فى كثيرٍ من الأوقات أفضل متابعة نشرات الأخبار وبعض البرامج عبر قناة العربية قياساً مع قناة الجزيرة التى بدأت أطرافها فى الترهل وبصرها فى ( الزغلله ) بحكم الزمن وعوامل التعرية المتسارعة ولكننى سرعان ما أتحول الى قناة أخرى بعيداً عن العربية بمجرد أن تظهر صبا عودة أو مايا ( ما عارف ايه ) وهي تبدأ فى الهرولة ذهاباً وإياباً تسرد وتشرح اتجاهات البورصات وارتفاعات الأسهم وانخفاضات مؤشرات السوق وانتحار الأوراق المالية وتشخص الأزمات القلبية والنفسية للشركات فى كلام طويل ومكرر وممل ولا أعتقد أن هذه النشرة الاقتصادية اللزجة تهم المشاهد العادي أبداً مع العلم أن الأسواق المالية والبورصات العربية تنقصها الشفافية وليس لها وزن يذكر عالمياً .
فيا ترى ماذا يهم المشاهد العادي سواءً ربحت أسهم الراجحي أو أفلست دبي العقارية أو انتحرت بورصة الكويت وانهزمت سندات نخيل ؟
ما دخل المشاهد العادي بأسعار الذهب وطعم الفضة وقهقهة النفط فى تكساس ؟
وماذا يهمه إن كانت الألوان حمراء فى الأسواق أو خضراء أو رمادية أو بلا ملامح حتى ؟
وأي بأس للمشاهد العادي فى أن يغلق مؤشر الأسهم فى الرياض على انخفاض دون الخمسة آلاف نقطة أو يقفز فى الإمارات فوق التسعة آلاف نقطة أو يتأرجح فى مسقط ؟
فحتى أسعار البترول سواءً انخفضت أو ارتفعت لا تهم المشاهد فى شئ فلا هو ربح أو تحسن دخله بارتفاع هذه المادة عالمياً ولا ارتاح " باله " من عواء الحكومات حين انخفاض الأسعار .
ثم ما الهدف الحقيقي وراء إعادة هذه النشرة الإقتصادية على مدار اليوم وكأن القناة تعانى من أمراض سوء البرامج والفوائض الزمنية التى لا يدري القائمون على أمرها ماذا يفعلون بها سوى النكد الذى يمارسونه على المشاهدين ، وإذا أصرت القناة على مواصلة هذا السفور التلفزيوني فعليها أن تجري استفتاءً يتعلق بعرض هذه النشرة الإقتصادية البغيضة وما إذا كان يجب أن تأتي فى نهاية النشرة الإخبارية أم فى نهاية الاسبوع وليس فى بداية النشرات كما تستهتر وتستخف قناة العربية بالمشاهدين لإرغامهم على تناول وجبة سخيفة كلها عظام ودهون .
وإذا كانت هذه النشرة الإقتصادية الباردة مهمة وجاذبة بهذا المستوى أو لهذه الدرجة ولها متابعون كثر ومعجبون ينتظرونها على أحر من الجمر كما توحى القناة باسلوب الحشر القسري الذى تقوم به فمن الأفضل تخصيص قناة إضافية مع مجموعة قنوات ( الام بى سى ) الاخريات بعيداً عن الأخبار والبرامج العادية وتسميتها بـ ( العربية للأسواق ) أو ( أسهم العربية ) أو ( بورصة العربية ) أو أي مسمى آخر وليتابعها من شاء ممن يهتمون بمثل هذه الأمور من الأثرياء والتجار والإنتهازيين والسماسرة والمتخمون فى تلك الأسواق المشبوهة وإن لم يكن لها متابعون لهم وزنهم بل مجرد فئة قليلة لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من المشاهدين فمن العدل والإنصاف أن ترحمنا قناة العربية من استباحة واغـتصاب أوقاتنا وأمزجتنا بهذه الطريقة الصارخة والفجة .