حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
متى ينتهي هذا الصلف؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25) +---- الموضوع: متى ينتهي هذا الصلف؟ (/showthread.php?tid=33941) |
متى ينتهي هذا الصلف؟ - Gkhawam - 06-21-2009 متى ينتهي هذا الصلف؟ د. كامل النجار عُقد في تونس قبل أيام المؤتمر الرابع عشر للدراسات الموريسكية برئاسة السيد عبد الجليل التميمي، رئيس اللجنة الدولية للدراسات الموريسكية (تتخذ من تونس مقرا لها)، الذي قال إن المشاركين في المؤتمر سيطلبون من إسبانيا تقديم اعتذار رسمي للعالم الإسلامي عما اقترفته أيديهم من جرائم في حق المسلمين في القرن السادس عشر للميلاد، والإقرار بأخطاء الماضي من أجل بناء حوار الحضارات على أسس متينة. ومن اللافت للنظر أن المؤتمر شارك به أكثر من 55 باحثا من اليابان والهند وإسبانيا وعديد من الدول العربية والإسلامية. ويبدو أن السيد عبد الجليل التميمي والمؤتمرين جميعاً قد وضعوا العربة أمام الحصان. فمن الذي يجب عليه أن يعتذر للآخر؟ وتبدو الإجابة واضحة من دعوة السيد التميمي اليابان لحضور المؤتمر. اليابان، ذلك البلد الذي أجبر آلاف الفتيات والنساء الكوريات على العمل كمحطات استراحة للجنود اليابانيين ما بين 1932 و 1945. كان عمر أغلب النساء اللاتي سموهن "نساء الراحة" comfort women بين أحد عشر عاماً واثنتين وثلاثين سنةً، وفرضوا على كل واحدة منهن أن تستقبل ثلاثين جندياً في اليوم. وعندما خسرت اليابان الحرب، قتل بعض الجنود أنفسهم لشعورهم بالعار من الهزيمة، وفي نفس الوقت قتلوا بعض نساء الراحة الكوريات. وكان الجنود أنفسهم يلقبون هؤلاء النسوة البائسات Sen Pees. وكلمة sen كلمة تحقير في اللغة اليابانية وتعني كوري، وكلمة Pees كلمة صينية تعني أشفار المهبل. وظلت الحكومة اليابانية تنكر حدوث هذه المأساة الإنسانية حتى العام 1990 عندما تمكن أحد الباحثين اليابانيين من العثور على وثائق رسمية تثبت حدوث المأساة وتثبت أن الحكومة اليابانية كانت على علم بالمشروع منذ البداية. وحتى الآن لم تقدم اليابان أي اعتذار للنساء المتضررات والباقيات على قيد الحياة، ولا للحكومة الكورية. فمشاركة وفد اليابان تتماشى والموقف الإسلامي من المآسي التي ارتكبوها بحق الغير. فالمسلمون هم الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط وغزوا إسبانيا، رغم أن الأخيرة لم تفعل شيئاً ضد الإسلام. فمنذ أن وقف القائد عقبة بن نافع على حصانه بالقرب من مدينة أقادير المغربية على شاطئ المحيط الأطلسي ورفع سيفه نحو إسبانيا في عام 681م وصاح "الله أكبر"، ذاق الإسبان الأمرين من جيوش وخلفاء المسلمين حتى عام 1492 حينما انتصر الملك فيردناند على ممالكهم المتصارعة. فموسى بن نصير فاق في قسوته كل الحدود المعروفة آنذاك. فقد وصفه المؤرخون المسيحيون في ذلك الوقت بأن قلبه لا يعرف الرحمة، فقد أحرق المدن وأمر بتعذيب النبلاء والحكام وأمر بقتل الأطفال والنساء المرضعات(Andrew Wheatcroft, Infidels, Penguin Books, 2003, p 66). فعندما طرد الملك فيردناند المسلمين من إسبانيا إنما كان قد طرد الغزاة من أرضه، وهو ما نسمعه الحين من الإسلاميين الذين يقولون لن يكون هناك أمن في العراق إلا بطرد الغزاة. ومن المستغرب أيضاً دعوة الهند إلى هذا المؤتمر المسخ. فعندما أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي ابن عمه محمد القاسم إلى بلاد السند في عام 712م كانت أوامره إنزال الدمار والتخريب بالكفار. وعندما بلغ الحجاج أن محمد القاسم قد عفا عن بعض الرجال الهنود، عنّفه الحجاج وأصدر أوامره له بقتل كل الرجال البالغين وسبي النساء والأطفال. ولذلك عندما دخل جيش ابن القاسم مدينة براهمن أباد، قتل ابن القاسم ستة آلاف أسير من الهنود (Ibn Warraq, Why I am not a Muslim, Promethus Books, 1995, p 220) وعندما يتحدث المؤتمرون عن طرد المسلمين من إسبانيا، فبدل أن يطلبوا من إسبانيا الاعتذار على طرد الغزاة، كان عليهم أن يذكروا اليهود الذين طردهم المسلمون من بلادهم عندما احتلوها. وكذلك الذين إُجبروا على اعتناق الإسلام، والذين قُتلوا. فمثلاً في عام 1033، قتل المسلمون ستة آلاف يهودي في مدينة القيروان. وفي مراكش ارتكب المسلمون مجزرة في الحي اليهودي في عام 1232. وفي عام 1828 ارتكب المسلمون مجزرة بحق اليهود في بغداد. وفي عام 1839 قتل المسلمون مئات اليهود في مدينة مشهد بإيران. وفي إسبانيا نفسها فقد قتل المسلمون أعداداً غفيرة من اليهود بالقرب من مدينة قرطبة في عام 1010. وفي مدينة قرناطة Granada في عام 1066 أثناء تظاهرات المسلمين في ذلك العام، قتل المسلمون جميع سكان المدينة من اليهود والبالغ عددهم ستة آلاف. (نفس المصدر، ص 228). وبعد مجازر اليهود جاء طردهم من البلاد العربية. ففي عام 1066م، وفي تونس التي يجتمع بها المؤتمرون، طرد المسلمون كل يهود مدينة القيروان الذين لم يُقتلوا مع إخوانهم في المجزرة السابقة عام 1033. وفي عام 1770، وكذلك في عام 1786، طرد المسلمون اليهود من مدينة جدة إلى اليمن. وفي العام الماضي طرد تنظيم الشباب المؤمن من أنصار الحوثيين، خمسة وأربعين يهودياً من مساكنهم في محافظة صعدة (محمد الخامري، إيلاف، 21/1/2007). وإذا تحدثنا عن المسلمين العثمانيين فقد أشبعوا شرق أوربا وبلاد البلقان قتلاً وسبياً ونهباً وتعذيباً مما لا يتسع المجال لذكره، وفرضوا على الأوربيين جزية تُدفع بالأطفال بدل الدنانير. فكانوا يأخذون كل عام مئات الأطفال الذين ضموا الصبيان منهم إلى الجيش بعد التدريب، والإناث أصبحن خادمات بيوت. فكم أمٍ أضحت ثكلى على فلذة كبدها التي أخذها السلطان العثماني. وفي العقود القليلة الماضية أعتذرت الدول المتحضرة عن ماضيها الأسود، فاعتذرت الكنيسة لليهود عن المحرقة النازية، ليس لأن الكنيسة قد شاركت فيها، ولكن لأن موقفها كان سلبياً ولم تنطق بكلمة حق ضد المحرقة. ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، اعتذرت الكنيسة. واعتذرت الكنيسة الكاثوليكية مرة أخرى للعالم جاليليو لما لحقه من تعسف رجال الدين عندما قال إن الأرض تدور حول الشمس. وأعتذرت بريطانيا عن ماضيها في العبودية، رغم أنها هي التي منعتها، ولكن لأن سفنها التجارية كانت تستورد العبيد من إفريقيا، اعتذرت الحكومة البريطانية. واعتذرت إيطاليا حديثاً لليبيا عن فترة الاستعمار الطلياني لذلك البلد ووافقت إيطاليا على دفع خمسة مليارات دولار تعويضاً لليبيا. كما اعتذر الكونجرس الأمريكي في الأسبوع المنصرم عن تاريخ استعباد السود بأمريكا. واعتذر البابا بنيدكت السادس عشر عن كلمته التي أصابت المسلمين بالهستريا الجماعية قبل نحو عامين من الزمان. واعتذر الأمريكان كذلك للهنود الحمر عما أصابهم في القرنين الماضيين. واعتذرت حكومة استراليا من السكان الأصليين الذين كان الرجل الابيض يصطادهم كما يصطاد الحيوانات. فهل من الممكن أن يترك المسلمون صلفهم الأجوف ويعتذروا عن ماضيهم الأحمر والأسود للهند، وشمال إفريقيا، بما فيها تونس التي يُعقد بها هذا المؤتمر الخالي من الحياء، فإن ربهم لا يستحي من الحق، كما يقول محمد في القرآن (واللي استحوا ماتوا). هل يمكن أن نسمع اعتذاراً من المسلمين لأقباط مصر الذين ذاقوا الهوان والذل والموت على أيدي الجيوش والقبائل العربية التي استوطنت بلادهم واضطهدتهم؟ هل يمكن أن نسمع اعتذاراً من الأتراك على مجزرة الأرمن التي حدثت في عام 1915 وقتل فيها الأتراك ما يقرب من مليون أرمني ورحّلوا البقية عن ديارهم؟ هل نسمع اعتذاراً للأكراد الذين استلب المسلمون في العراق وإيران وسوريا وتركيا وطنهم وأذاقوهم القتل والتنكيل، الذي ربما كان آخره ما فعله بهم صدام حسين وما تفعله سوريا وإيران وتركيا الآن من قصف القرى وقتل المتظاهرين المسالمين؟ أتمنى أن يترك المسلمون صلفهم وعنجهيتم الفارغة التي يستمدوها من "كنتم خير أمة أخرجت للناس". فإذا كانت هذه هي خير أمة أخرجت للناس، فعلى الإنسانية العفاء. |