حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية (/showthread.php?tid=34568) |
كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - vodka - 09-02-2009 شلومو ساند واختراع الشعب اليهودي (شلومو ساند، كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية، باريس، منشورات فايار، أيلول 2008، 446 صفحة من القطع الكبير، مترجم عن العبرية) ما بين 12 و18 أيار الفائت، قمت بزيارة إلى روما للمشاركة في مؤتمر علمي، حول "المجتمع المدني في الدول الإسلامية"، دعت إليه جامعة روما الثالثة، بالاشتراك مع المركز الوطني للأبحاث العلمية في باريس. وقد كانت دعوتي إلى هذا المؤتمر مناسبة لي كي أتعمق في دراسة هذا الموضوع، الذي استحوذ على اهتمام عدد كبير من الباحثين العرب والفلسطينيين في السنوات الأخيرة، ولإعداد ورقة بعنوان: "المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والحيز السياسي". وربما ستٌتاح لي في المستقبل الفرصة كي أعرض ما دار في هذا المؤتمر من نقاشات مثمرة. بيد أن ما أسعدني أكثر من أي شيء آخر خلال هذه الزيارة إلى روما هو الهدية التي حملها لي، من باريس، أحد الزملاء الفرنسيين المشاركين في المؤتمر، وهي عبارة عن كتاب أصدره مؤخراً أستاذ التاريخ المعاصرفي جامعة تل أبيب شلومو ساند بعنوان: كيف اختُرع الشعب اليهودي. وعلى الرغم من كبر حجم هذا الكتاب، إلا أنني انتهيت من قراءته بسرعة قياسية، لكونه قد حمل لي متعة اكتشاف مقاربة جديدة، ومتميّزة، لتاريخ اليهود. وسأقدم فيما يلي أبرز الأفكار التي تضمنها هذا الكتاب، الذي تكوّن من تمهيد وخمسة فصول، بالإضافة إلى فهرست الأعلام. وقد أهدى المؤلف كتابه هذا إلى "باسل النتشة وإلى كل الإسرائيليين والفلسطينيين من جيله الراغبين في العيش بحرية، ومساواة وتآخٍ". في مواجهة ركام الذاكرات يقسم شلومو ساند تمهيده: "في مواجهة ركام الذاكرات" (ص 9-37) إلى قسمين، حيث يحكي في القسم الأول، الذي حمل العنوان الفرعي: "هوية متحوّلة وأرض موعودة "، حكايات ثلاث. الحكاية الأولى عن جدين مهاجرين إلى فلسطين، الأول هو شولك [والده]، الذي أصبح اسمه في إسرائيل شاوول، وكان قد ولد في لودز ببولونيا عام 1910، وانتمى إلى الحركة الشيوعية، واعتقل لمدة ست سنوات بتهمة نشر الأفكار الثورية، ولجأ خلال الحرب العالمية الثانية إلى الاتحاد السوفيتي، حيث أُرسل إلى أوزبكستان، ومنها عاد، بعد انتهاء الحرب، إلى بولونيا للإقامة في معسكر للاجئين، وذلك قبل أن تسفّره الوكالة اليهودية في نهاية عام 1948، هو وزوجته وابنيه، إلى حيفا عن طريق مرسيليا. وبقي شولك، المدفون اليوم في إسرائيل، شيوعياً، يتحدث اليديشية مع عائلته وأصدقائه المقرّبين، وظل يشعر بأنه في إسرائيل قد سرق أرضاً يمتلكها شخص آخر. أما الثاني فهو برناردو [والد زوجته]، الذي ولد في برشلونة في عام 1924، ثم صار يُدعى دوف. وفي شبابه شارك مع والده، المنتسب إلى الحركة العمالية الفوضوية، في معارك التصدي الأخيرة لقوات فرانكو التي غزت مدينة برشلونة. وبعد استدعائه للخدمة في جيش فرانكو، استطاع الفرار في عام 1944، ثم نجح في اللجوء إلى فرنسا، حيث صار يعمل في المناجم. وفي عام 1948، انتقل إلى مدينة مرسيليا للعمل في مصانع بناء السفن، ومنها غادر بحراً إلى حيفا، على ظهر سفينة حملت عدداً من المهاجرين السريين، للعمل في الكيبوتسات التي سمع بأنها تشبه التعاونيات العمالية الثورية في برشلونة. ولدى وصوله إلى حيفا، اقتيد مباشرة إلى ساحة المعارك في منطقة اللطرون، ثم التحق بالكيبوتس الذي تعرّف فيه على المرأة التي ستصبح شريكة حياته. لكن وزارة الداخلية في اسرائيل، اكتشفت سريعاً بأنه لم يكن يهودياً، فاستُدعي إلى لقاء رسمي مع أحد موظفي الوزارة، الذي احتار في أمره وقرر، بعد سجال طويل معه، أن يسجّل على هويته الشخصية: "القومية والديانة: كاتالانية" [نسبة إلى كاتالونيا، وهي اليوم منطقة من مناطق الحكم الذاتي في اسبانيا، وعاصمتها برشلونة]. وقد حاول دوف، الذي يرقد جثمانه اليوم في مقبرة الكيبوتس الذي عاش وعمل فيه، أن لا تترك "هويته القومية والدينية" غير العادية تأثيراً سلبياً على حياة ابنتيه. وقد ولد لهذين المهاجرين حفيدتان إسرائيليتان، ارتبط والدهما [مؤلف الكتاب] بعلاقة صداقة مع اثنين من سكان فلسطين الأصليين، هما محمود ومحمود. كان محمود الأول قد ولد في يافا في عام 1945، وشب في أحيائها الفقيرة، ثم انتسب إلى منظمة الشبيبة الشيوعية، وتعلّم اللغة العبرية، وارتبط بعلاقة صداقة مع أحد رفاقه اليهود، الأصغر منه بسنة واحدة [شلومو ساند]. وفي إحدى ليالي عام 1964 ، قرر الصديقان، وهما يجلسان على شاطئ يافا الجميل، أن يقوما بجولة حول العالم ما أن ينتهي الصديق اليهودي من خدمته العسكرية، التي دامت سنتين ونصف. لكن وقوع صديقه في الحب خلال فترة خدمته، وقراره البقاء في إسرائيل، دفعا محمود اليافاوي للهجرة وحده إلى السويد، حيث صار يعمل في مجال تصليح المصاعد، ثم عاد إلى وطنه وتزوج من فلسطينية وانتقل معها للاستقرار نهائياً في استوكهولم، حيث يعيش اليوم مع زوجته وأولاده. أما محمود الثاني فقد ولد في عام 1941 في قرية صغيرة بالقرب من عكا، زالت من الوجود وقامت على أنقاضها تعاونية زراعية يهودية. وفي عام 1948، أصبح محمود لاجئاً بعد أن هربت عائلته خلال الحرب إلى لبنان. وفي العام التالي، تسللت العائلة عبر الحدود وأقامت لدى أقاربها في قرية في الجليل. وعندما شبّ، انتسب محمود إلى صفوف الحركة الشيوعية وانتقل للعيش في مدينة حيفا، حيث صار يعمل في ميدان الصحافة ويكتب القصائد الشعرية. وفي عام 1964، نظم الشاعر الشاب قصيدة بعنوان: "بطاقة هوية"، توجّه في بدايتها، وكله فخر بانتمائه، إلى موظف وزارة الداخلية الإسرائيلية بقوله: "سجّل، أنا عربي؛ ورقم بطاقتي خمسون ألف؛ وأطفالي ثمانية؛ وتاسعهم، سيأتي بعد صيف؛ فهل تغضب؟". وصار محمود عنصراً "خطيراً" تخشاه أجهزة الأمن التي لجأت إلى اعتقاله، وفرضت الإقامة الجبرية عليه في منزله في وادي النسناس ومنعته من مغادرة حيفا دون الحصول على تصريح خاص. ومن بين رفاق محمود، كان هناك شاب شيوعي من يافا [شلومو ساند نفسه]، كان يجهل اللغة العربية لكن قصائد محمود المترجمة كانت تستفز مخيلته وتثير لديه الرغبة في الكتابة. وخلال حرب حزيران 1967، وبينما كان الشاب اليهودي مجنّداً على جبهة معارك القدس العربية، كان صديقه محمود يُقاد من جديد إلى السجن. ولدى إطلاق سراحه، جاء صديقه الجندي لزيارته في بيته، وأمضيا معاً ليلة بيضاء يتسامران خلالها، حيث عبّر الجندي عن قرفه من صرخات النصر التي تعالت في إسرائيل بعد الحرب، وعن يأسه وشعوره بالاستلاب في هذه الأرض التي تسيل فيها الدماء، وعن رغبته بمغادرة البلاد. وفي اليوم التالي، عند منتصف النهار، أيقظ الشاعر صديقه وترجم له القصيدة التي كتبها في الفجر عن "جندي يحلم بالزنابق البيضاء"، والتي ورد فيها: "يفهم –قال لي- أن الوطن؛ أن أحتسي قهوة أمي؛ أن أعود في المساء؛ سألته: والأرض؛ قال: لا أعرفها...". وأخيراً، غادر الجندي البلاد بعد أن كان قد سبقه الشاعر، الذي لم يعد قادراً على تحمّل الحصار الذي فرضه البوليس حوله، فسارعت السلطات الإسرائيلية إلى حرمانه من مواطنيته الإسرائيلية المشكوك في أمرها أصلاً. وبينما صار الشاعر، في مشواره الطويل، يتنقل ما بين العواصم، وهو يحمل مجده المتعاظم باستمرار، إلى أن سُمح له، بعد اتفاقيات أوسلو، بالعودة للاستقرار في رام الله، والقيام بين الحين والآخر بزيارات خاطفة إلى موطنه الأصلي، عاش صديقه الجندي عدة سنوات في باريس، حيث تابع دراساته العليا، وذلك إلى أن دفعه الحنين للعودة إلى المدينة التي نشأ فيها. الحكاية الثالثة عن طالبتين (غير) يهوديتين، علّم مؤلف الكتاب، ساند، الأولى منهما اللغة العبرية في باريس ، بينما علّم الثانية التاريخ في جامعة تل أبيب. وكانت الأولى وهي جيزيل، قد ولدت، لأب يهودي وأم غير يهودية، عام 1957، في باريس ونشأت فيها، حيث درست الفلسفة في جامعة السوربون، وقررت تعلّم اللغة اليديشية، لغة جدتها التي حملت اسمها والتي لم يحالفها الحظ، خلافاً لابنها، كي تعود حية من معسكرات الاعتقال النازية في بولونيا. كما قررت جيزيل تعلّم اللغة العبرية، وراحت تخطط للهجرة إلى إسرائيل، بعد أن أعلنت عن نفسها صهيونية. ولكن عندما طلب منها موظف الوكالة اليهودية تبنّي الديانة اليهودية، على اعتبار أن والدتها غير يهودية، حتى تكون جزءاً " من الشعب اليهودي في بلده"، رفضت بحزم، وتخلت عن فكرة الهجرة إلى إسرائيل. ولم يسمع عنها أستاذ اللغة العبرية [ساند] طوال سنوات، إلى أن رأى اسمها في نهاية مقال منشور في جريدة مسائية فرنسية مشهورة، تنتقد فيه سياسة الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية. أما الطالبة الثانية فهي لاريسا، التي ولدت عام 1984 في مدينة صغيرة في سيبيريا، وهاجرت، في عام 1990، مع والديها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بزمن قصير إلى إسرائيل، حيث أقامت العائلة في منطقة الجليل الأعلى. وقد صارت لاريسا تتكلم العبرية كما يتكلمها الشبان المولودون في إسرائيل، واندمجت في الحياة اليومية بصورة كلية. وفي عام 2000، عندما صار عمرها ستة عشر عاماً، تقدمت إلى قسم الأحوال الشخصية في وزارة الداخلية للحصول على بطاقتها الشخصية الأولى. لكن الموظفة أخبرتها بلطف بأنها لا تستطيع أن تكتب على بطاقتها "يهودية"، حسب طلبها، وإنما "روسية" مثل والدتها [المسيحية]. ولدى استدعائها إلى الخدمة العسكرية، فكرت باعتناق الديانة اليهودية، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، لأنها لم تجرؤ على أن تترك أمها، التي لم تكن متديّنة، وحيدة في مواجهة مشكلة الهوية. وفي القسم الثاني من تمهيده، الذي حمل العنوان الفرعي: "ذاكرة تمّ زرعها وتاريخ معاكس"، يعرض ساند خصائص الذاكرة التي زُرعت، على مر السنين، لدى كل إسرائيلي من أصل يهودي، والتي جعلته يتيقن، من دون أن يساوره أي شك، بأن الشعب اليهودي قد وجد منذ أن تلقّى التوراة في سيناء، وأنه هو شخصياً متحدر بصورة مباشرة وحصرية من هذا الشعب. كما أن كل واحد من الإسرائيليين بات مقتنعاً تماماً بأن هذا الشعب قد خرج من مصر واستقر في أرض إسرائيل، "الأرض الموعودة"، التي غزاها وأقام عليها مملكة داود وسليمان المجيدة، قبل أن تنشق على نفسها وتنقسم إلى مملكتي يهودا وإسرائيل؛ وأن هذا الشعب قد عرف فيما بعد النفي في مناسبتين: بعد تدمير الهيكل الأول في القرن السادس قبل الميلاد، وبعد تدمير الهيكل الثاني في عام 70 ميلادي؛ وأن الشعب اليهودي قد نجح، قبل ذلك، في إقامة مملكة الحشمونيين، بعد أن صدّ نفوذ اليوناننين الخبيث؛ وأن هذا الشعب قد عرف التشرد في بلدان عديدة طوال ما يقرب من ألفي سنة، لكنه استطاع أن يحافظ على صلة الدم بين التجمعات اليهودية المتباعدة، بحيث حافظ على وحدته، وذلك إلى أن توفرت له، في نهاية القرن التاسع عشر، ظروف مناسبة جعلته يستيقظ من كبوته ويستعد للعودة إلى أرض موطنه القديم، التي كانت أرضاً بكر وغير مسكونة، صار عليه أن يحوّلها إلى أرض خصبة ومزهرة. ويؤكد ساند أن ركام الذاكرات هذا لم يتكوّن بصورة عفوية، وإنما تراكم طبقة فوق طبقة اعتباراً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من خلال بناة موهوبين للماضي، استطاعوا أن يجمعوا نتفاً من الذاكرة الدينية، اليهودية والمسيحية، وأن يقيموا فوقها، بفضل مخيلتهم الخصبة، سلسلة نسب متواصلة للشعب اليهودي. وصارت المتطلبات القومية تكبح بروز أي تناقض أو أي انحراف عن هذه الرواية التاريخية المسيطرة. ثم يتطرق المؤلف إلى ظاهرة "المؤرخين الجدد" في نهاية ثمانينيات القرن العشرين، وإلى "التاريخ المعاكس" الذي راح يبرز، بفضل جهودهم، في التسعينيات، والذي ركّز، في الأساس، على تطوّر أحداث العام 1948 ونتائجها. لكنه يرى بأن السجال الذي أثاره هذا التاريخ لم تكن له سوى امتدادات محدودة في حقل البحث، ولم يحتل سوى مكانة هامشية في الوعي العام. أما الأبحاث السوسيو-تاريخية التي ركّزت، ليس على أحداث سياسية كالتي وقعت في العام 1948، وإنما على سيرورات المشروع الصهيوني الممتدة عبر زمن طويل، فلم تحظَ بالاهتمام. بينما لم تترك أي صدى الأبحاث النادرة التي حاولت أن تضع موضع الشك الأسس التي قام عليها التاريخ القومي. ويختم ساند تمهيده بالإشارة إلى أنه كان يفضّل أن يضطلع بمهمة تأليف كتابه فريق بحث متعدد التخصصات، لكن ذلك لم يكن ممكناً لأنه لم يجد من يتواطؤ معه في إنجاز هذا المشروع. ويؤكد أن كتابة تاريخ يهودي جديد، يخرج عن نطاق الرؤية الصهيونية، ليس أمراً سهلاً. وينبّه القارئ إلى أن الأطروحة التي يطرحها كتابه هي أن اليهود قد شكّلوا دوماً تجمعات دينية مهمة في مناطق مختلفة من العالم، لكنهم لم يشكّلوا "اتنية" حملت أصلاً واحداً وتنقلت به عبر تشردها ومنفاها الدائمين. صنع الأمم. سيادة ومساواة الفصل الأول من الكتاب حمل عنوان: "صنع الأمم. سيادة ومساواة" (ص 39-93). وفيه، ناقش المؤلف مفاهيم الأمة، والشعب، والاتنية والنزعة القومية على المستوى النظري. فمنذ أكثر من قرن – كما كتب - يتناقش الباحثون والفلاسفة حول مسألة الأمة دون أن يتفقوا على تعريف محدد لها ومقبول من الجميع. ويعتبر أن الباحثين في معظمهم قد رأوا في الأمة، طوال سنوات عديدة، ظاهرة أزلية، بينما كان صعود العقيدة القومية، بوصفها إيديولوجية، ظاهرة حديثة. فولادة الأمة هي – كما يرى - نتاج سيرورة تاريخية وليس ظاهرة عفوية خالصة. أما الفكرة القومية التي فرضت نفسها في القرن التاسع عشر في كل أنحاء أوروبا، فهي لم تنضج سوى في نهاية القرن مع تبنّي مبدأ الاقتراع العام والتعليم الإلزامي. ثم يتوقف عند مواقف بعض الباحثين، مثل الأمريكي كارلتون هايس، الذين رأوا في فكرة الأمة شكلاً حديثاً للديانة، وتوصلوا إلى الاستنتاج بأن سيرورة تشكّل الأفكار القومية أفضت إلى تحوّل لاهوت المثقفين القومي إلى أسطورة قومية تبنتها الجماهير. كما يتوقف عند مواقف المفكر الصهيوني هانز كون ، الذي بقي أسير المفهوم الجوهراني الذي يرى بأن الشعوب والأمم قد وجدت منذ الأزل وأن الوعي القومي هو وحده الظاهرة الجديدة. وبعد أن يشير إلى صعوبة تفسير تنوع أنماط التعبير عن الإيديولوجية القومية وتطورها خلال القرنين الماضيين، ويشدّد على أن فهم سيرورة تطوّر الفكر القومي يحتاج، في المقام الأول، إلى تحليل أشكال تدخل المثقفين في هذه الظاهرة والتعرّف على الوضعية السوسيو سياسية لهؤلاء الأخيرين، يرى، بالاستناد إلى بنديكت أندرسون، بأن ثورة المطبعة في أوروبا الغربية في نهاية القرن الخامس عشر كانت إحدى المراحل المهمة على طريق ولادة عصر الأمم، ثم تبعتها مرحلة بروز اللغات القومية، التي فتحت آفاقاً قومية جديدة، ثم كانت مرحلة ظهور الصحافة، وقيام الدولة بنزع مهمة التعليم من أيدي الكنيسة. ثم يحلل سيرورة نشوء الحركات القومية فوق أراضي الامبراطورية الهنغارية النمساوية، وروسيا القيصرية، والامبراطورية العثمانية، والمستعمرات البريطانية والفرنسية والبلجيكية والهولندية، التي راحت تظهر في وسط أقليات دينامية، وأنتلجنتسيا تميّزت بحساسيتها المتعاظمة إزاء التمييز الثقافي، والإخضاع اللغوي والاستبعاد الديني، علماً بأن هذه الأنتلجنسيا لم تبرز – كما يتابع - إلا بعد ان كانت قد تبلورت في مراكز الامبراطوريات والدول الاستعمارية الإيديولوجية القومية. وقد انطلقت هذه الجماعات الدينامية في سيرورة طويلة لبناء الأسس الضرورية لتشكّل الحركات القومية، التي صارت تطالب بسيادة الشعوب التي عبّرت عنها وخلقتها فيآن معاً. ولم ينظر مثقفو هذه الحركات إلى أنفسهم بوصفهم مؤسسي أمة جديدة، وإنما باعتبارهم متحدرين من شعب قديم أيقظوه من سباته العميق. التاريخ-المؤسطر. في البدء، خلق الله الشعب الفصل الثاني من الكتاب حمل عنوان: "التاريخ-المؤسطر. في البدء، خلق الله الشعب"، (ص 95-179). وقد بدأه المؤلف بالتأكيد على أن الكُتّاب اليهود، منذ فلافيوس جوزيف في نهاية القرن الأول الميلادي وحتى العصر الحديث، لم يكتبوا تاريخاً شاملاً لماضيهم. فعلى الرغم من قدم الديانة التوحيدية اليهودية، لا نلاحظ وجود أي تأريخ يهودي في العصر الوسيط. ولم يظهر أي تاريخ لدين اليهود إلا في مطلع القرن الثامن عشر.أما تثمين العهد القديم فقد تمّ على يد أتباع المذهب البروتستانتي، وبخاصة أتباع الكنيسة الأنغليكانية. ولم تتميّز بدايات كتابة التاريخ اليهودي في العصر الحديث بخطاب قومي صريح. فمفهوم "الأمة اليهودية" لم يبرز بصورة صريحة إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث صدرت في لايبزغ، في سنوات الخمسينيات من ذلك القرن، المجلدات الأولى لمؤلف هنريش غريتز بعنوان: "تاريخ اليهود منذ العصور القديمة وحتى أيامنا هذه"، الذي ترك أثراً مهماً على تشكّل الإيديولوجية الصهيونية فيما بعد. وفيه، بذل غريتز جهداً كبيراً لاختراع الشعب اليهودي، ولعب مؤلفه دوراً كبيراً في بلورة النمط القومي لكتابة تاريخ " اليهود"، بالاستناد إلى الأسطورة المسيحية الشعبية عن الشعب القديم المنفي لارتكابه الخطيئة. وعلى خطى قوميي أوروبا القرن التاسع عشر الذين استلهموا عصراً ذهبياً لإثبات وجود أممهم الأزلي وماضيها المجيد، استلهم المعبّرون الأوائل عن فكرة الأمة اليهودية –كما يتابع ساند - أنوار مملكة داود الأسطورية التي بقيت مشعة خلال القرون في قلب أسوار الإيمان الديني. وفي عام 1862، نشر موسس هس كتابه: "روما والقدس" الذي اعتُبر بمثابة بيان قومي تميّز بالطابع العلماني لكاتبه. وفيه، قدّر هس بأن التاريخ هو في الأساس تاريخ صراع الأقوام، ثم يأتي، في الدرجة الثانية، صراع الطبقات، وأن اليهود قد اختلفوا دوماً عن غير اليهود، وأن الأمة اليهودية حافظت على استمراريتها بفضل الدين في المقام الأول. فقد انطوت الديانة اليهودية، في نظره، على تاريخ قومي، وتطبعت بطابع قومي، بحيث تحوّلت إلى شكل من أشكال التقاليد القومية، أفشل اندماج الشعب اليهودي في الأمم الأخرى. أما وريث غريتز فكان سيمون دوبنوف، الذي ولد في روسيا البيضاء وبذل جهوداً كبيرة كي يكتب مؤلفاً يؤكد استمرارية الوجود اليهودي عبر التاريخ. ولم يكن دوبنوف يعتقد بأن من الممكن، ولا حتى من المستحب، أن يهاجر اليهود إلى فلسطين لإقامة دولة لهم فيها، وإنما كان يعتقد بأن من الأفضل لهم أن يخلقوا فضاءً يتمتع بالاستقلال الذاتي في مناطق تواجدهم. وقد اعتبر دوبنوف بأن الأمم تتميّز بأنها تحمل ثقافة روحية قديمة تعيد إنتاجها من جيل إلى جيل، ورأى أن الحفاظ على الديانة اليهودية هو الشرط الحيوي لوجود " ثقافة الأمة" العلمانية، وذلك على اعتبار أن الإيمان الديني هو أداة تعريف الهوية القومية. وقدّر بأن النواة التاريخية للتوراة تتمتع بالمصداقية، على الرغم من أن هذا الكتاب المقدس يشتمل على سرديات متخيّلة. وبعد كتابات دوبنوف، برز مؤلف سالو وايتماير بارون بعنوان: "تاريخ إسرائيل"، الذي صدر في ثلاثينيات القرن العشرين. وكان بارون قد هاجر إلى نيويورك في عام 1926، وقدّر بأن من الممكن سرد تاريخ اليهود بالاستناد إلى التوراة بعد إزاحة المعجزات الواردة فيها، وأن تاريخ اليهود هو تاريخ شعب ولد في الصحراء في مرحلة تاريخية قديمة جداً، واستمر في الوجود عبر التاريخ من خلال حفاظه على طابعه الاتني. ويعتبر ساند أن بدايات التأريخ الصهيوني كانت مع يتسحاق باير الأستاذ في الجامعة العبرية بالقدس، والذي هاجر من ألمانيا في عام 1929. ففي عام 1936، نشر باير كتاباً بعنوان "المنفى"، اعتبر في مقدمته " أن التوراة قد حكت حكاية اختيار شعب الله ونضجه التدريجي، وبرّرت حقه في الإقامة في الأرض الموعودة في أرض إسرائيل، وخصصت له مكانه في تاريخ الأمم". ثم أكد بأن يقظة اليهود الراهنة ليست في جوهرها من فعل حركات قومية أوروبية، وإنما هي تعود إلى الوعي القومي اليهودي القديم جداً، والقائم قبل ظهور أي تاريخ أوروبي. وفي عام 1936، أنشأ باير، بالتعاون مع أستاذ آخر في قسم تاريخ شعب إسرائيل في الجامعة العبرية، هو بن زيون دينور، مجلة "صهيون" التي أصبحت البؤرة الأساسية للدراسات حول تاريخ يهود فلسطين الانتدابية ثم يهود إسرائيل. ولإثبات أهمية "التاريخ المؤسطر" التوراتي في البناء الإيديولوجي الصهيوني، يشير ساند إلى بن غوريون، الذي أدرك منذ وقت مبكر أن التوراة يمكن أن تتحوّل إلى كتاب علماني- قومي، يشكّل المخزن المركزي لتمثّلات الماضي الجمعية، ويسهم في أن يجعل من مئات الآلاف من المهاجرين الجدد شعباً موحداً، ويربط الأجيال الشابة بالأرض. وقد خصص رئيس وزراء إسرائيل – كما يتابع ساند - وقتاً كبيراً للمساهمة في النقاشات التاريخية، وطوّر تفسيراً خاصاّ به للتوراة، حيث أكد، على سبيل المثال، أن العبرانيين الذين كانوا يؤمنون بإله واحد قد وجدوا في كنعان قبل ظهور إبراهيم، وأن الجد الأول للأمة هاجر إلى هذه الأرض بسبب وجود العبرانيين فيها. وهو ما يعني أن التاريخ القومي كان أقدم بكثير مما تصوّره المؤرخون الصهيونيون. كما يشير ساند إلى موشي دايان الذي كتب، في عام 1978، كتاباً بعنوان: " العيش مع التوراة"، اعتبر فيه أن التوراة هي التبرير الأبرز للوجود والاستيطان اليهوديين في العصر الحديث، وأن كل معركة يخوضها اليهود ما هي إلا صدى لفعل قديم. وينهي كتابه بالتعبير عن رغبته في التماهي مع مملكة داود القومية والعيش "على أرض إسرائيل المتفردة"، التي تمتد من نهر الأردن إلى البحر ومن الصحراء إلى جبال حرمون. أما الرئيس الآخر لهيئة أركان الجيش يغال يادين، فقد كان له دور حاسم في توجيه علم الآثار في إسرائيل، وأدار مواقع التنقيب الأكثر أهمية، وسعى إلى استكمال أبحاث علماء الآثار الذين سبقوه، وسار على خطاهم في الدفاع عن أطروحة مصداقية الحكاية التوراتية. ويلاحظ ساند بأن كل هؤلاء العلماء لم يهتموا بالمراحل الطويلة "غير اليهودية" لحياة "أرض كنعان"، و " يهودا" و " فلسطين". ويرى بأن حرب العام 1967، وما نجم عنها من احتلال إسرائيلي للضفة الغربية، قد فتحت آفاقاً جديدة أمام علم الآثار الإسرائيلي، لكن علماء الآثار الإسرائيليين ظلوا يتجاهلون بعض الاكتشافات المهمة. فغزو أرض كنعان الشهير كان، على سبيل المثال، إحدى الأساطير التي دحضها تماماً علم الآثار الجديد. فكيف يمكن أن لا تكون هناك أي وثيقة مصرية تذكر غزو أرض كنعان، علماً بأن مصر كانت في ذلك التاريخ - كما هو مفترض - تسيطر على تلك الأرض؟ ولماذا لا تشير التوراة إلى هذه السيطرة المصرية؟ علماً بأن التنقيبات الأثرية في غزة وبئر السبع قد دلت، منذ وقت طويل، على ذلك الوجود المصري في مرحلة الغزو المفترض، وحتى بعد ذلك. وبعد أن يذكر ساند بأن الأساطير المركزية حول الأصل القديم للشعب المختار الذي قدم من الصحراء، وغزا بالقوة بلاداً واسعة وأقام فيها مملكة عظيمة، قد وظّفت لخدمة تطوّر الفكرة القومية اليهودية والمشروع الصهيوني، يتساءل عن أصل التوراة، حيث يقدّر بأنه من الصعب، حتى بعد تطوّر أبحاث علم اللغات والحضارات وعلم الآثار، أن نعرف بدقة متى كُتب النص التوراتي ومَن كتبه. ويطرح الافتراض بأن مملكتي إسرائيل ويهودا القديمتين تركتا أخباراً رسمية مفصّلة ونقوشات تمجد انتصاراتهما، كتبها كتاب من البلاط تمّ إخضاعهم، دون أن نعرف – وقد لا نعرف أبداً - ما هو مضمون هذه الأخبار، التي من المحتمل أن يكون بعضها قد ظل في بقايا المحفوظات الرسمية، وذلك إلى أن اكتشفها كُتّاب كتب التوراة المختلفين، الذين عاشوا في المرحلة التي أعقبت تدمير مملكة يهودا، واستخدموها كمواد أولية، استندوا إليها وصاغوا، بحرية إبداعية كبيرة، على أساسها السرديات الأكثر أهمية لنشوء الديانة التوحيدية في الشرق الأدنى. كما أضافوا إليها الأساطير والملاحم التي كانت تتداولها النخب المثقفة في المنطقة. وعليه يفترض ساند بأن الديانة التوحيدية الأولى كانت نتاج ثقافة، تشكّلت إثر احتكاك نخب مملكة يهودا المثقفة، المنفية أو العائدة من النفي، بالديانات الفارسية المجردة. ويرى بأنه ليس صدفة أن تكون كلمة دين العبرية متفرعة من الفارسية، علماً بأن هذه الديانة التوحيدية الأولى لم تبلغ مرحلة النضج إلا بعد تبلورها اللاحق في مواجهة النخب الهيلينية. اختراع المنفى. التبشير والتحوّل [إلى اليهودية] يبدأ الفصل الثالث من كتاب ساند الممتع، الذي حمل عنوان: "اختراع المنفى. التبشير والتحوّل [إلى اليهودية]"( ص 181- 266)، بالإشارة إلى أن تحليلاً معمّقاً للحدث التاريخي الذي أفضى إلى "النفي الثاني" في عام 70 بعد الميلاد، والبحث عن مصادر مفهوم "المنفى" وإدراكه في اليهودية المتأخرة، يدلان على أن الوعي القومي التاريخي قد نجم عن إعادة تركيب بقايا أحداث متفرقة من التقاليد القديمة. وبهذا الشكل فقط، صار في الإمكان إقامة "المنفى" كأسطورة تأسيسية قادرة على إسناد ترسانة الهوية "الاتنية" لليهود الحديثين. فالواقع، أنه لا يوجد أي أثر يدل على أن الرومانيين قد قاموا بعمليات طرد للسكان من يهودا بعد استيلائهم على القدس. وحتى بعد قمع الانتفاضة اليهودية التي اندلعت في عام 132 بعد الميلاد، وعرفت باسم انتفاضة بار كوخبا، ليس هناك ما يدل على أن القسم الأعظم من سكان يهودا قد تعرض لعمليات طرد. فمن أين برزت إذن أسطورة نفي "الشعب اليهودي" بعد تدمير الهيكل؟ لقد أثبت الأستاذ حاييم ميليكوسكي من جامعة بار-إيلان الدينية –كما يذكر ساند - أن مصطلح "منفى" كان يعني في القرنين الثاني والثالث الميلاديين الخضوع السياسي وليس الطرد من البلد. أما المؤرخ في الجامعة العبرية بالقدس جاكوب يوفال، فقد بيّن أن الأسطورة اليهودية المتجددة عن النفي تمت صياغتها في مرحلة متأخرة نسبياً، وذلك إثر ظهور الأسطورة المسيحية عن طرد اليهود عقاباً لهم على قيامهم بصلب المسيح ورفضهم الإنجيل. ومنذ القرن الرابع الميلادي، استعيدت أسطورة النفي وأُدرجت ضمن التقاليد اليهودية. فالمؤرخ دينور على سبيل المثال، الذي عبّر عن قلقه العميق من انتشار فكرة أن اليهود قد تركوا بلدهم بإرادتهم، تبنّى هذه الأسطورة المسيحية. أما المسألة الثانية المركزية المرتبطة بأسطورة "تدمير الهيكل-النفي"، التي يتوقف عندها ساند، فهي حقيقة وجود تجمعات يهودية تضم عدداً كبيراً من السكان قبل العام 70 بعد الميلاد خارج بلاد يهودا. فإذا كان المركز اليهودي في بابل قد تشكّل، في بداياته، في أعقاب عملية طرد قديمة لنخب يهودا، فماذا كان إذن أصل التجمعات اليهودية الأخرى التي برزت وتعززت في آسيا الصغرى وفي مصر وفي أفريقيا الشمالية، ومن ثم حول البحر الأبيض المتوسط، وذلك قبل تدمير الهيكل بوقت طويل؟ إن جواب سند عن هذا السؤال هو أن الديانة التوحيدية اليهودية قد تطبعت في مراحلها الأولى بطابع تبشيري، ونجحت في الانتشار في البلدان المجاورة وفي جذب قطاعات كبيرة من أبناء الشعوب المجاورة. وفي زمن إنجاز التوراة، في المرحلة الفارسية أو الهيلينية، لم تكن الهوية الدينية اليهودية للمولود الجديد تحدد بعد عن طريق الأم. وإذا كان من الممكن أن نضع في موضع الشك طبيعة الديانة التوحيدية لمملكة يهودا في المرحلة اللاحقة لتدميرها في القرن السادس قبل الميلاد، فإن مملكة الحشمونيين مثّلت السلالة اليهودية الأولى التي يمكن وصفها بهذه الصفة التوحيدية، على الرغم من أن السلطة التي أقامتها قد تطبّعت بطابع هيليني. وقد عبّر التأريخ اليهودي دوماً - كما يتابع ساند - عن عدم ارتياحه من سياسة فرض الديانة اليهودية والدمج بالإكراه التي اتّبعها الحشمونيون. ومع ذلك، فمن المعروف أن الديانة اليهودية قد انتقلت على جناح الهيلينيين، الذين حموها، إلى المناطق الواقعة حول حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث اعتنقها قسم هام من السكان. وبعد أن ازدهرت هذه الديانة في المراكز الهيلينية، مثل الإسكندرية ودمشق، تواصل وتعزز التبشير بها في الإمبراطورية الرومانية، حيث اعتنقت اليهودية، في مرحلة من المراحل، نسبة 7 أو 8 في المئة من سكان الإمبراطورية، كان معظمهم من أهل المدن. ومن روما، تغلغلت اليهودية في مناطق أوروبا التي غزاها الرومان، مثل المناطق السلافية والألمانية، وجنوب بلاد الغال وإسبانيا. ولم يخلق هذا التبشير مشكلة في البداية، ولكن مع الوقت صار ينظر إليه بوصفه تهديداً للنظام السياسي القائم. ويبدو أن ولادة المسيحية وانتشارها، التي اعتُبرت بمثابة هرطقة خطيرة، هو ما أثار التحسب من ظاهرة التحوّل إلى اليهودية في الخطاب اليهودي، بحيث أدى انتصار المسيحية في القرن الرابع إلى الحد نهائياً من التبشير باليهودية في المراكز الثقافية الرئيسية، وولّد اتجاهاً راسخاً لإلغاء أي إشارة له في الحوليات اليهودية. ولكن إذا لم يُطرد سكان يهودا من بلادهم – التي صار الحكام الرومان، وخلفاؤهم ، يسمونها "فلسطين" منذ القرن الثاني الميلادي، بينما بدأ حكماء التقاليد اليهودية يطلقون عليها، كردة فعل، اسم "أرض إسرائيل"-، وإذا لم تحدث قط هجرة جماعية لهذا الشعب من الفلاحين، فماذا حل إذن بغالبية سكانها عبر التاريخ؟ يقدّر ساند بأن اليهود راحوا يختفون من يهودا لأن عدداً كبيراً منهم اعتنق المسيحية، وصارت القدس تتحوّل، شيئاً فشيئاً، إلى مدينة تسكنها غالبية من المسيحيين. لكن التوسع المسيحي لم يقضِ تماماً على الوجود اليهودي في البلاد. ويبدو بأن اليهود الذين بقوا في " فلسطين"، والذين كانوا يتعرضون للملاحقات القاسية في ظل الإمبراطورية البزنطية، قد استقبلوا بارتياح الفاتحين العرب. وبفضل الإسلام، عاد عدد منهم إلى مدينة القدس، كما قد يكون عدد آخر منهم قد اعتنق الديانة التوحيدية الجديدة. أمكنة الصمت. في البحث عن الزمن (اليهودي) الضائع يخصص ساند قسماً من هذا الفصل الرابع، الذي حمل عنوان: "أمكنة الصمت. في البحث عن الزمن (اليهودي) الضائع" (ص 267-346)، للحديث عن مملكة حِمير التي اعتنقت اليهودية. فيذكر بأن حِمير كان اسم قبيلة كبيرة استطاعت، منذ القرن الثاني قبل الميلاد، أن تنتصر على جيرانها وأن تشكّل مملكة قبلية كانت عاصمتها ظُفار. وهناك بقايا أثرية عديدة تدل على أن مملكة حِمير قد تركت، في نهاية القرن الرابع بعد الميلاد تقريباً، دياناتها الوثنية واعتنقت ديانة توحيدية، دون أن تتبنّى المسيحية. ويبدو من بعض الكتابات القديمة، أن تلك الديانة التوحيدية كانت اليهودية، التي انتشرت أيضاً في إثيوبيا القريبة التي اعتنق ملوكها المسيحية. كما أن هناك ما يدل على أن حِمير قد بقيت في أيدي السلطة التوحيدية اليهودية القوية من الربع الأخير للقرن الرابع الميلادي إلى الربع الأول للقرن السادس الميلادي. أما آخر ملوكها اليهود، فقد عُرف باسم دو-نواس، الذي هُزم، في عام 525، على يد الجيوش المسيحية الأثيوبية بعد معركة طويلة وقاسية. إن وجود مملكة متهوّدة في جنوب شبه الجزيرة العربية كان أمراً معروفاً في القرن التاسع عشر – كما يتابع ساند - إلا أن التأريخ الصهيوني اللاحق لم يخصص لمملكة حِمير سوى مكانة ضئيلة. ويستنتج ساند بأن يهود اليمن هم، غالباً، من المتحدرين من دو-نواس ومن أولئك الأرستقراطيين القساة في حِمير، وليسوا متحدرين من أبناء إبراهيم، واسحاق ويعقوب، الذين يُنظر إليهم بوصفهم " آباء" كل يهود العالم. ثم ينتقل ساند للحديث عن انتشار اليهودية في أفريقيا الشمالية، حيث يشير إلى أن ذكرى الحِميريين لم تكن هي الوحيدة التي اختفت من الذاكرة القومية لدولة إسرائيل، بل تمّ التغاضي كذلك عن أصل يهود أفريقيا الشمالية، الذين اعتبروا بأنهم قد تحدروا من منفيي الهيكل الأول، أو أنهم أحفاد يهود اسبانيا الأوروبية الذين تم " نفيهم " من يهودا، بعد تدمير هيكلها، نحو المناطق الغربية للبحر الأبيض المتوسط. وخلافاً لهذه الأطروحة، يقدّر ساند بأن انتشار اليهودية في أفريقيا الشمالية يعود إلى دور سكان من أصل فينيقي أقاموا في هذه المناطق، وهو ما ذكره بعض المؤرخين، مثل مرسيل سيمون، الذي طرح، في الماضي، فرضية أن يكون قسم كبير من فينيقيي أفريقيا قد اعتنقوا اليهودية. أما ابن خلدون فقد توقع بأن يكون قسم من البربر، من سكان أفريقيا الشمالية القدماء، من أصول فينيقية أو من أصول كنعانية، قدموا من المناطق القريبة من سورية واعتنقوا الديانة اليهودية، كما يذكر حكاية عن الأصل الحِميري لجزء من البربر، ويشير في مواقع عديدة إلى المعارضة التي واجهها الفتح الإسلامي على يد ملكة جبال الأوراس ديهيا-الكاهنة، التي كانت تعتنق اليهودية. أما يهود اسبانيا فيبدو أنهم – كما يتابع ساند - من أصول متنوّعة، لكن معظمهم وصل إلى أوروبا عن طريق أفريقيا الشمالية بعد الفتح العربي في مطلع القرن الثامن الميلادي. وبحسب بعض المؤرخين، ضمت جيوش طارق بن زياد التي فتحت إسبانيا في صفوفها عدداً كبيراً من البربر اليهود. ولم تضع ظاهرة التحوّل نحو اعتناق الإسلام حداً لتدفق اليهود من شواطئ أفريقيا الشمالية إلى اسبانيا. ثم يتطرق ساند إلى مملكة الخزر التي أقيمت في الشرق؛ والتي كان ملكها يعتنق، في منتصف القرن العاشر الميلادي، الديانة اليهودية. ويبدأ تاريخ الخزر في القرن الرابع الميلادي في وسط بعض قبائل رحل كانت ترافق الهان في غزوهم للمناطق الغربية، ثم تواصل مع تأسيس إمبراطورية واسعة على السهول القريبة من الفولغا وشمال القوقاز، استمرت في الوجود حتى القرن الثالث عشر، عندما سقطت على أيدي الغزاة المغول. ويقدّر ساند بأن أصل الخزر يعود إلى تحالف عشائر من أصول تركية أو هانو-بلغارية، اختلطت في الهضاب والسهول الممتدة من البحر الأسود إلى بحر قزوين. وإذا كانت بعض المراجع تشير إلى أن الخليفة مروان الثاني قد غزا في القرن الثامن الميلادي بلاد الخزر وفرض على خانها الأعظم تبنّي الإسلام، فإن المسعودي يشير إلى أن ملك الخزر قد اعتنق اليهودية في خلافة هارون الرشيد. ومنذ القرن الثامن، راحت الجيوش الخزرية تقوم بغزوات عديدة وصلت إلى حدود أرمينيا، وحتى إلى مدينة الموصل، حيث كانت تعيش في تلك المناطق تجمعات يهودية، قد يكون احتكاك الخزر بها هو الذي دفعهم إلى اعتناق اليهودية. ومن جهة أخرى، راح ينضم إلى جيوشهم، في تلك المناطق المفتوحة، عدد من معتنقي اليهودية ويرجعون معهم إلى مملكتهم. المهم أنه في زمن غير محدد بدقة، يقع ما بين أواسط القرن الثامن وأواسط القرن التاسع، اعتنق الخزر اليهودية، وباتت اللغة العبرية لغتهم المقدسة ولغة مراسلاتهم الخطية. أما ما دفعهم إلى اعتناق هذه الديانة فقد يكون – كما يقدّر ساند - رغبتهم في الحفاظ على استقلالهم، وحاجتهم إلى أداة للدفاع الذاتي الإيديولوجي، في مواجهة إمبراطوريتين قويتين وراغبتين في التوسع، هما: الإمبراطورية البيزنطية والخلافة العباسية، علماً بأن ما ميّز هذه المملكة الشرقية اليهودية هو حفاظها على تعدديتها الثقافية، الموروثة عن الشامانية القديمة التي كانت تقوم على تعدد الآلهة. أما عدد الخزر الذين تحوّلوا إلى اليهودية، في هذه المملكة، فهو غير معروف بدقة. ومنذ النصف الثاني من القرن العاشر، راح الخزر يفقدون دور القوة العظمى في المنطقة. ومع أنه من المعروف بأن عام 1016 قد شهد قيام جيش بيزنطي وروسي بغزو المملكة اليهودية وتوجيه ضربة قاصمة لها، إلا أن مصير الخزر في نهاية القرن الحادي عشر ظل غامضاً إلى حد كبير. ومهما يكن، فإن انحطاط سلطتهم السياسية لم يتبعه انهيار اليهودية في المدن الكبرى وفي الأراضي السلافية. وفي القرن الثالث عشر، هبّت العاصفة المغولية واجتاحت المنطقة وكنست في طريقها كل شيء، وتسببت في حركة هجرة واسعة للسكان، كان في عدادها قسم من الخزر اليهود الذين لجأوا إلى شرق أوكرانيا ووصلوا حتى حدود بولونيا وليتوانيا. وبعد النصف الثاني من القرن الثالث عشر، لم يعد أحد يتحدث عن الخزر. وبينما اعتبر بعض المؤرخين اليهود أن اليهودية في أوروبا الشرقية قد نبعت، في الغالب، من الفضاءات التي خضعت لسيطرة مملكة الخزر، تعامل التأريخ الإسرائيلي بجفاء مع الخزر. وفي عام 1976، أطلق آرتور كوستلر قنبلة أدبية مدوية عندما نشر كتابه: "القبيلة الثالثة عشرة" ، وبقي القراء الإسرائيليون لسنوات طويلة لا يعرفون شيئاً عن هذا الكتاب إلا عبر الانتقادات الشديدة التي وجهت إليه. وكان كوستلر في شبابه من رواد الحركة الصهيونية، وقريباً، في وقت ما، من الزعيم اليميني فلاديمير جابوتنسكي، لكن ما دفعه إلى تأليف كتابه، عشية موته، هو رغبته في الانتصار، في معركة إيديولوجية أخيرة، على هتلر ونظريته العنصرية. فقد اعتبر " أن الغالبية الساحقة من اليهود الناجين [من المحرقة] قدموا من أوروبا الشرقية، وبالتالي هم في الأساس من أصول خزرية. وهذا يعني أن أجداد هؤلاء اليهود لم يأتوا من شواطئ نهر الأردن، وإنما من سهول الفولغا؛ لم يأتوا من أرض كنعان وإنما من القوقاز، حيث كان مهد القوم الآري". التميّز. سياسة الهوية في إسرائيل هذا هو عنوان الفصل الخامس، والأخير، من الكتاب (ص 347-432). ويبدأه ساند بالإشارة إلى أن المثقفين الصهيونيين كانوا في حاجة، كي يعرّفوا أنفسهم، إلى الانتماء إلى هوية اتنو-دينية أو بيولوجية. فمن أجل تجميع وربط تجمعات يهودية مشكّلة، في الأساس، من سكان أصبحوا غير مؤمنين ويتكلمون لغات مختلفة، كان من المستحيل الاستناد إلى أنماط سلوك مستمدة من حاضر حي وشعبي، تُستخرج منها ثقافة حديثة متجانسة. ولذلك، كان لا بدّ من محو المسافات الاتنوغرافية القائمة بين يهود المناطق المختلفة، ونسيان التواريخ الخاصة بها والتوّجه بحزم نحو الماضي، نحو عالم قديم أسطوري وديني. فالصهيونية طرحت على نفسها مهمة شبه مستحيلة، وهي أن تخلق اتنية واحدة وموحدة من وحدات "اتنية" عديدة، من جماعات ثقافية ولغوية من أصول مختلفة. وهذا ما يفسّر تبنيها للتوراة بوصفه كتاباً حقيقياً عن "الذاكرة". وبغرض تأكيد الأصل الموحد ل " الشعب"، تمّ تبنّي الفكرة "اليهودية-المسيحية" القديمة التي صوّرت اليهودية على شكل شتات أزلي. ويتابع ساند بأن ناتان بيرنباوم، الذي ابتكر مصطلح "الصهيونية" عام 1891، اعتبر بأن علم الأحياء، وليس اللغة أو الثقافة، هو الذي يفسّر نشوء الأمم، بما في ذلك "الأمة اليهودية". فالقبائل والأمم تنشأ، كما كتب، "لأن الطبيعة طوّرت عناصر[أجناساً] إنسانية متنوّعة، وهي مستمرة في ذلك". أما ماكس نوردو، الذي كان بمثابة ذراع تيودور هرتزل الأيمن، فقد أكد أن اليهود يمثّلون شعباً يعود إلى أصول بيولوجية متجانسة، ولم يتردد في الحديث عن "صلات الدم القائمة بين أعضاء العائلة اليهودية". وبينما اعتقد فلاديمير جابوتنسكي، الأب الروحي لليمين الصهيوني، بأن اليهودية تحمل دماً خاصاً يميّزها عن الجماعات البشرية الأخرى، أشار آرتور روبين، الذي يعتبر بمثابة مؤسس علم الاجتماع في الجامعة العبرية بالقدس، في كتابه: "علم اجتماع اليهود"، الصادر عام 1930، إلى أن "معظم اليهود ظلوا يشبهون، في تكوينهم العرقي، أجدادهم القدماء في أرض إسرائيل"، وذلك على الرغم من تسرب دماء غريبة إلى دماء "الشعب اليهودي". ويرى ساند أن مصطلحات مثل "عنصر"، و "دم" راحت تختفي بعد الحرب العالمية الثانية، حيث صار العلماء يرون أن فكرة العنصر ترجع إلى أسطورة اجتماعية وليس إلى واقع علمي. بيد أن الرفض العام لهذه المصطلحات، لم يمنع العلماء الإسرائيليين من الاستمرار في الاعتقاد يالأصل الواحد للشعب اليهودي. فمع أن مصطلح "العنصر اليهودي" قد اختفى من البلاغة الجامعية الشائعة، إلا أن حقلاً علمياً جديداً برز تحت اسم: "البحث عن أصل الجماعات اليهودية". وفي اللغة الصحفية الشعبية، أُطلق على هذا الحقل اسم: "البحث عن الجينات اليهودية"، الذي كان هدفه إيجاد تجانس بيولوجي بين يهود العالم. فالهوية الجمعية الإسرائيلية كانت في حاجة إلى تمثّلات واعدة عن أصل بيولوجي مشترك، وكانت الصهيونية في حاجة، كي تحقق مشروعها، إلى العامل الديني، الذي صارت تبحث عنه. وعليه، فإن غياب الفصل بين الدولة والمؤسسة الدينية في إسرائيل لم ينجم – في نظر ساند - عن القوة الفعلية للدين، وإنما نجم عن ضعف الفكرة القومية التي استعارت من الديانة التقليدية ومن مدونتها معظم تمثّلاتها ورموزها، وبقيت أسيرة لهذه التمثّلات والرموز. وهكذا، أصبحت إسرائيل، ولا سيما بعد إقرار "قانون العودة" لعام 1950، دولة لكل اليهود في العالم أينما وجدوا. ثم يتطرق المؤلف إلى التناقض بين الطابع اليهودي وبين الطابع الديمقراطي لدولة إسرائيل، وهو التناقض الذي دفع عالم الاجتماع الإسرائيلي سامي سموحة إلى أن يُطلق، منذ عام 1990، على الديمقراطية الإسرائيلية اسم "الديمقراطية الاتنية"، ويصنّفها ضمن "الديمقراطيات غير المكتملة". فمفهوم الأمة اليهودية المسيطرة في المجتمع الإسرائيلي يجعل الديمقراطية غير مكتملة لأنه يعزل الأغلبية عن الأقلية، ويحول دون المشاركة النشيطة لهذه الأقلية في السيادة وفي تشغيل آليات الديمقراطية. ويخلص ساند إلى أن أسطورة "الاتنية" اليهودية التي ترى نفسها كمجموع تاريخي منغلق على نفسه، استطاع دوماً أن يحول دون تسرب غرباء إليه، وعليه أن يواصل على هذا الطريق نفسه، هي أسطورة تجري في عروق دولة إسرائيل وتهددها بالتفكك من الداخل. فالحفاظ على هوية "اتنية" مغلقة، واستبعاد ربع سكان البلاد، من العرب وغيرهم من المواطنين الذين لا تنظر الشريعة الدينية إليهم بوصفهم يهوداً، يخلقان توترات شديدة يمكن أن تتحوّل في المستقبل إلى انشقاقات عنيفة، سيكون من الصعب إيجاد حلول لها. وللحؤول دون ذلك، لا بدّ – كما يضيف - من إحداث تغيير جوهري على سياسة الهوية اليهودية وعلى كل نسيج العلاقات مع القطاع الفلسطيني في إسرائيل. وربما كان الحل الأمثل، الذي قد يسمح بحل صراع يعود إلى قرن من السنين، هو في إقامة دولة ديمقراطية ثنائية القومية تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن. الكاتب: د. مــاهــــر الشـــريــف http://www.palpeople.org/atemplate.php?id=1041 RE: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - فلسطيني كنعاني - 09-02-2009 يبدو انه كاتب موضوعي رائع .... سأعمل على الحصول على كتبه أو أبحاثه. كنت اتوقع أن الادعاءات الصهيونية حول وحدة الاصل العرقي لكل يهود العالم ( كأحفاد ليعقوب حسب التوراة ) مليئة بالأكاذيب ... لكن كما يبدو من هذا الموضوع فإن اليهودية قد اخذت في كثير من المراحل طابعا تبشيريا و أن القبائل اليهودية الضائعة ليست قبائل يهودية منفية على الاغلب و قصة ال Jewish Diaspora هي عن شعوب اعتنقت الديانة اليهودية و هذا واضح في إشارته لليهود الاشكناز و أصولهم الخزرية .. و كذلك يهود اليمن و الحبشة !! أتمنى الحصول على معلومات أكثر حول هذا الموضوع لأنها ستنفع في الحوارات مع اليهود. اليهودية ديانة تبشيرية في الاساس و أصبح اتباعها يريدون ارتداء اللباس القومي لأهداف تاريخية ( الهزيمة الساحقة أمام المسيحية ) و لاحقا سياسية ( صعود القوميات الاوروبية ) .... برايي هذا الموضوع مهم لتفنيد الكثير من المزاعم اليهودية في ارض فلسطين .... و يوفر أدلة تاريخية جديدة لغير المطلعين على أن إسرائيل بل و القومية اليهودية عبارة عن اختراع ، هوية و دولة و شعب مصطنع و تاريخ مزور. شكرا Vodka RE: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - vodka - 09-02-2009 (09-02-2009, 11:24 AM)فلسطيني كنعاني كتب: يبدو انه كاتب موضوعي رائع .... سأعمل على الحصول على كتبه أو أبحاثه. العفو اخ فلسطيني كنعاني لو بحثت عن اسمه تحت شلومو ساند او صاند فستجد له المزيد فهو يشير الى ان يهود الاندلس والمغرب من اصول امازيغية اعتنقت الديانة اليهودية وساهمت مع طارق بن زياد في اجتياح الاندلس RE: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - الحكيم الرائى - 09-02-2009 عندما كان المسيح يخاطب قادة اليهود لائما كان يقول لهم انهم يجوبون البر والبحر ليكسبوا دخيلا واحد وكان العديد من اتباع المسيح الاوائل من اليهود الدخلاء مما يؤكد ان اليهودية كانت ديانة تبشيرية نشطة الى زمان اجتياح يوراشليم والاحتلال الرومانى ومن بعد سلبت المسيحية الدور التبشيرى ,اليهود الاشكناز عاملين زى الهنود المسلمين كل واحد فيهم يظن ان له الحق فى ارض فلسطين لمجرد انه يتبع دينا ما.. RE: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - عاشق الكلمه - 09-03-2009 (09-02-2009, 03:37 PM)الحكيم الرائى كتب: اليهود الاشكناز عاملين زى الهنود المسلمين كل واحد فيهم يظن ان له الحق فى ارض فلسطين لمجرد انه يتبع دينا ما.. كمسلم مصرى ولست فلسطينى فانه ليس لى الحق فى ارض فلسطين , انا ماليش فى فلسطين سوى المسجد الاقصى وما حوله , ولو ان اسرائيل ابقت على المسجد الاقصى وجعلته مزارا سياحيا ومتاحا 24 ساعه فى اليوم لكل زائر وبمنتهى الحريه لما اصبحت لنا مشكله معها فى ذلك , تبقى المشكله الاساسيه والرئيسيه واللتى هى جوهر الصراع العربى الاسرائيلى وهى احتلال الاراضى العربيه بالقوه المسلحه , وتلك قضيه سياسيه وليست قضيه دينيه , واهتمام العرب بها هو من قبيل الوقوف ومسانده اشقاء عرب ومسلمين ومسيحيين لنا يتم سحقهم وسحلهم تحت عجلات المجنزرات الاسرائيليه وطائراتها لمجرد مطالبتهم بحقوقهم . اكيد ان تعلم ان اهتمام الهنود والباكستان وغيرهم من المسلمين غير العرب هو مجرد اهتمام عاطفى (تعاطف دينى فقط ) بعكس المسلمين العرب والذين يعتبرون ارض فلسطين ارض عربيه . RE: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - فيصل وزوز - 09-03-2009 يوجد كتاب رائع عالج اختلاق إسرائيل لأساطير وجودها للمؤلف كيت ويتلام ، يفند فيه أكاذيب الروايات التاريخية الاسرائيلية ومناهج التأريخ التي اعتمدتهاإسرائيل لتسويغ شرعية احتلالها لفلسطين ، كتب مقدمة الكتاب إدوارد سعيد . لذلك اسمح لي يا أخ فودكا أن أنتهز فرصة هذا الموضوع للإحالة إلى رابطة من خلال موضوعك ، غني عن القول أن الشكر والامتنان لا يكفيان للتعبير عن روعة هذا الموضوع البالغ الاهمية . عنوان الكتاب هو: اختلاق اسرائيل القديمة .. اسكات التاريخ الفلسطينى ، من هذا الرابط : http://www.4shared.com/file/67187277/e668c2ab/______.html?s=1 RE: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - vodka - 09-03-2009 (09-03-2009, 01:27 AM)عاشق الكلمه كتب: , انا ماليش فى فلسطين سوى المسجد الاقصى وما حوله , ولو ان اسرائيل ابقت على المسجد الاقصى وجعلته مزارا سياحيا ومتاحا 24 ساعه فى اليوم لكل زائر وبمنتهى الحريه لما اصبحت لنا مشكله معها فى ذلك , هناك طرح اسرائيلي بتفكيك المسجد الاقصى وما حوله حجر حجر واعادة تركيبه في اي مكان يرغب به المسلمون خارج فلسطين فهل بهذا الطرح تنتهي مشكلتك كمسلم (09-03-2009, 05:58 AM)فيصل وزوز كتب: يوجد كتاب رائع عالج اختلاق إسرائيل لأساطير وجودها للمؤلف كيت ويتلام ، يفند فيه أكاذيب الروايات التاريخية الاسرائيلية ومناهج التأريخ التي اعتمدتهاإسرائيل لتسويغ شرعية احتلالها لفلسطين ، كتب مقدمة الكتاب إدوارد سعيد . لذلك اسمح لي يا أخ فودكا أن أنتهز فرصة هذا الموضوع للإحالة إلى رابطة من خلال موضوعك ، غني عن القول أن الشكر والامتنان لا يكفيان للتعبير عن روعة هذا الموضوع البالغ الاهمية . اشكرك اخ فيصل على الكتاب الجيد الذي ارفقته وعلى مرورك الكريم RE: كيف اختُرع الشعب اليهودي. من التوراة إلى الصهيونية - الحكيم الرائى - 09-03-2009 أرض فلسطين للشعب الفلسطينى بمسلميه ومسيحيه ويهوده واى ملة ودين .. والباقى يجى زيارة ,سياحة وبعدين ينخلع. |