+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: هواجسٌ من بيوت الغرباء ... (/showthread.php?tid=33425)
الصفحات:
1
2
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - ابن سوريا - 09-30-2003
هواجسٌ من بيوت الغرباء* ...
هاجس البداية :
بعضُ الكلماتِ الصَّغيرةْ تَتخبطُُ في رَأسيْ
و تُداعِبُ روحي كخَلْقِ صغيرْ
تلكَ الكلمات التي تصنعُ أحلامي في كل ليلة
تلك الكلماتْ التي تقولُ لكِ : أحبك حدَّ الجنون ...
هاجسٌ خريفي :
نرتاح معاً
خلفَ الأحلامِ
نعبُرُ أيامَ الألمِ معا...
تعالي نَقفِزُ
فوقَ الحزنِ
نحو العيدِ
و رائحةِ الثلجِ بقريتنا
لونُ العنب
يراودني كعيناكِ
عمري يبدو
الآن كأوراقِ خريفِ
لا يدري
أين الريح سيحمله
يعبثُ فيه الغضب الوحشي
الأصفرْ
فتعالي ننسى قليلاً
و نسافر خلف الأحلامْ
أمّاهُ ...
تقتلني الذكرى
شوقاً
أمّاه ..
أيا جبلاً يَهزِمُ
كل أعاصير الوجعِ
المعتصرِ بقلبي
أرتجفُ ..
أحنُّ ..
أئِنُّ
و بهذا الليل سهرتُ
و معي يسهر حبي
و يواسيني الدمعُ
و الربُّ يجِنُّ
ما عادت تجدي معي
كلُّ أغاني الشوقْ
ما عاد يخفف عني
وطأة سيف البعدِ
سوى دمعي
فأينَ ستحملني
أينَ ...
أيا غضبَ الريحِ الأصفرْ ؟
يتبع ...
* في العنوان بعض المحاكاة لعنوان رواية لديستكوفسكي "ذكريات من بيت الموتى"..
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - ابن سوريا - 09-30-2003
هاجسٌ ليلي :
بين سكري و غربتي
تعربد روحي
تتبعثر الأيامُ
راسمةً على شفتي
ابتسامةَ حزنِ و سخريةِ
أقسى من القدرِ
أستعين ببقايا ذكرياتْ
برذاذ حنينِ لأمي
لكي أستطيعَ السهرْ
في ليل استحالة عمري
يراودني الرجوع إليها
هاجساً يومياً ..
ليملأ قلبي رغبةً
يرافقني المطر
أعانقُ زغردةَ غيمةٍ في السماء
أهربُ .. أهربُ ..
من لون رمادِ الليلِ
و شحوبِ القمرْ
تأتين أنتِ
لتعرفي كيف أصارعُ طواحين الهواءْ
و جذوع الشجرْ
تقولينَ :
هنا استسلم الليلُ ..
فأسعفني ألا أيها الكأسِ
ببعض خمورٍ
تدواي فيَّ الضجرْ
تواعديني على عتبةِ الحلمِ ..
و تعرفينَ .. لكم أكره الإنتظار
فكيف لا تأتين في الموعدِ؟
و القلب كان معي قد انتظرْ
شفتاي صراخٌ
يترنحُ
يتدحرجُ في أروقة الملاحين
يعربدُ ...
يرادود حزن الفلاحين ..
يستفحل فيه العشقُ ..
يستفحل فيه الهمُّ
قطراتٌ من سُمِ حلوِ
في شفتاي ..
ستنتحرُ ...
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - ابن سوريا - 09-30-2003
هواجسُ ما بعد الرحيل :
جئتُ إليكِ .. أعانقُُ زمني
و الأشواقْ
أسأل عن خفقانِ القلبِ
عن رائحة الأرضِ
عن لون الشمسِ
بشامٍ و عراقْ
لن يحتمل البعدُ رحيلاً أكثرْ
لن تنزل أمطارُ الغيمِ
و في العمر فراقْ
ثوراتُ حنينِ أزليٍّ
لن تكفي ..
كي تهديني النجمةُ حباً
و بطاقةَ سفرِ
ووجه رفاقْ
---
في بعض الليلِ أراكِ بحلمِ
و البحرُ يباعدني عنكِ ..
موجٌ من فوقه موجٌ يعلو
و في السطح سرابْ
قد بكت الدنيا غيفارا حين
أصيب بطلقةِ خوفٍ ..
هل تبكي موجاتُ البحر الآنَ
و الليل يعانق في الحلمِ
ماءً و ترابْ
-------
أأنا هنا ..
و أنتِ هناك؟
هلمي نسافر نحو الفكرةِ و الفرحْ ..
دقاتُ الساعةِ ترميني
نحو عرسكِ ..
و الدنيا تمرُّ بلا قلقٍ
و أنا من شوقي أمدُّ يدي
علَّ الأسماء تصافحني
و تسامحني
تغفر لي حبي ..
خمري .. و جنوني ..
------
في البعد أحبكِ أكثر
و أرى وجهك في صفحة ماءْ
و الله يعدني بالكوثر
و أعده بعبير رجاءْ
و أنا أغني ..
" اشتقت إليكِ و ما أخرني"
إلا قصة حبٍّ بلهاء
سأعود إليكِ كالمطرِ
ثقلت فيه غمائم سحبِ
باردةِ بشتاءْ
سأعود إليكِ كالدمعِ
الهاطلِ من عين حبيبٍ ..
بللها الشوقُ
بللها لهفةُ عطفٍ
ووفاءْ
--------
جئت إليكِ .. أودعُ زمني
أعانق زمناً آخر أبهى
زمنَ الإنسانْ ...
أقسمُ عشقاً ..
بالأرضِ و بالربِ
و بالإنسانْ
روحي معلقةٌ فيكِ
و بالرمان..
هذا الدهر حزينٌ مثلي
فيه دروبي تمشي رويداً
تعشقُ روحي .. و الألحانْ
لن أنسى عمري .. و قصةَ نوحْ
و القلب في أرض الحبِّ ينوحْ
لن يُمحى من ذاكرتي .. الله
و قصص الجانْ
-------
يا جبلاً في بعضِ ديارٍ
كانت تعشقني
يا شجراً في القلب يموج
يسكن ذاكرتي
و في البرد يغني :
"يا ثلج قد ذكرتني أمي /
أيامَ تقضي الليل في همي ..."
و الذكرياتْ ..
يا ليلُ هاتْ ..
و الراجعات .. القادمات .. الآتياتْ
و الربُّ عادْ ..
من زمنِ عادْ ..
كي لا يعودَ الحزنُ
من كلِّ الجهاتْ
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - maryam - 09-30-2003
لعن الله الدنيا التي تزرع فيك كل هذا الحزن .. التي تجعلك تنزف روحك وألمك كلمات حتى لو كانت أجمل كلمات الكون فأنها تستحق اللعنة .
(f) .
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - Ahlam - 09-30-2003
قرأت شعرك يابن سوريا مرة.. ومرة ثانية.. ومرة ثالثة.. وفي كل مرة.. كنت أغرق بين سطورها أكثر..
في المرة الأولى... كنت أنتظر أن أصل إلى هاجس ربيعي.. ولكن.. بعد القراءة الأولى.. لم يعد مهماً لا الربيع ولا الصيف.. جميلة كما هي..
المهم.. سأعود لقراءتها مرات..
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - طفول - 10-01-2003
ربما رغم البعد الشاسع نلتقي عند أربع كلمات
غربة .. وحزن .. وخريف .. وبكاء
آسفة يا أخي .. ولكن كلماتك لم تستطع الا أن تخرج مني الا هذه الكلمات
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - ابن سوريا - 10-03-2003
مريم أحلام و طفول:
(f)
لا يسعني إلا أن أشكر قراءتكم لما كتبته الجرح فيَّ , جرح كل غريب.
محبتي
طارق - ابن سوريا
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - ابن سوريا - 10-03-2003
هاجسٌ شتوي :
حذرٌ ..
تحترسُ من لون الليل
رصاصٌ يأتيك بوجهِ
حقيقةِ وجعٍ شتوي
و عاهرةٌ تصرخُ في قلبكِ :
من يحترم العهرَ
و عمري ..
ليصدقَ وجعي
ترتحل أنوفٌ تعبقُ
برجولةِ أفخاذٍ مخصية
نحو طواحينٍ
من زبدِ كلامٍ يحترقُ
تحت سريرٍ
تحكمه .. تأوي إليه
أمراءٌ أمويينَ
و مراسمُ ملكية..
تاريخٌ يرمينا
في مزبلة الشحاذين
يختصر دوادين الرقصِ
الطربِ ..
هزي الخصرَ
حبيبةَ عمري
خصركُ لون صباح
أجفله شحوب العمر
بأعيننا ..
إرميني قطرة مطرٍ
و استليني من غمد شتاء
ارميني في حضنكِ
عشقاً عفويا ..
هذا الحبُّ خطيرٌ
نخفيه قليلاً
لنحلقَ في الجوِّ كطيرٍ
أعجبه الريقُ العطرُ
ارمِي التاريخَ ..
ارميني معه
آهِ .. من يحفظ عاشقةَ الليل في حائطِ
أيامي الذهبية ...
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - ابن سوريا - 10-03-2003
هاجسُ التائهين :
لا ترافقيني للهاوية ..
ذريني هنا و ابتعدي
كلمةٌ صغيرة تصيح في أذني
فيرتعشُ القلب
رويداً .. رويداً
...
سلي عني طيوراً تحنُّ إليَّ
سلي عني الماءَ و الأودية
سلي أمي و صديقةً في شارعٍ تاهتْ
كي تعرفي ألمي ..
كي تعلمي كيف اعترتني الريح
و استباحتْ قلبي للخرابْ
...
رويداً رويداً
فالناس تسير بلا انتباه
و ظلام الليل يجري
و لا أدري ماذا اعتراه
سأبني سماءً ثامنة
سأضيء الطريق
لتائهٍ يجر مهموماً
خطــاه
و لكن رويداً ..
كي نستطيعَ كتابةَ سطرٍ
واحدٍ أراه
رويداً ...
فلمَ تركضينَ
خائفةً
فوق المياه ؟
هواجسٌ من بيوت الغرباء ... - فتاة العرب - 10-03-2003
(f)
لم يعد هناك متسع في قلبي لكل جمالك :wr: