حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
حوار الغرباء...أسفار و اليوسفي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: حوار الغرباء...أسفار و اليوسفي (/showthread.php?tid=34945) |
حوار الغرباء...أسفار و اليوسفي - youssefy - 10-15-2009 قال صديق الغربة...و الشعر عراء أوراقنا يا صاحبي ,, كأنه لا تمام لطقوس الليل إلا بستره ... يرعف الحبر لحظتها ليستـلب كما العتمة نصاعة فكرة ما و هي تـثـلم بمنقار الدهشة جدار البيضة من الداخل , بغية التبرك بلوثةٍ من نور العالم ! أن تتجرع تماهيك مع المنافي ,, فربما هي محاولة أخيرة للرد على أنماط الوجع المألوف الحامل لوجودنا , الوجع الحافلة به أيامنا , الوجع المُهدَى إلينا من غير سؤالنا عن رضاءنا ! هي محاولة ضد إتساقنا الأبدي في أسراب هائلة تتجه بسلاسة لتنخرط في سلسلة لانهائية من الرضاءآت ( أو الرضا العمومي على حد قول الشاعر إبراهيم البهرزي ) ! التوحد ,, قرينة لأهم تمظهرات الغربة , فغربتنا تجاوزت بعدي الزمان و المكان , لتغدو مُركــّبـَة ً و كأنها تعلن العصيان على مـُحددات مفهومنا الإصطلاحي المألوف عنها ! غربتنا ما عادت تنتظر عودة وطن ٍ ما .. الوطن المثال ,, ما عاد يكتفي بصفته القديمة كتراجيديا ملحمية تـتـمـثـل بعقدة تطرحها كلاسيكيات الدراما بالتوازي مع إفتراض حل ٍ لها ( تمليه مستويات الحبك ) .. الوطن الذي مازلنا نمعن في تنشق أفيون نكهة خبزه البعيد ,, لم يعد قابلاً للحدوث إلا كثيمة شعرية .. فكان الرد مني.... نعم يا صديق الغربة... الوطن ذاك لم يعد الا خيالا نتناجى بذكره و نحن جلوس على حطام الايام و شوك الزمن الاوروبي البارد....الوطن ذاك لم يبقى منه في حنيننا الا رماد من اغاني الطفولة و تراب شقاوتها اللامبالي.... الارض تلك لم يعد ريحها و لونها يثير في القلب كثيرا من امل او انتماء....لان الارض لم تعد ماكانت و انمسخت تشظيات لا نرى فيها غير انكسارنا.... قد تزور الاحياء تلك....تلك الزقاقات الصغيرة التي نشات فيها عيوننا و زهرة قلوبنا...لكنك لن ترى الا وجهك الماضي يعيد لك خيالاتك الجميلة....وجهك الذي لا تعرفه...يقول لك من هناك/فيك....ما هنا الا ماكان و لم يبقى الا السراب لك...فاحترف الغربة في ارضك او في اراضي الاخرين...لا حضن لك يرويك من عطش الغياب الدائم.... ستدري حينها ان الزمن جنا عليك و به جنيت على نفسك....حكمت على نفسك بوعي لا يرى في غير الغربة وطنا....لان الاوطان تضيع مادمنا في حمى البحث عن الذات الحقيقية....عن الذات التي لا تحب التزييف او البهرج الخداع... لكن الغربة عكس ما حكوه لنا و نحن في احضان مؤقتة تاخد منا اكثر من ما تهبنا....الغربة حقيقة تلسع الفكر بقساوتها و ضياعها....لكنه ضياع جميل... قلت لهم و انا احاور اشباحهم الحاضرة دوما في هلاوسي....ضعت...و معي آخرون...معي هو و هو و هو...ضعنا لنجد في توحدنا الغريب ارضا فينا لم نرها و نحن في لب المتاهة....ترنح بنا المسير لنضع قدم اليقين على جزيرة مجهولة من المعاني...على خريطة كانت في كتب الاساطير الوحيدة...عشب دافئ تلقفنا و زرع في عروقنا ان الوحدة مصير....ان الوحدة قدر الغرباء عن ازمان البلداء....ان الوحدة مهد يجمع ما شتت منا المكان و الوقت ليعيد تكوين القلب شعرا و جمالا... الوحدة الغريبة او الغربة المتوحدة حبر يعيد تكوين الوجود عبر اصطفاف الشعر و كلمات الذات المجروحة بريشة الحنين... من هنا كنا و كان اللقاء.... من هنا هاته الصداقة التي لا تريد الا من يواكبها و هي في سرب الرحيل...بحرف جميل يريد المواساة و الحب اللامبالي بكل الشروط... غربتنا وحدة....و وحدتنا شعر لا يبحث عن من يقرأه بقدر ما يتغيا قلبا غريبا يحس به... فلنمضي... هناك...الوطن |