![]() |
█▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ (/showthread.php?tid=34877) |
█▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - Solitude - 10-09-2009 زواج الفلاسفة (*) من السخف طبعاً أن أنوّه بالقيمة الفلسفية لكلّ من بول سارتر وسيمون دي بوفوار ، ولكني أعتقد أنهما كفيلسوفين يمتازان عن سائر الفلاسفة بشيء هام جداً ، وذلك أنهما يملكان من الشجاعة ما يمكنهما من أن يعيشا في مستوى فلسفتهما - أو بمعنى آخر أن يعيشا فلسفتهما . فإذا كانت الفلسفة بالنسبة لمعظم الفلاسفة مجرد آراء تنشر وتباع للناس فهي بالنسبة لهذين الفيلسوفين مبادئ يلتزمان بها في ممارستهما للحياة . أنا طبعاً لا أحيط بكل التفصيلات عن أسلوبهما في الحياة ، ولكن حسبي منهما ما أعرفه من أنهما - في تطبيقهما لفلسفة خاصة - رفضا فكرة الزواج التقليدية وعاشا صديقين أكثر من أربعين عاماً . أي أنهما مارسا الزواج في صورته التي يؤمنان بها وفقاً لفلسفتهما ، بشجاعة وصراحة أمام كل الموافقين والمنكرين ، في النور بلا كذب ولا نفاق ولا تسلل من الأبواب الخلفية في الشوارع المظلمة . في ذلك الشوق الفلسفي نحو ارساء الزواج على أسس جديدة ثقافية ، تنزيهاً لكل من الرجل والمرأة عن أن يكون زواجهما بمثابة النهاية لحريتهما الشخصية . ففي ذات لحظة شوق إلى تلك الحرية الشخصية في ظلّ الزواج الثقافي قلت لزوجتي أنني أريد أن أقيم في بيت لوحدي ، فشهقت بالطبع وقالت : يا ندامتي ! شرحت لها أن هذا ليس هجراً وإنما ثقافة ، فقالت يا دهوتي ! أكدت لها أنني سأمرّ عليهم كل يوم والثاني ، فقالت يا مصيبتي ! أقسمت لها أنني لن أبخل عليهم بأي قرش يريدونه فقالت يا خرابي ! إنما أنا أقول ذلك - هكذا شرحت هي لي - لأني أكرهها وأكره أولادي ، ولأنني رجل دون ليس له أمان ، أخذَ زهرة شبابها والآن يريد أن ينبذها نبذ النواة مع تشريد أولادها ، وهي في النهاية حيلة مكشوفة مني أتذرع بها لكي أتزوج عليها أو على الأقل أدور على حلّ شعري إذا افترضنا أنني لست دايراً من الأصل ! فقلت لها : طيب طيب ، طيب خلاص ! وانسحبت إلى حجرة مكتبي ذليلاً مقهوراً ، مكتفياً من الفلسفة بقرائتها في الكتب ، حتى فوجئت ذات يوم بإختفاء كافة مؤلفات سارتر وبوفوار و أليس و راسل من مكتبتي .. تلك الكتب المسمومة التي رأت زوجتي أنها تهدد حياتها ، والتي يجب أن يجبر مؤلفوها بأمر من الحكومة على تجرع السم مثل سقراط ، هو بتهمة الإفساد لشباب أثينا ، و هؤلاء بتهمة الإفساد لكهول القاهرة . و كعادتي عندما اصطدم بالواقع أحب أن أجنح إلى الخيال ، ووحدي في مكتبي سرحت في القيمة الشاعرية لتلك الكلمة السحرية - وحدي ! وحدي في البيت و للبيت حديقة - وحدي ! وحدي أصحو في الصباح لأنني صحوت لا لأن العيال صحوني ! في سكون مقدّس أشرب قهوتي غير مهدد بقذيفة مفاجئة تقلب الكنبة على الترابيزة ، أو يد طائشة تقلب الفنجان على حجري ! بينما أشرب القهوة و أقرأ جريدة الصباح على غير صوت صراخ الولد الذي صفعته أمه لأنه يصر على وضع اللبن في السكر بدلا من السكر في اللبن . ثم أفتح الثلاجة مطمئناً إلى ما سوف أجده فيها ، بيضة واحدة موجودة خير من عشر كانت هناك ، والخبز في هذا الصندوق حيث تركته بالأمس ، رغيف واحد ولكنه ليس ذلك الرغيف الناشف المقلحف الذي تركته أيدي الغزاة ! والملاحة هنا في ذلك الدرج حيث وضعتها ، لن أبحث اليوم عنها تحت السرير ولا فوق الدولاب . فإذا قمت لارتداء ثياب الخروج فلماذا أقفل الباب ؟ وفي طريقي إلى الباب أصفر لحناً دون أن أسمع تنويعاً عليه من مصفّر غيري . لا أحد يسألني أين ذهبت أو متى تعود - هو انا نفسي عارف ؟ - ولا هات معاك زبادي للفتة ولا فوت ع الترزي شوف بدل العيال ، ولا أقطع لنا تذاكر سينما ولا احجز لنا في البالون . صحيح أنني لا أحب الغداء في الخارج ولكنني لا أحبه في الداخل أيضاً . " حاسب تدلق الشوربة . طلّع كمك من الملوخية . كل زي الناس . و أنت على مهلك شوية . نزّل القطة دي من على الترابيزة . ماما سكتي علاء . بس يا ولد ، أنا عملت حاجة ؟ فين الملاحة ؟ ناولني لقمة . أحمد ، أحمد فين الميّة يابن الكلب " . وبعد الغداء " لحظة للزغطة " لا أعرف إذا كنت سأعود للبيت لأنام أو أدخل سينما من ثلاثته لستة . أو أسير في الطرقات كالعبيط ، أو حتى أجلس في حديقة الأزبكية ، لا أحد ينتظر وصولي بالزبادي من أجل الفتة ولا أحد يلعنني في سرّه ، متخيلاً إياي في أوضاع شاذة . وحدي ! وحدي ! سمكة في الماء وطائرة في الهواء ، وحدي ! فإذا سئمت الوحدة ، فأنني أطلب زوجتي في التليفون ، كلمة آلو أقولها بشوق وحنان ، على عكس تلك الآلو التقليدية الجوفاء التي تعرفها كل امرأة متزوجة . ورنة آلوها الخاصة تطربني ، كما لا شك أن آلوهي قد أطربتها ، صوت الصديق الذي أفتقد الصديق منذ أيام : "معي تذكرتا سينما ، نتقابل عند الناصية ؟ " نتقابل كعاشقين عن الناصية وفي العيون بريق وفي القلب خفقان حيث نجلس متلاصقين في السينما ، عمرك شفت واحد قاعد في السينما وماسك ايد مراته ؟صحيح إن الفلم سخيف وقد قص نصفه في الرقابة ، ولكن هل سمعت بعاشق يتفرج على الفيلم ؟ وبعد السينما عشاء خفيف و زجاجة بيرة ، وخلال ذلك همس لطيف بين رأسين متقاربين في شوق . لن تحتاج زوجتي إلى أن تشدني من الكرافتة خمس دقائق كاملة قبل أن انتبه - مبحلقاً إلى المائدة المجاورة - أنها سألتني سؤالاً . وبالفورد النشوى أتهادى إلى باب بيتي الذي هو بيتي أنا . لا أسمع و أنا أدير المفتاح في الباب تلك الرقصة التقليدية لباب حجرة العيال الذين يريدون أن يدعوا أنهم قد ناموا من الساعة ثمانية . وللعيال في الزواج الثقافي نصيب طبعاً ، أعتقد أن يوم الجمعة مناسب جداً لفسحة في حديقة الحيوانات لكي نطمئن على الدبة والفيل . فإذا كان الجو بارداً أو مطيراً فهي سينما من عشرة لواحدة حيث أتسلى بقرقشة البطاطس التشبس مع العيال . وحشتكوا ياولاد ؟ قوي يا بابا ! و انتو كمان يا ولاد الإيه . حتى ضجتهم وحشتني ولذلك نتغدى كلنا معاً ، لا يهمني بالمرّة أن أحداً منهم ينسف الطعام ولا يمضغ ، ولا أن الآخر يحول الملوخية إلى جوف كمّه من صحني الخاص . وكنت أحب أن أطيل في وصف ذلك الزواج الفلسفي لولا أن الوقت قد حان لكي أنزل إلى العمل . _ ايه ؟ بتقولي ايه ؟ مش سامع ! _ باقول هات لنا معاك زبادي للفتّة .. نعم الأمر يحتاج إلى شجاعة ، تلك الشجاعة التي عجز عن تحقيقها فرويد نفسه بعد كل المرمطة التي ألحقها بالعواطف التقليدية . كانت من ناحيته - كما هي من ناحيتي - مجرد مرمطة على الورق ، وفي أحد الكتب عندي رأيت صورته جالساً كالعبيط مع زوجته و ابنته في بيت واحد ! ____________________ (*) بتصرف قليل ، عن كتاب "ابتسم من فضلك : للكاتب الراحل محمد عفيفي RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - هاله - 10-10-2009 اذا كان الرجل يشكو فماذا عسى المرأة التى تنوء بثقل الأوزار أن تقول؟ فهي المستلبة بألف دور و دور: الزوجة و الأم و العاملة و ربة البيت و المواطن المستحمل ألف اضطهاد و اضطهاد .. لكن الواضح أن الرجل الشاكي self-centered فلا يرى الا معاناته الخاصة و حاجاته الخاصة و مفقوداته الخاصة و كأنما المرأة يعني مستمتعة بتلك "العبودية غير المأجورة" على راي الحاج ماركس ![]() ![]() RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - Solitude - 10-10-2009 (10-10-2009, 12:38 AM)هاله كتب: اذا كان الرجل يشكو فماذا عسى المرأة التى تنوء بثقل الأوزار أن تقول؟ العزيزة هالة.. كلامك مفعم بالثورة : D وهذا حقك كامرأة عربية .. ولكن ألا ترين أن هذا الاقتراح المبتكر من الكاتب سيكون مفيداً لكلا الطرفين ، من حيث القضاء على الملل الزوجي وإتاحة حيز شخصي يحتاج إليه المرء منا من حين لآخر ؟؟ ولكني معك في أن الكاتب كان أنانياً فيما يتعلق بالأطفال ، قكان نصيبهم من مسئوليته صبتح يوم الجمعة فقط..! RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - يجعله عامر - 10-10-2009 Solitude صباح الأنوار عندي سؤال حشري ![]() إنت قاعد فين في مصر ؟ بولاق أبوالعلا واللا الناصرية واللا الزويه ؟ قول ::: هــا ![]() RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - Solitude - 10-10-2009 (10-10-2009, 04:27 AM)يجعله عامر كتب: Solitude منور يا "يجعله عامر" .. ويارب يفضل عامر.. D: أنا ساكن في القاهرة في مدينة نصر.. إنما ليه صحيح ؟؟ huh: RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - هاله - 10-10-2009 اقتباس:ولكن ألا ترين أن هذا الاقتراح المبتكر من الكاتب سيكون مفيداً لكلا الطرفين ، من حيث القضاء على الملل الزوجي وإتاحة حيز شخصي يحتاج إليه المرء منا من حين لآخر ؟؟ الاقتراح رائع و جميل طبعا لكنه لا يحتاج للشجاعة فقط كما يقول الكاتب بل يحتاج لميزانية برجوازية بعض الشئ حتى تكفي منزلين. ![]() RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - بهاء - 10-10-2009 موضوع رائع وأكثر من رائع , وثقافة هذا النوع من الزواج لابد ان تنتشر حيث تتطور الأنثى ولا تربط بين " الجنس والحب " .... سأعود لأن مفيش وقت دلوقتى RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - 4025 - 10-10-2009 لم يلفت انتباهي في هذا الموضوع سعي الكاتب الأناني إلى الحرية، فهو قد تخلى عن حريته عندما قرر الزواج وعليه أن يتحمل تبعات ذلك القرار. ما أثار اهتمامي في هذا الموضوع مقدمته التالية: (10-09-2009, 04:51 AM)Solitude كتب: من السخف طبعاً أن أنوّه بالقيمة الفلسفية لكلّ من بول سارتر وسيمون دي بوفوار ، ولكني أعتقد أنهما كفيلسوفين يمتازان عن سائر الفلاسفة بشيء هام جداً ، وذلك أنهما يملكان من الشجاعة ما يمكنهما من أن يعيشا في مستوى فلسفتهما - أو بمعنى آخر أن يعيشا فلسفتهما .هذه المقدمة تذكرني بما أشرتُ إليه في موضوع قديم حول الفجوة بين الرأي النظري المجرد وتطبيقه على أرض الواقع. فهل صحيح أن سارتر ودي بوفوار عاشا فلسفتيهما؟ أم أنهما فلسفا حياتيهما؟ وإذا كانت تلك الفجوة بين النظرية والتطبيق نتيجة من نتائج التناقض (أو التداخل) بين التفكير الموضوعي والعوامل الذاتية، هل يستطيع أي إنسان مهما بلغ من الموضوعية أن يتخلى عن ذاتيته؟ قد يتحقق هذا عندما يتخطى الإنسان إنسانيته ويرقى إلى درجة افتراضية أعلى (درجة الآلهة). RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - عبادة الشايب - 01-28-2010 هنا يبدو الفرق ماضحاً بين النبي والمصلح والقائد والمحرر من جهة والفيلسوف من جهة اخرى فالثاني لا يرى في الحياة الا فكرته ومتعته وفلسفته وحياته وتأملاته واماله ..... فهو يفلسف طريقته في الحياة ولا يهمه كيف يحيا الاخرون لذلك تجد اثر الفلسفة ضعيفا بين الناس فالمحترم سارتر لا يريد ان ينغص حياته زعيق طفل او سؤال زوجة ماذا لو انسحبت طريقته هذه في الحياة على كل الناس . حتماً لم يفكر بهذا . RE: █▓▒░ زواج الفـلاسـفـة ░▒▓█ - خالد - 01-28-2010 يعني إن كان حضرة جنابه ما رضيش يقضيها بوس بس، وما بده يتحمل مسؤولية الأولاد يلي بزرهم، مين بده يحملهم بالله عليكم... يا إما اقتراحه الأول الأولاد يربوا بعل، على ماء السماء، دون مرب دون مهتم، ينباعوا بالعزاء. أو أنه سيتخلى عنهم بكل نذالة لأمهم تربيهم، يراقب هو بكل انانية من بعيد، وبكل عدم المسؤولية... طيب ولم لا تقوم هي بنفس فعله، فتضيع الذرية؟ أو أنه ينخمد، ويتحمل مسؤولية فعله ، وغير مرة يتذكر الواقي... لأنه خسارة فيه عن جد الولاد... بس يوم الجمعة؟ وباقي الأسبوع الاولاد تتركن في الدولاب؟ روبوت هم، يعني حتى لو عنده كلب رح يفسحه كل يوم.. |