل المطايبة قصيدة على لسان الملك عبد الله يخاطب بها الملك عبد العزيز بن سعود بعنوان (إلى الملك الثري) فنظم الشاعر عبد المطلب الامين هذه القصيدة على لسان الملك عبد العزيز يخاطب بها الملك عبد الله:
يهوذا لا يلام
يلومونني اني بخلت ولو رأوا براميل بترول الرياض لأ قصروا
تفيض به الصحراء تبرا مذوّبا وتذوي به أرض الحجاز وتدبر
ولم أر مثل النفط، أما سواده فمسك وأما الريح منه فعنبر
غنينا به عن كل حاف مقمّل يجئ من الحجاج عريان يفخر
تزود من كل الذنوب بماله وجاء إلينا مفلسا يتطهر
فديت بني الدولار من كل أشقر وان سكروا وقت الطعام "وخنزروا"
أتونا باكياس الريالات كلما حردنا عليهم زودونا وأكثروا
وبعد الجِمال الجرب صارت تقلنا "طنابيل" منها هدسن "وكرزلر"
وكل حسان الأرض طوع أكفنا نطير إليها أو الينا تطيّر
وكنا وعدنا جنة مثل هذه تطوف علينا الحور فيها وتخطر
نحارب أعداء الاله لأجلها ونفني عباد الله أنّى تجمهروا
فلما كفانا (العم سام ) جهادنا قعدنا على جيراننا (نتمسخر)
وما كان زهدا بالجنان قعودنا ولكن طريق النفط للخلد أقصر
يقولون لي أخلفت وعدك حينما وعدت بأن أفدي بنيّ ليظفروا
يريدون مني أن أكون سمؤلاً؟ يهوديّ مثلي انّما أنا أحقر
وما كنت الا سيدا وابن سيد أقر متى شئت الوعود وأنكر
فان تلك عبد الله في ذا تلومني فواعجبي مما تقول وتذكر
فجدك قبلي قال الفاتح الذي أناخ له في باب مكة عسكر
جمالي جمالي أن للبيت ربه يقيه إذا شاء العدو ويقهر
علام أحامي عن فلسطين صارفا فلوسي وبترولي أضيع وأهدر
فلا والدي في مسجد القدس موسد وليس لأجدادي بغزة أقبر
ولكن في نجد قصوري وحورها أموت على تلك الفروج وأحشر
فان تقبلوني عاهلا دون مصرف قبلت والا فاتركوني وثرثروا
فليس لاسرائيل عندي مأرب سوى خيبر لا كانت الدهر خيبر
إذا طلبوها قلت أهلا ومرحبا بأبناء أعمام علينا تغندروا
أخلاق اليهود في الحجاز
كتب الاستاذ الكبير محمد عزت دروزة، بعنوان: (أخلاق اليهود في الحجاز) في الصفحات من 438 ـ 440 في الفصل الثالث من كتابه: (تاريخ بني إسرائيل) ما ينطبق ـ رسما وتصويرا واشارة ـ كل الانطباق على يهود آل سعود مشيرا اليهم بالاصابع والادلة والآيات انهم يهودا وان ما ارتكبه ويرتكبه آل سعود في الحجاز والجزيرة واليمن والخليج وفلسطين ولبنان ومصر والسودان والاردن، ليست إلا من أفعال اليهود… يقول دروزة:
(وفي القرآن آيات كثيرة تساعد على رسم صورة وافية لأخلاقهم أيضاً.
ولقد ربطت هذه الآيات على الاكثر بين أخلاق اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم في الحجاز وبين أخلاق آبائهم الأولين بحيث يصح أن يقال إن هذه الاخلاق ليست خاصة بمن هم في الحجاز منهم حين نزول الآيات وإنما هي جبلة راسخة متوارثة من الآباء والاجداد. وبالتالي إنها صورة لأخلاق اليهود عامة في الحجاز وغير الحجاز غابرين ومعاصرين.
وهذا مؤيد بما في الأسفار من لدن موسى من نعوت وحملات وتقريعات على ما كانوا يرتكسون فيه دائما من انحرافات دينية وأخلاقية واجتماعية على ما مر شرحه في القسم الأول.
ولقد وصفتهم الآيات بالكفر والجحود واللجاج والانانية والزهو والتبجح والترفع عن الغير واعتبارهم أنفسهم فوق الناس وعدم الاندماج الصادق مع أحد.
وعدم الولاء الصادق لأحد.
والتضليل والتدليس والدس والشره الشديد إلى ما في أيدي الغير والحسد الشديد لهم ولو تمتعوا أنفسهم بأوفر النعم.
ومحاولة الاستيلاء على الكل والتأثير في الكل واللعب في وقت واحد على كل حبل وفوق كل مسرح واستحلالهم لما في أيدي الغير وعدم اعتبارهم أنفسهم مسؤولين عن شئ أمامه.
وضنهم بأي شئ للغير إذا ملكوا وقدروا.
وعدم مبادلتهم الغير في ود وبر ومحبة.
واندماجهم في موقف مهما دنؤ وفجر وكان فيه كفر وفسق وخيانة وغدر في سبيل النكاية بمن يناوئونه.
ونقضهم لمبادئ دينهم في سبيل مكايدته.
وعدم تقيدهم بأي عهد ووعد وميثاق وحق وعدل وواجب وأمانة.
وتشجيعهم لكل حاقد فاسد ومنافق ودساس ومتآمر في سبيل التهديم.
وشفاء لداء الحسد والحقد والخداع المتأصل فيهم.
والآيات وإن كانت في صدد وصف أخلاقهم في الحجاز فان روحها بل وفحواها يلهمان أخلاق أنها اليهود عامة.
وإنه لمن العجيب المثير أن المرء ليراهم في أخلاقهم اليوم على اختلاف منازلهم وبيئاتهم صورة طبق الاصل لما وصفهم به القرآن من صفات وأخلاق امتدادا لما حكته أسفارهم عنهم منذ القديم.
لم تزدهم الايام فيها إلا رسوخا مما هو مصداق لما قرره القرآن من الجبلة الراسخة المتوارثة من الآباء للابناء ومما لمسها فيهم البشر جميعا في كل زمن ومكان حتّى صاروا في ذلك كله العلم المفرد بين البشر أو القبيل البشري الشاذ المجمع على شذوذه في كل ذلك عن سائر البشر والذي غدا به حديث كل مجتمع في كل زمن ومكان فلا تراهم إلا والعيون مزورة منهم.
والسخد فائر عليهم. والنفوس متبرمة بهم. والناس مستثقلون ظلهم.
والحذر رائدهم منهم. وشرهم ومكرهم بالغا الاثر والجميع راغب في التخلص منهم بأية وسيلة.
وكفى باجماع البشر على اختلاف الزمان والمكان والجنس واللون والنحلة قوة ودليلا على تأصل تلك الجبلة التي تصدرون عنها في أعمالهم وتصرفاتهم وعلى أن البشر ليسوا هم المتحاملون عليهم نتيجة للعقد النفسية التي تعقدت بها نفوسهم ولازمتهم طيلة أدوار تاريخهم وما تزال.
حيث يبدو من هذا هول البلاد الذي رمى به طواغيت الاستعمار العرب وبلادهم ليخلصوا منه من جهة ويجعلوه للعرب هما دائما مقيما معقدا يقضون به مآربهم الخبيثة من جهة أخرى.
وحيث يبدو كذلك شدة الحافز الذي يجب أن يحفز العرب على التضامن والمجاهدة في تطهير بلادهم من هذا البلاء العظيم.
واليك الآن نصوص الآيات التي تسجل عليهم تلك الاخلاق بأساليب متنوعة وقد يكون بعض الآيات سابقة الايراد.
ومع ذلك فقد رأينا من المفيد إعادتها في هذا السياق:
1 ـ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعدكم وإياي فارهبون.
وآمنوا بما أنزلنا مصدقنا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون.
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.
البقرة 40ـ 44
والآيات تسجل عليهم خُلق كتمان الحق وإلباس الحق بالباطل والمكابرة بالحق وتفضيل منافع الدنيا عليه ووعظ الناس بالبر مع بعدهم عنه.
2 ـ ومن هذا الباب آيات سورة آل عمران هذه:
يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون.
وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون.
ولا تؤمنوا إلا لمن اتبع دينكم قل ان الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم به عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم…
70 ـ 73
وفي هذه الآيات عما احتوته آيات البقرة حيث تسجل عليهم خلق الخديعة والتضليل وتواصيهم بينهم بأن لا يتضامنوا ولا يتواثقوا ولا يتبادلوا المعرفة والمودة مع غيرهم ولا يطمئنوا إليه وأن يكونوا مع المسلمين في موقف النفاق والخداع لا غير.
وأن لا يتساهلوا فيما يمكن أن يفيد المسلمين من هدى ومعرفة وحجة)… انها صفات آل سعود في مؤتمرات القمة وغيرها…
شواهد على يهودية آل سعود
وفي الستينات سلطت الاضواء ـ من اذاعة العرب واذاعة الثورة اليمانية في صنعاء ـ على "يهودية آل سعود" فحاول الملك فيصل اثباتها بنوع من التحدي والتفاخر، لكنه حافظ على خط الرجوع إلى "اسلامه" المزيف حينما قال: (ان قرابة آل سعود لليهود هي قرابة "سامية")!… وذلك من خلال تصريحاته لصحيفة "واشنطن بوست" في 17 سبتمبر 1969 التصريحات التي تناقلتها عدد من الصحف العربية ومنها "الحياة" البيروتية بقوله: (اننا واليهود أبناء عم خلّص ولن نرضى بقذفهم في البحر كما يقول البعض، بل نريد التعايش معهم بسلام)!…
واستدرك يقولك: (إننا واليهود ننتمي إلى "سام" وتجمعنا السامية كما تعلمون اضافة إلى روابط قرابة الوطن، فبلادنا منبع اليهود الأول الذي منه انتشر اليهود إلى كافة أصقاع العالم)…
قصيدة تكشف يهودية آل سعود
وهذه قصيدة شعبية للشاعر الحجازي بديوي الوقداني العتيبي موجهة "لسعود الأول" يكشف فيها الشاعر أصل آل سعود ويهوديتهم، ويقول لهم: أنتم اليهود الذين غدرتم بموسى وقتلتم الانبياء ونحن لم نفعل مثل غدركم لتغدروا بنا:
ترانا: ابحق موسى ـ ما غدرنا لتجزانا بهذا الغدر ياشين
وكان الغدر منكم ليس منّا فأنتم قاتلين للنبيين
يهودا قد طمعتم في وطننا باسم الدين جئتم مستحلين
كشفناكم ولكن ما كفرنا كفر… من يقتل الناس البريئين
مما قاله الامير عبيد بن رشيد في أصل آل سعود
الامير عبيد بن رشيد من أبرز حكام حائل ومن أشجع الشجعان في الجزيرة العربية، ومن القساة على الخصوم، ومن أصوب الشعراء السياسيين الذين قرنوا أقوالهم بأفعالهم… وفي هذه القصيدة الشعبية يتضح لنا أن شعراء الجزيرة العربية لم يهملوا منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين، أدوارهم في مقارعة الاحتلال السعودي وكشف أصول آل سعود اليهودية المدسوسة في العروبة والاسلام…
وهذه واحدة من قصائد عديدة للشاعر الامير عبيد بن رشيد… قالها في فيصل آل سعود "فيصل الأول" بعنوان:
كيف اصبح "الحخام" شيخاً عربياً؟
حِنّا نعرفك يا عوين المصاليخ ما كنت عارفهم بماضي الزمانِ
غيرت أصول أهلك ببعض التواريخ وأصلك يهودي لو طمست المعاني
ياشين، من حاخام، سموكْ بالشيخ والله مالك بالمصاليخ داني
يا مال "فرد" من كبار الصلابيخ يأتيك مع ايمنك يالشقلباني
يهودية آل سعود في شعر الجزيرة العربية
يهودية "آل سعود" ثابتة في تواريخ وأقوال وقصائد شعبنا وهذه قصيدة شعبية ـ للامير زامل بن سليم ـ حاكم مدينة عنيزة، قالها في نهاية القرن التاسع عشر، وفيها يقول ما معناه: (اننا سنصنع الرصاص محليا من بارود حفائر الشفا ، "ملح الشفا" اضافة إلى ما نستورده لقتال "كلاب اليهود آل سعود وأتباعهم"..
وسندفنهم في رمال النفوذ الصفراء… وعلى النساء الجميلات الشريفات "الكواعب" أو ذوات النهود المستقلة "كما يقول أن لا يتزوجن الجبناء الذين يشردون من قتال آل سعود الاعداء بل عليهن عشق الشجعان الذين لم يتركوا عاداتهم في خوض غمار الحرب المقدس ضد اليهود الذين أطلقوا على أنفسهم اسم آل سعود واندسوا في دين الإسلام لتخريبه من داخله"!..
كان هذا ملخص قصيدة "زامل السليم" الشهيرة التي كانت يتغنّى بها الناس في عرضات الحروب ومناسبات الاعياد أيضاً:
ملح الشفا، والمغربي حِنّا نعلّه نبغيه للشاشاة ـ وكلاب اليهود
نقتل يهودا أفسدوا في الأرض كله والله ينكر فعل أصحاب "الاخدود"
والله ما نرضى لديرتنا مذلّه وجميعنا عن طهر ديرتنا نذود
كمَّ شجاع نحرمه من شوف خلّه نرميه بالصفرا على حد النفوذ
إن صاح صيّاح الضحى حنا نعن له نأتي مسيرات على الظالم ورود
عدونا في ذا الوطن كبده نسلّه بملح الفرنجي كنّه الديبان سود
يا بنت ياللي لك نهود مستقلّه لا تأخذين العفن حيث أنه شرود
خوذي صبي ما يخلّي عادة له ان صار وسط الجيش يجعلهم رجود
وهاهو الشاعر الشعبي الكبير ابن اصغير يكشف يهودية آل سعود فيقتله عبد العزيز
أخذ عبد العزيز آل سعود يتبجح في مجالس أهل القصيم وينخاهم لقتال خصومه أهل حائل وقبيلة شمر الذين أطلق عليهم تهمة (الكفار والمشركين)‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.
وقال لاهل القصيم الشجعان انّه سيقودهم بنفسه، لكنه "ارتخى" حينما سارت الجموع، لكونه يعرف مصيره لو قاد ولو معركة واحدة بنفسه مباشرة أو سار في مقدمة الجموع التي لم يقدها ولم يسر ولو مرة في مقدمتها فكل معاركه لم تكن بقيادته المباشرة، انها معارك يخطط لها الانكليز أمثال كوكس وشكسبير وجون فيلبي ويقودها الشجعان المخدوعين أمثال الدويش وابن ابجاد وغيرهما ممن خدعهم…
وهكذا خدع بعض أهل نجد والقصيم، وهزم أهل القصيم من داخلهم بالغدر والحيل وقتل منهم الكثير ممن يؤسف لمقتلهم لكون ابن السعود ومن خلفه الاستعمار الانكليزي واليهودي يخططون لقيام آل سعود وهزيمة سواهم من الحكام…
وهكذا سجل الشاعر ابن اصغير ذلك الحدث بقصيدة مشهورة في نجد بعد أن عاد الشاعر جريحا من تلك المعركة الخاسرة… وكشف فيها يهودية آل سعود… فقال:
كم صبيّا يسوّي الهوائل..
كم صبي يسويّ الهوايل بالمجالس وهرج القفا
يوم سرنا وصارت صمايل ضيّع المرجله وارتخا
دمّنا صار كالسيل سايل ذابحين بعضنا وفا
لابن اسعود الذي غير سايل من حيي في البلد أو هفا
كفّروا ـ شمّر ـ وهل حايل وما عرفنا الذي بالخفا
دينهم غش بعض القبايل لين صفّوا لهم من صفا
ثم أفتوا بكفر القبايل يوم صحيت على ما خفا
ما بذى من اسلوم العوائل فاليهودي ـ وراها ـ اختفى
فشاعت هذه القصيدة في نجد وأثارت الحماس للتمرد ضد الاحتلال السعودي وأدرك عبد العزيز ما لخطورة انتشار هذه القصيدة من عواقب نظرا لما للشعر وشعراء السياسة من قداسة تفوق بكثير ما لمشايخ الدين "الصالحين" ـ ولا أقول الفاسدين ـ من تقدير …
ولذلك أراد أن يتخلص المجرم عبد العزيز آل سعود من الشاعر الجريح الذي سجل مزاعم ابن السعود وأكاذيبه وجبنه وأهدافه الفاسدة في هذه القصيدة الموجزة التي راح الشعب في نجد كلها يتغنى بها… لكن ابن السعود.
قتل الشاعر بطريقة معروف، وموضحة في مكان آخر..
تركي بن أحميد
من كبار رؤساء قبيلة عتيبة، ومن المشهورين فيها بالرأي والفروسية، شجاعا مقداما جريئا، شاعرا، كانت له مواقف وطنية شريفة ضد آل سعود، وهو ـ ابن عم سلطان بن احميد ـ الذي سلمه الانكليز لعبد العزيز آل سعود ليقتله فقتله ومعه الآلاف من شباب عتيبة والعجمان وقادتهم الذين قتلهم عبد العزيز اضافة إلى فيصل الدويش وابنه عزيّز وشباب مطير…
وهذه واحدة من قصائد الشيخ تركي بن احميد يحث فيها قومه لقتال اليهود آل سعود وتجار دينهم الذين يدعون بالاسلام، وقد حذف آل سعود عددا من أبيات هذه القصيدة، حينما طبعوها عمدا ليضيعوا بعض أبياتها التي تكشف أصولهم، والقصيدة طويلة نورد منها ما يلي:
تلعب طرب وانا بنومي هواجيس ما سامرك بالليل كثر الهمومي
أسهر إذا نامت عيون الهداريس بالليل أساهر ساهرات النجومي
أونس بقلبي مثل صلي المحاميس الله يلوم اللي لحالي يلومي
يهود يدعون العرب، للنواميس! قولوا لهم: متى اسلموا، ذا الحخومي
ولو تسمّوا ـ بالسود ـ الاباليس؟ نعرف ملامحهم، أعكاف، الخشومي
قالوا جهلت وقلت جهل بلا قيس الجاهل الليل ما يعرف اليمومي
أشوف عدلات الليالي معاييس ولاحد من الدنيا عظامه سلومي
البني ما يصلح على غير تأسيس ومن لا تعلّم ما تسر العلومي
يا قيس قم
أسطورة يرددها أبناء البادية في شمال الجزيرة العربية وبعض المناطق الجنوبية في العراق التي هاجر إليها عشرات الآلاف ممن شردهم الاحتلال السعودي.. تقول الاسطورة:
إن كل كائن في العصور السابقة ـ كان ـ يتكلم !… وان يمامة فقدت ابنها واسمه "قيس" ومن حزنها عليه، انعقد لسانها عن الكلام فراحت اليمامة "تهدل" بنغم يستدل منه أنها تقول: "يا قيس قم!." "يا قيس قم".. واستمرت اليمامة منذ ملايين السنين في هديلها، منادية "قيس" لكن "قيسا" لم يقم!..
وفي هذه الاسطورة يرمز هؤلاء الذين شردهم الاحتلال السعودي، إلى الثورة الشعبية في الجزيرة العربية التي لم تقم ويأخذ اليأس في نفوسهم مأخذه من الانظمة العربية التي حاصرت ثوراتهم ارضاء لآل سعود، فيقسمون أن الثورة لن تقوم!..
ويتحدث هؤلاء قائلين: لقد تحول الذين شردهم الاحتلال السعودي لكثرة ما فرض عليهم من صمت في البلاد العربية إلى يمامات لا تجيد النطق، أما "قيس" فهو الشعب الذي رمز له شعراء المهاجرين الاوائل بابن اليمامة الذي مات!.
ولكن اليمامات لم تيأس من حياة "قيسها" فأخذت تنادي "يا قيس قم"، تناديه بكلامها الممنوع وألسنتها المعقودة ونطقها الذي تحول إلى "هديل"…
مكررة هذا النداء المتوارث على مر السنين "يا قيس قم" "يا قيس قم"… فأوحى هديل اليمامات الخرساء، فاتحة قصيدة شعبية شهيرة للشاعر المجاهد المهاجر (عجلان بن رمال الشمّري) بعنوان:
يا قيس قل لامّك انك لن تقوم
يا قيس، قل لامّك، عسى ما تقومي حيثك صغير وتفهم العلم يا قيس
يا قيس، قل: في القلب زادت وسومي والموت أفضل من حياة الاباليس
ليس اليمام، من الكلام، امحرومي بل البشر، يحرم من الحكي يا قيس
أسرة عيال القينقاعي خصومي اكلاب كوكس فاقدين النواميس
كم واحد تراه يحكم، ويومي لكنّ مثله لا يساوي ذنب تيس
يا قيس قل لامك متت قبل يومي ولا لي حياة مع جموع متاييس
ما لوم أنا أشباه الرجال: إنّ لومي على النساء اللي تلد ذا الخنافيس
نماذج من المذابح السعودية للعرب المسلمين بحجة هدايتهم للإسلام!
1 ـ ذبح آل سعود المصلين في مساجد قرية الشعيبة ليلة 27 رمضان، أي (ليلة القدر التي قال عنها القرآن أنها خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها) لكن آل سعود أخرجوا أرواح العرب المسلمين في هذه الليلة من عام 1922… وكان عدد القتلى في هذه المذبحة (3790)..
2 ـ ذبح آل سعود (410) من المسلمين من عشيرة آل أسلم من قبيلة شمر، وكان ذلك في منطقة الجليدة بالقرب من حائل.
3 ـ ذبح آل سعود (513) مسلما من قبيلة عنزة، القبيلة التي يزعم آل سعود انهم ينتمون إليها لكنها لفظتهم ورفضت أن يكون لهم بها صلة القربى، فقالتها آل سعود وقتلوا منها 513 في مذبحة شهيرة عرفت باسم مذبحة بيضاء نثيل..
4 ـ ذبح آل سعود (411) مسلما في مذبحة عرفت باسم مذبحة أم غراميل شرقي حائل.
5 ـ ذبح آل سعود (375) يقودهم "هبقان السّلِيطي" في منطقة الغوطة بحائل، علما أن "هبقان السليطي" من أكثر المتعصبين دينيا للدين السعودي وقد سبق له أن قاتل المسلمين من جماعته وأبناء عمه وقبيلته: شمّر وأهل حائل..
لذا، فقد فرح العديد من الناس بذبح آل سعود له ولجماعته شماتة بمواقفه… وفي هذه المذبحة، قال شعراء الشعب العديد من القصائد الشعبية، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر الشهير فهد بن صليبيخ الذي شبّه الرصاص السعودي المنهمر بسحابة أمطر بها آل سعود رأس صديقهم هبقان وجماعته، بينما هبقان، كان الشريك المخلص لعبد العزيز في ديانته الباطلة…
وقال الشاعر ابن صليبيخ موجها كلامه لابن السعود، وهبقان، معا، ما معناه (ولكن اليهود لا صداقة لهم ولا ديانة)… وهكذا يقول في القصيدة:
سحابة هلّت على رأس هبكان
سحابة هلّت على رأس هبكان صديقك اللي صافيا بالديانة
هبقان أغواك اليهودي بالاديان ودين السعودي سلّماً للخيانة
6 ـ قام آل سعود بمذبحة تربة التي راح ضحيتها (40.000) جميعهم من المسلمين طبعا لكنهم من أتباع الشريف حسين بن علي الذي كان يحكم الحجاز حتى عام 1925 حينما سلّم الانكليز عرشه لآل سعود.
7 ـ قتل آل سعود 15.000 في مذبحة اشتهرت بمذبحة الطائف والحويّة، ومعظمهم من أطفال ونساء مكة الذين كانوا يصطافون في الطائف ومن أهل الطائف…
8 ـ ذبح آل سعود في حصارهم للطائف 2800 شخص من جنود الشريف علي بن الحسين ومن أهل جدة.
9 ـ قتل آل سعود من مناطق القصيم ما يزيد عن/ 27000 / بطرق غدر خسيسة شبيهة بما فعله عبد العزيز آل سعود بحاكم بريدة صالح المهنا أبا الخيل، حينما تقدم عبد العزيز ليخطب شقيقة أبا الخيل وما أن وافق أبا الخيل وتزوج "عبد العزيز" بأخته ودخل قصره حتّى أمر عبد العزيز جنوده باعتقال "صهره" أبا الخيل وجميع أولاده كبارا وصغارا، فقتلهم في الصحراء بما فيهم الاطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سن الرابعة.
10 ـ قتل آل سعود أكثر من (10.000) مسلم من قبيلة شمر وأهل حائل في معارك كثيرة منها مجزرة النيصية والوقيد والجثامية، وغيرها…
11 ـ اغتال عبد العزيز آل سعود عددا من زعماء الجوف، وقتل عددا كبيرا من أبناء الشعب في الجوف.
12 ـ قتل آل سعود أكثر من (50.000) مسلم في معارك كثيرة في مناطق عسير وتهامة.
13 ـ قتل آل سعود أكثر من (1200) يماني في منطقة اسمها وادي تنومه، بعد أن قدموا للحج…
14 ـ قتل آل سعود (7000) عربي مسلم من بني مالك في وادي بني مالك في الطائف وهدم 70 قرية من قراهم بحجة أن شيخهم عبد الله بن فاضل دافع عن كرامته وقاوم خدم آل سعود الذين حاولوا الاعتداء على أخواته وزوجته.
15 ـ قتل آل سعود في عام 1953 (1520) عربيا مسلما من قبائل الريث في جبل القهر، جنوب الحجاز…
16 ـ كان آل سعود وراء معركة الجهراء في الكويت حيث قتل من أهل الكويت وقبائل الجزيرة العربية ما يقارب 1000 عربي مسلم.
17 ـ هنالك أكثر من (5000) عربي مسلم من جيش الاخوان الذين ينتمون لقبائل مطير وعتيبة، قتلهم آل سعود في مجازر معروفة باسم، مذبحة السبله، ومذبحة أم الرضمه، وغيرها من المذابح، وبعد ذلك قتل آل سعود شيوخهم المعروفين ومنهم فيصل الدويش وسلطان بن بجاد…
18 ـ قتل آل سعود أكثر من (3000) مسلم من قبيلة العجمان في معارك عديدة معروفة، وقتلوا عدداً من شيوخ العجمان منهم نايف وضيدان بن حثلين.
19 ـ قتل آل سعود، بعد ثورة ابن رفادة، أكثر من سبعة آلاف من قبائل الحويطات وبني عطية وجهينة وبلي، وشردوا الآلاف منهم.
20 ـ وفي التاريخ السعودي الآثم، الكثير من المجازر التي راح ضحيتها أكثر من مليوني عربي م


تاريخ آل سعود - بسام الخوري - 07-12-2004

!.
وبعد الغداء "تحلحل" الوفد الاخواني باتجاه "مقهى أبو ناشي" فعرف الشعب الكويتي بخبر توجه الوفد الاخواني إلى المقهى فاصطفوا لهم على طول الطريق لإداء الواجب!.
وبدأ الشعب الكويتي يلاحق الوفد السعودي بأقسى اللعنات والبصاق والاستهزاء والسخرية منهم ومن عبد العزيز آل سعود الغادر الذي دفعهم ولم يرع حق الضيافة…
ويقال أن الناس في الكويت ارتفعت معنوياتهم حالما علموا بقرب وصول القوات الانكليزية ـ التي ستحميهم من عدوان آل سعود ـ وهتفوا بأعلى أصواتهم في مسيرة في الشوارع بقولهم: (يا انكليز، أوقفوا عبد الانكليز، المسمى عبد العزيز، وناركم يا جنود ولا جنة يهود آل سعود)…
وكان الشيخ سالم الصباح قد سبق وفد "الاخوان السعودي" إلى "أبو ناشي بلس" أو "كاف درواه" أبو ناشي.
أي "مقهى أبو ناشي" وقد حضر معه قسم كبير من أعيان الكويت ومنهم: ناصر البدر، وحاج حمد الصقر، وحمد الخالد، وعبد الله السميط، وعبد العزيز الزين، وعبد الوهاب الخشرم، وعبد الرحمن السالم العبد الرزاق، وعبد الله الماجد، وحسين وشملان ـ ولدي علي سيف ـ وإبراهيم المضف، ومشاري الروضان، وسالم بوقماز، وعبد الرحمن العسعوسي…
وكان المندوب السامي البريطاني في طليعة الحاضرين!. وهو الذي أفتى بكفره تجار الدين السعودي قبل يومين!.
إن جاءه الاعمى!
وكان نجم حفلة "مقهى أبو ناشي" المجير مور ـ المعتمد السياسي البريطاني في الكويت "جميل الشيم" ـ أما الناطق بلسان الوفد السعودي الاخواني فقد كان الشيخ أعمى يدعى "الديحاني"، وربما اختاروا الاعمى للتحدث باسم الوفد "المفتح" إما لان رأي الاخوان قد أصيب بالعمى وصار ذلك الاعمى البصر والبصيرة أحسن واحد فيهم بدليل اختياره لتمثيلهم أو لان "المفتحين" عجزوا عن احراز النصر بانتهاكهم لشعب الكويت فكان اختيارهم للإعمى ذكاء منهم لاستعطاف قلوب أهل الكويت بتقديم الاعمى، أو أنهم أدركوا أن الاعمى لا يرى أفواه ـ اللاعنين ـ وما يخرج منها من تفال وهتاف وأقسى اللعنات لآل سعود هم ووفدهم… لكن
"الشيخ الديحاني" رغم كل شئ، فقد قيل عن ذلك الشيخ أنه محدث لبق فصيح في الحديث جرئ في الكلام "والجرأة مرافقة لكل أعمى" فالحياء في العيون ـ ولا شك …
ولو كان ذلك الشيخ الديحاني "الاعمى" يرى ما رآه غيره من ذوي الابصار غلاظ البصائر الذين ارتكبوا العار والشنار لما تجرأ الشيخ الديحاني في المفاوضة على الخزي والعار السعودي الانكليزي المزدوج!…
المعتمد البريطاني يسكت أعضاء الوفد السعودي…
والوفد السعودي يدين بريطانيا ومعها عبد العزيز آل سعود وتلك شهادة شاهد من أهلهم!.
ولكي تبرئ بريطانيا عميلها عبد العزيز آل سعود من جريمة ما حصل فتلطخها بظهر فيصل الدويش و" الاخوان" وجه الميجر مور كلامه إلى الوفد ـ السعودي الاخواني ـ قائلا: (ان الشيخ سالم الصباح صديق الحكومة البريطانية البهية، وأنتم جئتم تحاربونه بدون أمر من ابن السعود)!!…
فأثار هذا الكلام الكاذب ثائرة الشيخ الديحاني رئيس الوفد ـ السعودي المفاوض ـ لكنه رد برباطة جأش قائلا للمعتمد البريطاني في الكويت: (قل غير هذا يا مور!. نحن ما جئنا غلا إلاّ بأمر من ابن السعود وهو أيضاً صديقكم وأنتم تعرفون هذا، وابن السعود لا يسير خطوة إلاّ بتوجيهاتكم ونحن لا نأخذ امداداتنا وارشاداتنا إلاّ منه، ولو لم يُحضرنا ويجتمع بمشايخ الإسلام أمامنا طالبا فتواهم بتكفير أهل الكويت ولو لم يُجمع المشايخ السعوديين بحضور صاحبكم عبد الله فيلبي على كفر أهل الكويت لما حاربنا أهل الكويت.
ولقد انتخى عبد العزيز آل سعود بعد هذه الفتوى وقال لفيصل الدويش وكبار الاخوان وكنا معهم إذا لم تذهبوا لقتال الكفار أهل الكويت وتغنموا خير الله في الدنيا والاخرة سأتجه بنفسي لقتالهم… فيا أيها الانكليز؟ انكم أنتم وعبد العزيز السبب ولقد عرفنا الان السبب وإذا عرف السبب بطل العجب… لقد عرفنا أنكم وعبد العزيز تريدون الايقاع بيننا ويبن أهل الكويت)!!.
هذا ما قاله الديحاني.. وبعد هذا الرد المفحم الصريح الجرئ الذي رشق به الشيخ "البصير" وجه الميجر مور المعتمد البريطاني في الكويت وكشف به الوجه السعودي العميل، أدرك المعتمد البريطاني أن القائد السعودي "فيصل الدويش" ما اختار هذا الاعمى لرئاسة آخر وفد وأقوى وفد يرسله الدويش إلاّ لان الدويش والاخوان بدأوا يكتشفون خط الانكليز السعودية.. فتلعثم الميجر مور، وصمت برهة، وأخذ يهز رأسه مدركا أن سياسة بريطانيا ذات الوجهين ومراميها الخبيثة قد انكشفت ـ للاعمى والبصير ـ وللدويش ـ وللذين خدعتهم بريطانيا زمنا طويلا بديانتها السعودية السكسونية الصهيونية غير الصحيحة وانبتت بزيفها لحاهم الطويلة فأطلق الانكليز على أصحابها ألقاب "المشايخ.." و"العلماء" بينما كانوا لها: "المشاخخ والعملاء" هؤلاء "المشاخخ" الذي كشفهم الاعمى" الشيخ السعودي" الديحاني مندوب الدويش ورئيس وفد التباحث بذلك الرد…
ذلك الرد الذي جعل المعتمد البريطاني الميجر مور يقف بكل صفاقة معلنا ختام الجلسة بقوله: (نخبركم يا الاخوان أن الجلسة انتهت فاذهبوا إلى شيخكم فيصل الدويش وقولوا له ان حاكم الخليج المستر "ترفر" قد اتصل باسم الحكومة البريطانية البهية مع الامير عبد العزيز آل سعود وأبلغه ان الكويت أصبحت بحمايتنا وعليه سحب جيش الاخوان من كافة حدودهما.. وقبل مغادرتكم للكويت زوروني في مقري بدار الاعتماد البريطانية لاحملكم رسالة بهذا المضمون إلى فيصل الدويش)!.
هذا عن الميجر مور المعتمد… أما عن الشيخ سالم الصباح "المعمّد" فقد كان صامتا طيلة ما كان ـ مدير الجلسة ـ المعتمد البريطاني يتحدث. وحينما سأل الشيخ الديحاني سالم الصباح عن "رأيه بصفته حاكم الكويت" أجاب سالم الصباح قائلا: (اننا نرفض جميع شروط فيصل الدويش)!.
وفي أثناء إجراء تلك المفاوضات المسرحية الهزيلة كانت مجموعات مسلحة وغير مسلحة يحملون الطبول والبنادق يمرون أمام "مقهى المفاوضات" "أبو ناشي كفيّه" يعرضون بأناشيد حماسية… لارهاب أعضاء وفد الاخوان بالعرضة!…
هؤلاء "الاخوان" الذين لو لم يكن للانكليز رأي آخر ما أرهبتهم تلك الطبول الباردة والعرضات ولو لم يبادر شيخ الكويت للارتماء بأحضان الانكليز لكان "مجلس الامة" الكويتي ـ الذي ألغاه آل سعود فيما بعد ـ مجلسا من مجالس الحريم السعودية… لا سمح الله!.
ولاصبحت الكويت قرية شبيهة بقرية "قرية" التي اقتطعتها بريطانيا من الكويت ومنحتها لآل سعود…
ما هي رسالة المعتمد البريطاني في الكويت إلى القائد "السعودي"
فيصل الدويش التي حملها الشيخ الديحاني رئيس الوفد الاخواني المفاوض!..
بعد فشل المباحثات المسرحية قام الوفد السعودي بزيارة لدار الكافر" المعتمد البريطاني فشربوا "قهوته … والشاي البريطاني" في "بيت" بريطانيا "الكافرة" وتبخروا!!.
على الطريقة السعودية.. ثم قال لهم المعتمد البريطاني (الآن ما بعد العود قعود).
وقد جاء في رسالة المعتمد البريطاني.. هذا الانذار:
(من المعتمد السياسي للدولة القيصرية الانكليزية بالكويت الميجر جي. سي. مور، إلى فيصل الدويش، أفهمكم أن معاهدة الحماية المعقودة بين الحكومة البريطانية وبين ابن السعود في العقير عام 1915 تنص على تعهد ابن السعود بعدم التجاوز على الكويت، لانها تحت الحماية البريطانية، لهذا فان الحكومة البريطانية، تعتقد أن مهاجمتكم الكويت لم تكن برغبة من ابن السعود!.
وعلى هذا فاني أنذركم بوجوب عدم التعدي على الكويت بعد الان، والا فستعرضون أنفسكم لقصف الطائرات البريطانية)!…
هنالك أدرك الوفد "الاخواني" بهذا الانذار أنهم هم الضحايا وأنهم ذبائح الفداء ومخالب الوحوش السعودية الانكليزية، فتركوا الكويت مساء 6 صفر 1339 هـ الموافق 19/10/ 1920 م يحملون معهم "الانذار" البريطاني إلى فيصل الدويش.
خشية المعتمد البريطاني من انتقام فيصل الدويش لادراكه الخديعة السعودية البريطانية
ومع ذلك فقد خشي المعتمد البريطاني أن لا ينصاع فيصل الدويش لإنذاره، وأن يزيده ذلك الانذار حقدا على ابن السعود وبريطانيا فيهجم على الكويت، فأراد أن يستغل هذه الظنون ليجعل حاكم الكويت يترامى أكثر فأكثر بأحضان بريطانيا، ومن ناحية أخرى تخفف بريطانيا من تلك النقمة الكويتية العارمة التي ضاقت بها صدور الكويتيين ضد عملاء بريطانيا آل سعود.
لذلك نرى المعتمد البريطاني يحاول مرة أخرى الصاق تهمة الجرائم السعودية في ظهر فيصل الدويش قائد الجند السعودي المتوحش حينما يطلب المعتمد من الشيخ سالم الصباح أن يكتب له كتابا يحتج فيه على الدويش.. وليصبح الكتاب حجة بيد المعتمد حينما تقوم الطائرات البريطانية بقصف الدويش وجنوده حينما يرفض الدويش تنفيذ أوامر ابن السعود وبريطانيا له بالانسحاب… فكتب الشيخ سالم الصباح الكتاب التالي إلى:
"حميد الشيم الاجل الافخم المحب: ميجر الدولة البهية"!
(إلى حضرة حميد الشيم الاجل الافخم المحب العزيز الميجر جي. سي. مور بولتكل أجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا..
بعده: نعرض لسعادتكم بخصوص تعديات الدويش وأتباعه بتاريخ 26 محرم 1339 هجموا على الجهرة وفعلوا بموجب ما بيّنا لجنابكم بوقته ونحن ما كنا مستعدين من حيث أننا آمنين بواسطة الجواب من قبولنا لتحكيم الحكومة البريطانية.
فالآن الدويش ومن معه نزلوا على الصبيحية وأرسل لنا مندوبين بطلب المسالمة… على شروط ليست مرضية ولا يمكن نوافق عليها فبنأن (هكذا النص) فبناء عليه بحسب الصداقة التي بيننا وبين الحكومة البريطانية نطلب المساعدة بدفع "هاءالا" (هؤلاء) من هذا الموقع ولا زلنا شاكرين فضل الحكومة البريطانية.
هذا ما لزم ودمتم محروسين في 6 صفر 1339 هـ.
(سالم المبارك الصباح حاكم الكويت)
بشائر قوات الاحتلال البريطاني تصل إلى الكويت
وقبيل منتصف ليلة 7 صفر 1339 ـ 20/10/1920 وصلت البارجة الحربية البريطانية المسماة (سبيكل) إلى ميناء الكويت وبدأت ترسل الاسهم النارية الحمراء في الجو حتّى الصباح.. لتطمين الصباح.
وفي الصباح… وصلت طائرة حربية بريطانية منشورا على معسكر "الاخوان" تهددهم به.
نص المنشور البريطاني
بريطانيا تهدد ضحاياها "الاخوان السعوديين" بالابادة!
(إلى فيصل الدويش وجميع الذين معه:
ليكن معلوم لديكم بأنه طالما أفعالكم ضيقت على البادية وحتى على سكان الجهرا أيضاً وبما أن ال حكومة البريطانية لم تدع لتعمل اكثر مما هي عادتها ان تسعى بحسب الصداقة وراء الاصلاح فاما الان ما دام أنتم تهددون ليس فقط ضد حقوق سعادة شيخ الكويت التي تخالف تأميننا له بل ضد مصالح بريطانيا، وسلامة الرعايا البريطانيين.
ولا يمكن بعد للحكومة البريطانية أن تقف على جانب بدون دخولها في المسألة ثم من التأمينات التي نطق بها من مدة قصيرة سعادة الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعودي "د. كي. سي. أي. أي." إلى فخامة السير برسي كوكس المندوب السامي في العراق تشك الحكومة البريطانية بأن افعالكم هي بعكس ارادة واوامر المشار إليه الشيخ عبد العزيز آل سعود ولا شك بأن سعادته سيفهمكم بذلك عندما يعلم بأفعالكم فبناء عليه بهذا ننبهكم بأن إذا تجربون أن تهجموا على مدينة الكويت فحينئذ ستصبحون مجرمين بالحرب ليس عند سعادة شيخ الكويت بل عند الحكومة البريطانية أيضاً فالحكومة البريطانية لم تعتبر ذلك هكذا افعال عدائية بواسطة القوة التي تفتكر لائقة هذا ما لزم اعلامه).
ميجر. جي. سي. مور
الوكيل السياسي لدولة بريطانيا في الكويت
رد فيصل الدويش
وبدأ الان خداع "عبد الانكليز" كما كانوا يسمون ـ عبد العزيز آل سعود ـ بدأ خداعه وخداع سيدته بريطانيا يتكشف "للدويش" بهذا المنشور، كما عرف "الدويش" ان سالم الصباح وشعب الكويت قد افلتوا من براثن "الاخوان" وان بريطانيا قد استخدمت ابن السعود كاداة للعبث "بالاخوان" للضغط على الكويت فقط لتلتصق حكومة الكويت اكثر فاكثر ببريطانيا بعد ما حدث من رفض سالم الصباح لطلب المعتمد البريطاني بالغاء الاتفاقية المعقودة بين مبارك الصباح ـ والد سالم الصباح ـ وبين الحكومة التركية… فأرسل فيصل الدويش بالكتاب التالي الساخر فيه من "سالم" المتوعد به اياه:
(من فيصل بن سلطان الدويش، إلى سالم الصباح سلمنا الله واياه من الكذب والبهتان واجار المسلمين يوم الفزع الاكبر من الخزي والخذلان!…
اما بعد فمن يوم جاءنا ابن سليمان يقول انك عاهدته على الإسلام والمتابعة لنا "أي التبعية لنا" لا مجرد الدعوى والانتساب ـ فقط كففنا عن قصرك بعد ما خرب!.
وأمرنا برد جيش ابن السعود، على أمل أن ندرك منك المقصود.
فلما علمنا انك خدعتنا آمنا بالله وتوكلنا عليه.. ويروى عن عمر انّه قال: من خدعنا بالله انخدعنا له.. فنحن بيض وجوهنا… نرجو من الله أن يهديك ولا يسلطنا عليك، اياه نعبد واياه نستعين).
برقية من عبد العزيز آل سعود إلى برسي كوكس يشكو تصرف المعتمد البريطاني في الكويت ضد قواته السعودية
ففي تاريخ 9 صفر 1339 هـ الموافق 23/10/1920 م ابرق عبد العزيز آل سعود بالبرقية التالية:
(بغداد الاخ الامجد الاجل الافخم الصديق العم المندوب السامي لحكومة بريطانيا العظمى.
أنتم تعلمون أننا ما تحركنا لغزو الكويت إلاّ بطلب منكم وتوجيهاتكم الكريمة لكون الكويت شذت عن طريق الجميع واصبحت تمالئ تركيا وتتعاون مع ابن رشيد وتؤيد قبيلتي شمر والعجمان اعداء الطرفين، وهذا ما يعرفه الميجر مور معتمدكم في الكويت، وبالاول قلنا ان هذا الاعمال ما هي إلاّ مناورة من عنده ليبالغ في مصادقة بريطانيا لآل صباح وللكويتيين ولكن مندوبا من قائد قواتنا فيصل الدويش أرسله الينا على عجل يقول ان فيصل الدويش في غاية الغضب مني ومن بريطانيا ومن الكويت وانه في الوقت الذي نأمره بالهجوم على الكويت تقوم بريطانيا بتوزيع منشوراتها بالطائرات لتهديده بضربه بالطائرات البريطانية الصديقة مما آثار جندنا علينا، وفي هذه المنشورات يأمر ليعتمد البريطاني في الكويت الدويش بالانسحاب من مكانه في الصبيحة بالقرب من الكويت، ونحن لا نعرف مم نتلقى أوامرنا؟.
هل نتلقاها منكم أو من المندوب السامي في الكويت؟… والدويش والاخوان يسألونني ـ بمفهومهم ـ في رسالة الدويش ويقولون: ما هذه الاعمال فينا؟… ان كان أهل الكويت وابن صباح من الكفار مثلما قلتم اتركونا نقاتلهم حتّى نفنيهم أو يسلمون وان كان من المسلمين فلماذا تهددنا بريطانيا بمنشوراتها بالقتل والقصف بالطائرات إذا لم ننسحب ثم لماذا يقوم المعتمد البريطاني الميجر مور بتوبيخ وفدنا برئاسة الشيخ الديحاني وأمام جمع كبير من أهل الكويت ويقول له "ان الاخوان كذابين هم والدويش وان ابن سعود ما ارسلهم وان بريطانيا غير عليمة وغير مؤيدة لهجوم الاخوان على الكويت " وإذا ترون اننا نسحب من مكاننا في الكويت فسننسحب لكن أخبروا ابن صباح الذي يستعين بقوة الميجر مور ان يوقف تحرشاته بجندنا المخيمين في الصبيحة)!…
التوقيع: الخادم الامين عبد العزيز آل سعود
السير برسي كوكس "يرجو" صنيعته عبد العزيز آل سعود ويأمر سالم الصباح
كانت هذه برقية عبد العزيز آل سعود إلى "عمه" السير برسي كوكس.
الميجر مور المعتمد السياسي في الكويت ان يبلغ سالم الصباح بالتوقف عن القتال أو التحريش بقوات "الاخوان" السعوديين كما أبرق برسي كوكس إلى المعتمد السياسي في البحرين ـ الذي كان الامير عبد العزيز آل سعود مربوط به آنذاك ـ ليبلغ ـ الامير عبد العزيز آل سعود ـ رجاء كوكس بسحب قواته من الصبيحية في الكويت، وسيقوم في وقت قريب بحل المشاكل ويكون ذلك لصالح عبد العزيز ضد صالح الكويت… فابلغ المعتمد السياسي البريطاني أمر كوكس "المبطن" بالرجاء للعميل الأكبر عبد العزيز آل سعود بسحب قواته، كما أبلغ معتمد بريطانيا في الكويت امر كوكس إلى سالم الصباح ـ بدون رجاء!…
سالم الصباح يحمد "حميد الشيم" بولتكل الدولة البهية!
(من سالم المبارك الصباح حاكم الكويت…
إلى حضرة حميد الشيم الاجل الافخم المحب العزيز ميجر. جي. سي. مور بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا) إلى آخر "الكليشة" مختتما خطابه (بعد السمع والطاعة) بقوله: (فاني من صميم القلب اشكر عواطف فخامة السير برسي كوكس وعنايته الجليلة فنحن انشاء الله لم نخالف رأيه ـ ولن نضايق عبد العزيز آل سعود ـ حتّى لو ضايقنا ـ ولو أنه من الضروري حفظنا آبار الصبيحية ولكن يلزمنا امتثال أمره ونصائحه الخيرة في جميع الاحوال ونؤمل انشاء الله بدوام ألطافه ان العاقبة تكون خير، فأرجو من لطفكم ان تعرضون خلوصي وتشكراتي نحو فخامته، وبالختام ندعو الله ان يديم شوكته ويوفقه لكل خير هذا ودمتم محروسين.
في 27 صفر 1339 هـ
فيصل الدويش يرفض الانسحاب بأمر المعتمد البريطاني في الكويت وينسحب بأمر "عمدة بريطانيا" عبد العزيز آل سعود
في 19 صفر 1339 هـ ـ 2/11/1920 م كتب المعتمد السياسي في الكويت رسالة إلى فيصل الدويش يبلغه أمر كوكس بالانسحاب وطلب من الشيخ سالم الصباح ايصالها بواسطة من يراه إلى فيصل الدويش المخيم في الصبيحية، لكنه خشي الاحتكاك بالدويش فاعاد الرسالة إلى المعتمد السياسي معتذراً بعدم وجود مواصلات بين الكويت والصبيحية!…
عبد العزيز آل سعود ينفذ أوامر كوكس
نبلغ الامير عبد العزيز آل سعود أمر المندوب السامي بواسطة المعتمد البريطاني في الكويت بوجوب اصدار أمره لقوات فيصل الدويش بالانسحاب من منطقة الكويت بعيداً عنها، فاصدر عبد العزيز امره إلى قائد قواته بالانسحاب من الصبيحية، فانسحب فيصل الدويش، لكن هذا الانسحاب أحدث ردود السخط في نفس فيصل الدويش ضد ابن سعود، ولكي يشد عبد العزيز آل سعود من عزمه أرسل إليه قرابة الألف مقاتل ليصبحوا تحت قيادته باسلحتهم وبعث بكثير من الاطعمة
وأمره بأن يصادر كل ما يجده في الصحراء المجاورة للكويت من مواشي وممتلكات، وأوصاه بالفتك بابن ماجد وعشيرته وكذلك الفتك بقبيلة الظفير، وبذلك قام فيصل الدويش بمهاجمة ابن ماجد، احد زعماء عشيرة مطير الساكنة الكويت، متهما اياه بالتمادي في تأييد الكويت فقتل من عشيرته عدداً كبيراً وسلب كل ما له وما لعشيرته من مواشي وشرد البقية في الصحراء،
ثم هاجم قبيلة الظفير وذلك في 15 ربيع الثاني 1939 هـ 26/11/1920 وكان معظم ما سلبه الجند السعودي من الظفير من إبل وأغنام مودعة لديهم لاهل الزبير، ثم هاجم فيصل الدويش ضواح الزبير فسلب مواشي كثيرة منها فاشتكاه شيخ الزبير إبراهيم العبد الله إلى الحكومة البريطانية في البصرة فارسلت قوة للمحافظة على الزبير…
ومن باب الضحك على ذقون بقية اصحاب بريطانيا في الزبير حلقت الطائرات البريطانية منذرة الدويش "بالقصف إذا لم يرتحل وجنده السعودي المحبوب الذي ربته بريطانيا بعزها"… فغادر الدويش الزبير ـ ماراً بالجهرة… إلى مقره "بهجرة" الارطاوية بنجد محملاً بما ثقل حمله وطاب لهم طعمه…
السير برسي زكريا كوكس يطعن بالشيخ سالم الصباح ويشيد بعبد العزيز آل سعود امام الشيخ خزعل
جاء في الصفحة 296 من كتاب "تاريخ الكويت السياسي" قول السير برسي كوكس للشيخ خزعل: (ان الشيخ سالم الصباح خشن الجانب صعب الانقياد لنصح الناصحين)!.
وقال: (تعلم يا شيخ خزعل ان من سياسة الحكومة البريطانية عدم التفضيل بين أصدقائها أو بعبارة أوضح بين حلفائها إلاّ بمقدار ما تتوسمه فيهم من قابلية وكفاءة وانك تتفق معي أن الفرق عظيم بين ابن سعود وبين سالم الصباح من حيث هذه النواحي)!.
وقال السير برسي كوكس: (فمن الخير للحكومة البريطانية ان تركز اعتمادها على ابن سعود لإدارة شؤون هذه الاطراف وان يكون سالم وامثاله تحت ادارة ابن سعود وحمايته فيحقق للبلاد السعادة والمجد وان آل الصباح لا يستنكرون استيلاءه على بلادهم بعد أن يتم ذلك بالتدريج)!…
فعارض الشيخ خزعل فكرة برسي كوكس في اعطاء الكويت لآل سعود وابدى استعداده لإجراء مصالحة بين سالم الصباح وابن سعود.
اغتيال سالم الصباح مسموما
بعد هذا التصريح الصريح من برسي كوكس بوجوب التخلص من سالم الصباح وتسليم الكويت لابن سعود، استمر سالم الصباح رغم "مجاملاته التكتيكية" للإنكليز… استمر في تحصين البلاد بوجه العدوان السعودي المؤيد بكل طاقات الانكليز، وبتاريخ 9 جمادى الثاني 1339 هـ ـ 17 شباط 1921 ذهب الشيخ سالم إلى الجهرة ليشرف بنفسه على التحصينات ومكث ثلاثة أيام هناك شعر بعدها بمغص شديد في بطنه!.
أعقبه ألم في أنحاء جسمه وحمى شديدة فطلب اعادته إلى الكويت محمولا على سفينة ووصل الكويت يوم الثلاثاء 14 جمادى الثاني 1339 هـ 22 شباط 1921 م.
وفي 15 جمادى الثاني 1339 هـ الموافق 23 شباط 1921 فارق الحياة!… وقد سرت اشاعة تفيد بأن وراء اغتياله عبد العزيز آل سعود بوضع السم في طعامه مستعينا ببعض خاصته، كما نعته جريدة "القبلة" التي كانت تصدر في مكة في عددها رقم 468 تاريخ الاثنين 11 رجب 1339 هـ ـ 21 آذار عام 1921 م وذلك قبل قيام الاحتلال السعودي للحجاز مشيرة للقتلة السعوديين بقولها بعنوان:
"استشهاد الامير ابن صباح"
(ننعي إلى العالم العربي عموما وفاة الامير سالم بن صباح شيخ الكويت وكان قد صرح بأن وفاته فجأة، ومع ما في هذا المفهوم الخاطئ من مؤدى تلك الافادات عن الوفاة إلاّ أنه توفي شهيداً ضحية الغايات السعودية والمقاصد السياسية فإنا لله وانا إليه راجعون احسن الله عزاء آله وصحبه واعزائه)!.
ولقد رعى الحقد صدر عبد العزيز آل سعود، إلى حد انّه بعد اغتياله للشيخ سالم الصباح لم يخف هذا ولم يرسل عبد العزيز حتّى برقية أو رسالة تعزية لذويه وأولاده… بل ان عبد الله سالم الصباح ـ ابن المتوفى ـ هو الذي بعث ببرقية إلى اليهودي السير برسي كوكس المندوب السامي في بغداد "يطمئنه فيها بوفاة" والده وجاء فيها قوله: (نحن الان مستعدين لاحكام البلاد وراحة العباد) وكان يقصد براحة "العباد" راحة "عباد الانكليز" آل سعود وخاصة "عبد الانكليز" عبد العزيز آل سعود!. وجاء في البرقية أيضاً قوله: (ومستعدين لخدمات الحكومة البريطانية بالنيابة عن اخي الشيخ أحمد الجابر) وهو الذي اوصى بترشيحه المندوب السامي في الكويت ليتمكن من مسايرة ابن بريطانيا المدلل عبد العزيز آل سعود.
ويتابع الشيخ عبد الله سالم في برقيته للسير برسي كوكس قوله بعد وفاة والدي (واعتمادنا على الله ثم على فخامتكم في جميع الاحوال فالامل انشاء الله ترون منا الخدمات الخاصة التي تسركم وتسر ابن سعود وفخامتكم انشاء الله عوضنا بالسلف نلتمس دوام توجيهاتكم القلبية).
في 16 جماد الثاني 1339 هـ
عبد الله السالم الصباح
كما أرسل الشيخ عبد الله السالم الصباح برسالة مسجوعة إلى عبد العزيز آل سعود "يعزيه" و"يطمئنه" فيها بوفاة خصم والده سالم المبارك الصباح ـ جاء فيها قول عبد الله السالم: (إلى حضرة بهي المكارم والشيخ عليّ الهمم والنعم) وقال فيها: (فحضرتكم انشاء الله عوضنا ـ في والدنا ـ وجميع الأمور تكون جارية على ما يرام… في 16 جمادى الثاني 1339 هـ).
وبعد ذلك عاد أحمد الجابر من سفره وتولى منصبه الجديد وعمل ما بوسعه لارضاء عبد العزيز آل سعود والتودد لبريطانيا وهدأت السعودية حينا عن تآمرها لكنها ما زالت تعتبر الكويت "الميناء الطبيعي للرياض" كما قال جون فيلبي مشجعا عبد العزيز لضمها.
اغتيال آل سعود لفهد السالم الصباح
المعروف أن فهد بن سالم الصباح هو الشخص الوحيد من آل الصباح الذي تقمص روح والده ـ سالم الصباح ـ بكرهه المعلن للسعودية.. لكنها اقتصت منه حينما سافر إليها بدعوة منها للزيارة والقيام برحلة قنص… فسمموه بنفس الطريقة التي سمموا بها والده "سالم" ومئات الزعماء ـ في الجزيرة العربية وخارجها ـ فأعيد إلى الكويت فاقد الحياة.
كيف حاولت بريطانيا تعيين "الدويش" ملكا قبل عبد العزيز؟
الصانع الأول للعرش السعودي (بعد المخابرات البريطانية اليهودية طبعا) فيصل الدويش رئيس قبيلة مطير وقائد القبائل التي نفخ الانكليز في جماجمها روح الدين السعودي الوهابي الكاذب فانتفخت به لتنهب وتسلب وتهتك وتفتك


تاريخ آل سعود - بسام الخوري - 11-24-2004

:97::97::97:


تاريخ آل سعود - SAUDI - 05-22-2005

الموضوع الذي تفضلت به أخي الكريم لايبت بالصحة إطلاقاً إنما هو إختلاق وبهتان قد يكون الدافع لكتابة مثل هذه المواضيع دافع الكره أو الحقد لأسباب لدى الكاتب فضلاً لكون الموضوع خطير جداً ويعرض للمسائلة!!
كما أن هذا الموضوع لايستند إلى أي وثائق صحيحة ذكرها الكاتب إنما هي من نسج خياله مع الإستعانة ببعض الكتب ,بل ببعض الاسطر من الكتب ,إستعار منها بعض الشخصيات ليكون كلامه أدعى للقبول .
وأعيد وأكرر هذا الكلام لايستند إلى كتب ومراجع موثقه, ولن أكون مثل الكاتب بل سأذكر كتب معنية بهذا الجانب ولن تكون كما قال الكاتب أنها كتب كتبت بتآمر مع المؤلف لكن هي بعيدة كل البعد حتى عن وطننا هي:
حديث بوركهارت عن الأسرة السعودية -برلين
تاريخ الوهابين بوركهارت - برلين
Travels Through Arab and Other Counties In The East by:Heron .London

The First Saudi State in Arabia by:Bari New York
وهناك مصادر أخرى لكن هذه المصادر قرأتها وهي تتناول كل ماإختلقه الأخ الكاتب


تاريخ آل سعود - مواطن عالمي - 10-03-2005

اقتباس:  SAUDI   كتب/كتبت  
الموضوع الذي تفضلت به أخي الكريم  لايبت بالصحة إطلاقاً  إنما هو إختلاق وبهتان قد يكون الدافع لكتابة مثل هذه المواضيع دافع الكره أو الحقد لأسباب لدى الكاتب فضلاً لكون الموضوع خطير جداً ويعرض للمسائلة!!
كما أن هذا الموضوع لايستند إلى أي وثائق صحيحة  ذكرها الكاتب  إنما هي من نسج خياله  مع الإستعانة ببعض الكتب ,بل ببعض الاسطر من الكتب ,إستعار منها بعض الشخصيات ليكون كلامه أدعى للقبول .
وأعيد وأكرر هذا الكلام لايستند إلى كتب ومراجع موثقه, ولن أكون مثل الكاتب بل سأذكر كتب معنية بهذا الجانب ولن تكون كما قال الكاتب أنها كتب كتبت بتآمر مع المؤلف لكن هي بعيدة كل البعد حتى عن وطننا هي:
حديث بوركهارت عن الأسرة السعودية -برلين
تاريخ الوهابين بوركهارت - برلين
Travels Through Arab and Other Counties In The East by:Heron .London

                                The First Saudi State in Arabia  by:Bari  New York
وهناك مصادر أخرى لكن هذه المصادر قرأتها  وهي تتناول كل ماإختلقه الأخ الكاتب

------------------------------------------------------------------

لو كانت عندي رواية" نجران تحت الصفر" ل يحي يخلف لاهديتها لك يا سعودي.

تحية لكل الاحرار في أرض الحجاز.
(f)