حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
في الانتخابات الايرانية، وحرب القوى الناعمة: - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: في الانتخابات الايرانية، وحرب القوى الناعمة: (/showthread.php?tid=34417)



في الانتخابات الايرانية، وحرب القوى الناعمة: - نزار عثمان - 08-18-2009

في الانتخابات الايرانية، وحرب القوى الناعمة:



هل تغيرت حقا السياسات الخارجية للولايات المتحدة الاميركية؟ وما هي طبيعة هذا التغير؟ وما هو مداه؟ هل يصب بإطار المحاولة لتبديل الوسائل مع ثبات الاهداف؟ ام يتعداه لما هو أبعد؟ أم ان التغيير المطروح ليس الا جعجعة دون أي طحين، ولن يمر وقتا طويلا حتى يشهد العالم في الادارة الحالية نسخة مشوهة عن إدارة بوش؟

منذ الخطاب الاول بعد الانتخابات الرئاسية للمرشد الأعلى للثورة الاسلامية في طهران، ولما ينقطع سيل ردود الافعال النارية الشاجبة والمنددة من الدول الغربية، التي سارعت لرفع لواء الدفاع عن حقوق الانسان بالتعبير والاعتراض، متبنية بنسب متفاوتة الحدة مطالب المتظاهرين الايرانيين. غير ان اللمسة الكاريكاتيرية في المشهد، ان هذه المنابر المنادية بحقوق الانسان، وحق التعبير عن الرأي قد اختفت واصابها البكم والصمم والعمى قبل هذا الخطاب بحوالي اسبوع او أكثر، يوم اعتلى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو منبر جامعة بار ايلان، ناعيا القضية الفلسطينية، وعارضا سلاما بشروط تعجيزية، مقابل السماح بإطلاق اسم "الدولة الفلسطينية" على كيان ورقي، واكتفت تلك الجهات بدعم تلك الخطوة وتشجيعها.

كان لافتا في موقف ايران الرسمي ذلك التدرج في توجيه النقد للتدخلات الخارجية، من بريطانيا، المانيا، وفرنسا وغيرهم، وصولا الى الولايات المتحدة. وقد قرأ ذلك التدرج يوم خصص بريطانيا بضربات متتالية وفق وجهتين على الأقل، توجيه التقريع غير المباشر لواشنطن، بما يشبه الإنذار المهدد بتعطيل الحوار المنشود بين الطرفين من جهة أولى، وإفقاد المتظاهرين شرعية التحرك، عبر ربط غليان الشارع بجهات أجنبية.

قد تجدر الإشارة الى نقطة تمهيدية، فباستدعاء سريع لجوزيف ناي عميد كلية كينيدي في جامعة هارفارد، ومساعد وزير الدفاع في ادارة بيل كلينتون، وناحت مصطلح "القوة الناعمة" في العلاقات الدولية، حين يقول:"القوة الناعمة في الأفراد، تعتمد على الذكاء العاطفي، البصيرة، والقدرة على التواصل وكل هذه الامور يتمتع بها أوباما بوفرة". ويرى بانتخاب أوباما فرصة لإعادة بناء قوة الولايات المتحدة الناعمة.

والقوة الناعمة بحسب ناي تتمثل بـ"القدرة على إحراز النتائج المرجوة من خلال الجاذبية، بدلا من استخدام العصا والجزرة، او البذل المادي والاجبار". وفي حين ترتكز القوة الناعمة بالامم على:"الثقافة، القيم والسياسات"، فإن خير مثال على القوة الخشنة أو الصلبة تتمثل بالسياسات المتبعة من قبل إدارة بوش، والتي كان من آثارها حالة كارثية أصابت السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وانهيارات جاوزت الحيزين السياسي والاقتصادي، لتطال منظومة القيم التي لطالما تغنى بها الاميركي، ورفعها الى مستوى المثال.


ومع الترجمة العملية لما قد يمكن توصيفه بسياسة أوباما المستندة على القوة الناعمة، من خلال خطاباته في تركيا ومصر وما لحقهما في الشرق الاوسط، نرى في المقلب الآخر ان الانتخابات الرئاسية الايرانية قد اتخذت قبل يوم الانتخاب وجهة مفصلية. فالمعركة الانتخابية بين المرشحين الاربعة، قد فاقت بضراوتها كل ما سبقها من انتخابات شهدتها الجمهورية الاسلامية، وعلق بعضهم آمالا سبقت نتائج ما حصلته صناديق الاقتراع، لينتهوا أن الديمقراطية في إيران قد اتخذت وجها جديدا، أكثر قوة ومتانة، بعيدا عما قد يراه آخرون استعراضات شكلية. ولا يختلف اثنان على اعتبار المناظرات قد ضاعفت حدة الشحن، في مسعى إيراني لتأكيد ديمقراطيته، لا سيما أمام المحاور القادم.

وهنا قد تكمن الحلقة، في صراع القوتين الناعمتين الاميركية والايرانية، بما قد يشكل مخاضا لولادة الحوار، غير أن الأحداث اللاحقة لنتائج الانتخابات قد جرت مبدئيا بما لا تشتهي السفن الايرانية. الأمر الذي دعا على ما يبدو لتفعيل وتكثيف وسائل القوة الناعمة في النزال الايراني الغربي باطلاقه. والواقع ان الايام اللاحقة قد شهدت حربا اعلامية، برز فيها تكريس مفهوم القوة الناعمة كركن أساسي في الصراع على ما يبدو. ولما استدعت الردود الايرانية النارية حالة استغراب وتعجب من قبل المراقبين، فمرد ذلك لشراسة القوة الناعمة الغربية الموجهة، التي تكاد تشبه قفاز الملاكم غير المرئي.


***


قد يجدر التذكير بما شهدته طهران من موائمة تكنولوجية للتظاهرات، فمع كون قدرة التفاعل بين البعد الافتراضي والحراك الشعبي في إيران لم تكن الاولى من نوعها، إذ شهد العالم نوع من التحشيد المماثل لحركة 6 ابريل المصرية، وغيرها... لكن المميز في الحراك الايراني، قدرة تلك المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنت مثل "تويتر" و"الفايس بوك" و"اليوتيوب"، على كسر معادلة اعتادتها الانظمة في بلادنا، قوامها التعتيم الاعلامي التام، والتي قابلها معادلة أخرى قد يصح تسميتها "كل مواطن مراسل".

علاوة على هذا، فالتدخل من قبل الخارجية الاميركية، لدى "تويتر"، في سبيل تمديد خدماتها في ايران، يمكن قراءته بوجهات عدة، ليس أقلها تزويد واشنطن بالمعلومات حول الاحداث، وربط المتظاهرين فيما بينهم ومع الخارج. الأمر الذي أضفى على ما يبدو عنوانا تعبويا ذي بعد رسمي خارجي، يحمل سمات العداء، وأضفى على تلك التحركات الشعبية المحكومة مبدئيا بسقف النظام صبغة العمل لاسقاطه.

أخذا بالسؤال المطروح آنفا عن طبيعة القوة الناعمة. نعود مجددا إلى جوزيف ناي حين يقول:" في عصر المعلومات، لم يعد السؤال: جيش من يفوز؟ بل قصة من تفوز؟". ويستطرد: "الصراع الحالي مع الاسلام الإصولي الإرهابي ليس بصدام حضارات، انما هو حرب أهلية داخل الإسلام نفسه".


ينقل الامس القريب، لاسيما في الحرب الباردة، أن الولايات المتحدة انجرت حينا في سياستها الخارجية وراء "القوة الخشنة" وغالبا كانت تدفع اثمانا باهظة، كما في فيتنام، وفي أحيان أخرى وازنت بين هذه القوة وما يقابلها. وقد كان للتوازن في استخدام القوتين السالفتين بالغ الأثر في انتهاء الحرب الباردة بفوز الولايات المتحدة، فـ"جدار برلين لم يسقط بوابل من قذائف المدفعية، بل بمطارق اولئك الذين فقدوا الثقة بالشيوعية".

وعلى ما هو معلوم، فقد تصاحب انتهاء الحرب الباردة، بتأكيد مفهوم "التفرد القطبي"، الذي كان لتشارلز كراوثمر قدم السبق في الحديث عنه. بهذا فمن الطبيعي للأمة المنتشية بانتصارها، ان تشعر بفيض النفوذ، وأحقية استخدام لحظة التحول التاريخي الهائل لتحقيق اكبر قدر من التوسع والانتشار، وتعزيز بروزها كقوة عظمى وحيدة. ودون مزيد من الاطناب، فإن النشوة التي أدت بالولايات المتحدة للركون الى جانب واحد من القوة على حساب الآخر، انتجت انخفاضا للاهتمام بالوكالات والمؤسسات الترويجية، فانخفضت على سبيل المثال، ميزانية وكالة معلومات الولايات المتحدة USIA، بشكل كبير ما بين عامي 1989 و 1999، كما تناقص عدد موظفيها من 12 ألف في عقد الستينات الى 6700 بعد الحرب الباردة، كما يورد جوزيف ناي في مقالته The Decline of America's Soft Power. ووفق ما أطلق عليه اسم "الصفقة" بين ادارة بيل كلينتون والكونغرس، تم وضع وكالة المعلومات بتصرف وزارة الخارجية الاميركية، بحسب كاثي فيتزباتريك، في دراستها The Collapse of American Public Diplomacy، وتستعرض فيتزباتريك الاستطلاع الذي أجراه Pew Research Center معتمدا على الموظفين والخبراء السابقين في الـ USIA ممن أداروا "الديبلوماسية العامة" منذ الخمسينات حتى عام 2007:"أربعة بالمائة فقط اعتبروا ان حل الـ USIA كان فكرة جيدة، في حين رأى 79% ان دمج الديبلوماسية العامة بوزارة الخارجية كان أمرا كارثيا". أما "صوت اميركا"، فيورد ناي في مقالته انه "لم يكن اكثر من 2 % من العرب يستمعون الى صوت اميركا عشية احداث 11 أيلول"، ويردف فيما يعني راديو "سوا":" الوحدات الاعلامية الجديدة مثل راديو "سوا"، التي تبث الاخبار والموسيقى الشعبية، هي خطوة بالاتجاه الصحيح، لكن يتوجب على الاميركيين العمل بطريقة أكثر فاعلية كما الاعلام العربي مثل الجزيرة".


من هنا وبنتيجة سريعة، لعل واحدة من المعاني التي حملها الحادي عشر من سبتمبر \ ايلول، ظهوره بطريقة او بأخرى كحصان طروادة امتطته الولايات المتحدة لتحقق انتشارا غير مسبوق في العالم، سعيا لتجسيد الفرادة القطبية المتجاوزة للمؤسسات والمنظمات الدولية بأبرز صورها، لاسيما في اجتياح العراق. وعلى الرغم من تساؤل "لماذا يكرهوننا؟"،الذي طرح أنذاك في الولايات المتحدة، لم تول ادارة جورج بوش اهتماما يذكر للديبلوماسية العامة، او لخطاب التأثير الناعم، بل أكثر من ذلك، فقد نقل عن دونالد رامسفلد، انه لا يفهم حتى معنى مصطلح القوة الناعمة، معتبرا ان الولايات المتحدة قوية بما يكفي لتقوم بكافة رغباتها مع او بدون موافقة العالم.

واليوم تبدو القوة الناعمة الاميركية في طريقها للبناء، وهي اذ تجد صداها لدى اكثر من طرف معادي للولايات المتحدة، من بعض الزوايا التي قد يقرأ من خلالها خطاب الظواهري الداعي للهدنة مع الولايات المتحدة، وصولا لاعلان طالبان بإدخال تعديلات تصحيحية على اجندتها القتالية، تبدو ايران على الرغم مما تعانيه من غليان داخلي، تنعم برصيد ضخم من القوة الناعمة التي تهدد المصالح الاميركية ان في العراق، او لبنان، او بعض دول الخليج، فضلا عن مناطق ودول اخرى، ما يسجل لها نقطة قوة في الحراك السياسي الدولي الحال.


لكن مع هذا، ومع تفاعل حركة الشارع في ايران، وتزايد وتيرة النبرة بطريقة تصاعدية بين القيادات المختلفة، قد يصل قطبا النزاع الاساسيان، اعني بهما الولايات المتحدة وايران، إلى نتائج سلبية. فمن جهة أولى، فان قوة الولايات المتحدة الناعمة قد تتعرض لضربة قاسية قد تقوضها، ان ما لجأت لاستخدام الخيار العسكري، أو سمحت به لأي طرف كان. فالاتحاد السوفياتي قد نعم برصيد ضخم من القوة الناعمة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن سرعان ما أهرق رصيده عندما عمد لاستخدام القوة الخشنة في تشيكوسلوفاكيا. أما إيران، التي بدت تعد نفسها لتولي دور أكثر أهمية في المنطقة، ان على صعيد أفغانستان وباكستان او على صعيد الشرق الأوسط، فضلا عن موضوع برنامجها النووي، فيبدو ان لم تدر الصراع بذكاء وتنبه، قد تدفع أثمانا باهظة. خاصة بعدما اقتضت القوة الناعمة الأميركية، تقسيم العالم الاسلامي الى فسطاطين، أحدهما قابل للحوار، والآخر غير قابل، ولا مكان للتعامل معه الا بالحديد والنار. ويبقى السؤال، هل ان اطلاق الديبلوماسيين الايرانيين في العراق، والتضييق على مجاهدي خلق في معسكر أشرف يسجلان تقدم باتجاه الحوار الايراني الاميركي؟؟


Gramsci