حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
عولمة الشذوذ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: عولمة الشذوذ (/showthread.php?tid=33937) |
عولمة الشذوذ - vodka - 06-20-2009 عولمة الشذوذ : الهوية الممسوخة تبحث عن 'غيفارا'.. د. أحمد خيري العمري 2009/06/17 'جوزيف مسعد' اسم قد لا يكون معروفا جدا في عالمنا العربي ،فهو ليس مطربا صاعدا ولا نجما من نجوم الرياضة، إنه مجرد أستاذ مساعد في جامعة كولومبيا الأمريكية، أمريكي من أصل فلسطيني، وقد عرف كناشط أكاديمي في القضية الفلسطينية، وهو نشاط كلفه الكثير من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ولكن إنجازه الأكاديمي الأهم قد يرتبط بصدمة قوية وجهها مسعد للوبي الآخر: لوبي الشذوذ الجنسي في الولايات المتحدة. جوزيف مسعد أيضا هو أحد تلامذة الراحل أدوارد سعيد الفلسطيني الأصل والشرقي القضية، والذي درّس أيضا في جامعة كولومبيا، وبطريقة ما، فإن مسعد يمثل امتدادا شابا لفكر أدوارد سعيد وبالذات لمدرسة الاستشراق التي كان الأخير العلامة الأهم فيها. و'الاستشراق' هو عنوان لكتاب مهم لأدوارد سعيد أحدث صدمة في الأوساط الأكاديمية الغربية عند صدوره عام 1978 ذلك أنه تضمن رصدا أكاديميا دقيقا لثقافة غربية كاملة أعادت صنع العالم الإسلامي في المخيلة الغربية ومهدّت للحملات الاستعمارية. هذه الثقافة امتلكت أدواتها التحليلية الخاصة وحكمت على العالم الإسلامي أن يدخل في الحيز الضيق لهذه الأدوات. هذه الحقيقة التي نتعامل معها اليوم على أنها بديهة (ليس الكل، فالبعض لا يزال يتنفس استشراقا !) لم تكن كذلك يوم أصدر سعيد كتابه الاستشراق، على الأقل لم تكن كذلك في الأوساط الأكاديمية الغربية التي تعاملت مع إرثها الثقافي بثقة على أنه خال من التحيزات، لكن كتاب سعيد استخدم لغة أكاديمية عالية واستخدم أدوات التحليل ذاتها ليأتي مليئا بالشواهد على صحة ما ذهب إليه.. ودراسة جوزيف مسعد التي أنا بصددها الآن هي امتداد لفكر أدوارد سعيد. الشذوذ كظاهرة ملازمة للأستعمار ؟ فلنتنبه هنا أن جوزف مسعد لا ينطلق من نص ديني في فكرته، إنه لا يملك موقفي المسبق من الأمر والمبني على انتمائي الديني والفكري، إنه مثقف علماني من أصول واضحة من اسمه، وهو لا يتحدث عن الحلال أو الحرام، أو حتى عن الخطأ والصواب، بل هو يناقش ظاهرة 'استعمار ثقافي -اجتماعي'، ويحللها باستخدام نفس أدوات مدرسة أدوارد سعيد.. في عام 2002 نشر جوزيف مسعد مقالته الصادمة لمافيا الشذوذ، التي وسعها لاحقا (2007) لتصير كتابا، المقالة انطلقت من فكرة أساسية، وهي أن الحركات الأوروبية تحاول أن تجعل من قضيتها وشعاراتها قضية عالمية عبر فرضها على كل ثقافات الشعوب الأخرى، حتى لو لم تكن هذه الشعوب تملك هذه القضايا أصلا.. يضرب مسعد المثل بالحركة النسوية الغربية التي فرضت شعاراتها وأهدافها على نساء العالم في المجتمعات غير الغربية، الأمر الذي أدى إلى تشرذم نضال هذه المجتمعات وتجزؤ قضاياها بشكل قد لا يناسب ثقافة هذه الشعوب القائمة على الكليات قبل الجزئيات.. لكن المحور الأساسي في مقال مسعد (وفي كتابه لاحقا) قائم على تطبيق نفس الفكرة على حركات دعم حقوق الشواذ في العالم الإسلامي، وهي الظاهرة التي يسميها مسعد Gay International'الشذوذ العالمي' يلاحظ مسعد فورا، ويذكر بالتفصيل، أن كل الأسماء الناشطة في هذه المجال هي لأشخاص عاشوا في الغرب وإن انتموا لأصول مسلمة، وأن حركاتهم مرتبطة بالحركات الأم الغربية على نحو مباشر.. الأمر هنا يتجاوز أمر العمالة والمؤامرة المباشرة إلى ظاهرة ثقافية اجتماعية مهمة جدا، واستنتاج مسعد المهم (والمثير للجدل بلا شك)، هو أن هذه الحركات التي تطالب بحقوق الشواذ جنسيا، صارت 'تنتج' الشواذ جنسيا في أماكن لم يكن لهم فيها وجود. في تاريخنا : يوجد شذوذ، ولكن لا يوجد 'شواذ' !. فلنكن واضحين مسعد هنا لا ينفي وجود الممارسات الشاذة في المجتمع المسلم عبر التاريخ، ولو أنه فعل لكان علينا أن ننفي نفيه، إنه ينفي وجود 'الشواذ' فقط ! ما الفرق؟ الفرق كبيركما يؤكد مسعد، فهو يقول إن المجتمعات المسلمة احتوت (تاريخيا) على أشخاص لديهم هذه الممارسات ولكنهم كانوا في الوقت نفسه يمارسون الجنس السوي.. وهذا بحد ذاته يجعلهم خارج إطار تعريف 'الشاذ جنسيا'.. الأطروحة الغربية تحاول التفسير أن هؤلاء كانوا مقموعين من مجتمعاتهم وأنهم اضطروا للعيش في حياة مزدوجة، لكن شواهد تاريخية مفصلة تكذب هذا الزعم، ويمكن العودة إلى ذاكرتنا القريبة عما يتداوله الناس لندرك أن حياة هؤلاء لم تكن مقموعة جدا، وإلا لما عرف الناس بهم.. ما الذي يعنيه هذا ؟..ما الذي يجعل منهم هذا ؟ بالـنسبة لمسـعد هم 'مزدوجـو الميـول Bi sexual' وبالنسبة لنا هم مجرد 'فجّار'..أشخاص يمارسون الفجور مع أي 'شيء' يمكنهم استعماله.. من الناحية الشرعية لا فرق بين الأمرين كما هو واضح، لكن مسعد ينبهنا هنا إلى أن مزدوج الميول (لو صح التعبير) لا يطابق 'الشاذ جنسيا'.. هويتهما مختلفة فورا ما دام أحدهما يمتلك ميلا طبيعيا بالإضافة إلى الشيء الآخر..'الشاذ - المثلي' - بتعريفهم على الأقل- هو (الذي لا يملك أي شهوة نحو الجنس الآخر..)..وهو يوضح، عبر سلسلة من الاستشهادات التاريخية الموثقة، أن معظم ما وصلنا من ممارسات شاذة تاريخية (موثقة في عصور انهيار الحضارة الإسلامية) كانت لأشخاص مزدوجي الميول ولم يعرف عنهم قط أنهم ميّالون لجنسهم فقط، كما أنهم لم يعرّفوا عن أنفسهم قط على أنهم كذلك. .يذهب مسعد بعد هذا إلى أن هؤلاء قد استمروا في الوجود، وأنهم لم يجدوا أنفسهم بحاجة إلى أن يعرّفوا أنفسهم كشواذ أو مثليين إلا بعد التغلغل الثقافي الغربي الذي أجبرهم- والكلام لمسعد- على أن يعتبروا أن الشذوذ ( أو المثلية) هويتهم وبالتالي أصبح عندهم قضية وهو الأمر الذي لم يكن موجودا قبلها.. (لا بد من الإشارة هنا إلى أن الأمر لا يشمل المخنثين الذين لهم تصنيف آخر حتى ضمن مفاهيم المافيا(. أبو نؤاس : مثال تاريخي يساء استخدامه نظرة مسعد للأمر جديرة بالاهتمام: فلنتنبه هنا إلى أن 'الشواذ' يحتفلون كثيرا بأبي نؤاس بسبب أشعاره الغزلية في الغلمان كدلالة ليس فقط على 'شذوذه' بل وعلى عراقة الشذوذ في المجتمع الإسلامي وتقبله له!، لكنهم ينسون (أو يتناسون؟) أن أبا نؤاس كان له أيضا قصص وحكايات وقصائد ماجنة وأخرى غير ماجنة في جوارِ أحبهن بل وهام بهن حبا (الجارية جنان مثلا..)..وهذا يخرجه فورا من التصنيف الذي يروجون له (الشاذ- المثلي) إلى (مزدوج الميل).. أو ما نسميه نحن بالفاجر الماجن، علما أنه قد قيل إن أبا نؤاس تحديدا قد تاب في آخر حياته وقال في التوبة والزهد من الشعر كما قال قبلها في الخمر والمجون. أبو نؤاس وتغزله بالغلمان والجواري هو نموذج لكل الشخصيات التاريخية التي يحاول الليبراليون عموما وأنصار الشذوذ خصوصا ذكرها لتأصيل وترويج مفهوم الحرية المنفلتة من أي معيار في مجتمعاتنا الإسلامية.. أمران مهمان لا بد من الإشارة لهما هنا كلما انتقدنا ظاهرة أخلاقية في الغرب طلع علينا عباقرة الشبكة ومدوناتها أو بعض كتاب الورقيات بقولين يتكرران بأشكال وألوان متعددة. ربما 'المخبى أعظم '...لكن المقارنة خاطئة. القول الأول أن الظاهرة موجودة بعينها في مجتمعاتنا و'أن المخبأ أعظم' وأنه من فضائل الغرب ـ على الأقل - اعترافه بها وممارستها علنا ..الخ. أما القول الثاني فهو يكرر مقولة ظواهر الفساد في الحضارة العربية الإسلامية في عصور ترفهها الممهد لسقوطها، وينتهي إلى المقارنة بين هذه الظواهر وبين مثيلاتها في الغرب ليكرس أن الأمر سيان وأن ما نعيبه عليهم تفوق فيه أجدادنا .. والقولان صحيحان جزئيا ولكنهما يوضعان في سياق مخالف للحقيقة، فمجتمعاتنا فيها اليوم كل ما نعيبه على الغرب، ولكن هل يمكن أن يكون ذلك مستغربا بعد ثمانين سنة من التغريب الشامل متعدد الوسائل.. أليس ذلك نتيجة طبيعية تماما؟ وبالتالي فالمقارنة الجارية حاليا تكون بين الغرب وبين مجتمعات تغربت ومسخت هويتها.. وليس بين الغرب ومجتمعات متوازنة مع قيمها وثوابتها.. بضعة كتيبات مقابل المكتبة الضخمة أما الحديث عن ظواهر الفساد في الحضارة الإسلامية، فهو حديث يبالغ في الأمر، فمن بين مئات الألوف من المجلدات والمخطوطات التي وصلت إلينا توجد بعض الكتب صغيرة الحجم التي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة، ولا تشكل أية نسبة إحصائية لا كما ولا كيفا، لكن هذه الكتب -التي لا يمكن التأكد من صحة ما ورد فيها- وجدت من يروج لها ويعيد طباعتها (بالذات من قبل دارين عربيتين للنشر معروفتي التمويل والتوجهات، والطريف أن الدارين لا تنشران كتب التراث إطلاقا لكن نشر هذه الكتب جاء استثناء ومن أجل أهداف واضحة !).. ومروجو هذه الكتب وما ورد فيها يتناسون الحجم النسبي الضئيل لها، ويتناسون أيضا ما هو أهم: أن هؤلاء الفجار لم يكونوا ينشرون فجورهم على الملأ، ولم يكن هناك 'إنترنت' ومواقع مجانية إباحية ولا قنوات تبث على مدار الساعة وتمارس غسيلا جماعيا لأدمغة البشر سواء شاؤوا أو أبوا.. أي إن هؤلاء الفجار وممارساتهم كانت مهمشة وغير قادرة على التأثير العام على المجتمع، فضلا عن أن كل تلك الظواهر لم تصل قط لشرعنة الأمر واعتباره أمرا مقبولا: كان أولئك العصاة يمارسون كبائر لا يجرؤون على القول إنها 'أمر مشروع أو طبيعي' كما هو حاصل اليوم، وبالتالي فلا يمكن حقا مقارنة الأمرين.. إذن جوزيف مسعد يقول: إن التغريب والهيمنة الثقافية الغربية بقنواتها المتعددة أعادت توجيه 'الهوية الجنسية' للعرب والمسلمين وقولبتها بقالب غربي لم يكن موجودا قط في نسيجهم الثقافي الأصلي.. ومقولته هذه - المدعومة بشواهد تاريخية - لا بد أن تثير الجدل خاصة أنها تخالف كل ما يقال عن الشذوذ الجنسي باعتباره ظاهرة 'طبيعية!' تاريخية عالمية.. عولمة الشذوذ : قضية الخارج من اجل حسابات الداخل لكن السؤال الذي لم يتطرق له مسعد هو لماذا تهتم مافيا الشذوذ العالمية - أو ما يسميها هو بالشذوذ العالمي- بالعالم الإسلامي لهذه الدرجة التي تجعلها تؤسس الجمعيات وتوظف العملاء؟ قد يكون هدف تهديم البنية الأخلاقية للمجتمع أمرا واردا لكني شخصيا أعتقد أن هناك الهدف الآخر والأكثر مباشرة الذي ترغب المافيا في الوصول إليه وبعدها يكون تهديم البنية الأخلاقية للمجتمع مجرد تحصيل حاصل.. مافيا الشذوذ حسب اعتقادي تهدف إلى عولمة قضية الشذوذ والدفاع عن حقوق الشواذ في العالم غير الغربي من أجل استثمار ذلك داخليا، أي في العالم الغربي نفسه، حيث لا تزال بعض الجماعات المحافظة تقاوم هذه المافيا (وهي مقاومة كانت أكثر شراسة بكثير خلال عقد التسعينات من القرن الماضي).. والذي حصل باختصار أن مافيا الشذوذ المسماة رسميا باتحاد السحاقيات والشواذ العالمي International lesbian& gays aociation-ILGA) قد تمكنت في عام 1993من الحصول على العضوية في الأمم المتحدة بصفة منظمة غير حكومية NGO لكن في السنة اللاحقة تم إيقاف هذه العضوية إذ تمكن الناشطون المضادون للمافيا من إثبات صلة المنظمة بمنظمة أخرى متخصصة بدعم الجنس الشاذ مع الأطفال !! (منظمة اسمها 'حب الرجال للأولاد في أمريكا الشماليةNAMBLA').. وهو الأمر الذي لا يزال مرفوضا في الغرب ويعد جريمة والحمد لله! والعلاقة بين هؤلاء ومافيا الشذوذ تتجاوز مجرد الصلة إلى التداخل التام ولذلك لم تتمكن المافيا من إنكار الأمر (لكنها تحاول دوما التعتيم عليه رغم أن الشذوذ الجنسي في واقع الأمر مرتبط إحصائيا بممارسته مع الصغار(. في هذه المرحلة تحديدا بدأت المافيا بعولمة قضيتها، وانبثقت عنها المنظمات التي يرأسها غربيون من أصل عربي أو من أصل مسلم، وصاروا يطالبون بحقوق إخوانهم 'المثليين' في البلاد العربية والإسلامية، وصارت الحكومات الغربية بالتدريج تستخدم هؤلاء في ضغوطها وتدخلاتها ( كما حدث في تدخل فرنسي سافر في مصر في قضية مركب الملكة عام 2001)، وعندما تبدأ الحكومات الغربية في استخدام ذلك فإنها تصير ملزمة في الوقت نفسه بدعم الشواذ أكثر فأكثر في بلدانها.. وهذا هو الخطاب الرسمي للمافيا حاليا، فعندما مررت الأمم المتحدة عام 2008 قرارا يوصي بدعم إعلان حقوق عالمي للشواذ، امتنعت الولايات المتحدة عن التوقيع آنذاك لاعتبارات تتعلق بتحالف حكومة بوش مع اليمين الديني (تم التوقيع مع الحكومة الحالية التي لها تحالفات أخرى!) يومها أصدرت منظمة ILGA بيانا شجبت فيه امتناع الولايات المتحدة عن التوقيع وذكرتها أنها كدولة 'نموذج' و'مثل' عليها أن تكون أكثر دعما للقضية خاصة، وأن الشواذ في العالم كله يتطلعون إليها لتنقذهم من الاضطهاد الذي يواجهونه في مجتمعاتهم 'الظلامية'.. وهكذا فإن حزمة التغييرات والإصلاحات التي يطالبون بها تتضمن ذلك (آجلا أو عاجلا) فحقوق الشواذ جنسيا 'شمّاعة' أخرى من ذرائع التدخل والضغط وقد برعت مافيا الشذوذ في استخدامها واستثمارها من أجل مصالحها في الداخل الغربي.. سياسة الخطوة خطوة : العراق تحت الاحتلال، نموذج قابل للتعميم ما كان يبدو كنكتة مالحة عشية الغزو الأمريكي للعراق من الحديث عن 'دستور جديد يضمن للمثليين حقوقهم!' لم يعد كذلك خلال ست سنوات فقط، فما حدث في هذه الفترة كان نموذجا لما يريد مسعد قوله: ازدياد الهيمنة الثقافية الغربية ( الناتجة عن الاحتلال المباشر بالإضافة إلى الانفتاح الإعلامي غير المسبوق بالنسبة للعراق) قد جعل من 'صغار الفجّار' يعـــدون أنفسهم 'مثــــليين'.. وإذا كان المجتمع قد سكت عن فجورهم السري ما دام ســـريا فإنه لم يســكت في هذه الحالة وقد اعتبرها جزءا من الاحتلال المرفوض أصلــــا، وهكـــذا واجه هؤلاء عنفا مفرطا وصل للقتل (وربما تنفيذا لأجندة سياسية لهذه الجهة أو تلك) وإذا بالأمر وقد وصل إلى هنا يصبح ' قضية' وإذا ببيان يطالب بحقوق 'المثليـــين في العراق' تتداوله أحدى المواقع ووقع عليه 200 مثقف(!) عربي.. الحالة هنا نموذجية لنظـــرية مسعد في أكثر من بقعة عربية ومسلمة: الهيمــــنة الغربية تنتج 'شاذين جنسيا' في أماكن لم يكونوا يعرّفون عن أنفسهم بأنهم كذلك، وهذا بدوره ينتج رد فعل اجتماعي متوقع مضاد ومتفاوت في الرفض والمقاومة، ورد الفعل هذا بدوره ينتج 'قضية' يمكن التطبيل لها واستخدامها .. البحث عن كاريزما تاريخية للشذوذ والقضية، كل قضية تحتاج إلى 'زعيم'.. إلى 'رمز'.. إلى نموذج مثل غيفارا، إلى 'شخصية قيادية' تحدث تأثيراتها الجماهيرية حتى لو كانت من تاريخ سحيق، ولأسباب واضحة فإن الأشخاص الشواذ يثيرون غالبا الاشمئزاز وليس الإعجاب وبالتالي من الصعوبة بمكان تحويلهم إلى رموز للقضية -!- ولذلك فإن المافيا تلجأ إلى رموز تاريخية إنسانية وتلصق بها تهمة الشذوذ وتكرر ذلك حتى يبدأ الناس بالتصديق: الإسكندر الأكبر مثلا، لا يوجد أية وثيقة تاريخية مهمة أو غير مهمة تشير إلى شذوذه، لكن هوليوود جعلت ذلك حقيقة عند مئات الملايين الذين شاهدوا الفيلم واختلط عندهم شذوذه بقيادته العسكرية البارعة وشخصــــيته الزعــــامية، ليــــس ذلك فحسب، فالأمر وصل لأحد أهم مؤسسي الديانة المسيحيـــة (بولس) حيث تكرر المافيا أنه كان شاذا للاستفادة من مكانته في نفوس المؤمنين، والقائمة تشمل شخصيات مهمة مثل (إبراهام لنكولن أهم الرؤساء الأمريكيين، جان دارك المناضلة الفرنسية المعروفة، مونتغمري القائد البريطاني الذي هزم قوات المحور في معركة العلمين..الخ) وكل ذلك بلا دليل واحد أو وثيقة تاريخية (لا شيء مثلا بخصوص لنكولن غير أنه كان وفيا في صداقاته! الأمر الذي يجعل أغلب الطبيعيين في قفص الاتهام). وبالنسبة لنا تعد المافيا الشيء ذاته، فأدبياتها تتحدث عن ثلاث شخصيات تاريخـــية إسلامية وتتهمهم بـ'الشــــذوذ'.. ليس بوارد ذكر هذه الأسماء بالتأكيد لكن كل ما يمكــــنني قوله إن ما يجمع هؤلاء أنهم حاربوا الآخر الغــــربي (الفرنجة أو الروم آنذاك) وانتصروا عليه أيضا.. وأن هذا الآخر الغربي كان يرفض الشذوذ يومها ويستهجنه، لذلك فقد عمد إلى جعل هؤلاء القادة المنتصرين يبدون كالشياطين الرجيمة، وكانت تهمة الشذوذ يومها أقصر طريق إلى ذلك، وسجل ذلك في وثائق الآخر الغربي، واليوم وقد صار الشذوذ مفخرة في العالم الغربي تأتي المافيا لتستثمر ذلك من أجل تكريس قبول الشذوذ في مجتمعاتنا.. وإحداث ثغرة أخرى في سور الرفض الاجتماعي.. الشيء الوحيد الذي سيبقى حصنا حصينا أمام كل ذلك هو 'النص الديني'، الذي نؤمن بصلاحه لكل زمان ومكان، على الأقل عندما يتم التعامل معه على هذا الأساس.. RE: عولمة الشذوذ - Awarfie - 06-20-2009 صاحبنما أعلاه ، و لكي يرفع من أسهم جوزيف مسعد حاول ان يدخله في مؤخرة ادوارد سعيد . حوزيف مسعد يساري ملتزم ن و يستفيد من ميوله اليسارية في مجتمع ما زال متخهلفا سياسيا و يعيش رواسب فكرية تعود الى حقبة مضت . و لن نرد على كل ما يطرح مسعد من غباء ، سوى على واحدة ما زال البعض يقدسصها و هي مقولة تتعلق بالدونكيشوت غيفارا ـ الذي قدسته الجماهير المضللة لعدة عقود بسبب من دعاية شيوعية ،و لم تنته الاسطورة الا مع سقوط الاحزاب الشيوعية الذي تلا سفوط الاتحاد السوفييتي المبجل .و الفكر التي ساناقشها بجملتين قصيرتين هي قول الكاتب اعلاه : " والقضية، كل قضية تحتاج إلى 'زعيم'.. إلى 'رمز'.. إلى نموذج مثل غيفارا، إلى 'شخصية قيادية' تحدث تأثيراتها الجماهيرية حتى لو كانت من تاريخ سحيق، " و الرد هو . الجماهير لم تعد بحاجة لزعماء على الطريقة الشمولية الاستبدادية الشيوعية او القوموية او الدينية الايرانية (ولاية الفقيه ) بل ان ما تحتاجه اية قضية هو علاقات ديموقراطية داخل مؤسسات اجتمناعهية سياسية تتمتع بحس المسؤولية و حرية الرأي و التعبير . اما غيفارا -الذي قضي عليه في احدى غابات امريكا الجنوبية ، بعد ان تصور انه و بضعة انفار ، لا يزيدون عن ثمانية ، سيحررون امريكا الجنوبية من الراسمالية - فلم يعد اسطورة قابلة للتقديس و فقد مقومات الاسطرة التاريخية و ما عاد يؤمن به الا القادة الذين يريدون تضليل شعوبهم مثل تشافيز و غيره ممن يعزفون على وتر الشسيوعية بينما هم يقمعون المعارضة بالحديد و النار و السجون ، كعادة القادة المتفردين بالسلطة . و يسهرون الليالي ، ليصلوا الى خطط يتم بموجبها اقناع شعوبهم كي توافق على ان يحكم القائد الى الأبــد ، على حساب تلك الشعوب و التي لا تفهم في السياسة اكثر من "اطعمنا يا تشافيز ،و خذ ارواحنا " ! تحياتي . RE: عولمة الشذوذ - سهيل - 06-20-2009 (06-20-2009, 06:36 PM)vodka كتب: الشيء الوحيد الذي سيبقى حصنا حصينا أمام كل ذلك هو 'النص الديني'، الذي نؤمن بصلاحه لكل زمان ومكان، على الأقل عندما يتم التعامل معه على هذا الأساس.. هذه هي غاية المقالة. RE: عولمة الشذوذ - free man4 - 06-20-2009 ما الهدف من هذا الموضوع؟ RE: عولمة الشذوذ - Awarfie - 06-20-2009 (06-20-2009, 10:26 PM)free man4 كتب: كما سبق ان قلنا : صاحبنا أعلاه ، و لكي يرفع من أسهم جوزيف مسعد ، حاول ان يدخله في مؤخرة ادوارد سعيد ، و ان يرفع من أسهم جيفارا ، و ان يهاجم الشذوذ على أساس خلفية دينية مستترة، و على اشتراكية امريكية جنوبية ظاهرة ،و حسب قوموية عربية ملفقة . مع احترامكنا الكامل للكثير مما قدمه الراحل ادوارد سعيد RE: عولمة الشذوذ - free man4 - 06-20-2009 nice game RE: عولمة الشذوذ - ابن سوريا - 06-21-2009 مع اتفاقي مع مجمل ما جاء به المقال فإن النبرة "الدينية" نوعاً ما للمقال تضر بمحتواه، ولا سيما الخلاصة في آخر جملة. تحياتي RE: عولمة الشذوذ - vodka - 06-21-2009 كاتب الموضوع هو عراقي الجنسية وهذا هو المقال الثالث لمجموعة مقالات سبقه اثنان وسينهي بالاخير الرابع والكاتب كما ذكر الزملاء وكما يبين اتجاهات المقال ذو اتجاه ديني يدافع فيه عن الناحية الدينية ولتوضيح محوىفكرتة فانني ارفق رابط للمقالين السابقين http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2009\05\05-19\18qpt17.htm&storytitle=ffمافيا الشذوذ الجنسي في أمريكا: 'العالم في الخزانة'fff&storytitleb=د. أحمد خيري العمري&storytitlec= http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2009\05\05-30\29qpt16.htm&storytitle=ffالدعوة عامة ولكن الدخول 'غير مجاني'..fff&storytitleb=د. أحمد خيري العمري&storytitlec= RE: عولمة الشذوذ - محارب النور - 06-22-2009 كوننا بشر اولاً واخيراً نشترك بالكثيرمن الصفات وايضاً بالكثير من المشاكل ..هي نفسها ممكن تكون مختلفة من حيث المظهر ولكن الجوهر واحد . نعم اؤمن ان قضية المثلية تم تضخيمها بشكل رهيب ومن دون داعي ..كل واحد حر في مؤخرتة له حقوق مثل اي مواطن يعيش في وطن معين ويحمل هويتة وطنة . نعم اشارك الشباب الراي .. قضية النص الديني القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلتة يزحف ايضاً. محارب النور RE: عولمة الشذوذ - jafar_ali60 - 06-22-2009 (06-20-2009, 06:36 PM)vodka كتب: عولمة الشذوذ : الهوية الممسوخة تبحث عن 'غيفارا'.. |