حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ (/showthread.php?tid=33273)

الصفحات: 1 2 3 4


إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - الراعي - 05-06-2004


تُرجم الكتاب المسمى بإنجيل برنابا إلى اللغة الإنجليزية سنة 1907م تم تُرجم إلى اللغة العربية في السنة التالية مباشرة 1908م ، وعلى اثر ذلك تُرجم إلى اللغات الأردية والإندونيسية والفارسية والتركية ، ثم إلى الكثير من اللغات ، خاصة بعد سنة 1975م . وقد أثار الكتاب منذ ظهوره في هذه الترجمات الكثير من الجدل بين مؤيد له ، ولكن غير مؤمن ومقتنع بما جاء فيه ، باعتباره كتاب تحوم حوله الشكوك والشبهات ، وبين رافض له لوضوح زيفه وتزويره ولكثرة الأدلة الداخلية والخارجية على ذلك . ومع ذلك فالغالبية الساحقة من العلماء والدارسين في المسيحية والإسلام لم تلتفت إليه ولم تهتم به بالمرة . ولم يكن كتاب كهذا ، مليء بالخرافات والأفكار الخرافية التي لا يمكن لعاقل أن يقبلها ، يحتاج منا إلى الوقت والجهد اللذان بذلا في دراسته ، ولكن نظرا لتساؤل البعض حول حقيقته وحقيقة محتواه وسبب رفض الكنيسة له ، اضطررنا لعمل هذه الدراسة لبيان حقيقته وحقيقة شخصية كاتبه المزيف وحقيقة دوافعه وأهدافه . وقد اضطررنا لإيراد الكثير من نصوصه كاملة بقدر الإمكان وشرحها شرحا تفصيليا لكي تكون الصورة كاملة أمام القارئ حتى يتعرف بنفسه على ما في الكتاب من أفكار خرافية وعقائد مزيفة ، وحتى يرى مدى ما فعله كاتب هذا الكتاب المزيّف والمزوّر بنصوص الكتب الدينية خاصة الكتاب المقدس .

تمهيد الفقرات الرئيسية من مقدمة المترجم
ولكي نفهم هذا الكتاب الخرافي المزيف جيدا يجب أن نقرأ أولاً مقدمة مترجمه إلى العربية :
يقول الدكتور " خليل سعادة " مترجم هذا الكتاب المزيّف والمزور المدعو زوراً بإنجيل برنابا إلى العربية :
" أقدمت على ترجمة هذا الكتاب المسمي بإنجيل برنابا وأنا شاعر بخطورة المسئولية التي ألقيتها على عاتقي ، وأني لم اقدم عليها إلا خدمة للتاريخ ، وغيرة علي لغة هي أحق بنقله إليها من سواها وهى المرة الأولى التي برز فيها هذا الإنجيل في ثوب عربي ، وهو إنجيل تضاربت فيه أراء الباحثين وتشعبت بخصوصه مذاهب المؤرخين وخبطوا فيه بين ضلال وهدى وتلمسوا حقيقته بين رشاد وهوى ، واستنطقوا الآثار والأسفار واستفسروا الأعصر والأمصار ، فما ظفروا بعد كل ذلك بما يشفي منهم عليلا ، ويبرد لهم غليلا .
1- النسخة الوحيدة في العالم :
والنسخة الوحيدة المعروفة الآن في العالم التي أنقل عنها هذا الإنجيل إنما هي نسخة إيطالية في مكتبة بلاط " فيينا " وهى تعد من انفس الذخائر والآثار التاريخية فيها ، تقع في مائتين وخمس وعشرين صحيفة سميكة ، مجلدة بصفحتين رقيقتين متينتين من الورق المقوى ، يغطيهما جلدان لونهما أدكن ضارب إلى الصفرة النحاسية ، ويحيط بهما على الحواف الأربع خطان مذهبان ، وفي مركز الجلد نقش بارز عطُل من التذهيب ، تحيط به حافة مزدوجة من نقوش ذهبية متباينة الأشكال ، يسميها الغربيون بالطراز العربي ، ويستدلون من مجمل التجليد المنوه عنه انه طراز شرقي .
2- نوع التجليد وتاريخه :
إلا أن البعض يذهب إلى التجليد المذكور برمته قد يكون من صنع المُجلّدين الباريسيين اللذين استقدمها الدوق " دي سافوى " لتجليد النسخة المذكورة التي كانت ملكا له على ما سيجيء بيانه ، فقد يكونان جلّداها تقليدا للطراز العربي ، ومما حملهم على هذا الظن هو أن المحفظة الخارجية للنسخة المذكورة هي صنع المجلدين الباريسيين بلا مراء .
إلا انه يقال – في جنب ما تقدم – أن هناك نسخة صك في " البندقية " مجلدة بجلد يضارع جلد النسخة الإيطالية لإنجيل برنابا من كل وجه ، وخصوصا من حيث النقوش المشار إليها . والصك المذكور إنما هو نسخة دولية باللغة الإيطالية لمعاهدة عقدت بين الدولة العلية (العثمانية) والبندقية ورد ذكرها في مراسلات يرجع عهدها إلى أصيل القرن السادس عشر ، وجلد الصك المذكور في القسطنطينية بلا مشاحة كما يستدل على ذلك من آثار كتابه باللغة التركية الشائعة في ذلك الزمن تبدت من خلال مزق في الجلد المذكور .
3 – أصل ورق الكتاب وتاريخه :
وزعم بعضهم أن صحائف النسخة الإيطالية هي من الورق المسمي بالتركي ، إلا انه ليس فيها شيء يؤيد هذا الزعم فان جميعها من الورق المعروف بالورق القطني . وهي متينة النسيج خشنته ، خلا صحيفتين منها مصقولتين ، تختلفان في قوامهما ولونهما عن البقية . وهنالك حجة قوية تفند مزاعم القائلين بالأصل التركي ، وهي أن الآثار المائية في الورق ، وهي التي تبدو لك متي استشففته ، لم تشاهد في نوع من أنواع الورق الشرقي قط ، وهي في الصحائف المنوه عنها علي شكل مرساة سفينة تحيط بها دائرة ، وهي علامة مميزة لنوع الورق الإيطالي علي ما قال به بعض مشاهير الأخصائيين .
4- العثور علي النسخة الإيطالية :
وأول من عثر علي النسخة الإيطالية ممن لم يعف التاريخ أثرهم ، ولم تدرس الأيام ذكرهم ، هو " كريمر" - أحد مستشاري ملك بروسي - وكان مقيما وقتئذ في امستردام فأخذها سنة (1709م) ، من مكتبة أحد مشاهير ووجهاء المدينة المذكور ، ولم يزد علي تعريف صاحبها بغير هذه الألقاب المبهمة ، إلا انه ذكر في عرض الكلام عنه أن الوجيه المذكور كان يحسب النسخة المنوه عنها ثمينة جدا فأقرضها " كريمر تولند " ثم أهداها بعد ذلك بأربع سنين إلى البرنس (الأمير) " ايويجين سافوي " الذي كان علي كثرة حروبه ومعاركه ووفرة مشاغله السياسية ، شديد الولع بالعلوم والآثار التاريخية ، ثم انتقلت النسخة المذكور سنة 1738م مع سائر مكتبة البرنس (الأمير) المنوه عنه إلى مكتبة البلاط الملكي في " فيينا " حيث لا تزال هناك حتى الآن ، علي ما مر بك بيانه .
5- النسخة الأسبانية : بيد انه وجد في أوائل القرن الثامن عشر نسخة أخرى أسبانية تقع في مائتين واثنين وعشرين فصلا وأربع مائة وعشرين صفحة ، جر الدهر عليها ذيل العفاء فطمست آثارها ودرست رسومها وكان قد اقرضها الدكتور " هلم " من " هدلي " (بلدة من أعمال همبشير) المستشرق الشهير " سايل " ، ثم تناولها بعد "سايل " الدكتور " منكهوش " أحد أعضاء كلية الملكة في " اكسفورد " فنقلها إلى الإنجليزية ، ثم دفع الترجمة مع الأصل سنة 1784م إلى الدكتور " هوايت " أحد مشاهير الأساتذة .
ولقد أشار الدكتور " هوايت " المنوه عنه في إحدى الخطب التي كان يلقيها علي الطلبة إلى هذه النسخة ، حيث استشهد ببعض الشذرات منها ، ولقد طالعت هذه الشذرات وقابلتها بالترجمة الإنجليزية المنقولة عن النسخة الإيطالية الموجودة الآن في مكتبة بلاط " فيينا " فوجدت الأسبانية ترجمة حرفية عن تلك ولم أر بينهما فرقا يستحق الذكر إلا في أمرين ، فان النسخة الإيطالية تقول : (أنه لما جاء " يهوذا " الخائن مع الجند الروماني ليسلم " يسوع " علي أيديهم كان " يسوع " يصلي في البستان بجانب الغرفة التي كان تلاميذه فيها نياما ، فلما أحس بالجنود خاف فدخل فلما رأى الله الخطر المحدق به أرسل ملائكته الأربعة فاحتملوه في النافذة إلى السماء الثالثة ، فلما دخل يهوذا الخائن الغرفة غير الله بآيه منظرة وصوته ، فصار نظير " يسوع " تماما ، فلما استيقظ التلاميذ ورأوه لم يشكوا في انه هو " يسوع ").
فالرواية الأسبانية تنطبق حرفيا علي الإيطالية ، إلا أن الأولى تقول " إلا بطرس " أي أنها استثنت " بطرس " من عداد التلاميذ الذين لم يشكوا في أن " يهوذا " هو " يسوع " ثم ذكرت اسم أحد الملائكة الذين احتملوا " يسوع " من النافذة "عزرائيل " ، وهو في الإيطالية " أوريل " . وهناك بعض اختلافات أخرى طفيفة اضربنا عن ذكرها .
6- خرافة الراهب فرامرينو :
ويؤخذ مما علقه " سايل " علي النسخة الأسبانية انه مسطور في صدرها أنها مترجمة عن الإيطالية بقلم مسلم اورغاني يسمي " مصطفي العرندي " ، وصدرها بمقدمة يقص فيها مكتشف النسخة الإيطالية - وهو راهب لاتيني يسمي " فرامرينو " - كيفية عثوره عليها ، ومن جملة ما قال بهذا الصدد أنه عثر على رسائل " لارينايوس " وفي عدادها رسالة يندد فيها بالقديس " بولس " الرسول ، وأن " ارينايوس " اسند تنديده هذا إلى إنجيل القديس " برنابا " ، فاصبح من ذلك الحين الراهب مرينو - المشار إليه - شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل .
7- الراهب " المزعوم " والسرقة الخرافية المزعومة :
واتفق أنه اصبح حينا من الدهر مقربا من البابا " اسكتس الخامس " ، فحدث يوما انهما دخلا معا مكتبة البابا ، فران السكرى علي أجفان قداسته ، فاحب " مرينو " أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يفيق البابا ، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو هذا الإنجيل نفسه ، فكاد أن يطير فرحاً من هذا الاكتشاف ، فخبأ هذه الذخيرة الثمينة في أحد ردنيه ، ولبث إلى أن استفاق البابا فاستأذنه بالانصراف حاملا ذلك الكنز معه ، فلما خلا بنفسه ، طالعه بشوق عظيم ، فاعتنق على أثر ذلك الدين الإسلامي .
هذه هي رواية الراهب " فرامرينو " علي ما هو مدون في مقدمة النسخة الأسبانية ، كما رواها المستشرق " سايل " ، في مقدمة له لترجمة القرآن ، وهي مع ما تقدم الإلماع إليه من خطب الأستاذ " هوايت " ، المصدر الوحيد الذي لنا الآن بخصوص النسخة الأسبانية التي لم اعثر علي كيفية فقدانها ، سوي انه عهد بترجمتها إلى الدكتور " منكهوش " فدفعها إلى الدكتور " هوايت " ثم طمس بعد ذلك خبرها وامحي أثرها(4) .
وهنا يعرض للبيب سؤال وهو :
هل النسخة الإيطالية الحاضرة هي التي اختلسها الراهب مرينو من مكتبة البابا اسكتس الخامس ؟ أم هي نسخة أخرى سواها ؟
8 – متي كُتبت النسخة الأصلية ؟
ولا يمكن ترجيح ذلك إلا بعد تعيين الزمن الذي كتبت فيه ، وإذا تحريت التاريخ وجدت أن زمن البابا اسكتس الخامس - المذكور - نحو مغيب القرن السادس عشر ، وقد علمت مما مر بك بيانه أن نوع الورق التي سطرت علية النسخة الإيطالية إنما هو ورق إيطالي يمكن تعيين اصله من الآثار المائية فيه ، والتي يمكن اتخاذها دليلا صادقا على تاريخ النسخة الإيطالية ، والتاريخ الذي يخمنه العلماء من كل ما تقدم بيانه يتراوح بين منتصف القرن الخامس عشر والسادس عشر ، وعليه فمن الممكن أن تكون النسخة الإيطالية هي عينها التي اختلسها " فرامرينو " من مكتبة البابا علي ما مرت الإشارة إليه .
9- جدال حول هذا الإنجيل المزيف :
ولما شاع خبر إنجيل برنابا في فجر القرن الثامن عشر احدث دوياً عظيماً في أندية الدين والعلم ولا سيما في إنجلترا ، فكثر بشأنه الجدل ، واحتدمت بين العلماء مناقشات كان بعضها اقرب إلى التخرصات والأوهام منه إلى المباحث العلمية ، وأول أمر توجهت إليه همم الباحثين الخوض في أمر النسخة الإيطالية وفيما إذا كانت منقولة عن نسخة أخرى أو هي النسخة الأصلية التي كانت عند الراهب " فرامرينو " وادعي اختلاسها من مكتبة البابا " اسكتس الخامس " ، ومن الغريب إن العلماء لم ينتبهوا في حل هذه القضية إلى ما رأوه مسطوراً علي هوامش النسخة من الألفاظ والجمل العربية التي أثبتناها في هذه الترجمة أمانة في النقل ، ولكي تكون مطابقة للأصل برمته من كل وجه ، والحق يقال أن اللبيب يحار في أمر هذه الشروح والهوامش العربية في نسخة إيطالية ، ولابد في هذا الموقف من ذكر ما عنّ لي بشأنها بشيء من الأسباب لأن كل الثقات الذين تؤخذ أقوالهم حجة في الكلام علي النسخة الإيطالية لم يوفوا هذا الموضوع حقه بل لم يلموا به اقل إلمام حتى أن مستشرقا كبيرا كالأستاذ " مرجليوث " لم يذكرها إلا علي سبيل العرض ، ولم يقل بشأنها إلا قولا واحدا وهو أن " لاموتي ظنها صحيحة العبارة محكمة الوضع ، لكن لم يخف أمرها علي العالم " دنس " الذي قال بسقم تركيبها ووفرة أغلاطها " .
10- هوامش الكتاب العربية :
وأنت إذا تفقدت هذه الهوامش وأعملت فيها الروية وجدت بعضها صحيح العبارة محكم الوضع ، لعب فيه قلم الناسخ كل ملعب ، من مسخ وتصحيف ، والبعض الآخر سقيم التركيب من أصله لا تكاد تفقه لبعضه معني إلا بكد الذهن ، ولا تفقه لبعضه الآخر معني بالمرة ، وتجد أيضا أن ما كان ركيك العبارة سقيم التركيب قد جري فيه الكاتب علي الترجمة الحرفية في أضيق معانيها وأسخفها ، فوضع المضاف إليه قبل المضاف . وهو ما لا يفعله كاتب عربي تحت الشمس ، وليس ذلك فقط في الهوامش التي هي ترجمة بعض فقرات الإنجيل إلى العربية ، بل أيضا في الهوامش التي هي من أوضاعه والتي لا مقابل لها بالإيطالية .
000 من ذلك قوله سورة " عيسي ألم " أي سورة آلام " عيسي " ، وقوله " ذكر اديرس قصص " أي ذكر قصة " إدريس " وقوله " متكبر كاميل بيان " أي بيان شر أنواع الكبرياء ، وقوله " من أي دين عنده ينبغي أن يصدق من الخبائس " إلى أخر ما هنالك من الطمطمانيات التي هي أقرب إلى العجمة منها إلى العربية ، فمن كان يحسن إجادة سبك العبارات علي ما تقدم إيضاحه من أمثله النوع الأول لا يرتكب مثل هذه الأغلاط الفاضحة التي يستحيل علي عربي أو مستشرق ارتكابها .
فإذا تدبرت ما تقدم هان عليك أن تفقه أن كاتب الهوامش العربية اكثر من واحد ، فكان واضعها الأصلي صحيح العبارة فصيحها ، فجاء بعده من نسخها ومسخها وبدل فيها ما شاء قصور مداركه في اللغة العربية ، فافسد بنسخه كثيرا مما وضعه الكاتب الأول وزاد عليه من عنده ما تري من التعابير السخيفة والأساليب الركيكة ، والطمطمانيات التي لا يستخرج منها معني بالمرة . والذي ارمي إلى الاستدلال عليه من هذا البيان أن النسخة الإيطالية التي هي الآن في مكتبة البلاط الملكي في " فيينا " إنما هي مأخوذة بلا مراء عن نسخة أخري وبالتالي لا يصح اعتبارها النسخة الأولي الأصلية .
11- هل هناك اصل للنسخة الإيطالية ؟
إذا كان الأمر كذلك ، فما هو الأصل الذي أخذت منه النسخة لإيطالية ؟ وهو سؤال صعب ، ولكن لا يستحيل الإجابة عليه ، فقد مر بك من الكلام علي هوامش النسخة المشار إليها ما يصح الاستدلال به علي أن النسخة التي نقلت عنها ليست بعربية لان من يجيد العربية إلى حد يتمكن معها من ترجمة هذا الإنجيل منها إلى لغة أخري لا يرتكب مثل هذه الأغلاط السخيفة التي تراها في الهوامش ، ولا يقلب الكلام إلى حد تقديم المضاف إليه علي المضاف ، إلى غير ذلك من التعابير التي هي أدل علي أصل لاتيني أو إيطالي قديم ، وهو استنتاج ينطبق علي ما قال به الثقات بعد التدقيق وأمعان النظر في نوع خط النسخة الإيطالية الموجودة الآن في مكتبة بلاط " فيينا " ، فقد توصلوا إلى الجزم بان ناسخها إنما هو من أهالي " البندقية " نسخها في القرن السادس عشر ، أو أوائل السابع عشر ، وأنه يرجح أنه أخذها عن نسخة " توسكانية " ، أو عن نسخة بلغة " البندقية " تطرقت إليها اصطلاحات " توسكانية " ، وهي أقوال " لونسدال ولورا راغ " بعد أن أخذا في ذلك أراء أعظم الثقات الإيطاليين الذين يؤخذ قولهم حجة في هذه المباحث الأخصائية .
12- الكاتب الأصلي وعلاقته باللغة اللاتينية واللغة الإيطالية :
ويذهب الكاتبان المذكوران إلى أن النسخ حدث نحو سنة (1575م) وأن من المحتمل أن يكون ناسخ هذا الإنجيل الراهب " فرامرينو " الذي ورد ذكره في مقدمة النسخة الإيطالية علي ما جاءت الإشارة إليه ثم يقولون بعد ذلك ما ترجمته " وكيف كان الحال ، فيمكننا الجزم بأن كتاب " برنابا " الإيطالي إنما هو كتاب إنشائي ، وسواء قام به كاهن أو علماني أو راهب أو أحد العامة ، فهو بقلم رجل له إلمام عجيب بالتوراة اللاتينية يقرب من إلمام " دانت " ، وأنه نظير " دانت " متضلع علي نوع خاص من " الزبور " ، وهو صنع رجل معرفته للأسفار المسيحية تفوق كثيرا اطلاعه علي الكتب الدينية الإسلامية ، فيرجح إذا أنة مرتد عن النصرانية " .
13- بين الشاعر الإيطالي دانتي والكاتب المزيف للإنجيل المزعوم :
والباعث علي المقارنة بين كاتب هذا الإنجيل والشاعر الشهير " دانت " ما في كلامهما من الملابسات وما في تعابير النسخة الإيطالية من الشبه بمؤلفات " دانت " الشعرية التي يصف فيها الجحيم والجنة (في ملهاته الشعرية المسماة بالكوميديا الإلهية) ، ففي هذا الإنجيل أن هناك سبع دركات للجحيم ، تختلف مراتبها باختلاف الخطايا الكبيرة السبع التي يعذب البشر لأجلها ، وأنه يوجد تسع سموات تأتي في قمتها الجنة ، فتكون العاشرة . فيستنتج بعضهم من ذلك أن كاتب هذا الإنجيل إنما جاء بعد " دانت " واخذ عنه هذه الشروح ، أو أنه كان معاصرا له . فذكر نظير " دانت " ما كان شائعا من الآراء في عصرهما ، فيكون إذ ذاك " برنابا " هذا قد ظهر في القرن الرابع عشر ، إلا أن وصف الجحيم علي ما حاء به " برنابا " هذا لا ينطبق علي وصف " دانت " أو غيره إلا من حيث العدد ، والرأي الأصيل أن يكون كلاهما قد اخذ عن مصدر أخر قديم لا يترتب معه أن يكون الكاتبان متعاصرين ، وذلك المصدر إنما هو " ميثولوجيا إلىونان " ، وقد يعد ما بين الكاتبان من الشبه والتصورات الشعرية والألفاظ الوضعية من قبيل توارد الخواطر .
14- هل للكتاب اصل عربي ؟
ولقد تبادر إلى ذهن العلماء بادئ ذي بدء أن النسخة الإيطالية مأخوذة من اصل عربي ، وكان أول من أشار إلى ذلك " كريمر " الذي مر بك ذكره حيثُ صدّر النسخة الإيطالية التي أهداها إلى " الدوق سافوي " ببضعة اسطر من عنده ، يذكر أن هذا الإنجيل " المحمدي " مترجم عن العربية أو سواها ، ثم تابعه في ذلك " لاموتي " حيث يقول " أراني البارون هو هندرف الذي يجمع بين شرف المحتد وسمو الآداب وسعه الاطلاع كتاباً يزعم الأتراك أنه للقديس "برنابا " ، والظاهر أنة منقول إلى الإيطالية من العربية " ، ويريد بلفظ الأتراك جمهور المسلمين والعرب ، علي ما يزال شائعا من استعمال غير المدقق من كتاب الإفرنج لهذه اللفظة في عصرنا الحاضر .
ثم أن الدكتور " هوايت " الذي مر الإلماع إليه يقول في سنة 1784م " أن الأصل العربي لا يزال موجوداً في الشرق " ، ولكنك إذا أعملت البصيرة وجدت أن كلام الدكتور" هوايت " مبنى على كتابات المستشرق " سايل " التي نشرها قبل ذلك بنحو نصف قرن من الزمن وسماها بالمباحث التمهيدية وفيها يقول في عرض الكلام عن القرآن " أن عند المسلمين إنجيلاً عربيا ينسبونه إلى القديس " برنابا " وفيه يروي تاريخ " يسوع المسيح " علي أسلوب يباين كل المباينة الأناجيل الصحيحة 000 ولكنه يعترف بعد ذلك في عرض المقدمة التي له علي القرآن " أني لم أر إنجيل برنابا عندما ألمعت إليه في المباحث التمهيدية " . فقوله السابق إذا مبنى على السماع وهو إنما تابع في ذلك " لاموتى " على ما جاءت الإشارة إليه وقوله هذا أيضا مبنى على السماع لأنه لم يعثر على نسخة عربية للإنجيل المذكور قط .
15- الكتاب والمؤرخون العرب :
ثم انه لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في كتابات مشاهير الكتاب المسلمين سواء في الأعصر القديمة أو الحديثة حتى ولا مؤلفات من انقطع منهم إلى الأبحاث والمحاولات الدينية مع أن إنجيل برنابا أمضى سلاح لهم في مثل تلك المناقشات وليس ذلك فقط 000 بل لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في فهارس الكتب العربية القديمة عند الاعارب أو الأعاجم أو المستشرقين الذين وضعوا فهرساً لأندر الكتب العربية القديمة والحديثة .
16- ميل المترجم لوجود أصل عربي لهذا الكتاب المزيف :
بيد أنه لابد لي من التصريح بعد كل ما تقدم بيانه أنى أشد ميلا للاعتقاد بالأصل العربي منى بسواه إذ لا يجوز اتخاذ عدم العثور علي ذلك الأصل حجة دامغة علي عدم وجوده ، وإلا لوجب الاعتقاد بأن النسخة الإيطالية هي النسخة الأصلية لهذا الإنجيل ، فانه لم يعثر أحد قط علي نسخة أخري سوي النسخة الأسبانية التي مر بيانها ، والتي ورد في مقدمتها أنها مترجمة عن نسخة إيطالية ، والمطالع الشرقي يري لأول وهلة أن لكاتب إنجيل برنابا إلماما بالقرآن حتى أن كثيرا من فقراته يكاد أن يكون ترجمة حرفية أو معنوية لآيات قرآنية . أقول هذا وأنا عالم أنى في ذلك مخالف لجل كتاب الغرب الذين خاضوا عباب هذا الموضوع ، وفي جملتهم " لونسدال " و " لورا راغ " اللذان يزعمان أن إلمام كاتب هذا الإنجيل بالإسلام قليل ، فكان هذا من جملة الأسباب التي حملتهما علي نفي القول بأصل عربي ، ومن ذلك حديث " إبراهيم " مع أبيه ، ومنه ما ينطبق علي سورة 21و 37 ، وكقوله عن سبب سقوط " إبليس " انه أبى أن يسجد لآدم علي حد ما جاء في سورة " البقرة " ، وكذلك ما ورد في سورة الحجر ، ولولا ضيق المقام لأوردت كثيراً من تلك الفقرات مع ما يقابلها من آيات القرآن ، وليس ذلك فقط ، بل أن في إنجيل برنابا كثيرا من الأقوال التي تنطبق على الأحاديث النبوية والأساطير العلمية التي لم يكن يعرفها حينئذ غير العرب ، حتى انك لا تكاد تجد في هذه الأيام - علي كثرة المستشرقين والمشتغلين باللغة العربية وتاريخ الإسلام من الغربين - من يعد عالما بالحديث .
ومن جملة الأسباب التي تحدو بي إلى هذا الزعم أن طراز تجليد النسخة الإيطالية إنما هو طراز عربي بلا مراء ، علي ما تقدم الإلمام إليه ، والقول بأنه من صنع الباريسيين اللذين استقدمها " الدوق دي سافوي " تقليدا للطراز العربي ، لا يتعدى الحدس والتخمين .
17- الكاتب من وجهه نظر المترجم :
غير أن القول بأن هذا الإنجيل عربي الأصل لا يترتب عليه أن يكون كاتبه عربي الأصل ، بل الذي أذهب إليه أن الكاتب يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره واطلاعه على أناجيل النصارى ، وعندي أن هذا الحل هو اقرب إلى الصواب من غيره ،لأنك إذا أعملت النظر في هذا الإنجيل وجدت لكاتبه إلماما عجيباً بأسفار العهد القديم " التوارة " لا تكاد تجد له مثيلا بين طوائف النصارى إلا في أفراد قليلين من الأخصائيين الذين جعلوا حياتهم وقفاً على الدين كالمفسرين ، حتى انه ليندر أن يكون بين هؤلاء أيضا من له إلمام بالتوراة يقرب من إلمام كاتب إنجيل برنابا ، والمعروف أن كثيرين من يهود الأندلس كانوا يتضلعون في العربية ، ولقد نبغ بينهم من كان له في الأدب والشعر القدح المعلى ، فيكون مثلهم في الاطلاع على القرآن والأحاديث النبوية مثل العرب أنفسهم .
ومما يؤيد هذا المذهب ما ورد في هذا الإنجيل عن وجوب الختان ، والكلام الجارح الذي جاء فيه من أن الكلاب أفضل من الغلف ، فان مثل هذا القول لا يصدر عن نصراني أصيل ، وأنت إذا تفقدت تاريخ العرب بعد فتح الأندلس وجدت انهم لم يتعرضوا بادئ ذي بدء لأديان الآخرين في شيء عي الإطلاق ، فكان ذلك من جملة البواعث التي حدت بأهل الأندلس إلى الرضوخ لسطوة المسلمين وسيطرتهم ، وثابروا على هذه الخطة في جميع الأمور الدينية إلا في شئ واحد وهو الختان إذ جاء زمن أكرهوا فيه الأهالي عليه وأصدروا أمرا يقضى على النصارى باتباع سنة الختان على حد ما كان يجرى عليه المسلمون واليهود ، فكان هذا من جملة البواعث التي دعت النصارى إلى الانتقاض عليهم . أما يهود الأندلس فانهم كانوا يدخلون في الإسلام أفواجا وليس ذلك فقط بل كانت لهم يد كبيرة في إدخال المسلمين أسبانيا ورسوخ قدمهم فيها في ذلك العهد الطويل .
ومما يعزز هذا الرأي أيضا أن هذا الإنجيل يتضمن كثيراً من التقاليد التلمودية التي يتعذر على غير يهودي معرفتها ، وفيه أيضا شئ من معاني الأحاديث والأقاصيص الإسلامية الشائعة على ألسنة العامة ، ولا سند لها من كتب الدين ، ولا يتأتى لأحد الاطلاع على مثل هذه الروايات إلا إذا كان في بيئة عربية ، فالرأي الذي اذهب إليه من أن الكاتب الأصلي هو يهودي أندلسي اعتنق الإسلام يعلل جميع ما تقدم تعليلا واضحا .
18- الكاتب والوسط الإيطالي :
إلا أن البعض يذهب إلى أن الوسط الذي ظهر فيه الإنجيل إنما هو إيطالي نحو أوائل القرون الوسطى ، وأن كاتب هذا الإنجيل إيطالي من ذلك الزمن بدليل أن مجمل روح الإنجيل وعباراته تدل على هذا الوسط ، فقد ذكر في عرض الكلام عن الحصاد وأناشيد المغنيين ما يصح أن يكون وصفا حرفيا لما يحدث الآن في " توسكانيا " و" تينو " من إيطاليا ، وأن الإشارة إلى استخراج الحجارة من المقاطع ونحتها وبناء البيوت بالحجارة الصلدة اصح على كاتب من أمة خبيرة بالبناء منه على كاتب من العرب الذين يقيمون في الخيام ، وقس عليه ما جاء عن حمل العبد خبزاً لفعلة سيده في الكروم عن دوس العنب بالأقدام في المعاصر إلى آخر ما هناك من مثل هذه الإشارات .
والحق يقال أنى لم أجد في كل ذلك ما هو أدل على وسط غربي منه على شرقي ، إلا ذا كان مراد الكاتب أن يكون ذلك الوسط الشرقي بلاد العرب نفسها ، فإن ما ورد فيه ينطبق انطباقا تاماً على ما كان جارياً في فلسطين وسوريا فيعهد المسيح ، ولا يزال كذلك لهذا العهد الحاضر ، فالحصادون والحصادات ينشدون أناشيد يرن صداها في جوانب السهول وبطون الأودية ، والبناءون يقطعون الحجارة وينحتونها على نحو ما ذكر " برنابا " ، ولا يسكن الخيام إلا البدو الرحل الذين ليسوا من أهل البلاد ، ويحمل الغلمان والقوم الزاد لمن في الكروم أثناء القطاف كما يحملونه للفعلة أثناء الحراثة ، ويدوسون العنب بأقدامهم على ما هو معهود من أمره في فلسطين وسوريا وبلاد الشرق كله ، إلا أنه لابد لي من الإقرار بأن هنالك بعضاً من الأدلة يتعذر تطبيقها على ما كان شائعا في ذلك الزمن في فلسطين ، منها الإشارة إلى كيفية تنظيف براميل النبيذ وجدلها لهذا الغرض ، والمعروف في فلسطين قديما - وفي يومنا الحاضر - أن الخمور توضع في جرار كبيرة أو في زقاق ، ومنها الإشارة إلى الفرق بين إعدام السارق شنقا أو إعدام القاتل بقطع الرأس ، وهو مما لم أقف له على أثر من التاريخ القويم لفلسطين ، ومهما يكن من الأمر فإن الأوصاف التي تنطبق على إيطاليا تنطبق أيضا على بلاد الأندلس من كل وجه .
19- مصطفي العرندي ودوره :
وسواء كان كاتب الإنجيل يهودي الأصل ، أو نصرانيه ، فمما لا شبهه فيه أنه كان مسلما ، ومما يبعث على الأسى فقدان النسخة الأسبانية التي مر بيانها ، وخصوصا لأن العلماء الذين وصلت تلك النسخة إلى أيديهم لم يبحثوا فيها بحثا علميا كما فعلوا في النسخة الإيطالية ، وخصوصا لأننا لا نعرف شيئا عن مترجمها "مصطفي العرندي " لان ترجمة حياة مسلم نظيره أتقن اللغتين الإيطالية والأسبانية ، وهما اللغتان اللتان ظهر بهما إنجيل برنابا إلى الوجود ، لا تخلو من أهمية وتبصرة .
20- الجزم بكتابة الكتاب في العصور الوسطى :
ولقد علمت مما مر بك إن الثقات مجمعون على أن إنجيل برنابا كتب في القرون الوسطى غير أن هنالك دليلا أكيدا يتمكن معه من الجزم بشأن الزمن الذي كتب فيه ، فقد ورد فيه ما نصه " إن سنة " اليوبيل " التي تجئ الآن مرة كل مائة سنة ، والمعروف أن " اليوبيل " اليهودي لم يحدث إلا مرة كل خمسين سنة ، وليس من ذكر في التاريخ لـ " يوبيل " يقع كل مائة سنة إلا في الكنيسة الرومانية وكان أول من احتفل به البابا بونيفاسيوس الثامن سنة 1300م ، وقال بلزوم تكراره في كل فجر قرن جديد ، ولكن " اليوبيل " الأول في السنة المذكورة كان باهراً جداً ، ودر على الخزينة البابوية خيرا كثيرا ، فلهذا وإجابة لرغائب الشعب رأى أكليمنضوس السادس تقصير المدة فجعله مرة كل خمسين سنة فوقع اليوبيل الثاني سنة 1350 ثم أمر البابا " اربانوس السادس " في سنة 1398 أن يحتفل به مرة كل ثلاث وثلاثين سنه تذكارا لعمر " المسيح " ثم جعله البابا " بولس الثاني " كل خمس وعشرين سنة مرة ، فترى مما تقدم أن الزمن الوحيد الذي يمكن فيه لكاتب أن يتكلم عن " يوبيل " يقع مرة كل مائة سنة هو النصف الأول في القرن الربع عشر ، ويترتب على هذا أن يكون الكاتب معاصرا للشاعر " دانت " الشهير على ما مر الإلماع إليه في محله ، غير أنك إذا أعملت النظر فيما كان عليه الكاتب من سعة الاطلاع على أسفار العهد القديم " التوراة " تعذر عليك أن تفقه كيف يقع مثله في غلط لا يخفي على البسطاء ، ولعل الصواب أن هنالك خطأ في النسخ أسقط الناسخ فيه بعض حروف من كلمة خمسين الإيطالية فصارت تقرأ مائة ، لان في رسم الكلمتين ما يسهل الوقوع في مثل هذا الخطأ.
21- مرسوم البابا جلاسيوس الخامس " 469م " :
على أن القول بانتحال أحد كتاب القرون الوسطي لهذا الإنجيل برمته لا يخلو من نظر ، لأن نحوه أو ثلثه علي الأقل يتفق مع مصادر أخري غير التوراة والإنجيل والتلمود والقرآن إذ فيه تفاصيل ضافية الذيول لم يرد لها ذكر في الأناجيل إلا على طريق الاقتضاب ، وليس لبعضها ذكر بالمرة ، وأن على كثير من هذه المزايدات صبغه القدمية ، ويذكر التاريخ أمراً أصدره البابا " جلاسيوس الأول " الذي جلس على الأريكة البابوية سنة 492م يعدد فيه أسماء الكتب المنهي عن مطالعتها وفي عدادها كتاب يسمى إنجيل برنابا ، فإذا صح ذلك كان هذا الإنجيل موجودا قبل ظهور نبي المسلمين بزمن طويل ، وهو دليل على أن هذا الإنجيل لم يكن لابسا حينئذ هذا الثوب القشيب الذي يرفل فيه الآن ، لأن مجرد إصدار البابا المشار إليه نهيا عن مطالعته دليل على شيوعه أو على اشتهار أمره بين خاصة العلماء أن لم يكن بين العامة ، فمن المستبعد أن لا يتصل خبره ولو سماعا بنبي المسلمين وفيه العبارات الصريحة المتكررة بل الفصول الضافية الذيول التي يذكر أسمه في عرضها ذكرا صريحا لا يقبل شكا أو تأويلا لا سيما بعد أن نهض تلك النهضة التي مادت لها الجبال الراسيات ، ونفخ في قومه تلك الروح التي وقف لها العالم متهيبا ذاهلا ، وجرى ذكره على كل شفة ولسان ، وأتى من عظائم الأمور ما كان سمر القوم وحديث الركبان ، وليس ذلك فقط بل لم يتصل أيضا شئ من ذلك بخلفائه الذين أتوا بعده ، حتى ولا بالعرب الذين دخلوا الأندلس ، وبسطوا ظل مجدهم عليه ، ويذهب بعض العلماء المدققين إلى أن أمر البابا "جلاسيوس " المنوه عنه إنما هو برمته تزوير وهو قول موسوعات العلوم البريطانية أيضا .
بيد أن هناك إنجيلاً يسمي الإنجيل " الاغنسطي " طمست رسومه وعفت آثاره ، يبتدئ بمقدمة تندد بالقديس " بولس " وينتهي بخاتمة فيها مثل ذلك التنديد ، ويذكر أن ولادة " المسيح " أتت بدون ألم ، ولما كان كل ذلك في إنجيل برنابا فمن المحتمل أن يكون ذلك الإنجيل " الاغنسطي " أباً لإنجيل برنابا هذا ، وأن أحد معتنقي الإسلام من اليهود أو النصارى عثر علي نسخة منه في اليونانية أو اللاتينية في القرن الرابع عشر أو الخامس عشر فصاغه في القالب الذي تراه فيه الآن فخفي بذلك أصله .
22- مصادر إنجيل برنابا :
ويعتمد هذا الإنجيل في إيراد هذه الشواهد علي الأسفار المعهودة للعهد القديم ، فقد استشهد منها باثنين وعشرين سفرا أخصها الزبور وسفر أشعياء وأسفار موسى ، وأكثر رواياته منطبق علي الأناجيل الأربعة ، وبعضها موافق لها بالنص خلا بعض اختلافات لا يعبأ بها ، كمحادثة " المسيح " المرأة السامرية ، ويتضمن أيضا جملا واردة في الرسائل إلا أنها قليلة جدا ، وذكر في قصة " حجي وهوشع " أن الناس لا يصدقونها مع أنها مسطورة في سفر " دانيال " ، ولا وجود لها في السفر المذكور - كما هو في العهد القديم - وجاء في عرض رواياته له ، كان يوجد كتاب في مكتبه رئيس الكهنة عن " إسماعيل " يذكر فيه أنه هو ابن الموعد ، ولم أقف علي ذكر لهذا الكتاب في غير هذا الموضع .
23- الكتاب والأناجيل الأربعة :
ويباين هذا الإنجيل الأناجيل الأربعة المشهورة في عدة أمور جوهرية ، (أولها) قوله أن " يسوع " أنكر ألوهيته وكونه ابن الله ، وذلك علي مرأى ومسمع من ستمائة ألف جندي وسكان اليهودية من رجال ونساء وأطفال . (والثاني) أن الابن الذي عزم " إبراهيم " علي تقديمه ذبيحة لله إنما هو " إسماعيل " لا " إسحاق " ، وأن الموعد إنما كان بإسماعيل . (والثالث) أن " مسيا " أو " المسيح " المنتظر ليس هو " يسوع " بل محمد باللفظ الصريح المتكرر في فصول ضافية الذيول وقال أنه رسول الله 000(والرابع) أن " يسوع " لم يصلب ، بل حمل إلى السماء ، وأن الذي صلب إنما كان " يهوذا " الخائن الذي شبة به 00
ويباين الأناجيل الأصلية أيضا في بعض أساليبه لأنه كثيرا ما يخوض في المسائل الفلسفية والمباحث العلمية مما لم يرو قط عن " المسيح " الذي كانت تعاليمه الباهرة ومباحثه الدينية علي ما هي من التفرد في السمو عنوان البساطة حتى كان يفهمها لأول وهله الزارع والصانع والسيد والخادم والشيخ والفتي دون أدني إجهاد للذهن .
24- الكتاب وفلسفة العصور الوسطى :
والفلسفة التي تتخلل مباحث هذا الإنجيل إنما هي ضرب من فلسفة " أرسطوطاليس " التي كانت شائعة في أوائل القرون الوسطي في أوربا ، فكان ذلك من جملة أدلة بعضهم علي أن كاتب هذا الإنجيل رجل نبغ هناك في تلك العصور ، فهو غربي المحتد لا عربيه ، ولكن فلسفة " أرسطوطاليس " لم تصل إلى الغربيين إلا من العرب ، وخصوصا عرب الأندلس الذين دوخوا أسبانيا وأضاءوا بمشكاة علومهم تلك الأعصر الأوروبية التي كان الجهل مخيما فيها ، ظلمات بعضها فوق بعض ، فإذا صح اعتبار تلك الفلسفة دليلا علي الكاتب كانت أدل علي أصل عربي منها علي أصل غربي .
وكيف كان الحال فيه فالحقيقة التي لا مراء فيها أن كاتب إنجيل برنابا كان علي جانب كبير من الفلسفة وسمو المدارك وقوة الحجة ، وشدة العارضة ، وجلاء البيان ، وأن مباحثه الفلسفية في الجسد والحس والنفس من الوجهة الدينية لمن أسمى ما كتب الباحثون الدينيون في هذا الموضوع 000
ولابد قبل الختام من الإلماع إلى أنني أليت علي نفسي ترجمة هذا الإنجيل بالحرف الواحد ، متوخيا أبسط الألفاظ وأسهل الأساليب ، معرضا في ذلك عن تنميق العبارات وتوشية الكلام ، مفضلا الأمانة في الترجمة ، والبساطة في التعبير علي الفصاحة والبلاغة متي كان فيهما أقل عدول عن الأصل فهو مطابق من كل وجه للترجمة الإنجليزية المأخوذة من الأصل الإيطالي خلا الأعداد الموجودة فيه فأني وضعتها من عندي تسهيلا للإشارة إلى الكلام عند الحاجة .
وإني أسدي في هذا الموقف أجمل الشكر وأطيب الثناء إلى حضرة العالم المحقق " لونسدال راغ " نائب مطران الكنيسة الإنجليزية في " فنيس " وعلي حضرة العالمة المدققة " لورا راغ " عقيلته اللذين أذنا لي بترجمة هذا الإنجيل إلى العربية عن ترجمتها الإنجليزية التي إصدارها حديثا مع الأصل الإيطالي فخدما بذلك التاريخ خدمه يذكرها لهما العلم معطرة الثناء لما عانيا في دقة الترجمة والمحافظة علي الأصل وهو عمل شاق لا يقدره قدره إلا من يقوم بمثله ، وأهدي مثل هذا الشكر إلى حضرة الفاضل أمين مطبعة " كلارندن " في " أكسفورد " التي التزمت طبع هذا الإنجيل ووضعت بين أيدي القراء كتاباً نادراً فكان ذلك من أجل الخدمات العلمية المتعددة التي قامت بها هذه المطبعة الشهيرة .
ولا أري مندوحة في الختام من التنبيه إلى أني قد التزمت في هذه المقدمة البحث في هذا الإنجيل من الوجهتين التاريخية والعلمية فقط لأني ترجمته كما جاء في صدر هذه المقدمة خدمة للتاريخ دون سواه ، ولذلك قد أعرضت كل الأعراض عن المناقشات الدينية المحضة التي أتركها لمن هم أكثر مني كفاءة .
القاهرة في 15 مارس سنة 1908م .
خليل سعادة

هذه مقدمة المترجم إلى العربية وهي خلاصة بحث ودراسة مقدمة الطبعة الإنجليزية التي قام بها السيد راج وزوجته . والتي لابد من قرأتها قبل الدخول في الموضوع .
وللحديث بقية .

مع تحياتي

الراعي / عمانوئيل




إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - salamoni - 05-07-2004

أشكر الصديق راعي على هذا الموضوع رائع

و أحببت أن أضع بين أيديكم موضوع كتبه الدكتور وديع أحمد http://www.wade3.jeeran.com/book8.htm

و هذا حتى يكون الحوار حول إنجيل برنابا محاط من كل الجوانب


دراسة في كتاب ( برنابا ) المدعو ( إنجيل برنابا)

تؤكد صحته وصدق هذا الكتاب

قرأت كتاب إنجيل بر نابا الذي نشره / محمد رشيد رضا – عليه رحمة الله، و من أمانة الناشر إعتمد علي علي مترجم نصراني / خليل سعادة ، الذي كتب مقدمة كبيرة ينتقد فيها هذا الإنجيل و من أمانة النشر أيضا أنه نشر مقدمة المترجم النصراني كاملة . ولقد وجدت الكثير من الأدلة علي تلاعب المترجم النصراني في الترجمة لكي يثبت فيها بعض عقائد النصارى و يفسد الكتاب و يجعل المشسلمين أيضا يرفضونه .

ويتضح من هذه المقدمة أن أصل هذا الكتاب - عثر عليه راهب بالصدفة في مكتبة بابا الفاتيكان – كان باللغة الإيطالية ، ثم قام رئيس كهنة ( مطران ) إنجليزي بترجمته الي الإنجليزية ومن هذه الترجمة الإنجليزية ترجم ( خليل سعادة ) الي اللغة العربية ، و أري انه من المستحيل أن يقوم نصرانيان بترجمة مثل هذا الكتاب المناهض لعقيدتهما بدون التلاعب فيه ، كما أنهم اعتادوا علي تغيير كلام كتبهم في كل عصر .

ومن أدلة تلاعب المترجم النصراني في ترجمة هذا الكتاب ( وهم أكثر من 50 دليل ) :

1- انه ذكر في الهوامش انه ترجم من الأصل الإيطالي والأصل الأسباني لهذا الإنجيل بينما هو قام بالترجمة من النسخة الإنجليزية ، بينما الأصل الأسباني مطموس وناقص باعتراف المترجم في المقدمة – بل وقال انه لا وجود له وكذلك الأصل الإيطالي لا وجود له بعد أن أخذه الراهب الذي أسلم بعد أن قرأه ( كما ذكر المترجم في المقدمة أيضا ) .

2- إعتراف المترجم في الهوامش – مرارا عديدة – أنه غير كلام النسخة الأصلية عند الترجمة – بحجة عدم وضح الأصل – وفي هامش فصل 199 كتب المترجم ( وجرينا علي ذلك في هذه الترجمة ) أي أنه فعل ذلك كثيرا وغير كل ما لا يعجبه .... ( هذه عدم أمانة ) .

3- ترجم كلمات كثيرة بأسلوب غريب لتشويه معاني الكتاب . مثل : بدلا من القسم ( بالله الحي ) كما جاء في التوراة يكتب ( لعمر الله ) وكتب ( غناء الله ) بدلا من ( غني الله ) ...و غير ذلك الكثير .

ويعترض النصاري علي ذلك الكتاب زاعمين أن مؤلفه مسلم . لعدة أسباب منها :

1- لأنه أكد مرارا و تكرارا علي أن المسيح عبد الله ورسوله و أنه قال أنه يخشي الله ويخضع لدينونة الله يوم القيامة .

2- لأنه كتب شهادة المسيح للنبي محمد صلي الله عليه وسلم وللإسلام والمسلمين .

3- لأنه قال أن بولس مؤسس المسيحية ضال ومضل ، بينما المسيحيين يحترمون كلام بولس أكثر من كلام المسيح .

حقائق عن كتاب بر نابا :

1- كاتبة لم يدعي انه كتب بالوحي الإلهي كما يدعى كل من كتبوا كتب النصاري وخاصة بولس الذى حول النصرانية الي المسيحية .

2- إعترف كاتب ( بر نابا ) أنه ينسي بعض الكلمات وبعض الأحداث ( فصل 217 ) أي أنه يكتب سيرة المسيح وقصة حياته وأعماله وتعاليمه وليس ( إنجيلا منزلا ) .

3- كما أن الكاتب كتب هذا الكتاب بعد عدة سنوات من إصعاد المسيح عليه السلام حيث قال أنه كتبه بعد ضلال بولس والذي دخل النصرانية بعد الإصعاد بعدة سنوات ثم ظل تلميذا لبرنابا عدة سنوات ثم ضل وعبد المسيح .

4- كما أن الكاتب ( بر نابا ) عاشر بولس الضال وكل النصاري يعلمون أن ( المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة ) فتأثر بر نابا بتعاليم بولس وظهر ذلك في بعض كلام بر نابا في بعض أجزاء من هذا الكتاب .

من هو بر نابا :

قال برنابا عن نفسه في هذا الكتاب انه من أوائل التلاميذ ( الحواريين ) اللذين اختارهم المسيح عيسي عليه السلام ، لكن في الاناجيل الاربعة تم حذف اسمه عمدا لأن كتابه هذا يكشف زيف الاناجيل كما سأشرح . ولكن جاء ذكر برنابا كثيرا في كتاب النصاري في العهد الجديد وفي كتاب (اعمال الرسل ) ويعنون بالرسل ( التلاميذ اللذين ارسلهم المسيح ) وجاء في هذا الكتاب :

1. ( أعمال 4 ) " ويوسف الذى دعى من الرسل – برنابا – الذى معناه ( ابن الوعظ ) وهو لاوى ( أى رجل دين يهودى ) قبرص الجنس اذ كان عنده حقل باعه وأتى بالدراهم ووضغها عند أرجل الرسل " أى تبرع بكل ماله للفقراء .

2. ( أعمال 11 ) بعد أن ترك بولس اليهودية وانضم الى النصارى خاف منه تلاميذ المسيح فجاء برنابا وأ قنع التلاميذ أن يقبلوه فوافقوا لأنهم يثقون فى صدق برنابا .

3. ( أعمال 11 ) التلاميذ رأوا أن ( برنابا رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والايمان ) والروح القدس هو الجزء الثالث من الثالوث الذى يعبده النصارى، فقام التلاميذ بارسال من أورشليم الى أنطاكية ( فى آسيا الصغرى ) حيث كلمهم عن المسيح فآمن جمع غفير .

4. ثم ذهب برنابا الى طرسوس فى آسيا الصغرى ليبحث عن بولس حيث كان يختبىء خوفا من اليهود وجاء به الى أنطاكية وهناك اخترع بولس لقب ( المسيحيين ) بدلا من ( النصارى ) أو ( المؤمنين) برسالة المسيح .

5. ( أعمال 11 ) برنابا – وبولس قاما بجمع معونات من أنطاكية للتلاميذ فى أورشليم .

6. ( أعمال 12 ) التلاميذ اعتبروا برنابا ( نبيا ومعلما كبيرا ).

7. ( أعمال 13 ) ( الروح القدس ) يأمر التلاميذ بارسال ( برنابا وبولس) للتبشير فى قبرص فسافرا ومعهما (مرقص) خادما ، ومرقص هو كاتب الانجيل المعروف .

8. وهناك أخذا يبشران بين اليهود فقط، ثم ذهبا الى أنطاكية وهاجما كفر اليهود فطردوهما ، فذهبا الى بلد ( أيقونية) حيث كلما اليهود فقط ، فكاد اليهود أن يرجموهما فهربا الى مدينة ( لسترة) حيث الناس يعبدون الأصنام، وهناك اعتبروا أن برنابا هو ( زفس ) كبير الآلهة، وبولس هو ( هرمس)، ثم رجموا بولس وخافوا من برنابا، ولكن للأسف عاش بولس لأن اصابته لم تكن خطيرة . ثم تنتهى قصة برنابا فى كتاب ( أعمال ) حين يخترع بولس للمسيحيين القساوسة ، ويتنازعان حين يقوم بولس بتعليم الناس أن يتركوا فرض (الختان) ويتركوا التمسك بشريعة الله لعبده موسى عليه السلام وذلك بزعم أن المسيح نسخها وألغاها بالكامل. فتشاجر برنابا مع بولس وذهب كل منهما الى طريق مختلف . وانتهى ذكر برنابا تماما من كتاب النصارى واستمر باقى الكتاب لذكر بولس وحده وكأنه هو الوحيد الذى يفعل كل شىء وكأنه لا يوجد أى واحد من تلاميذ المسيح يفعل أى شىء.

ومن أدلة وجود هذا الكتاب من قبل الاسلام بمئات السنين

ويقول مترجم كتاب ( انجيل برنا ) – الأستاذ/ خليل سعادة (النصرانى) فى مقدمته التى يهاجم فيها هذا الكتاب ليثبت زيفه : " ان الموسوعة الفرنسية أثبتت وجود انجيل برنابا من قبل الاسلام بمئات السنين وهذه الموسوعة كتبها مسيحيون متشددون جدا ومتعصبون جدا ضد الاسلام كما شهد المترجم النصرانى لهذا الكتاب قائلا عنه : (( هذا الكتاب قد أتى على أيات باهرة من الحكمة وطراز راق من الفلسفة الأدبية وهو يرمى الى ترقية العواطف البشرية الىافق سام آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكرداعيا الانسان الى التضحية ))

وكذلك قال العلامة المسيحى القس صموئيل مشرقى رئيس الطائفة الانجيلية فى مصر والشرق وهو بمثابة( البطرك) عند الأرثوذكس( والبابا ) عند الكاثوليك قال فى كتابه الصادر سنة 1988

( عصمة الكتاب المقدس واستحالة تتتحريفه ) فى صفحة 20 : ان انجيل برنابا كان موجودا سنة 325 م . وكتب يقول ( أما نحن مممن جانبنا فنقول من باب الترجيح أن بعض أتباع المسيح قد بدأوا فى كتابة هذه الأناجيل عن المسيح عن طريق جمع مجموعات من أقواله وأفعاله لاستعمالهم الشخصى فى البداية، وهنا بدأت القصص التى تروى يسوع تجمع فى كتب كبيرة كانت نواة لعدة أناجيل بلغت مائة انجيل وكان على الكنيسة ( يعنى قادتها من البطاركة والرهبان ) أن تمحص هذه الأناجيل وتمت الموافقة على هذه الأناجيل الأربعة فقط (يعنى كذبوا أكثر من 96 انجيلا) بعد أن ثبت قانونيتها ؟ وتم الاعتراف بقدسيتها ؟ ( يعنى اعترفوا بأنها وحى من عند الله ؟ ) التى تأكدت بما أحاط بها من براهين داخلية وخارجية. ورفضت الكنيسة الاعتراف بغيرها من الأناجيل مثل ( انجيل توما ) المكتوب باللغة العربية فى الجزيرة العربية ( وانجيل برنابا ) وغيرهما ، بعد أن ثبت أن الكثير مما تحتويه من أقوال دخيل ومزور؟ ومن ثم لم يتقرر وحيها

( أى أن الوحى يحتاج لتصديق البطاركة والرهبان ) وتم وضع هذه الكتب كلها فى قائمة واحدة فى مجمع ( نيقية ) سنة 325 م ، ومازال بعض هذه الكتب المرفوضة موجودا مثل ( انجيل المصريين ) و ( انجيل العبرانيين ) و ( انجيل توما ) و ( انجيل برثلماوس ) و ( انجيل متياس ) و ( انجيل تلاميذ المسيح ) وفيها الكثير من الأخطاء التاريخية والجغرافية والعقائدية، وما يتعارض مع ما ذكره أنبياء العهد القديم ورسل العهد الجديد .

- وهذان الدليلان يؤكدان وجود هذا الانجيل من قبل ظهور اللاسلام بأكثر من قرنين من الزمان، وهذا ينفى أن أصله كاتب مسلم .

- وكيف يرفضون أكثر من 96 انجيلا لأجل خطأ تاريخى أو جغرافى ؟؟

- و أضيف أن كتاب برنابا صحيح – الا من بعض التغييرات المفتعلة والتى لا ذنب للكاتب فيها بالأدلة الآتية :

1- هذا الكتاب يحتوى على كل ما ذكرته الأناجيل الأربعة- مجتمعة – عن المسيح ، ماعدا تأليه المسيح فقط . وأسلوبه أوضح من الأناجيل ، وكتب الأحداث والتعاليم بالتفصيل أكثر منها بكثير.

2- ذكر حقائق عن المسيح عليه السلام أخطأت فيها الأناجيل الأربعة ثم جاء علماء المسيحية ليؤكدوا صحة ما جاء فى برنابا وخطأ الأناجيل الأربعة ومنها :

أ‌- قال برنابا أن المسيح أرسل (72) تلميذا- فى (فصل 97) بينما قال ( انجيل لوقا ) انهم كانو (70) فقط وذلك في الطبعة القديمة الصادرة بأسم ( الكتاب المقدس ) , وجاءت الطبعة الحديثة بإسم ( كتاب الحياة ) سنة 1982 لتؤكد كلام برنابا وتنفي كلام لوقا .

ب‌- قال برنابا ان ( سالوما ) هي شقيقة ( مريم ) أم المسيح (فصل 209) بينما قالت الاناجيل انها قريبتها ,وذكر المترجم النصراني ان علماء النصاري اكدوا صدق برنابا .

ج-ذكر برنابا – استشهاد المسيح بروايات جائت في كتب يهودية حذفها النصاري من كتابهم المقدس عندهم من القرن الرابع بزعم عدم صحتها ( فصل 50 ، 167 ) , وفي سنة 1972 اعترف علماء النصاري بصحة هذه الكتب وأضافوها لكتابهم تحت إسم ( الإسفار القانونية ).

د-قصة الزانية الموجودة في انجيل يوحنا ذكرها برنابا بصورة مختلفة تماما ( فصل 201) و أكد المؤرخون صدق ما قاله برنابا بالحرف وتم تصويرها في فيلم حياة المسيح كما ذكرها برنابا وليس كما ذكرها يوحنا .

3- كما شرح برنابا كلاما ذكرته الأناجيل الأربعة بطريقة غير مفهومة مثل: -

أ‌- ان اليهود هتفوا امام المسيح قائلين ( أوصنا لابن داوود ) وترجموها فيما بينهم بمعني (خلصنا ) فلا يستقيم المعني ( خلصنا لإبن داوود ) ؟؟؟ أما برنابا فقال أنهم قالوا (فصل 200) ( مرحبا بابن داود) .

ب‌- قالت الأناجيل أن المسيح قال " من قال لأبيه قربان فلا يلتزم" ؟؟؟ بينما قالها برنابا ( فصل 32) " اذا طلب الآباء من أبنائهم نقودا يقول الأبناء: لا ان هذه النقود نذر لله ولا يعطون لآبائهم) . أيهما أوضح ؟؟

ج‌- كذلك ما جاء فى ( انجيل لوقا 14) على لسان المسيح " من لا يبغض أباه وأمه فلا يستحقنى" وهذا تحريض صريح على كراهية الأب والأم بينما جاءت فى برنابا فى ( فصل 26) " ان كان أبوك وأمك عثرة لك فى خدمة الله- فانبذهم ) ولا تنسى فضل المترجمان النصرانيان فى ترجمة كلمة فانبذهم وما شابهها- وان كان معناها أخف بكثير من كلمة يبغض والفارق بين الجملتين كبير جدا.

4- برنابا صحح أحداثا تناقضت فيها الأناجيل الأربعة تناقضا كبيرا، واحتار فى تفسيرها علماء النصارى , واوضح مثال هو قصة المرأة التي بكت أمام المسيح وسكبت العطور علي قدميه ( فصل 129 مع فصل 192 , فصل 205 ) وإليك إختلافات الاناجيل الاربعة في هذه القصة :

قال انجيل متى: حدث قبل عيد الفصح بيومين فى مدينة بيت عنيا عند سمعان الأبرص أن امرأة سكبت الطيب (العطر) على رأس المسيح فاغتاظ تلاميذ المسيح منها لأن العطر كان غالى الثمن.

وقال انجيل مرقص: نفس القصة وقال ان قوما من الجالسين مع المسيح اغتاظوا من المرأة.

وانجيل لوقا : قال ان الحادثة وقعت قبل عيد الفصح بزمن طويل فى مدينة (كفرنا هوم) عند (فريسى) أى معلم دين كبير فجاءت امرأة خاطئة فسكبت الطيب على قدمى المسيح فاغتاظ الفريسى وقال " لو كان هذا نبيا لعلم أنها خاطئة " أى يرفض أن تلمسه هكذا .

وانجيل يوحنا: قال انها مريم ظاخت لعازر التى دهنت الرب بالطيب ومسحت رجليه بشعر رأسها؟؟ يعنى حدث هذا فى بيت لعازر وأن يهوذا تلميذ المسيح اغتاظ لأجل ثمن الطيب الباهظ لأنه كان سارقا يسرق ما يتبرع به الناس للفقراء.

واحتار الصحيحة موجودة فى برنابا فقال: كل علماء النصارى فى الجمع بين هذه الروايات وتضاربت التفاسير، بينما القصة الصحيحة موجودة فى برنابا فقال:" ان هذه المرأة المومسة هى(مريم المجدلية) وهى أخت لعازر وأن الحادثة تكررت مرتين فى بيت ( سمعان) الذى كان أبرصا ثم شفاه المسيح ، فى المرة الأولى جاءت تائبة تبكى عن زناها- فقال لها المسيح

" الرب الهنا يغفر لكى فلا تخطىء بعد ذلك" وفى المرة الثانية سكبت الطيب على رأس المسيح وملابسه فاعترض يهوذا الذى كان عنده صندوق جمع التبرعات للفقراء لأنه كان يسرق من الصندوق.

5- ذكر برنابا ‘أن المسيح كان يغتسل قبل الصلاة بحسب أمر الله فى توراة موسى وكان يصلى باستمرار فى أوقات ثابتة ( الفجر- الظهر – العشاء) ويصوم فى أوقات محددة ، كما ذكر أن التلاميذ كانوا دائما يصلون مع المسيح بانتظام ويصومون ويبكون متأثرين بتعاليم المسيح، وكذلك مريم أم المسيح كانت دائما تصلى لله وتبكى ( فصل 209) . وكانت دائما تتابع أخبار المسيح اذا سافر بعيدا عنها، كما ذكر بالتفصيل صلوات المسيح لله .

أما الأناجيل الأربعة فلم تذكر أى شىء من هذا بل ذكرت عكس ذلك مثل: أن التلاميذ

يخافون من المسيح ( مرقص 9: 32) وأنهم لا يصلون ولا يصومون (مرقص 16:12 ) لدرجة أن اليهود انتقدوهم بسبب ذلك فقام المسيح بالدفاع عن تلاميذه وشتم من ينتقدهم (مرقص19:2 ) .

6- ذكر برنابا تعاليما هامة للمسيح لم يذكرها أى انجيل من الأربعة ومنها:

- نجاسة الخنازير ( فصل 32)

- نجاسة عبادة الأصنام وتحريمها (فصل 33)

- فضل شريعة الختان (فصل 22)

- ما هو الكبرياء ( فصل 29)

- تعليم جميل عن الصلاة وسنة الصلاة (36،84)

- أنواع عبادة الأصنام فى العصر الحديث ( فصل 33)

- من هو المرائى ( فصل 45)

- حق الطريق والعدل ( فصل 49)

القضاء العادل (فصل 50)

- ابتلاءات الله للناس والأنبياء خاصة ( 99)

- الصدقة ( 125)

- الجحيم ودركاته ( 135)

- الجنة ودرجاتها ( 71)

- موعظة الموت والدفن (196-198) وغيرها الكثير...

هل يتخيل قارىء أن هذه الأناجيل الأربعة التى لم تذكر كلمة واحدة عن كل هذه الموضوعات الهامة وغيرها هى الصحيحة الصادقة وأن برنابا الذى ذكر كل هذه المواضيع وأكثر بالتفصيل هو الكاذب وأنه اخترعه شخص مسلم ؟؟!!

ومع ذلك فان المسيحيين يصدقون الأربعة ويكذبون برنابا مع (95) انجيلا آخر بدون أن يقرأوا منهم ورقة واحدة؟؟!! تماما كما كذبوا بالقرآن الكريم بدون أن يقرؤه ويسألوا عن معانيه.

وهناك أدلة أخرى كثيرة جدا وتوجد دراسة مقارنة كاملة بين برنابا والأربعة مع القرآن الكريم والاسلام فى أكثر من مائة صفحة-(مع الرأفة) – كلها تؤكد صحة وصدق برنابا وكذب وزيف الأربعة . والحمد الله على نعمة الاسلام والتوحيد.

وأنهى كلامى بشهادة المترجم النصرانى لانجيل برنابا / خليل سهادة حيث كتب فى مقدمة هذا الانجيل عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام عليهم رضوان الله يقول:

" نهض نهضة مادت لها الجبال الراسيات،ونفخ فى قومه تلك الروح التى وقف لها العالم متهيبا ذاهلا، وجرى ذكره على كل شفة ولسان، وأتى من عظائم الأمور ما كان حديث الركبان، وخلفاؤه الذين دوخوا ممالك العالم وبسطوا مجدهم عليه .."

http://www.wade3.jeeran.com/book8.htm






إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - الراعي - 05-08-2004

كيف ظهر الكتاب للوجود ؟ وما هو رأي النقاد والعلماء فيه ؟

الزميل العزيز سلاموني

تحية لك وسلام

يؤسفني أن تلجأ لموضوع مكتوب لترد به أو تعلق به على بحث علمي جاد فأنت لم تقرأ هذا الكتاب المزيف المدعو بإنجيل برنابا وما نقلته عن المدعو الدكتور وديع أحمد ، ليس بحثا علميا أن هو انحياز كامل لهذا الكتاب المزيف ، ونفسيا يبرر ارتداده عن المسيحية ، وكلامه مليء بالأكاذيب ولن ألتفت إلى مثل هذا الهراء الذي كتبه ، إنما سأدخل في البحث العلمي الجاد ونمشي سويا مع هذا الكتاب المزيف ، وأرجو منك أنت وكل من يدخل معنا في الحوار أن يكون معه هذا الكتاب ليرى بنفسه الحقيقة :

كيف ظهر الكتاب للوجود ؟ وما هو رأي النقاد والعلماء فيه ؟

1 – كيف ظهر الكتاب للوجود ، وكيف أنتشر ؟
(1) المخطوطة الإيطالية : ظهر هذا الكتاب المزيف والمسمى زورا بإنجيل برنابا للمرة الأولى في امستردام بهولندا سنة 1709م في مخطوطة مكتوبة باللغة الإيطالية في مكتبة أحد وجهاء المدينة عندما أخذها كريمر مستشار ملك بروسيا ، وفي نفس السنة استعارها جون تولاند Mr. John Toland من كريمر ، وكان هو أول من تحدث عنها للعامة قائلا أنها إنجيل مزور ومزيف باسم برنابا . ثم أهديت المخطوطة للأمير أيوجين أمير سافوي Eugene of Savoy ، ثم انتقلت سنة 1738 إلى المكتبة الملكية بفيينا وما تزال بها حتى الآن .
(2) المخطوطة الأسبانية :
ولكن هناك مخطوطة أخرى مكتوبة باللغة الأسبانية ، يرى العلماء أنها الأقدم والأصل المأخوذ عنه النص الإيطالي . وكان أول من ذكرها هو أحد العلماء الإنجليز ويدعى جورج سال George Sale في مقدمة ترجمة له للقرآن من العربية إلى الإنجليزية "Preliminary Discourse to the Quran " سنة 1734م وقال عنها أنه " تزييف عاري الوجهbare – faced – forgery "(1). وذكر أنه مكتوب في مقدمة هذه المخطوطة أنها مترجمة من الإيطالية ومترجمها مسلم أندلسي يعيش في استنبول يدعى مصطفي العرندي نسبة إلى مدينة Arnada الأسبانية . ويروي مصطفي هذا ، كاتب مقدمة النص الأسباني ، في مقدمته رواية خرافية ساذجة يزعم فيها أن راهباً لاتينيا يدعى فرا مرينو قرأ تنديداً بالقديس بولس في كتابات القديس إريناؤس يرجع لإنجيل برنابا فاشتاق لقراءة هذا الإنجيل ثم سرقه من مكتبة البابا بطريقة وهمية خيالية !! فترك المسيحية وأعتنق الإسلام(2). وقد اختفى النص الأسباني ولم يظهر للوجود إلا مؤخرا في مكتبة فيشر بأستراليا .
ومن خلال ما جاء عن هذا الكتاب المزور في مقدمة ترجمة جورج سال للقرآن شاع ذكره في الأوساط الإسلامية في الهند واستخدموا ما قيل عنه في مواجهتهم للإرساليات التبشيرية والمبشرين المسيحيين . وقد تضايق جون دبليو ينجسون John W.Youngson الذي كان يعمل لإرسالية كنيسة اسكتلندا في الهند كثيرا وطالب بالبحث عن الكتاب وعمل ترجمة له لكشف زيفه وتزويره حتى يحذف هذا الأمر من اجندة الحوار المسيحي الإسلامي . وأمام هذا الأمر بذل ينجسون وزملاؤه جهوداً كبيرة حتى ظهرت المخطوطة الإيطالية الموضوعة في المكتبة الملكية بفيينا . وقام كل من لوندسال راج وزوجته لورا راج Lonsale Ragg and Laura Ragg المتخصصين في أدب الشاعر الإيطالي العظيم دانتي بترجمة النص الإيطالي إلى الإنجليزية سنة 1907م ، ووضعا له مقدمة نقدية طويلة برهنا من خلالها على أنه كتاب مزيف ومزور ومنسوب زوراًَ للقديس برنابا وقد كتبه في العصور الوسطى شخص مسلم كان مسيحيا وترك المسيحية وأعتنق الإسلام .
وكان هدف هذه الترجمة ونشرها هو تقديم الدليل للإرساليات التبشيرية على أنه كتاب مزيف ومزور . وبعدها بسنة واحدة قام الدكتور خليل سعادة المسيحي اللبناني بترجمته إلى اللغة العربية ووضع له ، أيضا مقدمة نقدية طويلة مبنية أساسا على مقدمة الزوجين راج برهن من خلالها أيضا على أنه كتاب مزيف ومزور وقد كتبه مسلم كان يهوديا أعتنق المسيحية وتركها إلى الإسلام " بل الذي أذهب إليه أن الكاتب يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره واطلاعه على أناجيل النصارى " . وقام بنشره السيد محمد رشيد رضا صاحب تفسير ، القرآن ، المنار وتلميذ الأمام محمد عبده مع مقدمة خاصة به .
ومن هذه الترجمة العربية ترجم الكتاب إلى اللغة الأردية ليستخدمه الناطقين بها في الهند وذلك بعد حذف المقدمة النقدية التي تبرهن على تزييفه وتزويره ووضع مقدمة أخرى توحي بصحته ، وتبع ذلك الترجمات إلى الإندونيسية والفارسية والتركية .
وقام وليم تمبل جاردنر ، المتخصص في الإسلام والذي كان أحد قادة إرساليات الكنيسة الإنجليكانية في مصر ، بعمل دراسة نقدية تحليلية برهن فيها زيف الكتاب وتزويره . وقد نشرت دراسته هذه واستخدمت في كل من مصر والهند(4).
وفي سنة 1973م أعاد وقف البيجوم عائشة في باكستان طبع الترجمة الإنجليزية بدون أذن الناشر مع حذف المقدمة النقدية ووضع مقدمة تدافع عنه وتوحي للقارئ بأنه إنجيل حقيقي !! ثم ترجم الكتاب بعد ذلك إلى الكثير من اللغات وأنتشر في معظم الأوساط الإسلامية التي تمثل الأغلبية أو الأقلية ، وكان آخر هذه الترجمات هي ترجمة الكتاب من الإنجليزية إلى اللغة الأسبانية والتي قام بها مسلمو البرازيل ، وكالعادة بعد حذف المقدمة النقدية التي تبرهن على تزويره وتزييفه ووضع مقدمة خاصة بهم مثل بقية الترجمات !!
2 – أراء النقاد والعلماء في الكتاب :
وقد كتب الكثيرون في نقد هذا الكتاب ولكن الأغلبية صمتت ولم تشر إليه لا من قريب ولا من بعيد ، وانقسم أولئك وهؤلاء إلى ثلاث مجموعات :
(1) الذين قالوا بتزييف الكتاب :
ويتكون هؤلاء من جميع العلماء والكتاب والنقاد ورجال الدين في العالم المسيحي . وقد اجمع هؤلاء على أن هذا الكتاب مزيف ومزور وقد كتبه مسلم من المورسكوس ، أي عربي أندلسي أُجبر على الدخول في المسيحية ، أو مسيحي ترك المسيحية وأعتنق الإسلام ، أو يهودي أعتنق المسيحية وتركها إلى الإسلام .
وتضم هذه المجموعة عدد من الكتّاب المسلمين في الشرق والغرب مثل الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في مصر والأستاذ يحيى الهاشمي في سوريا والأستاذ الدكتور على بن الشريف الأستاذ بإحدى جامعات السعودية . والذين رفضوه تماماً وقالوا أنه كتاب مزور ومزيف ، أو على الأقل ، من وجهة نظر بعضهم ، مشبوه ومشكوك في صحته ومملوء بالأخطاء . وفيما يلي أهم أرائهم :

1- د .علي عبد الواحد وافي(5): قال عن هذا الكتاب المزيف : " ويقدم فقهاء المسحيين وباحثوهم شواهد كثيرة تدل علي أن الإنجيل موضوع بقلم مسلم ، وأن مؤلفه قد نسبه زورا إلى برنابا لترويج ما يتضمنه 000 وأن كان بعض ما يشتمل عليه الكتاب يحمل علي الظن بأنه موضوع وخاصه ما يقره من أمور تمثل روايات ذكرها بعض المتأخرين من مؤلفي المسلمين ولا يطمئن إلى مثلها المحققون منهم 000 وما ينسب للمسيح من أقوال تمثل تحقيقات الفقهاء وما يذكر أن المسيح قد قدمه من أدلة علي أنه هو إسماعيل لا إسحاق . والإسلام ليس في حاجة إلى كتاب كهذا تحوم حوله شكوك كثيرة 000 ولا ينبغي أن نتخذ سفرا مشكوكا في صحة نسبة إلى صاحبه دليلا علي ذلك ولا أن نعتمد عليه لإقناع المسيحيين ببطلان ما أقروه من أناجيل "(6).

3 - الكاتب الكبير عباس العقاد : دافع هذا الكاتب الكبير عن صحة الأناجيل الأربعة التي للقديسين متي ومرقس ولوقا ويوحنا ورفض إنجيل برنابا تماما مؤكدا انه إنجيل مزور ولا يعتد به .
(أ) فقال عن الأناجيل الأربعة : " وليس من الصواب أن يقال أن الأناجيل جميعا عمدة لا يعول عليها في تاريخ السيد المسيح 000 وإنما الصواب أنها العمدة الوحيدة في كتابه ذلك التاريخ ، إذ هي قد تضمنت أقوالا في مناسباتها لا يسهل القول باختلاقها ، ومواطن الاختلاف بينها معقولة مع استقصاء أساببها والمقارنة بينها وبين آثارها 000 فإنجيل متي مثلا ملحوظ فيه أنه يخاطب اليهود ويحاول أن يزيل نفرتهم من الدعوة الجديدة ، ويؤدي عباراته أداء يلائم كنيسة بيت المقدس في منتصف القرن الأول للميلاد .
وإنجيل مرقس على خلاف ذلك ملحوظ فيه أنه يخاطب " الأمم " ولا يتحفظ في سرد الأخبار الإلهية التي كانت تحول بين بني إسرائيل " المحافظين " والإيمان بألوهية المسيح .
وإنجيل لوقا يكتبه طبيب ويقدمه إلى سري كبير ، فيورد فيه الأخبار والوصايا من الوجهة الإنسانية ، ويحضر في ذهنه ثقافة السري الذي أهدى إليه نسخته وثقافة أمثاله من العلية .
وإنجيل يوحنا غلبت عليه فكرة الفلسفة وبدأه بالكلام عن " الكلمة " logos ووصف فيه التجسد الإلهي على النحو الذي يألفه اليونان ومن حضروا محافلهم ودرجوا معهم على عادات واحدة .
وسواء رجعت الأناجيل إلى مصدر واحد أو أكثر من مصدر ، فمن الواجب أن يدخل في الحسبان أنها هي العمدة التي أعتمد عليها قوم هم أقرب الناس إلى عصر المسيح ، وليس لدينا نحن بعد قرابة ألفي سنة عمدة أحق منها بالاعتماد .
ونحن قد عولنا علي الأناجيل ولم نجد بين أيدينا مرجعا أوفي منها لدراسة حياة الرسول (المسيح) والإحاطة بأطوار الرسالة وملابساتها "(7).
ب - وقال عن إنجيل برنابا المزيف : " لوحظ في كثير من عباراته أنها كتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس وما جاورها ، وأن وصف الجحيم فيه يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد 000 نشك في كتابة برنابا لتلك العبارات لأنها من المعلومات التي تسربت إلى القارة الأوربية نقلا عن المصادر العربية 000 وكذلك تتكرر في الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع علي كتب قومه ، لا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة 000 ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القران "(8).

3 - أ. أحمد جبريل : كتب مقالة طويلة في صفحة كاملة من جريدة المساء قدم فيها نقدا كاملا لهذا الكتاب المزيف ، جاء فيه " يذكر لهذا الإنجيل أخطاء عديدة تدل علي أنه مزيف وموضوع في أواخر العصور الوسطي " .
وبعدما لخص أخطاءه الجغرافية والتاريخية والعلمية في سبع مجموعات من الأخطاء قال : " والحقيقة المؤكدة من خلال تلك الأخطاء الفادحة أن كاتب إنجيل برنابا 000 يهودي أعتنق الإسلام ودرس ما يتصل به من قرآن ولغة وأحاديث نبوية وقدسية وعلوم وفلسفة . ثم ألف هذا الإنجيل ونسبه إلى برنابا "(9).

4 - أ . د. علي بن الشريف : قال متسائلا : " أين النسخة الأصلية التي نقلت عنها الترجمة الإيطالية ؟ فليست الإيطالية هي لغة برنابا بل هي العبرية . فهناك أذن أصل عبري نقلت عنه ، فأين هذا الأصل ؟ لم تحدثنا الكتب والمصادر التي تحدثت عن هذا الإنجيل بأي حديث عن الأصل المفقود ! ومادام الأصل لا وجود له ولا سند فنحن في مندوحة وحل من عدم الاعتراف به ، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به لاستدلال ، ولا دليل هنا يقطع ويجزم أن هذا الإنجيل لبرنابا 000 فيجوز أن يكون هذا الإنجيل لمفكر إيطالي اعترف بمحمد ورسالته وبعيسى ورسالته فأخرج هذا الإنجيل ونشره بين الناس 000 فمن باب أولى لا نعترف بهذا الإنجيل الإيطالي 000 فنقيم إنجيل برنابا في الرأي الذي نراه هو كأية شهادة شهد بها بعض مفكري الغرب أو شهادة من راهب مسيحي متخصص في العقيديات"(10).

ويرى عدد كبير من هؤلاء الكتّاب خطورة استخدام مثل هذا الكتاب في شرح آيات القرآن أو الأحاديث النبوية والأمور العقيدية المختصة بالمسيحية والمسيح ، لأنه على الأقل ، من وجهة نظرهم ، كتاب مشبوه ومشكوك في صحته ومن السهل إثبات تزييفه ، وفي حالة استخدامه في ذلك لن تكون النتيجة في صالح الإيمان بوحي القرآن ولا في صالح الإسلام بصفة عامه . وكما يقول الدكتور على عبد الواحد وفي " والإسلام ليس في حاجة إلى كتاب كهذا تحوم حوله شكوك كثيرة لتأييد ما يذكره القرآن عن المسيح وحقيقة ديانته 000 ولا ينبغي أن نتخذ سفرا مشكوكا في صحة نسبه إلى صاحبه دليلا علي ذلك ولا أن نعتمد عليه لإقناع المسيحيين ببطلان ما أقروه من أناجيل "(11).
(2)الذين صمتوا ولم يتحدثوا عن الكتاب :
وهؤلاء يمثلون العدد الأكبر من النقاد والكتاب ورجال الدين المسلمين الذين لم يتحدثوا عن الكتاب نهائياً ، وتجاهلوه تماماً ، لم يشيروا إليه مطلقاً ولم يستخدمه أحد في شرح أو تفسير الآيات الدينية التي تختص بالمسيح أو المسيحية . وعلى رأس هؤلاء جميع الجهات الإسلامية الرسمية والمسئولة مثل مشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية في مصر .
(3) الذين كتبوا يدافعون عن الكتاب :
أما المجموعة الثالثة من الكتاب والنقاد فمكونة من بعض الكتاب المسلمين ، الذين يكتبون في الأديان المقارنة ، في الشرق والغرب والذين يحاولون الدفاع عن الكتاب وتقديمه كإنجيل مثل الأناجيل القانونية (الصحيحة). وقد بنوا دفاعهم على ما يلي :

1 – الإدعاء بأن كنيسة الإسكندرية قبلته ككتاب قانوني موثق قبل سنة 325م !! والغريب أنهم لم يشروا إلى أي مرجع يؤيد هذا الإدعاء ! لسبب بسيط هو أنه لا يوجد مرجع واحد يقول بذلك ، فآباء كنيسة الإسكندرية لم يستخدموا إلا الأسفار القانونية الموثقة كما أشاروا إلى ما جاء في الأسفار الأبوكريفية واقتبسوا منها ولم يشيروا مطلقاً لما يسمى بإنجيل برنابا(12). فمن أين أتى هؤلاء بهذا الإدعاء ؟!!

2 – كما قالوا بناء على ما ذكره مصطفي العرندي في مقدمة النسخة الأسبانية أن القديس اريناؤس (130-202م) قد كتب يؤيد التوحيد الخالص ! كما عارض القديس بولس وندد به لأنه أدخل إلى المسيحية دين الرومان الوثنيين والفلسفة الأفلاطونية !! كما زعموا أن اريناؤس أقتبس بكثافة من إنجيل برنابا الذي كان مستخدماً في القرنين الأول والثاني للمسيحية !! هكذا سلموا بصحة ما زعمه هذا الرجل الأندلسي الغامض وأضافوا لما ادعاه ادعاءات أخرى دون سند أو دليل!!

3 – كما ادعوا أن مجمع نيقية الذي عقد سنة 325م قرر تحريم كل الأناجيل الأصلية المكتوبة باللغة العبرية وأصدر أمراً بمعاقبة كل من يمتلك إنجيلا من هذه الأناجيل بالموت !! ولم يقل لنا أحد من أين أتى بهذا الإدعاء غير المنطقي وغير المعقول وغير المقبول ؟!! فقد عقد مجمع نيقية أصلا للنظر في هرطقة (بدعة) أريوس وحدد قانون الإيمان كما حدد يوم عيد الفصح ، ولم يحرم المجمع أي كتاب من أي نوع على الإطلاق ، فمن أين أتوا بهذا الإدعاء ؟!!

4 – وأضافوا للإدعاء السابق إدعاء آخر فقالوا أن البابا قد حصل على نسخة من إنجيل برنابا وأحتفظ بها في مكتبته الخاصة !! ولم يقولوا لنا من هو هذا البابا ولا المرجع الذي أشار إلى ذلك !! إنما هو مجرد إدعاء بلا سند أو دليل !!

5 – وقالوا " كان معروفاً لدي المسيحيين منذ أقدم عصورهم إن لبرنابا إنجيلاً . وورد ذكر هذا الإنجيل فيما ينسب لقدامى رجال الكنيسة من بحوث وقرارات ، ومن ذلك القرار الذي أصدره البابا جلاسيوس الأول وعدد فيه الكتب المنهي عن قراءتها ، وذكر من بين هذه الكتب إنجيل برنابا . وهذا يدل على أن إنجيل برنابا كان معروفاً في القرن الخامس الميلادي أي قبل بعثة رسولنا بنحو قرنين . غير أنه يظهر أنه قد اختفت من بعد ذلك جميع نسخ هذا الإنجيل ، ولم يعد الناس يعرفون شيئاً عن محتوياته . ولعل تحريم قراءته هو الذي انتهى به إلى ذلك ". وسنناقش هذا الموضوع بالتفصيل في الفصل التالي .

6 – وقال بعضهم أنه في السنة الرابعة لحكم الإمبراطور زينون (سنة 478م) اكتشفت مقبرة برنابا ولما فتحوها وجدوا على صدره نسخة من إنجيل برنابا مكتوبة بيده . وأضاف أحدهم قائلاً " ويبدو أن إنجيل Vulgate الشهير قد أخذ برنابا أساسا له " !! وقال آخر " يبدو أن إنجيل Vulgate الشهير قد بني على هذا الإنجيل " !!
وهذه الادعاءات الثلاثة باطلة ، فالإنجيل الذي وُجد على صدر القديس برنابا هو الإنجيل للقديس متى وليس إنجيل برنابا! وإذ افترضنا وجود هذا الإنجيل المزعوم وأنه أتخذ الفولجاتا أساسا له أو أن الفولجاتا اتخذته أساسا لها فهذا كلام غير منطقي ! أولاً لأن الفولجاتا هي الترجمة التي قام بها القديس جيروم سكرتير بابا روما في بادية القرن الخامس للكتاب المقدس كله بعهديه القديم والجديد بما فيه الأناجيل الأربعة من اللغة العبرية واللغة اليونانية إلى اللغة اللاتينية العامية ، وبالتالي لا يمكن أن تكون قد أتخذت من كتاب آخر أساسا لها فهي ترجمة ضمن ترجمات الكتاب المقدس العديدة ، أما إذا كان هو قد أتخذها أساسا له فهذا يعنى أن هذا الإنجيل المزعوم قد كتب بعد القرن الخامس وليس قبل ذلك !!

تعليق :
لو افترضنا ، جدلاً ، صحة هذه الادعاءات عن وجود هذا الكتاب المزعوم في القرن الخامس فمعنى هذا أنه كان موجوداً قبل ظهور نبي الإسلام بأكثر من قرنين . ولو كان موجوداً ومتداولاً لكان قد أستشهد به في جميع القضايا الخلافية مثل لاهوت المسيح وصلبه ! ويعلق أحد الكتّاب على ذلك قائلاً هذا " زعم باطل لأن النبي كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يقم في البلاد التي سادتها المسيحية آماداً تمكنه من المعرفة والاطلاع " !! ونحن نسأل أين هو دور الوحي ؟ فالقرآن بحسب العقيدة الإسلامية وكما يؤمن كل مسلم هو كتاب الله الموحى به ، المنّزل من السماء ، فهل يغفل الوحي عن مثل ذلك الكتاب المزعوم أن كان له أي وجود قبل ذلك ؟! والإجابة المتوقعة هي ؛ حاشا لله !

7 – كما يقولون أن هذا الإنجيل ، المزعوم ، ذكر في قائمة الستين كتابا المحرمة المكتوبة في القرن السابع . ولكن هذه القائمة تذكر الكتب القانونية ثم تذكر بعض الكتب الأبوكريفية المنهي عن قراءتها ومن ضمنها عبارة " إنجيل بحسب برنابا ". ويؤكد العلماء أنه أن كان لهذه القائمة مع قانون البابا جلاسيوس أصلاً فهما يتكلمان عن كتاب أبو كريفي غنوسي ، وقد اكتشفت جميع هذه الكتب المذكورة في القائمتين أو أجزاء منها ، وهي موجودة ولا يتفق فكرها الذي ينادي بلاهوت المسيح وصلبه مع فكر هذا الكتاب المكتوب في نهاية العصور الوسطى على الإطلاق .

8 – عول الكثيرون على ما حدث من خلاف بين القديس بولس والقديس برنابا بسبب القديس مرقس ابن أخت برنابا ، وكذلك الخلاف الذي حدث في الكنيسة الأولى بين المسيحيين الذي ظلوا متمسكين ببعض العوائد اليهودية وعلى رأسها الختان وطالبوا بضرورة ختان المعمدين حديثا من غير اليهود ، وبين الذين رفضوا ذلك . وكان كل من بولس وبرنابا ، معاً ، على رأس الذين قالوا بعدم ضرورة الختان . ونسج هؤلاء الكتّاب الروايات والقصص والأساطير التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي تزعم وقوع خلاف خطير في العقيدة بين بولس وبرنابا ! وعلى سبيل المثال يقول أحد الكتّاب " ظهر الصراع بين طائفتي المسيحيين الأصليين أتباع المسيح ، والمسيحيين البولسيين أتباع بولس وفي ذلك الوقت كان برنابا من أوائل الذين عرفوا حقيقة بولس ففضح نواياه وأذاع على الملأ خبايا عقيدته الباطلة التي دسها على المسيحيين دساً . ثم ظهرت كتابات برنابا لتكشف القناع عن المشادة التي وقعت بينهما (مقدمة إنجيل برنابا والإصحاح الأول). ويصبح استبعاد إنجيل برنابا مفهوماً في ضوء انتصار المسيحية البولسية على المسيحية اليهودية ولصيقاً ببحث مضامينه العقائدية المخالفة لعقائد النصاري الحالية ، ولما كان من المستحيل التوفيق بين النقيضين ، فما أسهل استبعاده ". والسؤال هو ؛ من أين جاءوا بهذه الادعاءات ؟! وفي أي مرجع قديم أو حديث ، موثوق به ، وردت غير هذا الكتاب المزيف ؟!!.

9 – كما قال البعض أن برنابا كان من الدعاة الأولين الذين عملوا في الدعوة عملا لا يقل عن بولس ، فلا بد أن تكون له رسالة أو إنجيل !! ونقول لهم أن الكثيرين من تلاميذ المسيح ورسلة ، وقد كان له اثنا عشر تلميذا وسبعون رسولا (لو1:10) وأكثر من خمسمائة أخ شاهدوه بعد قيامته دفعة واحدة (1كو6:15) ، لم يكتبوا أناجيل ولا رسائل اكتفاءً بما كُتب في العهد الجديد بحسب إرشاد وتوجيه الروح القدس .
فهل كان كل هؤلاء ، أيضا ، مطالبين بكتابة أناجيل أو رسائل ؟

10 – وقال أحد الكتاب أن هذا الكتاب ، يقصد المخطوطة الإيطالية ، وجد في جو مسيحي خالص ولا يمكن أن يكون مدسوسا عليهم . ونقول لسيادته أن ما زعمه المدعو مصطفى العرندي والرواية الخرافية التي رواها عن الراهب المزعوم في مقدمة النص الأسباني ، يدل على أن هذا الكتاب المزور مدسوس على الجو المسيحي .

11 – ويقول آخر أنه كان لكاتب هذا الإنجيل ، كما يقول د . خليل سعادة مترجم الترجمة العربية ، كان له إلماما عجيباً بالتوراة " وهو يدل على أن كاتبه له إلمام بالتوراة التي لا يعرفها الرجل المسيحي غير الاختصاصي في علوم الدين ، بل يندر من يعرفها من المختصين " !! ولكن هذا الكلام غير صحيح فالحقيقة هي غير ما تصوره الدكتور خليل سعادة وغير ما أفترضه هذا الكاتب لأن كاتب هذا الكتاب المزيف سقط في العشرات من الأخطاء الدينية والجغرافية والتاريخية ، سواء التي تختص بأشخاص الكتاب المقدس أو التي تختص بجغرافية الأرض المقدسة أو تاريخ الفترات التي عاش فيها أنبياء العهد القديم والعهد الجديد ، وخلط بين الحقائق والأوهام والخرافات والمبالغات الخرافية ، كما بينّا في الفصول التالية ، فأين هذا الإلمام العجيب؟! يقول الأستاذ العقاد " تتكرر في الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع علي كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة ".

12 – أخيرا نأتي إلى الإدعاء الأخير الذي يقول أنه إذا كان هذا الكتاب مشكوكاً فيه ومنقطع السند فبقية الأناجيل الأخرى منقطعة السند أيضا " فإن إنجيل برنابا عند المسلمين ليس هو إنجيل الله الذي أوحي به إلى سيدنا عيسى إنه إنجيل مثل كل إنجيل مسيحي آخر ، لا سند له . مجهول التاريخ ، مشكوك في لغته " !! بل وقال أحدهم " من المؤكد بلا شك أن نسبة هذا الإنجيل لبرنابا أقوى من القول بنسبة إنجيل متى إليه ، وكذلك القول في سائر الأناجيل " !! ونقول لهم أن الكتاب المقدس بعهديه لم ينقطع له سند منذ زمن رسل المسيح وتلاميذه ، فلدينا أجزاء من الأناجيل ترجع لما بين سنة 68و 115م والأناجيل كاملة من سنة 150م والعهد الجديد كاملا من سنة 200م . ولدينا الآن أكثر من 5500 مخطوطة للعهد الجديد باللغة اليونانية وحدها وأكثر من 20,000 بلغات مختلفة ، كما أقتبس آباء الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى اقتباسات من كل أسفار العهد الجديد تضم كل آياته وقد أحصى العلماء عد الاقتباسات التي اقتبسها الآباء قبل سنة 325م فبلغت 32,000 (اثنان وثلاثون ألفاً)!!
وبالرغم مما ساقه الذين يدافعون عن هذا الكتاب المزيف إلا أنهم ، جميعاً ، لم يعترفوا به كوحي من الله وأغلبهم يرفض أستخدمه في تفسير الآيات القرآنية الخاصة بالمسيح والمسيحية والتوراة والإنجيل ، ككتاب مشبوه ومشكوك في حقيقته !! كما أنهم لم يستطيعوا الدفاع عما به من خرافات وأخطاء ، سواء دينية أو علمية أو تاريخية أو جغرافية ، وبالرغم من اتفاقه مع القرآن في كثير من الأمور إلا أنه يناقضه ولا يتفق معه في أمور كثيرة أيضا . على سبيل المثال :
+ يقول أحد هؤلاء الكتّاب " سيان كانت هذه التعاليم مطابقة لما جاء في الإسلام أو غير مطابقة فإن إنجيل برنابا عند المسلمين ليس هو إنجيل الله الذي أوحي به إلى سيدنا عيسى إنه إنجيل مثل كل إنجيل مسيحي آخر ، لا سند له . مجهول التاريخ ، مشكوك في لغته "(19).
+ ويقول كاتب آخر " قبل الحديث عن إنجيل برنابا فإننا نحب توضيح موقفنا منه أولاً ، فلسنا حريصين على الاسترشاد به لإثبات نبوة محمد ، فلنا أدلتنا الكافية بذاتها ، كذلك ندفع الزعم بأنه من تأليف المسلمين ، لأنه ليس من عقائدنا ولا مبادئنا إتباع طريقة (الغاية تبرر الوسيلة) ، وإزاء ذلك فإن الإقرار بصحة هذا الإنجيل أو استبعاده لدينا سواء "(20).
+ ويقول كاتب ثالث " وبادئ ذي بدء أود أن أعلن أننا لا يهمنا - في قليل أو كثير - أن نثبت صحة الإنجيل المنسوب إلى برنابا 00 فنحن مؤمنون بالتوراة والإنجيل كما أنزلها الله تعالى ، فلا يهمنا في هذا المجال – مجال العقيدة - أن يكون إنجيل برنابا صحيحاً أو فاسداً "(21).
+ ويقول رابع " هل يمكن أن نجزم بأن هذا الإنجيل أصيل لا مجال للريب فيه . الحق إن هناك اعتراضاً قوياً - لدينا معشر المسلمين - يتعلق بسند هذا الإنجيل يحول دون ذلك . ونحن بحق نتساءل : من الذي تولي نشر هذا الإنجيل وإذاعته ونشره ؟ كيف كان هو ومن أين أخذت هذه النسخة ؟ وعن أي الرجال وفي أي الأمكنة ظلت تنتقل عبر هذه المدة الطويلة ؟ إن هذا الاعتراض صحيح ، وما لم تأت إجابة مقنعة عليه لا يمكن الجزم بكونه أصلياً لكن هذا الاعتراض نفسه يثور حول جميع أسفار الكتاب المقدس ، ولم يحظ الاعتراض بإجابة مقنعة حتى يومنا هذا ، إذاً فإن الذين يعتبرون الكتاب المقدس موثوقاً به ، ليس لديهم أي مبرر في اعتبارهم إنجيل برنابا غير موثوق به ، لأن مشكلة انقطاع السند التي تواجه إنجيل برنابا ، هي بذاتها موجودة في كل سفر من أسفار العهد القديم والجديد على السواء "(22).
+ ويقول خامس " والمسلمون لا يهتمون بما جاء في هذا الإنجيل على الرغم من أنه يتفق في الكثير من مادته مع مفاهيم إسلامية ترتكز على القرآن والسنة "(23).
ويقبله هؤلاء الكتاب فقط على أساس أحاديثه الكثيرة عن رسول الإسلام ورفضه للعقائد المسيحية الجوهرية التي تختلف فيها مع الإسلام مثل الثالوث وبنوة المسيح لله والصلب والفداء إلى جانب قوله بتحريف التوراة والإنجيل وتغييرهما !!
كما أن هؤلاء - الذين دافعوا عن الكتاب - لم ينجحوا في الدفاع عنه : فقد أقروا بعدم وجود دليل قاطع علي صحته !! كما أقروا بوجود الأخطاء التاريخية والجغرافية والدينية فيه !! وكان قبولهم لهذا الكتاب – كمجرد كتاب مبني علي أساس مناقضته للعقائد المسيحية الأساسية ، أي قبلوه فقط لأنه يناقض الكتاب المقدس وقوله بتحريفه !!
+ قال أحدهم : " هذه بينات شاهدة – وان لم تبلغ حد اليقين والجزم - بأن نسبة هذا الكتاب إلى برنابا نسبة يرجح أن تكون صحيحة ، لأنه وجدت نسخته في جو مسيحي خالص !! "(24).
أنه يؤكد أن براهين صحة نسبة هذا الكتاب لبرنابا " لم تبلغ حد اليقين أو الجزم " وإنما فقط "يرجح أن تكون صحيحة " ؟!! انه لا يجزم بصحة هذه البراهين وليس لديه يقين علي ذلك ، إنما فقط " يرجح " والدكتور علي الشريف يقول " والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ، ولا دليل هنا يقطع ويجزم أن هذا الإنجيل لبرنابا " .
+ وقال آخر : " إذ كانت مخالفة إنجيل برنابا لبعض الحقائق التاريخية الجغرافية يتخذه البعض دليلا علي تزوير هذا الإنجيل 000 فكيف نتخذ من بعض المخالفات
التاريخية دليلا علي تزوير كتاب ؟ "(25).
انه يقر بوجود المخالفات الجغرافية والتاريخية ، ومع ذلك يرفض اتخاذها دليلا علي تزوير الكتاب ، ثم يقول "علما بأن المعلومات التاريخية ظنية(26)فقد يكون ما ذكره إنجيل برنابا هو الصحيح " !! هل يمكن أن يكون هذا الكلام منطقيا ؟!! وهل نبني عقائدنا ومستقبلنا الأبدي علي مجرد الظنون ؟! وهل يعتد بمثل هذا الكلام ؟!!
+ وأقر ثالث بوجود الأخطاء العديدة في هذا الكتاب المزيف ولكنه غفرها للكاتب وبررها بثقل المهمة التي أتخذها علي عاتقه وهي هدم كل العقائد المسيحية واتهام الأناجيل بالدنس والتحريف ؟!! فهل هذه منطق ؟!! ومع ذلك نقول أن الكاتب المزيف ، فعلا ، ركز كل جهده علي هدم المسيحية بأناجيلها وعقائدها ونسي أن يدرس جيدا تاريخ وجغرافية الأرض الصغيرة التي عاش عليها المسيح أو يزور الأرض المقدسة ليتعرف علي البلاد التي عاش فيها المسيح على الطبيعة ، والتي مازالت باقية كما هي حتى اليوم ، فسقط في الحفرة التي صنعها وانكشف زيفه وضلاله لأنه لم يدرك معني قول السيد المسيح " علي هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها " (مت18:16) .

3 - الكتاب في دوائر المعارف العالمية :
لم يرد لهذا الكتاب المزيف أي ذكر في معظم المعارف والموسوعات العالمية والدينية العالمية وعلي رأسها دائر معارف الشعوب Peoples Encyclopedia ، ودائرة المعارف البريطانية Encyc. Britannica ، ودائر المعارف الإسلامية وغيرها. فقد تجاهلت هذه الدوائر والموسوعات هذا الكتاب تماما لتفاهته وبيان زيفه برغم أن هذه الدوائر ذكرت الأناجيل الابوكريفية الأخرى !! وقد أجمعت جميع الدوائر والموسوعات ، القليلة ، التي أشارت إليه في سطور قليلة علي أنه كتاب مزيف وملفق وقد كتب فيما بين 1300- 1600م :

1 – فقالت عنه دائرة المعارف الأمريكية Encyc. Americana: "توجد مخطوطة إيطالية تحت هذا الاسم (إنجيل برنابا) كتبت من وجهة نظر مسلم ، تحتوي علي عناصر غنوسية قوية. وقد نشره سنة 1907 لونسدال Lonsdal ولورا Lauraاللذين اعتقدا أنه عمل شخص مرتد عن المسيحية بين القرنين 13 و 16 مثل معظم الابوكريفا الآبائية والمتوسطية ، والعمل خيالي بدرجة أكبر "(27).

2 – وقالت عنه دائرة معارف الدين والأخلاقياتEncyc. Religion and Ethics: "هذا الكتاب ذكره تولاند Toland في كتابه الناصري ، لندن 1719م ، وجده كريمرCramer واشتراه البرنس أيوجين أمير سافويEugen of Savoy ، قصصه من أصل عربي وهي خرافية علي الارحج ، وتسود هذا العمل العجيب بدرجة واسعة روح الاحتمال والترفق لصوفي مسيحي صار مسلما وتاريخه المحتمل من 1300 - 1350م "(28).

3 – وتقول عنه دائرة معارف البستاني : " إنجيل مزور منسوب إلى برنابا في اللغة العربية وقد ترجم إلى اللغة الإنجليزية والأسبانيولية والإيطالية والظاهر أن طائفة من الأراتقة زورته "(29).

4 – وتقول عنه الموسوعة العربية الميسرة : " برنابا ، إنجيل : كتاب مزيف وضعه أوربي في القرن (15) في وصفه للوسط السياسي والديني أيام المسيح –أخطاء جسيمة . يصرح علي لسان عيسي أنه ليس بالمسيح "(30).

الهوامش :
(1) John Gilchrist, Origins and sources of the Gospel of Barnabas ch. 3.
(4) Ibid.
(5) د .علي عبد الواحد وافي الذي كان عضوا بالمجمع الدولي لعلم الاجتماع وعميدا لكلية الآداب جامعة أم درمان وعميدا لكلية التربية جامعة الأزهر .
(6) الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام ص 112 و 133 .
(7) حياة المسيح (من سلسلة كتاب الهلال العدد 202 – يناير 1968) ص 200 .
(8) جريدة الأخبار الصادرة في 16/10/ 1959 .
(9) جريدة المساء الصادرة في 19/1/1970 الصفحة الأخيرة .
(10) الأديان في القرآن من ص 25 – 29 .
(11) الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام ص 112 .
(12) أنظر ف 6 .
(19) د. رؤوف شلبي " يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء " ص 185.
(20) د . مصطفى حلمي " الإسلام والأديان دراسة مقارنة " ص 206 .
(21) محمد عبد الرحمن عوض " الاتفاق والاختلاف بين إنجيل برنابا والأناجيل الأربعة " ص 37 .
(22) د . محمود حماية " دراسات في الكتاب المقدس " ص 126 .
(23) ) د . أحمد الطاهر " الأناجيل دراسة مقارنة " ص 172 .
(24) الشيخ محمد أبو زهرة " محاضرات في النصرانية " ص 62 .
(25) محمد عبد الرحمن عوض " الاتفاق والاختلاف بين إنجيل برنابا والأناجيل الأربعة " ص 47 و48 .
(26) المعلومات التاريخية مبنية على الدراسات العلمية والوثائق التاريخية وعلم الآثار والتقاليد المتواترة ، وليست على أوهام وظنون كما يدعي البعض ، ولو افترضنا أنها مبنية على الظنون والأوهام فهذا يهدم كل ما سجله التاريخ والمؤرخون وبالتالي لا يمكن أن نثق بأي سجل تاريخي ؟!!
(27) Encyc. Americana vol. 2 p. 248
(28) Encyc. Religion and Ethics vol. 6 p. 351.
(29) المعلم بطرس البستاني جـ 5 : 363 .
(30) محمد شفيق غربال ؛ الموسوعة العربية الميسرة ص 354 .

مع تحياتي

الراعي / عمانوئيل



إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - الراعي - 05-11-2004

إنجيل برنابا المزيف
والمراجع اليهودية والمسيحية والإسلامية


هذا الكتاب المزيف لا أثر له ولا ذكر في التواريخ العالمية والدينية سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية أو حتى الوثنية علي الإطلاق :
1- الكتب المسيحية واليهودية والوثنية :
(أ) فلم يذكره مؤرخو الكنيسة أو غيرهم ولم يقيتبس منه أحد ولم يشر إليه أحد على الإطلاق قبل القرن السادس عشر ، كما لم يظهر الكتاب إلى الوجود إلا بعد أن عثر عليه كريمر مستشار ملك بروسيا سنة 1709 ، أي في بداية القرن الثامن عشر الميلادي . ويجزم العلماء ، علي أن كل من النصين الأسباني والإيطالي لهذا الكتاب المزيف هما النصان الوحيدان ، الأصل ، لهذا الكتاب في العالم .
(ب) كما لم يذكره أحد من كتاب اليهودية والوثنية علي الإطلاق ، ولو كان للكتاب أي وجود في القرون الأولى للميسحية لاستخدمه تريفوا اليهودي وكلسس الوثني اللذين هاجما المسيحية بشدة ولكان لهما أقوي وأكبر سلاح في هجومهما عليها .
2 - القرآن والأحاديث وجميع كتب التراث الإسلامية :لم يرد أي ذكر لهذا الكتاب المزيف المسمى بإنجيل برنابا لا في القرآن ولا في الأحاديث المعروفة بالأحاديث النبوية ، سواء الأحاديث الصحيحة أو غير الصحيحة ، الموضوعة والإسرائيليات وغيرها ، ولو كان هذا الكتاب موجودا في زمنهما وكان هو الإنجيل الصحيح ، كما يزعم البعض ، لكان قد ذكر فيهما على أنه هو الإنجيل الصحيح وكانا قد استشهدا بنصوصه وبما جاء فيه ، خاصة أن الكثير مما جاء فيه يتفق مع ما جاء فيهما . وقد تعامل نبي الإسلام وبعض الصحابة مع الرهبان الذين كانوا يوجدون في طرق التجارة المعروفة ، خاصة فيما بين مكة والشام ومصر أو مكة واليمن ، كما قضي عدد كبير من المسلمين الأوائل الذين هاجروا إلى الحبشة المسيحية فترة من الوقت ، ولو كان هذا الكتاب المزيف موجودا في أيامهم لكانوا قد أشاروا إليه وذكروا بعضا مما جاء فيه . لكن لم يشر أحد قط إلى مثل هذا الكتاب المزيف لسبب بسيط هو أنه لم يكن له أي وجود في تلك الأزمنة .
كما لم يذكر هذا الكتاب المزيف في جميع كتب السيرة النبوية وأهمها ؛ الدر لابن عبد البر والسيرة النبوية لابن هشام والسيرة الحلبية والبداية والنهاية لإبن كثير والشمائل المحمدية للترمزي وتركة النبي لحماد ابن إسحاق ، ولم يذكره أحد من المؤرخين المسلمين والذين تحدث بعضهم عن المسيحية وذكروا أناجيلها وعقائدها وفرقها ورتب الكهنوت ورجال الدين فيها ، ولم يأت أي واحد منهم بأي ذكر لما يسمى بإنجيل برنابا ونذكر هنا أمثلة لذلك :
1 - الطبري (224 - 210هجرية) : ذكر أن حواري المسيح وأتباعه الذين أرسلهم للبشارة في الأرض هم : " فطرس (بطرس) واندراييس (أندراوس) ومتي وتوماس (توما) فيلبس ويجنس (يوحنا) ويعقوب وابن تلما " برثلماوس " وسيمن (سمعان) ويهوذا الذي جعل بدلا من يهوذا الاسخريوطي الذي احدث ماأحدث "(1).
2 – وقال المؤرخ الإسلامي اليعقوبي (متوفي سنة 292 هـ) " وكان الأربعة الذين كتبوا الإنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا . اثنان من هؤلاء من الاثنى عشر واثنان من غيرهم " . ثم يقول " وكان الحواريون اثنى عشر من أسباط يعقوب وهم : شمعون .. ويعقوب بن ري .. ويحيى .. وفيلتوس .. ويهوذا ويعقوب .. ومنسى "(2).
3- المسعودى (متوفى 346 هجرية) : قال عن كتاب الأناجيل " أما الذين نقلوا الإنجيل فهم : " لوقا ومارقس ( مرقس ) ويوحنا ومتي "(3).
4 – وأشار أبو الريحان محمد أحمد البيروني (متوفي سنة 440هـ) في كتابه " الآثار الباقية من القرون الخالية " إلى الأناجيل مبينا أنها أربع نسخ ، كل إنجيل يخالف ما في الآخر ، وعمل مقارنة بين إنجيل متى وإنجيل مرقس في نسب المسيح ، كما تحدث عن فرق النصارى ومذاهبهم ورتب الكهنوت والشعائر الدينية مثل المعمودية(4).
5 – ولم يشر المقدسى (الذي كتب في سجستان سنة 355هـ / 966م) في كتابه " البدء والتاريخ " الذي تحدث فيه عن معظم العقائد المسيحية وأهم الفرق المسيحية إلى ما يسمى بإنجيل برنابا مطلقاً(5).
6 - الثعلبى أبو اسحاق أحمد بن محمد إبراهيم الثعلبي (متوفي سنة 427 هـ) . الذي كتب " اعلم أن الحواريين كانوا أصفياء عيسي بن مريم وأولياءه ، وأرضياه وأنصاره ووزراءه ، وكانوا اثني عشر رجلاً أسماؤهم شمعون الصفار المُسمى بطرس، وأندراوس أخوه ، ويعقوب بن زبدي ويحيى أخوه ، وفيليبس وبرثولوماوس وتوما ومتى العشار ويعقوب بن حلفا وليا الذي يدعي تداوس وشمعون القناني ويهوذا الأسخريوطي عليهم السلام "(6).
7 - وكذلك القلقشندي في موسوعته المعروفة " بصبح الأعشى" الذي كتب حديث مفصل عن العقائد والطوائف والأعياد المسيحية والرتب الدينية ولكنه لم يشر قط إلى ما يسمى بإنجيل برنابا(7).
8 – ولا المؤرخ العربي الأندلسي الشهير ابن خلدون (متوفي سنة 1406) : والذي قال في كتاب " العبر وديوان المبتدأ والخبر " (ص 232 -233) : " وافترق الحواريون شيعاً ودخل أكثرهم بلاد الروم داعين إلى دين النصرانية ، وكان بطرس كبيرهم ، فنزل برومة دار ملك القياصرة ، ثم كتبوا الإنجيل الذي أُنزل على عيسى في نسخ أربعة بالعبرانية ، ونقله يوحنا بن زبدي منهم إلى اللسان اللاتيني ، وكتب لوقا منهم إنجيله اللاتيني إلى بعض أكابر الروم ، وكتب يوحنا بن زبدي منهم إنجيله برومة ، وكتب بطرس إنجيله باللاتيني ونسبه إلى مرقاص تلميذه . واختلفت هذه النسخ الأربع من الإنجيل مع أنها ليست كلها وحياً صرفاً بل مشوبة بكلام عيسى (ع) وبكلام الحواريين وكلها مواعظ وقصص والأحكام فيها قليلة جداً " .
وقال أيضاً : " واجتمع الحواريون لذلك العهد برومة ووضعوا قوانين الملة النصرانية وصيروها بيد أقليمنطس تلميذ بطرس وكتبوا فيها عدد الكتب التي يجب قبولها والعمل بها فمن شريعة اليهود .. ومن شريعة عيسى (ع) المتلقاة من الحواريين نسخ الإنجيل الأربع وكتب القثاليقون سبع رسائل ، وثامنها الأبريكسيس في قصص الرسل ، وكتب بولس أربع عشرة "(8).
9 – وقال ابو الفداء الحافظ ابن كثير (متوفي سنة774 هـ) في كتابه " البداية والنهاية " عن الأناجيل " وذكر غير واحد أن الإنجيل نقله عن أربعة : لوقا ومتى ومرقس ويوحنا. وبين هذه الأناجيل الأربعة تفاوت كثير بالنسبة إلى كل نسخة ونسخة ، وهؤلاء الأربعة اثنان ممن أدرك المسيح ورآه وهما متى ويوحنا. ومنهم اثنان من أصحاب أصحابه ، وهما مرقس ، ولوقا "(9).
كما لم يُذكر هذا الكتاب المزيف في جميع كتب التفاسير التي كتبت حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ومن أقدمها تفاسير الطبري والبيضاوي والجلالين والنسفي وابن عباس وابن كثير والقرطبي ، مع أنه لو كان لمثل هذا الكتاب أي وجود لأستعانوا به في شرح كثير من القضايا الخلافية مثل مسألة صلب المسيح وعقيدة الفداء ووحي الكتاب المقدس ولاهوت المسيح والتثليث الذي ينكره هذا الكتاب تماما !!
3 – كما لم يذكر في جميع كتب مقارنة الأديان :
كما لم يذكر هذا الكتاب المزيف في جميع الكتب الإسلامية المقارنة التي كُتبت على مدى ثلاثة عشر قرنا من الزمان والتي ناقشت العقائد المسيحية ، مثل وحي الكتاب المقدس ولاهوت المسيح والتثليث والفداء 00 الخ ، جملة وتفصيلا ، ولو كان لمثل هذا الكتاب أي وجود لأستخدمه كتاب هذه الكتب ، والذين كان بعضهم من أصل مسيحي ثم أعتنق الإسلام ، وأظهروه على أنه الإنجيل الصحيح الذي يبرهن وجهة نظرهم . وفيما يلي أهم هذه الكتب والتي أعيد طبعها في السنوات الأخيرة :
1- " الفصل في الملل والأهواء والنحل " لابن حزم المتوفي سنة 1064م ، والذي قدم فيه دراسة نقدية عن العهدين القديم والجديد وقال فيه عن الأناجيل " إن النصارى لا يدّعون أن الأناجيل منزلة من عند الله على المسيح ، ولا أن المسيح أتاهم بها ، بل أنهم لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها أربعة رجال معروفون في أزمان مختلفة "(10).
2 – " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام " ، (والذي كتب سنة 684 هـ ) ، وقد جاء فيه " وأما هذا الكتاب الذي يدّعي النصارى أنه الإنجيل فقد توافق هؤلاء النصارى على أنه إنما تلقي عن اثنين من الحواريين وهما متاؤوس ويوحنا ، وعن اثنين من تلاميذ الحواريين وهما ماركش ولوقا . وأن عيسي لم يشافههم بكتاب مكتوب عن الله كما فعل موسى ، ولكن لما رفع الله عيسى إليه تفرق الحواريون في البلاد والأقاليم كما أمرهم عيسى فكان منهم من كتب بعض سيرة عيسى وبعض معجزاته وبعض أحواله حسب ما تذكر ، وما يسر الله عليه منه " .
3 - " الملل والنحل " للشهرستاني (479 - 548 هـ) الذي قال : " ثم أن أربعة من الحواريين اجتمعوا وجمع كل واحد منهم جمعا سماه الإنجيل وهم : متي ولوقا ومرقس ويوحنا . وخاتمة إنجيل متي أنه قال : أنني أرسلكم الأمم كما أرسلني أبي إليكم . فاذهبوا وادعوا باسم الآب ، والابن ، وروح القدس ، وفاتحة إنجيل يوحنا : علي القديم الأزلي كانت الكلمة وهوذا الكلمة كانت عند الله . والله هو كان الكلمة ، وكل بيده "(11).
4- " الرد الجميل لإلهية عيسي بصريح الإنجيل " لحجة الإسلام الأمام أبي حامد الغزالي المتوفي سنة 1111م(*).
5 - ابن الأثير ( متوفى 630 هجرية ) : قال أن ملك الروم " نفي يوحنا الحواري كاتب الإنجيل إلى جزيرة في البحر "(12).
6 – " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " لشيخ الإسلام ابن تيمية (661-728هـ) ، والمكتوب في أربعة أجزاء ناقش فيها جميع العقائد المسيحية ، من وجهة نظره ، بالتفصيل ، وزعم تحريف التوراة والإنجيل ولكنه لم يشر لا من بعيد ولا من قريب لما يسمى بإنجيل برنابا(13).
7 - الأمام عماد الدين (متوفى 740 هـ)(14) قال أن " الإنجيل نقله عنه (المسيح) أربعة : لوقا ومتي ومرقس ويوحنا 000 وهؤلاء الأربعة منهم اثنان ممن أدرك المسيح ورآه وهما متي ويوحنا ومنهم اثنا من أصحاب أصحابه م قس ولوقا "(15).
8 - " هداية الحياري في أجوبة اليهود والنصاري " لابن قيم الجوزية الذي عاش فى الفترة (691-751هـ) والذي قال عن الأناجيل " وأما " الأناجيل " فهي أربعة أناجيل أخذت على أربعة نفر ، أثنان منهم لم يريا المسيح أصلا وهما : مرقس ولوقا ، وأثنان رأياه واجتمعا به وهما : متى ويوحنا ، وكل منهم يزيد وينقص ويخالف إنجيله إنجيل أصحايه في أشياء ، وفيها ذكر القول ونصيبه "(16).
9 - " الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة في الرد على اليهود والنصارى " للأمام شهاب الدين أحمد بن القرافي (626-684هـ) والذي قال عن الأناجيل " إن الأناجيل خمسة يعرف النصاري منها أربعة مشهورة ، والخامس لا يعرفه إلا القليل منهم ، فالأربعة ، الأول : إنجيل متى ، وهو من الحواريين الاثني عشر ، وبشر بإنجيله باللغة السريانية بأرض فلسطين بعد صعود المسيح إلى السماء بثمان سنين ثمانية وستون إصحاحا ، الثاني إنجيل مرقس ، وهو من السبعين وبشر بإنجيله باللغة الفرنجية بمدينة رومية بعد صعود المسيح - عليه السلام - باثنتى عشر عاما وعدد إصحاحاته ثمانية وأربعةن إصحاحا [الثالث] إنجيل لوقا وهو من السبعين ، وبشر بإنجيله بالأسكندرية باللغة اليونانية .. [الرابع] إنجيل يوحنا وهو من الاثنى عشر بشر بإنجيله في مدينة أفسس من بلاد رومية بعد صعود المسيح – عليه السلام - بثلاثين سنة وعدة إصحاحاته في النسخ القبطية ثلاثة وثلاثون إصحاحا " (17).
10- " المختار في الرد على النصارى للجاحظ المتوفي سنة 255هـ والذي كتب يقول عن النصارى " إنهم إنما قبلوا دينهم عن أربعة أنفس اثنان منهم من الحواريين بزعمهم " يوحنا ومتى واثنان من المستجيبة وهما مارقس ولوقش وهؤلاء الأربعة لايؤمن عليهم الغلط ، ولا النسيان ، ولا تعمد الكذب "‎(18).
11 – " تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب " والذي كتبه أنسلم تورميدا الشهير بعبد الله الترجمان االأندلسي ألف هذا الكتاب باللغة العربية سنة 823 هـ وكان هذا الرجل راهبا مسيحيا ثم أعتنق الإسلام . ويقول " أعلموا - رحمكم الله – أن الذين كتبوا الأناجيل أربعة هم : متى ، وماركوس ، ولوقا ، ويوحنا "(19).
12 – " النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية " لنصر بن يحيى بن عيسى بن سعيد المتطبب من القرن الثاني عشر والذي كان مسيحيا ثم أعتنق الإسلام(20).
وأخير يقول الشيخ محمد أبو زهرة : " ومن المؤكد أن ذلك الإنجيل لم يكن معروفاً عند المسلمين في غابرهم وحاضرهم ، لأن المناظرات بينهم وبين المسيحيين كانت قائمة في كل العصور ، ولم يعرف أن أحداً احتج على مناظرة المسيحي بهذا الإنجيل . مع أنه فيه الحجة الدامغة التي تفلج المسلم على المسيحي "(21).
أخيرا نؤكد أن الكتاب لم يذكر في جميع فهارس الكتب الإسلامية ولا في أي مرجع آخر قبل نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر
الهوامش :

(1) تاريخ الطبري ج 1 : 103 .
(2) تاريخ اليعقوبي ط1. ص 88 – 89 .
(3) مروج الذهب للمسعودى ج 1 : 312 .
(4) تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ص 16 و 17 .
(5) أنظر تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ص 14 .
(6) المسيح في الإسلام ص 109 عن قصص الأنبياء للثعلبي ص 390 ، أنظر أيضا كتاب " إنجيل برنابا بينالمؤيدين والمعارضين د فريز صموئيل ص 115 .
(7) تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ص 17 .
(8) " المسيح في الإسلام " للآب ميشال الحايك ص 123-125 .
(9) البداية والنهاية جـ 2 : 100 ط مكتبة المعارف ببيروت 1990م .
(10) أنظر تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ص 14 و " إنجيل برنابا بين المؤيدين والمعارضين ص 116 .
(11) ) الملل والنحل للشهرستانى ج 1 : 22 .
(*) تحفة الأريب ص 14
(12) ) الكامل في التاريخ لأبن الأثير ج 1 : 28 .
(13) قدم له وأشرف على طبعه على السيد صبح المدني بمطبعة المدني .
(14) البداية والنهاية للأمام عماد الدين ج 2 : 100 أنظر أيضاً أسماء رسل المسيح في ص 92 .
(15) أنظر أيضاً أسماء تلاميذ المسيح ورسله وأسماء كتاب الأناجيل الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد في " القول الأبريزى للعلامة المقريزى " ص 17و18 .
(16) هداية الحيارى دراسة وتحقيق وتعليق محمد على أبو العباس ص142.
(17) الأجوبة الفاخرة ص 41و42 دراسة وتحقيق مجدي محمد الشهاوي .
(18) تحفة الآريب ص 14 .
(19) تحفة الآريب تقديم وتحقيق وتعليق محمود على حماية ط 1984 ص61.
(20) الفضيحة الإيمانية تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور محجمد عبد الله الشرقاوي ط 1986م .
(21) محاضرات في النصرانية. الشيخ أبو زهرة. ط 3 .ص 63 .

مع تحياتي

الراعي / عمانوئيل



إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - على نور - 05-11-2004

قرات انجيل برنابا قبل اربع سنوات
و بالرغم من مخالفته للاسلام فى عدة نقاط الا انى اعترف ان هذا الانجيل يحمل فى طياته اسلوبا راقيا و و روحانيا عاليا و ينقل عن السيد المسيح تفسيرات و شروحات رائعة .
لو ان هذا الانجيل لم يحتو على الاعتراف بالرسول الاعظم محمد و المخالفات الصريحة للعقائد المسيحية السائدة لافتخر المسيحيون بهذا الكتاب .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار


إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - ابن العرب - 05-11-2004

[quote]لو ان هذا الانجيل لم يحتو على ....المخالفات الصريحة للعقائد المسيحية

لو هذه يا صديقي ليست بالهينة ولا بالسهلة.

وأنا أعتقد جازما أنه

لو لم يرد في إنجيل برنابا مخالفات واضحة للمعتقد الإسلامي لهللت لهذا الكتاب المنحول أئمة المسلمين ومثقفيهم.

تحياتي القلبية لصاحب الموضوع ولك


إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - الراعي - 05-15-2004


يقول الزميل على نور

قرات انجيل برنابا قبل اربع سنوات
و بالرغم من مخالفته للاسلام فى عدة نقاط الا انى اعترف ان هذا الانجيل يحمل فى طياته اسلوبا راقيا و و روحانيا عاليا و ينقل عن السيد المسيح تفسيرات و شروحات رائعة .
لو ان هذا الانجيل لم يحتو على الاعتراف بالرسول الاعظم محمد و المخالفات الصريحة للعقائد المسيحية السائدة لافتخر المسيحيون بهذا الكتاب .

وأنا هنا أسأله عل أنت متأكد مما تقول ؟؟!! وهل ما تتكلم عنه حقا هو هذا الكتاب المزيف والمدعوا زورا بإنجيل برنابا ؟؟؟؟!!!!

إذاً استعد للمفاجئة فسأقدم لك لا دليلا واحدا ولا أثنين ، بل خمسون دليلا على أن هذا الكتاب خرافي ومزيف ويمتلىء بالخرافات والخزعبلات والأفكار الضالة والمنحرفة التي لا علاقة لها مطلقا بأسلوب المسيح السامي ، بل تدل على أن كاتبه متخلف فكريا ومريض نفسيا وقد جمع في كتابه نفايات الأديان والأساطير والخرافات !!!!!

أولاً : الأفكار الخرافية والأخطاء العلمية :
يمتلئ هذا الكتاب الخرافي المزيف بالخراقات والأفكار الخيالية الساذجة التي لا يقبلها عقل ولا منطق ، ولا يصدقها إلا جاهل غارق في الحماقة والجهل ولا تتفق مطلقاً لا مع سمو الله وجلاله ولا مع أفكار الكتاب المقدس السامية ولا مع ما جاء في الأديان السماوية عموماً .
+ الدليل الأول ؛ خرافة خلقة الإنسان :
وصف كاتب هذا الكتاب الخرافي المزيف خلقة الإنسان وصورها بأسلوب خرافي خيالي ساذج يختلف عما جاء في الكتاب المقدس وما جاء في إلاسلام ويتفق مع الأفكار الخرافية للديانات الوثنية والبدائية !! فقال في (ف6:35) " لما خلق الله كتلة من التراب وتركها خمساً وعشرين ألف سنة بدون أن يفعل شيئاً آخر " !! وقال في (ف3:123) " أن إلهنا 000 صنع مركبا من أربعة أشياء متضاربة ووحدها في شبح واحد نهائي هو الإنسان ، وهى : التراب والهواء والماء والنار ليعدل كل منها ضده . وصنع من هذه إلاشياء الأربعة أناء وهو جسد الإنسان "!!
(ا) فلماذا ترك الله كتلة التراب مدة 25,000 سنة دون عناية ودون أن يفعل بها شيئاً !! لماذا ؟! وهل يحتاج الله إلى مثل هذه المدة ليخلق الإنسان وهو الذي يقول للشيء كن فيكون ؟!
(ب) ينقل الكاتب المزوّر هنا فكر بعض خرافات الديانات البدائية وقول المنجمين الذين حاولوا بهذا الفكر تعليل طبائع البشر! فقالوا أن لكل إنسان إما طابع ترابي أو هوائي أو مائي أو ناري وربطوا ذلك بيوم ولادته واسم أمه ! (أنظر الدليل الخامس) .
+ الدليل الثاني ؛ خرافة بصاق الشيطان وخلق سرة الإنسان :
ويقول في (ف26:35) " وبصق الشيطان أثناء أنصرافه على كتلة التراب فرفع جبريل ذلك البصاق مع شيء من التراب فكان
للإنسان بسبب ذلك سرة في بدنه " !!
(أ) كيف بصق الشيطان وهو روح والبصاق مادة ؟ وكيف تخرج المادة من الروح ؟
(ب) تصور الكاتب المزوّر بفكره الخرافي الساذج أن سبب وجود السرة في بطن الإنسان راجع لرفع جبريل لبصاق الشيطان من على كتلة التراب ؟! فهل يعقل أن يخلق الله الإنسان بعيب صنعه الشيطان والكتاب المقدس يقول أن الله خلق " كل شيئ حسناً " (تك31:1) والقرآن يقول " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (التين4) ، فالكاتب المزوّر الخرافي التفكير لا يعرف أن آدم لم يكن له سرة إطلاقا ، فالسرة هي من بقايا الحبل السري الذي كان يمد الجنين بالغذاء في رحم الأم من خلال المشيمة ، ولم يكن أدم يوما ما جنينا في بطن أم !
+ الدليل الثالث ؛ خرافة هياج الخيل وخلقة الكلب :
وقال في (ف3:39-12) " لما طرد الله الشيطان وطهر الملاك جبريل تلك الكتلة من التراب التي بصق عليها الشيطان 000 فاقترب الشيطان يوما من أبواب الجنة ، فلما رأى الخيل تأكل العشب أخبرها أنه إذا تأتى لتلك الكتلة من التراب أن يصير لها نفس أصابها ضنك ولذلك كان من مصلحتها أن تدوس القطعة من التراب على طريقة لا تكون بعدها صالحة لشيء ، فثارت الخيل وأخذت تعدوا بشدة على تلك القطعة من التراب التي كانت بين الزنابق والورود ، فأعطى الله من ثم روحا لذلك الجزء النجس من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان الذي كان أخذه جبريل من الكتلة وأنشأ الكلب فأخذ ينبح فروع الخيل فهربت " !!
فهل يتفق هذا الهراء وهذه الخرافات مع عظمة الله وجلاله وقدرته الكلية ؟!! وهل كان الله في حاجة لخلقة الكلب ليروع الخيل وإذا أفترضنا أن الشيطان والخيل أفسدا كتلة التراب ، أما كان في إمكان الله أن يعيد خلقتها من جديد ، أو أن يخلق غيرها ؟! ولكن هذا الكاتب المزوّر نقل خرافات الشعوب البدائية بدون وعي أو تفكير!!
+ الدليل الرابع ؛ خرافة مسخ الشيطان وتهديده لله !!
يقول الكاتب المزوّر الخرافي التفكير في (ف35) أنه لما رفض الشيطان طاعة الله والسجود لآدم " أصبح (الشيطان) هائلاً ومخوف النظر وأصبح أتباعه مقبوحين لأن الله أزال بسبب عصيانهم الجمال الذي جملهم به لما خلقهم ، فلما رفع الملائكة الأطهار رؤوسهم رأوا شدة قبح الهولة التي تحول الشيطان إليها ، وخر أتباعه على وجوههم إلى الأرض خائفين ، حينئذ قال الشيطان : " يا رب انك جعلتني قبيحاً ظلماً ، ولكنني راض بذلك لأني أروم أن أبطل كل ما تفعل " وقالت الشياطين الأخرى : لا تدعه رباً يا كوكب الصبح لأنك أنت الرب " !!
وهذه خرافة ، خيالية ساذجة ، يزعم فيها أن الشيطان يهدد الله بهذه الصورة الخرافية الساذجة !! ثم يكمل تخريفه فيقول " حينئذ قال الله لأتباع الشيطان توبوا واعترفوا بأنني أنا الله خالقكم أجابوا " أننا نتوب عن سجودنا لك لأنك غير عادل وبريء وهو ربنا " ؟!! هل هذا كلام يقال لله ؟! وهل يستجدي الله سجود مخلوقاته له ؟!! وهل الله كائن محدود في كل شيء وضعيف ومهزوز وعاجز بهذه الصورة ؟!! وهل يجرؤ مخلوق ما علي الحديث في حضرة الله بهذه الصورة الكفرية التي لا يعادلها كفر ؟!! وهل يجرؤ الشياطين علي تحدي الله وسبه في حضرته ونزع لقب رب منه وإعطاؤه للشيطان ؟!! يقول الكتاب المقدس " انت تؤمن ان الله واحد.حسنا تفعل . والشياطين يؤمنون ويقشعرون " (يع19:2) .
+ الدليل الخامس ؛ تحريم التفاح والحنطة : وفي الفصول 39 إلى 41 يصور الكاتب المزوّر الخرافي التفكير السقوط الإنساني بصورة أكثر خرافية وسذاجة مما سبق ، فيقول أن الله لما خلق آدم وحواء سمح لهما بالأكل من كل ثمار الجنة خلا التفاح والحنطة " وقال لهما الله : " أنظروا إني أعطيكما كل ثمر لتأكلا منه خلا التفاح والحنطة ، احذروا أن تأكلا شيئا من هذه الأثمار لأنكما تصيرن نجسين ، فلا أسمح لكما بالبقاء هنا بل أطردكما ويحل بكما شقاء عظيم " (ف36:39-39) !! ولماذا التفاح والحنطة بالذات ، وهل أكلهما ينجس ؟!! ولماذا يسمح الله لنا بأكلهما باستمرار ؟!!
هذه الخرافات أخذها الكاتب المزوّر من خرافات وأساطير الأولين ، فقد جاء في كتاب (اليزيدية بقايا دين قديم) ؛ " وفي اليوم التالي كانت أوامر الباري تقضي بخلق آدم من نار وهواء وتراب . فقام طاووس ملك بتشكيل ذلك ، ثم نفخ في أذن آدم بصرنابه ثلاث مرات وبعد ذلك قاده فأدخله الفردوس حيث بقي هناك أربعين سنة بعد أن خُلقت حواء من أبط آدم الأيسر . وجاءت الأوامر الإلهية لآدم أن يأكل من جميع ثمار الفردوس عدا الحنطة فلا يجوز أن يأكل منها ، غير أن طاووس ملك فاتح الله تعالى في موضوع تناسل الجنس البشري وأنه لن يكون هناك نسل لآدم إن لم يأكل من الحنطة ، فسمح الله لطاووس ملك أن
يتصرف بما يراه أصلح " (جورج حبيب . دار بترا للطباعة والنشر . دمشق . سوريا ط2 سنة 1996 ص 16 و إنجيل برنابا بين المؤيدين والمعارضين هامش ص 266) .
+ الدليل السادس ؛ خرافة دخول الشيطان الجنة :
وعندما يصف الكاتب دخول الشيطان الجنة يروي رواية خرافية تتناسب مع فكره الخرافي ، زعم أن حارس الجنة عبارة عن حية خرافية " حية مخوفة لها قوائم كجمل وأظافر أقدامها محددة من كل جانب كموس " !! وهذه صورة مستوحاة من أساطير الأغريق والفرس وروايات ألف ليلة وليلة العربية !! ولما أراد أن يدخل الجنة قال للحية " أفتحي فاك فأدخل بطنك ، فمتي دخلت إلى الجنة ضعيني بجانب هاتين الكتلتين من الطين اللتين تمشيان حديثا " !! ففعلت الحية ذلك لأنه قال لها واعدا " فإذا أدخلتني الجنة أجعلك رهيبة حتى أن كل أحد يراك يهرب منك " !! فهل يعجز الشيطان وهو روح أن يدخل في أي مكان ما في الكون حتي تقوم الحية بأدخاله الجنة بهذه الطريقة الخرافية ؟!!
+ الدليل السابع ؛ خرافة وجود البروز الناتيء في حنجرة الإنسان :
يقول الكاتب المزوّر في (ف24:40-28) " فأخذت حواء حينئذ وأكلت من هذه الأثمار ، ولما أستيقظ زوجها أخبرته بكل ما قاله الشيطان ، فتناول منها ما قدمته له وأكل ، وبينما كان الطعام نازلاً ذكر كلام الله فلذلك أراد أن يوقف الطعام ، فوضع يده في حلقه حيث كل إنسان له علامة " !!
وهو هنا يتصور أن هذا البروز الناتيء في حنجرة الإنسان (كرجل) ناتج من وضع آدم ليده في حلقه لمنع نزول الطعام في جوفه ؟!! ولا يدرك أن هذا البروز موجود أيضا في المرأة التي لم تحاول منع نزول الطعام ، وأنه يستحيل أن يدخل الإنسان يده في حلقه بهذه الصورة الخرافية الساذجة ، وحتى لو أفترضنا إمكانية ذلك فهل كان وضع يده بهذه الصورة يخلق بروز في حلقه ؟!!
هذا الغضروف البارز في حنجرة الإنسان والمعروف عند العامة بتفاحة آدم هو أحد الغضاريف التسعة التي تتكون منها الحنجرة وهو أكبرها وبرغم أنه أكثر بروزا في الرجل إلا أنه موجود في المرأة كما هو في الرجل ، ويشبه الكتاب المفتوح للداخل ، وقد خلق هكذا ليحدث ، مع العضلات والأعصاب والأوتار التي تتحرك تحت تأثير هواء الزفير الصاعد من القصبة الهوائية ، الصوت .
+ الدليل الثامن ؛ خرافة زحف الحية :
كما يتصور ، الكاتب المزوّر الخرافي التفكير ، أيضا أن زحف الحية راجع إلى تقطيع أرجلها بسيف الملاك ميخائيل ، فيزعم أن الله قال للملاك ميخائيل " اطرد أولاً من الجنة هذه الحية الخبيثة ومتي صارت خارجا فاقطع قوائمها فإذا أرادت أن تمشي يجب أن تزحف " !!! فهل تزحف الحيات لأن الملاك ميخائيل قطع أرجل الحية حارسة الجنة !! كلا ، يقول الكتاب المقدس لأن الله لعنها قائلا : " علي بطنك تسعين " (تك14:3) ، ولم يقطع أرجلها !!
يقول العلم أن قطع أي جزء من جسم الكائن الحي أو أصابته بأي عاهة في جسده لا يؤثر علي مولودة ، فلو افترضنا جدلاً أن وجود السرة في بطن الإنسان راجع لرفع جبريل لبصاق الشيطان وأن الغضروف البارز في حنجرة آدم وجد بسبب وضع يده في حلقه وأن الحية صارت تزحف لأن الملاك قطع أرجلها فمن الطبيعي أن لا يؤثر ذلك علي نسلهما ، لأن جميع المعلومات الوراثية للكائن الحي مخزونة في إلاحماض النووية DNA داخل الخلية ، وعندما يتحد الحيوان المنوي للذكر ببويضة إلاثني تظهر صفات وخصائص الكائن الحي ونوعه (أنظر كتاب " مبادئ علم الوراثة " أ . ج. جارد نر ، د . ب . سنستاه . ترجمة مجموعة من أساتذة علم الوراثة) .
+ الدليل التاسع ؛ خرافة الختان :
والكاتب المزوّر كعادته يناقض نفسه ويزعم في (ف3:23-11) أنه " لما أكل آدم الإنسان الأول الطعام الذي نهاه الله عنه في الفردوس مخدوعاً من الشيطان عصي جسده الروح فأقسم قائلاً تالله لأقطعنك فكسر شظية من صخر وأمسك جسده ليقطعه بحد الشظية فوبخه الملاك جبريل على ذلك " فأجاب (آدم) لقد أقسمت بالله أن أقطعه فلا أكون حانثا "!! " حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها فكما أن جسد كل إنسان من جسد آدم وجب عليه أن يراعي قسم آدم ليقومن به ، وحافظ آدم على فعل ذلك في أولاده ، فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى جيل " !!
والكاتب المزوّر يناقض هنا نفسه كعادته ولا يزعُم أن بسبب ذلك يولد كل إنسان مختونا ولم يرث أحد الختان لأن آدم قام بختان نفسه ، كما يزعم !! بل يزعم أنه بسبب ذلك وجب علي كل بني آدم الختان " فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى جيل " !! وبالرغم من أن هذه خرافة أخرى من خرافاته ، فهي تكشف عن تناقضه وتخبطه الدائم ، إلى جانب مناقضته للتقليد المسيحي والإسلامي الذي يرجع الختان إلى إبراهيم وليس إلى آدم .
+ الدليل العاشر ؛ خرافة جآر الشيطان :
ثم يرسم الكاتب المزوّر الخرافي التفكير صورة أخرى خرافية خيالية مستوحاه من الخرافات التي يمتلئ بها فكره الخرافي للشيطان عندما حان دوره للعقاب يقول " فجأر الشيطان جآرا مخوفا وقال (لله) : لما كنت تريد أن تصيرني أردأ مما أنا عليه فأنا سأجعل نفسي كما أقدر أن أكون " (ف21:41-42) !! وهذه الصورة وجآر الشيطان المخوف يشبهان جآر الحيوانات الخرافية التي حاربها السندباد البحري في روايات ألف ليلة وليلة !!
+ الدليل الحادي عشر ؛ خرافة محاولة المسيح عقد صلح بين الله والشيطان !!
ويزعم هذا الكاتب المزوّر أن الرب يسوع المسيح أشفق علي الشيطان وأراد أن يصنع صلحا بينه وبين الله !! فاستجاب الله ليسوع وقال له " يا يسوع أنظر فأني أصفح عنه ، فأحمله على أن يقول فقط " أيها الرب إلهي أخطأت فأرحمني " فأصفح عنه وأعيده إلى حاله الأولى " . ثم يزعم أنه لما عرض يسوع ذلك على الشيطان قال الشيطان " تعال الآن ولنتم هذه المصالحة بيني وبين الله ، وقل أنت يا يسوع ما يجب فعله لأنك أنت صحيح العقل " . أجبت : " يجب التكلم بكلمتين فقط " . أجاب الشيطان : " وما هما ؟ " أجبت : " هما أخطأت فأرحمني " . فقال الشيطان : " إني بمسرة أقبل هذه المصالحة إذا قال الله هاتين الكلمتين لي " !!
وهنا يصل الكاتب المزوّر إلى أسوأ ما وصل إليه من كفر وتجديف ، فهل يعقل أن الشيطان يطلب من الله أن يقول له " أخطأت فارحمني " !! أي كفر أو تجديف هذا ؟!! هل يقبل عقل جاهل أو متعلم هذا
الكفر وهذا التجديف الذي سطرته يد هذا الكاتب المزوّر والمزيف ، الخرافي التفكير ، المجدف علي الله وعلي مسيحه ؟!!
+ الدليل الثاني عشر ؛ خرافة دموع الشياطين والمنبوذين :
ثم يناقض الكاتب المزوّر نفسه ، كعادته ، ويقول " أن الشياطين والمنبوذين مع الشيطان يبكون حينئذ حتى أنه ليجري من عين الواحد منهم أكثر مما في إلاردن ومع هذا فلا يرون الله " (ف14:55-15) !!
(أ) كيف تنبع الماء من أعين الشياطين وهم الأرواح ؟!!
(ب) ومن أين سيأتي الأشرار بهذه المياه التي ستجري من عين كل واحد منهم ؟!! (ج) وكيف يجري من عين الواحد ماء أكثر مما في نهر إلاردن ؟!! فإذا كان عددهم يبلغ المليارات فمعنى هذا أن المياة التي ستجري من عيونهم أكثر من كل المياة الموجودة في كل البحار والمحيطات بكثير !! أليست هذه الخرافات تفوق خرافات ألف ليلة وليلة وخرافات الهنود والفرس الأغريق والرومان ؟!! هذا هو ما يكتبه كاتب هذا الكتاب الخرافي المزيف المسمى زوراً بإنجيل برنابا !!
كما زعم هذا الكاتب المزوّر في (ف53) أن الشمس ستتألم وتئن !! يوم الدينونة ، والقمر سينزف دماً !! والنباتات والعشب الأخضر ستبكى وتنزف دماً !! والملائكة وجميع الأرواح ستموت !! " متى
أخذ ذلك اليوم في الأقتراب تأتى كل يوم علامة مخوفة على سكان الأرض فيقول :
+ الدليل الثالث عشر ؛ خرافة أنين الشمس :
" ففي اليوم إلاول تسير الشمس في مدارها في السماء بدون نور ، بل تكون سوداء كصبغ الثوب ، وستئن كما يئن أب على ابن مشرف على الموت " !! فكيف تتألم الشمس وتئن كالإنسان العاقل وهى كرة من الغاز المضغوط وتتكون أساسا من الهيدروجين والهيليوم وتصل درجة الحرارة وسط فرنها وقرصها إلى 14 مليون درجة ؟!!
+ الدليل الرابع عشر ؛ تحول القمر إلى دم :
" وفى اليوم الثاني يتحول القمر إلى دم وسيأتي دم على الأرض كالندى " !! كيف يقطر القمر دما وهو المكون من الصخور والرمال والمعادن ؟!!
+ الدليل الخامس عشر قتال النجوم :
" وفى اليوم الثالث تشاهد النجوم آخذة في الأقتتال كجيش من إلاعداء " !! كيف تتقاتل النجوم وهى مثل الشمس عبارة عن غازات ملتهبة ، ويبعد كل نجم منها عن الآخر بملايين الأميال ، ولماذا ؟!!
+ الدليل السادس عشر ؛ بكاء النباتات والأعشاب دماً :
" 000 وفى اليوم الخامس يبكى كل نبات وعشب ودما " !! كيف تبكى
النباتات والأعشاب الخضراء دماً ؟!! ولماذا ؟!! ومن أين ستأتى بالدم وهى التي تحتوى على مادة الكلوروفيل الخضراء ؟!! وهل يتصور هذا الكاتب الخرافي التفكير أن هذه المواد ، الجماد ، غير العاقلة ، ستتحول إلى كائنات حية عاقلة ؟!!
+ الدليل السابع عشر موت الملائكة :
" وفى اليوم الخامس عشر تموت الملائكة الأطهار ولا يبقى حيا إلا الله وحده " !! كيف تموت الملائكة والشياطين والأرواح وهى أرواح خلقها الله لتكون خالدة ؟!!
+ الدليل الثامن عشر ؛ خرافة مزاح الله يوم الدينونة :
ثم يصل هذا الكاتب المزوّر الخرافي التفكير الى قمة التجديف على الله ، والخرافة ، ويزعم أن الله سيمزح ، يهرج ، يوم الدين !! فيقول في (ف20:55) " فيكلم الله رسوله 000 كخليل يمازح خليله " !! أيوجد فكر خرافي أكثر خرافة وسذاجة من هذا ؟!! الله يمزح ؟!!
+ الدليل التاسع عشر ؛ خرافة ضرب الشيطان وأتباعه :
يزعم الكاتب المزوّر الخرافي التفكير في (ف1:57-6) أن الملاك ميخائيل سيضرب الشيطان بسيفه بما يوازى مليون جحيم " فيأتي حينئذ ذلك الشقي ويشكوه كل مخلوق بأمتهان شديد ، حينئذ ينادي الله الملاك ميخائيل فيضربه بسيف الله مائة ألف ضربة ، وتكون كل ضربة يضرب بها الشيطان بثقل عشر جحيمات 000 ثم ينادي الملاك أتباعه فيهانون ويشكون مثله وعند ذلك يضرب الملاك ميخائيل بأمر
الله بعضاً مئة وبعضاً خمسين وبعضاً عشرين وبعضاً عشراً وبعضاً خمساً " !!
فما هو حجم الجحيم وثقله ؟ وكيف سيضرب الملاك الشيطان بما يوازي مليون جحيم ؟ ويضرب أتباعه بما يوزي الجحيم مليارات المرات !! وما هي قوة هذا الملاك الذي يقدر أن يقوم بهذه المهمة ؟ وما هو حجم الشيطان وما هي قدرته التي تتحمل الضرب بسيف الله بما يوازي مليون جحيم ، وكذلك أتباعه ؟!! أن ما زعمه هذا الكاتب المزوّر الخرافي التفكير يفوق كل ما كُتب في أساطير اليونان والرومان والفرس والهند والصين وألف ليلة وليلة وبقية أساطير جميع الشعوب ، فله عقلية خرافية لا مثيل لها !! فمن أين سيأتون بكل هذا المياه التى تفوق ما في الأنهار والبحار والمحيطات ؟!!
+ الدليل العشرون ؛ خرافة وليمة سليمان :
ومن أعجب ما قاله هذا الكاتب المزوّر الخرافي التفكير في (ف3:74) أن سليمان فكر أن يدعو كل خلائق الله لوليمة " فأصلحت خطأه سمكه إذ أكلت كل ما كان قد هيأه " !!هل يقبل العقل والمنطق مثل هذه الخرافة غير المعقولة الساذجة ؟!!
(أ) فما المقصود بكل خلائق الله ، هل هي كل ما خلقه الله على الأرض من بشر وحيوانات وطيور وأسماك وزواحف ، أم جميع المخلوقات في السماء وعلى الأرض بما فيها الملائكة والشياطين ؟!
(ب) وكيف أستطاع سليمان دعوة كل هذه الخلائق ؟!
(ج) وأين المكان الذي كان سيجمع فيه كل هذه الخلائق ؟!!
(د) ومن أين أتى لكل هذه المخلوقات بطعام يكفيها ؟!!
(ر) وكيف تأكل سمكة واحدة طعام مُعد لكل مخلوقات الله ؟!! ما شكلها وما هو حجمها ؟!! أليس هذا تفكير إنسان فاقد العقل والحس والعقل والمنطق ؟!

يتبع

الراعي /عمانوئيل



إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - Awarfie - 05-15-2004



قول شعبي جميل يعبر عن اعتقاد كل شخص بان ما لدجيه افضل مما لدى غيره . و ان نقده لغيره قد لا يرتد عليه .

"" فلماذا ترك الله كتلة التراب مدة 25,000 سنة دون عناية ودون أن يفعل بها شيئاً !! لماذا ؟! وهل يحتاج الله إلى مثل هذه المدة ليخلق الإنسان وهو الذي يقول للشيء كن فيكون ؟! ""

و يمكن لشخص ما ان يسأل :

و لماذا ينتظر الرب ستة أيام ليصنع الارض بما عليها . و هل هو تعب ليرتاح في اليوم السابع ؟


و غير ذلك كثير مما آثرنا عدم التعليق عليه .



مع ذلك اؤكد بانني قرات الانجل المذكور ولم أقتنع بصفحة واحدة مما ذكر فيه على انها صفحة اصلية من انجيل اصلي .


مع التحية و الرجاء بالحياد و الموضوعية .


و هذه للراعي الكريم (f)






إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - captain_kimo - 05-16-2004

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبه لموضوع انجيل برنابا سوف اطرح وجهة نظر محايده في الموضوع بغض النظر عن كوني مسلم

اذا لاحظنا اي مناقشه مع اصداقئنا المسيحين حول مصير الاناجيل التي لم تكتب ضمن الانجيل مثل اعمال يوحنا وانجيل توما وغيرها من الاناجيل فاننا نقول ان هذه الاناجيل كان لها فعلا ذكر او اشاره في العهد الجديد ولكن اذا نظرنا الى انجيل برنابا نجد انه لا توجد اي نصوص صريحه او اشاره معينه الى ان برنابا الرسول قد كتب انجيلا وسماه انجيل برنابا لذلك فان انجيل برنابا على وجه التحديد ليس له اي مسند تاريخي يدل انه انجيل قد كتبه برنابا بايحاء من الروح القدس

ثانيا يا اخواني واخواتي المسلمين اقول لكم ان كل من يؤيد انجيل برنابا فانه يؤيده على اساسين اولهما ان الانجيل ذكر ان المسيح عيسى بن مريم ما هو الا رسول من عند الله وانه لم يصلب والثاني ان هناك بشاره خاصه بنبي الاسلام رسولنا المصطفى عليه الصلاة والسلام وانا اقول لكم هل يحتاج لكي نصدق بما في القران او في المصحف الشريف الا اي شيئ اليس من المفروض اننا معشر المسلمين نصدق ما جاء في القران ايه ايه وحرفا حرفا بدون الاستعانه باي مصدر مهما كانت صحته

ثالثا اذا كان انجيل برنابا قد ذكر بشارة لرسولنا المصطفى عليه الصلاة والسلام هل معنى ذلك ان المصطفى عليه الصلاة والسلام لا يكون نبي الاسلام اذا كان انجيل برنابا غير صحيح من عدمه لا يا اخوه الرسول المصطفى له بشارات عديده من الكتاب المقدس واصلا هو لا يحتاج ان تثبت له بشاره اصلا حتى تبرهن ان محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول من عند الله

هذا رايي بصراحه في هذا الموضوع
مع تحياتي


إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - الراعي - 05-18-2004

تابع خمسون دليلا على أن الكتاب المدعو زورا بإنجيل برنابا خرافي ومزيف :

 الدليل الحادي والعشرون ؛ خرافة الجمل ورفضه لرؤية وجهه لأنه كريه : ويزعم هذا الكاتب المزوّر الخرافي التفكير أن الجمل لا يشرب ألا الماء العكر حتى لا يري وجهه القبيح(ف15:77)!! فهل يدرك الجمل ، الحيوان الأعجم غيرالناطق وغير العاقل معنى القبح والجمال ؟! وحتى لو كان يدرك فهل كان يعتقد أن وجهه قبيح ؟! لقد خلق الله كل مخلوق كجنسة وكان كل ما الله خلقه " هو حسن " .
 الدليل الثاني والعشرون ؛ خرافة حزن الحيونات لفقدانها ما تشتهيه من الطيبات : وزعم " أن كل حيوان مفطور علي الحزن بفقده ما يشتهي من الطيبات " (ف1:102) !! وهذا خطا ديني وعلمي ، لأن الله خلق كل حيوان كجنسه (تك1) وخلق له الطعام المناسب لحياته ، ثم ماهي الطيبات التي كانت تشتهيها الحيوانات وقد فقدت منها ومن ثم فطرت بسببها على الحزن ؟!
 الدليل الثالث والعشرون ؛ خرافة أستقرار الأرض على الماء :
كما زعم أن الأرض مستقرة على الماء ، فقال في (ف3:167) " لماذا لا يمكن الحجر أن يستقر على سطح الماء مع أن الأرض برمتها مستقرة على سطح الماء ؟ " !! وهذا خطأ علمي فاحش فالأرض معلقة في الفضاء على لا شيء كما يقول العلم والكتاب المقدس " يمد الشمال على الخلاء ويعلّق الارض على لا شيء " (أي7:26) . وهي أصلاً معلقة في الفضاء ضمن المجموعة الشمسية وتدور حول الشمس دورة كل سنة وتدور حول نفسها مرة كل أربع وعشرين ساعة .
 الدليل الرابع والعشرون ؛ خرافة تحديد حجم الشمس بالنسبة لحجم الأرض :
وزعم أيضاً أن الشمس أكبر من الأرض ألف مرة ، إذ يقول في (ف10:179) " الشمس التي هي أكبر من الأرض بألوف من المرات " ولكن الترجمة الإنجليزية ، وهي الأدق ، والتي
ترجمت العربية عنها ، تقول " ألف مرة " فقط " a thousand times " . وهذا خطأ من المترجم يضاف إلى خطأ الكاتب !! في حين أن حجم الشمس مثل حجم الأرض مليون و264,000 مرة !!
 الدليل الخامس والعشرون : خرافة عدد السموات وقياس المسافات بينها :
زعم هذا الكاتب المزوّر أن عدد السموات تسع وعاشرها الجنة ، وأنها الواحدة فوق الأخرى وأعلى منها ، وتقع الأولى فوق الأرض ! وحدد المسافة بين كل منها بـ 500 سنه سفر رجل !! والمسافة بين الأرض وأعلى سماء بـ 500 ,4سنة !!
فقال في (ف3:105-8) " أن السموات تسع وأن بعضها يبعد عن بعض كما تبعد الأولى عن الأرض سفر خمس مئة سنة ، وعليه فأن الأرض تبعد عن أعلى سماء مسيرة أربعة ألاف وخمسمائة سنة 000 الواحدة منها أسفل ما يليها ، ولكن حجم كل الأرض مع حجم كل السموات بالنسبة إلى الجنة كنقطة بل كحبة رمال" !!
وقال في (ف6:178-10) " السموات تسمع موضوعة بينها السيارات التي تبعد إحداها عن الأخرى مسيرة رجل خمس مائة سنة ، وكذلك الأرض على مسيرة خمس مائة سنة من السماء الأولى " !!
(أ) وهذا يخالف ما جاء في المسيحية والإسلام ، حيث تقول المسيحية
بوجود ثلاث سموات هي " سماء الطيور أو الغلاف الجوى (تك20:1) سماء الكواكب والنجوم (إي 22: 12- 14) سماء السموات أو السماء الثالثة (2كو12: 2-4 ) .
ويقول الإسلام أن عدد السموات سبع فقط بما فيها الجنة. وإنما يتفق ما كتبه هذا الكاتب المزوّر مع ما كتبه الشاعر الإيطالي دانتي أليجييري ، الذي توفي سنة 1321م ، في الجزء الثالث ، الفردوس ، من الكوميديا الإلهية حيث صور ، دانتي ، الفردوس ، الجنة ، بأنها تتكون من تسع سموات يليها سماء السموات أو سماء العرش الإلهي !! وهذا يدل على أن هذا الكتاب الخرافي المزيف مكتوب سنة 1321م !! (هـ أنظر كتابنا 00) .
(ب) كما يتكلم عن السموات كموقع مادي ويصور المسافة بين كل سماء والسماء الأخرى بمسيرة رجل 500 سنة !! وإذا كانت المسافات تقاس ، في القرن الأول كما هو مفترض ، بسرعة الحصان أو الجمل ، في قافلة ، في اليوم الواحد ، وكان متوسط المسافة التي يقطعها الحصان أو الجمل في قافلة في اليوم الواحد 50 كم × 365 يوم ×500 سنة = 9,125.000 كم ، ولو قسنا المسافة من الأرض إلى السماء التاسعة ، بحسب ما جاء في هذا الكتاب المزيف ، نجد أنها 9,125,000 × 9 = 82,125,000 كم ، أي 82 مليون كم ، في حين أن المسافة بين الأرض والمريخ هي 90 مليون كم ، معنى هذا أننا نصل من الأرض إلى السماء التاسعة قبل أن نصل إلى المريخ !! وهذا يضاد كل الحقائق الكتابية والعلمية وكل مقاييس المسافات الخاصة بالمجموعة الشمسية !!
 الدليل السادس والعشرون ؛ خرافة وصف الجحيم :
وصف هذا الكاتب المزوّر ، الخرافي التفكير ، الجحيم بصورة لا مثيل لها في الكتاب المقدس وكتب الأديان الأخرى إذ رسم لها طبقات أو دركات مترتبة ترتيبا أفقيا يتدرج فيه العقاب من الدركة الأولى إلى السابعة وكلما ذهب المعذب إلى دركة أبعد يناله عقاب أشد .
كما حصر دخول الجحيم علي فاعلي خطايا معينة هي " الكبرياء والحسد والطمع والشهوة والكسل والنهم والغضب " دون بقية الخطايا tقال في (ف1:59-3) " أن الجحيم واحدة وفيها يعذب الملعونون إلى إلابد ، إلا أن لها سبع طبقات أو دركات الواحدة منها أعمق من الأخرى ومن يذهب إلى أبعدها يناله عقاب أشد " !
وقال في (ف3:135-29) " أعلموا إذا أن الجحيم هي واحدة ومع ذلك فأن لها سبع دركات ، الواحدة منها دون الأخرى . فكما أن الخطية سبعة أنواع إذا أنشأها الشيطان نظير سبعة أبواب الجحيم كذلك يوجد فيها سبعة أنواع من العذاب . لأن المتكبر 000 سيزج في أسفل درجة ماراً في سائر الدركات التي فوقه ومكابداً فيها جميع إلالام الموجودة فيها 000 والحسود 000 يهبط إلى الدرجة السادسة 000 أما الطماع فيهبط إلى الدركة الخامسة 000 أما الدركة الرابعة فيهبط إليها الشهوانيون 000 ويهبط إلى الدركة الثالثة الكسلان 000 ويهبط إلى الدركة الثانية النهم 00 ويهبط المستشيط غضبا إلى الدركه إلاولي "!!
وقد أخذ وصف الجحيم من حيث الدركات وأنواع الخطايا وأنواع العقاب من الجزء الأول من الكوميديا الإلهية لدانتي ، الجحيم ، حيث يتكون جحيم دانتي من تسع دركات أو حلقات ، الحلقة الأولى خاصة بغير المعمدين ، والحلقة الثانية يمكث فيها الشهوانيين " والحلقة الثالثة للشرهين ، والحلقة الرابعة للبخلاء والمسرفون ، والحلقة الخامسة للغاضبون والكسالى ، والحلقة السادسة للهراطقة ، والحلقة السابعة لمرتكبو العنف ، والحلقة الثامنة للمخادعين المحتالين ، الدجالين ، والحلقة التاسعة ، بئر المردة والتي تضم أمثال يهوذا ، ويوجد إبليس في أسفلها !!
وقد حزف الكاتب المزوّر الدركة الأولى الخاصة بغير المعمدين ، من الأمم والأطفال المسيحيين ، والأخيرة الخاصة بالهراطقة لأنهما لا يتفقان مع فكره وما هدف إليه في كتابه المزيف هذا !!
 الدليل السابع والعشرون؛ خرافة عقاب الجحيم : كما صور هذا الكاتب المزوّر عقاب الجحيم وادواته على أنها تتكون من البرد القارس والريح والثلج والجليد والجمر والصواعق والبرق والجنون والهلع ، وذلك إلى جانب النار واللهب والحرارة والكبريت !! وزعم أن الشيطان أنشأ الخطايا سبعة أنواع نظير أبواب الجحيم السبعة !! فقال في (ف16:60-19) " فما أشد الذي سيصلونه الخطاة الأشقياء ، ما أشد البرد القارس الذي لا يخفف لهبهم ، ما أشد صرير الأسنان والبكاء والعويل ، لأن ماء الأردن أقل من الدموع التي ستجري كل دقيقة من عيونهم " !! وقال في (ف15:106) " أن الله لما خلقه (الحس) حكم عليه بالجحيم والثلج والجليد اللذين لا يطاقان "!!
وتابع في (ف135) " ففي هذا المكان الملعون يكون عقاب عام يشمل كل الدركات كمزيج من حبوب عديدة يصنع منه رغيف لأنه ستتحد بعدل الله النار والجمر والصواعق والبرق والكبريت والحرارة والبرد والريح والجنون والهلع علي طريقة لا يخفف فيها البرد والحرارة ولا النار بل يعذب كل منها "!!
ووصف الجحيم علي هذه الصورة ورد في كتاب " رؤيا بولس " المكتوب في القرن الخامس الميلادي والذي يصف عذاب الجحيم بأنه مكون من النار والثلج والجليد والبرد القارس بقوله " ورأيت هناك رجالاً ونساء مقطوعي الأيدي وعريانين في مكان الثلج والجليد " (ف39) " 000 في البرد وصرير الأسنان 000 في هذا المكان لا يوجد شيء آخر سوى البرد والجليد . وقال الملاك أيضاً حتى لو أشرقت الشمس عليهم فلن يصبحوا دافئين بسبب برودة المكان الشديدة والجليد " (ف42).
كما ذُكر عذاب الزمهرير والثلج والجليد ، أيضاًَ ، في كتاب مطهر القديس باتريك وكتاب رحلة الجندي الراهب تونجدال وجحيم الراهب الإيطالي البريجو في القرن الحادي عشر . كما ذكر الشاعر إلانجليزي وليم شكسبير سنة 1604 الصقيع المروع في مسرحية " عين بعين " فقال علي لسان كلاوديو " والروح الناعمة يجرفها عباب يتلطي ، أو تستقر في صقع مروع من صقيع ، تكثف طبقات فوق طبقات " .
وكذلك الشاعر إلانجليزي جون ميلتون في ملحمته " الفردوس المفقود " 1642- 1655 الذي قال " وبعد هذا النهر تقع قارة متجمدة ، برية مظلمة ، تنهال عليه عواصف من دوامات الريح ولا فع البرد يسقط علي اليابسة 000 وليس من عواصف من دوامات الريح ولافع البرد يسقط علي اليابسة 000وليس من حوله إلا الثلج والجليد ".
إلا أنه من الواضح أن هذا الكاتب المزوّر أخذ أفكاره هذه عن جحيم دانتي إذا جاء جحيمه أكثر مطابقة مع جحيم دانتي !! فالجحيم عند كليهما يتكون من درجات أو دركات أو طبقات مرتبة فوق بعضهاالبعض كل درجة منها لإحدي الخطايا ، ويتم ترتيب الخطايا عند كليهما علي قدر ما تحمله من شرور ، وكلما كانت خطيئة المعاقب أكبر كلما نزل إلى درجات الجحيم السفلي ، ويتكون عذاب الجحيم عند كليهما من النار والبرد والصقيع والجليد والثلج . وعلى سبيل المثال يقول دانتي :
" أنا في الحلقة الثالثة ، حلقة المطر الأبدي ، اللعين ، البارد الثقيل ؛ لا يتجدد عنفه أبداً ولا يتغير نوعه . بردّ كبير ومياه مسودة ، وثلج يهطل خلال الهواء المظلم " (أنشودة 6: 7 – 10) .
" عندما استدرت ورأيت أمامي وتحت القدمين بحيرة كان لها من التجمد صورة الزجاج لا الماء 000 كان الشبحان المعذبان منغمسين في الثلج 000 سماء الزمهرير000 وقد ازرق لونهما 000الزمهرير من الفم 000 فجمده الزمهرير بينهما 000 فلن تجد شبحاً أجدر منهما أن يستقر في الجمد 000 بعد ذلك رأيت ألف وجه جعلها البرد مثل الكلاب ؛ ومن ذلك يعروني الرعب ، وسيعروني دائما من الغدران المتجمدة "(أنشودة32: 22- 26) .
" وبينما كنا نسير في الوسط ، الذي يتجمع عنده كل ثقل ، كنت ارتعد في الزمهرير إلابدي " (أنشودة 32 :73 ، 74).
 الدليل الثامن والعشرون ؛ خرافة دخول الأصنام إلى العالم :
وتحدث في (ف32) عن كيفية دخول عبادة الأصنام إلى العالم هكذا " أن كل شر دخل إلى العالم بوسيلة الشيوخ ، قولوا لي من أدخل عبادة الأصنام في العالم إلا طريقة الشيوخ ، أنه كان ملكا أحب اباه كثيرا وكان اسمه بعلا ، فلما مات الأب أمر ابنه بصنع تمثال شبه أبيه تعزية لنفسه ، ونصبه في سوق المدينة " وراح يعدد فوائد هذا التمثال وتقديم الهدايا له " ثم تحولت هذه إلهدايا في زمن قصير إلى نقود وطعام حتى سموه إلها تكريما له ، وهذا الشيء تحول من عادة إلى شريعة حتى أن الصنم بعلا أنتشر في العالم كله ، وقد ندب الله على هذا بواسطة أشعياء قائلا " حقا هذا الشعب يعبدني باطلا ، لأنهم أبطلوا شريعتي التي أعطاهم أياها عبدى موسى ويتبعون تقاليد شيوخهم " !!
وهذه القصة الخيالية الخرافية خلط فيها الكاتب بين تقليد الشيوخ النابع من شريعة موسى نفسها وبين عبادة الأصنام ، ولا علاقة بين تقليد الشيوخ وعبادة الأصنام ، وزعم أن عبادة " بعل " أنتشرت في العالم كله ، وروى قصة خرافية عن أصل عبادته وعبادة الأوثان ! وقد كشفت حفريات رأس شمرا ونصوصها عن أن بعلا كان هو إله الطبيعة فهو المتحكم في المطر والريح والسحب وبالتالي في الخصوبة ، وقد عبده الكنعانيين وقد تأثر بعبادته بعض بنى إسرائيل وأنتهى ذلك بسبي بابل سنة 586 ق . م . وكل ما زعمه الكاتب هو من نسيج خياله الخرافي !!
 الدليل التاسع والعشرون ؛ خرافة عدد آلهة رومية :
زعم في (ف4:125) أنه يوجد في رومية وحدها 28 ألف إله منظور !! وهذا مبالغة خرافية لأنه لم يزد عدد الآلهة في روما عن مئة إله بل ولم يصل عدد التماثيل التي صنعت لهذه الآلهة لمثل هذا العدد الخرافي !
 الدليل الثلاثون ؛ تكلم الحجارة :
زعم في (ف14:200) أن حجارة أورشليم صرخت عند دخول يسوع بصوت عظيم قائلة " تبارك الآتي باسم الرب إلهنا " !! وهذه مبالغة لا مبرر لها ومفهوم خرافي وخاطئ لقول المسيح أن سكت هؤلاء (من يهتفون فرحا بدخوله أورشليم) فالحجارة تتكلم " (لو34:23) .

يتبع

الراعي / عمانوئيل