حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد (/showthread.php?tid=35026) |
سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - بهجت - 10-23-2009 سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد حوار أيمن عبدالهادى ٢٢/ ١٠/ ٢٠٠٩ سمير أمين يتحدث إلى «المصرى اليوم» ينتقد سمير أمين، المفكر الماركسى، بشدة فى كتابه الأخير الصادر حديثاً بعنوان «فى نقد الخطاب العربى الراهن»، مجموعة من الخطابات السائدة: خطاب الرأسمالية، خطاب القومية، خطاب الإسلام السياسى. ورغم أن عدد صفحات الكتاب لم يتجاوز ١٥٠ صفحة فإن مضمونه يستحق التأمل والمناقشة، خصوصاً فى ظل حالة واضحة من التراجع الفكرى على المستويين العربى والمصرى، كانت انعكاساً لحالة واضحة أيضاً من التردى العام فى مجالات عديدة على المستويين السياسى والإقتصادى، وأيضاً على المستويين الاجتماعى والثقافى. «المصرى اليوم» التقت د. سمير أمين، أبرز منظرى الماركسية العرب، أثناء زيارته الأخيرة لمصر لتوقيع كتابه، وسألته عن أهم أفكار الكتاب ورؤيته للواقع المصرى الراهن.. وإلى نص الحوار ■ من يقرأ كتابك الأخير «فى نقد الخطاب العربى الراهن» يستشعر نوعاً من الإحباط أو التشاؤم بعد قراءتك وتحليلك المستفيض لخطابات الرأسمالية والقومية العربية والإسلام السياسى.. هل تتفق معى؟ - أتفق معك تماماً. كان هدفى من الكتاب أن أُظهر أن الخطاب السائد عن الرأسمالية مثلاً، ليس فقط على المستويين المصرى والعربى بل على مستوى العالم، هو خطاب أيديولوجى بالمعنى المبتذل للكلمة أى خطاب يسعى للتوظيف السياسى لا غير. وهذا الخطاب هو هروبى بالأساس، يهرب من مواجهة التحديات الحقيقية ويحل محلها تساؤلات خيالية لا علاقة لها بالواقع. على سبيل المثال عندما يتحدث هذا الخطاب السائد عالمياً عن اقتصاديات السوق أو الأسواق المعممة، وحقيقة الأمر لا يوجد شىء اسمه اقتصاد السوق، الأسواق ظاهرة موجودة فى نظم اجتماعية اقتصادية مختلفة وستظل فى إطار نظم، الحديث عن الأسواق سطحى جداً وفارغ بلا مضمون ولكى يكون ذا معنى لابد من ربط الأسواق بالطابع الرئيسى للنظام الذى تعمل فيه الأسواق. ■ لكن النظام السائد عالمياً الآن هو النظام الرأسمالى؟ - الاقتصاد الموجود رأسمالى، لكن لا يكفى أن نصف النظام بأنه رأسمالى، لأن الرأسمالية موجودة على الأقل منذ ٥ قرون ومرت بمراحل تطور مختلفة وتكيفت مع كل مرحلة، والمهم التركيز على ما هو جديد فى هذه الظاهرة، لكنها تشهد الآن مرحلة تتسم بعدد من السمات أبرزها أنها احتكارية، احتكار الأقلية تحديداً، وهو ما يعرف بالـ«أوليجوبول»، وهى أيضاً احتكارية معممة، لأول مرة فى تاريخ الرأسمالية نجد أن عدداً محدوداً نسبياً من التكتلات الرأسمالية الكبيرة، وهو ما يسمى باللغة الدارجة الشركات المتعدية للجنسيات، هى التى تسيطر بالفعل على الاقتصاد الوطنى والعالمى، قراراتها هى التى تتحكم، تسيطر أيضاً على السياسة بمعنى أن نظم الحكم على الصعيد العالمى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمصالح هذه الطبقة. السمة الثانية أن هذه الاحتكارت معولمة: أى نشاطها متنوع عالمياً فى التجارة والاستثمارات وأنماط الاستهلاك، خذ مثلا بسيطا: يرتبط سوق التليفونات المحمولة فى أى مكان فى العالم بعدد محدود من احتكارات الأقلية الكبرى التى تسيطر على هذا القطاع العام من النشاط الاقتصادى ذى التأثير الكبير فى الحياة اليومية. أما السمة الثالثة للنظام الرأسمالى الراهن فهى أنه مؤمول أى يرتبط بالمال، يُغلب الجانب المالى على أى جانب آخر عند اتخاذ القرار، وهذه ليست ظاهرة عرضية، التكتلات الكبرى مؤمولة، معنى ذلك أنها تتمتع باحتكار التوصل للأسواق المالية، هى الوحيدة التى تسيطر على الأسواق وتظل الأخيرة فى خدمتها. ■ هذه السمات تحديداً هى التى يتجاهلها خطاب الرأسمالية.. أليس كذلك؟ - نعم.. هذا ما يسكت عنه الخطاب الرأسمالى العالمى السائد، هو لا يتحدث عنه على الإطلاق. من وقت إلى آخر يتكلم عن الاحتكار بصفته استثناء. أحياناً يتكلم عن أن الأمولة تنتج عن بعض أخطاء القطاع المالى، نعم الأخطاء موجودة لكنها ليست السمة الأساسية. معنى ذلك أن هذا الخطاب يسعى إلى محو القضايا والتحديات الحقيقية والهروب إلى كلام مطلق عن الأسواق وآليات الأسواق. وهذا هو النظام الذى دخل الأزمة. الأزمة الاقتصادية ليست مالية، الجانب المالى للأزمة الذى تجلى فى انهيار الأسواق المالية فى أكتوبر ٢٠٠٨، ليست إلا قمة جبل الثلج تحته الرأسمالية بسماتها الثلاث السابقة: الرأسمالية هى سبب الأزمة. ■ وهل أغفل الخطاب العربى والمصرى عن الرأسمالية بدوره التحديات الناتجة عن سيادة النظام الرأسمالى بصورته التى أشرت إليها؟ - الخطاب العربى والمصرى سطحى جداً جداً وتبسيطى وضعيف كالعادة. وللأسف الشديد الاقتصاديون من ذوى النظرة النقدية تأثروا واقتنعوا بالخطاب السائد عالمياً. ■ والخطابات المضادة؟ - فى مواجهة هذا الخطاب السائد توجد خطابات مضادة أيضاً سائدة عالمياً، على سبيل المثال خطاب البيئة، خطاب الديمقراطية، وهى تشير إلى أمور صحيحة لكنها منفصلة عن بعضها البعض، تتكلم عن أزمة الطاقة، تتحدث عن التأثير السلبى لزيادة استخدام الطاقة، الخطاب عن أزمة الزراعة.. كل ذلك صحيح لكن لابد من ربطه بعضه ببعض لكن لا يمكن أن يحدث ذلك إلا فى إطار النظر إلى السمات الحقيقية لما هو جوهر مرحلة الرأسمالية الحالية. أنا أحاول أن أفعل ذلك وهناك محاولات فردية أخرى لحسن الحظ، كل من يفعل ذلك ماركسيون أو لهم علاقة بالماركسية. ■ ننتقل إلى خطاب القومية، كيف قرأتم هذا الخطاب؟ - خطاب القومية قديم، هو خطاب طرح هدفاً يتمثل فى إنجاز الوحدة العربية وتجاوز القطرية فى دولة عربية واحدة كبيرة. هذا هدف سليم فى حد ذاته لابد أن يتمتع بأولى القوى السياسية العربية وهذا هدفى، أنا لست عدواً للوحدة العربية، لكن ما هو المنهج لهذا الخطاب القومى وهل يستطيع إنجاز هذا الهدف. أنا أركز فى الكتاب على نقد الخطاب ولماذا هو خطاب عاجز. أولاً الخطاب نفسه خيالى وهمى غير واقعى. الخطاب يكتفى بإعلان أن الشعوب العربية كلها تكون قومية موحدة كونتها منذ الأصل الذى ربما يكون الفتح الاسلامى. هذا غير صحيح بمعنى أن المنطقة العربية لها تاريخ سابق للإسلام والعروبة وبعد إسلامها وتعريبها وبعد تغيرها وتحولها إلى مجتمعات عربية وخلال هذا التاريخ الطويل كانت عناصر التفتت والتباين إلى جانب عناصر الوحدة، كانت موجودة. نمط الإنتاج نفسه، نمط التكوين المجتمعى وأشكال الإنتاج والأنماط الثقافية تغيرت عبر التاريخ، أى أن القطرية لها جذور أيضاَ. إنكار كل ذلك لصالح تأكيد العروبة بشكل مجرد، كلام خيالى. ■ إذن لا وجود للقومية العربية؟ - القومية العربية مشروع مستهدف، مشروع لابد أن نناضل من أجل إنجازه لكن هو ليس واقعاً. هناك أمثلة: من ينطق باللغة العربية الفصحى قليل، اللغات الدارجة تسود وإنكار هذا الواقع غير الواقعى. عندما ننظر إلى الاستراتيجية السياسية التى تتماشى مع هذا الخطاب السائد المبسط، عندما يشير إلى أولوية إنجاز الوحدة العربية وما عدا ذلك لا يهم أو يأتى فى مرحلة لاحقة أى يلغى صراع الطبقات، يلغى النضال من أجل الديمقراطية.. ويقول صراحة إنه حتى لو حقق شيطان هذه الوحدة فسأتحالف معه، قد يكون برجوازياً، رأسمالياً، اشتراكياً شيوعياً متطرفاً، إسلامياً سلفياً.. وأقول أن لا أحد من هؤلاء سيحقق الوحدة العربية لأن مصالحهم مرتبطة بالقطرية، بالاندماج فى النظام الرأسمالى العالمى القائم بالفعل كما هو، ولذلك جميع هؤلاء لا يتحدثون عما أتحدث عنه من احتكارات الأقلية بل يقبلها، ويقول هذا مجال آخر، ولو تسمع حديث أى منهم فى مصر، السعودية، إيران سيقول أنا لست ضد التجارة. الخطاب القومى هو أيضاً يهرب من مواجهة التحديات، وبالتالى هو خطاب عاجز لا يستطيع إنجاز الهدف الذى يسعى إليه. ■ دعنا نتحدث عن الخطاب الثالث الذى أخضعته للنقد فى كتابك وهو خطاب الإسلام السياسى لكن بالتركيز على الحالة المصرية. - يحكم مصر حالياً كتلة مكونة من ثلاثة أطراف قد تبدو فيما بينها متناقضة ومتصارعة، لكنها فى واقع الأمر موحدة إلى حد كبير أمام عدوها المشترك، وهو احتمال تكوين كتلة بديلة شعبية وطنية ديمقراطية. الكتلة مكونة أولاً من نظام الحكم نفسه وهو وريث الفترة السابقة الناصرية لكنه وريث ألغى كل منجزات وأهداف المرحلة الناصرية وظل الكلام فقط بل قليل من الكلام، وكان التغير الفارق فيما آل إليه النظام السياسى المصرى لحظة أن أعلن السادات أنه سيتحالف مع الولايات المتحدة لكى يكون حليفاً للقوى وكان هذا كلاماً خاطئاً، إلى جانب ذلك هناك برجوازية قطاع الأعمال وهى طبقة وسيطة بين الاحتكارات المسيطرة عالمياً وبين الواقع المحلى وتستفيد. هى طبقة برجوازية كومبرادورية أى وسيطة، بعضهم يُعلن عن نفسه باعتباره ديمقراطياً لكن من دون تحديد دقيق لمعنى الديمقراطية التى يتبناها، الطرف الثالث هو الإسلام السياسى. ونظام الحكم الذى يسعى اليه هذا الخطاب هو ضد الديمقراطية التى تعنى حق الاختلاف العميق فى الرأى. أسلمة المجتمع أصبحت طقوسية سلفية تعادى الديمقراطية ومبادئها الأولى إضافة إلى أنها متعصبة بشكل عام. خطاب الإسلام السياسى هو أيضاً يتفادى مواجهة التحديات، لا يتحدث عن الاقتصاد الحقيقى «الأسواق» ويقبل كل ذلك باسم أن الملكية الفردية مقدسة والإسلام يعترف بها وبالتجارة. القاسم المشترك فى خطاب الإسلام السياسى أنه يتفادى التحديات الحقيقية ويقبل الخطاب الرأسمالى السائد بشكل مبتذل. الخطاب السائد يهرب إلى ما أسميه الثقافوية، يعلن بها عن وجود صفات ثقافية دائمة عبر التاريخ يتصف بها شعب معين ولا تتغير، قد تكون الصفة عند القوميين هى العروبة، قد تكون الانتماء الدينى فى حالتنا الإسلام، كأن الإسلام نفسه كواقع اجتماعى لم يتغير عبر التاريخ وأنا أنكر ذلك، لابد من التمييز بين العقيدة الدينية والدين المعاش فى مجتمعنا، لست مهتماً بما هو الإسلام الصحيح، أنا لست فقيهاً وأترك الحق لمن يريد أن يبحث عن الإسلام الصحيح، أو المسيحية الصحيحة بل أضفت الماركسية الصحيحة أنا مهتم بالإسلام المعاش، بالمسيحية المعاشة، بالماركسية المعاشة.. أى كما يعيشها الشعوب التى تزعم أنها مسلمة أو مسيحية أو ماركسية. مسلم اليوم ليس كمسلم مجتمع الصحابة، لابد أن نفهم ما هم المسلم المصرى الذى يعيش فى المجتمع المصرى كما هو. كلام الإسلام السياسى الدارج أن فترات النهضة حدثت فى مرحلة ربط السياسة بالدين ليس صحيحاً. المرحلة التى سيطرت فيها العقيدة الدينية شكلياً على الأمور السياسية هى مرحلة انحطاط، مرحلة الدولة العثمانية. لكن فى القرون الثلاثة الأولى التى ازدهر فيها العرب فى ظل الإسلام كانت الدولة إسلامية لكن لم يكن المجتمع إسلامياً كان ثمة تنوع من مسلمين وغير مسلمين وكان ثمة تباين فى استخدام اللغات. معنى ذلك أنه كلما زاد الربط بين الدين والسياسة يصبح الدين دين السلطة فى نهاية الأمر، يصبح أداة للسلطة لتكريس الاستبداد والقهر وهذا يحدث طوال التاريخ. طبعاً كان ثمة محاولات لتجاوز هذا المفهوم لكنها فشلت وأُجهضت. هذا الشكل يمنع الفكر الحر، العقيدة الدينية تحولت إلى طقوس. ■ لكن من يمكنه إذن أن يواجه التحديات التى تهرب منها كما يتضح من تحليلك ونقدك للخطابات الثلاثة التى عالجتها فى كتابك؟ - صراع الطبقات. الصراع الطبقى هو صراع بين كتلة موجودة هى التى تحكم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وكتلة غير موجودة حالياً وهو مشروع التحالف الوطنى الديمقراطى الذى أتحدث عنه منذ عشرين عاماً. ■ تشيرون فى هذا الصدد دوماً إلى دور اليسار؟ أين اليسار المصرى مثلاً؟ - هم أفراد قد يجتمعون من وقت لآخر فى إطار معين لكن للأسف ليس لهم صدى أو تأثير فى المجتمع لأن فى مراحل أخرى لعب المثقفون المصريون دوراً رئيسياً فى دخول الأفكار إلى الساحة العامة. أنا لا أقلل من شأن الأجنحة المصرية لليسار المصرى، الأوضاع سوف تتغير لكن لا أعلم كيف، الغالب أن انتفاضات شعبية ستحدث، الإضراب كان إشارة، ستستمر الأوضاع الاجتماعية فى التدهور وبالتالى ستكون هناك ردود فعل وهذه فرصة اليسار للظهور من جديد، عندما يدخل فى هذا النضال الشعبى ليس لقيادة الشعب بل لإعادة الثقة فيهم وبالتالى فتح قنوات لإدخال مشروعات استراتيجية وسياسية. الجماهير الكادحة لابد أن تدخل فى المعركة، ثورة ١٩١٩ قام بها الفلاحون والطبقة العاملة الجديدة التى استغلها الإنجليز لمساعدة الجيوش البريطانية فى الحرب العالمية الأولى. لقد تعلموا أهمية العمل المشترك قبل أن يتدخل الباشوات وسعد زغلول، المقاربة بين ما حدث فى هذه الثورة وما يحدث الآن هو أن الطبقات الوسطى والطبقات الحاكمة ليست هى من يُنجز أى خطوة إيجابية مهمة دون دخول الجماهير الكادحة فى المعركة. ■ لماذا لم تؤلف كتاباً عنوانه «مصر المباركية» كما كتبت عملك الشهير «مصر الناصرية»؟ - لسبب بسيط كنت أعيش فى مصر فى الفترة الناصرية وكنت أرى أن من حقى نقد هذه التجربة بينما بعد ذلك أنا أحيا بالخارج وأعتقد أن هناك من هم أقرب للكتابة عن عصر مبارك. لكن هذا الكتاب ليس موجوداً، توجد أجزاء منه، لابد من الكتابة عن المجتمع المصرى وماهيته، ليس فقط السلطة، ليس فقط حكاية الدستور والتوريث والانتحابات المزيفة. ■ لكن بشكل عام كيف ترى وضع المجتمع المصرى حالياً؟ - سيظل الوضع المصرى الراهن كما هو ثابت لن يتغير وهذا فى الأجل القصير، لكن فى المدى الأطول التغير ليس مستبعد، فالشعب المصرى له تاريخه وتجاربه السابقة وشهد تغيرات لم يكن لأحد أن يتصور أن تحدث، عند الحملة الفرنسية لم يكن أحد يتصور أن النتيجة هى محمد على، ثورة ١٩١٩ انتفاضة الفلاحين والعمال، ثورة ١٩٥٢، التغيرات العميقة فى التاريخ ليست متوقعة. .................................................................. حوار هام للمفكر الكبير سمير أمين ..أطرحه للتعليق و الحوار . RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - THE OCEAN - 10-23-2009 القومية العربية واقع طالما إلتزمنا أنها تقوم على مبدأ اللغة والمشاركة الثقافية بعيداً عن العرقية. RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - طريف سردست - 10-24-2009 (10-23-2009, 11:33 PM)THE OCEAN كتب: القومية العربية واقع طالما إلتزمنا أنها تقوم على مبدأ اللغة والمشاركة الثقافية بعيداً عن العرقية. مثل هذا " الواقع" ناشئ في ذهنك وبالتالي فهو واقعك وحدك ومن يشاركك ذات التفكير ضمن " التزاماتك ". ماذا إذا لم يجري الالتزام بالابتعاد عن العرقية، هل تنتهي القومية العربية عن ان تكون "واقع"؟ وماذا إذا رفض البعض الانتماء الى القومية العربية على الرغم من انهم ناطقون باللغة والعربية ويملكون مشاركة ثقافية ولم يعيروا قواعدك اية اهتمام؟ ان اللغة والمشاركة الثقافية وحدهم لايشكلان اساسا كافيا "لخلق" انتماء قومي او فرضه. ان " العرقية" التي تظهر في بعض بلدان القومية العربية نابعة عن وهم فكري، جرى تربيته بالنظرية القومية ذاتها، وليس عن انتماء عرقي حقيقي. وبالتالي فالنظرية سلاح خطر تبني اوهام ولاتقدم اية افضليات حقيقية. على العكس نجد ان بريطانيا واستراليا وامريكا ونيوزيلاند يملكان اصلا عرقيا واحدا ومع ذلك لايثيرون مسألة وهم الانتماء العرقي. في حين نجد اوروبا التي لاتملك انتماء قومي واحد لديها مشروع خلاق لبناء الدولة الواحدة الفاعلة بدون اوهام. الامر الذي يشير الى ان المصالح الفعلية وليست اوهام الاطفال هي التي تخلق الواقع. ان العولمة، اي التجارة، هي الامل الواقعي الوحيد لتوحيد العالم العربي كجزء لايتجزء من عملية توحيد السوق العالمية ككل، وبالتالي يبدو ان التطور الدولي هو الذي سيحقق حلم الوحدة العربية وليست قوى حالمة بالنظريات. في هذا السياق يمكن قراءة التقارب الخليجي مثلا. RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - بهجت - 10-24-2009 سمير أمين يستحق جائزة ابن رشد (1) تناقلت أجهزة الإعلام نبأ فوز الاقتصادي المصري سمير أمين بجائزة ابن رشد للفكر الحر للعام 2009، التي تمنحها سنويا «مؤسسة ابن رشد للفكر الحر»، الألمانية. وكشف بيان صادر عن المؤسسة التي تأخذ اسم الفيلسوف الإسلامي ذي الفكر المتفتح ابن رشد (1126 - 1198)، سبب فوز أمين، على أنه يعود أساسا، إلى وقوفه، من خلال أبحاثه وكتاباته الرصينة، «دائما إلى جانب استقلالية قرار الدول النامية في اختيار الطريق للتنمية، وخاصة في العالم العربي، ودعوته باستمرار إلى تضامن أممي جديد، لا لتجاوز الأزمة الرأسمالية فحسب بل للخلاص من النظام الرأسمالي المأزوم». يضيف بيان المؤسسة في سرد الأسباب التي تقف وراء استحقاق أمين الجائزة بالقول ان «الأزمة المالية التي بدأت منذ سبتمبر/ أيلول 2008 سبق لسمير أمين أن تنبأ بها بكونها وليدة للنظام، وبالتالي هي جزء من أزمة النظام الرأسمالي المتقدم والتي برزت بداياتها في العام 1970». وللأجيال العربية الشابة، ممن لم تسمح لهم الظروف الفكرية السائدة اليوم بالاطلاع على إنتاج هذا المفكر الاقتصادي العربي المخضرم، والتي نرى ضرورة اطلاعها على كتاباته القيمة، وعلى وجه الخصوص تلك التي أثارت جدلا حادا في صفوف الحركة الفكرية العربية ذات الخلفية السياسية، على اختلاف مشاربها، في عقود الستينيات والسبعينيات، نرى ضرورة اطلاعها على سيرته الذاتية، وعودتها إلى إسهاماته الفكرية. من أم فرنسية وأب مصري، كانا طبيبين يعملان في مصر ولد سمير في العام 1931، في مدينة بورسعيد، حيث قضى طفولته فيها وحصل على شهادة الثانوية العامة العام 1947 من مدرسة فرنسية، غادر بعدها إلى باريس كي يحصل في الفترة بين 1947 و1957 على دبلوم في العلوم السياسية، وأخرى في الإحصاء يتوجها بدكتوراه في الاقتصاد، من جامعة السوربون، يحملها في العام 1957 عائدا بها إلى مصر، الذي لم يستطع أن يقيم بها أكثر من خمس سنوات، حيث تجبره لأفكاره السياسية، وانتماءاته التنظيمية إلى الهرب إلى فرنسا، بمساعدة والده، كي يتنقل في وظيفة مستشار اقتصادي بين دول إفريقية عديدة مثل مالي والكونغو برازافيل ومدغشقر، قبل أن يستقر به الحال في منصب مدير معهد التنمية الاقتصادية والتخطيط التابع للأمم المتحدة في العاصمة السنغالية (داكار) لفترة عشر سنوات (1970 - 1980). يشغل أمين بعد ذلك، ومنذ العام 1980 مدير منتدى العالم الثالث، وهو منظمة عالمية غير حكومية للبحوث والمناقشات. أما اليوم فهو يترأس، أيضا منظمة المنتدى العالمي للبدائل. أما على صعيد الإنتاج الفكري، والذي كان مزيجا من الإنتاج العربي المباشر، أو ذلك الذي نشره بالفرنسية، قبل أن يعرف طريقه إلى القارئ العربي في نسخته المترجمة. من أهم كتبه التي ترجمت في السبعينيات من القرن الماضي، وفي الميدان الاقتصادي كانت: 1 - التراكم على الصعيد العالمى، ترجمة، دار ابن خلدون، بيروت 1973. 2 - التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة، (ترجمة عادل عبد المهدي - دار الحقيقة - بيروت 1974). 3 - التطور اللامتكافئ، (ترجمة برهان غليون - دار الطليعة، بيروت 1974). أما في هذا القرن فقد كانت أبرز مؤلفاته: 1 - ثقافة العولمة وعولمة الثقافة، عمل مشترك بين برهان غليون وسمير أمين، 2000، دار الفكر المعاصر للطباعة والنشر والتوزيع. 2 - مناهضة العولمة حركة المنظمات الشعبية في العالم، ترجمة: سعد الطويل، 2003، مكتبة مدبولي. 3 - الفيروس الليبرالي الحرب الدائمة وأمركة العالم، دار الفارابي، 2004. وقبل الانتقال إلى عرض أبرز مميزات وسمات فكر أمين التي أهلته لنيل الجائزة، لابد من الإشارة إلى خصلة مميزة في علاقاته الفكرية مع من كان يشاطرهم الكثير من القواسم المشتركة فيما يتعلق بنظرتهم للعلاقات الاقتصادية والثقافية في عصر اتفق معهم على تصنيفه بـ «عصر العولمة». فمن أقرب رفاق فكره هو برهان غليون والذي ترجم له بعض أهم مؤلفاته، نجد أمين يخوض معه حوارا فكريا عميقا عكس جوهر الخلاف بينهما على المستوى الأيديولوجي. فقد كان أمين يختلف مع غليون كما يقول عبدالرزاق السويراوي بشأن أطروحة غليون التي يذهب فيها إلى «أن الأديان السماوية حققت نقلة وتقدما في تطور الفكر الديني، وأن الشعوب المنتمية إلى أديان سماوية، كانت حضارتها أكثر تقدما من الشعوب غير المنتمية إلى أديان سماوية». ويدعم أمين رفضه لأطروحة غليون، كما يقول السويراوي بإيراده مثالين، «الأول: عن البوذية، إذ يقول، إن بوذا لم يدّعِ النبوة ولا الألوهية وإنما كان يدّعي أنه تمكن من الوصول إلى اكتشاف قيم إنسانية عُليا، وأنه بالإمكان إدراك ما تفعله قوى الطبيعة من دون الاستعانة بالإلهام الخارجي كما هو شأن الأديان السماوية، وأن هذه القدرة كما يدّعي بوذا، هي موجودة لدى جميع البشر، إذا ما أحسنوا استخدامها، ثم يخلص إلى القول إن البوذية هي ليست شكلا بدائيا من الدين بقدر ما هي أقرب إلى الفلسفة المثالية منها إلى الدين. أما المثال الثاني: هو مذهب كونفوشيوس، حيث يقول سمير، إن كونفوشيوس لم يدّعِ هو الآخر الإلهام الإلهي، وإنما هو فقط إنسان حكيم توصل عن طريق التأمل والملاحظة لسير المجتمع، إلى اكتشاف مجموعة من القواعد يمكن أن تؤدي إلى الكمال الاجتماعي وأن اتباع هذه القواعد يلغي الحاجة إلى الالتجاء إلى (قوى فوق الطبيعة)». عبيدلي العبيدلي- الوسط العدد : 2605 | السبت 24 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430 هـ RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - الشهيد كسيلة - 10-24-2009 اقتباس:من أم فرنسية وأب مصري، كانا طبيبين يعملان في مصر ولد سمير في العام 1931، في مدينة بورسعيد، حيث قضى طفولته فيها وحصل على شهادة الثانوية العامة العام 1947 من مدرسة فرنسية، غادر بعدها إلى باريس كي يحصل في الفترة بين 1947 و1957 على دبلوم في العلوم السياسية، وأخرى في الإحصاء يتوجها بدكتوراه في الاقتصاد، من جامعة السوربون، يحملها في العام 1957 عائدا بها إلى مصر، الذي لم يستطع أن يقيم بها أكثر من خمس سنوات، حيث تجبره لأفكاره السياسية، وانتماءاته التنظيمية إلى الهرب إلى فرنسا، بمساعدة والده،................................. الخ استاذ بهجت تحية واحترام تحية كما لسمير امين على كلمته التي هي بلسم الشفاء من لوثة القومية والثيوقراطية لكن الفخار بمصرية سمير امين فيها قول : ما نسبة الانتماء المصري في شخص سمير امين ألأن والده مصري لقد انتصرت ثقافة امه وشكلته بالكامل في اللسان والتفكير ومختلف اوجه الحياة، وللشباب الذين تحثهم حضرتك على التعرف الى فكر هذا الموهوب هل لابد لهم ان يكونوا من امهات فرنسيات ليكونوا في مستواه لانهم ان اتخذوه قدوة لا سبيل الى احراز ما احرزه الا هذا السبيل ونعود مرة اخرى الى الجنسية والانتماء كلنا بدو لا نؤمن بالانتماء الى الجغرافيا والثقافة مع ان ان الواحد منا ابن مجتمعه وبيئته ولا اظن ان بيئة سمير امين التي انتجته ومنحته كفاءاته هي البيئة المصرية البدوي متنقل لا شيء يشده الى الجغرافيا ولذلك تجد ناسا في بلد منذ اجبال ولكن لا يشعرون بشيء يشدهم الى الارض التي تحتويهم والوطن الذي يمنحهم كل شيء فيقابلوه بالجحود، ولأرض فرنسا حق على سمير امين واظن ان فرنسا منحته ما لم تمنحه مصر ليس لان مصر ليس لها ما تمنح ولكن مصر مثلها مثل البلاد العربية مهما كانت ريادتها فحاضرها يشهد تقهقرا فظيعا ومثل سمير امين مثل اوباما تقريبا فهل اوباما نتاج كينيا ولعل سمير امين اراد ان يكون مصريا في ال5 سنوات التي حاول فيها التاقلم مع بلد والده الا انه ولا ريب كان يرى البون الشاسع بين ما نهله من الثقافة والتربية الفرنسية التي تلقاها من والدته وبين المجتمع المصري وله في والده اسوة فمع انه مصري بنسبة كبيرة الا انه اراد لولده بيئة اخرى غير البيئة المصرية با استاذ بهجت لم نختلف الا لنتفق افكار سمير امين على اهميتها لا يوجد في مصر ولا في البلاد العربية مناخ يمكن ان تنمو فيه والى ان يرزقنا الله بذلك المناخ لك كل المودّة وتصبح على خير RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - بهجت - 10-24-2009 يا صديقي . الإنسان ينتمي إلى حيث توجد أفكاره ، و سمير أمين منتج أصيل للمجتمع الفرنسي و ثقافته و حتى ماركسية سمير أمين هي ماركسية فرنسية عنيدة !. عن القومية أحب ان نفرق بين العروبة و القومية العربية . العروبة إنتماء ثقافي مثل الفرانكوفونية ، و لكن القومية العربية هي حركة سياسية تقتات على العروبة . هذا لا يقلل من أهمية العروبة كرابطة ، و لكنه يوصفها بشكل علمي ، إن نجاح او فشل الحركة القومية لا يؤثر على حقيقة الرابطة العروبية ، و لكن هذا لا يعني أنه يمكن تحويل تلك الرابطة إلى مشروع سياسي ناجح . العرب مثل أفراد العائلة الواحدة ،و لكن المشروعات الناجحة لا تكون بين الأقارب بالضرورة ، و لكنها تكون بين من يجمعهم مصالح قوية مؤكدة ، لا توجد هناك مصالح حقيقية بين السوري و السوداني ولا بين العراقي و التونسي ،و لكن توجد مصالح قوية تربط السوري بالتركي و تربط العراقي العربي بالكردي العراقي و الإيراني ، هذه حقائق صلبة تفرض نفسها الآن بقوة ،ولا يمكن تجاهلها ، فسوريا التي ارتبطت تاريخيا بالدعوة القومية تنشط الآن في تشكيل تجمع يربطها بالأتراك و الإيرانيين على حساب علاقاتها العربية ، بل و تحاول ضم العراقيين لهذا المشروع !، و لكن العراقيين يريدون هذه الرابطة بدون سوريا !. RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - بهجت - 10-24-2009 الإسلام السياسي . سمير أمين الحوار المتمدن - العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 .................................... 1) يقع في خطأ كبير من يعتقد أن ظهور حركات سياسية مرتبطة بالإسلام، تعبئ جماهير واسعة، هي ظاهرة مرتبطة بشعوب متخلفة ثقافياً وسياسياً على المسرح العالمي، وهي شعوب لا تستطيع أن تفهم سوى اللغة الظلامية التي تكاد ترتد لعصورها القديمة وحدها. وهو الخطأ الذي تنشره، على نطاق واسع، أدوات الإتصال المسيطرة، التبسيطية، والخطاب شبه العلمي للمركزية الأوربية. وهو خطاب مبني على أن الغرب وحده هو القادر على إختراع الحداثة، بينما تنغلق الشعوب الإسلامية في إطار ((تقاليد)) جامدة لا تسمح لها بفهم وتقدير حجم التغييرات الضرورية. ولكن الإسلام والشعوب الإسلامية لها تاريخها، مثل بقية الشعوب، والذي يمتلئ بالتفسيرات المختلفة للعلاقات بين العقل والإيمان، وبالتحولات والتغيرات المتبادلة للمجتمع وديانته. ولكن حقيقة هذا التاريخ تتعرض للإنكار لا على يد الخطاب الأوربي المركزي وحسب، بل أيضاً على يد حركات الإسلام السياسي المعاصرة. فكلا الطرفين يشتركان في الواقع، في الفكرة الثقافية القائلة بأن المسارات المختلفة للشعوب لها ((خصوصيتها)) المتميزة غير القابلة للتقييم والقياس والعابرة للتاريخ. ففي مقابل المركزية الأوربية، لا يقدم الإسلام السياسي المعاصر سوى مركزية أوربية معكوسة. وظهور الحركات التي تنتسب للإسلام هو في واقع الأمر التعبير عن التمرد العنيف ضد النتائج السلبية للرأسمالية القائمة فعلاً، وضد الحداثة غير المكتملة والمشوهة والمضللة التي تصاحبها. إنه تمرد مشروع تماماً ضد نظام لا يقدم للشعوب المعنية أية مصلحة على الإطلاق. 2) إن الخطاب الإسلامي الذي يقدم كبديل للحداثة الرأسمالية -والتي تُضم إليها تجارب الحداثة الإشتراكية التاريخية أيضاً-، ذو طابع سياسي وليس ديني. أما وصفه بالأصولية كما يحدث غالباً، فلا ينطبق عليه بأي شكل، وهو، على أية حال، لا يستخدمه إلا على لسان بعض المثقفين الإسلاميين المعاصرين الذين يوجهون خطابهم الى الغرب بأكثر مما يوجهونه الى قومهم. والإسلام المقترح هنا معادٍ لجميع أشكال لاهوت التحرير، فالإسلام السياسي يدعو الى الخضوع لا التحرر. والمحاولة الوحيدة لقراءة الإسلام في إتجاه التحرر كانت تلك الخاصة بالمفكر الإسلامي السوداني، محمود طه. ولم تحاول أية حركة إسلامية، لا ((راديكالية)) ولا ((معتدلة))، أن تتبنى أفكار محمود طه الذي أعدمه نظام نميري في السودان بتهمة الردة. كذلك لم يدافع عنه أي من المثقفين الذين ينادون ((بالنهضة الإسلامية)) أو الذين يعبرون عن الرغبة في التحاور مع هذه الحركات. والمبشرون ((بالنهضة الإسلامية)) لا يهتمون بإمور اللاهوت، وكل ما يبدون إهتمامهم به من الإسلام هو الشكل الإجتماعي والتقليدي للدين، الذي لا يخرج عن الممارسات الدقيقة والشكلية للشعائر. والإسلام كما يتحدثون عنه يعبر عن ((جماعة)) ينتمي إليها الإنسان بالإرث كما لو كانت جماعة ((عرقية))، وليس إعتقاداً شخصياً يختاره المرء أو لا يختاره، يؤمن به أو لا يؤمن. فالأمر لا يتجاوز تأكيد ((هوية جماعية))، ولهذا السبب ينطبق تعبير الإسلام السياسي على هذه الحركات تماماً. 3) لقد جرى إختراع الإسلام السياسي الحديث في الهند على يد المستشرقين لخدمة السلطة البريطانية، ثم تبناه وبشر به المودودي الباكستاني بكامله. وكان الهدف هو ((إثبات)) أن المسلم المؤمن بالإسلام لا يستطيع العيش في دولة غير إسلامية - وبذلك كانوا يمهدون لتقسيم البلاد- لأن الإسلام لا يعترف بالفصل بين الدين والدولة حسب زعمهم. وهكذا تبنى أبو العلاء المودودي فكرة الحاكمية لله (ولاية الفقيه؟!)، رافضاً فكرة المواطن الذي يسن التشريعات لنفسه، وأن الدولة عليها أن تطبق القانون الساري للأبد (الشريعة). والإسلام السياسي يرفض فكرة الحداثة المحرّرة، ويرفض مبدأ الديمقراطية ذاته -أي حق المجتمع في بناء مستقبله عن طريق حريته في سن التشريعات. أما مبدأ الشورى الذي يدعي الإسلام السياسي أنه الشكل الإسلامي للديمقراطية، فهو ليس كذلك، لأنه مقيد بتحريم الإبداع، حيث لا يقبل إلا بتفسير التقاليد (الاجتهاد)، فالشورى لا تتجاوز أياً من أشكال الاستشارة التي وجدت في مجتمعات ما قبل الحداثة، أي ما قبل الديمقراطية. ولا شك أن التفسير قد حقق في بعض الحالات تغييراً حقيقياً عندما كانت هناك ضرورات جديدة، ولكنه حسب تعريفه ذاته -رفض الانفصال عن الماضي- يضع الصراع الحديث من أجل التغيير الاجتماعي والديمقراطية في مأزق. ولذلك فالتشابه المزعوم بين الأحزاب الإسلامية -راديكالية كانت أم معتدلة حيث إنها جميعاً تلتزم بمعاداة الحداثة بحجة خصوصية الإسلام- والأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوربا ليس صحيحاً بالمرة، رغماً عن أن وسائل الاتصال والديبلوماسية الأمريكية تشير إليه كثيراً لإضفاء الشرعية على تأييدها المرتقب للأنظمة ((الإسلامية)) في المستقبل. فالديمقراطية المسيحية قائمة في نطاق الحداثة، وهي تقبل الفكرة الأساسية للديمقراطية الخلاقة، وكذا جوهر فكرة العلمانية. أما الإسلام السياسي فيرفض فكرة الحداثة، وهو يعلن ذلك حتى وإن كان لا يستطيع فهم مغزاها. وعلى ذلك فالإسلام المقترح لا يمكن وصفه بالحداثة، والحجج التي يقدمها المنادون ((بالحوار)) لإثبات ذلك مبتذلة لأقصى درجة، وتبدأ من إستخدام دعاة الإسلام لأشرطة الكاسيت لترويج الدعوة، وحتى لقيام الدعاة بتجنيد الأتباع من بين الفئات ((المتعلمة)) كالمهندسين والأطباء مثلاً! وعلى أية حال، فخطاب هذه الحركات لا يعرف إلا الإسلام الوهابي الذي يرفض كل ما أنتجه التفاعل بين الإسلام التاريخي وبين الفلسفة الإغريقية في زمانه، كما يكتفي بتكرار الكتابات التي لا طعم لها لإبن تيمية، الذي هو أكثر الفقهاء رجعية في العصر الوسيط. وعلى الرغم من إدعاء بعض الدعاة بأن هذه التفسيرات هي ((عودة الى الإسلام في عهد الرسول))، فإنها في الحقيقة عودة الى الأفكار السائدة منذ 600 عام، أي الى الأفكار السائدة في مجتمع تجمد تطوره لعدة قرون. 4) والإسلام السياسي المعاصر ليس نتيجة لرد الفعل لإساءات العلمانية كما يدعي البعض كثيراً مع الأسف. ذلك أن أياً من المجتمعات الإسلامية العصرية -بإستثناء الإتحاد السوفياتي السابق- لم يكن في وقت من الأوقات علمانياً بشكل حقيقي، ودع عنك التعرض لهجمات سلطة ((ملحدة)) عدوانية بأي شكل من الأشكال. فقد اكتفت الدول شبه الحديثة في تركيا الكمالية، ومصر الناصرية، وسوريا والعراق البعثيين، بتدجين رجال الدين ( كما حدث كثيراً من قبل )، وذلك بأن تفرض عليهم خطاباً هدفه الوحيد إضفاء الشرعية على اختياراتها السياسية. أما نشر فكرة العلمانية فلم توجد إلا لدى بعض الأوساط المثقفة المعارضة، ولم يكن لها تأثير يذكر على الدولة، بل إن الدولة قد تراجعت في بعض الأحيان في هذا المجال، خدمة لمشروعها الوطني، كما حدث من تطور مزعج حتى في عهد جمال عبدالناصر نفسه بالنسبة لموقف الوفد بعد ثورة عام 1919. ولعل التفسير الواضح لهذا التراجع هو أن الأنظمةالمعنية، إذ رفضت الديمقراطية، فضلت عليها ((تجانس المجتمع))، الأمر الذي تظهر خطورته حتى بالنسبة لتراجع الديمقراطية في الغرب المعاصر ذاته. ويهدف الإسلام السياسي الى إقامة أنظمة دينية رجعية صريحة، مرتبطة بسلطات من طراز ((المماليك))، أي سلطة تلك الطبقة العسكرية الحاكمة قبل قرنين من الزمان. ومن يراقب عن كثب الأنظمة المتدهورة التالية لمرحلة الفورة الوطنية، والتي تضع نفسها فوق أي قانون ( بإدعاء أنها لا تعترف إلا بالشريعة ). وتستولي على كل مكاسب الحياة الاقتصادية، وتقبل، باسم ((الواقعية))، أن تندمج في وضع متدنٍ، في العولمة الرأسمالية لعالم اليوم، لا يمكن إلا أن يربط بينها وبين تلك الأنظمة المملوكية. وينطبق نفس التقييم على نظيرتها من الأنظمة المدّعى بإسلاميتها والتي ظهرت مؤخراً. 5) ولا يوجد اختلاف جوهري بين التيارات المسماة ((بالراديكالية)) للإسلام السياسي، وبين تلك التي تفضل تسمية نفسها ((بالمعتدلة))، فمشروع كل من النوعين متطابق. وحتى إيران لا تشذ عن القاعدة العامة، بالرغم من الارتباك الذي حدث عند تقييم نجاحها، الذي تحقق بسبب الالتقاء بين تقدم الحركة الإسلامية، والصراع الناشب ضد دكتاتورية الشاه المتخلفة اجتماعياً والمرتبطة سياسياً بالأمريكان. ففي المرحلة الأولى، عوضت المواقف المعادية للاستعمار للسلطة الدينية من غلواء تصرفاتها الجامحة، وهذا الموقف المعادي للاستعمار هو الذي منح هذه السلطة شرعيتها، كما كانت له أصداء قوية من التأييد خارج إيران. ولكن النظام لم يلبث أن ظهر عجزه عن قبول التحدي المتمثل في اقتراح تنمية اقتصادية واجتماعية مجدّدة. فدكتاتورية العمائم (رجال الدين) التي حلت محل دكتاتورية الكابات (العسكريين والتكنوقراط)، كما يقال في إيران، قد أنتجت تدهوراً خطيراً في الأجهزة الإقتصادية للبلاد. وإيران التي كانت تهدف أن تصبح مثل ((كوريا))، قد انتهى بها الأمر أن تنضم الى ((العالم الرابع)). وتجاهل الجناح المتشدد في الحكم للمشاكل الاجتماعية التي تواجه الطبقات الشعبية، هو الذي أدى الى نجاح من يسمون أنفسهم بالمعتدلين، لأنهم أصحاب مشروع يمكن أن يخفف ولا شك، من تشدد الديكتاتورية الدينية، ولكن دون التخلي عن مبدأها الاساسي، وهو ولاية الفقيه الوارد في الدستور. يجد نظام الإسلام السياسي في إيران نفسه في مأزق، ويجب أن يصل الصراع السياسي والاجتماعي الذي يقوم به الشعب الإيراني اليوم بشكل صريح، الى رفض مبدأ ولاية الفقيه الذي يضع جماعة رجال الدين فوق كل مؤسسات المجتمع السياسية المدنية، وهذا هو شرط نجاح هذا الصراع. إن الإسلام السياسي هو مجرد تحوير للوضع التابع للرأسمالية الكومبرادورية، ولعل شكله ((المعتدل)) يمثل الخطر الأكبر بالنسبة للشعوب المعنية. ويعمل التأييد الواضح لدبلوماسية ثالوث الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة لهذا ((الحل)) للمشكلة، في فرض النظام الليبرالي للعولمة الذي يعمل لمصلحة رأس المال المسيطر. 6) لا يتعارض خطاب رأس المال الليبرالي للعولمة مع خطاب الإسلام السياسي، بل هما في الواقع يكمل أحدهما الآخر تماماً. فالإيديولوجية ((الجماعية)) على الطريقة الأمريكية، التي يجري الترويج لها حالياً، تعمل على إخفاء الوعي والصراع الاجتماعي لتحل محلهما ((توافقات)) جماعية مزعومة تتجاهل هذا الصراع. واستراتيجية سيطرة رأس المال تستخدم هذه الإيديولوجية لأنها تنقل الصراع من مجال التناقضات الاجتماعية الحقيقية الى العالم الخيالي، الذي يوصف بأنه ثقافي مطلق عابر للتاريخ. والإسلام السياسي هو بالدقة ظاهرة ((جماعية)). ودبلوماسية القوى السبع العظمى، وخاصة الدبلوماسية الأمريكية، تعرف جيداً ماذا تفعل عندما تؤيد الإسلام السياسي. فقد فعلت ذلك في أفغانستان، وأطلقت على الإسلاميين هناك إسم ((المحاربين من أجل الحرية))! ضد الديكتاتورية الشيوعية الفظيعة، مع أن النظام الذي كان قائماً هناك، كان مجرد محاولة لإقامة نظام إستبدادي مستنير حداثي وطني شعبي، كانت لديه الجرأة لفتح أبواب المدارس للبنات. وهي مستمرة في هذا التأييد من مصر الى العراق، لأنها تعلم أن الإسلام السياسي سيحقق -لها- إضعاف مقاومة الشعوب المعنية، وبالتالي تحويلها الى الكومبرادورية. ونظام الحكم الأمريكي، بما عرف عنه من استغلال لأخطاء الآخرين، يعرف كيف يستخلص فائدة أخرى من الإسلام السياسي. فهو يستغل ((تخبطات)) الأنظمة التي تستلهمه -مثل نظام طالبان- ( وهي في حقيقة الأمر ليست تخبطات وإنما هي جزء لا يتجزأ من مشروعها)، كلما فكرت الإمبريالية في التدخل، بفظاظة إن لزم الأمر. والحركات الإسلامية الوحيدة التي تهاجمها بلا تردد القوى السبع الكبار، هي تلك التي تنخرط - بسبب الظروف الموضوعية المحلية - في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مثل حماس وحزب الله، وهذا ليس من قبيل الصدفة. ملحق (6) من كتاب "ما بعد الرأسمالية المتهالكة". إصدار: دار الفارابي. RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - الشهيد كسيلة - 10-24-2009 استاذ بهجت اين نجد مقالاتك في الحوار المتمدن ونشكرك على مواظبتك على نشر رسالة التنوير هنا بالنادي فحضرتك مكسب كبير له اما العروبة فقد تمددت على حساب ثقافات وهي لا تريد ان تتعايش مع ثقافة اخرى ولنكون اكثر صراحة قالعروبة قامت على انقاض الهوية المصرية بعد ان محتها لغويا من الوجود فماذا ربحت مصر من العروبة غير تسليم رقبتها لحبل مشنقة فقهاء نجد وكتب عصر الانحطاط وعندما ارادت مصر الانعتاق في عهد محمد علي خرج المارد من قمقمه واعاد مصر الى العصر البيزنطي (جدل ديني عقيم ولا شيء غير ذلك) تقدر تقول لي ما هو مشروع مصر الآن لا شيء غير فقاعات البؤس والحرمان وانظر إلى ما يشغل بال خلق الله هذه الأيام: التوريث كرة القدم النقاب واهانة شيخ الأزهر طنطاوي وهذا بعد انطفاء جذوة رئاسة اليونسكو هل هذا هو قدر مصر هل هذه هي آمال مصر مصر أكبر بكثير لكن والا ما نقولشي احسن RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - هاله - 10-25-2009 سلام أستاذ بهجت أليس سمير أمين هذا هو نفس المفكر الذي تعرض له الزميل الغائب أورفاي و أنت قلت بما معناه أن فكره عفا عليه الزمن أو شئ بهذا المعنى؟ أم ذاك مفكر آخر؟ و شكرااااااا على المقالات الدسمة في هذه الصفحة .. يصعب الاقتباس فعلا حيث كل فكرة جديرة بالاقتباس. RE: سمير أمين: القومية العربية وهم والإسلام السياسى استبداد - بهجت - 10-25-2009 (10-25-2009, 01:43 AM)هاله كتب: سلام أستاذ بهجتهالة . يا صديقتي العزيزة .. هناك اختلاف بيني و بين أوارفي في العديد من القضايا و المواقف ، فلست أرتهن صداقاتي بتطابق المواقف ، هناك بالفعل شريط لأوارافي ينتقد فيه بعض أفكار سمير أمين و لكني حتى لم أشارك فيه ، هذا الشريط مذكور بالفعل بالموضوعات ذات الصلة . طرحي هذا الشريط لا يعني أني أتفق مع سمير أمين في كل أفكاره أو أني أنتمي للتيار الماركسي ، و لكني أطرحه لأهمية سمير أمين ، و في إطار الإنفتاح على مختلف المدارس الفكرية المناهضة للأصولية ، و بمناسبة إصداره لكتابه الجديد تحديدا ، هذا الكتاب أتفق معه في قضيتين هامتين هما قضيتي القومية العربية و الإسلام السياسي ،و اختلف معه في قضية النظام الرأسمالي ، أو بالأخص التعامل مع سلبيات النظام ، و تصادف أنه في نفس اليوم الذي طرحت فيه الشريط حصول سمير أمين على جائزة ( ابن رشد ) العالمية ،و التي يستحقها سمير أمين بالقطع . لا أتذكر أني تعرضت سابقا لأفكار سمير أمين سوى في حالات نادرة و بشكل عرضي ، و لكني ناقشت أفكاره حول التنمية في شريط طرحته بعنوان (كيف يصنعون الأزمنة المعاصرة ) هنــــــــــــــــا و في هذه الفقرة تحديدا . اقتباس:مدرسة التبعية ( يطلق هذا الاسم أكاديميا على مناهضي التبعية ) . تبلورت تلك المدرسة نتيجة انصهار عناصر اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية مع عناصر من الماركسية الجديدة في الستينات في تحد لنظرية الحداثة التي تقودها الولايات المتحدة . قدمت مدرسة التبعية العالم على أنه مؤلف من قطبين :دول غنية في المركز لنظام عالمي جديد و دول فقيرة هي تابعها أو محيطها كما ذكرت سابقا .وفقا لهذه النظرية يتسلط المركز على المحيط و يستغله على امتداد سلسلة تمتد من مراكز الدول الغنية إلى عواصم البلاد الفقيرة إلى مدنها الإقليمية ثم إلى مناطقها الريفية النائية ثم صعودا إلى أعلى السلسلة غير المتكافئة من جديد ، خلال هذه السلسة يتدفق من أعلى لأسفل السلطة و الأيديولوجية و السلع غالية الثمن ، يقابلها من أسفل لأعلى فائض القيمة و التبعية . يحدد منظرو التبعية عوامل رئيسية تنشط حالة التبعية أهمها الرأسمال الأجنبي ممثلا بالشركات متعددة الجنسيات ، أيضا مجموعة النخب ضمن دول المحيط ،و التي أبرز عالم الاقتصاد البرازيلي الشهير كاردوسو ( انتخب رئيسا عام 1995 ) الدور الفاعل الخطير الذي تقوم به تلك النخب في ربط دولها بالنظام العالمي الظالم و بحيث تنتفع تلك النخب مع حلفائها في المركز على حساب الجماهير الفقيرة التي تعيش ضمن المحيط . |