حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
على هوامش عرس بغل - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: على هوامش عرس بغل (/showthread.php?tid=34905) الصفحات:
1
2
|
على هوامش عرس بغل - عروة عبدون - 10-11-2009
إن كنت على شفا جرف فإنهار بك
أتلوم نفسك أم الجرف أم من جعله يهوي ؟ *** ذلك المكتوب في الأعلى من نص مفارق للكاتب الجزائري الطاهر وطار ، والذي منذ ظهوره على الساحة الأدبية في مطلع الثمانينات ، لا يزال ينتج أعماله على طريقته الخاصة، ساحرة ومغايرة في كل شئ ، بدأ مفارقاً للشكل التقليدي للرواية منذ روايته اللاز مروراً بعرس بغل لينتهي به المقام في الحوات والقصر والتي هي عمل أدبي من نوع خاص لا يمكن تسميته رواية. انتقالاته بوعي بعيداً عن المدارس الفكرية والأدبية المألوفة في كتابة الرواية تجعل حضوره سحرياً ، بين السطور كثافة فكرية تنهك شخوصه، فيزاحمها الكاتب فضائها السردي. حافة الأجرف العقدة والمفترق في عمله الأدبي المميز ( عرس بغل ) التي يشكل من خلالها رواية اجتماعية فخمة تبدأ من معهد وجامع الزيتونة لينطلق الحاج الكيان للدعوة، يختار قاع المجتمع ( ماخور ) وفيه تتحطم فكرته عن الإصلاح الاجتماعي التي تشربها من معهد التعليم بالزيتونة يحاول التمسك بها بقدر ما استطاع إليه سبيلاً، لم تجد نفعاً مع العنابية الحلوة التي يحاول ان يطرح عليها مشكلات الأمة ، فتنصت له ثم تفاجئه بسؤال عن مسؤولية السقوط.... لم تكن عنده إجابة، انما راح يتمثل الصورة، ملايين الأجرف ، ملايين البشر ، يقفون على حافات الأجرف ، الأجرف تهوي وهم يهوّون ، المواقع تختلف، بعضهم يغمره التراب ، بعضهم في أسفل سافلين،بعضهم مغمور النصف الأسفل ، وبعضهم مغمور النص الأعلى ،الجميع في الهاوية والجميع ضد الهاوية ، الجميع يسعون إلى فوق والفوق كله هاوية. معارفه بسطحيتها لم تستطيع النفاذ لجوهر أسباب تخلف الأمة، فتبدت جرة ثقيلة يحملها وتثقل كاهله ينطلق بها الحاج الكيان خطوات بعناء وعندما لا يجد فيها شئ ووجد الواقع عنده أسقطها على رأس الإمام حسن البنا ، والذي خرج منذ البدء متحدثاً بلسانه ، فوجده وأمه هاوية. الحاج الكيان نفسه الآن على حافة المقابر حياً يتكئ على سوره الخارجي ينصت لأحاديث الموتى التي يبعثها الأحياء ( الموتى ) . فتتصاعد الاخيله فيتحرر المعادل الموضوعي لفكرة عاطفية مستبطنه بثنايا العقل الجمعي ، ضياع الأحياء، وعناء الموتى وأمل الوعد وخوف الوعيد. فيجد الحياة بكل تعقيداتها تستحق أن تعاش فيعود. مؤشرات لمشكلات اجتماعية عميقه ، عصية على الحل، في سياق الحل الروائي فقدت عصا موسى وتمزقت جبة الإمام ، بفشل نموذجه الوحيد الذي حمله من الزيتونه . يرفض الحاج كيان النهاية و يتنصل عن أعباء النص الأدبي ليعود للحياه من جديد يعيشها كما هي، فيعود كل شئ للمؤلف فيمضي به، من أين إلى أين... لا يهم، ليس هناك سواك ، انت وحدك وطاحونة عرضها السموات والأرض تطحن القلوب... الدوي يقترب من بعيد ... صيحات هنا وهناك... رصاصة تنطلق لتشق الظلمة، ويمتلئ الشارع بصفارات الإنذار. أنت جزء من الأرض من التراب، والوحل والمعادن لا تحس بالكينونة إلا عندما يتسلط عليك الألم عروة RE: على هوامش عرس بغل - coco - 10-12-2009 اقتباس:معارفه بسطحيتها لم تستطيع النفاذ لجوهر أسباب تخلف الأمة، فتبدت جرة ثقيلة يحملها وتثقل كاهله ينطلق بها الحاج الكيان خطوات بعناء وعندما لا يجد فيها شئ ووجد الواقع عنده أسقطها على رأس الإمام حسن البنا ، والذي خرج منذ البدء متحدثاً بلسانه ، فوجده وأمه هاوية لم يكن بطل الطاهر وطار( الحاج كيان ) غير قادر علي النفاذ لجوهر أسباب تخلف الأمة بل كان واعيا وشديد الوعي ,إنه هو الطاهر وطار نفسه , الرواية تعالج الحلول علي مختلف الأصعدة بدءا من تيار حسن البنا ودعوته بالإصلاح عن طريق استنهاض الأمة بالدين ورفضه لذلك إزاء المستنقع الموحل المتمثل في ( الماخور ) المجتمع في أدني دركاته وسخريته المريرة من هذا الحل الطوبائي الذي يتجاهل ظروف الواقع بالإضافة لما بثه في ثنايا الرواية من سخرية بالعقائد الدينية في أصلها , ثم حلول شعرية مثل حلول المتنبي الخيالية التي لم تتمكن من التحقق والذي كان يجب في رأيه أن يتمسك بفكره القرمطي الذي اعتنقه في أوليات حياته ثم الاشتراكية متمثلة في حلول ثورات القرامطة والزنج واقتسام كل شئ وهو إذ يترك النهاية مفتوحة بعد أن يفسد خطة خاتم الهزية وأنصاره في الاستيلاء علي غنيمة عرس بغل ويأتي بمن يساعده في هذه الخطة يترك لنا الباب مفتوحا لكي نتخيل الحل , هل سيكون هو من يستولي علي الغنيمة لكي يوزعها توزيعا عادلا كما فعل علي هامش عرس بغل عندما أطعم أسر أربعين مختونا برضاء من يملكون كحيلة لتحقيق بعض العدالة ولكن هذا ليس حلا كافيا فيترك النهاية مفتوحة لكل قاري يتخيل الحل الجذري الذي يحل معضلة العدالة الاجتماعية وإن كان يوحي بها في نهاية الرواية ولا يقولها صراحة ولا تنس أنه وهو في جبهة التحرير الوطني كان يخفي ماركسيته يقول في نهاية الرواية ( هذا هو نظام الحياة إنه فاسد في أساسه وفي حاجة ملحة إلي حمدان ليقرمط بين الناس ويقرمط حتي يقيم الألفة ويذيقهم جميعا طعام الجنة سأنتظره هناك وسأكون عبدان بل زكرويه بن مهرويه الدنداني التفت الحاج كيان إلي الخلف , بصق ثلاث مرات ثم واصل الانحدار كان في الأول محني الظهر حذر الخطو ثم بدأ يستقيم ويسرع في المشي شيئا فشيئا ) كوكو RE: على هوامش عرس بغل - عروة عبدون - 10-14-2009 العزيز coco تحياتي
الطاهر هو فيلسوف اكثر من كونه قاص لذا تجد شخوصه على الرغم من بساطتها متورطة في حوارات فلسفية عميقة ، ولا اظن ان الطاهر ذاته متخفي داخل روايته ، كل ما استطيع قوله ان كل شخوصه تتلقى وحيها مباشرة منه وواقعة تحت تأثيره، فمثلاً السؤال حول الأجرف ومسؤولية السقوط هو تساؤل كان ليدور في عقل الكاتب اكثر مما يدور في ذهن العنابية التي جاء على لسانها. وخيراً فعلت بإشارتك للرواية بأنها مفتوحة النهاية كما أنه لن يخفى عليك التعقيد بأزمنة وأمكنة الرواية ، والتعقيد الزمني تحديداً وكون الرواية مفتوحة النهاية يجعل النص يسمح بتعدد القراءات ويشرك القارئ مباشرة في انتاج متواليات من المفاهيم والأفكار بل النصوص حسب ثقافة واتجاهات واهتمامات القارئ ، ولذات التعقيد ستكون بنية النص عصية على التفكيك لأنه وعلى الرغم من كونه مفتوحاً حتى للتموضع داخله ، سيجد أي ناقد نفسه في مأزق ( أين ؟ وكيف ؟ ومتى ؟؟ ) ينبغي لي أن اتموضع داخل بنية هذا النص الادبي ؟ وربما يؤدي في أسوأ الأحوال للسقوط في مواجهة النص ، وهو ما قد يجعل أي عمل تفكيكي للنص غير ناجز وقابل هو ذاته لإضافة هوامش ؟. لذا ذهبت مباشرة للكاتب وسألته ما عرس بغل ؟ : فاجابني بلغه واثقة وقطعية ( أنها الثورة البرجوازية التلفيقية التي عشناها منذ مطلع القرن الماضي ). *** اسف أنا على التأخير دمت بخير وتقبل شكري على المرور ساعود ... RE: على هوامش عرس بغل - coco - 10-14-2009 عزيزي / عروة تحية طيبة معطرة 1 - رواية عرس بغل كتبت 1975 2 - حاول أن تقرأ الرواية علي ضوء فترة حكم بومدين للجزائر والتحولات العميقة التي أحدثها فيها في هذه الفترة من التاريخ الجزائري وهذا سياق لايمكن إنكاره في الدرس الأدبي 3 - الطاهر وطار قاص بإمتياز و لايوجد لديه فلسفة 4 - الطاهر وطار هو كل أبطاله الرئيسيين في روايته 5 - لم أفهم ماذا تقصد بالتفكيك علي نحو واضح 6 - اقتباس:لذا ذهبت مباشرة للكاتب وسألته ما عرس بغل ؟ : فاجابني بلغه واثقة وقطعية ( أنها الثورة البرجوازية التلفيقية التي عشناها منذ مطلع القرن الماضي ) أولا : لايملك أن يقول ذلك لأن النص أصبح ملكنا ويقرأه مثلنا تماما ثانيا : إذا كنت صدقته في ذلك فقل لي كيف تقرأ تاريخ الجزائر في عهود بن بيلا وبومدين والشاذلي بن جديد والتحولات في كل فترة من هذه الفترات سوف أعود إليك كوكو RE: على هوامش عرس بغل - المروءة والشهامة - 10-14-2009 الاستاذ كوكو سعدت بمداخلتك الجميلة شكرا اخ عبدون اريد ان انقل هنا بعض التوضيحات خصة على ضوء النص الفرنسي لروايات الطاهر وطار بقلم المترجم الفرنسي الفذ مارسيل بوا وهو مترجم الطاهر وطار، وجزائري المولد والنشأة ، يعني من فرنسيي الجزائر ما مدلول لحاج كيان كيان او كايان (Cayenne) يا سادة هي عاصمة مستعمرة فرنسية في امريكا الجنوبية وكان الاستعمار الفرنسي ينفي اليها كل جزائري ثائر على الاحتلال ، ولذلك كان الجزائريون يطلقون على اي واحد من قدماء المنفيين الى كيان اسم الحاج كيان إشارة الى انه في سبيل الوطنية كمن حج الى ماكة اي ادى واجبا اساسيا تجاه الوطن ولذلك ارى ان اتقان كلام اهل شمال افريقيا مهم في فهم بعض الخصوصيات والتفاصيل الواردة في ادب بوجدرة ووطار على الخصوص تحياتي RE: على هوامش عرس بغل - coco - 10-14-2009 عزيزي / المروءة والشهامة شكرا لما تفضلت به وعلي ملاحظتك القيمة ونحن مازلنا علي الهامش لهذه الرواية الجميلة ولم نغص في أعماقها بعد لنري طريقة الطاهر وطار في الكتابة وكيف استطاع أن ينفذ بها أفكاره , الشخصيات التي اصطنعها وكيف رسمها وحللها وجعلها تنطق بالحياة , الأحداث التي جعل الشخصيات تدور فيها , الأزمنة كما يقول العزيز / عروة , ثم طريقة سرده الخاصة التي تميزه ككاتب من حيث اصطناعه لرموز أو ثيمات خاصة إلخ لنبدأ أولا كما سألت العزيز / عروة بالسياق السياسي والاجتماعي والثقافي الذي تدور من خلاله الرواية ويمثل لها مرجعية لا فكاك منها عند دراستنا لها كوكو RE: على هوامش عرس بغل - المروءة والشهامة - 10-14-2009 الاساتذة الكرام اعتقد اني رايت كتابا مهما هو عبارة عن مذكرة لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في الآداب من توقيع وسيني الاعرج الذي اصبح الآن من كبار الروائيين في العالم العربي هذا البحث هو عن اعمال الطاهر وطار، ويفيد في الدخول الى عوالم هذا الكاتب الطاهر وطار الآن يرقد في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس نتمنى له الشفاء، وتنشر له يومية الشروق الجزائرية روية متسلسلة على صفحاتها يمكن للمهتم ان يطالع هذه الجريدة على موقع الشروق اونلاين سلام RE: على هوامش عرس بغل - coco - 10-15-2009 عزيزي / المروءة والشهامة لم أر دراسة واسيني الأعرج ولكن هناك دراسة لا بأس بها موجودة علي هذا الرابط كوكو RE: على هوامش عرس بغل - عروة عبدون - 10-15-2009 الأخوة الاعزاء تحياتي
ماقصدته حقيقة من اعادة عرس بغل لدائرة النقاش هو المزيد من تسليط الضوء عليها لمزيد من الفهم ومزيد من الغوص في العوالم السردية للكاتب وليس لأنني املك تصور ناجز وقطعي حولها. ولا شك في أن الرواية تعكس وقائع اجتماعية بمختلف ابعادها الاقتصادية والسياسية والثقافية ...لذا لا غنى عن الظروف التي انتجت فيها . ولكني اتصور ان هذه الرواية يمكن أن تتمدد فيها الأمكنة لتشابه مجمل الأوضاع الاجتماعية في المغرب العربي ، ودول أخرى ، وشخصية الحاج كيان كما فهمتها ( قبل اطلاعي على مداخلة المرؤة والشهامة والتي اوليها كل تقدير ) - محض كيان - لم يسهب الكاتب في وصف خواص الذاتية المميزة للشخصية عينها على الرغم من كونها شخصية مفتاحية في فهم الرواية ... هذا ربما يدل على أنه ليس سوى ( كيان ) يمكن أن يكون كائناً من كان ...( أنه وحتى فصل حافات الأجرف والذي حدث فيه التحول التام في شخصية الحاج كيان ... التساؤل حوله الحاج الكيان تجاوز شخصيته للمؤسسة التي ينتمي لها هذا المشوه بحسب تعبير الرواية وهي مؤسسة تعود جذورها للإمام حسن البناء وتمثل تيار الحركة أو الحركات الإسلامية التي تنامت وتصاعدت انشطتها لتقتحم الحياة بهدف اصلاحها مما لحق بها من عوامل ضعف ، بهذا يتثنى لي أن اقارب بين الكيان وكيانات اخرى موجودة بكثرة تنتجه ذات امتدادات تلك المؤسسة حتى في نطاق واقعي الخاص والذي يختلف نوعاً ما عن المغرب العربي عامة والجزائر على وجه الخصوص ( هذه وجه نظر ). الأخ coco الطاهر هو كل شخوصه الأساسية في أعماله ، هذا الكلام صحيح من حيث أن الكاتب لا يكون قاص بامتياز إن لم يتقمص شخوصه اثناء الكتابة ، وطبيعي أن تتحرك الشخوص بإيحاءات من الكاتب لتحقيق مقاصده في سياق الهدف العام الذي من اجله كتبت الرواية، وهذه يمكن أن تشمل كل قاص ومن بينهم وطار وهذا ما يعني أنها ليست حالة خاصة، لكن إن أخذنا وجه النظر هذه على اطلاقها قد يفهم من هذا إن مجموع ادوار شخصياته ووتفاعلاتها مع بعضها ومع محيطها الروائي في محصلته النهائية سيرة ذاتية . أنا لا أنفي التقارب بين شخصية الحاج كيان والطاهر الكاتب لكني لا استطيع حتى هذه اللحظة أن اقر بأنه هو . الطاهر وطار يمتلك معرفة عميقة بواقعه وعلى هذا قام بانتاج مجمل أعماله الأدبية ضوء معرفته المتعمقه هذه وأرسل مؤشرات يمكن يفهم منها ما ينبغي أن تكون عليه الحياة ، ووصف نظام الحياة الحالي بالفاسد . ( وشخوصه تتناول موضوعات تساؤلات وقضايا هي في صميم مبحث الوجود ... واشرت انت مسبقاً لماركسيته والتي يمكن لها ان تكون احد أعمدة فلسفته ) لم افهم معنى أنه ليس من حقه أن يصف روايته بأنها الثورة التلفيقية ، أعلم أن الرواية اصبحت خارجة عنه بعد أن تم تداولها وما تنتجه من حراك ثقافي وأدبي هو يخصها ، ولكن ذلك لا يمنع كون الكاتب له تصور الخاص عن عمله الابداعي وإن كانت نظرته تلك تتغير مع مرور الزمن وإفادته تلك عن عرس بغل حصلت عليها من حيث يتلقى العلاج بباريس ،وليس لي إلا ان اقبل تصوره الخاص عن عمله كاضافة لفهمي الخاص حتى وإن كانت تتمايز عنه وقد طرحتها بالأعلى لتسهم معنا من ضمن مجهودك الثر في تقصي عرس بغل . *** انا عاجز عن الشكر ... دمتم بخير RE: على هوامش عرس بغل - coco - 10-15-2009 حدث خطأ في الكتابة فقد قصدت أن الطاهر هو كل شخصياته الروائية الرئيسة في رواياته وليس في روايته الواحدة حسنا عزيزي / عروة إذا كانت الفكرة الأساسية التي وردت في اللاز وهي الرواية التي تسبق هذه الرواية زمنيا هي فكرة عداء أخوة الثورة وتمثلت تحديدا في عداء التيار الديني ممثلا في الشيخ لزيدان الماركسي ( البطل الرئيسي ) في الرواية ومحاولة تصفية هذا التيار – أقصد الماركسي – من الثورة بدعوي أن قرار الدخول في الثورة لا يكون كجماعات وأيديولوجيات ولكن كأفراد بينما أصر الاتجاه ممثلا في الحزب الشيوعي الجزائري في رفض ذلك , المهم أن الرواية تركز علي هذا الصراع , وإذا كانت الثورة بعد نجاحها قد انتهت إلي تبني الاتجاه الاشتراكي الممزوج بتوحه إسلامي وهذا لا يرضي الماركسيون والإسلاميون علي حد سواء , فإنني أري أن ما يدور في رواية عرس بغل كفكرة أساسية هو العدالة الاجتماعية وهي ليست ما يعرفه الإسلام من العدالة الاجتماعية حسب التفسير الديني التقليدي ولكن تفسير متطرف لتلك العدالة بحيث تكون العدالة المطلقة في كل شئ وإذ ينطلق الكاتب من هذا التوجه ويحدث قطيعة مع التيار الديني التقليدي بتبنيه هذا المفهوم يحاول أن يجد له من الموروث التاريخي الإسلامي ما يبرره فهو ليس وافدا أجنبيا علي الواقع العربي كما يتحدث التيار الديني عن الفكر اليساري ولكنه في صلب التراث العربي وله مشروعيته بهذا السياق فلا يجد أفضل من القرمطية وموقفها من الملكية تحقبق الفكرة في الرواية كان بأن ينفي عن التيار الديني قدرته علي مواجهة المشكلة الاجتماعية بطرح واقع في أشد دركاته سقوطا هو الماخور لا يمكن للإصلاح الديني أن يثمر أي ثمرة في هذا الوسط فحسب المثل العربي تموت الحرة ولا تأكل بثدييها ولكنها هنا تعدت ذلك بمراحل بأن باعت جسده كله ويصور لنا الواقع المرير لهذه النماذج من خلال شخصيتين الأولي العنابية والثانية حياة النفوس ويراعي ككاتب تطور الشخصيتين فالعنابية تبدأ حياتها في المواخير بعد أن يغتصبها الفرنسيون حتي الإغماء ويقتلوا أهلها وحياة النفوس يسافر أبوها إلي فرنسا وتتزوج أمها بآخر ولدبها أخ مشلول يعول الجميع ولكن تضطرها أمها يوما إلي فراش زوجها وهكذا فإن باقي النماذج في الماخور لابد أن تكون علي تلك الشاكلة وبالرغم من أنه يدين الواقع الذي يجرف تلك الشخصيات نحو التحلل الأخلاقي إلا أن ذلك التحلل لا يهدر إنسانيتهن بالكامل فهن يبعن الجسد ولكنهن لا يبعن الروح فيستطعن أن يمارسن الحب ويستطعن أن يحلمن بحياة كريمة فيها زوج وأولاد وتعليم نري ذلك في تطور شخصية العنابية التي تحب خاتم الهزية وتري فيه ابنا تمارس فيه أمومتها وحياة النفوس التي تفكر في مغادرة الماخور للزواج من القروي الغني , تصوير الماخور فيه رمز إلي الجزائر الواقعة في الظلم الاجتماعي في أبشع صوره ولكي يكمل لنا الصورة يرسم لنا شخصيات أخري من المنتفعين من هذا الواقع بالاستغلال والانتهازية فيعطينا عدة نماذج كلها صورة واحدة تعيش علي عرق هؤلاء العاهرات وهم باباي البوكسر وحمود الجيدوكا وأخيرا خاتم الهزية وهذه الشخصيات ليست شخصيات مسطحة كما نعتقد بل شخصيات نامية تتطور في استغلالها وانتهازيتها لأقصي درجة مستغلة ضعف هؤلاء النسوة في واقعهن المرير إلي حد سرقة كل الغنيمة كما نري من تخطيط حمود وخاتم الهزية نحو غنيمة عرس بغل هذا هو المكان الذي رسمه الطاهر بريشة فنان والذي يجابهه الحاج كيان علي عدة مراحل يتبع كوكو |