![]() |
دردشة حول الوحدة والغربة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: دردشة حول الوحدة والغربة (/showthread.php?tid=34265) الصفحات:
1
2
|
دردشة حول الوحدة والغربة - special - 07-31-2009 لماذا لا نستطيع أن نعيش وحيدين ؟ منذ أكثر من سنتين .. هاجت الكثير من العواصف داخل كياني .. داخل عقلي .. أستطيع أن أقول أنني تغيّرت تغيرات جذرية .. من الدين إلى اللادين .. من الخوف إلى الجرأة .. من الإكتفاء بما لدي إلى البحث المستمر عن ما ينقصني .. بتلك الشخصيّة القديمة .. كنت كثير الأصدقاء .. كنت كثير النشاطات .. وأثناء تحولي .. لم يطق اصدقائي أفكاري التي أنادي بها .. وأعلنت كثيرا غالبا بطرق غير مباشرة عن مدى استياءي من الدين ومن الغشاوات التي وضعها على أعين الناس .. يوما بعد يوم .. كان كل أصدقائي يبتعدون قليلا من حولي .. حاولت المحافظة على الأقل على حبال ود ووصال معهم .. ولكن ذلك لم يتم .. قد يكون بسبب أنني أردت لمن أهتم لأمرهم أن يروا أفضل .. أن ينفتحوا على الأقل على آراء وأفكار مختلفة وليس بالضرورة تقبلها .. وعندما لم يحدث ذلك !! ويبدو أنني لم أملك الذكاء الكافي لكي أحقق ذلك .. كان العلاقات متوترة للغاية مع كل من هم حولي .. ويبدو أنهم انتظروا تفاصيل تافهة لكي يفجّروا رغبتهم بعدم قبولي .. وعدم قبول أن أكون من محيطهم ... فخسرت الجميع .. في الحقيقة خسارتي لكل من هم حولي .. لم تكن تهمني .. بما أنهم لا يقبلون شخصي الجديد .. فأنا كذلك ليس لي المقدرة أن أتعايش مع شخص يكن لي بداخله غير ما يبطن .. فقلت لنفسي "إجت منن" .. كان معي في كل ذلك صديقتي ورفيقتي الوحيدة في هذه الحياة .. وكان وجودها دوما مهوّنا علي الأمور .. لكن .. مع الأيام .. ومع وجود الفراغ .. وبوجود الحاجة للحديث والخروج للترفيه وغيره .. بدأ شعور الوحدة يتسلل إلي أحيانا .. والشعور بقليل من اللوم .. هل أنا مخطئ ببقائي هكذا ؟؟ .. هل أنا مستعد لخسارة الناس لأنهم مختلفين عني ولأني غريب عنهم ؟؟ ... وهل هذا الأمر طبيعي وحدوثه محتم ؟؟ لا أعلم .. للحديث بقيّة .. للجميع ![]() RE: دردشة حول الوحدة والغربة - Albert Camus - 07-31-2009 عندما يحصل تغير في القناعات،لديّ ، سأتحدث عن نفسي ، ومن خلال تجربتي.. عندما حصل تغير في أفكاري، وجدت نفسي - خلافا للصدمة الرهيبة التي شعرت بها من أن كل ما آمنت به بشكل أعمى منذ الطفولة هو محل شك في أحسن تقدير - ، مواجهاً بخيار صعب يخص علاقتي بمن هم حولي ، وخاصة من أحبهم، فتغير القناعات الذي حصل لدي جعلني أتقبل كماً أكبر من البشر بعد أن كنت رافضاً لهم من قبل، لقد كان رفضي لهم من قبل نابعاً من الولاء. ولائي لعقيدة تخبرني أن هؤلاء هم أعدائي، وخصومي ، وفي أحسن الأحوال ، لن يكونوا من ضمن رفقتي أو صحبتي الصالحة في نهاية المطاف، حتى وإن كانوا طيبين. بعد تغير القناعات وقبولي لدائرة أوسع بكثير من البشر على أنهم من الممكن أن يكونوا "صالحين" وطيبين خلافاً لما كنت أؤمن به من قبل، وجدت نفسي في موقع من يمكنه أن يتقبل الكثير من الأشياء التي لا يتقبلها من كنت أنتمي إلى نفس اعتقادهم من قبل. وهذا خلق داخلي حالة من الإختناق ، فلم أحب أنني كنت أفكر بهذه الطريقة يوماً كما هم يفكرون الآن أمامي. ومن ناحية لا أريدهم أن يستمروا في التفكير بهذه الطريقة، لأن هناك كراهية موجهة إلى فئات من البشر لأشياء لا تستدعي الكراهية من أجلها..مثل الإيمان بفكرة مختلفة لنشأة الكون، وذلك رغم التزام هؤلاء الآخرين بالأخلاق والعادات والتقاليد نفسها التي يلتزم بها من هم حولي ويخالفونهم الإعتقاد. فلماذا إذن كل هذا الشعور الكريه تجاههم ؟ فقط لأنهم يختلفون في الإيمان بأشياء نظرية لا غير. ولكني أعلم علم اليقين أن من حولي لا يمكن أن يتغيروا وأن مجرد مواجهتهم بفكرة قبول أولئك الآخرين ستعني طردي أنا أيضاً خارج دائرة حلفائهم..إلى دائرة الأعداء. لأنه للأسف ، ليس لديهم دائرة رمادية.. فإن الجريمة الحقيقية للأصولية هي أنها نزعت الألوان عن الحياة وأعادتها مرة أخرى بالأبيض والأسود فقط. وهكذا وجدت نفسي أتمنى أن أستطيع الحياة بأفكاري الجديدة و في نفس الوقت أحتفظ بهم. وهذا بعد أن تنازلت عن فكرة تغيير فكرهم إلى مثل ما أفكر به. انحسرت إلى ركن مفاده أني أتمنى لو استطعت أن أحصل فقط على حرية تفكيري أنا واعتقادي أنا وأن يبقوا هم كما هم، ولا أخسرهم ، ولكن حتى هذه الأمنية بدا أنها مستحيلة. بسبب الأبيض والأسود مرة أخرى. فانتهى الأمر إلى انحسار التعامل معهم إلى حده الأدنى وهذا ما أدى إلى أثر عكسي.. فقد بت أنا الذي يطردهم خارج وجوده، بينما هم لا زالوا يضحكون ويحاولون الإقتراب. وهو أمر يدعو إلى السخرية أن انتهائي إلى قبول كل البشر جعلني أطرح خارجاً أقربهم إليّ. ولكن بالحديث عن الوحدة.. هل هم حقاً لا يعانون من الوحدة؟ إنني نادراً ما أراقبهم فأجد أن أحدهم يولي اهتماماً بالآخر. إنهم دائماً يهربون من وجودهم إلى الإنغماس في الأشياء. لا يمكن أن أنظر إلى أحدهم مرة لأجده مثلاً ينظر في عيني الآخر..لا بد من وجود صحيفة أو تلفاز أو صحن من الطعام أو النوم. عندما ينظرون إلى وجوه بعضهم البعض فهم يتحاشون أنفسهم فوراً ويختبئون وراء الحديث عن الأشياء مرة أخرى. فلا أسمع سوى حديث عن المشتريات أو المبيعات أو الخطط المستقبلية مهما بلغت الأمور المخطط لأجلها من التفاهة.. ولكن هكذا يمضي النهار والليل، في النهاية كل منهم هو وحيد ، وكل منهم يحاول الهرب من مواجهة هذه الحقيقة. RE: دردشة حول الوحدة والغربة - كمبيوترجي - 07-31-2009 والله يا سبيشال أنا أعيش تقريبا نفس الحال لكن ليس بسبب المعتقاد الدينية ... RE: دردشة حول الوحدة والغربة - the special one - 08-01-2009 عزيزي سبشال - اسمك على اسمي مصادفة جميلة - كلامك يمكن ان ينطبق على كل واحد مننا .. شخصيا مررت بنفس المرحلة ولا ازال امربها وان بشكل بطيء باعتباري لا اعيش ببلدي ولست بين اهلي ولكن ببلد عربي اخر , الاشكال يبدأ عندما يدعوك احدهم للصلاة او يستفسر عن سبب الاكل والشرب برمضان , احيانا احاول الهرب من السؤال بتبريرات واهية , والمشكلة ان فكرة الارتداد عن الاسلام اقرب ماتكون لشخص مصاب بالجدري او بمرض معدي والكل يحاول تجنبه , كما قال البير الاصولية تصور العالم : اسود او ابيض .. شخصيا وجدت مايسليني واصرف به الوقت الا وهو القراءة و الدراسة ان كان لدي وقت فراغ .. اخطط حاليا للسكن لوحدي واريح راسي من الاخوة المؤمنين و رقابتهم المقرفة على انشطة الحياة العادية .. عليك بالمطالعة فهي خير جليس ..ونحمد التكنولوجيا على وجود الانترنت و الانشطة الكثيرة المتفرعة عن الشبكة العظيمة كما ان التخطيط للخروج من المنطقة النجسة منطقة الشرق الاوسخ هو هدف مستقبلي على المدى البعيد .. شخصيا لا استطيع الاستقرار وتكوين اسرة بين مجموعة من البشر مستعدة لايذاء الاخر خدمة لربهم المريض .. RE: دردشة حول الوحدة والغربة - special - 08-01-2009 اقتباس:ولكن بالحديث عن الوحدة.. تماما .. أنت هنا تدخل للعمق اكثر .. الذي أفكر به أحيانا .. أليس شعوري أحيانا بالوحدة والرغبة في مخالطة الناس هي رغبة للهروب من مواجهة شئ بداخلي ؟؟ مثل الموسيقى .. نهرب أحيانا بها من آلام الفوضى بداخلنا .. ولكني أعرف أيضا أن كلنا في دواخلنا أمور نحب الهروب منها وعدم مواجهتها ؟؟ وهذه سمّة للنفس البشرية ؟؟ وإلا لما وجد الإبداع والفن ولا بنيت الحضارة .. لعل الأمر يستوجب التفكير أكثر كلما ازدادت تلك الغربة بين الإنسان ودواخل نفسه .. يبدو أن الحديث تداعى أكثر .. ولم لا !!! أعود لاحقا .. تصبحون على خير RE: دردشة حول الوحدة والغربة - Hameeduddin - 08-01-2009 فعلا
اشعر ان ما فضفضت به اخ سبيشيال هو مشاعر حميمية خاصة جدا اذا كان الانسان كائن اجتماعي بطبعه فعليه ان يختار القطيع الحيوان اسعد فالخروف في قطيع الخرفان اللي من جنسه مطمئن لقطيعه لانه عير ممكن يتاذى منهم بس البني آدم اشرس اعدائه في ذات القطيع (الزمرة الشلة الجماعة ..................) ولذلك لا تندم ابدا فالوحدة افضل من رفيق السوء مع انني لست مع حضرتك في الالحاد لان الالحاد ليس سببه الله ابدا ولن يكون لكن محيطنا الاجتماعي ونفاقه وباقي القائمة من اللؤم والغدر ووو................. هو الذي يجعل البعض ينفر من الدين يا اخي ليكن لك من الدين ما يلائم مستواك الفكري وقد عرفت من الاوربي العبرة من قضاء يومه مع كلبه لان ذلك ارحم بكتير من آدمي تطعمه العسل فيدس لك السموم الوحدة تصوف وايمان وتحليق في الاجواء النورانية الانسانية اعانك الله في وحدتك وهداك الى طريقه اللهم صل على حبيبك المصطفى امين RE: دردشة حول الوحدة والغربة - special - 08-01-2009 ما هي فعلا الوحدة ؟؟ ألا يمكننا أن نكون مع الناس وضمن الناس ولكننا نشعر بالوحدة ؟؟ فالوحدة أمر يتعلق بنا بالدرجة الأولى .. الوحدة بمعنى فعلي وعميق .. في الحقيقة أحببت رد ألبير الذي ذكرني بشئ يبدو أن نفسي تتعمد تناسيه .. RE: دردشة حول الوحدة والغربة - إبراهيم - 08-02-2009 كثيراً ما أتجنب الذهاب إلى المحافل العامة هنا لأنه تشعرني بالوحدة وأني غريب على المكان. كونك تجد من يفهم عليك ربما يخفف من حدة الوحدة. انخراطك في مساعدة الآخرين يخفف من حدة الوحدة. في مصر كنت غريباً في وسط أهلي.. في أميركا غريباً بين الغرباء أنا. الأمر ليس بهذه السهولة.... RE: دردشة حول الوحدة والغربة - Logikal - 08-02-2009 شخصيا لم اشعر بالوحدة او الغربة بسبب ترك الدين لأن تكوين العلاقات مع الناس ممكنة خارج نطاق الدين (مثل الدراسة و العمل و العلاقات الشخصية مثل الصداقة او الزواج) و هي كلها أمور تحصل خارج نطاق الدين مع اشخاص مهما اختلفت دياناتهم. أحد الامور التي اكتشفتها بسبب هجرتي الى اميركا هي أن القومية لا معنى لها أيضا (مثل الدين). كوّنت علاقات مع اشخاص من ديانات مختلفة و قوميات مختلفة و وجدت أن كل الامور الدينية و القومية التي يعلّبون انفسهم بها هي شكليات لا قيمة لها، ففي عمق كل واحد منهم في النهاية انسان مثلي، و لم يختلفوا سواء الهنود او البيض او السود الذين عملت معهم او صادقتهم نساء و رجال، او عائلة زوجتي (الامريكية) الذين حضرت حفلات زواجهم و نمت في منازلهم حين الضيافة، و من تشاجرت معهم و من أحببتهم و من كرهتهم، الخ. بأختصار شديد: اكتشفت ان القومية عديمة المعنى. قال يعني أنا فلسطيني، او اردني، او روسي او فرنسي. طيب هذا بريطاني، و ذاك ارجنتيني. يعني طز! كلها اشياء مفتعلة برأيي مثل الاهلي و الزمالك. طالما انا على كوكب الارض في مكان يقطنه البشر، أين هي الغربة؟ لا وجود لها. بالنسبة للدين أيضا نفس الشيء. زميلنا ابراهيم يعبد المسيح، و في الاسبوع الماضي هناك هندية أرتني صور الآلهة التي تعبدهم على هاتفها الجوال، و في العمل هناك مسيحيين متعصبين جدا، و الاديان على قفى من يشيل. و كل واحد صار يخترع الاديان على كيفه. اللي إلهه واحد لم يلد و لم يولد، و الذي إلهه مات ليخلصه، و ذاك إلهه أنزل كتابا و ذاك إلهه لم يُنزل كتب. و أقاصيصهم أكثر من أقاصيص ألف ليلة و ليلة. مثل كاتب بريطاني قال في وصف الكاثوليك و تعاليمهم عن انتقال العذراء الى السماء و اليمبوس و المطهر و غيره من الامور، "يخترعون بلا خجل على كيفهم" (shamelessly making things up as they go). مرة سألت مسيحية كيف يمكن لانسان ان يعتقد بما تعتقد، فقالت، "ستؤمن اذا كُتب لك الايمان." (You'd believe if you were meant to believe). هي "كالفينية" على فكرة. قال يعني أفحمتني! RE: دردشة حول الوحدة والغربة - special - 08-02-2009 Logical ان تتحدث عن مجتمع تقبل الآخر فيه قريب من البديهيّة وحكومة تحفظ الحريّات وتنادي بها.. وأميركا فيها من كل الأجناس والأطياف والأديان والقوميات .وبأعداد كبيرة .. بينما أنا في وسط شعب محافظ .. سواء مسيحي أو مسلم .. واللادينية والإلحاد أمر منبوذ وغريب .. والأفكار التنويريّة والمختلفة عنهم .. تزعجهم وتوقظ أمور في انفسهم لا يريدون أن تستيقظ .. بالنسبة لي قلّة قليلة هم من مثلي .. وحولي .. وقلّة قليلة من تتقبل الآخر وأفكاره في مجتمع يقدّس الدين ويعتبره الملجأ لحل مشاكله ومعصيته والإبتعاد عنه انحلال وكفر وضياع .. في الظاهر وأتحدث عن بلادنا العربية .. وسوريا بلدي التي أعيش بها بشكل خاص .. في الظاهر تجد التعايش بين الأطياف والملل .. ولكن هناك الكثير من التشاحن والتباغض المقموع بقوّة الحكم .. والقضيّة تصبح أخطر عندما تكون أنت على سبيل المثال مسلم ومن ثم تتبرأ من الدين .. فأنت خلقت لأب وأم مسلمين .. وبرأيهم أنت مرتد عنهم .. كل مودّة .. |