نادي الفكر العربي
حرية تعبير أم جبن؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: حرية تعبير أم جبن؟ (/showthread.php?tid=34544)

الصفحات: 1 2


حرية تعبير أم جبن؟ - Albert Camus - 08-30-2009

مرحباً

لفت نظري تعليق كتبه الزميل عاشق الكلمه على موضوع محمد والنسوان الذي طرحه أحاه.
حيث تحداه بأن يخرج إلى الشارع في (مصر) ويشتم محمداً بشكل علني أمام الناس، وتحداه أن يطبع تلك الرسومات ويلصقها على الحوائط في الشوارع، ونعته متهكماً بالـ (شجاع) وحياه على شجاعته.

الحقيقة وددت أن أطرح هذا الموضوع للنقاش بينكم لنرى الآراء المختلفة، نظراً لخطورة الكلام الذي يقوله عاشق.
لقد حاولت البحث في مشاركات الزميل عاشق الكلمة التي تعدت الألفين وخمسمائة مشاركة ، بكلمات مفتاحية من نوع :

مبارك - دكتاتور - ظواهري - إرهاب - الأمن - الحرية - القمع - الخ من هذه الكلمات
وفوجئت حقيقةً أن الزميل حرص تماماً على أن لا ينطق بكلمة سلبية في شأن النظام المصري الحاكم.
وفي حالة اعتراضه أو رغبته بالتلميح على أنه يعترض على النظام المصري ، فقد قام بنقل مقالات كتبها آخرون بأقلامهم على النت، بحيث تكون تلك المقالات هي حاملة الإعتراضات، ولم يكتب كلمة من تأليفه هو ضد النظام بشكل مباشر ، إلا كلمات مقتضبة وحذرة جداً.

لم يكتب الزميل كلمة (الظواهري) ولا مرة في مشاركاته، وكل الكلمات المفتاحية التي بحثت بها عن مشاركاته كانت خالية من أي إشارة سلبية ضد أي شيء يمكنه أن يثير غضب أمن الدولة أو غضب المسلمين.

فلا أستطيع أن ألومه فعلاً بأنه يناقض نفسه، لأن كل الكلام الذي كتبه الزميل هنا من خلال بحثي الذي قد يشوبه القصور ، من السهل جداً عليه أن يخرج إلى الشارع وينطقه بأعلى صوته ولا يجد أحداً يعيره انتباهاً أو يستنكر عليه ما يقوله ، سواء من الأمن ، أو من الجماعات الإسلامية المختلفة .

فمن حقه طبعاً أن يأتي ويطالب كل من يستعمل معرفاً على الإنترنت بأن يفعل مثله ويقول فقط ما يستطيع قوله أمام الأمن وأمام الدولة وأمام مجتمع المسلمين الذي يعيش فيه.
وفيما عدا ذلك ، أي في حالة إذا كنت أنت أو أنا أو هي ، تستعملون معرفاً لكتابة ما يعتمل في نفوسكم على الإنترنت ، أو لإنشاء مدونة ما ، وكتابة كلمات ضد ما هو سائد في بلادكم ، سواء من دين- أو سياسة - أو موضوعات جنسية حساسة ، بينما تعلمون تماماً ان مثل هذا الكلام لو قلتموه في هذه المجتمعات التي تعيشون فيها ، فسوف تقعون في عواقب عديدة تختلف باختلاف تلك الآراء التي لا تستطيعون التعبير عنها في مجتمعاتكم ، وتختلف تلك العواقب وتتنوع ما بين اعتقال وتعذيب ، أو اعتداءات بالضرب، أو بالقتل من قبل المواطنين ، أو حتى مجرد القطيعة بينكم وبين المقربين منكم والذين يعتنقون هذه الأفكار التي ترفضونها أنتم كل الرفض.

السؤال : هل من يستغل المساحة المتوفرة له في الإنترنت لكتابة أفكاره بحرية تامة ،سواء ضد النظام الحاكم في الدولة التي يعيش فيها، أو ضد الديانة السائدة في بلاده، أو ضد العادات والتقاليد المتطرفة التي يتبعها معظم مواطنيه ، ولا يستطيع أن يتكلم بحرية ربع الكلام الذي يكتبه على النت لأنه لو فعل فسوف يقتل أو يعتقل ويعذب أو يسحل في الشوارع أو يخسر كل معارفه ، هل هذا الشخص : جبان ؟

أتمنى مشاركة الجميع في النقاش وكتابة آرائكم

شكراً جزيلاً لكم Emrose


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - هاله - 08-30-2009

اقتباس:السؤال : هل من يستغل المساحة المتوفرة له في الإنترنت لكتابة أفكاره بحرية تامة ،سواء ضد النظام الحاكم في الدولة التي يعيش فيها، أو ضد الديانة السائدة في بلاده، أو ضد العادات والتقاليد المتطرفة التي يتبعها معظم مواطنيه ، ولا يستطيع أن يتكلم بحرية ربع الكلام الذي يكتبه على النت لأنه لو فعل فسوف يقتل أو يعتقل ويعذب أو يسحل في الشوارع أو يخسر كل معارفه ، هل هذا الشخص : جبان ؟

طبعا لا! وهو "القاء بالنفس الى التهلكة" نهى عنه المنطلق العقائدي للزميل يجعله عامر
- و لكل مقام مقال
- و "في الجبال المختلفة غني أغاني مختلفة" على راي الحاج ماو
- و ما يصح هنا لا يصح هناك
- و الحرية مفهوم نسبي يتحدد بالزمان و المكان و لا مكان لمطلق في الواقع الاجتماعي
و غيره و غيراته.
- و معارضة أنظمة قمعية بشكل فردي أو بدون تنظيم و رؤيا و جماهيرية لا تكون الا انتحارا
- و ها هي سجوننا كانت ولا تزال عامرة بالمواطنين المعارضين و المحتجين من شتى التيارات .. من ناحية أخرى المقارنة بين "نادي الفكر" و الواقع خارجه خاطئة أصلا.

Emrose


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - هيفايستوسHEPHAISTOS - 08-30-2009

تذكرت ما يردده الساسة ومريدوهم وخدمهم للمعارضة : تعالوا هنا ، إلى أوطانكم إلى الداخل (الشارع) وناضلوا ... والتطوير ياتي من الداخل..... (الزنازن) .............. الخ

عاشق يتسلى وما يكتبه هنا هو مسك العصا م النص واجهة اسلامية وباطن "الله" اعلم به
وهو يعتنق فكر تلفيقي "توفيقي" بين الذئب والخرفان

الشارع والحكومة والاستخبارات والارهاب والاخوان المسلمين والوهابية والحوثية والحوينية والقرضاوي وراشد الغنوشي وهنية (نيالكم) والقاعدة وووووو كلها مسميات لشيء واحد 15


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - الحكيم الرائى - 08-30-2009

عندنا عضو بالنادى اسمه زياد بيكتب انه ممثل لوزارة الخارجية الامريكية ,أحيانا ينتابنى الشعور أن الاخ عاشق الشجاع جدا الذى لايناقش شيئا ولاينتقد شيئا الا نحن, من المفروض ان يزيل توقعيه بممثل وزارة الاوقاف المصرية او غيرها من الجهات السيادية المصرية.


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - بسام الخوري - 08-30-2009

المعرف الحركي يحميك من غوغاء الشارع ولكنه لن يحميكي من أمن الدولة فلو تجاوزت خطوط نظام ما المعينة الحمر فهم يعرفون أويستطيعون معرفة من هو نيوترال أوعاشق الكلمة أوالبيرت كامو ...لذلك فهو ليس جبان بل متذاكي ...???

242424


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - عاشق الكلمه - 08-30-2009

(08-30-2009, 05:58 PM)Albert Camus كتب:  فلا أستطيع أن ألومه فعلاً بأنه يناقض نفسه، لأن كل الكلام الذي كتبه الزميل هنا من خلال بحثي الذي قد يشوبه القصور ، من السهل جداً عليه أن يخرج إلى الشارع وينطقه بأعلى صوته ولا يجد أحداً يعيره انتباهاً أو يستنكر عليه ما يقوله ، سواء من الأمن ، أو من الجماعات الإسلامية المختلفة .


(08-30-2009, 07:15 PM)الحكيم الرائى كتب:  عندنا عضو بالنادى اسمه زياد بيكتب انه ممثل لوزارة الخارجية الامريكية ,أحيانا ينتابنى الشعور أن الاخ عاشق الشجاع جدا الذى لايناقش شيئا ولاينتقد شيئا الا نحن, من المفروض ان يزيل توقعيه بممثل وزارة الاوقاف المصرية او غيرها من الجهات السيادية المصرية.


(08-30-2009, 07:34 PM)بسام الخوري كتب:  المعرف الحركي يحميك من غوغاء الشارع ولكنه لن يحميكي من أمن الدولة فلو تجاوزت خطوط نظام ما المعينة الحمر فهم يعرفون أويستطيعون معرفة من هو نيوترال أوعاشق الكلمة أوالبيرت كامو ...لذلك فهو ليس جبان بل متذاكي ...???

242424

24

انا اسمى الحقيقى الذى يعرفه اصدقائى المقربين من النادى والذين قابلتهم وجها لوجه او تحدثت اليهم تليفونيا هو :

مصطفى عبد الرحمن مصطفى شمس الدين

فلا انا موظف بجهه سياديه , ولا انا مسنود امنيا , ولا انا رجل ذو شأن اصلا فى هذا المجتمع , انا رجل عادى من عامه الناس شأنى فى ذلك شأن 80 مليون مصرى , ولى ملاحظاتى وانتقاداتى ومواقفى من نظام الحكم فى مصر , لكنى انسان متربى وابن ناس وعندى اصل ولى مبادئى اللتى اسير عليها , ووالدى رحمه الله عليه علمنى ان اختلف مع الاخر فى حدود من الادب والاحترام , كما علمنى ايضا انى مخافش من حد واحط صباعى فى عين الاعور واقوله يااعور وفى العلن وعلى الملأ , واذا خفت يبقى مقولش لا فى السر ولا فى العلن احتراما لنفسى , لانى اختفائى خلف معرفات وهميه لاقول سرا ما لا استطيع قوله فى العلن سيجعلنى اسقط فى نظر نفسى قبل ان اسقط فى نظر الاخرين .

الحياه اصلها وجهات نظر , وكل واحد بيعيشها من وجهه نظره .


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - يجعله عامر - 08-30-2009

جبان .. مش عارف يعني إيه جبان .. والله مبهزر
هنا كما يقال مساحة كبيرة جدا للإنسان كي يمارس ما يحب ، لا ما يفرض عليه ، أو ما يضطر مجاراة الغير فيه بـ اسم "عشان خاطر أهلك " "عشان خاطر شغلك" "عشان خاطر متزعلش الست الغلبانه أمك" "عشان خاطر ميطلعش دين أمك".
فأن تكون الإنترنات والمنتديات صورة من الواقع ، هذا صعب جدا ، كما قالت الزميلة هالة ..
ربما قارب الإنترنات شيئًا من واقعنا .. من اهتمامات الشارع العربي .. من اهتمامات الجماهير الغفيرة التي حصلت على صك التعليم أو فك الجهل أو العلم بمبادئ الهجاء والكتابة .. لكنها للأسف بعيدة جدا عن الواقع .
عن نفسي أنا جاهل بأمور السياسة تماما ، ولا أعرف خيوط لعبتها فماذا يجدي بالنسبة لشخص مثلي إن قلت إن نظام حكم مبارك نظام فاسد وملوث واستبدادي ، هل أنا سأعطيكم بديلا ؟ هل سأقترح حلولا؟ هل سأنظم معكم ثورة تنطلق من هنا لتحارب الفساد وتشكل تكتلاً يعالج الواقع بصدق لا مجرد كلام ؟
ومع ذلك من خلال ما أعيشه من سوء أوضاع معيشية في كافة الأمور أستطيع بكل أريحية أن أقول أنا نعيش في خرابة يرتزق منها جماعة لن تموت أبدًا .
أمس بمحض الصدفة تابعت لقاءًا قديمًا بين المذيع "الغبي كما وصف نفسه عمرو أديب" وبين الأميرة فريال ، يمكنك مثلا التعرف على الفرق بين عصرين من خلال أسلوب الكلام .. لكني متشائم جدًا جدًا ولا أرى حلاًّ لمثل هذا "الموات" إلا أن تُهلك هذه الأجيال ويأتي غيرها بنظام جديد .
وربما يستغرب البعض ويراني "أهطلاً" إن قُلت أن خطيئة ما يسموا بالثوار"وهم في الحقيقة مرتزقة" أنهم كانوا يحاربون "العلم والمدنية" لا يحاربون الاستعمار ..

كذلك الأمر فيما يخص "بن لادن والظواهري وأمثالهما" فالأمر سياسة أيضًا وأن تغلّفت بغلاف الدين ، هؤلاء ليس بآدميين بالأساس كما هو الشأن مع محركيهم ، وهو أمر ظاهر للعيان ، فحتى إن لم يشجبه أحد ، فلا قيمة عندنا لصمته أو كلامه .
جالي تليفون الآن قطع الوحي الله يشمل الشياطين بقى بمغفرته 10
يبقى لي عتابٌ على "ألبير":
هبْ مثلاً أن اهتمام " مشارك هنا " بعيدًا عما بحثت عنه في مشاركاته ، أفلا يحق له ولو لمرة من باب "حلاوة الروح" ان يكون له موقف مخاصم من شيء ؟ Dry ولا نحاكمه .
اقتباس:واحط صباعى فى عين الاعور واقوله يااعور وفى العلن وعلى الملأ
حرام عليك يعني مفيش رحمه في قلبك
حتى الأعور بتبوظلوا عينيه
طيب راعي حرمة الشهر الكريم 10
______________


اقتباس:مصطفى عبد الرحمن مصطفى شمس الدين
اسمك نفس اسم حمايا
بس الفرق بينكم هو بطل الحشيش وانت لسه بتشربه .
الله يهديك.


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - special - 08-30-2009

لا ليست جبنا .. كلنا نخاف .. كلنا نخاف ممن هو أعلى وأقوى مننا .. كلنا نخشى أن نتعذب كثيرا من أجل بضعة كلمات قد لا يسمعها أحد .. سمه إذا شئت جبنا ذكيّا وصحيحا
وإن سمعها فغالبا تأثيرها لا يستحق كلفة الآلام التي قد يتعرض لها .. أتحدث عن الأمور السيّاسيّة التي لا أراها شجاعة ذكيّة أن نتحدّث بها في دولنا المدججة بالمخبرين وكاتبي التقارير وأسلوب التعامل مع المخالف هو السوط لا غير ومضايقة الأهل والأحبّة ..
بالنسبة لي .. أبتعد تماما عن أي كلام عن السلطات العليا في بلدي .. ليس لدي مصلحة بتاتا .. وأعتقد أن المشكلة الرئيسيّة ليست بهم .. بل بالمجتمع هو الاساسي والرئيسي والذي يجب التركيز عليه ..

بالنسبة للمجتمع .. فلا أتبع ذاك الأسلوب خصوصا في مواضيع الأديان .. ففي بداية تغيّري من حالة الدين إلى اللادين واجهت أصدقائي الدينين وكنت صريحا في أن الشخص الذي لا يتقبلني على ما أنا عليه .. فهو ليس بصديق لي ..
طبعا حتّى اليوم أعترض على كثير مما يقال أو مما يحدث من طرفهم .. لأنه باعتقادي يستحق التضحية بمعارفي وصداقاتي في سبيل ان أرزع فكرة قد تنمو وتغيّر حيوات أشخاص في المستقبل بشكل أفضل وأبعد عن الدين الذي هو مصيبة برأيي في كتير من الحالات..



RE: حرية تعبير أم جبن؟ - بسام الخوري - 08-30-2009

أنا وبسبب كتابتي باسمي أوفر على المخابرات عناء البحث ...لا أعيش بمجتمعي فلا أخاف مقاطعة الأقارب ....عندما أموت أريد أن تبقى أفكاري ....فالغوغل أفضل شاهد على قبري .,,,...الأسم الصريح يزعجي عندما أختلف مع أحدهم ويبلش الشتم والسب فلا آخذ راحتي 100 % فهو مختبئ خلف اسم حركي وأنا معروف

242424


RE: حرية تعبير أم جبن؟ - Albert Camus - 08-30-2009

المشكلة هي أنه لو جاءني مسيحي، ليلومني على إخفاء أفكاري ومعتقداتي خوفاً من الإضطهاد، لما استطعت أن ألومه، لأن مشكلة عدم إنكار المسيح تعد جزءاً رئيسياً من الإيمان، وقد قال الرب في إنجيل لوقا الإصحاح الثاني عشر - آية 8 و 9 :

و اقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله
و من انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله

شكلت هذه العقبة مشكلة كبيرة على المسيحيين الأوائل، خاصة في وقت الإضطهاد في الزمن الأول، وقد كان المؤمن يعرف عندما يقوم بتسليم نفسه إلى سلطات الإمبراطور ويعلن أمام الجميع أنه يؤمن بالمصلوب رباً ، كان الرهبان في مصر على حسب ما يقوله تاريخ الكنيسة القبطية ، يتوجهون زرافات إلى الأخاديد التي حفرت لحرق المؤمنين بالمصلوب.

حتى أن بعض الآباء الكبار من الكنيسة كتبوا مستنكرين هذا السلوك الإنتحاري، وعلى ما أتذكر أن أوريجانوس كان أحد الذين استنكروا مثل هذا السلوك، ولكن للأسف المراجع ليست إلى جواري الآن.
طبعاً كانت هناك فئة كبيرة من المسيحيين الذين لم يحبذوا فكرة الخروج إلى سلخ الجلد وتقطيع فروة الرأس والإلقاء في أخاديد النيران، فاضطروا أن يعلنوا إيمانهم بآلهة المصريين وأن يجدفوا على المسيح اتقاءً للتعذيب.

فاعتبرتهم الكنيسة مرتدين، وحرمتهم من الأسرار المقدسة ، حتى حصلت الكثير من الوساطات ، والتي كان لا بد منها طبعاً ، لأن تلك الأعداد كانت كبيرة بالفعل، فليس الكل مجانين ليفعلوا ذلك، وقامت الكنيسة بقبول توبتهم وعندها برزت مشكلة المعمودية ، هل يتم تعميدهم ثانية أم لا، واستقر الأمر أن المعمودية تتم مرة واحدة فقط، وعودة المرتدين تكون بالتوبة والإعتراف فقط دون معمودية ثانية.

ولكن عندما نأتي إلى الإسلام، فمنذ الرعيل الأول انتبه محمد إلى هذه المشكلة نظراً للإضطهاد الكبير الذي كان المسلمون الأوائل يتعرضون له في مكة، فأعطى رخصة بجواز كتمان الإيمان وعدم الإعلان عنه، بل وبجواز أن يقوم المسلم بسب الله وبسب رسوله ومديح آلهة قريش اتقاء لعذابهم. كما جاء في القرآن ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ) ، هذا فضلاً عن ذكر محمد لقصة الرجل من قوم فرعون والذي كان يكتم إيمانه ، ومن هنا تميز الإسلام بأنه مرن في السماح لمن يشعر بالخطر أن يتظاهر أمام المجتمع الكافر الذي يعيش فيه بأنه كافر مثلهم دون أن يورط نفسه كثيراً في إعلان هذا، وكما يقول ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية :

اقتباس:فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وأمرأة فرعون وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ولا كان يكذب ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل كان يكتم إيمانه وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر
بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمه الكفر ولا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد يحتاج إلى أن يلين لناس من الكفار ليظنوه منهم وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه

ولا يخفى على أحد أن العباس بن عبد المطلب عم محمد، أخفى إسلامه سنوات طويلة ولم يعلنه إلا عام الفتح فقط، كما جاء في قصته :

اقتباس:قصة إسلامه ومن الذي دعاه إلى الإسلام:

لم يعلن العباس -رضي الله عنه إسلامه - إلا عام الفتح ، مما جعل بعض المؤرخين يعدونه ممن تأخر إسلامهم ، بيد أن روايات أخرى من التاريخ توحي أنه كان من المسلمين الأوائل ولكن كتم إسلامه ، فيقول أبو رافع خادم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس ، وأسلمت أمُّ الفضل ، وأَسْلَمْتُ ، وكان العباس يكتم إسلامه )...
فكان العباس إذا مسلماً قبل غزوة بدر ، وكان مقامه بمكة بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-وصحبه خُطَّة أدت غايتها على خير نسق، وكانت قريش دوما تشك في نوايا العباس ، ولكنها لم تجد عليه سبيلا وظاهره على مايرضون من منهج ودين ، كما ذُكِرَ أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمر العباس بالبقاء في مكة (إن مُقامك مُجاهَدٌ حَسَنٌ )فأقام بأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم
http://www.islamstory.com/article.php?id=905

أي أنه لم يخف إسلامه فقط، بل طلب منه محمد أن يقوم بدور الطابور الخامس داخل مجتمع أهله وعشيرته من قريش، على أساس أن تلك مهمة مباركة يحبها الله ورسوله، وهي أن يتظاهر بأنه معهم ويعمل ضدهم مع أعدائهم. فهنا نرى أن القيام بدور العميل ليس جبناً ولكنه ( مجاهد حسن )

كذلك مصعب بن عمير الصحابي، أخفى إسلامه خوفاً من أمه ، وكان يذهب إلى محمد سراً حتى تم كشف أمره، فتم حبسه كما تقول القصة :

اقتباس:ان مصعب بن عمير من فضلاء الصحابة وخيارهم ومن السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه، وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فبصر به عثمان بن طلحة يصلي، فأعلم أهله وأمه فأخذوه فحبسوه فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى أرض الحبشة وعاد منها إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى، ليعلم الناس القرآن ويصلي بهم، فكان أول سفير في الإسلام. وقد انتفع به الناس فآمن على يديه كثير من كبار الصحابة كأسيد بن حضير و سعد بن معاذ وغيرهما.
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=16433&Option=FatwaId

رغم أن الرجل كان يرى أن آلهة قومه تخريف في تخريف، وآمن بإله واحد، وبايع النبي المبشر بذلك الإله، وأقام كل شعائر الدين سراً ، ولكنه خاف من أمه ، غير أنه لا أحد من المسلمين يعتبره جباناً كونه من أولئك الذين لم يتجرأوا على الإعلان بما يعتقدونه سراً .

وحتى اليوم، هناك نصيحة للمسلمين الجدد في بلاد الكفار، أن يخفوا إسلامهم ، ولا يطلعوا عليه أحداً ، مخافة أن يتعرضوا لمضايقات أمنية أو اضطهادية من المتعصبين ضد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، كما نرى في هذه المقالة من موقع إسلام أون لاين، والتي تؤيد هذا التوجه بفتوى تبيح إخفاء عقيدة المسلم في فرنسا وأن يعيش كمسلم في السر إلى أن تتغير الظروف :

اقتباس:
"أخفِ إسلامك".. نصيحة لمسلمي فرنسا الجدد
باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت/ 5-12-2005


من بين آلاف الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا يفضل قسم منهم إخفاء إسلامه خشية الهاجس الأمني المتزايد بحق المسلمين الجدد منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، والذي وصل حد وصمهم بـ"التطرف"، خاصة بعد الكشف مؤخرا عن بلجيكية اعتنقت الإسلام، ونفذت عملية ضد قوات الاحتلال الأمريكي ببغداد.

ورغم هذه العوائق تنصح ناشطة فرنسية مسلمة معتنقي الإسلام الجدد بإشهار إسلامهم كأفضل شهادة "على السلوك الحسن" يقدمونها للآخرين، مستشهدة بنماذج اعتنقت الإسلام وفرضت احترامها في المجتمع الفرنسي.

وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الإثنين 5-12-2005 كشفت "مقالي سنيبا" وهي معتنقة للإسلام منذ 9 أعوام ومسئولة الإعلام بالرابطة الفرنسية للنساء المسلمات أن معظم المعتنقين الجدد للإسلام يترددون كثيرا في إعلان إسلامهم خشية الهاجس الأمني تجاه المسلمين الجدد لدرجة وصمهم بالتطرف، وردة فعل المحيطين في الأسرة والعمل.

وقالت: "إن النصيحة الجارية بين آلاف الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا هي لا تعلن إسلامك حتى تتوافر الظروف الملائمة".

واستشهدت بحالة أثارت جدلا كبيرا في فرنسا وهي لاعب المنتخب الفرنسي لكرة القدم نيكولا أنيلكا الذي أخفى إسلامه لعدة أعوام قبل أن تكشف ذلك وسائل الإعلام الفرنسية؛ الأمر الذي دفعه للهجرة إلى الملاعب التركية جراء المضايقات المتزايدة.

ولفتت مصادر داخل الأقلية المسلمة إلى أن "بول" وهو شاب فرنسي في منتصف العقد الثالث يخفي إسلامه منذ 7 أعوام.

وقالت: إنه باحث بارز في الإنسانيات، ويجري حوارات مستمرة مع كبريات الصحف الفرنسية، ولا يكشف عن اعتناقه للإسلام خشية الهاجس الأمني وتخوف بعض الفرنسيين من معتنقي الإسلام الجدد الذين ينظر إليهم كمتطرفين.

وكشفت المصادر نفسها لـ"إسلام أون لاين.نت" أن بعض الأئمة في فرنسا أجازوا عدم إعلان الإسلام بالنسبة لبعض المسلمين الجدد الذين يخشون ردود فعل سلبية من عائلاتهم أو من الوسط المهني الاجتماعي أو مضايقات السلطات الأمنية.

أفضل شهادة

في مقابل هذه الإجازة الشرعية ترى "مقالي سنيبا" أنه "رغم العراقيل العائلية والمهنية والهاجس الأمني المتصاعد فإن إشهار الإسلام أفضل شهادة نقدمها للآخرين" بشأن سلوكنا، مشددة على وجود العديد من المسلمين الجدد الذين فرضوا الاحترام حتى في الأوساط العلمانية الأشد ريبة في الإسلام.

وقالت: إن إريك جوفروا يُعرف في الأوساط الأكاديمية كأحد أبرز المعتنقين للإسلام وهو أستاذ بجامعة في مدينة ستراسبورج شمال البلاد، ويحظى باحترام خاص دفع وزير الداخلية نيكولا ساركوزي إلى تعيينه عضوا اعتباريا في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ضمن العديد من الشخصيات المستقلة التي تم تعيينها بالمجلس.

وأردفت أن هناك أيضا الداعية الإسلامية المعروفة مليكة ضيف التي تعمل بالمجال الدعوي منذ 30 عاما بعد اعتناقها الإسلام.

وأكدت مسئولة الإعلام بالرابطة الفرنسية للنساء المسلمات لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه "ليست كل المسلمات الجدد مثل البلجيكية ماريال ديكوك التي نفذت عملية ضد القوات الأمريكية ببغداد، كما أنه ليس كل المسلمين الجدد مثل باتريك الشريف" وهو فرنسي اعتنق الإسلام وقُتل في جبال تورا بورا بأفغانستان.

وقالت: إن "التطرف في التمسك بالتعاليم الإسلامية يبقى خيارا شخصيا ولا علاقة له بفئة المسلمين الجدد أو غيرهم، ومن ثم لا يجوز القول إن كل المسلمين الجدد متطرفون".

الشرع يبيح

وتعليقاً على هذه القضية يقول محمد سعدي الباحث الشرعي في قسم الفتوى بـ"إسلام أون لاين.نت": إن الشرع يبيح لمن دخل في الإسلام وخشي التعرض لأذى لا يطيقه أن يخفي إسلامه. ولفت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر من أسلم من الضعفاء، أو ممن يخشى عليه الفتنة أن يكتم إسلامه عن أهله.

وأضاف سعدي: "أما إذا اضطر المسلم حديثاً إلى قول كلمة الكفر فيمكنه قولها ولا يضر هذا إيمانه شيئا؛ لأن قلبه مطمئن بالإسلام"، واستشهد بقوله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (سورة النحل: 106).

هاجس التطرف

وبعد العملية التفجيرية التي نفذتها البلجيكية المعتنقة للإسلام "ماريال ديكوك" بإحدى ضواحي العاصمة العراقية تحولت الأنظار في فرنسا من جديد إلى المسلمين الجدد، خاصة مع ذهاب التقارير الأمنية المنشورة مؤخرا إلى أن غالبية الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام يميلون إلى التطرف.

وصار وصم المسلمين الجدد بالتطرف متداولا بكثرة في الأوساط الإعلامية والأمنية الفرنسية، وجاء في إحصائيات حديثة قدمها رئيس فرقة الاستعلامات الفرنسية "باسكال مايلوس" أنه من بين عدة آلاف اعتنقوا الإسلام بفرنسا عام 2005 انخرط 1600 منهم في جماعات متطرفة.

وفي حوار مع جريدة لوموند الفرنسية يوم 25-11-2005 وصف مايلوس الغالبية العظمى من المسلمين الجدد بأنهم "متشددون سلفيون". وقال: إن "السلفية تنجح أكثر من غيرها من التيارات الإسلامية في إقناع الفرنسيين باعتناق الإسلام".

كما حذرت تقارير أمنية نشرت بالصحف الفرنسية مؤخرا من تزايد وتيرة اعتناق الإسلام من قبل الفرنسيين بالسجون.

ويحيط الهاجس الأمني بالمسلمين الجدد في فرنسا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة؛ إذ اكتشفت السلطات الفرنسية أن العديد من الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثا هاجروا وتلقوا تدريبا عسكريا بأفغانستان. وبرزت في هذا السياق قضية الأخوين "دافيد وجيورم قوتييه" اللذين اعتنقا الإسلام منذ بداية تسعينيات القرن العشرين وسافرا إلى أفغانستان، حيث تلقيا تدريبا في معسكرات تنظيم القاعدة بضواحي العاصمة كابول.

وفي اليوم الدراسي الذي عقد يوم 17-11- 2005 بباريس تحت عنوان "الفرنسيون والإرهاب"، كشفت دراسة حديثة التعرف على هوية 22 فرنسيا يقاتلون إلى جانب المقاومة العراقية، ومقتل 7 على الأقل، واحتجاز القوات الأمريكية لثلاثة على الأقل.

ويعيش في فرنسا أكبر أقلية مسلمة بأوربا تقدر بخمسة ملايين مسلم من بين إجمالي سكان البلاد البالغ 60 مليون نسمة.
http://www.islamonline.net/arabic/news/2005-12/05/article09.shtml

وإني لأعجب بعد كل هذا أن يأتي من المسلمين "المستنيرين" وأدعياء "التسامح" من يتناسى تماماً تلك الوقائع في دينه "الحنيف" فيزايد على أتباع المعتقدات الأخرى واصماً إياهم بالجبن لأنهم يخفون اعتقادهم عن مجتمعاتهم المتخلفة التي يعيشون فيها والتي ترزح تحت وطأة المتعصبين، وتلهث من ملاحقات المتطرفين وتهديداتهم لأي شخص يحاول أن يعبر عن رأيه بما يخالف توجهاتهم، وتنوء بحمل المطاردات الأمنية لمن يحاول أن يمارس نشاطاً سياسياً حقيقياً على أرض الواقع دون اعتبار لأي شخص أياً كانت مكانته.
فجأة تختفي كل السماحة ، وتتلاشى المرجعية الدينية، وتظهر روح العصبية والعرق الحامي، وتجد المزايدين يتنطعون عليك بأخلاقيات لا تدري من أين جاءوا بها، وكيف يعتنقونها وهي مخالفة لوقائع ذلك الدين وللكتاب الذي يؤمنون به، ولكنهم لا يأبهون في خضم العصبية العمياء وثورة الغضب التي تأخذهم على خصومهم الفكريين ، فيلغون تماماً انتماءهم الديني، مستعيضين عنه بانتماء "صعيدي" لا نراه إلا في المسلسلات الدرامية أو الهزلية، متقلدين سيوف التقاليد و"النخوة" و"المرجلة" ، وضاربين عرض الحائط بكل الآيات والأحاديث وقصص الصحابة التي كانوا يتشدقون بها علينا كلما حاول أحد أن يصمهم ويصم دينهم بأنه لا يفرز إلا متعصبين وإرهابيين ومنغلقي الفكر.
تلاشت القصص والأحاديث وانعدمت قيمتها وانقلبت المعايير فجأة أمام الخصوم، لأن الدافع عند الإسلاميين وإن ادعوا التسامح والأخوة وووو الخ تلك الكلمات التي صدعونا بها، يبقى وسيبقى دوماً : الرغبة البربرية العمياء في إبادة وإزاحة كل من ليس نسخة منهم عن طريقهم، لتصبح البلاد كلها في النهاية اسطمبة واحدة من البشر الذين يتحركون بالريموت كنترول "المتسامح" الذي يبشرون به.
فإلى أي حد يمكن أن يصل التناقض والتضارب في المواقف والأفكار أكثر مما وصل إليه لدى هؤلاء؟