+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: بائعة الفجل والعلمانية (/showthread.php?tid=34870)
الصفحات:
1
2
بائعة الفجل والعلمانية - بهاء - 10-07-2009
الفجل والعلمانية
بقلم : صلاح الدين محسن
كانت بائعة الفجل تجلس بالسوق الشعبي بأحد أحياء القاهرة ، والممتد علي أرصفة وحواف بعض الشوارع الجانبية الضيقة وأمامها كومة من حزم الفجل وبجوارها زميلتها وصديقتها بائعة الليمون عندما أقبل عليها أحد زبائنها الذي تأنس اليهم وتري فيه انسانا طيبا ، واضحة علبه سمات المتعلمين المثقفين وأدبهم ، بعد أن أخذ طلبه من الفجل جاملته وهو يمد لها النقود قيمة ما اشتراه ، قائلة بكرم وشهامة : " خلي يا أستاذ .. خلي والله .. خلي علينا المرة دي .. ، ابتسم وحياها شاكرا .. وقبل أن تمد يدها لتأخذ النقود استأذنته باستحياء في أن توجه اليه استفسارا ، مالم يكن في ذلك تعطيل له عن شيء .. رحب الرجل بلا تردد مما شجعها علي السؤال :
.. يعني ايه / تحاول تذكر كلمة / : عل .. عل.. آه .. علمانية .. ورجل علماني ..؟ يعني ايه يا أستاذ ؟ لا مؤاخذة أصل أنا ما كملتش التعليم . أمي الله يسامحها قالت لي يا سعدية يا بنتي لازم تسيبي المدرسة كفاية عليك الابتدائية .. نشوف أكل عيشنا يا بنتي .. انت عارفة اننا ناس غلابة وأبوك الله يرحمه لو عايش كان يبقي وضع تاني ..
= بسيطة يا ست سعدية ، كل انسان وله ظروفه .... صمت برهة ليفكر ثم ضحك بهدؤ ضحكة محسوبة غير جارحة لها وقال : طيب بماذا يهمك هذا الموضوع ؟
= أقول لك يا خويا .. أصل الجماعة / ثم تلتفت حولها قبل أن تكمل حديثها بشبه همس : بتوع الدقون ..
= يقاطعها : قصدك الاخوان المسلمين ؟
= أيوه اسم الله عليك ... / وهي تتلفت حولها ثانية / أصل بصراحة أنا ما بحبهمش ناس حبكية زيادة عن اللازم وأنا ما بحبش الناس الحبكية قالولي لازم تروحي تطلعي بطاقة انتخابية عشان تروحي تدي صوتك في الانتخابات للناس اللي تنفع وتصلح عشان البلد تتصلح وتنصلح حال البلد وحالنا كلنا .. أنا يا أخويا صدقت وخفيت عقلي ورحت قسم الشرطة عشان أطلع البطاقة وأناعمري ما بحبش أهوب ناحية القسم ولا أحب اللي فيه ..
=يضيف مبتسما " وهمه مين بيحبهم ؟؟
= المهم يا خويا عشان ما أطول عليك .. / بأسف وأسي / وقفتك يا خويا معلش .. طلعت البطاقة .. جم الجماعة بتوع الدقون وقالولي ادي صوتك للرجل ده ؟؟ تشير الي احدي اللافتات الانتخابية الكثيرة المعلقة بالشارع كدعاية انتخابية للمرشحين لعضوية البرلمان // وشاورورلي ع الرجل ده / تشير الي لافتة انتخابية لمرشح آخر / لا تنتخبيه لأنه .. / تضع يدها علي رأسيها محاولة التذكر/ ايه ؟ ايه يا سعدية ؟ دايما أنساها موش عارفة ليه ؟
= يكمل لها : علماني ..؟
= أيوه .. علماني .. تبع العلمانية ، وقالوا لي وبتوع العلمانية ناس موش كويسين، لكن الاخوان المسلمين ناس بتوع ربنا ، قالوا لي كده يعني ، بس أنا ما بحبهمش بيني وبينك كده ..هيه ايه بقه العلمانية دي ؟ بتعمل ايه ؟ والناس بتوع العلمانية وحشتهم في ايه ؟
= / بعد أن يهز رأسه ويفكر قليللا / ده يا ست سعدية موضوع كبير بس أنا حقول لك ع اللي يفيدك من الموضوع ، اللي يهمك ..
= / بلهفة / عليك نور .. تسلم .. أنا عاوزة اللي يهمني موش أكتر .. موش كل واحد يا خويا تهمه مصلحته ؟ موش عاوزه حاجة تاني ..
= شوفي بقه يا ست سعدية .. لو بتوع العلمانية هم اللي مسكوا الحكم في البلد حيعملوا قانون للستات زي اللي في تونس ..
= / بقلق / وده بيقول ايه يا خويا الآنون بتاع تونس ؟؟
القانون يا ست سعدية اللي في تونس من خمسين سنة بيقول ان الرجل موش من حقه يتجوز واحدة تانية علي زوجته ، هي زوجة واحدة بس ..
= // تشهق فرحا وتبرق عيناها بالابتهاج.. // ودينك يا شيييخ ؟؟؟.. ينصر دينهم .. ده الراجلحوزي ذالل أعياني وكل شوية يقول لي حتجوز حتجوز .. وأنا زي مانت شايف ببيع وقاعدة في الشارع بساعده عشان عندنا عيال وموش عاجبه اللي طالع عليه عفريت بعيد عنك اسمه حتجوز حتجوز .. .. قلت لراجل شيخ عندنا في الشارع يكلمه ويعقله عشان عندنا عيال ما يتبهدلوش .. يقوم الراجل يقول لي اييييه : / تقولها بالفصحي كما ينطقها المشايخ وبسخرية تنتزع الضحك/ " يا ابنتي انه حقه الشرعي " رحت سايباه وماشيه علي طول وقلت في بالي : الهي ينكسر حوقك انت وهو في ساعة واحدة " هههههه / تضحك فيضحك معها وتضحك زميلتها التي تتابع الحوار ..
= / يكمل / وكمان يا ست سعدية ، لو رحتي المحكمة عشان تشهدي علي حاجة شهادتك في المحكمة القاضي يحسبها شهادة كاملة .. لكن لو الاخوان المسلمين اللي مسكوا السلطة تبقي شهادة الست في المحكمة تتحسب بنص شهادة بس يعني لو مفيش ست تانية معاك تبقي شهادتك باطلة ما تنفعش ..
= / باندهاش واستنكار / باطلة ؟؟ الهي تبطل عينيهم .. ليه ؟ هو أنا ست زمتي وحشة ؟ عشان شهادتي تبقي بنص شهادة ؟ كل الناس عارفني حقانية بقول الحق ولو علي رقبتي ورقبة أبويا .. تبقي شهادتي بنص شهادة ليه ؟ جوزي اللي عاوز يتجوز علي ده ، أجدع واحد يحود عن الحق ، تقوم المحكمة تحسب شهادة الضلالي ، شهادة كاملة عشان هو راجل ؟ وأنا يا ولية ياحقانية وعمري ما أقولشي الا الحق تبقي شهادتي نص شهادة عشان أنا ست ؟؟ يا حلااااوتكوا ..
= وكمان يا ست سعدية لو في ورث ولا حاجة من والدك أو من والدتك
= منين يا خويا ؟؟ الحمد لله مفيش الا الستر .. أبويا الله يرحمه كان راجل فقير ما سابشي اللضا ..
عني بقول ..، لو الاخوان المسلمين هم اللي بيحكموا يبقي لك نص نصيب أخوك بس .. لكن لو العلمانيين اللي بيحكموا يبقي زيك زي أخوك في في الميراث مفيش
فرق بين رجل وست كلنا ولاد تسعة وكلنا ولاد حوا وآدم .. ده لو العلمانيين في السلطة ...
= / تضرب بطن كفيها الأيمن بظهر كفها الأيسر من الدهشة / : في تونس كده بقه يا أستاذ ؟ .. النظام الحلو ده ؟
= أيوه يا ست سعدية .. أنا قلت لك ع اللي يهمك قوي يعني واللي يخصك خالص
= أنا عازوه ايه تاني أكتر من كده ؟ كده نعمة قوي .. كده رضا خالص لو كده بس .. .. / كتر خيرك يا أستاذ ... عطلتك يا خويا معلش..
/ وبينما هو ينصرف وباديا علي وجهه السعادة بهذا الحوار قائلا لها : أي خدمة يا ست سعدية ؟ /.. تلتفت سعدية نحو زميلتها بائعة الليمون قائلة : روحي طلعي لك بطاقة انتخابية يا بت .. ثم تقسم لها قائلة " عليا الطلاق زي الرجالة الا أروح أنتخب الراجل بتاع العلمانية دهه / تشير لصورة المرشح /.. آه منهم بتوع الدقون قلالات الضمير .. آاااه ما أنا عارفاهم ..آاااه . عارفاهم ..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=67884
RE: بائعة الفجل والعلمانية - هاله - 10-07-2009
حوار جميييل لكن ساذج بعض الشئ
فهل هناك ما يكفي من العلمانيين الملتزمين و ذوي البرامج للعمل الشعبي المنظم و الميزانية اللازمة ليقنعوا عشرات الملايين بجدوى العلمانية؟
و ثانيا:
في ظل الفقر المدقع أليس من السهل شراء أصوات سعدية و بني اللي خلفوا سعدية بشوال دقيق أو سطر أو كم كيلو لحمة؟
و على راي نور الشريف "الديمقراطية تبقى كلام فارغ ما دام الناس مش لاقية لقمة العيش"! ناسية اسم الفيلم انما متهيأ لي ان هو اللي ملطوش عن رواية الجريمة و العقاب.
و ثالثا:
لو جاءت بعد ذلك المثقف العلماني شلة اخوانجية و رتلوا على سمع سعدية خمسة عشر الف آية عن عذاب القبر و جهنم و السعير و الذي منه لمن يحكم بغير كتاب الله و من لا تسمع كلام بعلها .. ألن ترتد سعدية و تتعوذ من الشيطان و تتف في عبها و اجعل كلامنا خفيف عليهم و .. يا رب سامحنى مكنتش اعرف؟!
و رابعا:
المسألة مش تنظير و بس. الجماعات الاسلامية شغلها منظم و لا أعرف عن مصر انما في لبنان و فلسطين لهم مؤسسات خيرية كثيرة و بيشغلوا الناس و بيحلوا لهم مشاكلهم يعني فيه فعل و ليس كلام و تنوير شفوي فقط. و هذا فرق لو تعلم عظيم.
RE: بائعة الفجل والعلمانية - إبراهيم - 10-08-2009
اقتباس:و على راي نور الشريف "الديمقراطية تبقى كلام فارغ ما دام الناس مش لاقية لقمة العيش"
Gold is gold, whether people get bread or starve. They still have democratic values to live by. To compare democracy with putting food on the table is ..........absurd.
RE: بائعة الفجل والعلمانية - هاله - 10-08-2009
عزيزي ابراهيم
اية ديمقراطية هذه التي ستتحقق عندما تتحول البلد الى سوق أصوات تباع و تشترى! و كل واحد يعطي صوته لمن يدفع له أكثر؟
المحتاجون يريدون خبزا على الطاولة و ليس ديمقراطية و لا علمانية و لا مجتمع مدني -لا يعرفون معناها اللغوي حتى- فالغذاء من أول حاجات الانسان حسب هرم ماسلو و غيره. و ماركس يقول ان الناس يدخلون المعترك السياسي بعد أن يشبعوا حاجاتهم الاساسية.
و بناء عليه فان gold is gold و سائر الأحكام المطلقة و الصالحة لكل زمان و مكان لن تجدها الا في أدبيات الأديان أما في المجتمع الانساني فهناك النسبية و التغير.
و لو كان قولك (الناس سواء شبعوا أو تضوروا جوعا يعيشون بقيم ديمقراطية) صحيحا لما وجدت بلادنا خاضعة لله الواحد و السلطان الواحد و الأب الواحد و الذكر الواحد بل لوجدتنا نعطي اسكندنافيا دروسا في الديمقراطية و قيمها.
لا يوجد عندنا ديمقراطية و لا قيما ديمقراطية بل ان حكوماتنا ترى فيها أفكارا مستوردة و لا تناسب خصوصيتنا (و انظر خطاب القسم تبع بشار الاسد و كذلك خطاب القوى الأصولية و ممارساتها). و ما تبقى فهو ديكورات و مظاهر ديمقراطية خادعة في أحسن الأحوال.
RE: بائعة الفجل والعلمانية - إبراهيم - 10-09-2009
عزيزتي هالة:
الناس تحتاج إلى الخبز وتحتاج أيضا إلى الديموقراطية. الديموقراطية كالماء والهواء: هي أبسط الأساسيات للتعامل الإنساني في إطار المجتمع. سواء كنت هذا العام بلا عمل أو جاءك العمل فهذا لا دخل له بأبسط حقوقك وهو الديموقراطية. أمثال نور الشريف يسخرون من العلمانية لأنه لم يذقها من الأساس يا هالة. هذا هو حالنا مع الألفاظ التي لم تسنح لنا الفرصة لنعيشها ولو للحظة. مثلا يا هالة.. عندما كنت أقرأ في القاموس كلمة affectionate كل ما وصلت إليه هو أنها تعني "ودود. لطيف" وكل هذه المفردات التي لم تفي الكلمة حقها. ولكن لما أتت فتاة وعبطتني وقالت لي وهي تعبطني أنها affectionate عندئذ فهمت معنى الكلمة لأول مرة. كيف بنا نترجم ما لم نخبره ويسبق لنا عيشه بشكل فعلي تطبيقي؟ ما بيصير يا هالة.
وعليه يا أستاذتنا.. سواء حضر الخبز أو اقتات إبراهيم على الخبز الذي يأتيه تبرعاً بجمعه إياه من Panera bread فيأكله مع الفقراء والمساكين فهذا لا يلغي إن إبراهيم صاحبك ومحاورك الآن ينعم بقدر جبار من الديموقراطية والفقر ليس عقبة تحت أي ظرف من الظروف في سبيل عيش الديموقراطية.
بلادنا العربية يا هالة لا تعرف الديموقراطية ليس بسبب الفقر ولكن لأننا نحن من اخترنا ذلك. نريد لنا "شيخ" عيلة و"كبير" و"اللي مالوش كبير يشتري له كبير". مش هاي هي قيمهم يا هالة؟ كيف تتواجد الديموقراطية وقيم .... كتلك؟
مساءك ورد يا هالة.
RE: بائعة الفجل والعلمانية - هاله - 10-09-2009
أذكرك يا عزيزي بقولك أنك لو عدت الى البلد لربما قتلوك!
و أذكرك بجريمة "المحامي" المتعلم الذي أردى زوجته قتيلة لانها رفضت طلبه بممارسة الجنس.
هذه ثقافتنا و رؤيتها للآخر و موقفها منه. فكيف تقول أن الديمقراطية كالماء و الهواء للناس؟ أي ناس؟ هذا التعميم و التجريد لن يقود الى نتائج سليمة منطقيا و علميا و اجتماعيا. فالديمقراطية ثقافة تختلف من ناس لأخرين و من مجتمع لآخر. عندنا هذه ثقافة مرفوضة و مشكوك فيها و في المنادين بها و ما تكفير نوال السعداوي و سيد القمني و نصر حامد ابو زيد و غيرهم الا موقف ثقافة "خير أمة أخرجت" من ثقافة أخرى.
و لتوضيح محاور النقاش فأنا أتكلم عن دور الفقر في تشويه أية تجربة ديمقراطية في بلاد الفقر و الجهل التي هي بلادنا بينما أنت تتكلم عن الديمقراطية كثقافة اجتماعية في مجتمعات أنجزت و عبرت مراحل من التطور على كل الصعد حتى أصبحت مثل الماء و الهواء. أنا لا أرفض رأيك لكني أؤكد على مسألة الاختلاف الجذري بين مجتمعاتنا و مجتمعاتهم و كما تعلم فان عدنا لهرم ماسلو فان الديمقراطية يمكن اعتبارها مجال "تحقيق ذات" اجتماعي عام و هي مرحلة متقدمة على مرحلة تلبية الحاجات الأساسية بأكثر من مرحلة. و بالتالي فان شعوبنا لم تصل بعد لتلك المرحلة لأسباب كثيرة و بقيت في مرحلة الثقافة الأبوية.
ابراهيم زعيم "البانيرا بريد" بالطبع حتى لو جاع و مر بهارد تايمز الا أن موقفه من الديمقراطية لن يتغير. هذا صحيح فالفكر لا يعود الى الوراء. لكن فكر الناس في بلادنا لم يتقدم أصلا كما حصل مع ابراهيم. و بالتالي لا زالوا على عتبة مثلث ماسلو و يعيشون تحت ضغط الحاجة الى المأكل و الشراب و الأمن .... بعد أشباع هذه الحاجات يمكنهم الانتقال الى مرحلة تحقيق الذات و التطلع نحو الديمقراطية.
اقتباس:بلادنا العربية يا هالة لا تعرف الديموقراطية ليس بسبب الفقر ولكن لأننا نحن من اخترنا ذلك. نريد لنا "شيخ" عيلة و"كبير" و"اللي مالوش كبير يشتري له كبير"هل وحدنا من اختار ذلك؟
يا عزيزي الفقر أحد الاسباب فالفقير يسأل في الرغيف و لا يقلقه ميثاق حقوق الانسان أو مساواة الجنسين أو كل "الكلام الكبير دا" على راي سعيد صالح. و لذلك تجد حكوماتنا تبقي المواطن في حالة الركض و اللهاث خلف لقمة العيش دائما. حتى لا يجد فراغا يثقف فيه نفسه أو يتواصل مع فكر و ثقافة أو مع معارضة. "خليك في أكل عيشك" و كالحصان المغطى العيون حتى لا ترى الا مسارا واحدا. من جهة أخرى ففي كل مجتمعاتنا هناك دعاة تغيير لكن السلطات تقف لهم بالمرصاد. و من جهة ثالثة فالسلطات نفسها تعمل على حراسة و تنمية و اعادة انتاج التخلف و ما الاعلام المأجور و مناهج التعليم و أبواق رجال الدين الا بعض أدوات لتأدية تلك المهمة. و أخيرا لم نجد حركات معارضة "على قد حالها" و رفضنا الانخراط في صفوفها .. لكن معارضاتنا كما ترى طالعة على حكوماتنا مترهلة مشوهة هشه و قابلة للبيع و الشراء.
طاب مساؤك بكل جمال
RE: بائعة الفجل والعلمانية - العلماني - 10-09-2009
رائع ...
اختصر صاحبنا العلمانية بالزواج من امرأة واحدة، بالشهادة "الكاملة" في المحكمة وبنصيب كامل في الميراث. بمعنى آخر، عمد صاحبنا إلى خطاب "يستجيب إلى حاجات الناس" ويقترب - بالتالي - من قلوبهم، وهذا هو بالضبط ما نحتاجه في مجابهة الخطاب الرجعي الإسلاموي و"الالتحام بالجماهير" - كما تسمي هذا "أدبيات اليسار" -.
قلت أكثر من مرة أن خطاب الدكتور الراحل "فرج فوده" وخطاب "سيد القمني" اليوم أخطر بكثير على التيارات الأصولية التي نعاني منها من خطاب "نصر حامد أبو زيد" أو "صادق جلال العظم" ومن لف لفهم. فنحن - العلمانيين- بحاجة إلى بعض الشعارات وإلى خطابات بسيطة سهلة تفهمها عامة الناس، فبمثل هذه الخطابات فقط ممكن التصدي "للردة الحضارية" التي نعيشها في عالمنا العربي والإسلامي المتخلف اليوم.
واسلموا لي
العلماني
RE: بائعة الفجل والعلمانية - الحكيم الرائى - 10-09-2009
انا معاك ياعلمانى
فالعلمانية ينبغى ان تتحول الى عقيدة شعبية وشغل القرننة والقرعنة والتعالى على الناس لم يؤدى الا الى انفلات عيار ذئاب الحارة ..نحن بحاجة الى قادة سياسين علمانيين يجيدون التعامل مع رجل الشارع فهم لغته والتكلم معه بلغة يفهمها..
RE: بائعة الفجل والعلمانية - إبراهيم - 10-09-2009
اقتباس:و لتوضيح محاور النقاش فأنا أتكلم عن دور الفقر في تشويه أية تجربة ديمقراطية في بلاد الفقر و الجهل التي هي بلادنا بينما أنت تتكلم عن الديمقراطية كثقافة اجتماعية في مجتمعات أنجزت و عبرت مراحل من التطور على كل الصعد حتى أصبحت مثل الماء و الهواء. أنا لا أرفض رأيك لكني أؤكد على مسألة الاختلاف الجذري بين مجتمعاتنا و مجتمعاتهم و كما تعلم فان عدنا لهرم ماسلو فان الديمقراطية يمكن اعتبارها مجال "تحقيق ذات" اجتماعي عام و هي مرحلة متقدمة على مرحلة تلبية الحاجات الأساسية بأكثر من مرحلة. و بالتالي فان شعوبنا لم تصل بعد لتلك المرحلة لأسباب كثيرة و بقيت في مرحلة الثقافة الأبوية.
هالة:
عندما مرت أميركا بالكساد والركود الإقتصادي الشهير... المعروف بالـ Great Depression هل هذا أثر على مسيرة الديموقراطية في أميركا؟ الديموقراطية عقيدة يمارسها الناس وإيمانهم بها راسخاً.
بدون شك فيه اختلاف يا هالة ومن ينكره؟ فرق كبير جداً يا عزيزتي بدون شك. هما فين واحنا فين! فرق السما من الأرض طبعاً ولكن هذا ليس ذنب الديموقراطية أو يمكن أن نربطه مثلما فعل سي نور الشريف بربطه بذهنيته السوقية بالفقر. الفقر حجة يتحججون بها. ليست أزمة فقر تحول دون تطبيق أو قيام الديمواقراطية.
قد تتضور الشعوب جوعاً يا هالة ولكن إيمانها بمبادئها ودفاعهم عن هذه المباديء هو أكبر قضية في حياتهم وعقيدة العقائد. هم لا يسمحون لأحد أن ينتقص حقهم في ممارسة حقوقهم الإنسانية. نحن كشرقيين اعتدنا القهر لقرون ونبرره سواء على صعيد الدولة أو حتى على صعيد الأسرة. قضيتنا كمشرقيين يا هالة ليست قضية فقر وإنما هي إنه لم ينغرس فينا من الأساس أفكار كهذه.. الناس أصلا مش عايزة. ما بدها. يبقى هاي مش مشكلة فقر يا هالة ولكنها تركيبة الناس على هذا النحو. تركيبة أبوية بطريركية تقر ما يقوله شيخ العشيرة وذهنيتهم العشائرية. أبسط مبادي الديموقراطية يا هالة هو تقدير وتقديس فردية الفرد. أين نحن من هذا؟
لعلمك يا هالة فيه ناس في مصر تعيش بمستويات اقتصادية أعلى بكثير مما هو حادث في أميركا ومع ذلك القهر فظيع. من يسمع نور الشريف يظن أنه يتكلم عن بلد في مجاهل أفريقيا! عدد من يركبون السيارات المرسيدس في مصر خرافي جداً. ما ينفقه الناس على المظاهر الاجتماعية والفشخرة يكفي لقيام ميزانية أسرة بأكملها. الفقر ليس هو المذنب وإنما هم وحدهم المذنبون الذين أجرموا بحق أنفسهم حينما عمل كل واحد فيهم كبير على الآخر ولم يقدس فردية الآخر وتحكمهم عقلية الشرف وجرائم الشرف وكل هذه الأفكار العفنة.
مساءك ورد يا أميرة.
RE: بائعة الفجل والعلمانية - هاله - 10-09-2009
اقتباس:لعلمك يا هالة فيه ناس في مصر تعيش بمستويات اقتصادية أعلى بكثير مما هو حادث في أميركا ومع ذلك القهر فظيع. من يسمع نور الشريف يظن أنه يتكلم عن بلد في مجاهل أفريقيا! عدد من يركبون السيارات المرسيدس في مصر خرافي جداً. ما ينفقه الناس على المظاهر الاجتماعية والفشخرة يكفي لقيام ميزانية أسرة بأكملها. الفقر ليس هو المذنب وإنما هم وحدهم المذنبون الذين أجرموا بحق أنفسهم حينما عمل كل واحد فيهم كبير على الآخر ولم يقدس فردية الآخر وتحكمهم عقلية الشرف وجرائم الشرف وكل هذه الأفكار العفنة.
نور الشريف كان يتكلم عن مصر ... هذا أولا
و ثانيا:
المستوى المادي لا يعني بالضرورة مستوى و نوعية وعي مقاربة فعندك الخليجي مثلا في الحين الذي يتمتع فيه بدخل عالي جدا الا أنه لم يخرج عن عقلية الخيمة و القبيلة و تعدد الزوجات و ووووو . و لذلك ترى الصوت عند الانتخابات -في الكويت مثلا- يعطى لابن القبيلة و ليس لبرنامج سياسي معين. و النساء لا ينتخبن نساء! و هذا ما أتكلم عنه حين أقول ان الديمقراطية ثقافة و مستوى وعي متقدم لم ندركه بعد.
أتفق معك في الكثير مما تفضلت به.